المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة قلم .. لمحات من حياة الرجل الذي أحب حضرموت.. د. محمد سعيد القدال.. تكريما ووفاء


حد من الوادي
01-19-2008, 04:41 PM
رحلة قلم .. لمحات من حياة الرجل الذي أحب حضرموت.. د. محمد سعيد القدال.. تكريما ووفاء بعد رحيله


«الأيام» علي سالم اليزيدي:
رحل المغفور له بإذن الله الرجل الذي عشق حضرموت وعاشها في وجدانه كل حياته حتى مماته، إنه الدكتور الأستاذ الجامعي المترجم والمفكر محمد سعيد القدال، ابن الشخصية الشهيرة في تاريخ حضرموت القدال باشا، الذي عاش وعمل في زمن جعله مميزا في علاقاته وسيرته العامة، فما الذي أتى بالقدال الأب إلى حضرموت؟ ثم كيف سار الابن نحو حضرموت أيضا؟.. لنبدأ الحكاية؟

في عام 1934م أنشئ معهد بخت الرضا لتدريب معلمي المرحلة الابتدائية في السودان ومن ضمنهم الشيخ سعيد القدال، ونجح في الأداء ولفت الانتباه، وهذا جعله يلفت انتباه المستر (قريفث) عميد بخت الرضا، وعندما طلبت حكومة حضرموت أن يرشح أحد رجال التربية السودانيين يساعد في النهوض بالتعليم، رد المستر قريفث: «لقد وجدت لكم الشخص المناسب»، ورشح الشيخ القدال للعمل في حضرموت.

وصل الشيخ القدال ميناء المكلا صباح يوم صائف من عام 1939م، ومكث بها حتى عام 1957م عندما بلغ سن التقاعد، وغدت حضرموت لهذا الرجل موطنا آخرا، وكانت تجربة غنية وفريدة من حياته، وصلها شابا وخرج منها شيخا، وظلت حضرموت باقية في وجدانه ونظم فيها أغنى شعره وأغزره، مكث يقود النظام التعليمي إلى عام 1950م، وكتب عنه د. محمد عبدالقادر بافقيه عام 1951م خطيا في حفل تكريمه عندما انتقل من ناظر معارف إلى وزير للسلطنة القعيطية «لقد نجح الشيخ القدال كناظر معارف، وهذا حسبه من الفخر»، وذكر كتاب صدر عام 1994م عن التربية والتعليم في الشطر الجنوبي من اليمن، إن أرقى إدارة تعليمية في المحميات الشرقية الأربع: الواحدي- المهرة- الكثيري- القعيطي، هي إدارة معارف حضرموت التي يرأسها القدال.

هذا من قصة الأمس وتفاصيلها شأن آخرين، ولكن ماذا بشأن عاشق حضرموت الآخر محمد سعيد القدال، المترجم وابن المكلا والصديق للجميع..

لعلي أدفع بعض دين حضرموت

سعى د. محمد سعيد القدال إلى ملاحقة كل ما ينشر ويكتب عن الحضارم وحضرموت، ويعمل على ترجمته أو صياغة الأبحاث داخل حضرموت عندما عمل سنوات في جامعة عدن وعاش بالمكلا، أمامي لهذا المترجم ثلاثة كتب، الأول بعنوان (حضرموت إزاحة النقاب عن بعض غموضها) تأليف دانيال فان درميولين والدكتور فون فيبسمان، الأول قنصل هولندا في جدة، والثاني جغرافي ألماني زار حضرموت صيف 1931م، وقال القدال الابن هنا: لماذا قمت بترجمة هذا الكتاب؟ من عام 1995م أحضر لي أحد السودانيين أثناء زيارة لجامعة بيرقن بالنرويج هذا الكتاب لمعرفته بصلتي بحضرموت، والسبب الثاني أنه يساعد في فتح باب الدراسات الاجتماعية حول أوضاع حضرموت التي كانت وما آلت إليه، والسبب الثالث أن الكتاب يصور انطباعا صادقا، والسبب الرابع أن المسافة قد تباعدت من العقود الأخيرة بين القارئ الحضرمي والقارئ العربي عامة واللغة الإنجليزية، وهنا تقريب تلك الشقة التي تباعدت.

