سقيفة الشبامي - المنقولات السياسية

على خطى نظام صالح .. جماعة الحوثي تهدد الجنوبيين بحرب قبائل جديدة

عدن ((عدن الغد)) خاص:

وسط فناء منزله الصغير بحي السعادة بخور مكسر يجلس مساءاً "محمد سالم علي "
برفقة عدد من ابنائه وسط باحة منزله حيث افترشوا الأرض لمشاهدة التلفاز.

كانت الساعة جاوزت الثامنة مساء حينما تحلقت أسرته لمشاهدة قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثيين
وهي تعرض تقارير مصورة عن احتشاد المئات من رجال القبائل بمنطقة "نهم" بشمال اليمن
للدفاع عما تقول "القناة" أنها مؤامرة لتجزئة اليمن .

تحدث التقرير الاخباري المطول عن استعداد رجال القبائل بشمال اليمن عن الدفاع عن وحدة البلاد
وامنها واستقرارها وتأكيدهم أنهم سيشاركون في أي حرب
محتملة تحت راية الدفاع عن وحدة البلاد.

تضمن التقرير الاخباري الذي يشبه عشرات التقارير التي باتت القناة الممولة "ايرانيا" تبثها في الفترة الاخيرة
مشاهد لاسلحة رشاشة وهي ترفع في السماء في مواجهة الكاميرا يتحدث العشرات من رجال القبائل
بصورة مكررة عن استعدادهم لخوض معارك مسلحة دفاعا عن الوحدة اليمنية.

يشاهد " محمد سالم علي" التلفاز صامتا وتعود به الذاكرة إلى ماقبل 20 عام من اليوم حينما
كان يفترش نفس المكان إلى جانب زوجته واطفاله الذين كانوا حينها صغارا.

كان الرجل في العام 1994 يفترش المكان ويتحلق حوله اولاده "الصغار" ليشاهدوا
قناة "اليمن" التي كانت تعرف بقناة صنعاء .

يقول "سالم" ان هذه المشاهد التي باتت "قناة المسيرة" التابعة لجماعة الحوثي تعيد به الذاكرة إلى العام 1994
حينما كان نظام علي صالح يبث وعبر قناة "صنعاء" مشاهد مماثلة للمئات من مسلحي رجال القبائل في الشمال
الذين كانوا يتهددون "الجنوبيين" قبل ان ينفذوا تهديدهم لاحقا ويقوموا باجتياح الجنوب .

عقب أشهر من الحشد الإعلامي الذي قامت به قناة صنعاء في العام 1994 انتهى الأمر بقدوم الآلاف
من مسلحي الشمال واستيلائهم على مدن الجنوب واحدة تلو الأخرى .

خرج "سالم" من منزله صبيحة الـ 8 من يوليو 1994 ليشاهد عدد من المؤسسات الحكومية القريبة من منزله
والعشرات من المسلحين الذين يرتدون قمصان بيضاء ويتمنطقون بالجنابي وهم يقومون بنهبها .

شهدت مدينة عدن يومها أعمال نهب واسعة النطاق وخضعت لسيطرة القوات الشمالية الغازية وظلت حتى اليوم
لكن الحديث تصاعد خلال السنوات الماضية عن عدالة المطالب السياسية ومشروعية المظالم .

يعترف "سالم" انه وكثيرين في الجنوب كانوا ممن اعجبوا بداية الأمر بجماعة الحوثي وحربها ضد قوى
النفوذ الشمالية لكنه بات يعتقد اعتقادا واسعا ان الجماعة تسير على خطى نظام صالح
في خطابها السياسي دفاعا عن الوحدة اليمنية التي تمت بين شمال اليمن وجنوبه في العام 1990 .

اعلنت جماعة الحوثي مؤخرا رفضها لقرار تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم تنفيذا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني في اليمن .

ورغم ان غالبية الناس في الجنوب ترفض هذه المخرجات وترى أنها اقل مما تطالب إلا ان جماعة الحوثي
هي الأخرى ترفضها ويبدو أنها في طريقها للتمسك بالوحدة السياسية اليمنية
وفق النموذج السابق في اليمن .

يحبس قطاع واسع من الجنوبيين في اليمن انفاسهم لما يمكن ان تكشف عنه الحالة السياسية في اليمن
خلال الفترة المقبلة وهل يمكن لجماعة الحوثي ان تمارس نفس الدور السابق
الذي مارسته القوى السياسية اليمنية تجاه الجنوب .

تعليق : حقا مصائب قوم عند قوم فوائد .. اعلام الحراك يسعى للتحريض لزيادة رصيده المرفوض جنوبياً

allahakbr