سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   سقيفة الأخبار السياسيه (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=56)
-   -   صلة الحضارمة بالملاحة البحرية جنوب بلاد العرب وفي الخليج العربي إلى ظهور الإسلام (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=59131)

حد من الوادي 02-09-2013 02:40 AM


الهوية انتماء يا سادة

2/7/2013 نايف نصير


كان نوع من الهوس ان تحلم بعودة الهوية الحضرمية مستقلة سياسيا ، ولكن مع مرور الزمن أصبح الحلم يتحقق في خطوات بطولية سطرها شعب يقطن مابين حوف المهرة إلى باب المندب ، سقوه بدمائهم فانبت شجرة ها نحن ننعم بظلها وثمرها في الواقع المفروض الذي لا يمكن ان يتجاهله احد.

اعجبني مقال الكاتب الفريد احمد بن فريد "حضرموت .. الهوية المفترى عليها" وهو يتكلم عن المسمى الجديد المقترح للدولة الآتية قريبا - بإذن الله - منهية بذلك احتلال ومحاولات لإعادة ماض بئيس.

إن الهوية انتماء يا سادة ، الهوية عنوان شعب وارض وتاريخ وحاضر ومستقبل. إن حضرموت ليست عبارة عن ارض فقط ، ولكنها ثقافة تلونت بها بقاع شتى وأراض واسعة. إن حضرموت ليست مجرد رقعة جغرافية في جنوب الجزيرة العربية فقط ، ولكنها سلوك فطري زادته تعاليم الإسلام رسوخا.

يكبر الإنسان دائما بكبر طموحه ، ويهمني كحضرمي أن يكتسي العالم كله بهويتي الحضرمية ، فإنما هي قوة لنا وليس انتقاصا في الآخرين. يهمني كحضرمي أن تصطف عدن وكافة المناطق الى جانبي ، فالاقتصاد والجغرافية والموارد الطبيعية والبشرية كلها سياسة ، فمن ملك لقمته ملك كلمته ، ومن ملك كلمته ملك توجهه، ومن ملك توجهه وطد رجليه على بقعة واثبت وجوده.
-
ليس بالهم الكبير لدي أن ارجع للتاريخ فابحث عن حدود حضرموت الصغرى او الوسطى او الكبرى بقدر اهتمامي ان هناك فرصة للحضارم ان يمدوا أيديهم إلى إخوانهم في الجنوب بمنظور حضرمي مؤصل ، ويعيدني هذا الهاجس الى رسالة ارسلتها للمناضل الحضرمي احمد سالم بلفقيه في التاسع عشر من مارس 2011م متخوف فيها من اطراف عينها على حضرموت ، فكان رده بمقال جميل عنونه "مخاوف حضارمة حضرموت المحافظة من حضارمة حضرموت الكبرى" وفيه عرج الكاتب والمناضل على حضرموت الثقافة والرسالة فكانت كفيلة بان تجعلني استشعر انني امام ارث عظيم يحمل في طياته الخير للجميع اسمه "حضرموت" وعلينا ان نتحمل المسئولية لقيادة المنطقة عامة الى بر الامان.-

أشكر من يحرصون على الهوية الحضرمية بحدود السلطنات الاربع جغرافيا ، ولكني لا ارى بعد النظر في رؤيتهم ففي كل مكان دلائل للهوية الحضرمية. وفي ظني ان الخطوات والرؤى يجب ان تركز حاليا على ماذا نريد في الغد القريب لا ماذا كنا ، فعلينا معشر الحضارم ان نهيئ انفسنا للآتي والاصطفاف لرؤية موحدة تحت مضلة الفدرالية الاتحادية الحضرمية كخطوة استباقية نستطيع من خلالها بسط سيطرتنا على ارضنا ودرء الهواجس والمخاوف المتعددة وحتى لا يتكرر الماضي.

[email protected]

حد من الوادي 03-18-2013 01:01 AM


حد من الوادي 04-09-2013 05:08 PM


المكلا اليوم | الصفحة الرئيسية

دورين إنجرامز والكشف عن واقع حضرموت من الداخل قبل سبعين عاما


4/9/2013 المكلا اليوم / كتب: د. عبدالقادر علي باعيسى

صدر عن مكتبة الصالحية للنشر والتوزيع بغيل باوزير، م/ حضرموت، الجمهورية اليمنية هذا العام 2011م كتاب أيامي في الجزيرة العربية- حضرموت وجنوب الجزيرة 1934-1944م لدورين إنجرامز زوجة المستشار البريطاني بالمكلا لدى السلطنة القعيطية هارولد إنجرامز وترجمه الأستاذ نجيب سعيد باوزير الذي كان يهمه نقل أفكار المؤلفة بدقة من خلال حرصه – فضلا عن دقته المعروفة- على مراجعة الترجمة عن اللغة الانجليزية من قبل الدكتور خالد يسلم بلخشر. والكتاب إذ يقدم صورة عن حضرموت في تلك الفترة فإن بلاغته لا تقوم في ذاته حسب، وإنما فيما يثيره من تصور بين الوضعين الماضي والراهن من خلال ما كان بحضرموت وما مر بها في إطار المتغيرات السياسية والاجتماعية والفكرية التي شهدتها.

وهو كتاب جاذب في طريقة عرضه وأسلوبه وخباياه، فحضرموت بعيون الغربيين الذين يركبون الجمال والحمير لأول مرة في حياتهم، ويشعرون بأن (حظهم كان سعيدا) لأنهم يتعرفون على وطن صخري صحراوي ككل جنوب اليمن الذي يبدو ((من الجو أشبه بمنظر سطح القمر ليس فيه ما يسر الناظر))(1) تتحول إلى جمال خاص عند معاشرتها، فالعزلة قد تعني القمة والتفرد وخصوصية الألوان. وكان على الحضارمة بدورهم أن يدعوا دورين إنجرامز من عزلتها لنطق الشهادتين، وكان ذلك يرسم للأوربيين الخارطة النفسية والثقافية لأهل البلد الذي كانوا يراقبونه بحساسية شديدة وعن قرب من خلال تقلبهم في الوديان والهضاب والقرى. كانوا في بداية تعرفهم يمتدون بمحاذاة الأرض وفي الوقت نفسه بمحاذاة النفوس، وكلما توغلوا في الأرض توغلوا في معرفة الإنسان والعادات والتقاليد الاجتماعية حتى دخلوا البيوت ليكتشفوا في كل مرة أنهم يدخلون في سلام أكبر ومحبة.

ويدخلون في خطر مخيف أيضا بسبب الصراعات القبلية، فحضرموت في ذلك الوقت بلد يحمل جزءا من اسمه بحق (حضر الموت) وكان شيئا مزعجا أن يوقف البدو الحضارمة السيارات قبل ثمانين يطلبون ((مائة ريال ماريا ترينزا ))(2) ليستقروا في النهاية على عشرة ريالات، وكأنهم كانوا ينظرون إلى الثراء الذي توحي به هيئة الأجانب وبيوت الأثرياء من آل الكاف التي يقصدونها في تريم، ولعل ذلك كان لشظف شديد يعانونه، ولم يكن (( في عام 1943م حكومة ذات إدارة منظمة لا في السلطة القعيطية ولا الكثيرية وكان السلطانان هما اللذان يسيران الأمور شخصيا تقريبا بمساعدة سكرتير ومسؤول خزينة وقاض وقائد قوات)) وإن كان للجهاز العسكري للسلطنة القعيطية شيء من الهيبة(4).

كانت دورين تخاطر، والمخاطرة متعة أوربية بامتياز، فقد سافرت مع السيد علوي العطاس إلى وادي عمد في إطار جهود زوجها لإقناع قبائل الجعدة ٍبالسلام والهدنة في وقت كانت فيه البلدان والناس في حالة استنفار دائم وتوجس من أي رصاصة تأتي من مكان مجهول، حتى الزراعة كانت تتوجس كثيرا من الإحراق، ولولا رحلة امرأتين على جمل عربية وغربية ( دورين وجميلة من العاملات الجميلات في بيت العطاس بحريضة ) ورفع هذه الأخيرة صوتها بالحداء للجمل لبدا لنا وصف الحال أكثر مأساوية وكآبة.

كان على الكاتبة أن تقطع رحلة جغرافية كبيرة ورحلة ثقافية كبيرة، وكان عليها أن تقطع رحلة ثقافية أخرى بين الرجال والنساء في مجتمع يبدو غير قلق على حاله وغير مهتم بأوضاعه إلا ما يتصل بشؤون التناحر بين القبائل، ومن ثم الأمن. والحق أنه في مثل ذلك الوضع لا يخطر على البال إلا الأمن الذي كانت تتمتع به بصورة أكبر من غيرها مدن الدولة القعيطية والكثيرية (المكلا وتريم وسيئون) حيث تبنى القصور ويسود الأمان والسلام والغناء ولعب الورق، وما عدا ذلك فليس إلا الثأر والبق والبعوض في القرى يستقبلك في غرف الاستقبال وكأن كلا يبني مملكته في حضرموت في ذلك الوقت، وربما كان البق هو الوحيد من بين كل الممالك والكائنات يهنأ بمملكة الدوام دون تهديد ذلك لأن أساليب مكافحته لم تكن رائجة عصرئذ، والحقيقة أن الحكومة البريطانية كما تقول دورين اهتمت بعدن فقط وأهملت ما عداها من المحميات المتشعبة المشاكل، حتى بدا الوقت كما لو كان متوقفا في حضرموت، والذي كان يتحرك هو زمن داخلي في الغرف والبيوت الفارهة عند الدخول بالشاي الداخل حديثا إلى البلاد، والغذاء الأندونيسي الجديد على المطبخ الحضرمي، والحديث عن طريق السيارات الترابية البكر التي تشق الجبال والوهاد داعية السائح للتوقف عندها للاستمتاع بمشاهدة الزمن الواقف حد اللمس، وكلما تم التحرك نحو المناطق الداخلية مشيا على الأرجل كان الزمن أثقل، وكانت حركة الجمل دالة تقريبا على الزمن نفسه الذي قطعه الإنسان العربي من العصر الجاهلي إلى بداية القرن العشرين، فكما انتظمت حياة الناس على هيئة واحدة انتظمت حركتهم وأفكارهم على هيئة واحدة.


ومع هذا فإن ما كانت تهتم به دورين إنجرامز هو الإنسان بنيويا في لحظة تاريخية معينة ومكان محدد، وكانت الجرأة الغربية، والثقة العالية بالنفس التي قد يشوبها شيء من الاستعلاء المبطن توجه طريقتها في كيفية النظر إلى الآخرين والتعامل معهم، فكان يهمها جدا أن تتكلم بالعربية لتفهم انفعالات الناس، بل باللهجة المحلية، بل أن تلاحظ اختلاف اللهجات، وهي في الغالب تصدر تعليقات لاذعة على ما تشاهد (( وتنفسنا جميعنا الصعداء عندما لاحت لنا صيف البلدة الصغيرة القذرة التي يبدو أنها لم ترق لأي من الرحالة الأوربيين ))(5) وتسحب هذا الحكم العام إلى داخل البيوت بالتفصيل (( ويمكن أن يكون ضعف البصر نعمة إذا كنت في بلدة مثل صيف ، فعندما أخلع النظارة لا أعود أرى الوسخ الملتصق على الجدران ولا حشرات البق في الحمام، ولكن هذه المغالطة البصرية لم تمنع عني الحك الفظيع الذي كان سمة الليلة التي قضيتها هناك ولم أتأسف عندما طلع الصباح وغادرنا صيف متجهين إلى الهجرين ))(6) ولا تعدم أن تجد تعليلا مقبولا لما شاهدته لا يخلو بدوره من قرص (( ويعود السبب في القذارة التي تعيش فيها هذه القرى وأهلها إلى شحة الماء فإذا انقطعت الأمطار لبعض الوقت لم يعد هناك ماء كاف لغسل الملابس وتنظيف البيوت لأن معظم كمية الماء المتوفرة تذهب للشرب والطبخ ووضوء الصلاة ، ولكن عندما ينشأ المرء في بيئة قذرة فإنه يكون من الصعب عليه أن يشعر بما هو فيه ))(7).

وفي هذه الأجواء كانت الحمير أكثر حضورا في الطرق والقرى وحتى المدن، وإن كانت السيدة دورين لم تستطع التكيف مطلقا مع ركوب الحمار لأن وزنها كان ثقيلا عليه ولأن ساقيها الطويلتين كانتا تتدليان على جانبي الحمار حتى لتكادا أن تلمسا الأرض(8) ولكن الحضرمي الذي ألف المعاناة حتى اعتادها قد يعزّ عليه حتى ركوب الحمير فمشى حافيا لابسا (( فانلة قذرة تملؤها الثقوب وعلى رأسه كوفية أكثر قذارة )) (9) والبق يخدش الجميع ويهجم عليهم من مخابئه في شقوق الغرف، وأن يسيل الدم في ذلك الوقت من البق أو القنابل أو القبائل فالفرق غير كبير جدا.

ما كانت دورين انجرامز تصف فقط، ولكنها تتأمل من خلال الوصف، وتتأمل بصورة خاصة في الأشياء الخاصة، وما كانت تسترق النظرات بل كانت تنظر بملء عينيها، وتكتب والنظرة لم تغادر عينيها بعد، ولا تتوقف ريثما تستذكر شيئا، وإنما تعيش جدل الكونية الاستعمارية والخصوصية المحلية من غير أن يبدو عليها اضطراب، كما لو كانت في لندن تماما، لا تشعر بالخوف، رغم أنها مع الرجال الغرباء وسط البراري الحضرمية البعيدة.

ولعلها كانت تفخر ضمنيا بأن قومها يحدثون نقطة تحول في البلد، وأن متغيرات سياسية واجتماعية بدأت تحدث في عهدهم ولو على سبيل المجاز، لتصبح جزءا من الواقع بعدئذ، وإن بدت في أول الأمر جزئية وهامشية، ومن ذلك ما أوردته من أن بعضا (( من آل الجعيدي الذين يهاجرون إلى حيدر أباد يعودون معهم بصبيان هنود تحت ذريعة تربيتهم تربية دينية سليمة ثم يبيعونهم كعبيد ، لقد عايشنا هذا الأمر معايشة حقيقية بعد ذلك بعدة سنوات ، إذ حدث أن أحد أفراد هذه القبيلة تزوج بنتا هندية وأحضرها مع ابن عمها إلى وادي عمد حيث باعهما على الفور لأخيه سدادا لدين ، وهذا الأخ باعهما بدوره لشخص آخر من القبيلة . ظلت المرأة المسكينة التي لا تعرف إلا قليلا من العربية في حالة من اليأس حتى رأت ذات يوم طائرة ووقر في ذهنها أن هذه الطائرة لا شك قادمة من مكان ما ينعم بوجود حكومة قوية . تقصت المرأة حتى سمعت عن هارولد فحملت ولدها وهربت لاجئة إليه . كان هارولد آنذاك في سيئون فأحضرهما إلى المكلا حيث عاشت المرأة معنا إلى أن تم الاتصال مع أسرتها في الهند فأركبناها على باخرة ، وكان برفقتها ابنها وصبي هندي آخر كان قد أخذ كعبد هو أيضا ))(10) .

وشيء آخر يمكن حمله على هذا المعنى المستهجن استنكرته دورين وهو أن سلمى (( اكتشفت أن زوجها سقاف، كان يعاشر الجارية قبولة وأنها حامل منه ، ومما زاد من غضب سلمى أن زهر [ إحدى سيدات البيت ] كانت تعلم بالأمر كله ولم تخبرها عنه . في اليوم التالي تركت سلمى البيت حانقة وذهبت إلى بيت أمها في تريم ، وقالت إنها لن تعود إلى البيت إلا إذا ذهبت قبولة لأن السيل قد بلغ الزبى. كانت سلمى تعلم أن لسقاف زوجة أخرى يذهب إليها عصر كل يوم، ولكن معاشرته لخادمة تشاركهم العيش في نفس البيت كان يفوق قدرتها على الاحتمال. كنت متعاطفة مع سلمى ولكن يبدو أن فاطمة كانت قد ضاقت ذرعا بها، فسقاف، كما تقول، لم يفعل شيئا غريبا وأنه كان يريد ولدا وهو ما لم تحققه له سلمى فكان لا بد أن يشعر بالخيبة والخذلان ))(11) وكم كانت جملة فاطمة عن سقاف أنه لم يفعل شيئا غريبا!! صادمة، إلا إذا كانت قبولة من الإماء المملوكات لسقاف الكاف فانبهم الأمر على السيدة انجرامز.
كان شيء من الخوف والسيطرة يشيع في جو حضرموت عصرئذ يشبه ذلك الجو من الانقباض الذي كان يشيع (( في ( الحريم ) كلما أحست النساء بوجود السيد أبوبكر [ الكاف ] هناك لأنهن كن يهبنه ))(12) وزاده انقباضا وخوفا ذلك الجو الذي أشاعه القصف البريطاني بالقنابل على القرى الحضرمية، وإن حاولت دورين إنجرامز تسويغه بصورة كاريكاتورية تدعو للضحك، من قبيل أن تلك المزارع والبيوت الطينية التي ضربت كانت خالية من البشر!! فلماذا ضربت إذن؟ أو أن قنابل تلك الأيام إذا ما قورنت بقنابل اليوم تكاد تكون مجرد حجارة ! فلماذا رميت إذن ؟ هل لمجرد الممازحة الانجليزية الباردة ؟! (13).

ولعلني كنت أشفق على صديقي المترجم قليلا من ترجمة الكتب الأجنبية المتعلقة بحضرموت التي يقوم بها عادة عرب من مصر أو الشام لأن المجتمع الحضرمي ما يزال متقاربا وأشبه بالعائلة الواحدة وأنه يراعي بعضه بعضا في الحشمة والأخلاق، فكلام من هذا القبيل عن منزل السيد عبدالرحمن الكاف )) وهو منزل كبير متشعب في غير تنسيق وتشرف على جناح النساء فيه شيخة الزوجة الأولى للسيد عبدالرحمن، كانت شيخة في الثلاثينات من عمرها، وهي امرأة جميلة وذات وجنتين بارزتين وعينين واسعتين وفم لافت كثيرا ما يبدو مبوزا (14)(( يبدو محرجا كمن يدس نفسه في أمر ليس يعنيه من أسرار البيوت.

وكامرأة كانت دورين إنجرامز تركز على البيوت وخفاياها الداخلية، والنساء وعلاقاتهن فيما بينهن، والأثاث، ولعلها بذلك كانت تقدم خدمة لزوجها هارولد انجرامس لمعرفة كثير من الحقائق الداخلية للرجال الحضارمة، وكان يهمها أن تعرف الأشياء بعمق، وفي أدق وأخص تفاصيلها حتى ما يجري في النوم من الشخير وطبيعة الغطاء والموقع أو المكان الذي تفرش عليه البسط، عن مدى اتساخه أو نظافته. وربما نجحت في هذا انطلاقا أيضا من كونها امرأة تحب التسلي بالحديث. وكانت تشعر بانسجام أكبر أن تعد نفسها جزءا من المنطقة تعاشرت مع أهلها، وبدا ذلك شيئا مسعدا بالنسبة إليها، وكان ما تكتبه لافتا بالنسبة إلينا كقراء ورجال شرقيين يشوقهم ما تلاحظه عيون النساء لاسيما الأجنبيات عن نسائنا وخباياهن الداخلية التي يخفينها عن الرجال عادة، أكثر مما تلاحظه عيوننا التي نغضها كثيرا عن الملاحظة احتشاما أو استعلاء.

وكعادة الأوربيين لا يتحرجون عن وصف الشخصيات كما رأوها من غير مجاملة قد يتعذر على ابن البلد كتابة مثلها لعلاقات الود والتقدير السائدة بين الناس ))كان قريبا السيد حامد اللذان انطلقنا أنا وقانص في صحبتهما إلى سيئون، على طرفي نقيض، فأحدهما واسمه السيد حامد بن مصطفى كان طويل القامة لطيفا ولديه قدر من الثقافة، بينما كان الآخر وهو السيد سالم بن أبي بكر قصيرا بدينا مرحا وعلى شيء من الغباء)) (15(

كان يسعدها أن تلاحظ، ولكن كان يضايقها أن تتحول هي إلى فرجة للآخرين (16) أو أن يسألوا عن أشيائها الشخصية (17) ربما لسبب ذاتي خاص جدا، وربما لأن الغربي يرى بأنه الأحق بأن يعرف ما عند الآخرين دون أن يعرفوا بالضرورة ما عنده حتى إنها كانت تتعذر للقارئ عن عدم إجابتها عن بعض الأسئلة التي واجهتها في رحلتها بأن الأسئلة كانت متلاحقة لا تدع لها فرصة للإجابة، وربما لأنها كانت تكتب كتابها للأوربيين أساسا ، فلن يبهرهم ما تقوله عن نفسها وعاداتهم فهم أدرى به، وإنما يبهرهم ما تنقله من أجواء الشرق جغرافية، ومناخا، وإنسانا، وأرضا، ووسائل مواصلات، ومرافقة في السفر، ورحلة، وطبائع المرافقين في الربع الثاني من القرن العشرين.

والواقع أن الأمانة والدقة غلبت على النقل إلى حد كبير إلا ما يلاحظ من عدم قدرتها أحيانا على فهم بعض القضايا الدينية، كقولها ((وقد ذكرني هذا بسيد عجوز كان قبل أن يصافحني يلف يده بعناية في عمامته خوفا من أكون حائضا، وكانت سعود عندما تلعب الورق مع أخيها الأصغر علوي وهو أصغر أبناء السيد أبوبكر الكاف الثلاثة تعمد أحيانا إلى إغاظته عندما يريد أن يصلي بأن تلمس يده وتتضاحك وهي تقول الآن عليك أن تتوضأ ثانية لأنني حائض)) (18) وكان المترجم قد أشار إلى أنه في المذهب الشافعي السائد بحضرموت ينقض لمس المرأة الأجنبية الوضوء سواء كانت حائضا أو غير حائض، فلا يتعلق نقض الوضوء بالمرأة الحائض فقط كما أشارت دورين إنجرامز.( 19 (
كانت الصورة في الكتاب بانورامية جامعة بين السياسة والمجتمع والاستطلاع والرحلة والانثروبولوجيا.


والحقيقة أنك عندما تقرأ حديثا عن العادات والتقاليد ممزوجا بحديث عن البلاد وجغرافيتها وتنتقل من الحديث عن الرجال إلى الحديث عن النساء أو العكس تشعر بمتعة عالية، وكأن حياتنا التي ألفناها أو ألفها آباؤنا تنقل إلينا بصورة جديدة أو بتركيب جديد، والحق أن الحكي والوصف هو نوع من إعادة التركيب للبلد حتى إنه يمكن للكتاب أن يعين على بناء الرواية لمن يتعلمون كتابة الرواية، ولكن مع إضافة الكاتب شيئا من الحوار لاستحضار الحالة على تلك الشاكلة التي ذكرتها دورين من ذلك الزمان ((سألتني إحداهن إن كان عندي أطفال من لحمي ودمي، وعندما أجبتها بالنفي تناولت فنجان القهوة الذي كنت أشرب منه، وبصقت فيه، ثم أعادته وهي تقول: أنا شريفة إذا شربت من هذا فسترزقين بطفل، ولم يكن هناك مفر من الرضوخ، وأفرغت الفنجان في جوفي ( 20 )((.

وبينما كان هارولد زوجها يرسل تقاريره السياسية إلى الحكومة البريطانية كانت هي تكتب تقاريرها الناعمة التي جعلتنا لا نخرج بحصيلة كاملة عن مجتمعنا، ولكن بحصيلة كيف ينظر الآخرون إلينا؟ وما الذي يركزون عليه عند مشاهدتهم لنا؟ وكيف يحللون مجتمعنا ويحكمون عليه إيجابا وسلبا؟ في ( صعوبة حصوله على لقمة العيش ) وفي ( طبيعة البلاد الصحراوية ) وفي ( الهجرة ) وكنت ألتمس فيها رؤيتها الواقعية للأشياء، ولم تكن وجدانية قط، كانت رؤيتها واقعية ممزوجة بالوجدانية، وكأوربية كان يهمها أن تشير إلى علاقات الحب بين النساء في ظل غياب أزواجهن الطويل في الهجرة.

كان المجتمع خالي البال من هموم العصر والتطور مستمرا في احتفالاته وطقوسه التقليدية بشكل تلقائي من غير أن يقلق على وضعه أحد ، وإنما كان وزير السلطان (( قلقا على زوجته لأن شهيتها للأكل كانت ضعيفة)) (21) حتى عندما حدثت المجاعة لم يكن أغلب الشعب يعرف لماذا جاع.

وربما كانت النساء أكثر سعادة في لبسهن ومعيشتهن ((خاليات البال من هموم الحياة، إذ لم يكن هناك أي مشاكل حقيقية عليهن مواجهتها، مادام الأزواج موجودين من أجلهن)) (22) يعشن لحظات من متعة النظر والسعادة عندما يشاهدن دورين في بيوتهن ويتحدثن إليها ناظرات إلى شخص مكتمل الثياب مثلهن!!.