وكتب وأخيرا لعلي بهذه الترجمة أدفع بعضا من دين حضرموت علي منذ أن احتضنتني يافعا عام 1940 حتى استضافتي للعمل بها عام 1993م. وأشار هنا بقوله: والأمر الذي يتبع ما هي الأهداف التي دفعت قنصل هولندا للقيام بهذه الرحلة إلى حضرموت؟

وأظرف ما جاء مع هذه الأسباب للمترجم د. القدال أن مؤلف الكتاب الهولندي يقول عن الحياة الاجتماعية الحضرمية: الحياة هنا ديمقراطية، ففي غرفة الاستقبال يجلس العبيد والخدم والأطفال وصاحب الدار. وكرر: المواطنون العاديون يجتمعون في مجلس الأغنياء ويأكلون معا.

وهناك كتاب آخر ألفه وهو (السلطان علي بن صلاح القعيطي) بمعية الأستاذ الكريم والشيخ المثقف عبدالعزيز علي القعيطي، الذي أظهر نصف قرن من الصراع السياسي في حضرموت (1948-1898) وهو هنا يخضع لشهادة الدكتور صالح علي باصرة، وزير التعليم العالي، إذ يقول عنه: «لقد ارتبط القدال الابن بحضرموت منذ سنوات عمره الأولى، ووفاء لدور والده ولتلك السنوات الجميلة، فإنه يواصل الطريق الذي بدأه والده وإن كان باتجاه آخر، ويقدم مصادر جديدة حول تاريخ حضرموت، وقد فجر كتاب علي بن صلاح القعيطي الكثير من الصدى حول ما تضمنه الكتاب من خفايا وقضايا وارتباطات داخلية وخارجية للسلطان المبعد ودار الحكم والجوار والإنجليز. الكتاب الثالث الذي أمامي هو الشيخ القدال باشا (معلم سوداني من حضرموت.. ومضات من سيرته 1975-1903) وقد أهداني إياه أثناء التقائنا في كوالامبور لحضور المؤتمر الدولي حول دور وتأثير الحضارم في جنوب شرق آسيا عام 2005م.

وفي هذا الكتاب أنجز عملا رائعا لمرحلة وواقع التعليم والسياسة أيضا أثناء وجود والده هناك، وأراد من هذا الكتاب الذي احتاج إليه التاريخ إنصاف هذا الرجل ورفاقه وكل الإنجازات التي لايزال الحضارم يستعيدونها من ذاكرتهم، وهي أيضا ذاكرة لاتنتهي.

ماذا قال لي ذات يوم

أثناء وجودنا في ماليزيا 2005م وهو يحضر المؤتمر الدولي عن هجرة ووجود الحضارم في الأرخبيل الأندونيسي، تشارك النقاش مع الباحثين المعنيين بهجرة الحضارم وإعداد دراسة بعنوان ( THE HADRAMI DIASPORA AND ITS IMPACT ON THE PECULIARITY OF HADRAMOUTH) وهي تعني خصوصية حضرموت ودراسة حول القضاء على الصراع القبلي والثأر في حضرموت.

ولكم أسعدني أن أحتفظ بشريط مسجل لهذا اللقاء، إذ قال لي د. محمد سعيد القدال حول ما أعده عن حضرموت يومئذ من رد على سؤال كيف نقدم هذه الخصوصية: باختصار الوضع الجغرافي له أثره في الصراع القبلي، الساحل ضيق بينما الجبال الصحراوية موطن صراع، والمناطق الوسطى خليط والتراتب الاجتماعي له خصوصيته، شد انتباه الباحثين وعالم الاجتماع الشهير عبدالله بوجراكين، وهو من أصل حضرمي ومن أول من بحث في هذه الظاهرة (حريضة من وادي حضرموت) وفسروا وضع السادة والمشائخ والقبائل الحموم وسيبان ويافع وخصوصية حضرموت البارزة في القيادات المستنيرة في النصف الثاني من القرن 20، والدعوة إلى الإصلاح والهجرة.

وقد شلكت دراسته هذه التي أعدها بالتعاون مع صديقه الأستاذ عبدالعزيز علي القعيطي أهمية، وفتحت نقاشا هاما من يومها وسيظل أيضا.

وترجم أيضا تقرير (Little) عن المسح الجيولوجي غرب المكلا 1925م، وأظهر الكثير من أسرار حضرموت. نعم أحبها وفتح قلبه لها. وقال لي في كوالالمبور مايزال لحضرموت دور كبير تلعبه أبعد من مكانها، وظل لدي سؤال قال لي نصفه هناك ووعدني بالنصف الثاني في المكلا، وسبق القدر والحمدلله.

هذه الأسطر هي بعض الوفاء منا له مع تعزية، وجبت من د. صالح باصرة والأستاذ عبدالعزيز القعيطي عبر «الأيام».




الأستاذ الدكتور محمد سعيد القدال

> من مواليد الخرطوم 1935م حاصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ السودان الحديث، أستاذ في مادة تاريخ السودان الحديث في كلية الآداب في جامعة الخرطوم، عمل محاضرا في كلية التربية - المكلا وكلية التربية - عدن، وأسهم في مناقشة عدد من رسائل الماجستير في التاريخ، له العديد من المؤلفات منها:

- 1970: التعليم في مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية.

- 1972: الحرب الحبشية السودانية تحقيق بالاشتراك ط.ث 1992.

- 1973: المهدية والحبشة 1993.

- 1985: الحزب الشيوعي السوداني وانقلاب 25 مايو.

- 1986: الإمام المهدي لوحة لثائر سوداني ط.ثالثة 2004.

- 1987: السياسة الاقتصادية للدولة المهدية 1992.

- 1992: الإسلام والسياسة في السودان 621 - 1985.

- 1992: الانتماء والاغتراب دراسات في تاريخ السودان.

- 1993: تاريخ السودان الحديث 1820 - 1956 ط.ث 2003.

- 1997: الشيخ القدال باشا: معلم سوداني في حضرموت ط.ث 2005.

- 1998: السلطان علي بن صلاح القعيطي: نصف قرن من الصراع السياسي في حضرموت ط.ث 1999.

- 1997 : كوبر: ذكريات معتقل سياسي في سجون السودان ط.ثالثة 1999.

- 1999: معالم في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني 1946 - 1975

- 2000: المرشد إلى تاريخ أوروبا الحديث: من عصر النهضة إلى الحرب العالمية الثانية.

- 2000: الدليل على كتابة الأبحاث الجامعية (بالاشتراك).

- 2003: الشيخ مصطفى الأمين: رحلة عمر من الحبشة إلى همبرج.

ترجمة كتب من الإنجليزية:

- 1997: حضرموت: إزاحة النقاب عن بعض غموضها.

- 1998: رحلة في جنوب شبه الجزيرة العربية.

- 1999: القات.

- 2003: تاريخ الطريقة الختمية في السودان.


جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الأيام للصحافة و النشر Designed & Hosted By MakeSolution.com

ابونورا
01-27-2008, 01:29 PM
رحم الله القذال باشا احب حضرموت فبادلته المحبه حبا بحب
ويكفي ان تسمع قوله في احد قصائده في اهل حضرموت

سلام عليكم يابني الاحقاف يامن علوتموا علي ساكني سهل الجزيرة او نجد

شهادة تقدير لابناء حضرموت من رجل يستشهد بمثله وانى لنا بمثله الان


اوووف لو سمعوا اهل الخليج والسعوديه خاااصه اهل نجد هالقصيده
كان اتهموا القذال بانه من القاعده او ارهاااابي

ابوبدر
02-02-2008, 08:01 PM
شكرا حد من الوادى ل هذا النقل وتسليط الاضواء على شخصية د محمد سعيد القدال فقط انوة الى ان القدال الاب لعب دورا فى تلك المرحلة وارتبط اسمة بحادثة القصر الشهيرة فى مدينة المكلا