كان التطور شاقا على مستوى الإنسان وعلى مستوى الجغرافيا، ولكنك تشعر بارتياح أن ثمة تطورا بدأ يبزغ في النصف الأول من القرن العشرين ، وأن علينا أن نتعب أكثر لنعرف الطريق، وألا ننقطع، لأن طريق التطور لا يعرف العودة إلى الوراء أبدا، وفي ذلك إنصاف أي إنصاف، المهم أن تهيأ الإمكانات البشرية والمادية المناسبة للتطور، وألا نخرج إلى الحياة كمن يخرج للعمل بغير إفطار -ولم تخرج الانجليزية أبدا بغير إفطار- فسرعان ما يداخله الإرهاق والتعب، وإن كان متشوقا إلى معرفة الطريق بعد ذلك فعليه أن يقف مكانه حتى يجد ما يتزود به في صحراء مقفرة ، كما كانت دورين إنجرامز تنتظر قطع سمك القرش الكبيرة ( اللخم المتن ) في الصحراء.

وكان ما قدمته دورين إنجرامز في المجاعة شيئا جيدا، ولعل طريقة تعامل المجتمع الحضرمي الودودة جعلتها تخلص لهم ذلك الإخلاص في أزمتهم حد تنظيفها الأوساخ من تحت المرضى من الأطفال والعجزة الذين أمرضهم الجوع الشديد وأودى بأرواح الكثير منهم في مجاعة الحرب العالية الثانية، وتتعاطف معهم في محنتهم ((كنت أنا ورحيمة نقوم باستمرار بتغيير خرق القطن الممتلئة بالأوساخ أو نقوم بغسل مؤخرات المرضى، وبالرغم من أننا كنا في البداية نستفظع كوننا قد انحدرنا إلى القيام بمثل هذا العمل إلا أن ) الممرضات ) البدويات اللاتي ألحقناهن بالعمل معنا سرعان ما اقتبسن الطريقة منا وشكلن فريقا من المعاونات اللاتي أصبحن يقمن بالعمل عن طيب خاطر)) ( 23 ) كانت تفتح كل يوم صفحة جديدة لتتعرف على شيء من شظف حياتهم ما كانت تعرفت عليه، ولأنها تفاجأ بالأشياء لأول مرة عنيت بتسجيلها في الناس والمكان والأشجار والأرض والمرض والبيوت والنساء والمجتمع والسياسة والشخصيات والسيارات.

والسؤال الأساسي هل كان أولئك الإنجليز يخلصون لبلادهم أو يخلصون لحضرموت، الواقع أنهم كانوا يخلصون لبلادهم من غير أن تخلو دورين نفسها من نزعة إنسانية، فقد كانت اجتماعية وعازفة موسيقية وممثلة مسرحية وإنسانة، وقد جاء في بعض بيانات النعي التي قيلت عند وفاتها ((كانت دورين امرأة ذات نزعة إنسانية صادقة وكانت تمتلك تلك القدرة الفريدة على التواصل مع الآخرين )) (24) وليس أدل على النزعة الإنسانية من حديثها عن معالجة مرضى المجاعة في حضرموت، كما بدت نزعتها الإنسانية وتقديرها لمن عاشرت من النساء لاسيما في بيوت السادة آل الكاف في قولها ((إن حظي السعيد هو الذي أتاح لي أيضا أن أقضي وقتا طويلا مع النساء، وخصوصا مع أسرة آل الكاف التي أبدت نحوي لطفا وكرما لا أستطيع أن أفيه حقه مهما وصفت. وقد ترددت لسنوات في الكتابة حول حياتهم خلف الأبواب المغلقة، لأنني كنت مدينة لهم بالكثير الكثير كأصدقاء أكرموا وفادتي وقدموا لي يد المساعدة، وشعرت أن مثل تلك الكتابة تنطوي على إساءة بالغة لكرم الضيافة. ولكن بعد أن مرت الآن سنوات طويلة على ذلك العهد فإنني أود أن يشاركني الآخرون متعة وطرافة الحياة التي عشتها مع تلك العائلة والنساء الأخريات أيضا في مختلف مناطق حضرموت. وإن أي شيء أكتبه هنا عن أصدقائي هؤلاء لا أقصد به الإساءة ولكنه في الحقيقة تعبير عن التقدير والإكبار لصلابتهم في مواجهة ألوان المعاناة والمشاق، ولصبرهم على حياة الإحباط، وللطريقة والحفاوة التي استقبلوني بها في بيوتهم )) (25(.

كانت لغتها رقيقة، وحاولت تجنب الرؤية النقدية المباشرة إلا ما بدا عن طريق الوصف الذي لا يخلو في بعض الحالات من مسحة شعرية ممزوجة بنشوتها الخاصة، أو تشاؤمها الخاص، أو استعلائها الخاص، كمزايا أعانتها على تركيز الانتباه مع الحفاظ على خط علاقتها الودية مع النساء، وقدرتها على مواجهة الآخر المختلف والتفاعل معه، وكانت في أثناء ذلك تنتقل بصورة غير مباشرة إلى مجال السياسة، وتعمد إلى تطوير رؤيتها الإنسانية عن واقع المعاناة في حضرموت وتعيد اكتشافه في نفسها حتى لو كلفها أن ترتق مؤخرات المرضى السائلة بالخرق القطنية واللفافات مؤكدة وجودها كإنسانة في حضرموت قبل أن تكون زوجة مستشار سياسي مستعمر.
-
لقد قدمت تجربة ثرية بالنسبة إلينا في الكتابة عن حضرموت قبل ما يقارب السبعين عاما، وقد تراكمت من بعد قراءتها الأيام، وبقي ما كتبت دالا على بداية التشكل وخروج الفكرة عن حضرموت المعاصرة بأقلام غير أهل حضرموت، كما سبقتها في ذلك كتابات رحالة غربيين من قبل كانت دورين تشير إليهم بين آونة وأخرى، ولعلها تلتقي معهم في بعض التشابهات لتغدو تلك الفترة جزءا من ظلال الحماية أو الاستشارة أو التاريخ الاستعماري الانجليزي الذي ألقى بثقله على هذا البلد وأسهم في إخراجه إلى التاريخ المعاصر وإن بوسيلة سلبية هي الاحتلال، لكن تلك المرحلة بإيجابياتها وسلبياتها تشكل ناقوسا منبها لأجيال عديدة لاحقة يعطي إشارة واحدة هي أن حضرموت في وحدتها وتماسك أبنائها لا في تشرذمهم وتشتتهم واقتتالهم على مفترق الوديان والنيران كما كان قبل مائة سنة، وجاء هارولد إنجرامز للإصلاح بينهم خدمة لبلده، فالكتاب في معناه الخفي الذي يمكن قراءته من واقع اللحظة الراهنة دعوة لاستكشاف الذات وتجاوز سلبياتها وبناء تصور تحليلي عنها بوعي من غير خجل من حقائق التاريخ.

وما تم تسطيره على يد هذه الكاتبة التي مفصلت كثيرا من الحقائق وكشفتها وقاربت بينها يضعنا أمام مسؤوليتنا علنا نجيد القراءة بعيدا عن الانسداد التعصبي السياسي الآن، الذي جاء بديلا عن التعصب القبلي سابقا، لإنتاج التكامل بين عناصر المجتمع و تدعيم مقارباته في التعامل والسلوك الحميد بعيدا عن الإسقاطات الهلامية الوهمية التي نراها في أحزابنا وأنفسنا والتي تمنعنا من فهم الواقع وتحد من طاقاتنا الإبداعية فلا نتذكر من حضرموت إلا أهواءنا وانفعالاتنا التي حاول تأجيجها الواقع السياسي المعاصر، والأولى بالقراءة أن تعيدنا إلى ذاتنا لقراءتها صحيحا وتنشيط قوانا المختلفة لخير البلد بعيدا عن نطاق ذواتنا الاجتماعية أو السياسية التي نقدمها المرجعية فوق حركة الواقع، بوصف الأفكار عندما تسيطر انطلاقا من الانفعال الحزبي أو المذهبي تقدم الذات في صور متوهمة بعيدة عن الواقع، وإن بدت أنها متلبسة به.

إن تاريخية التفكير مسألة لا يمكن أن تنتهي بسهولة، وأقصد بتاريخية التفكير الآلية التي درجنا عليها لإنتاج الأفكار وعرضها، وهي تنشط عادة في إطار المجتمعات التقليدية وغالبا ما تفتح إمكانات جيدة لتحقيق الذوات والشخصيات بشكل جامد ( شيوخ القبائل مثلا) حتى يبدو بعضهم أشبه بـمثال عال لا يمكن زحزحته أو الإساءة إليه، وإن كانوا لا يفهمون شيئا في أمور كثيرة معاصرة متمركزين حول ذواتهم كرموز فارغة من محتواها التاريخي الذي كان لهم سابقا، فضلا عن محتواها المعاصر بفعل قيم اجتماعية وسياسية صنعت لهم.

ويسندهم في ذلك خطاب تاريخي أيضا وخطاب معاصر لا يعدو أن يكون في جوهره خطابا تقليديا معدلا بمقتضيات العصر يقدم الأحكام المعروفة وقلما يهتم بالآراء الجديدة ذلك لأنه ينجم عنها تغييرات مفاجئة بالنسبة لهم غير مقبولة تؤثر على مصالحهم وتتجاوز الفهم المألوف أو المتداول للأفكار والآراء مما يظل معه الوعي الجديد منبوذا ومقصيا وإن بدا ظاهريا أنه موجود بـإسقاطات إعلامية تسقط عليه أو شكلية خطابية تمررها الأروقة السياسية غالبا من مثل هذه العبارة المكرورة (وقد شهد المجتمع حالة كبيرة من التطور) مما يزيد من تعزيز الركود تحت يافطة إيجابية و بريق إعلامي لا يصل إلى الفعل الحقيقي ولا يسمح بترجمته في واقع الحياة كبديل حقيقي لنظام الواقع السائد ولا يسمح بتعميقه بكتابات المفكرين المصلحين وإنما بخطب الساسة التي غالبا ما تكون انفعالية ووهمية (فارغة المحتوى من كلماتها البراقة(.

ولا تقدر تلك المواقف على استقبال وتقبل الرأي الناقد الذي يحمل موضوعية واضحة وآفاقا للتفتح وينطلق من معاناة الناس في المجتمع ومن اعتجان الأتعاب والمعاناة تاريخيا رغبة في التطور.
وفي أثناء تلك الحالة فإن الحوار هو الذي يعمل على تنشيط الوعي التاريخي والمعاصر والمقاربة بينهما لتتولد حالة خاصة من التفاعل نأمل أن نشهدها في مقاربات الأحزاب السياسية في حضرموت بحيث تتضح متانة أو ليونة العلاقات القائمة من خلال مردودات التفاعل ونتائجها على المجتمع التي على أساسها سيقوم التغيير وينزاح مبدأ الذاتية إلى الوراء ليدخل هو نفسه في حركة التغير الدائم والتحول المستمر.

الهوامش:

1) أيامي في الجزيرة العربية- حضرموت وجنوب الجزيرة 1934-1944م ، دورين إنجرامز . ص24.
2) نفسه ص49
3) نفسه ص33-34
4) نفسه ص34
5) نفسه ص87
6) نفسه ص88
7) نفسه ص89
8) نفسه ص81
9) نفسه ص 87
10)نفسه ص111
11) نفسه ص115
12) نفسه ص66
13) نفسه ص93
14) نفسه ص53
15) نفسه ص37
16) نفسه ص85
17) نفسه ص86-87
18) نفسه ص87
19) نفسه هامش ص74
20) نفسه ص100
21) نفسه ص72
22) نفسه ص67
23) نفسه ص236
24) نفسه ص18
25) نفسه ص19-20
(نشر في مجلة المكلا الصادرة عن مكتب وزارة الثقاة بالمكلا- حضرموت العدد (11) اكتوبر- ديسمبر 2011م، والعدد (13) إبريل- يونيو 2012م).

حد من الوادي 05-05-2013 05:45 PM


هجرة الحضارمة إلى المغرب العربي محاضرة للدكتور عبدالله باحاج بجمعية حضرموت في صنعاء

نجم المكلا – صنعاء

في عصر يوم الجمعة 3/ مايو 2013م نظمت جمعية حضرموت الخيرية والاجتماعية بصنعاء بالاشتراك مع منتدى حضرموت الثقافي والعلمي بالمكلاّ فعالية ثقافية، حيث ألقاء فيها الدكتور عبدا لله سعيد باحاج محاضرة بعنوان ( هجرة الحضارمة إلى المغرب العربي : فصول مشرقة من الدور الحضرمي في المهجر ) .

وقد تناول فيها ما يلي:-

أولاً :

هجرة الحضارمة إلى المغرب العربي في العصور القديمة .

ثانياً:

دور الحضارمة في الجهاد الإسلامي وفتح المغرب العربي والأندلس .

ثالثاً:

هجرة بني هلال ذات الجذور الحضرمية إلى المغرب العربي .

رابعاً :

حضارمة الأندلس وهجرتهم إلى المغرب العربي .


خامساً:

الهجرة الحضرمية في العصر الحديث .

وقد نالت استحسان الحاضرين من رواد الجمعية الحضرمية وغيرهم .

وجرى نقاش مستفيض بعد المحاضرة وقدم الدكتور مبارك قاسم البطاطي مداخلة حول أبن خلدون باعتباره من سلالة حضارمة الأندلس الذين نزحوا من الديار الأندلسية إلى تونس .



واختتمت الفعالية بتوجيه لأنشأ مركز علمي باسم المرحوم بأذن الله تعالى الدكتور محمد عبدا لقادر بافقيه نظراً لإسهاماته العلمية العديدة في إثراء المعرفة عن تاريخ حضرموت وخاصة التاريخ الحضرمي القديم .

وقد شكلت لجنة تحضيرية برئاسة الأستاذ شيخ محمد عبدا لقادر بافقيه نجل المرحوم بأذن الله تعالى الدكتور محمد عبدا لقادر بافقيه بمتابعة هذا المشروع .

وانتهت الفعالية الساعة السابعة مساءً والتي أدارها باقتدار الأستاذ احمد عبدا لقادر بافقيه نيابة عن الهيئة الإدارية لجمعية حضرموت الخيرية والاجتماعية بصنعاء

حد من الوادي 08-24-2013 07:22 AM


الصور على الرابط التالي

http://www.mukallatoday.com//pages/D...&C=NewsDetails

رحلة "أيام في حضرموت" تصل للمكلا وتتعرف على الهوية الحضرمية بين الماضي والحاضر من باحميد
8/23/2013 المكلا اليوم / جمعان دويل | تصوير / محيي الدين سالم


عبر الشباب المشاركين في رحلة أيام في حضرموت القادمة من المملكة العربية السعودية برعاية المهندس عبدالله احمد بقشان وهم من الأحفاد للتعرف على بلاد الأجداد في زيارة لأول مرة لموطن أجدادهم الحضارم في حضرموت الخير والثقافة والتاريخ عن اندهاشهم وإعجابهم بما استعرضه الدكتور عادل محمد باحميد الرئيس التنفيذي العام لمؤسسة العون للتنمية في محاضرته التي إلقاءها مساء يوم أمس الخميس بصالة قصر بقشان بخلف بمدينة المكلا حول الهوية الحضرمية بين الماضي والحاضر.




والذي اشار فيها بأن حضرموت تستحق الافتخار والانتماء لها من الموروث الذي خلفوه الاجداد وهي ثروة شاعت سمعتها اصقاع العالم برغم الفترات والأزمان القاسية التي مروا بها في الأعوام السابقة منها المجاعة والفقر ولكن تلك المعاناة استطاعوا أن يخرجوا بالقيّم والأخلاق والصدق والأمانة وبتلك المفردات وهي عبارة عن تراكمات التي ولدتها المعاناة والأيام القاسية.




مشيرا بأنه يكفي من مدح حضرموت ولكننا ينبغي الحفاظ على مورثنا وعاداتنا وتقاليدنا كون الشخصية الحضرمية لازالت متمسكة بالأصول برغم التحولات في المجتمعات سوى كان في المهجر او في موطنه ولازال محافظا عليها.




وأوضح الدكتور عادل باحميد في محاضرته حول عادات وتقاليد الحضارم في معاملتهم وطرق تسيير حياتهم مؤكدا بأنه يجب أن لا يتغنى الشباب بذلك التاريخ بل يجب عليهم كيفية الحفاظ على تلك القيّم والمبادئ من خلال التعليم والبحث والتنقيب عن الفضائل الحسنة وتداولها جيل بعد جيل مع الاحتفاظ بدمج الاصالة مع متطلبات العصر الحديث. مشيرا بأن التعرف على موطن الاجداد وعاداته وتقاليده هي الثقافة المطلوبة للأحفاد في بلاد المهجر للوقوف على إرث أجدادهم والتأثر بها مؤكدا بعدم التعصب لتلك القيّم بل الاعتراف بأنها من الهوية الإسلامية والتمسك بها (المحبة والتآخي والتكافل الاجتماعي) واعتزازنا بالتجربة الحضرمية التي نشرت الهوية الاسلامية من خلال الهجرة لأجدادنا وأصبحوا السفراء في العالم وهو ما جعلهم مقبولين واستطاعوا أن يندمجوا مع مختلف جنسيات العالم حيث ما وطأت اقدامهم من معاملتهم بالصدق والأمانة والإخلاص والمحبة والتكافل مطالبا الجميع الحفاظ على تلك القيّم والعادات والتراث والموروث الحضرمي الاصيل.




فيما شكرت اللجنة المشرفة على الرحلة الدكتور عادل باحميد على تلك المحاضرة القيمة والتي من خلالها تعرف الشباب الكثير عن الهوية الحضرمية ماضيها وحاضرها وأرث الاجداد اجتماعيا وثقافيا.


وعقب ختام المحاضرة قدم الدكتور عادل باحميد هدية مؤسسة العون للتنمية بحضرموت لكل الشباب المشاركين بالرحلة كتاب معجم الامثال والاصطلاحات العامية المتداولة في حضرموت (جمع وشرح الأديب - محمد عبدالقادر بامطرف) والتي اعتبرها الشباب أجمل الهدايا التي قدمت لهم عن إرث حضرموت الأدبي فيما قدم الأستاذ على العطاس هدية بإسم المشاركين برحلة أيام في حضرموت للدكتور عادل باحميد كما قدم عدد من الشباب هدايا تذكارية أيضا للدكتور باحميد الذي عبر عن شكره وتقديره لتلك الهدايا.


هذا وكانت رحلة أيام في حضرموت القادمة من المملكة العربية السعودية للشباب من مختلف مناطق المملكة ومن اصول حضرمية قد وصلت ظهر يوم أمس الى مدينة المكلا وتوجهت الى منتجع شاطئ الريان قادمة من وادي دوعن التي قضت فيه يومان تعرفت خلالها على ارث الاجداد بالوادي حيث اعجب الشباب الذين توجهوا الى ساحل بحر العرب ومارسوا هواياتهم في السباحة والتقاط الصور وممارسة الرياضة وفقا والبرنامج المعد من قبل اللجنة المشرفة على الرحلة وفي فترة المساء قام الشباب بجولة لمدينة المكلا استمتعوا خلالها بالمناظر الجميلة والذي نال اعجابهم المنظر السياحي لخور المكلا.


وسوف تواصل الرحلة الشبابية أيام في حضرموت برنامج زيارتها لساحل حضرموت في يومها الثاني في تنفيذ العديد من الفعاليات والأنشطة المختلفة.

حد من الوادي 08-28-2013 10:22 AM


حضرموت وثقافة التعايش المشترك

8/27/2013 لطفي بن سعدون

تعــريف ثــقافة التعايش (العيش )المشترك:

إذا كان الاختلاف سنة من سنن العمران والاجتماع البشري وآية من آيات الله في الأنفس والآفاق فإن ترشيد الاختلاف هو الخطوة الأولى نحو ثقافة العيش المشترك. وتعتبر ثقافة العيش المشترك تعبير عن التقاء كل

الثقافات والتيارات السياسيه والاديان والمذاهب والقبائل والفئات والشعوب والامم وغير ذلك من التكوينات والتجمعات الانسانيه المختلفه ,في إطار من الاعتراف والخصوصية والإغناء المنفتح وإعطاء الحق لكل مكون او تجمع اومنتج انساني أن يعبر عن نفسه ويعيد تصحيح تاريخه ,ودرءا لقيم الإلغاء والإقصاء والتهميش وادعاء امتلاك الحقيقة واحتكارها وإمطار المخالف بكل النعوت أللآأخلاقية، وتثبيتا لقيم القبول بالآخر وإشاعة قيم التعارف والتعاون. والعيش المشترك هو تجربة انسانية وليست وصفة طبية جاهزة. وهي رؤية واضحة وارادة صلبة وعمل مستديم باتجاه خلق الحقائق على الواقع لتعزيز متطلبات التلاقي والتفاهم بين جميع بني البشر.

ولأن شعب حضرموت شعب عربي مسلم ,فان الإسلام قد اصبح المرجع الرئيسي الذي يحكم ثقاف العيش المشترك في حضرموت ,لان الاسلام في أصله الرباني الصافي وتجسيداته الرسالية وبنيته المعرفية والتشريعية ومنظومته القيمية شكل مصدرا من مصادر التعايش المشترك بين الافراد والقبائل والفئات والشعوب والامم والاديان والمذاهب والحضارات على اختلاف انتماءاتها الثقافيةوكذلك بين مختلف التكوينات السياسيه لاي شعب.

وأن نموذج صحيفة المدينة (ميثاق التعايش بين المسلمين واليهود)والحوار مع نصارى نجران أرقى تجل لثقافة العيش المشترك وسبق تاريخي وعلامة حضارية راقية دالة على أن ثقافة العيش المشترك ليست تنازلا ولا خداعا أو مخاتلة إنها اعتزاز بالهوية الثقافية وتنمية لها، وفي الوقت نفسه انفتاح وتلاق.

وتتمثل اهم تجليات ثقافة العيش المشترك في الإسلام في:

1)الإسلام يعترف بالاختلاف ويقبل بالآخر.

2)الإسلام يدعو إلى التعايش.

3)الإسلام يدعو إلى الحوار.

4)الإسلام يدعو إلى التعارف.

اشكال التجمعات الانسانيه منذ بدء الخليقه وحتى اليوم:

الانسان بفطرته التي خلقها الله فيه ,هو كائن اجتماعي لايمكن ان يعيش بمعزل عن اقرانه من بني البشرويعيش دائما ضمن تجمعات انسانيه يمكن تصنيفها كما يلي:

الاسره وهي اصغر تجمع انساني وهي نواة كل التجمعات الانسانيه وفي الغالب تكون السلطه العليا فيها للاب ثم الام وقد يحصل في بعض الاحيان العكس

القبيله وتضم عدة اسر تنحدر في الغالب من اب واحد ويمكن ان تضم اخرين لاينتمون لنفس الاب وتكون القبيله بسيطه وتسمى في حضرموت (فخذ) ويراسها المقدم او مركبه من عدة افخذ وتسمى (زي) ويراسها الحكم وكل قبيله يرتبط بها مجموعه من اصحاب المهن المختلفه كالعمال والفلاحين والحرفيين وغيرهم ولكل قبيله في الغالب منطقه جغرافيه تتمدد عليها (تسمى مثاوي القبيله)وقد تتداخل عدة قبائل في منطقه واحده.

الشعب ويضم مجموعة قبائل كبيره وصغيره اضافة الى اصحاب المهن المختلفه مثل العمال والفلاحين والصيادين والحرفيين والتجار ويتواجد الشعب في منطقه جغرافيه تضم مثاوي القبائل والقرى والمدن الكبيره والصغيره وتدير شؤون الشعب دوله بتكويناتها المختلفه(حاشية الملك والجند والدواوين وغيرها من مكونات الدوله) .وعلى راسها ملك او سلطان اوأمير ينتمي للقبيله المهيمنه ويمتلك كل شعب تاريخ وثقافه وعادات وتقاليد مشتركه مترسخه فيه منذ الاف السنين وغيرها من الملامح والسمات لكل شعب تميزه عن الشعوب الاخرى وتشكل في مجملها هوية كل شعب ,ولاتتغير سريعا بتغير الدول الحاكمه وانما تتواءم هذه الدول الحاكمه مع هذه الهويه ولاتخرج عنها.وتنقسم الشعوب الى شعوب متمدنه تنحسر فيها المظاهر والهويه القبليه لتظهر فيها الطبقات والفئات كما هو الحال في اوروبا وامريكا وروسيا وشرق اسيا وغيرها .

والى شعوب غير متمدنه لازالت القبيله مهيمنه عليها كما هو الحال في المنطقه العربيه وافريقيا.ولن نغوص اكثر في خصائص ومكونات كل شعب لكيلا نخرج عن بيت القصيد في محاضرتنا.(وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)

الامه وتتكون من عدة شعوب كالامه العربيه والاسلاميه والامريكيه والهنديه والصينيه والروسيه وغيرها.(كنتم خير امة اخرجت للناس).ولن ندخل في تفاصيل وسمات كل امه لكي لانبتعد كثيرا عن موضوع محاضرتنا.

التجمع الاممي كما هو الحال في الامم المتحده والاتحاد الاوروبي وغيرها من التجمعات الامميه.

اشكال التجمعات الانسانيه في حضرموت:

ويمكننا تحديدها على عدة مراحل:

1)مرحلة حضرموت المستقله:وقد تشكلت فيها التجمعات السكانيه التاليه الاسره, القبيله ,الشعب الحضرمي المستقل ,ضمن الامه العربيه والاسلاميه.

2) مرحلة حضرموت المحتلة :

أ)من 67م وحتى 90م: وقد تشكلت فيها التجمعات السكانيه التاليه :أســرة ,قبــيلة محاربه ومظطهده وترسيخ وفرض قسري لمفهوم الطبقات الماركسي (العمال ,الفلاحين ,البرجوازيه الاقطاع ,الكمبرادور ,وغيرها من التقسيمات الفئويه والطبقيه ),تفتيت الشعب الحضرمي وضمه قسرا ضمــن الشعب اليمني الجنوبي وتحت مظلة الامميه الشيوعيه.

ب)من 90م وحتى اليوم:وقد ترسخت فيها التجمعات السكانيه التاليه:اسره ,قبيله استعادت جزء بسيط من نفوذها ولكنها ممزقة الولاءات لعدة شيوخ ضعفاء تابعين لصنعاء ,انحسار لمفهوم الطبقيه واستبدالها بمفهوم الفئات السكانيه(التجار ,العمال ,الفلاحون,الصيادون , الحرفيون ,الطلاب ,المثقفون وغيرهم ),استمرار تفتيت الشعب الحضرمي وضمه قسرا ضمن الشعب اليمني المرتبط شكليا بالامه العربيه والاسلاميه والواقع فعليا تحت مظلة الامميه الراسماليه.

3)حضرموت المستقبل :

ويجب ان نعمل جميعا لاعادة تشكيل تجمعاتها السكانيه الطبيعيه وتطويرها دون تعسف او اكراه او الغاء ,لتتواكب مع تطورات التمدن والحضاره الذي يخدم الانسان الحضرمي والملبي لطموحاته في الحياه الحره الكريمه الامنه.ويمكن ان تتشكل التجمعات السكانيه الحضرميه من الاتي( أســرة ,قبيلة محدودة التاثير,شعب حضرمــي مستقل متمدن بفئات مختلفه متجانسه يسودها الحب والتآلف والوئام والتكامل وهذا الشعب متكاملا مع الشعبين الجنوبي واليمني وضمن الأمــه العربية والأســلامية )

مميزات ثقــآفة التعــايش الحضـــرمي المشترك:

1) خلال المرحله الماضيه وحتى 67م :

لقــد تميـزت حضرموت في كــآفة مرآحلها التـاريخية منـذ ماقبـل الأسلام وبعد الأسلام وحتى مرحلة السلطنتين القعيطية والكثيرية بهويه وثقافة مستقلة خــاصة بها وبمــظلة أسلامية وتكــرست فيها ثقافة التعايش من خلال التجليــات التالية :

أ) تعـــايش بين الأفراد تمثــلت في التعاضد والتـآلف والمحبــة والأحترام وحرمـة المـآل والدم والعرض وغيره من الأخلاق الحضرمية الاسلامية الفاضلة .

ب) تعايش بين القبــآئل من خلآل تكـريس أخلاق التعايش بين الافراد بواسطة مفاهيم ( الوجه ، العيبــه ، التعوير ، حمـاية الأطفال والنســـاء ، حمــاية فئات العمال والحرفيين داخل كل قبيلة ، التسيير بواسطة الســيّــــر في ارض كل قبيلة بواسطة فئة المشائخ أو أحد افراد القبيلة ).

ج)أقـــامة الأحلاف وعهود الأمان والاتفاقات بين القبائل وأحترام مثاوي كل قبيلة وتصفية أي منازعات او اخلالات تحصل فيها ,.

د)تكــريس ثقافة التعايش بين الممالك والسلطنات وعمل عهود ومواثيق واتفاقيات بها .فالاتفاقيات تعد آلية مهمة للتقارب الإنساني، وإطار للتشاور والبحث عن حلول توافقية بين الأطراف باعتبارها تضع الأسس الضرورية لتقريب وجهات النظر وإصلاح ذات البين والتفاهم والاعتدال واللجوء للطرق السلمية لحل النزاعات.

هـ)بعد ظهور الأسلام وأعتناق أهل حضرموت له تم تثبيت هذه العادات والأخلاق الحميــدة التي تحفظ المال والدم والنفس وصــلة الرحم وحسـن الجوار وغيــرها وأصبح يتم التعامل بهـا من منظور أسلامي .

و)خلآل مرحـــلة السلطنات القعيطية والكثيرية المرتبطة بمعاهدة الحماية البريطانية تم ثبيت ثقافة العيش المشترك بين مواطني حضرموت وتم تقنين هذه الثقافة رسميــاً من خلال :

*أقنــاع وأجبار كل القبائل على توقيع وثيقة هدنه وأنهاء مظــاهر الثآرات والمنازعات المســلحة والأحتكام لســلطة الدولة .

*فض المنازعات والثارات بواسطة المحاكم .

*تحجيم النفوذ القبــلي بكل تجلياته المختلفة لصــالح توسيع نفوذ الدولة على كل ارآضي حضرمــــــــــوت وتطوير الحياة المدنية فيها وتثبيــت مفهوم المواطنه لدى الحضــارم وأنتمائهم للدولة الحضرمية وخضوعهم لقوانينها وظهرت في حضرموت عدّة قوانين وتشريعات ,منظمة لثقافة التعايش بين المواطنين بما فيها قانون الأحزاب السياسية والنقابات والمجالس البلدية والسماح للصحافة المكتوبة بالظهور والعمل .

*تثبيــت وتــوسيع مفهوم ثقافة المواطنة لدى الحضارم وأنتمائهم للدولة الحضرمية بما لهم من حقوق وواجبات مختلفة تجاه الدولة وتعزيز وتطوير هويتهم التــآريخية والثقافية والأنحسار التدريجي لهيــمنة الأنتمـــاء والنفوذ القبلي .

*أنتشــــــــــــار التعليم والثقافة وأختلاط المدينة بالريــف وسهولة التوآصل بينهمــا وأتســـاع ظهور الفئات الأجتماعية المختلفة ( العمـال الفلاحين ، الصيادين ، التجار ، المثقفين ، الطلبة ،وغيرهم ) ظهور الأحزاب السياسية والمنظمات والأتحادات النقابية والطلابية والجمعيات التعاونية والشركات المساهمة في حضرمــوت .

وقــد تجـــلت ثقافة التعايش وتكرست لدى الحضارم من خلال الآتي:

1)أحترام العهود والمواثيق والألتزام بها كخلق مقدس .

2)حرمــة مال ودم وعرض ونفس الحضارم والمسلمين .

3)أنتشــار الأمانة بين الحضارم وتثبيــتها لديهم كخلق مقدس محمود يتناقله الحضارم أبــاً عن جد حيــث أصبــح الحضــارم على مستوى المنطــقة والعالم مشهود لهم بذلك .

4)أنتشــار النزاهه لدى القضاة الحضارم حيث أصبحوا مشهودين بذلك في حضرموت وفي مختلف الأمصار الأسلامية .

5)قيام الحضــارم بمحاربة الأخلاق الفاسدة المنافية لتعاليم الاسلام مثل الغش ، والتحايل ، والأفساد ، والثــراء الفاحش ، والمسكرات ، والمخدرات وغيرهـا من الأخلاق الغير فــاضلة المنافية لتعاليم الأسلام

6)تكريـــس ثقافة الوسطية والأعتدال وعدم الغلو والتطرف وغيرها .

7)نقل تجليات ثقافة التعايش هذه الى المهاجر الحضرمية في كل من الهند وأندونيسيا وماليزيـا وشرق أفريقيا ودول الخليج والسعودية وظل المهاجر الحضرمي وذريته محافظـاً عليها ومتميزاً بها ويلقى أعجاب وأحترام الآخرين من السكان الأصليين بسببها بل وأصبح الحضرمــي قدوتهم الحسنة .

2) خلال المرحله من 67م وحتى اليوم :وهي تعايش حضرمي غير مستقل وتنقسم الى:

أ)من 67م الى 90م :


وخلالها تم فرض تعايش حضــرمي غير مستقل بمــظلة شيوعية تــابعه لعدن التابعــه لموســكو وفــلكها وخلالها تم التدمير لثقافة التعايش الحضرميه الاسلاميه المتوارثه عبر الاجيال لالاف السنين وذلك من خلال القيام بالاتي :

1)انهاء استقلال حضرموت السياسي والجغرافي وجعلها محتله وتابعه لعدن (اليمن الجنوبي).

2)المحاربه السافره والعلنيه والممنهجه للدين والشريعه الاسلاميه والاخلاق الحضرميه والاسلاميه الفاضله وكذلك العلماء الحضارم.

3)نشر وتعميق وحماية ثقافة الالحاد والشيوعيه والاخلاق الشيوعيه المنافيه للاخلاق الحضرميه والاسلاميه واباحة وتشجيع شرب الخمور والمسكرات,والزناء,وهتك الاعراض,ومصادرة الممتلكات وقتل النفس بدون وجه حق.

4)شق الوحده الوطنيه الحضرميه وتفتيتها وتغذية وتشجيع الصراعات بين الحضارم(من خلال مقولات وافكار وتطبيقات الثوره الثقافيه والصراع الطبقي بين العمال والفلاحين والصيادين من جهه ومن اطلقوا عليهم اسم الاقطاع والكهنوت والبرجوازيه والكمبرادور وغيرهم).

5)تعميق تبعية حضرموت لعدن واليمن والامميه الشيوعيه.

6)محاربة الثقافه والهويه الحضرميه بكل تجلياتها.

وبالرغم من كل هذا البطش والارهاب الا ان ثقافة التعايش الحضرميه لم يتم محوها بالكامل وظلت محفوره في نفوس الحضارم واحتفظوا بتعاليم دينهم الاسلامي الحنيف واخلاقهم الحضرميه الاسلاميه الفاضله ولعبت المهاجر الحضرميه دورا كبيرا في الحفاظ على اسلام الحضارم واخلاقهم الفاضله واستمرت المواجهه بين الاسلام والشيوعيه في حضرموت وتعززت عندما دب الضعف في صفوف اجنحة النظام الملحد من خلال الصراعات الدمويه التي سلطها الله عليهم وكان اخرها المجزره الرهيبه في 13يناير86م ,ثم سقوط النظام بالكامل في 90م.

ب) المرحله الممتده من 90م الى الآن :

ويتميز بتعــايش حضــرمي غير مستقل بمظــلة يمنيــة تتداخل فيها القبلية والعلمانية والاسلامية واصبحت حضرموت تابعه لصنـــعــاء التــابعه بدورها لعواصم الضخ المـــآلي .

وخلال هذه المرحله جــآهد الحضــآرم بكل قوة لأعادة ترتيب أوضاعهم التي ألفوها وعــايشوها قبل 67م وسعوا من أجل أحيــاء ثقافة التعايش التي تكرست فيهم وأصبحت جزء من أخلاقهم الا أنهم لم يتمكنوا من تحقيق كل أحلامهم نتيجة للآتي :

1) بقـــــاء حضرمــوت محتلة وتــابعة هذه المرة لصنــعاء واليمن .

2) أستمــرار فرض الثقافة والهويه اليمنية على الحضــارم .

3) أفســاد ورشوة النخــب السياسية والفكرية والرموز المؤثرة في حضرموت وتكريس ثقافة التبعية في أوساطهم وهذه المرة بأتجاه صنعــاء .ومحاربة اي نزوع لديهم لرفض التبعيه.


4) محــاربة الأخلاق الحضرمية والأسلامية الفــاضلة المتوارثة عبر الآف السنين مثل الأمانة ، والنزآهه ، والقنــاعة ، والصدق ، وألتزام العهود وغيرهـآ .


5 ) تكريس ثقافة الأفساد والنهب والفيد وتكديس الثروات والأغتناء بالمال الحرام والكذب وتجارة المخدرات وغيرها من الأخلاق القبيحة .


6) بروز الصراعات الدموية بين أجنحة الحكم في صنــعاء وظهور الحرآك الجنوبي بقوة الذي يطالب بأنفصال الجنوب وأنقسام ولآءات النخب الفكرية والسياسية الحضرمية بين القوى المتــصارعة لمحور صنعــاء والقوى المتصارعة لمحور عدن وعدم أتــاحة الفرصــة لهم للتفــكير بصـورة مستقلة وبدون تبعيــة لصنعــاء أو لعــدن .


حد من الوادي 09-16-2013 11:22 AM


وجه المقارنة بين الأغنياء والمتهافتون على الأبهة والحُكم

رشيد باصديق الإثنين 2013/09/16 الساعة 03:21:33

* لقد لفت إنتباهي حينما كنت أقلب بعض الكتب والمراجع والأبحاث والصحف الحضرمية القديمة.. مطالعاً ما نشر فيها في كتابات الباحثين الكبار والمؤرخين العظام الذين تركوا لنا عصارة نتاجاتهم الفكرية والأدبية والثقافية.. لتلك الفترة الغابرة التي كانت حضرموت ومينائها الشهير في حاضرة الدولة القعيطية "المكلا" مرسى تجاري حيوي مهم فمنه تنطلق السفن الشراعية التي كانت تمخر غباب البحر في خط سير التجارة الملاحية الدولية محملة بالبضائع الحضرمية وكانت هذه السفن هي وسيلة السفر والهجرة الوحيدة للحضارم آنذاك لمن عصفت بهم الأهوال وظلمتهم الأقدار وضاقت عليهم الأرض بما رحبت.. فيركبون المرتحلون من حضرموت هذه السفن في رحلة بحرية طويلة إلى شرق آسيا وشرق أفريقيا ودول الخليج العربي مواطن إغترابهم وإندماجهم مع بعض الشعوب التي تختلف معهم أختلافاً كبيراً في العرق والعقيدة والفكر والدين واللغة يركبون البحر في رحلة عناء ومشقة طويلة للبحث عن لقمة العيش مرافئ بعيدة على موطنهم الأصلي حضرموت..

* وتعود هذه السفن الشراعية بعدما قدر الله لها بسلامة العودة من تلك الأقطار التي كانت في ما مضى موطئ قدم الأجداد ومقصد هجرتهم وإقامتهم وتجارتهم ونجاحاتهم في مجالات أعمالهم وضربوا هناك مثالاً يحتذي بهم في الدأب الحثيث في العمل الشريف وحسن المعاملة والأمانة والتمسك بالقيم السامية للدين الإسلامي الحنيف مما أبهر شعوب تلك البلدان بسلوكيات المهاجرين الحضارم وبما لمسوه منهم من صفات حميدة وعصاميتهم المثالية مشكلين خلايا نحل في البيع والشراء وشغلهم الوظائف المختلفة.. وهناك أسماء لا تعد ولا تحصى ضربت أروع الأمثال للبيوت المالية الحضرمية العتيقة.. أسسوا بنيانها أجدادهم القدامى المهاجرين من موطنهم الأصلي حضرموت..

* حياة مكدودة مصحوبة بالشقاء قاسوا مراراتها الحضارم الذين بنوا صروحاً مالية تجارية في مواطن أغترابهم.. لم تكن حياتهم سهلة في بدايتها وكذلك لم يصلوا إلى النجاح إلا بالتربية السليمة والصالحة التي توارثوها من آبائهم وورثوها لأبنائهم.. تلك أمثلة نستخلص منها البون الشاسع بينهم وبين من يسعى للثراء والغناء من غير وسائله المشروعة.. لأن كثيرين من جيل الحضارمة اليوم قد جمعوا أموالاً كثيرة من غير مسالكها المشروعة ولكنهم مقابل ذلك كسبوا أموالاً كثيرة وفقدوا ما لا يشترى بالمال.. وبهذا تأتي معنى الآية الكريمة في قوله تعالى: "ويْلٌ لِكُلِّ هُمزَةٍ لُمَزَةٍ , الذي جَمَعَ مَالاً وَعَدّده , يَحْسَبُ أَنِّ مَالَهُ أخْلَده , كلاَّ لَيُنبَذنَّ في الحُطَمَةِ , ومَا أَداكَ مَا الحُطَمَة , نَارُ اللهِ المُوقَدَةُ , التي تّطَّلعُ عَلى الأَفْئِدَة , إنَّها عَلَيهِم مُّؤصَدَةٌ , في عَمَدٍ مُمدَّدَة" صدق الله العظيم.. فالطموح مشروع ولكن في إطار حدود الإمكانيات المتاحة التي وهبها الله للإنسان وفي الرضى والقناعة بما قسم الله لعباده من الرزق.. أما المتسلقين بحبال الغيبة والنميمة والطعن والتعييب في الآخرين والتجريح في الناس وإنتهاك خصوصياتهم وسرائرهم وإتخاذها مسلكاً لجمع الأموال.. فأن ذلك وحسبما دلت إليه الآيات يكون قد إبتاع آخرته ودينه وعرضه وأخلاقياته بثمن بخس.. وبمالاً زائفاً لا يغني ولا يسمن من جوع ولا يستر العيوب ولا يحقق السعادة وراحة الضمير..

* هذه نماذج شاهدة عيان في سمو وعلو مكانةً ومنزلة التجار الحضارم في حضرموت ومهاجر إغترابهم, الذين كافحوا حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من الغنى يرادفه تواضعاً جماً في تعاملاتهم الاجتماعية مع الغير.. فيأتي الإحسان من الكريم فضيلة مبتغي بها وجه الله الذي منحه بركته طيلة كفاحه.. وتأتي من اللئيم الفضيحة ليغطي جرائمه على من حوله من البشر وتكسّبه المنافع المادية والبهو بالإدعاء الفاضح المتناقض بين أقوالهم وأفعالهم في الآخرين.. وتلك المفارقات تعكسها سلوكيات غير سوية وغير مستقيمة فيهم.. وما زلنا نقرأها في المدونات والمخطوطات التي تركوها لنا الباحثين الحضارم عن أسباب نجاحات الحضارم وغنائهم.. ومع تغير الأحوال وتغيرت مفاهيم التربية الأسرية عند البعض من أبناء حضرموت في زمننا هذا وتشقلبت كيانات بعض العائلات والأسر الحضرمية في وقتنا الحالي لإنعدام الأسس السليمة والمبادئ الصحيحة للتربية الصالحة..

فقد شدتني فقرات من كتابات المؤرخ والباحث الحضرمي الشهير الأستاذ محمد عبدالقادر بامطرف رحمه الله, ربما كان يرمي من خلف المعنى المفهوم كتحليلاً دقيقاً لتواضع التجار الأغنياء من الحضارم من الرعيل الأول.. وتهافت المعدمين الغير أكفاء في السلوك والخبرات المهنية للوظيفة العامة وحمى الوصول إلى الحكم وتفاخرهم بين الناس بمظاهر الترف مع غياب ملحوظ لأي باب من أبواب الغنى المعروفة.. كالتجارة أو إكتساب متوارث لمهنة أو حرفة مربحة يعرفها عنهم الناس تذر عليهم بما يتباهون به من أبهة مريبة في حياتهم العامة والخاصة.. فنذكر لكم مقتطفات من آرائه عن الفساد في الحكم وضعف المربي وولي الأمر.. التي نشرتها صحيفة "الطليعة في عددها رقم 269 لسنة 1964 الصادرة بمدينة المكلا" حيث يقول بامطرف:


- "هؤلاء المتهافتون على الأبهة في حياتهم العامة أو الخاصة مصابون بأمراض نفسية تصيبهم منذ الصغر من جراء سوء التربية أو المحبة العمياء أو من ضعف آخر في الوالد أو المربي أو ولي الأمر. فيشب هؤلاء عن الطوق وقد انغرست في أنفسهم بذور التحكم والغلبة ثم تتفتح هذه الغِراس عن عناد يظهر بمظهر البراءة في فترة الطفولة, ويظهر بمظهر القسوة في فترة المراهقة, ويظهر بمظهر الإجرام والشذوذ في بقية أدوار العمر.

- وإذا كان العلاج النفسي يتم أولاً وقبل كل شيء بدفع العُقَد النفسية إلى السطح ليعلمها المريض ثم ليتغلب عليها, فإن كشف الجوانب الفاسدة في أي من هؤلاء هي الصدمة التي يحتاج إليها ذلك المريض في أخلاقه وتصرفاته ليعلمها ثم ليتجنبها في ما تبقى من حياته العامة إذا لم يكن قد تعدى دور الإصلاح.

- إنّ لمثل هذا الإفتضاح في تصرفات الفاسد فائدتين: الأولى قريبة والأخرى بعيدة, لكنهما فائدتان تؤديان إلى نتائج مماثلة بعد أن تسلكا سبيلاً واحداً في تحقيق هذه النتائج.

- فالفائدة الأولى من كشف الجوانب الفاسدة في المريض هي محاولة الحدّ من غلوائه ولو بعض الشيء في أول الأمر, ومحاولة الحدّ أيضاً من أندفاع الذين يسهّلون له سبيل الغواية.. والفائدة البعيدة هي أن حريٌّ ببقية الفاسدين معه أن يتوقعوا أمرهم بنفس العنف والوضوح اللذين افتضح بهما أمرُ قرينهم في السوء.

- إن معارك الفضيلة مع الرذيلة في جميع عصور التاريخ كانت ولا تزال سلسلةً لا نهاية لها, وهي معاركُ تمثل الإقدامَ على الإصلاح, والحضَّ على الخير في وجه المقاومة المضادة من جانب الهدم والشر. فعن طريق مثل هذه المعارك توطدت دعائم الإصلاحات الاجتماعية وكانت قد ابتدأت تلك الإصلاحات في شبه مجادلة هادئة ثم تطورت إلى جدل محتدم ثم إلى خصومات في المبدأ ثم إلى انتصار عناصر الخير على عناصر الفساد في النهاية"..

واللهُ سبحانه من وراء القصد,,

حد من الوادي 10-09-2013 12:48 PM

رابط مقا لات عن حضرموت التاريخ والحضارة والإ حتلال اليمني البغيض؟

الهوية الحضرمية (للجنوب العربى) في الجنوب الحضرمي بقلم : احمد سالم بلفقيه

حد من الوادي 10-21-2013 12:49 AM


لمحات من تاريخ الشحر

10/20/2013 عبدالقادرمحمد العيدروس


وامتداد تاريخها العريق واثارها السحيقة في القدم وهي مدينة ال عاد وارض الاحقاف وكونها من اقدم البلدان مندو الخليقة وتناوبتها ممالك وحكام وسلاطين .. وهي الامتداد الجغرافي لرسالة السماء ومهبط الوحي على سيدنا هود عليه السلام : وبها مساكن ال عاد والاحجار الثلاثة المتناثرة على اطرافها حسب وصف البلدانيين وهي مسكن المؤمنين من اصحاب هود عليه السلام .

وبها كهوف الانسان الاول وتعود اثارها للعصرين الحجرى والبرونزي ومندو ملايين السنين وتلك الكنوز التي بحضرموت وما تحتفظ به من تاريخ حضاري ضارب في الزمن وهي ذاكرة الامه وحضارة الشعب الحضرمي العظيم
وبها ضبة وضبضب

رمزان شامخان شاهدان على سحر شواطئها واهميها التاريخية وبه شواطئ عيص خرد الجميلة وشواطئ راس باغشوه بشرمه وشواطئ ساحل العيق سرار بالريدة الشرقية وشواطئ دنبات بقصيعر . , واهم الاثار المميزة بالشحر في العصر الحديث حصن بن عياش ودار بؤبك ودار ناصر وهما كهيئة قصور لحكام ال بريك السابقين وبها السور العظيم الدى هو اهم معالم مدينة الشحر ولها بوابات الاولى ( سدة العيد روس ) وبها جمرك سابقا وهي بوابة الشحر على المنطقة الشرقية وسدة ( الخور ) البوابة الغربية و مسجد باغريب الأثري القديم والأربطة الدينية ودارالبياني وقصر عبود وحصن المصبح و34 برجا شيدت على سورها العظيم وبها اهم الحمامات الطبيعية للعلاج وهي في مراكز الديس الشرقية وقصيعر مثل صويبر ومعيان باحميد وعين محدث – الصبق وثوبان وتباله والكثير وبها مصيف شرمه على الشاطيء الجميل ومن اهم مدنها الجميله البحريه الحامي موطن الملاحون وتشتهر الشحر بصناعة الملابس المحاكه والحلي والحلويات وبها وفرة من الاسماك اللذيذة والاسماك المجففه وصناعة البارود ومتطلبات القبائل الشرقية كالحموم وبيت علي وبيت غراب وغيرهم وتقام بها زيارات واهمها زيارة السيد سالم بن عمر العطاس ويأتي اليها الزوار من كل مكان وتقام بها الاسواق والالعاب الشعبية وهي محط لتجارة اللبان والبخور والصبر والعسل والمر ,

وبها الميناء المعروف والاوحد في المنطقة وهي سوق كبير لكافة المناطق في شرق البلاد وحضرموت الداخل , وقد تعاقب على الشحر حكام كثيرون ومن اهمهم بنو زياد في عهد الخليفة العباسي وغيرهم كثير مثل ال اقبال في النصف الاول من القرن السادس الهجري وسيطر الايوبيون وحكم المظفر الرسولي وابو دجانه و الطاهريون واستطاع بدر ابو طويرق الكيثرى ان يوطد حكمه ودولته وهو من اهم الحكام الدين رسخوا حكمهم بالشحر والمنطقة كلها و بدر بوطويرق الكثيري الدى ازدهرت في وقت حكمه الشحر والمنطقة كلها وساد الامن والامان وازدهرت التجارة وكانت الشحر عاصمه لكافة ارجاء الدولة الحضرمية الكبيرة والتي بسطت نفوذها من العرقوب ومصبات الماء الي ظفار وكان لها رواجا تجاريا وجيشا كبيرا وميناء يمون كافة مدن حضرموت والمهرة وضفار ويأتي اخوة الجوار للتبضع منها وخاصة الكويتيون والعمانيون وازداد الرخاء والتطور العلمي والقضائي والامن والاستقرار في ظل هذه الدولة الرائدة التي انشئت في عام 929 م تقريبا ,

وبالشحر فطاحله العلماء ء والشعراء والادباء والمفكرين ورجال السياسة امثال العيدروس والعطاس و القاضي الاديب والشاعر العلامة عبدالله محمد بأحسن والشاعر عبدالله بأحميد والشاعر الشيخ الاخضر باهرمز و فرج احمد بلسود والشاعر الصوفي عمر عبدالله بامخرمه والربان با طايع وقد ابرز لها سطورا في منظومته والشاعر الشيخ عبود باوزير والشاعر سعيد سالم زحفان وقال فيها سعاد ام اليتامى ياخيرة البلدان , والشاعر ومعجزة القرن العشرين السيد المحضار وروائعه الغنائية والثروة الرائعة الثمينة التي خلفها من الشعر الغنائي الجميل المعبر عن ضمير الامه واحلامها والأمها وبها فنانون كبار مثل عبدالمعين وبن بريك وعلى عوض وغيرهم كثير ومؤرخين مثل بامطرف والملاحي ورموز الادب والفكر وعلم الفلك وبها من الملاحون الكبار الدين خاضوا عباب البحر ,

وبها دفيقه وضبضب وضبه وتسمى الشحر سوق المهرة وتسمى قبائلها القديمة بالشحارة ويتحدثوا المهرية والشحاريه والسقطريه في ان واحد وقبائل غراب التي تسكن حصن الغراب سابقا انتقلت ايضا لشرقي الشحر بمنطقة شرمه والشحر هي من ابرز الاسواق العشر في الجزيرة العربية كسوق عكاظ وسوق سحار بعمان وسوق المشقر بالبحرين وسوق دومة الجندل بشمال الجزيرة وكانت سوق قنطره للتبادل التجاري بين الهند والخليج العربي ومصر وشرق افريقيا من جهة وبين المناطق الحضرمية في الداخل وكانت تجارة هذه السوق اقتصاديه وثقافيه وتراثيه متنوعه اضافه كون لها دورا هاما في تجارة اللبان وبها وفره من الاسماك واللخم والمالح والوزيف

( والسبعة ) هم رمز من رموزها وتسمى الزبينه وسوق سمعون , وايضا سميت بسعاد وسوق الاحقاف وهي مدينة ال عاد وتسمى بأم اليتامى وهي خيرة بلدان الجنوب الحضرمي وقد حدد بطليموس معالمها الجغرافية واسماها بمدينة الاسماء وتقع على شاطئ البحر العربي وعلى خط طول 14 درجه و44 دقيقه شمالا و49 درجه و 34 دقيقه شرقا في منتضف القرن الرابع الميلادي تسيد ميناء الشحر الريادة في المنطقة كلها بعد انحسار ميناء قناء ميناء مملكة حضرموت التاريخي وما حدثنا به العلامة عبدالله محمد بأحسن في كتابه النفحات المسكية في تاريخ الشحر المحمية عند نزوح المؤمنين من قوم رسول الله هود عليه السلام من ا رم بالأحقاف اليها وسكنوها وزادوها بركه .


واقدم احيائها حي القرية وقد شرح الاديب المؤرخ عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي لفظة الشحر في اللغة كما تشرحها القواميس العربية وهي جمع شحره بضم الشين وهي مسقط لمياه السيول الجافه وحدودها تمتد من بير علي غربا الي ضفار شرقا وريبوت بعمان حاليا , وهي رمز بحرى شهير ويسترشد بها الملاحون براس فرتك وراس الكلب ولها صولات وجولات مع البرتغاليون والشهداء السبعة وشهرتهم لم تكن اعتباطا بل من امتداد تاريخها الاصيل الموغل في القدم وقدرة اهلها على العطاء والصبر والانجاز , ويتجلى الانجاز الاعلامي الكبير لقناة واعلام العصرية بالشحر حديثا في ابهاء معانيه وابداعه وتألقه الاعلامي الدى اضفي على المدينة رونقا اعلاميا جميلا أخاذا ومنتديا اعلاميا كبيرا وبها طاقات اعلاميه وصحفيه وفكريه وادبيه ودواوين يجتمع فيه النخبه من ابنائها ..

حد من الوادي 11-02-2013 02:44 PM

حضرموت ؟ قراءه في تاريخ مد ينة حريضه القديم بحضرموت " عبد القادر محمد العيدروس
 

قراءه في تاريخ مد ينة حريضه القديم بحضرموت


عبد القادر محمد العيدروس السبت 2013/11/02 الساعة 06:28:24



حريضه احد الشواهد الاوائل والقليلة على تاريخ مملكة حضرموت القديمة المترامية الاطراف اكبر ممالك جنوب الجزيرة العربية والتي ظل اسمها يتردد في المصادر وسكانها القدماء هم من بنا الحضارات وشيدوا القلاع والحصون والمعابد وشقوا القنوات المائية وزرعوا الارض وعمروها وأقاموا العلاقات التجارية مع اليونان وحضارات البحر الابيض المتوسط ودول الشرق جميعا وكانت مدينة حريضه من اهم المدن الدينية للحضارم وقد عثر على ما يدل على ذلك في الحفريات للبعثة الفرنسية , ويوجد بحريضه سدنه للمعابد , والهياكل الدينية في تاريخ حضرموت ما قبل الميلاد . وقد عثر على خريطة النقوش الحضرمية واهم الخرائط الدينية الحضرمية في الحفريات الأخيرة وذكر ان سين هو الاله الحامي لحضرموت وسين دو مشوار في سويته كما ذكر في الكتابات والنقوش القديمة وسيندو جلسم في باقطفه وسين ذو مذبم في حريضه وسين ذو مشوار في سيونه وسين ذو الم في شبوه للسيد العلامة السقاف.

وتوجد تلك الاثار في متحف عدن والمعبد المكتشف في حريضه يعرف بمعبد اله القمر سين ويرمز له بالهلال وقرني الوعل رموزا دينيه عرفها الحضارم من قبل الميلاد وتأتي حريضه واهميتها من التاريخ القديم للمنطقة والقيمة التاريخية بدرجه اولي في تاريخ المملكة الحضرمية ما قبل الاسلام ووجد بها معابد وثنيه لسكان حضرموت قبل الميلاد بألاف السنين وتعرف حريضه باسم مذب مذبم مذاب وعرفت بموقع معبد سين الاله المعترف به في تلك العصور الغابرة والهة اخرى مثل اله المطر ( حول ) والهة الغناء والشعر مثل ( خيبعان وهدين والدان ) والهة اخرى كثيره ..

وشداد بن عاد وجماعته من عباد الاله سين وقد سكن قوم عاد تلك الديار الغابرة بعد ان حل باهلهم العذاب المشين وبها مغارة شداد بن عاد حيث وورى بها . وحريضه من بلدان الاحقاف بحضرموت وعاد القديمة وعاد الثانية وتسمى قريضه وتعود التسميه والانتساب لقضاعه ابن شبام ابن حضرموت ابن يشجب بن قحطان ابن نبي الله هود عليه السلام ويتعاملوا بالخط المنقوش وهو المسند وهو من اللغات العربية وكان القدماء ينقشونها بعنايه ودقه وهي احدى مدن مملكة حضرموت القديمة وبنيت على انقاض مدينة مداب وعثرت الحفريات على قبور يعود تاريخها للقرن الخامس قبل الميلاد وبقربها في الجهة الغربية معبد الإله سين وبها خوه دائرية الشكل يقال لها بئر غمدان وفيها العجائب والغرائب واثار العمالقة .

وبها مكتبة العطاس وهي من اعرق المكتبات في العصر الحديث وبها ال العطاس وفيها المنصب ويسكنها ايضا ال بأسهل وال الصقير وعائلات كثيره وهي من اقدم المدن الحضرمية العريقة الموغلة في القدم وهي بوابة وادى عمد الوادي الخصيب المبارك . وبنو مره لها بقيه في وادى عمد بحضرموت ووادي سر كما جاء في جواهر تاريخ الاحقاف للمؤرخ باحنان كما سكنتها قبائل الدهم وال سلمي ( سلمه ) من قبيلة الجعده ومناصبهم ال العطاس وايضا ال شملان واصلهم يعتقد من بني هلال كما جاء في دبليوا تش انجرا مس المستشار البريطاني الاسبق 1934 م وقضاعه التي سكنت المنطقة وكنده في مجرى وادى دوعن وخاصة في دمون والهجرين وهو مركز الوالي الأموي الذى اقصاه فيما بعد الاباضيون ويقال ان دمون هي بلدة القزه بالهجرين والتي يسكنها ال البطاطي حاليا وغيرهم ..

والارتباط الازلي بين سدبه وحريضه والمشهد والبيان الروحي للساده ال العطاس لازال ليومنا هذا .. - وبنو احرم القضاعي منهم ماء السما بنت الحارث من اشهر فروع قضاعه بوادي عمد وهي زوجه الملك الهميسع بن النمر بن عليان بن مالك القضاعي .. ولازالت الطقوس الدينية في الموروث التاريخي للمنطقة موجود لحد الان وهو احد الشواهد الثابتة لعظمة لمكان وقدرة الانسان . وتقع حريضه الي الغرب من مدينة شبام التاريخية وجنوب شرق شبوه العاصمة القديمة لمملكة حضرموت ومن الشرق وادى العين وحوره ومن الغرب وادى رخيه وعمد ومن الشمال ايضا وادى العين وحوره ومن الجنوب دوعن وادى الخير وتزرع التمور والحبوب وغيرها من المنتجات الزراعية وتسقى من مياه السيول والامطار .. وهي أسطورة الارض وجمال الطبيعة الخلابة وخاصه انها تميز بجاذبية وادى حضرموت عن غيره وهو اكبر وديان الجزيرة العربية وتذهلك جباله الشامخة مندو فجر التاريخ وتلك الهضاب والينابيع المتدفقة من المياه الزلال السلسبيل .

وذكر المؤرخون انه بعد الطوفان سكنها ابناء عاد ولم يكن في الارض من يماثلهم في القوه والشده والبطش وهم اقوى عقولا واكثر احلاما واكثر اثارا ( كتاب معجم بلدان حضرموت ) للعلامة عبدالرحمن بن عبيد اللاه السقاف وكان دقيقا في وصف بئر غمدان وان كل درجة في البئر تقاس بطول انسان ذا العصر وبيوت مطمورة حتى الارض حول معبد اله القمر سين وكتابات في احجار قديمة يعود تاريخها لفي عام او اكثر ويقول السيد احمد بن حسن العطاس من علماء حضرموت وفقيه متصوف عن ما ورد في كتاب المؤرخ والعلامة باحنان بان حريضه بلاد اسواق ترد اليها القوافل من كل من صنعاء ومارب عبر طريق ينزل عبر احد سفوح جبالها القبلية وهي من بلدان عاد القديمة وبها عين ماء تجرى ونخيل لا يحصى وثمار كثيره الا ان معن بن زايده قام بتخريب هذه العين الجارية ولاتزال اثارها باقيه ليومنا هذا ويذكر ان شداد بن عاد وجد ميتا على سرير من ذهب مطرز بالجواهر في المغارة الواقعة في الجبل الشرقي من حريضه ووجد عند راسه لوح من الذهب حسب رواية د عقل الشيباني لأرم ذات العماد ..

حد من الوادي 11-06-2013 04:21 PM


وهذا الحضرمي ملكاً؛ وأولاده أمراء على العرب

26/08/2013 10:01:07

صالح بن عيسى سلمان *حسين


أن صفحة من تاريخ العرب قبل الإسلام ،تكشف عن ماضي يمكن للأجيال الحاضرة أن تفخر به ،وتكشف لنا معادن الرجال الذين أنجبتهم حضرموت ،ثم مكانة قبيلة كندة الحضرمية في تلك الأزمان الغابرة عند قبائل العرب ، وتبين لنا بعضاً من أمجاد تاريخ حضرموت ،فإن لهولاء الرجال مكانتهم وكتب التاريخ تتحدث عنهم ؛ وهم الذين خرجوا من " دمون" وتعرف اليوم – بـ القزة - قريبة من الهجرين ومناطق أخرى من ديارهم بحضرموت،وأقاموا مملكة عظيمة آثارها باقية إلى هذا اليوم منذ القرن الرابع الميلادي في شمال الجزيرة العربية بين إمارتي المناذرة والغساسنة قديماً ،و كانت تعرف بمملكة كندة لأن رؤساءها تلقبوا بالملوك .

ويعرف هذا المكان أيضا ًبأسم " غمر كندة" أو " غمرة ذي كندة" أو المشقر وهي أرض لبني جنادة بن معد في نجد وتقع على مسيرة يومين من مكة.

ويرى باحثون آخرون أن عاصمة الدولة كانت تعرف "الفاو" وتبعد حالياً 700كم جنوب غرب الرياض- المملكة العربية السعودية .

أما خبر هذا الزعيم أو الملك الذي هو ( الحارث بن عمر بن حجر بن آكل المرار الكندي )


فقد استدعته قبيلة "بكر بن وائل" ليكون ملكاً عليها؛ وقد جاء في الموسوعة العربية عن نسب قبيلة بكر بن وائل :

من أنها تنتمي إلى جِذم ربيعة بن نزار بن مَعَدّ بن عدنان، وهي من أعظم قبائل ربيعة وأكثرها عدداً وبطوناً.وكانت مواطن بكر في الجاهلية بلاد اليمامة وبلاد البحرين والعراق وبَوادي الجزيرة الشامية. وتعرف منطقتهم جغرافيا في التاريخ القديم (بديار بكر) وهي منطقة كبيرة واسعة حدَّها ما غرّب من دجلة إلى بلاد الجبل المطلّ على نَصيبين إلى دجلة وما حول هذه المواضع.

وفي( الأغاني ) لأبي فرج الأصفهاني قصة تتويج هذا الزعيم الكندي وتوزيع أولاده على عدد من قبائل العرب في شمال الجزيرة العربية حتى أطراف العراق كرؤساء عليهم ،و لندع الحديث عنها "لأبي الفرج الأصفهاني " في ماذكره في "الأغاني" من تاريخ وشعر وأدب يفوح ريحاً بتربة حضرموت ومجدها التليد ؛فنجده يتحدث أن "قباذ" والد كسرى انوشروان ملك فارس ،وقد استضعفته ربيعة فوثبت على المنذر بن ماء السماء وخلعته من الملك فهرب إلى أياد، ثم إن ربيعة ،فاستدعت الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو آكل المرار ،وأقامته ملكا على بكر بن وائل كلها ،وفي رواية أخرى لما حدث بعد أن أصبح الحارث بن عمرو الكندي ملكاً على الحيرة جنوب العراق ، عندما صار الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار ملكاً على الحيرة ، قالوا أيضا : ثم تفاسدت – أي أختلفت - القبائل من نزار فأتاه أشرافهم فقالوا : إنا في دينك ، [ قيل أنهم على النصرانية ] ونخاف أن نتفانى فيما يحدث بيننا ، فوجه معنا بنيك ينزلون فينا فيكفون بعضنا عن بعض ، ففرق ولده في قبائل العرب ، فملك ابنه حجراً على بني أسد وغطفان ، وملك ابنه شرحبيل على بكر بأسرها ، وبني حنظلة بن مالك ، والرباب ، وملك ابنه معد بن يكرب على بني تغلب ، والنمر بن قاسط ، وطوائف من دارم ، وملك ابنه عبد الله على عبد القيس ، وملك ابنه سلمه على قيس ، وهكذا أصبحت قبائل العرب تدين كلها لملك الحيرة الكندي الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار.

وعند أهل التاريخ والتراجم والسير للحارث بن عمرو بن حجر الكندي أخبار كثيرة رواها الطبري في تاريخه ،وأبن الأثير في الكامل ،واليعقوبي وأبن خلدون ، وكان أبوه عمرو بن حجر ملكا عظيما ولم يجد قباذ مناصا من الموافقة على ما رأته قبيلة بكر بن وائل من ربيعة في تتويجه ملكاً وبقية أبناءه كما مربنا على بقية العرب .

وكانوا يتعززون بنسبهم إلى كنده وأنهم من حضرموت والى "آكل المرار"،0

وكان لكندة أيضا ً من المجد والشرف الكبير في الجاهلية والإسلام ما سارت به الركبان 0

وقد أشار المؤرخ محمد سعيد باحنان في كتابه" جواهر تاريخ الاحقاف" إلى تفصيل ذلك المجد و الشرف الكبير وذكر طبقات ملوكهم ،وأما سبب تسمية (آكل المرار للملك حُجر )كما نقلناه من "الكامل في التاريخ "لإبن الأثير فهو حجر آكل المرار ابن عمرو بن معاوية بن الحارث الكندي

الحضرمي ،وقد دام ملكه لعشرين عاماً. وهذا الملك لايعني بمفهوم العصر الحديث؛وإنما كان ملك على الأحياء والعشائر القبلية المحلية ،وما هو إلاّ لقب للتفخيم والتكبير في الأعراف القبلية القديمة في ذلك الوقت .

وقد ذكر( أبن منظور في لسان العرب ) أن المرار شجر لايطاق لشدة مرارته ،وكان هذا لقباً يعرف به حجر بن عمرو بن معاوية الكندي الحضرمي، آكل المرار لأن امرأته هند بنت ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية الأكرمين لما أغار عليه ابن الهيولة السليحي فأخذها، فقال: كيف ترين الآن حجراً؟ فقالت: أراه والله خبيث الطلب، شديد الكلب، كأنه بعير أكل مراراً.

والمرار نبتٌ حارٌ يأكله البعير، فيتقلص منه مشفره.

وكان حجر أفوه خارج الأسنان فشبهته به، فسمي آكل المرار بذلك.

و روى أن الأشعث بن قيس الكندي عندما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه راكباً مع كندة قال: يا رسول الله" نحن بنوا آكل المرار وأنت ابن آكل المرار"، قال، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ناسبوا بهذا النسب العباس بن عبد المطلب، وربيعة بن الحارث، وكانا تاجرين إذا شاعا في العرب وفي رواية البيهقي عنه: إذا سارا.وفيه فسئلا ممن أنتما ؟ قالا: نحن بنو آكل المرار يعني ينسبان إلى كندة ليعزا في تلك البلاد لان كندة كانوا ملوكا، فاعتقدت كندة أن قريشا منهم لقول عباس وربيعة نحن بنو آكل المرار. وذكر القصة أبن كثير في البداية والنهاية وغيره .

وأما يوم الكلاب الأولى:

أنه لما مات أبوهم" الحارث" تنازع شرحبيل وسلمه على ملكه وجمع كل واحد منهما جموعا للآخر فسار شرحبيل بمن معه من بني تميم حتى نزل بذي الكلاب وهو موضع بين الكوفة والبصرة وأقبل سلمه في تغلب والنمر وغيرهم ونزل تجاه معسكر أخيه .

وأقبل سلمة في تغلب والنمر وغيرهم ونزل تجاه معسكر أخيه ثم إن بعضا الزعماء لما رأوا تفاقم الخطب خشوا سوء العاقبة فسعوا للصلح والتوفيق بين الأخوين حقنا للدماء ودارت مفاوضات لم تكن ثمرتها غير الفشل وضياع المجهود سدى وحينئذ لم يكن مناص من خوض غمار المنايا فكان قتال شديد وتطاحن مريع ،أنهزم فيها قوم شرحبيل فولوا الأدبار منهزمين شر هزيمة،وفي وسط هذه الهزيمة كان منادي سلمة ينادي في الناس من يأت برأس شرحبيل فله مائة من الإبل فسمع النداء أبو حنش واسمه عاصم بن النعمان بفرسه صوب شرحبيل فوجد الناس يقاتلون حوله ويذودون عنه فأنتهز منه غرة أرداه عن فرسه قتيلا بطعنة رمح ثم نزل عن جواده واحتز رأسه وبعث به إلى سلمه مع ابن عم له يقال له أبوجا ،وأوصاه بقبض الجائزة فلما دخل أبوجا على سلمه والقي الرأس بين يديه غضب غضبا شديدا ففر ابوجا إلى أبي حنش خائفا يستحثه الهرب فهربا من مملكته إلى حيث لا سلطان له عليهما قانعين بالسلامة .

وكان شرحبيل قتيل يوم الكلاب أيضاً وهو أحد أبناء الحارث الذين اقتتلوا في هذه الواقعة ،ووقف منهم موقف المتحير ،المكلوم أخاً لهم كما جاء في الأغاني من شعراء العرب الذي حفظت له التراجم والتاريخ بعضاً من اشعاره ،حيث وقف بعيداً من الفتنة بين أخويه وحين قتل أخاه شرحبيل قتيل يوم الكلاب ، رثاه وهذا هو الملك والشاعر معدي كرب بن الحارث بن عمرو بن حجر الكندي من أبناء الملك الحارث

كان ملكا على قيس بجهة الموصل والجزيرة فكان محبوبا وديعا عاقلا يكره الحروب ويمقت الفتن ويميل إلى الإصلاح وحقن الدماء وقد نقل لنا " أبو الفرج الأصفهاني "في الأغاني من قصيدة له :

إنّ جَنْبِي عنْ الفراشِ لَنَابٍ ... كتجافي الأسرّ فوق الظراب

من حديث نمَىَ إليّ فَلاَ تَرْ ... قَأُعَيْني وَلاَ أُسِيغ شَرَابِي

مُرَّة كالزُّعاف أكْتُمُها النَّا ... سَ عَلَى حَرْمَلَة كالشِّهابِ

من شُرحَبْيل إذ تعاورُهُ اْلأرْ ... ماحُ في حَالِ صْبوَةٍ وشبَاب

يا ابن أُمِّي وَلوْ شَهدْتُك إِذ تَدْ ... عُو تِمَماً وأنت غَيْر مُجابِ

ثم طاعَنْتُ مِنْ وَرَائكَ حَتَّى ... أدْفعَ القَوْمَ أو تُبَزَّ ثيابي



ومن هذه الشجرة الملكية الشاعر الأمير، شاعر كندة والعرب جميعاً "امرؤ القيس الكندي "الملقب (ذي القروح )-

-
فهو كما جاء في ترجمته امرؤ ألقيس واسمه هو حندج بن حجر بن الحارث الكندي. من أشهر شعراء العرب، أبوه حجر بن الحارث ملك أسد وغطفان، وخاله المهلهل الشاعر المشهور.

نشأته وحياته في نجد حوالي سنه 500م ، ونشأ في أسرة ملك وسيادة وترف, فقد كان والده حجر ملكا على بني أسد وغطفان, ودام ملكه ما يقارب ستين عاما. كان اصغر إخوته وعاش في كنف والده الملك, كما يعيش عيشة أبناء الملوك في ذلك الزمان ، وتعلم الفروسية ووسائل النجدة والشجاعة, تمكن من قول الشعر وهو في عنفوان الشباب, وميعه الصبا, وأكثر من التغزل في فتيات بني أسد والتشبيب بهن, مما أدى إلى إغضاب والده الذي زجرة ، ولكنه لم يزدجر, وإنما واصل قول الشعر فيما يغضب والده الملك ، الأمر الذي أدى إلى طرده وخروجه من كنف والده ورعايته, فالتفت حوله زمرة من الصعاليك, والشذاذ, واللصوص, وكان يغير على إحياء العرب ، ويسطون على ممتلكاتهم ، ثم يتقاسمون الغنائم فيما بينهم ويشربون الخمر ويلعبون النرد وينشدون الشعر ويتغنون القيان.

فينما كان غارقا في اللذات كعادته يعاقر الخمر ويلعب النرد جاءه الخبر بمقتل والده على يد بعض رحال بني أسد ، فقال قولته المشهورة التي حفظها الزمان في ذاكرته وهي"ضيعني أبي صغيرا, وحملني دمه كبيرا,ولا صحو اليوم ولا سكر غدا ،اليوم خمر وغدا أمر، وانتهى به المطاف في القسطنطينية طالبا من القيصر جوستنياس المساعدة لأدراك هدفه ولكن جهوده لم تتكلل بالنجاح, فعاد من عاصمة الروم يائسا ,وعندما وصل مدينه أنقرة تفشى في جسده الجدري ,فسبب له القروح التي أودت بحياته, ولما بلغ خير وفاته أمر القيصر ملك القسطنطينية بنحت له تمثال وان ينصب على ضريحه.
وقد أشتهر من شعره الكثير وابلغها المعلقة التي حفظت له في الدواوين وخلدت فيها أسمه ورسمه .

.................................
ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْوَى رَدَدْتُـهُ

نَصِيْـحٍ عَلَى تَعْذَالِهِ غَيْرِ مُؤْتَــلِ

ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَــهُ

عَلَيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُـمُوْمِ لِيَبْتَلِــي

فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّـى بِصُلْبِــهِ

وأَرْدَفَ أَعْجَـازاً وَنَاءَ بِكَلْكَــلِ

ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِــي

بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَــلِ

فَيَــا لَكَ مَنْ لَيْلٍ كَأنَّ نُجُومَـهُ

بِـأَمْرَاسِ كَتَّانٍ إِلَى صُمِّ جَنْــدَلِ

وقِـرْبَةِ أَقْـوَامٍ جَعَلْتُ عِصَامَهَــا

عَلَى كَاهِـلٍ مِنِّي ذَلُوْلٍ مُرَحَّــلِ

وَوَادٍ كَجَـوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُــهُ

بِـهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالخَلِيْعِ المُعَيَّــلِ

فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا عَوَى : إِنَّ شَأْنَنَــا

قَلِيْلُ الغِنَى إِنْ كُنْتَ لَمَّا تَمَــوَّلِ

كِــلاَنَا إِذَا مَا نَالَ شَيْئَـاً أَفَاتَـهُ

ومَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يَهْـزَلِ

وَقَـدْ أغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَـا

بِمُنْجَـرِدٍ قَيْـدِ الأَوَابِدِ هَيْكَــلِ

مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِـرٍ مَعــاً

كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ

حد من الوادي 11-07-2013 03:22 PM


اْلم يحن الوقت لوضع حدا لهذا الصراع العبثي بين الشمال والجنوب

بقلم/الباحث:علي محمد السليماني:


بعد مقتل التبع الحميري حسان بن ثابت الحميري الجنوبي الحضرمي ((يهنعم)).. والذي خلفه بعد مقتله في حادثة كليب, وشقيق الاْميرة سعاد صاحبة ناقة البسوس والتي اسميت الشحر سعاد على اسمها..والشحر الميناْ اْسمي على اْسم الشحر اْبن حمير وتتواجد ذريته قبيلة الشحري حاليا في ظفار بسلطنة عمان الشقيقة...او هكذا ورد اسمه في بعض الروايات والذي خلفه على الملك ملوك ضعاف منهم اْخيه عمران ثم اْبن اْخته الرعيني’ الذي اْتخذ من وادي المعلا بعدن عاصمة لمملكته..

وقد اْنطلق هذا التبع من وادي ميفعة الحضرمية وكنوزه كما يقال موجودة في جبل الحمراء الواقع بين وادي هدى ووادي يعل..او كما جاء في النقوش القديمة - يغل - من وادي ميفعة العظيم...... وهو تقريبا من اهل ملشان ونمران اْريام بن اْسلم بن ذويزن.. لتقارب نهايته عام 442م مع نهاية حكم اهل ملشان ونمران اْريام في عبدان ووادي ضراء ونصاب عام 450م.

رغم ان الباحث والمؤرخ الدكتور بن حـبتور في بحثه الموسوم ((اليزنيون موطنهم وادوارهم في تاريخ اليمن القديم ))يقول: ان الملك وصل عند اليزنيين في عهد// الملك السميفع اْشوع الثاني بن لحيعة يرخم بن اْسلم بن ذويزن..
لكن اْعتقد ان الملك وصل عند اليزنيين قبل ذلك سيما واْن الريدانيون واليزنيون اْخوة لزم على قبيلة مشرقن التي جاءت في نقوش نقب الهجر وميفعة وعزان ووادي عماقين وغيرها...
-
فبل وصل الملك عند اليزنيين في عهد اهل ملشان ونمران اْريام اليزنيين وعلى يد التبع حسان الحميري (يهنعم )الذي قتل في بلاد الشام بالخديعة تقريبا عام 442م ..حيث قاد حملة عسكرية الى بلاد الشام وقد عسكرت جيوشه بوادي يثرب - المدينة المنورة حاليا - وهو في طريقه الى بلدان الشام والتي كانت تحكم من بني قيس و اخبره الرهبان والاْحبار ان نبي عربي اْقترب ظهوره واْنه سيسكن في هذا الوادي فاْمر بعض جيشه ان يتاْخروا واْن يبنوا بيتا للنبي العربي.

وقد سمي ذلك الوادي يثرب على اسم قائد الجيش.... بينما واصلت جيوش تبع زحفها لفتح بلاد الشام واحدة بعد الاْخرى...حتى خطب الجليلة وعلى اثر ذلك قتل غدرا وبعد مقتل التبع حسان ضعفت مملكة حميروترهلت حتى اْل الاْمر الى غير اْهله عندما اعتلى الحكم لخيعة ذو الشناتر وهو من ابناء المقاولة وليس من ابناء الملوك حسب اعراف ذلك الزمان..

وقد سمح للاْحباش التواجد ونشر الديانه النصرانية والاْديرة والكنس كما سمح بالتواجد العسكري للاْحباش على كامل ارض الهضبة الشمالية والغربية -اليمن الشمالي-عام512م حتى اصبحت اليمن الشمالي تعرف بارض الحبشة ا ر ض ح ب ش ت..... وقد نهض الملك يوسف اساْريثاْر ذو نواس بن ذويزن عام 516م ومعه عمه والد زوجته شراحيل يكمل بن شراحيل يقبل بن لحيعة يرخم بن اْسلم بن ذويزن وتم قتل ذو الشناتر وتحرير العاصمة ظفار/اسماها ظفار الملك شمر يهرعش الحميري الجنوبي الحضرمي على اْسم ظفار في موطنه الاْصلي الجنوبي في الشرق التي هي حاليا في سلطنة عمان الشقيقة/وتم تحرير صنعاء واْب وتعز وتهامة / التي اصبح اسمها ارض حب ش ت / كما تم تحرير جيزان وجزيرة فرسان ونجران وفرض الجنوب سلطته عنوة على الشمال الذي كان تحت الاحتلال الحبشي المرحب به من قبل الشماليين عام 518م...

وهنا نصل الى قصة اصحاب الاْخدود التي جاءت في القراْن الكريم واختلف المفسرون والمؤرخون حولها حيث تم تحديد ثلاثة مواقع يمكن ان تكون حدثت فيها ’ احداها ببابل والثاني بفارس والثالث نجران ’وقد كان اْمير المؤمنيين سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه سباقا في نفي وقوعها بنجران..

وجاءت الاْكتشافات الاْثرية في حصن الغراب في قناْ(بئر علي)...وبئر الحمى في نجران لتؤكد ان قتال نصارى نجران لم يكن بسبب دينهم وانما بسبب الاْحتلال الحبشي الغازي لجزء من شبه جزيرة العرب..
وان قائد الجيش اليزني الحميري نفسه نصراني وايضا ابنه الاْميرالسميفع اْشوع الثاني الحميري نصراني بل والكثير من اْفراد وقادة الجيش اليزني كانوا موحدين اْو نصارى اْو يهود والقليل ربما وثنيين... وان اللقب الملكي المختصرللملك ذو نواس - ملك كل الشعوب - لم يكن ادعاء الاْلوهيه كما يذكر الاْخباريون وبعض كتب قصص الخيال - مثل الراهب والساحر والفتى- الخ ...

-وانما تخلى عن اللقب الملكي الحميري الطويل الذي كان يحكم به التبابعة و الملوك الجزيرة والخليج وبلاد الشام والعراق وجنوب بلاد فارس......بينما ذو نواس ملكه اقتصر على ما يعرف حاليا بالجنوب والشمال اْي العربية الجنوبية وشقيقتها وجارتها العربية السعيدة بعد تحرير الاْخيرة من براثن الاْحتلال الحبشي عام 518م..

وقد اْدرك الملك ذو نواس ان الاْحباش واْوباش الهضبة الغربية والشمالية (اْرض الحبشة التي هي حاليا الجمهورية العربية اليمنية) لن يسكتوا على هزيمتهم فشيد سلسلة تحصينات دفاعية من باب المندب الى الحديدة متوقعا ان الاْعداء والعملاء سيكون عدوانهم عبر البحر الاْحمر..

وفعلا فقد قدم دوس ذو ثعلبان يقال انه سبئي اْرامي من بقايا معين الارام وربيعه الهمداني /تاجر/ معلومات لوجستيه للاْحباش الذي قاموابغزوهم مرة ثانية عام 525م وكانت قوتهم مركزة على القلعة التي يتواجد فيها الملك ذونواس الذي ركب خيله وقاد هجوما مضادا نحو العدو الحبشي الغازي, وهو مازال في عرض البحر ظنا منه - اْي من الملك ذو نواس - ان العدو سيكون منهكا من مشقة السفر / وليس كما يروي الاْخباريون ان قلبه انخلع خوفا وهرب الى البحر, لاْن ببساطة الذي يهرب لايهرب باتجاه عدوه وانما يهرب الى الخلف/ وقتل الملك في هذه المعركه وقتل معه اخوانه الحميريين والاْرحبيين (يوجد مكان بالقرب من صنعاء يقال له اْرحب ويستوطنه حاليا الكثير من الابناء ومن بقايا غزوات الى جانب بعض العرب)..واعراب كنده/..

بينماذهب اهل الهضبة الشمالية والغربية المسماه اْرض الحبشة الى ظفار الغرب عاصمة الحميريين بالقرب من صنعاء ليحتفلوا بالنصر مع حلفاؤهم الغزاه الاْحباش/..
ويبدو ان قادة الصف الاْول من الحميريين قتلوا لهذاعاد الاْمير السميفع اْشوع الثاني من - قادة الصف الثاني - لتجميع صفوف حمير المشرق الحضارمة مدركا انهم القوة المراد ضربها من قبل الاْحباش, وعاد الى موطنه وادي ميفعة حضرموت ..

متخذا من عرين ماوية / حصن الغراب ’ بالقرب من ميناء قناْ- حاليا بئر علي/ على ساحل البحر العربي موقعا للتحصين والتزود بالعتاد والمياه والاْغذية - وقد فسر بعض المؤرخين ومنهم الدكتورجواد علي واْخرين خطاْ كلمة عاد السميفع واْولاده من ا ر ض ح ب ش ت فسروها ان السميفع هو من خان في الملك ذو نواس وقتله على اساس انه عاد من الحبشة..

بينما هو عاد من معركة ضد الاْحباش ومن معهم على ساحل البحر الاْحمر اسماها الاْحباش في احتلالهم اليمن الشمالي الاْول (ا ر ض ح ب ش ت)..وقد ادرك الملك الحبشي كالب ان جيشه في حاجة الى التمركزوالتجمع وليس الى الاْنتشار.. كما ادرك تصميم الحميريين في المشرق والجنوب على المجابهة فكان خياره المهادنة والتفاهم مع الاْمير السميفع اْشوع الثاني والذي اعترف به كالب ملكا على الجنوب باللقب الملكي الحميري الطويل وعاقب او نائب لملك الحبشة وذلك تقريبامنتصف عام 525م..

وهذا الاْتفاق الى جانب نصرانية السميفع ايضافسره بعض المؤرخين انه خيانه وتاْمر من السميفع اشوع ضد صهره الملك ذو نواس وهو بالطبع خطاْ...لاْن الرجل ووالده شراحيل يكمل بن شراحيل يقبل بن لحيعة يرخم بن اْسلم بن ذو يزن نصرانيين وصهرهم ذو نواس بن ذويزن ((اليهودي ربما الوحيد فيهم))..كانوا في حرب تحررية ضدالاْحتلال الحبشي وتوسعه ..وهكذا تظهر الحقيقة ..وقد اوضح الكثير حول هذا الاْمرالباحث والمؤرخ الدكتور ناصر صالح يسلم بن حبتور في كتابه (اليزنيون وادوارهم في تاريخ اليمن القديم)....

وهنا يسجل التاريخ الاْدوار الكبيرة التي اْضطلعت بها ممالك الجنوب العربي في الحفاظ على عروبة شبه الجزيرة العربية وسواحل عمان الشرقية, التي هي دولتي الامارات العربية المتحدة وقطر..كما يسجل التاْريخ ان دوس ذو ثعلبان السبئي هو اْول من التجاء الى امبراطور الروم محرضا اياه على الحميريين الجنوبيين الوحدويين (اْو التوسعين كما يراهم الشماليين في ذلك الوقت) مضخما له ما حدث في نجران وان المقصود به القضاء على الديانه النصرانية منتهزاديانة الملك ذو نواس اليهودية واختصاره اللقب الملكي الطويل الى ملك كل الشعوب مدعيا: انه ادعى الاْلوهيه....

-والغريب ان الرواه والاْخباريين وغير المدققين في التاريخ اخذوا بخزعبلاته مع الاْسف الشديد حتى ظهرت الحقيقة من حصن الغراب ومن بئرالحمى ومن مصنعة كدور....

حد من الوادي 11-09-2013 12:52 PM


القضاة الحضارمة التسعة بمصر ارض الكنانة :
-----------------------------------------------
تولى القضاء في مصر الكثير من القضاة الحضارم و اشتهروا بذلك لأمانتهم و
صدقهم
يونس بن عطية: في أيام عبد العزيز بن مروان تولى القضاء يونس بن عطية الحضرمي
سنة 84 و كان من أكابر العلماء ، يحكى أن عبد الله بن مروان كتب إلى عبد
العزيز بن مروان يعلمه إن آهل الشام اختلفوا عليه في نفقة المبتوتة و طالبه
أن يكتب إليه بما عند آهل مصر فجمع عبد العزيز الأشياخ و سألهم و كان يونس بن
عطية في اخرياتهم فقال له فتكلم ، فأعجب عبد العزيز فسألهم عنه فقالوا له
(هذا من سادات حضرموت) فولاه القضاء و الشرطة
اوس بن عبد الله : في سنة 86 و في أيام عبد العزيز بن مروان ولى القضاء اوس
بن عبد الله الحضرمي
يحي بن ميمون : في رمضان من عام 105 تولى القضاء يحي بن ميمون الحضرمي من قبل
هشام
توبة بن نمر:تولى القضاء توبة بن نمر الحضرمي من قبل الوليد بن رفاعة و كانت
ولايته في مستهل صفر سنة 115 و يروي أبو سلمة عن يحي بن عثمان عن هليعة بن
عيسى أن توبة لما ولي القضاء دعا امرأته عفيرة فقال لها : يا أم محمد ، أي
صاحب كنت لك؟ قالت : خير صاحب و أكرمه ، قال فاسمعي : لا تعرضي لي في شيء من
القضاء و لا تسأليني عن حكومة و لا تذكريني بخصم ، فإن فعلت شيئا من هذا فأنت
طالق ، و عن أب هليعة إن أول قاض بمصر وضع يده على الاحباس توبة بن نمر في
زمن هشام و إنما كانت الاحباس في يدي أهلها آو أوصيائهم فلما كان توبة قال :
ما أرى مرجع هذه الصدقات إلا إلى الفقراء و المساكين فأرى أن أضع يدي عليها
خير بن نعيم : ولى القضاء بمصر خير بن نعيم الحضرمي من قبل الأمير حنظلة بن
صفوان الكلبي و يروى انه كان افقه فقهاء مصر في زمانه و عزل في سنة 128
بوشاية من بعض أصحابه و في رمضان سنة 133 ولى القضاء بمصر ولايته الثانية
عليها من قبل الأمير أبى عون
غوث بن سليمان : ولى لقضاء غوث بن سليمان الحضرمي من قل أبى غوث يوم الأحد من
رمضان سنة 135 و لم يكن غوث بن سليمان بالفقيه و لكنه كان اعلم الناس بمعاني
القضاء و سياسته فكان أمره احسن شيء و كان هونا ، و كان كثيرا ما يستخلف
مكانه يزيد بن عبد الله بن بلال الحضرمي و كان هذا يقوم بقط وافر من القضاء
ثم اقره خليفة له في جمادى الآخرة سنة 140 يحكم بين الناس
يزيد بن عبد الملك : في شهر رمضان سنة 140 ولى القضاء يزيد بن عبد الملك
الحضرمي بالنيابة عن القاضي غوث ثم مات فجأة في ذي القعدة سنة140 هجرية
عبد الله بن لهيعة : في مستهل سنة 155 ولى القضاء بمصر عبد الله بن لهيعة من
قبل أمير المؤمنين أبى جعفر المنصور
لهيعة بن عيسى : ولى القضاء في شعبان سنة 196 القاضي لهيعة بن عيسى الحضرمي
من قبل عباد بن محمد و عباد يومئذ يدعو للمأمون بمصر
و قد قال الشاعر
لقد ولى القضاء بكل أرض …… من الغر الحضارمة الـــــــكرام
رجال ليس مثلهم الرجـال …… من الصيد الجحاجحة الضخام

منقول من السقيفة العامة القضاة الحضارمة التسعة بمصر ارض الكنانة ,,,

حد من الوادي 11-09-2013 01:17 PM

فيديوعن قصورسيئون حضرموت

- YouTube

حد من الوادي 11-11-2013 01:21 PM


العربية العمانية..تاريخ عريق وحاضر مزدهـر

بقلم/الباحث/علي محمد السليماني:

نسمع كثيرا عن سلطنة عمان الشقيقة والعريقة في مسماها ’ كما قد سمعنا عن سلطانها الراحل سعيد بن تيمور’ رحمه الله وسمعنا عن اْكثر عن العجزة التي اْجترحها خلفه جلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ورعاه ’ الذي اْعاد للسلطنة بريقها ولمعانها كما شكل الشخصية العمانية الواحدة بثقافتها وتراثها وحضارتها وزيها..
كل ذلك سمعناها ولكن ليس من سمع كما من راْى’ فقد اْتاحت لي الظروف زيارة خاطفة الى مسقط’ عاصمة السلطنة والمدينة العريقة’ التي يتردد اْسمها ليس في كتب التاْريخ بل اليوم في عالم السياسة بفضل السياسة المتوازنة والحيكمة التي ينتهجها جلالة السلطان قابوس المعظم..
وكانت الخطوة الاْولى زيارة مقر السفارة العمانية بصنعاء’ التي اْضحت غابة للسلاح والمسلحين عسكريين ومدنيين, وعندما دلفت من مبنى السفارة وجدت شبابا يمنيين حراسات اْمنية يتبعون شركات حراسة خاصة وكانوا على درجة عالية من اللطف واللباقة وحسن الاخلاق والتصرف’ وبجانبهم سيارة شرطة حكومية ’ لايقلون عنهم لطفا وتصرفا, وعندما تدلف الى صالة اْستقبال المراجعين تجد شباب عمانيين في غاية الاْدب والاْحترام والكياسة واللطف في معاملة الضيف الزائر، كما لاتجد ذلك الاْزدحام الكثيف’..
وكان من حسن حظي اْن التقي بسعادة سفير جلالته الرجل الديبلوماسي المهذب الاستاذ عبدالله بن حمد الذي يوشك وقتها (شهر اْب اْغسطس الماضي) على مغادرة صنعاء الى مسقط بعد اْنتهاء فترة عمله’ وكان اْستقبال الرجل مريحا وطيبا’ واْستقبلني وكاْنه يعرفني منذ سنيين’ اْو صديق مقرب, وتم انجاز تاْشيرة زيارتي في دقائق معدودات, وفي مساء نفس اليوم كنت في مسقط ومطارها الدولي’ فاْذا بالنظام والترتيب الجيد لاْستقبال المواطنيين و الضيوف معا من قبل رجال الجمارك ورجال الجوازات الكل’ مهندم بلياقة’ شباب واعي ومدرب على اْنجاز عمله بيسر واْحترام وسرعة’ ولاتسمع الاْصوات المرتفعة المؤذية بل الهمس والاْبتسامات المرحبة, وفي مسقط تدهشك روعة التخطيط العمراني المنسق والذي اْخذ في الاعتبار الجمع بين الاْصالة والمعاصرة ’ فتجد العمائر والفلل لاتزيد عن الدورين/بداْ العمران الشاهق الاْن ينتشر/بشكل منظم’ وتم تصميم الفتحات على الطريقة القديمة’ التي كان يشيد بها الانسان العربي العماني بيوته ودوره السكني والتجاري’ وهي نماذج متشابهة مع طابعنا في الجنوب العربي’ قبل 7/7/1994م’ يوم تحويل وحدة التراضي الى اْحتلال..

والشوارع في غاية الروعة في الاتساع وفي التشجير والاْنارة , كما تنتشر الجسور المعلقة في معظم شوارع مسقط ’ وكاْنها حلي اْحاطت بجيد حسناء..
وفي مساء اْحدى الليالي المسقطية كانت لنا جولة بسيارة الاستاذ سعيد بن سعد الشحري – المحامي – وعضو مجلس الشورى العماني سابقا ’ وعضو مجلس الاْمناء بجامعة السلطان قابوس ’ وعضو الكثير من المؤسسات العلمية ومنظمات المجتمع المدني في سلطنة عمان الشقيقة, وهو رجل على درجة عالية من الاخلاق الكريمة المعبرة عن اْصالة الاْنسان العماني وطيبته وعراقة حضارته.

وكانت جولتنا على اْحياء مسقط القديمة’ حيث شاهدنا الميناء’ وفيه اليخت السلطاني ’ والقلاع العسكرية التي تعود الى العصر البرتغالي’ ومقر الاحتفالات السلطانية ’ وساحات العروض ’ وقصر الحكم ’ والكثير من الاْدارات ’ الحكومية التي روعي اْن تكون في اْماكن متقاربة ’ تسهيلا على المواطنيين, كما شاهدنا حي السفارات ’ التي هي الاْخرى تم تجميعها في حي راقي’ والى جانبها مدينة السلطان قابوس ’ وغيرها..

كما مررنا بدار الاْوبراء السلطانية’ والتي تعد تحفه معمارية متميزه بشكلها الخارجي على الطابع العماني للتراث المعماري’ ولعلها الاْوبراء الوحيدة في دول شبه الجزيرة العربية والخليج.. اْما التحفة الفنية المعمارية ’ التي تفوق الوصف ’ فهو جامع السلطان قابوس ’ الذي يحتل مساحة كبيرة’ زرعت بالاْشجار ومواقف السيارات’ ومبني عصري تم جلب حجاره ومواد الاْخشاب له من الهند بالكامل, وهذا الجامع يتسع لقرابة ربع مليون مصل’ وتجد كل المذاهب’ تجتمع فيه لاداء صلاتها ’ كل على مذهبه جنابا لجنب, المحرم والمسبل ’ فلا عداوة في الدين والمذاهب.

كما لاتوجد العداوة والخلافات بين الناس في شتى مناحي حياتهم في عمان الشقيقة.. وبدون شك فاْن ذلك يدل على عراقة الحضارة العمانية’ التي كانت الى القرن الخامس الميلادي تشكل مكونا سياسيا واحدا مع حضارة حضرموت بمختلف مسميات ممالكها في العربية الجنوبية (الجنوب العربي)..

وهو ما يبدو لي يتحاشاه المؤرخ العماني خوفا من العربنة الجنوبية بنفس خوف المؤرخ الحضرمي ’ الذي يعتريه الخوف من اليمننة ويمنعه من الغوص في عمق التاْريخ للوقوف على الحقيقة’ بيد اْن حقائق التاْريخ ليس بوسع خائف اْو حتى من لديه نقصا في المعلومات اْن يحول دون معرفة الحقيقة وان طال غيابها ’ ومن الحقائق الواضحة اْن العرب القحطانية بعد تفرقها’ اْيدي سباْ من ماْرب’ واتجاه حمير جنوبا من ماْرب التي اْصبحت تسمى سباْ (المقصود سباْ الاْولى) وكهلان شمالا من ماْرب ’ فقد جاء ترتيب حمير وفقا للاْرض التي اْسميت على اْسماء اْبنائه ’ وهم لحج واْبين ’ وعرقة ’ والشحر والمهرة ومنها قضاعة’ رغم اْن البعض يجعل المهرة من قضاعة خطاْ والسادس من الاْبناء لحمير يدعى الغريب.

وقد اْقامت قضاعة مملكة حضرموت الاْولى في القرن الرابع ق.م ’ ودخلت في حروب مع المكونات المنتشرة في شبه الجزيرة العربية والسواحل العمانية ’ حتى تمكنت من هزيمة الاْرام في ظفار عام 3200 ق .م .. والتي جاء ذكرها في النقوش مغان ومجان كما يفسرها حاليا المؤرخ العماني ’ بينما هي في الحقيقة معان ومعين ’ وهم اْرام وتسميوا بالسبئيين كما سياْتي لاحقا..

واْصبحت مملكة حضرموت الحميرية الحضرمية العربية الجنوبية ’ هي سيدة الجزيرة والخليج ’ وعاصمتها,, ريبون ,, التي هي اليوم حريضة من محافظة حضرموت الحالية’ وهذه المملكة اْشتهرت بوجود عصر الملكات ’ ولعل اْشهرهن الملكة سمعون ’ وكانت الملكة تتخذ لها زوجين’ زوج مخصي للتشريفات الملكية’ يرافقها باْستمرا ر ’ وزوج حقيقي يكون متواجدا في المنزل ’ اْو الحصون الملكية..

وفي هذا الاتجاه يقول شاعر اليمن واْديبها المفوه الراحل عبدالله البردوني تعليقا على اعلان وحدة الجنوب واليمن في 22مايو 1990م ’ يااْم الضمدين خبريني عن اْي علي يخصي عليا ’ وكان هناك الرئيس الجنوبي السيد علي سالم البيض الذي تنازل عن الرئاسة واْصبح نائبا ’ والعقيد علي عبدالله صالح’ الرئيس اليمني الذي قبل بالوحدة على اْتفاقيات اْبرمت منذ العام 1972م ’ والعقيد علي محسن صالح الاْحمر’ والغريب اْن الثلاثة من العرب الاقحاح الاْول من اْل البيت النبوي الشريف ’ وخواله من قبيلة الحموم حمير ’ والاْخيرين من قبائل حميرية في سنحان ’ تحالفت مع قبائل حاشدية بعضها من همدان’ وبعضها خليط ’ بحسب ماكان يقول بذلك الراحل مجاهد اْبو شوارب رحمه الله..

ومع ذلك فشلت الوحدة واْحترب الرجال الثلاثة ومازالا الشماليان علي صالح وعلي محسن مختلفان ’ بينما الجنوبي ’ ومعه شعب الجنوب العربي يطالب باستعادة دولة الجنوب العربي ’ بعد فشل مشروعي اليمننة والوحدة .. واْنتهت هذه المملكة الحضرمية القضاعية على اْيدي اْخوتهم اْل يهبئر من قبيلة ضجفتين الحميرية عام 1020ق.م والبعض يقول عام 1500 ق.م واْتخذت من ميفعة (اْصبعون ) عاصمة لها ثم حولتها الى شبوة واْتخذت من حصن النود مركزا لاحتفالاتها ومراقبة وحماية قوافلها المتجهة برا الى بلاد الشام وحوض البحر الاْبيض المتوسط حتى دب فيها الضعف ليعود المعينيين الارام مرة اْخرى وينفصلوا بجوف حضرموت ليقيموا مملكة معين عام 525ق.م على اْيدي معين الاْول الرهوي الارامي..

وتنشب الحرب بينها وبين مملكة دومة الجندل في شمال ويهزم الجيش المعيني , ويعود ليعسكر في صرواح حيث يغدر سادن المعبد كرب اْيل وتر بقائد الجيش الاْمير معين الثاني الرهوي ’ ويقتله وينصب نفسه مكربا عام 350 ق.م ثم يغزو سباْ الاْولى ’ التي هي ماْرب الحضرمية العربية الجنوبية ’ والتي هي الاْن مع الجوف جزءا من الجمهورية العربية اليمنية..

ويسمي نفسه مكرب سباْ (اْي الذي يجمع السلطتنين السياسية والدينية معا ) وفي العام 150 ق.م تقريبا يغزو ملكها اْشعر وتر مملكة حضرموت ويدمرها ’ وتتفكك العربية الجنوبية وممالكها اْوسان وقتبان ’ حتى يتم اعادة تحريرها مرة اْخرى عام 115 ق.م على اْيدي الملك ياسر يهنعم الحميري واْبنه شمر يهرعش’ الريدانيون الحميريون الحضارمة العرب الجنوبيون ’ وينهوا عصر المعينيين (السبئيين الارام) نهائيا من شبه الجزيرة’ وتظل العربية العمانية جزء اْصيل من تلك الممالك العربية الجنوبية حتى اْنهيار هذه المملكة عام 510 م.. وهنا تتشكل الشخصية العمانية العربية المستقلة’ لتقوم بدورها ككيان مستقل بذاته الى جانب شقيقتها العربية الجنوبية ’ التي تراجع دورها الى الحفاظ على عروبة الجنوب العربي والعربية السعيدة (اليمن ) في عهدي الملك يوسف اْساْر يثاْر (ذونواس اليهودي) عام 518/525م ضد الاْحباش..

ثم في عهد الملك السميفع اْشوع الثاني 525/539م اْيضا ضد الاْحباش بعد توسعهم من العربية السعيدة (اليمن ) الى العربية الجنوبية (الجنوب العربي) ثم في ثورة اليزنينيين بمصنعة كدور من وادي ميفعة ’ ضد الاْحباش الغزاه لاْرض الجنوب العربي مرة ثانية عام 543م واْخيرا طرد الغزاه الاْحباش المحتلين العربية الجنوبية (الجنوب العربي) والعربية السعيدة (اليمن نهائيا) بله طردهم من شبه الجزيرة العربية نهائيا والى الاْبد في عهد الملك سيف بن ذو يزن 565/595م..

وهنا يتجلى بوضوح الاْدوار البطولية التي اْضطلع بها شعب العربية الجنوبية وشعب العربية العمانية كاْعرق مكونيين سياسيين - مازالا متداخلين ديموغرافيا وسيظلان ان شاء الله - في الدفاع عن شبه الجزيرة العربية والسواحل العمانية (الخليج العربي)..

ومع ظهور الدين الإسلامي كان عبد وجيفر ابنا الملك الجلندي يحكمان عمان. وقد أرسل إليهما النبي محمد صلى الله عليه وسلّم كتاباً حمله عمرو بن العاص طلب إليهما فيه اعتناق الدين الإسلامي (وذلك في السنة السادسة للهجرة) فاعتنق الأخوان الدين الجديد دون تحفظ ولم ينقض إلا قليل من الوقت حتى عم الإسلام في عمان. وبهذا الفتح الطوعي احتلت عمان والعمانيون مكانة خاصة عند المسلمين وعند رسول الله الذي ورد عنه أنه قال: «رحم الله أهل الغبيراء (عُمان) آمنوا بي ولم يروني».

وقد لعب العمانيون منذ فجر الإسلام دوراً فعالاً في تثبيت الإسلام ونشره، وأسهموا في قمع حركات المرتدين، كما شاركوا لاحقاً في نشر الإسلام في آسيا وأفريقيا وعملوا على توطيده في شمال أفريقيا. ومع بداية العهد الأموي قوي أمر الخوارج في عمان، وانتشر بينهم رأي عبد الله بن إباض المتوفي عام 86 هـ. وعندما سقطت دولة بني أمية بويع جلندي بن مسعود إماماً على منطقة عمان عام 135 هـ. غير أن قوات أبي العباس السفاح قد تمكنت من قتل جلندي وبسط نفوذ العباسيين على تلك الجهات. وفي أيام الرشيد بايع العمانيون محمد بن عفان إماماً لهم، وبعد عامين أنتخبوا وارث بن كعب، وبعث هارون الرشيد قوة لإخضاع عمان لكنها هزمت قرب صحار، وأسر قائدها عيسى بن جعفر. حاول القرامطة غزو عمان مرتين أيام أبي سعيد الجنابي، غير أنهم لم يتمكنوا من ذلك، وزالت كل سلطة للعباسيين على عمان منذ نهاية القرن الرابع الهجري.
-
وبدأ العمانيون بالانفصال عن الخلافة الإسلامية. وكانوا يختارون الأئمة من بينهم، غير أن الإمام ربما يخلع ويختار غيره. ثم أصبح الأمر وراثياً منذ منتصف القرن السادس مع تسلم آل نبهان حكم عمان وذلك حوالي 543 هـ 1154م. وامتد نفوذ آل نبهان إلى شرقي أفريقيا وبرز منهم قحطان بن عمر الذي حكم عام 670 هـ ثم ضعف أمر بني نبهان، وخضع ساحل عمان لمملكة هرمز التي قامت في مطلع القرن الثامن الهجري بعد أن دمرت هجمات المغول مدينة هرمز القديمة.

فانتقل أهلها إلى جزيرة جرون المقابلة لمدينتهم وعرفت الجزيرة بعدئذ باسم هرمز. ونشطت التجارة فيها، وقامت فيها إمارة فرضت سيطرتها على المناطق المجاورة من البحرين إلى عمان. بعد ذلك قام حاكم البحرين أجود بن زامل الجبري وقضى على حكم الأسرة النبهانية عام 829 هـ، وولى عليها عمر بن الخطاب الاباضي. واستمر حكم الإباضيين فيها حتى جاء البرتغاليون عام 913 هـ وكان يحكمها آنذاك محمد بن اسماعيل الخروصي والذي استمر حكمه من 906 ـ 942. وصل البحار البرتغالي «ألفونسو دي أبوكرك» إلى الهند عام 904 هـ 1502م. وكانت هذه أول زيارة له للهند، فوضع خطة للاستيلاء على منافع البحر الأحمر والخليج العربي لاستمرار السيطرة البرتغالية. فوضع خطة محكمة تقضي باحتلال عدن لتأمين باب المندب وإغلاق الملاحة في البحر الأحمر، وباحتلال هرمز والمرافىء العمانية والسيطرة على التجارة في الخليج.

وفي 10 آب 1508 م / 912 هـ، أنطلق الهجوم على جزيرة سوقطرة العربية الجنوبية ثم اقتحمت السفن البرتغالية في أقل من 10 أيام أربع مدن عمانية وأحرقتها وهي: قلهات ـ قريات ـ مسقط وخورفكان. ونكلت القوات البرتغالية بالأهالي بصورة وحشية وفي الشهر نفسه احتلت جزيرة هرمز. وفرض على ملكها سيف الدين دفع جزية سنوية للبرتغاليين وليس للفرس. هذه الأعمال الوحشية التي قام بها البرتغاليون والقرصنة التي لجؤوا إليها في الخليج وبحر العرب، والمحيط الهندي، أثارت مشاعر السكان فكانوا يتحينون الفرص المناسبة للثورة على الغزاة البرتغاليين.

ففي عام 928 هـ انتفض أهل الخليج جميعاً من قلهات حتى البحرين، وكانت الحركة بقيادة شيخ هرمز شاه بندر الذي يخضع للبرتغاليين وقد أمر شاه بندر بإحراق المراكب البرتغالية، وقتل الحامية، وعمت هذه الحركة المراكز كلها باستثناء مسقط التي كان حاكمها الشيخ راشد على خلاف مع حاكم هرمز. وجاءت النجدة للبرتغاليين من الهند، فاضطر حاكم مسقط الشيخ راشد أن يهرب من مدينته وأن يترك الأمر للوالي ولأمير شاه، إلا أن القائد البرتغالي تمكن من إخضاع مسقط، ثم توجه إلى صحار فدمرها، ومنها انتقل إلى هرمز فدمروها أيضاً. وأثناء كل ذلك فإن العثمانيين قد حاولوا مراراً ارسال النجدات البرية والبحرية لأيقاف البربرية البرتغالية، فكانت المعارك تدور على أشدها بين العثمانيين وبين البرتغاليين، وقد استطاع العثمانيون في عدة معارك الانتصار على البرتغاليين وحلفاءهم الصفويين.

بدأ النفوذ البرتغالي يضعف في منطقة الشرق ومنها عمان، إذ احتلت اسبانيا البرتغال عام 988 هـ. وكان الإنكليز قد وضعوا قدمهم في منطقة الخليج بفضل اتصالاتهم مع الدولة الفارسية عام 996 هـ. فأسسوا شركة الهند الشرقية الإنكليزية عام 1008 هـ 1600م. وبدأت التجارة مع الشاه عباس الصفوي الذي عمل على بناء ميناء جديد مقابل لميناء هرمز وأسماه «بندر عباس» وقد استطاع هذا الميناء أن يطغى على ميناء هرمز، وقام الفرس بالتعاون مع الإنكليز بالإستيلاء على هرمز من البرتغاليين عام 1040 هـ 1615م. وأخير قوي أمر أهل عمان بمجيء اليعاربة إلى الحكم عام 1050 هـ ـ 1624 هـ. الدولة اليعربية وتصفية الوجود البرتغالي: بعد مرحلة طويلة من التمزق الداخلي، وتجذر الروح القبلية، إضافة إلى الاحتلال الأجنبي. اجتمع حوالي سبعون من نخبة علماء عمان الاباضيين في قرية قصوى، في منطقة الرستاق عام 1624م.

وانتخبوا ناصر بن مرشد بن مالك اليعربي مرشداً وإماماً، إلا إنه اشترط وبشكل غير عادي الولاء التام، فأدى العلماء القسم على ذلك. وقد استطاع الامام ناصر بن مرشد بفضل سياسته الثابتة والحازمة تجاه القبائل المتمردة أن يخضع كافة الممالك الصغيرة في المقاطعات والمناطق، ثم سقطت في يده القرى والمدن الواحدة تلو الأخرى. بعد ذلك بدأ بدحر الاحتلال البرتغالي فاستطاع أن يطرده من كل أنحاء عمان باستثناء بعض المناطق المحصنة مثل: مسقط، ومطرح، وصحار. توفي ناصر بن مرشد عام 1050 هـ ـ 1649م. بعد 26 سنة من الحكم، وكانت انجازاته تاريخية. فمحى آثار خمسة قرون من التمزق. وخلفه ابن عمه سلطان بن سيف بن مالك اليعربي، الذي استطاع أن ينقذ مسقط من أيدي البرتغاليين، كما أخذ قائده سعيد بن خليفة قلعة الميراني المشهورة في مسقط. وعلى عهده قويت الدولة العمانية كثيراً حتى إنها شنت هجوماً على منطقة ديو قرب خليج بومباي، وقام ببناء قلعة نزوى الشهيرة التي موَّل بناءها من الغنائم التي حملتها القوات العمانية من معركة ديو، وقد دام بناؤها حوالي 12 سنة.

وفي عام 1090 هـ ـ 1688 م توفي السلطان بن سيف وخلفه ابنه بلعرب الذي كان مشهوراً بسخائه حتى لقب بـ«أبي العرب». وعلى الرغم من كفاءة بلعرب، إلا أن انتخابه أعطى مؤشراً على بداية تغيير طبيعة الإمامة في التاريخ الحديث، إذ بدا أن الإمامة تتحول من الانتخاب إلى الوراثة. وهذا ما حدث بعد ذلك، إذ تعاقب ذلك توالي سبعة أئمة ينتمون إلى الأسرة نفسها، لكن الأخيرين منهم لم يتمتعوا بشرعية كلية. فأعيد انتخاب سيف بن سلطان ثلاث مرات، وعليه تقع مسؤولية إنهاء التجربة اليعربية، ومسؤولية إهانة وطنه بطلبه مساعدة من الفرس في محاولة يائسة لتوطيد إمامته، الأمرالذي أدى إلى اندلاع حرب أهلية طويلة الأمد.

وعلى الرغم من كل ذلك، كانت عمان قد توصلت خلال تلك الفترة إلى تحرير البحرين من الفرس، كما احتل العمانيون مواقع على الساحل الفارسي مثل قشم، لارك، هرمز. وهكذا تم إرساء السيطرة العمانية على منطقة الخليج والتي سوف تستمر حتى القرن التاسع عشر ميلادي. إن هذه الحروب الأهلية قد أدت إلى سقوط أكثر من أربعين ألف قتيل من الجانبين. ومع ضمور التقاليد الإباضية، في هذه الحرب، وضعف نفوذ العلماء وأهل الحل والعقد، التف العمانيون حول قبائلهم، وبدأت هذه الأخيرة تلعب دوراً سياسياً متنامياً على حساب الامامة والوحدة الاجتماعية، ولوضع حد للنزيف اتفق العلماء على ترشيح شخصية من خارج الأسرة اليعربية.

فانتخب محمد بن ناصر الغافري إماماً عام 1724م. لكنه قتل في إحدى المعارك في صحار عام 1728، فأعيد انتخاب سيف بن سلطان فعادت المشاكل من جديد. إلى أن تمت البيعة لرجل آخر جديد هو سلطان بن مرشد اليعربي وبموته انتهى عهد الدولة اليعربية عام 1740. دولة البوسعيديون: انتهى نظام الإمامة مع الدولة اليعربية إبان الحرب الأهلية (1728 ـ 1738 م) وبدأ نظام السلطنة مع مؤسس الدولة البوسعيدية الإمام أحمد بن سعيد الذي استطاع أن يوقف الحرب الأهلية، ويخرج عمان من أزمتها الداخلية، وطور إدارة البلاد، وبنى اسطولاً تجارياً وبحرياً، ووطد موقع دولته كقوة أقليمية في المحيط الهندي والخليج العربي. وأعاد تثبيت سلطة عمان على الممتلكات العمانية في شرقي أفريقيا. وداخلياً تمكن الإمام أحمد من القضاء على حركتي تمرد قام بها ولداه سيف وسلطان. وبدأ يغير في بنية السلطة مبتعداً عن النموذج التقليدي الإباضي للإمامة. فلم تعد تستند إلى العلماء وحدهم، فضعف نفوذهم.

خلافة الإمام أحمد وانقسام الدولة: هيأ الإمام أحمد أبناءه لخلافته في الحكم ومنحهم لقب «السادة». وعقب وفاته عام 1783م. 1191 هـ. انتخب ابنه الرابع سعيداً إماماً الذي أرغم على التنازل عن الحكم لصالح ابنه حمد بن سعيد الذي نقل العاصمة من نزوى إلى مسقط. ولكن حمداً لم يلبث أن توفي في السنة نفسها التي تولى فيها الحكم، وبذلك تجدد الصراع على السلطة بين سعيد وأخويه قيس وسلطان، وكانت النتيجة اجتماعاً بين ورثة السلطة أسفر عن عقد اتفاق يتعلق بتقسيم عمان بين: سعيد الذي بقي في الرستاق وسلطان استولى على السلطة في مسقط، وقيس اتخذ منطقة صحار قرب مضيق هرمز مركزاً لسلطته.

وفي سنة 1798، نجح الإنكليز من خلال أحد ممثلي شركة الهند الشرقية في بوشهر في إقناع السيد سلطان بضرورة عقد اتفاق مع بريطانيا الذي تم توقيعه في 12 تشرين الأول 1798 ويقضي بصورة رئيسية إلى تحييد عمان وقطع علاقاتها مع الفرنسيين عن طريق استرجاع المقر الذي أعطي للوكالة الفرنسية في مسقط. بعد ذلك بدأ المد الوهابي بالوصول إلى عمان، فطلب السيد سلطان المساعدة العسكرية من البريطانيين والفرنسيين والعثمانيين، إلا أن الدعوة الوهابية كانت قد كسبت مؤيدين ومريدين كثر لها بين القبائل في المنطقة. سعيد بن سلطان البوسعيدي (1806 ـ 1856 م): خلال السنتين اللتين تلتا وفاة السيد سلطان بن أحمد دخلت عمان من جديد طور الصراعات الداخلية بين ولديه القاصرين: سالم وسعيد وولدي عمهما قيس وبدر. وبفضل النفوذ الوهابي انتصر بدر ووافق على دفع مبلغ سنوي للدرعية، إلا إنه قتل في الصراع العائلي، فاستولى على الحكم سعيد بدءاً من عام 1807 وحكم طوال نصف قرن وكان أول سيد لعمان لقب بـ«السلطان». وكان قوياً وطموحاً. وعاشت عمان عصرها الذهبي في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي في ظل هذا السلطان.

فالنفوذ العماني اتسع حتى شمل زنجبار وبعض الأجزاء الأخرى من شرقي أفريقيا بالإضافة إلى المقاطعات الجنوبية من بلاد فارس وبلوشستان. ثويني بن سعيد (1856 ـ 1866 م): بعد وفاة السلطان سعيد في 30 تشرين الأول 1856، أعلن ثويني نفسه الوريث الوحيد للسلطة في عمان وتوابعها. لكن ماجداً، الابن الآخر للسلطان سعيد، أعلن نفسه بعد وفاة أبيه سلطاناً على زنجبار. وهو ما كان يعني عملياً انفصال القسم الأفريقي عن عمان.

وقد عمل الإنكليز على تأكيد هذا الانفصال وأجبرت ثويني على قبول هذا الانفصال في اتفاق وُقع في 31 أيلول 1859م. وهكذا فإن تاريخ عمان بعد انفصال القسم الافريقي دخل طور الانحدار، فقد انتقل التجار والأثرياء إلى القسم الأفريقي، الذي كان أكثر ازدهاراً، وعانت البلاد من تدهور اقتصادي إضافة إلى الصراعات الداخلية التي كانت تواجهها الدولة ضد الوهابيين. وبينما كان السلطان ثويني يعد ابنه مع قوة مسلحة لمواجهة الوهابيين فإذا بابنه يدخل عليه ويقتله ليتسلم الحكم من بعده. سالم بن ثويني (1866 ـ 1868 م): دعمت القبائل الغافرية (حليفة الوهابيين) سالماً.

وقد ظهر أول تحدي لسلطة سالم من جانب عمه السيد تركي بن سعيد الذي وجد معارضة قوية له من الإنكليز (وكان تركي ضد القرار الإنكليزي بفصل زنجبار عن عمان) واعترفت بريطانيا بسالم وفتحت قنصلية في مسقط. عزَّان بن قيس والثورة الجديدة: في أيلول 1869 سار عزان بن قيس (من وجوه اسرة البوسعيدي) على رأس قوة مدعومة من العلماء إلى مسقط وأسقطها، فتدخل الإنكليز وأنقذوا سالماً فنقلوه إلى بندر عباس وبويع عزان بالإمامة وانتهى بها نظام السلطنة وشكل مجلس الشورى. ثم وقع اتفاقية معاهدة مع الوهابيين في واحة البريمي. ومع أن نظام عزان لقي اعترافاً دولياً ملحوظاً إلا إن الأحداث المتسارعة التي أعقبت هذا الاعتراف قضت على نظام عزان، فقد استطاع تركي بن سعيد قلب النظام بعد ما لقي الدعم المطلوب من بريطانيا وقبائل الغافري وكذلك المساعدة المالية من زنجبار. وهكذا استطاع إلحاق الهزيمة بجيش عزان وقتله مطلع عام 1871م. تركي بن سعيد (1871 ـ 1888 م): أعاد تركي بمساعدة بريطانية نظام السلطنة، لكنه لم يسيطر على الوضع تماماً في الداخل فقد كان من أهم معارضيه زعيم الإباضية وداعم ثورة عزان الشيخ صالح بن علي الحارثي.

كما حاول تركي مجدداً إعادة الوحدة مع زنجبار إلا أن بريطانيا أفشلت الموضوع. وبقي الوضع على ما هو عليه حتى تسلم ولده فيصل بن تركي. فيصل بن تركي (1888 ـ 1913 م): حاول فيصل منذ توليه إرضاء الثوار فلقب نفسه بالإمام بدلاً من السلطان ومع ذلك فإن الثوار لم يرضوا وخاصة بعدما وقعت السلطنة «معاهدة الصداقة» مع بريطانيا التي عارضها العمانيون بشدة، فكان تحالف قبائل عمان مع بعضها ضد فيصل وقامت بمهاجمة مسقط وكان إمام الإباضية عبد الله ابن الشيخ الحارثي، فهرب السلطان فيصل من عاصمته. لكنه عاد واستردها في 10 أذار 1894.

ونتيجة عدم مساعدة بريطانيا له في هذه المحنة حاول فيصل إقامة علاقة جيدة مع فرنسا، إلا أن بريطانيا وبمالها من نفوذ وقوة كبيرين في ذلك الوقت استطاعت منع أي مساعدة للسلطان، بل راحت تجهز ابنه تيمور لخلافته فإرسلته إلى جامعاتها في الهند. وفي شهر تشرين الأول 1913 توفي السلطان فيصل وخلفه ابنه تيمور. تيمور بن فيصل (1913 ـ 1932 م): سعى تيمور لإخماد نار الثوار بالتفاوض معهم، غير أنهم لم يقبلوا بأي تنازل، بل شنوا عليه هجوماً كبيراً بقيادة الشيخ عيسى بن صالح الحارثي، إلا أن السلطان تمكن وبمساعدة من الجيش الإنكليزي من الانتصار على القبائل، ولكنهم لم يقضوا عليهم، بل ظلت الأوضاع على ما هي عليه فكان السلطان تيمور مسيطراً على مسقط والمدن الساحلية، وكان الإمام مسيطراً على بقية المناطق. وفي عام 1920 وقعت «معاهدة السيب» بين السلطان تيمور والقبائل التي كان يمثلهم الشيخ عيسى بن صالح الحارثي.

- وهكذا أصبحت عمان منذ توقيع تلك المعاهدة في 25/9/1920 ولمدة حوالي نصف قرن مقسمة بشكل فعلي إلى عمان الساحل تحت سلطة السلطان، ومسقط وعمان الداخل تحت سلطة الإمام. ثم عمدت بريطانيا على إغراق السلطان تيمور بالديون، فأدرك السلطان عجزه عن القيام بأي شيء فتخلى في عام 1932 عن العرش لولده سعيد. سعيد بن تيمور 1932 ـ 1970 م): تولى سعيد بن تيمور الحكم رسمياً في 10 شباط عام 1932، وكان في العشرين من العمر. تربى سعيد في مدرسة الأمراء في مايو في مقاطعة أجمير في الهند. عمد سعيد إلى فرض ضرائب باهظة على الشعب بحجة تسديد الديون لبريطانيا فكانت البلاد تعيش في حالة تخلف تام وكأنها في القرون الوسطى واستمرت على هذه الحال طيلة عهده أي حتى عام 1970. وبالنسبة لسلطة الإمام فقد توفي الإمام محمد بن عبد الله الخليلي، فانتخب الإمام طالب بن علي مكانه وقد عمل على استرجاع بعض ما فقدته الإمامة من نفوذ، إذ أن السلطان إضافة إلى تدعيم سلطته في المناطق الساحلية أخذ يمد نفوذه شيئاً فشيئاً إلى بعض المناطق الأخرى.

فأعلن الإمام الثورة على السلطان لكنه وبمساعدة القوات الانكليزية استطاع إفشال ثورته. واستطاع الإمام طالب بن علي شقيق الإمام غالب من الهرب إلى السعودية ومنها إلى القاهرة حيث أسس مكتباً لنصرة عمان. الدول العربية تثير القضية في الأمم المتحدة: لاقى مكتب نصرة إمامة عمان في القاهرة دعماً كبيراً من السلطات المصرية زمن الرئيس جمال عبد الناصر، فعاد الإمام طالب إلى عمان في صيف 1957م. وقاد ثورة مسلحة ضد السلطان، وراح يهدده بشكل واضح، فاستعان السلطان سعيد مجدداً بالإنكليز فتمكن من إعادة سلطته وتدعيم موقعه. إلا أن الأوضاع السيئة التي كانت تعيشها عمان نتيجة الحظر المفروض عليها من كافة الجوانب دعا العديد من الدول العربية إلى طرح «القضية العمانية» على الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشتها وذلك عام 1960.

فأفشلت بريطانيا المناقشة ثم أثير الموضوع مجدداً عام 1961 وكذلك أفشل الموضوع. إلا أن إصرار العديد من الدول العربية على طرح هذا الموضوع دعا بالأمم المتحدة إلى إرسال لجنة عام 1963 لتقصي الحقائق، إلا أن هذه اللجنة وضعت تقريراً منافياً لأخبار الدول العربية، فاتهمتها الدول العربية والعديد من دول العالم الثالث بالانحياز لبريطانيا فتكونت لجنة ثانية من أعضاء الأمم المتحدة لدراسة القضية العمانية كانت نتيجتها أن وضعت تقريراً يوصي بأن تنهي بريطانيا «حمايتها» أو احتلالها لعمان فوراً.

-ثورة ظفار: اندلعت ثورة ظفار عام 1963 بقيادة «جبهة تحرير ظفار» التي كانت تتألف من عناصر مختلفة المشارب السياسية. وبعد مؤتمر حمرين عام 1968 أصبح توجه هذه الجبهة ماركسياً، بفضل الدعم اليمني الجنوبي (سابقاً). وقد لاقت هذه الجبهة تأييداً واسعاً من مختلف القطاعات نتيجة حالة البؤس والحرمان والضنك الذي كانت تعيشه البلاد. وقد حققت أفواج هذه الثورة انتصارات كبيرة وكادت تقضي على السلطان سعيد، إلا أن السلطان قابوس ابن السلطان سعيد تسلم زمام الحكم في 23 تموز 1970. السلطان قابوس بن سعيد (1970 ـ.... م): بعد توليه الحكم في 23 تموز 1970بادر السلطان قابوس إلى جعل اسم «سلطنة عمان» الإسم الرسمي لدولته، وعمد إلى نهج سياسة جديدة قائمة على إزالة كل مظاهر التخلف الشديد التي طبعت عهد السلطان سعيد، والانفتاح على العواصم العربية والأجنبية. أراد السلطان قابوس (الذي كان متفهماً ومتعاطفاً مع كثير من مطالب الثوار قبل تسلمه السلطة) أن يخرج الجيش العماني من مأزقه، فطلب دعماً من الأردن، ثم من المملكة العربية السعودية، وكذلك من باكستان، وفي عام 1973 أرسل شاه إيران حملة عسكرية مؤلفة من 8 آلاف رجل (مزودة بطائرات هيليكوبتر وسفن حربية)، فنزل قسم منهم في صلالة عاصمة ظفار.

وبدأت المعارك مع الثوار. وفي أقل من سنتين، تمكن السلطان قابوس مع هذه القوات من القضاء نهائياً على هذه الثورة. النهضة العمرانية والاقتصادية في عهد السلطان قابوس ما إن توصل السلطان قابوس إلى القضاء على ثورة ظفار 1975، حتى وقع اتفاق لوقف إطلاق النار مع جمهورية اليمن الجنوبي (الذي كان الداعم الأساسي للثورة) وذلك في 11 أذار 1976. بعد ذلك، أطلق السلطان قابوس بن سعيد خطته التنموية الأولى. أعقبها بالثانية فتحقق تقدم، أجمع المؤرخون على اعتباره فريداً من نوعه وقياسياً، إذ نقل عمان وفي غضون سنوات قليلة من عصر القرون الوسطى إلى العصر الحديث، وعلى مختلف الأصعدة والقطاعات خاصة في التربية والتعليم والمواصلات.

وعلى صعيد العلاقات الخارجية فقد وضع السلطان قابوس خطوط عريضة لهذه العلاقات أهمها: ـ انتهاج سياسة حسن الجوار مع الجيران وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة. ـ تدعيم علاقة عمان مع مختلف الدول العربية، وإقامة علاقات ودية مع باقي دول العالم. ـ الوقوف إلى جانب القضايا العربية في المجالات الدولية. ـ الالتزام بالخط الذي تسير عليه دول العالم الثالث. انضمت عمان إلى جامعة الدول العربية عام 1971 وكذلك إلى الأمم المتحدة في ذات العام. وقد ارتفع عدد البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى سلطنة عمان من 5 بعثات عام 1979 إلى 75 بعثة في عام 1980. وانفردت عمان بعدم قطع علاقاتها مع مصر بعد زيارة الرئيس المصري السادات إلى إسرائيل. ولدى قيام مجلس التعاون الخليجي في عام 1981 انضمت سلطنة عمان إلى عضويته، وما لبثت أن أصبحت عضواً فاعلاً ومؤثراً.

وفي 2 حزيران عام 1995م صدر بيان صحفي مشترك بمناسبة الاحتفال بانتهاء ترسيم الحدود الدولية بين الجمهورية اليمنية وسلطنة عمان. في 10 تموز عام 1995م جرى التوقيع على الخرائط النهائية للحدود بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان. في العام 1996م صدر أول دستور في سلطنة عمان ينظم شؤون الدولة ويحدِّد المبادىء العامة لسياستها في الداخل والخارج.

في عام 1997م جرت انتخابات الولاية الثالثة لمجلس الشورى. في عام 1998م تقبل السلطان قابوس في قصر العلم أوراق اعتماد أول سفير فلسطيني لدى سلطنة عمان مفوض من قبل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقد امتازت سياسة السلطان قابوس بحسن الجوار مع الجيران وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة، وتدعيم علاقات عمان مع الدول العربية وإقامة علاقات ودية مع دول العالم، والوقوف بجانب القضايا العربية.

حد من الوادي 11-25-2013 03:09 PM

حضرموت " باحث بريطاني في هجرة الحضارم: حضرموت أدهشتني بحُسن الضيافة والترحيب والتاريخ الساحر
 

د. آيان ووكر: تأثير الحضارم الأكثر وضوحاً في المحيط الهندي هو نشر الإسلام
باحث بريطاني في هجرة الحضارم: حضرموت أدهشتني بحُسن الضيافة والترحيب والتاريخ الساحر


11/24/2013 المكلا اليوم / حاوره: زياد عبدالحبيب | ترجمه: مازن عبدالحبيب

الدكتور ايان ووكر باحث بريطاني متخصص في علم الإنسان الإجتماعي يعمل في مركز الهجرة والسياسة والمجتمع "كومباس" ضمن مشروع جامعة أكسفورد لدراسات المجتمعات المهاجرة ومجتمعات الشتات "ODP". عمل لعدة سنوات في شرق أفريقيا مثل تنزانيا وكينيا وجزر القمر. وتناول في بحوثه الأكاديمية قضايا الهويات والهجرة والإنتماء والأعراق، وله دراسة أكاديمية عن هوية المجتمعات المتنقلة من أصل عربي في شرق أفريقيا، ويدرس البحث الذي هو بصدد القيام به حالياً مجتمعات المهجر الحضرمية في المحيط الهندي.

عمل الدكتور ووكر مع الجاليات الحضرمية في شرق افريقيا مثل جزر القمر، والتقى الكثير من الحضارم المهاجرين أو الذين عادوا إلى حضرموت. وأهتم بالتواصل مع الجاليات الحضرمية لاسيما المقيمة في دول الخليج العربي وخصوصاُ في المملكة العربية السعودية والإمارات. زار حضرموت العديد من المرات تعرف خلالها على الكثير من مدن ومناطق حضرموت منها المكلا والشحر وسيئون وشبام وتريم والقطن، كما عبَّر في زيارته إلى حضرموت في شهر فبراير من هذا العام عن نيته لزيارة مناطق أخرى في المرة القادمة مثل وادي دوعن وحجر والغيضه وحوف بمنطقة المهرة وايضاً ميفعه ومدينة شبوة عاصمة دولة حضرموت التاريخية لإكمال الجزء الأخير من البحث. للتعرف على أهتمامات الدكتور ايان ووكر والمشاريع البحثية التي يقوم بها، أجرينا معه هذا الحوار:

• في البداية، نحن سعداء وممتنون لكم على ترحيبكم بإجراء هذه المقابلة. سبق ان زرت حضرموت العديد من المرات. ماذا رأيت وماهي انطباعاتك عن هذا الجزء من العالم ؟
سافرت بشكل واسع إلى حد ما في حضرموت خلال الخمسة عشر سنة الماضية، وزرت حضرموت الوادي مرات عديدة- عينات، سيئون، تريم، وشبام، وكذلك الهجرين- وسافرت مرتين في الطريق الساحلي بين المكلا والمهرة، مروراً بالشحر وغيل باوزير. اعتقد أن هناك شيئين أدهشاني عن حضرموت، ولا بُد أن يدهش كل الزوار من أول وهلة. الأول، حُسن الترحيب والضيافة الغير محدودة من قبل جميع الذين قابلتهم، والشئ الثاني هو التاريخ الساحر، وثقافة المنطقة التي تبدو أكثر وضوحاً في الهندسة المعمارية للمدن.

• حضرتك مشارك في مشروع اكسفورد لدراسة مجتمعات الشتات من خلال مشروع بحث لدراسة المهجر والشتات الحضرمي في شرق افريقيا وشبه الجزيرة العربية. هل لك ان تخبرنا المزيد عن هذا المشروع وخصوصاً عن مركز الهجرة والسياسة والمجتمع ؟
هذا المشروع عبارة عن دراسة لثقافة المهجر والشتات الحضرمي، والعلاقات الإجتماعية التي يحافظون عليها في المحيط الهندي، وكيف تساهم هذه الروابط وعلاقات الناس في حضرموت مع البلدان التي يعيشون فيها، ومع بعضهم البعض في تشكيل هويتهم وسلوكياتهم. انا معتمد على كومباس، وهو مركز دراسات الهجرة في جامعة اكسفورد في المملكة المتحدة. لدينا مجموعة كبيرة ن الأنشطة البحثية في المركز. هناك عدد من الباحثين الذين يعملون في مجال الهجرات الاوروبية وايضاً في أماكن أخرى مثل كوبا، وسريلانكا والصين.

• لديك بحث بعنوان "الشتات الحضرمي في المحيط الهندي".. أين كان العمل الميداني لهذا البحث، وما هي الخلاصة التي توصلت إليها من خلاله ؟
تم تنفيذ العمل الميداني لبحثي في جزر القمر، وزنجبار، وتنزانيا، وكينيا، والأمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية وكذلك حضرموت. المشروع لايزال مستمر، لكني استنتاجاتي العامة هي أن الهوية الحضرمية قوية جداً مع الناس في بعض مناطق شرق افريقيا الذين يدركون جيداً أصول أجدادهم في حضرموت حتى اذا كانوا قد غادروا منذ عدة قرون. وبالتالي، لا تزال ثمة روابط قوية بين الناس في المهجر وفي حضرموت، ويستفيد الكثيرين من هذه الروابط للعودة للزيارة او للعيش. الكثير من كبار السن يعودون للتقاعد في حضرموت، بينما يعود الكثير من الشباب لمعرفة المزيد عن ثقافتهم وغالباً ما يبقون لإيجاد فرص عمل والاستقرار.

• الهجرات والشتات الحضرمي أخذت حيزاً كبيراً من اهتماماتك البحثية وكما أعرف فأنت مهتم بقضايا الهوية ودراسات الهجرة ومجتمعات الشتات في أماكن عديدة من العالم. ما هو الشيء المميز بالنسبة لمجتمعات المهجر والشتات الحضرمي عن غيرها ؟
أعتقد كما أسلفت أن قوة شبكة العلاقات الحضرمية والهوية الحضرمية هي السمات الأكثر تميزاً والأكثر أهمية في المهجر. حيث يتم المحافظة على هذه السمات من خلال الممارسات الثقافية كالطعام الذي يأكلونه، ومن خلال الممارسات الدينية مثل الصوفية لاسيما أن السادة يحظون باحترام في مجتمعات المهجر والشتات كما هو الحال في حضرموت، وهم غالباً ما يكونون بمثابة نقطة محورية لربط المجتمع. تأثير وجاذبية حضرموت تشجع الناس على العودة، سواء لزيارة الأسرة، أو للزواج، أو للعيش والعمل أو للزيارات.
في نفس الوقت، بالمقابل، الحضارم لديهم قدرة على التكيف مع الثقافات المحلية اينما كانوا وعلى الاندماج مع السكان المحليين، على سبيل المثال من خلال الزواج. ونتيجة لهذا، غالباً ما يحظون بالترحيب والاحترام من قبل الجيران في الكثير من مناطق شرق أفريقيا - كمثال- حيث هاجروا.

• ما هي الصعوبات التي واجهتها ويمكن أن يواجها أي باحث في الهجرات الحضرمية ؟
الصعوبات التي واجهتها شخصياً هي مجاراة الحضارم، فهم مسافرين على نطاق واسع، والقيام بهذا النوع من العمل الميداني يعني أن عليَّ أن أسافر انا نفسي كثيراً. غالباً ما أقابل نفس الأشخاص في أماكن مختلفة، أو أسافر للقاء افراد من نفس العائلة، أخوة أو أبناء عم في أماكن متباعدة مثل جزر القمر ودبي وجدة وحتى لندن.

• تقول في بحثك أن الحضارم أثروا بشكل عميق في المجتمعات التي رحبت بهم، وبالمقابل، شهدت حضرموت تأثيرات مساوية من خلال عودة بعض المهاجرين. ما نوع هذه التأثيرات ؟
تأثير الحضارم الأكثر وضوحاً في المحيط الهندي هو الدين. فالحضارم نشروا الإسلام في شرق افريقيا وإندونيسيا وحتى في أجزاء من الهند وسريلانكا. اليوم، الكثير من هذه المناطق تتبع المذهب الشافعي، نتيجة للتعاليم الحضرمية.
وبالمقابل، فقد عاد الحضارم بالكثير من السمات الثقافية التي جعلت من حضرموت تصبح فريدة اليوم: في الملبس كالفوطة، والمطبخ، وقصور تريم، وكل هذه الأشياء وغيرها الكثير امتزجت لتنتج ثقافة حضرمية مميزة جداً.

• كيف تدعم مجتمعات المهجر الحضرمي في شرق افريقيا وجنوب آسيا والجزيرة العربية والوطن الأم بعضها بعضاً، وكيف يمكن لتقارب نشاط مجتمعات المهجر في الوطن الأم ان يؤدي بشكل متوازي إلى إعادة تشكيل هوية الوطن الأم، بالتوزاي مع تجديد هويات المهجر ؟
اعتقد أن المفتاح لفهم الهجرات الحضرمية هو إنهم لا يزالون مستمرين، فالناس مستمرة في الهجرة وفي العودة. والهجرات تجدد الشعور بالهوية الحضرمية في المهجر عندما الناس يصلون من الوطن الأم حاملين معهم التأثيرات والممارسات التي ربما قد نسيها الناس في المهجر من ناحية أخرى. في الوقت نفسه، الناس في المهجر يعودون إلى الوطن حاملين تأثيرات خارجية تساهم في إحداث تغييرات في المجتمع الحضرمي والثقافة الحضرمية. ورغم كل ذلك، فحضرموت منطقة كوزموبوليتانية ورائعة جداً في دمج التأثيرات الخارجية، غير إنها تظل حضرمية

• في مقالك "وصفة لمجتمع الشتات يحققها مليونير" تقول: "وإضافة إلى مزايا الحضارم الشخصية، يُعرف عنهم كذلك افتخارهم بهويتهم". كباحث إجتماعي، كيف يمكن لهذا أن يخدم المنطقة واستقرارها ؟
المساهمات التي يقدمها الحضارم في وطنهم هي مالية وإجتماعية، والكثيرين في المهجر يرسلون المال إلى عائلاتهم التي تعيش في الوطن، في حين أن الروابط الاجتماعية التي يحافظ عليها الناس، قد تم الحفاظ عليها عبر السنين وأحياناً عبر الأجيال.

• ما هي تصوراتك وتوقعاتك لمستقبل هذا الجزء من العالم، دعنا نقول خلال العقد أو العقدين القادمين، وكباحث اجتماعي، كيف يجب أن تكون العلاقة مع المحيط في المنطقة ؟
حضرموت شهدت تغييرات بشكل ملحوظ منذ زرتها قبل خمسة عشر سنة، فالمكلا بالتحديد تحولت إلى مدينة كبيرة وحيوية. التطورات في المواصلات، والنمو في الانترنت جعلا الروابط مع بقية العالم أسهل للحفاظ عليها. العلاقات مع الناس في البلدان الأخرى في المنطقة خصوصاً في دول مجلس التعاون الخليجي، يبدو إنها أصبحت أقوى. وقد عملت العلاقات بين حضرموت في أجزاء مختلفة من المنطقة حيث يعيش الحضارم -لاسيما في الدول التي أصبحوا فيها مواطنين مثل المملكة العربية السعودية أو الأمارات العربية المتحدة- عملت على تقوية العلاقات بين البلدان نفسها على مستويات مختلفة.

حضارم المحيط الهندي: الشتات وشبكاته
وصفة لمجتمع الشتات يحققها مليونير

حد من الوادي 01-20-2014 01:50 PM


موجز الهبات القبلية الحضرمية المظفرة عبر التاريخ الاسلامي :

Google +0 13 0 0 0

شبوة برس - خاص - حضرموت

الأحد 19 يناير 2014 08:33 مساءً


كتب الأستاذ المؤرخ والكاتب المعروف سالم مفلح تعريفا موجزا بالهبات الحضرمية المظفرة منذ دخول الحضارم الى دين الله وقيام ملوكهم بزيارة الرسول الأكرم عليه وعلى آله أفضل الضلاة وأزكى التسليم في يثرب ( المدينة المنورة) حتى القران الحادي عشر الهجري .



-- الاولى : في مقاومة تسلط و فساد الدولة الاموية 129 هجرية بقيادة الامام عبد الله بن يحى الكندي و الامام ابي سعيد الحضرمي ( تحالف كندة و حضرموت القبيلة ). حيث و صلت قوات الثورة الحضرمية الى مكة و المدينة و اصبحت تهدد الوجود الاموي في العاصمة دمشق .



-- الثانية : كانت في القرن الرابع الهجري تحت قيادة الامام -- امام دفاع-- الاباضي عيسى بن حجوة

و مقر اقامته وادي دوعن ، و ذلك لمقاومة و رد الغزو القرمطي الاسماعيلي .



-- الثالثة : في القرن الخامس الهجري تحت قيادة الامام الاباضي الحضرمي ابي اسحاق الهمداني و مقر اقامته مدينة شبام . و ذلك لمقاومة الغزو الصليحي الاسماعيلي و حجافل قبائل صنعاء و نواحيها .


-- الرابعة : في القرن السادس الهجري بقيادة الامام عبد الله بن راشد بن شجعنة بن قحطان الحمومي ، و كان مقر اقامته في تريم . و ذلك لمقاومة الغزو الايوبي و جحافل قبائل صنعاء و نواحيها .


-- الخامسة: في القرن السابع الهجري : بقيادة الامام سالم بن ادريس بن قحطان الحمومي الحبوضي ، و كان مقر اقامته مدينة ظفار . و ذلك لمقاومة الغزو الرسولي و جحافل قبائل صنعاء و نواحيها .


-- السادسة : في القرن الحادي عشر الهجري، بقيادة احد سلاطين آل كثير ، و كان مقر اقامته في شبام . و ذلك لمقاومتة غزو امام صنعاء المتوكل اسماعيل و جحافل قبائل صنعاء و نواحيها .


* من صفحة الأستاذ : سالم مفلح

حد من الوادي 02-22-2014 04:07 PM


كتاب "الشتات الحضرمي" يوثق لهجرة تجار وعلماء ورجال الدولة في حضرموت بين 1750-1960م

عــدن المنارة/عبدالرحمن علي بلفقيه:

- اسم الكتاب: الشتات الحضرمي تجار، علماء، ورجال دولة حضارم 1750-1960م.
- تحرير: الريكي فرايتاك.
- وليم كلارنس سميث.
- ترجمة د. عبدالله عبدالرحمن الكاف.
- مراجعة صياغة د. عبدالمطلب احمد جبر.
- دار النشر: تريم للدراسات والنشر.
- توزيع: المكتبة الحضرمية - تريم حضرموت.

يحتوي الكتاب على مقدمة المحررين حيث أوضح المحرران أن المصدر الرئيسي لهذا المجلد يعود لمؤتمر عقد في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن تحت عنوان (حركات الهجرة من جنوب الجزيرة العربية إلى المحيط الهندي, المسألة الحضرمية 1750-1967م) وقد جمع هذا اللقاء نخبة من العلماء والأكاديميين المهتمين بتاريخ حضرموت والشتات الحضرمي.. ومما لفت انتباهي وجعلني أتساءل هو ما حز في نفس المحررين انه لم يحضر المؤتمر أي زميل من حضرموت غير أنهم أشاروا إلى حضور عدد من العلماء من أصول حضرمية, علما بان هناك عدد من المؤتمرات التي تعقد ويتم تجاهل المنتسبين لها في الداخل واجزم بالقول بان ذلك بقصد وهو محل تساؤل.. وكان عدد الأوراق العلمية المقدمة للمؤتمر 31 واختار المحرران 20 بحثا.

وقد اشار الدكتور صالح باصرة في مقدمته على الكتاب الى العلاقة بين الهجرة والشتات في كتابات الكثير من المستشرقين عند حديثهم عن الهجرة الحضرمية كما هو حال عنوان كتابنا هذا. وأشير هنا لمن اراد التوسع في هذا المصطلح وملائمته لحال الهجرة الحضرمية فعليه العودة الى كتاب قبور تريم للبروفسور انج سنج هو - استاذ علم الإنثربيولوجي وأستاذ التاريخ في جامعة هارفارد سابقا وحاليا في جامعة ديوك 0(The Craves Of Tarim) عند بحثه مجتمع الغائبين وتمنى الدكتور باصرة ان يكون كتاب الشتات الحضرمي اضافة علمية جديدة في مجال الهجرة الحضرمية وتأثيراتها المتبادلة.

اما المترجم الدكتور عبدالله عبدالرحمن الكاف فهو صاحب الجهد الكبير في هذا العمل فقد كان موفقا في ترجمته لأنه ابن حضرموت وقد ساعده ذلك في دقة الترجمة لكثير من المصطلحات والأمثال والمقولات والمفاهيم الحضرمية التي قد تصعب على غيره.

وحدد ان الغرض من نشر هذا الكتاب هو فتح الباب للباحثين والمهتمين لمناقشة ما حوته الابحاث . واغناؤها موضحا ان أي عمل علمي وأكاديمي كهذا لا تكمن اهميته فيما يحويه فحسب بل و فيما يثيره من قضايا ,وما يُطرح من تساؤلات ,وما يقترحه من فرضيات ,تحفز الباحثين على التقصي والحوار والجدل والبحث عن الحقائق وهذا الكتاب مفعم بتلك الأمور.

وهنا نضع القارئ في الصورة من الابحاث وكتّابها ولكثرة الابحاث نكتفي بإيراد العناوين وكتّابها:-

1- السياسة الحضرمية 1888 حضرموت والشتات (الاغتراب)الحضرمي في عصر الاستعمار الحديث (مسح تمهيدي) للباحث وليم كلارنس – سميث استاذ التاريخ الاقتصادي لآسيا وإفريقيا , كلية الدراسات الشرقية والإفريقية جامعة لندن
2 - حضرموت والشتات الحضرمي. مشكلات في التاريخ النظري للاستاذ فريد العطاس في علم الاجتماع جامعة سنغفورا الوطنية
3- التوسع وتأسيس الدولة والإصلاح: الصراع من اجل السلطة في حضرموت في القرن التاسع عشر فريدهالم مارتيفك طالب دكتوراه في الدراسات الشرق اوسطية الحديثة جامعة بمبرج (المانيا) اطروحته عن تاسيس الدولة والهجرة :حضرموت وتأثير الشتات الحضرمي في الهند في القرن التاسع عشر
4 - السياسة الحضرمية 1888- 1967م صراع الهوية والمصالح للاستاذ لندا بوكس بيرجر استاذ زائر ومحاضر في شؤون الاسلام في قسم الدراسات الاسلامية جامعة جنوب شرق آسيا
5- دور الحضارم في السياسة والمجتمع في مستعمرة الهند1750-1950م ,باحث اول ومسؤل مكتبة لبرنامج آغاخان في العمارة الاسلامية في معهد ماسوشيتس للتكنولوجيات جامعة هارفارد
6- الحضارم في سياسة وادارة دول الملايو في اواخر القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر للاستاذ محمد رضوان عثمان في قسم التاريخ جامعة ملايا كوالالمبور. منح درجة الدكتوراه من جامعة ادنبرا
7- السياسة الاستعمارية الهولندية المتعلقة بالمهاجرين الحضارم للاستاذ هو بدي بونق محاضر اول في الانثروبولوجيا جامعة نيجميجين هولندا
8- الحضارم في السياسة الدولية لـ أولريكي فرايتاك المحاضرة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث والنوع الإجتماعي، كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (جامعة لندن)
9- الحضارم المغتربون في حضرموت (المولدين) استاذ الانثروبولوجيا والتاريخ في جامعة هارفارد سابقا وجامعة ديوك حاليا قام بابحاث ميدانية في حضرموت عالم اكاديمي في اكاديمية هارفارد للدراسات الدولية مؤلف كتاب0(The Craves Of Tarim)0
10- تأملات في نظام الطبقات الاجتماعية في حضرموت للباحثة سيليفين كاملين طالبة دكتوراه في الانثربولوجي جامعة باريستبحث في موضوع التنظيم الاجتماعي لأحياء مدينة الشحر
11- تغيّر انماط الهجرة الحضرمية والاندماج الاجتماعي في شرق افريقيا للباحثة فرانسوز لاقويني كوين باحثة في المركز الوطني للابحاث العلمية باريس، تأمل في اعداد دراسة عن اندماج الحضارم في المجتمعات المضيفة
12- الشتات الحضرمي في غرب الهند: دور السادة في ساحل المالابار لستيفن فريدريك ديل أستاذ تاريخ الاسلام وجنوب شرق آسيا – جامعة اوهيو الحكومية.
13- القادة الطبيعيون للمسلمين المواطنين:الاثنية العربية والسياسية في جاوا اثناء الحكم الهولندي للباحث صوميت ماندال في معهد الدراسات الماليزية والدولية في جامعة كيبا تقسان
14- الاعتقاد في الاولياء والاصلاح الديني في حضرموت يشغل كرسي الشارقة للدراسات الاسلامية جامعة اكسترا (انجلترا)
15- الروابط الدينية بين حضرموت وعالم الملايو (اندنوسيا)18850- 1950م0للدكتور بيتر ريدل محاضر اول في الدراسات الاسلامية واللغوية في كلية جامعة بروتل لندن
16- التحديث الاسلامي في جاوا المستعمرة الحركة الارشادية الدكتوره نتاليا موبينية كشه رسالتها لنيل الدكتوراه عن المجتمع الحضرمي في اندنوسيا ,تعمل فيمكتب باهاي في سيدني باستراليا
17- عالم دين حضرمي في اندنوسيا :السيد عثمان للاستاذ ازيومارادي ازرا محاضر في تاريخ الاسلام قي جنوب شرق اسيا في معهد الدراسات الاسلامية جاكرتا.
18- اثر تحويلات المغتربين في اقتصاد حضرموت 1914- 1967م. للباحث كريستيان ليكون موضوع رسالته العلمية بناء الدولة الاستعمارية في حضرموت1914 – 1967م
19- الدور الاقتصادي للشتات الحضرمي في البحر الاحمر وخليج عدن 1820- 1930م. للباحث ويليم كلارنس - سميث استاذ التاريخ الاقتصادي لآ سيا وافريقيا – كلية الدراسات الشرقية والافريقية (جامعة لندن) ومحرر كتاب اقتصاديات تجارة العبيد في المحيط الهندي ويكتب الآن عن الحضارم في شرق اندنويسيا (1800-1940) ويطمح في اعداد دراسة مقارنة عن الاستثمار في اماكن الشتات
20 المستثمرون الحضارم في عالم الملايو 1750- 1940 لنفس الباحث السابق
وتحدثت خاتمة الكتاب عن الاثار السلبية مابعد الاستقلال على الهجرة الحضرمية من اهم معالمها اولا : قانون الاصلاح الزراعي الذي اعطى صبغة دستورية للانتفاضات المسلحة والتي لازال الناس يتذكرونها بمرارة. وثانيا : التشريعات المفروضة وكان اعلاها ضربة قانون التأميم. وثالثا: فرض القيود على الهجر.ة رابعا: اغلاق مراكز التعليم الديني الأربطة والمعاهد وفرار كثير من العلماء الذي ادى الى توتر العلاقات واضطرابها بين حضرموت والمجتمعات التي تربطها بها علاقه.
الكتاب سيكون اول عرض له في معرض الرياض للكتاب في بداية شهر مارس القادم وهو متوفر في المكتبة الحضرمية بتريم والمكتبات الاخرى.

المزيد عن الحضارم على الر ابط التالي

الحضارمة شعب عريق وحي مجموعة البلاد: شمس الحضارم تشرق من معايدتهم بالرياض

حد من الوادي 03-28-2014 01:07 PM

حضرموت عربية موطن العرب الأول ونبذة من التاريخ على الرابط

هجرة الحضارمة .. تاريخها وآثارها في الوطن والمهجر

حد من الوادي 09-12-2014 01:19 PM


صحيفة اليوم السعودية تكتب عن :الحضارمة .. أساتذة التجارة والإدارة ..النبلاء الذين أوصلوا شعاع الإسلام للشرق الآسيوي

الخميس 11 سبتمبر 2014


هنا حضر موت




نحن الحضارم


قالوا إن المقدسي؛ وهو الرحالة العربي المشهور؛ عندما كان يستعد للسفر إلى عدن بحثاً عن اكتشافات جديدة ومعلومات غائبة حذره أصحابه من دخول حضرموت؛ خشية أن يفتتن بالتجارة وينشغل بها ويترك البحث عن العلم والمعرفة، وبالفعل عندما دخل الرجل حضرموت وشاهد فنون التجارة وثراء التجار راودته نفسه على ذلك ومنعه عنها موت صديق له هناك. تشير موسوعة ويكيبيديا إلى أن «الحضارمة هم أولئك القوم النبلاء الذين أوصلوا شعاع الإسلام إلى أقصى الشرق الآسيوي ليفتحوا القلوب قبل الأرض، لم يشهروا سيفا ولم يجادلوا بالباطل، بل تسلحوا بعرى الإيمان وقدموا علما يسمى بـ (فن المعاملة) فصدقوا مع الله ربهم فسخر الله لهم قلوب العباد، فدخلت ملايين البشر أفواجا، فبالصبر واليقين كانت العزة لدعاة الإسلام من أهل حضرموت وكانوا وما زالوا مصدر اشعاع في تلك البلاد، فحفظوا للناس حقوقهم فأوفى الناس لهم حقهم.. الفضل بعد الله يعود للحضارم في إسلام قرابة نصف مليار مسلم في شرق آسيا والهند بالإضافة إلى منطقة القرن الإفريقي”.

ندرس في كتب الادارة الكثير من النظريات والممارسات العلمية في الادارة والتجارة، وعرفنا ومنذ زمن بعيد أن الإدارة علم وفن بينما يرى الحضارمة أنها أيضاً فطرة سليمة واخلاص وأمانة ودلل تاريخهم ومنجزاتهم على ذلك، فقد خرجوا من موطنهم إلى بلاد الدنيا لا يملكون مالاً ولا علماً ولكن يملكون روحاً وثابة وعزيمة لا تلين ولا تضعف، بدأوا من تحت الصفر ليصلوا إلى عنان السماء وتنتشر أسماء كبار تجارهم في آسيا وأفريقيا لتطلق على مدن مثل حيدر آباد.

تخبرنا نظريات الادارة الحديثة أن المصداقية مع العميل هي أساس بناء علاقة ممتدة معه، الحضارمة طبقوا هذه النظرية منذ زمن بعيد وكانت أمانتهم مع المتعاملين معهم هي سبب دخولهم الاسلام. معروف عن الحضارمة بأنهم يعشقون العمل ويعشقون التنقل والبحث عن مواطن الرزق ويعملون بأيديهم ويشرفون على تجارتهم ويديرونها بأنفسهم؛ وإذا كانت الإدارة الحديثة تحض على تواجد المدير في بيئة العمل وبين موظفيه وعملائه، فإن الحضارمة ومنذ مئات السنين علمونا حكمتهم العظيمة “زيد محلك جلوس.. يزيدك فلوس”. عشق الحضارمة التجارة حتى النخاع وأبدعوا في تصيد واستثمار فرصها حتى أن أحدهم يرى أن في السيارة 28 فرصة استثمارية!!.

تخترق الشركات متعددة الجنسيات الحدود بحثاً عن أسواق جديدة ومستهلكين جدد، وفي سعيها هذا تعمل على بناء علاقات وثيقة في الأسواق التي تستهدفها مع أطراف تسهل لها العمل وتحمي مصالحها. الحضارمة ومنذ مئات السنين ذهبوا إلى أبعد من هذا بكثير، وأخلصوا لأوطان فتحت لهم أبوابها فساهموا وبشكل كبير في نمو ورقي تلك الأوطان، وساعدوها في الانتقال من حال إلى حال، والمملكة العربية السعودية أبرز مثال لذلك فمنجزات الحضارمة واسهاماتهم في تنمية الاقتصاد السعودي لا تخفى على أحد، وقد وضعوا أيديهم في أيدي المؤسس الملك عبدالعزيز – رحمه الله – وهو يبني وطنا ويوحد بين قبائل ويحارب الفرقة والشتات، فساهموا بإبداعاتهم وعزيمتهم في فتح منافذ التجارة وتنمية الأسواق، وحفظت لهم المملكة حسن صنيعهم وصاروا جزءاً من كيانها وصناعاً لتقدمها وتطورها؛ ونظرة سريعة على أسواق التجارة وسجلات الشركات العملاقة في المملكة، تخبرنا بأن كبار التجار في المملكة في الماضي وفي الحاضر حضارمة وكبار الشركات التجارية يمتلكها حضارمة.

قيم واخلاقيات الحضارمة في التجارة نابعة من قيم واخلاقيات الإسلام، ومعروف عنهم أنهم يتجنبون وبشدة مواطن الشك في عالم التجارة، فينأون عن العمل في مجالات أو منتجات غير خالية من الشبهات، هذا في الوقت الذي يسيل فيه لعاب الكثيرين لفرص مربحة حتى ولو كانت غير مشروعة. البركة في الرزق مفهوم لن نجده في كتب الإدارة الأجنبية، ولكن سنجده وبقوة في دستور الحضارمة، والبركة لا تأتي باحتيال أو غش أو خداع، ولكن بتقوى الله وهو أعظم ما امتلكه الحضارمة.


•د.صالح الرشيد – صحيفة اليوم السعودية -استاذ ادارة الأعمال والتسويق – جامعة الدمام

حد من الوادي 12-19-2014 02:09 PM

حضرموت شعب ودولة وتاريخ ( السلطنة الكثيرية )
 

سيئون

سيئون مدينة بحضرموت وعاصمة مديرية سيئون. تقع قي منتصف وادي حضرموت على بعد 360 كيلو متر تقريباً عن عاصمة المحافظة المكلا عبر الطريق الغربي. وهي عاصمة وادي حضرموت، تقع في الجانب الغربي للوادي، وتبعد عن مدينة شبام (12 ميلاً)، وتبعد عن مدينة تريم (22 ميلاً).


كان لها طابع بريد خاص بها من السلطنة الكثيرية التابعة لمحمية عدن أيام الانتداب البريطاني. أصل مدينة سيئون كان مقهى للمسافرين كان بداخله امراءة اسمها سيئون وفيما بعد سميت المنطقة باسمها تكريما لها. أصبحت مدينة سيئون أكبر مناطق حضرموت الداخل وتتمتع بوسائل ترفيه كثيرة أيضا يوجد بها سوق كبير يفد إليها الناس من الخارج أبرز القرى المجاورة لها مدودة - مريمة - بور الأثرية - عروض الصقير - حوطة سلطانة.


يوجد بها مطار دولي يسمى مطار سيئون. يوجد بمنطقة سيئون أكبر قصر بني وما زال صامدا الا وهو قصر الكثيري الذي بني ماقبل 100 بني بالطين والحجارة موقعه متميز فهو يشرف على منطقة السوق.
الجغرافيا

تبلغ مساحة مديرية سيئون حوالي (804) كيلو متر مربع وتقع المديرية في الجزء الأوسط من محافظة حضرموت ووادي حضرموت على خط طول 48.46 درجة شرق غرينتش وخط عرض 15.57 درجة شمال خط الاستواء ويحدها من الجنوب مديريتي تريم وساه ومن الشمال مديريتي تريم والقف ومن الشرق مديرية تريم ومن الغرب مديرية شبام. وتبعد مديرية سيئون عن عاصمة المحافظة المكلا بـ 320 كيلومتر. وبالحديث عن التضاريس فانه المديرية تتكون من سطح سهلي منبسط نسبيا ويشكل جزء من وادي حضرموت وتحيط بها سلاسل جبلية من الجهتين الشمالية والجنوبية والتي تؤدي إلى الهضبتين الشمالية والجنوبية، كما تخترق وتتخلل هذه السلاسل الجبلية عدد من الأودية الفرعية لوادي حضرموت أهمها في الجهة الجنوبية وادي شحوح وجثمه ووادي بن سلمان بتاربة وفي الجهة الشمالية وادي مدر ببور.
السكان

يقدر عدد سكان المديرية بـ (111728) نسمة وفقاً للإسقاطات السكانية لعام 2004م على أساس معدل النمو السنوي للسكان 4.33% لمحافظة حضرموت وتصل الكثافة السكانية بحوالي 139 نسمة/ كيلو متر مربع، وتتركز التجمعات السكنية في المدينة وضواحيها ومناطق تاربة وتريس والغرفة ووبور ومدوده ويشكل سكان المناطق الحضرية نسبة (47,4)% والمناطق الريفية (52,6%). وعموماً يشكل سكان المديرية نسبة 10,9% من إجمالي سكان المحافظة و14.3% من سكان الوادي والصحراء.
المناخ

كما أن المناخ مداري يتسم بارتفاع درجة الحرارة صيفاً (26- 42 درجة مئوية) ومعتدل شتاءاً (6 – 28 درجة مئوية). والأمطار فيها نادرة وتهطل عادةً ابتداءً من منتصف فصل الربيع حتى فصل الخريف.
التاريخ و السلطنة الكثيرية

ربما أن أقدم ذكر لمدينة سيئون هو ما جـاء فـي مطلع القرن الرابع الميلادي حيث يذكر لنا النقش الموسوم بـ (Ir. 37)، الذي يعود إلى عهد الملك " ذمار على يهبر ملك سبأ وذي ريدان وحضـرمـوت ويمنـات " الذي حكم في مطلع القرن الرابع الميلادي أن قـوات سبئيـة اجتاحـت " وادي حضرموت " وحاصرت " شبام " و" رطغتم" و" سيئون " و" مريمة " ثم " عراهل " و" تريم "، وقد هدمت ستين ألف عمود كانت تحمل العنب، ويعطينا هذا النقش معلومات هامة إذ أن مدينة سيئون قد كانت قائمة في القرن الرابع الميلادي، وكانت لها أسوار وأبراج دفاعية وهذا يجعلنا نقول إنها قد ظهرت قبل ذلك بعدة قرون، أما تهديم السبئيين لأعمدة العنب فيؤكد أن منطقة حضرموت كانت تعيش في رخاء اقتصادي لانتشار زراعة العنب في مساحات واسعة في ظل ظروف مناخية متغيرة تماماً عن ما هو سائد في ظروفنا الراهنة.


أما عن تاريخ مدينة سيئون في الفترة الإسلامية فقد ظهرت كقرية في عهد الخلفاء الراشدين، وكانت تتبع إدارياً مدينة تريم، وظل الأمر كذلك في عهد الدولة الأموية، وفي سنة (129هـ) تحولت إدارياً إلى تبعية مدينة شبام التي كانت في حينها عاصمة للأباخيين، وهكذا ظلت تارة تابعة لشبام وتارة تابعة لتريم، وكانت تقوم فيها في بعـض السنين ثورات حيث حكمها في سنـة (593 هجرية) بنو حـارثة، ولكن لم تحتل مكانتها إلا فـي سـنـة (922 هجرية) عندما أصبحت عاصمة للوادي في عهد بدر أبي طويرق (922-977 هجرية) حيث وجدت وحدة إدارية أو بمعنى آخر سلطنة امتدت من عين با معبد غرباً إلى مدينة ظفار شرقاً، وفي القرن الثاني عشر الهجري تغلبت يافع على مدن حضرموت واستولى أل كثير على سيئون وقامت فيها الدولة الكثيرية وأعلنت في (1273هـ) عاصمة الدولة الكثيرية ، وكان حصنها المعروف بحصن الدويل (قصر السلطان ـ قصر الثورة) مقراً للسلطان الكثيري " غالب بن محسن الكثيري "، وبعد الاستقلال من الاستعمار البريطاني انتهت الدولة الكثيرية، وأصبحت مدينة سيئون عاصمة المديرية الجنوبية في المحافظة الخامسة حضرموت.
العمارة

أما عن تطورها المعماري فهو كالتالي: كانت في القرن السابع الهجري قرية صغيرة محصورة في ناحية شهارة ـ السحيل ثم تتطورت بعد ذلك لتشمل مبانٍ أخرى، وقد أقيم حولها سور في عهد السلطان بدر أبي طويرق في سنة (922هـ)، وقد ظل هذا السور إلى سنة (1347 هـجرية). أما بالنسبة للمباني فقد كانت في القرن السابع الهجري محصورة في شهارة ـ السحيل حـتى القرن الثامن الهجري، وقد خطت مقبرة المدينة في القرن السابع خارج المدينة في الناحية الشرقية، و جـاء " طه بن عمر " واقتطع أرضاً بعيدة عن المدينة وأسس فيها مسجداً (مسجد طه) وكان لا يوجد أي أثر للعمران، ثم اقتطع الأرض إلى (جثمة) مما يدل على أنه لا توجد أية مبانٍ حتى جثمة، وكان العمران محصوراً في شهارة ـ السيل ثم في الوسط (ساحة حنبل)، أما في القرن العاشر الهجري فقد تطورت المدينة على إثر اتخاذها عاصمة للسلطنة الكثيرية في عهد بدر أبي طويرق (922-977هـ) وفي سنة (1120هـ) اختط عـلي بن عبد الله السقاف قطعة أرض في الناحية القبلية وبنى بها مسجداً وكانت أرضاً صحراء، وكان جامع المدينة في القرن العاشر الهجري هو مسجد (عبد الله باكثير) لا تـزيـد مساحته عن (50×60 قدماً)، وتطورت العمران في سنة (1310هـ)، وعندما اختط أبوبكر بن سالم الصبان قطعة أرض صحراوية في وادي جثمة وبنى بها مسجداً، وكان آخر بيت هو بيته في اتجاه وادي جثمة واختط هادي بن حسن السقاف داره والزاوية في سنة (1327هـ)، و بنى جامع سيئون في القرن التاسع الهجري عقب تطور المدينة ليستوعب ذلك التطور، وفي القرن الرابع عشر أعيد بناء مسجد طه كجامع لصلاة الجمعة وأصبحت في سيئون أربعة مساجد تؤدى فيها الجمعة هي : مسجد الجامع مسجد طه مسجد القرن مسجد باسالم. وأقدمها مسجد الجامع بسيؤن وكان المسجد الوحيد تقام فيه صلاه الجمعه ,,,
معالم المدينة

توجد في سيئون العديد من المعالم قديمة، أبرزها الآتي :
قصر السلطان الكثيري
يقع الحصن الدويل القصر الكثيري وسط مدينة سيئون تقريباً، وهو من أبرز معالم المدينة وحضرموت قاطبة، ويعتبر واحداً من أروع التحف المعمارية الطينية.


القصر الكثيري في سيؤون
أقيم هذا القصر على ربوة ترتفع عن مستوى سطح الأرض المجاورة قرابة (35 متراً) مما جعله يشرف على سوق المدينة ومركز نشاطها التجاري.
بدأ ظهور هذا الحصن كمقر للسلطان في عهد السلطان بدر بن عبد الله بن جعفر الكثيري المشهور بـ – أبي طويرق – (922-977هـ)، وذلك يعني أن هذا الحصن كان موجوداً من قبل ظهور السلطان أبي طويرق الذي اتخذ الحصن كمقر سلطاني وأضاف له مسجداً، وإلى جانب بنائه للمسجد قام بتجديد الحصن، والسلطان أبو طويرق الذي برز في فترة صراعات دامية كانت تكتنف معظم أراضي حضرموت استطاع أن يحتل معظم تلك الأراضي، ومن ضمنها الشحر.
وفي عام (1125هـ)، جدد عمر بن جعفر الكثيري عمارة الحصن، وفي عام (1272هـ) وصل غالب بن محسن الكثيري إلى سيئون واتخذها عاصمة له، واتخذ الحصن الدويل مـقـراً لحكمه وقام بتجديد عمارته وتوسعاته ثم أكمل عمارته ابنه المنصور بن غالب في حدود عام (1345هـ)، كما واصل حفيده علي بن منصور بن غالب بن محسن الكثيري طلاء الحصن بالنورة، وإضافة بعض الزيادات وتمهيد (العقر) وهي الطلعة التي تصعد إلى الحصن، وبناء السدة والغرفة الكبيرة في الواجهة وما حولها، وذلك بين عامي (1355-1357هـ)، ولا يزال على ذلك الحال حتى الآن، حيث استغل مؤخراً جزء منه كمتحف افتتح عام (1983م) وتشمل قاعاته : الآثار القديمة التي جمعت من مواقع متفرقة من وادي حضرموت إلى جانب تلك الآثار التي استخرجت من حفريات موقع ريبون، وهناك قاعة خاصة بالموروث الشعبي وأخرى خاصة بالوثائق القديمة منها الخاصة بالدولة الكثيرية التي اتخذت في فترة من فتراتها المتأخرة سيئون عاصمة لها، كما خصص جزء من القصر كإدارة لفرع وزارة الثقافة، وبني في واجهة القصر الجنوبية الشرقية مسرح مفتوح في عام (1982م) يتسع لأكثر من (5000 مشاهد).
قارة العر الكثيري
وفيها حصن قديم ورد ذكره في عام (616هـ) عندما جاء ذكره لدى المؤرخين أن السلطان عبد الله بن راشد القحطاني سجن وقتل فيه، ثم جدد هذا الحصن عام (855هـ) في عهد السلطان بدر بن عبد الله بن علي الكثيري، الذي اتخذه كسجن للسلاطين.
حصن الفلس الكثيري
حصن قديم ورد ذكره في بادئ الأمر عند المؤرخين في عام (603 هـ). ويقدر عمر هذا الحصن بـ (400) سنة وأنة بني في عهد السلطان بدر بوطويرق أو الفترة التي تلية. ويقع على تلة في وسط حي القرن بمدينة سيئون وكان بمثابة حصن عسكري متقدم تلتقي عند أطرافه من الجنوب والشمال الغربي امتدادات سور مدينة سيئون التاريخي.
مراجع


اقرأ المزيد من عدن الغد

حد من الوادي 12-20-2014 09:28 PM

عدن المحتلة " قالت ان يجب على حزبها ان يتعاطى مع ما يدور في الساحة حول قضية الجنوب, والتفاعل مع مطالب أبنائه..قيادات مؤتمرية جنوبية تصعد خطابها وتيار صالح يتهمها بدعم الانفصال
 

قالت ان يجب على حزبها ان يتعاطى مع ما يدور في الساحة حول قضية الجنوب, والتفاعل مع مطالب أبنائه..قيادات مؤتمرية جنوبية تصعد خطابها وتيار صالح يتهمها بدعم الانفصال

السبت 20 ديسمبر 2014 08:55 مساءً

صنعاء ((عدن الغد)) خاص:
قالت ان يجب على حزبها ان يتعاطى مع ما يدور في الساحة حول قضية الجنوب, والتفاعل مع مطالب أبنائه..قيادات مؤتمرية جنوبية تصعد خطابها وتيار صالح يتهمها بدعم الانفصال

اكدت قيادات مؤتمرية من محافظات الجنوب يوم السبت خلال اجتماع عقدتها في عدن دعمها لمطالب المحتجين في عدن والمكلا داعية القيادات المؤتمرية الجنوبية إلى تعاطي المؤتمر الشعبي العام في المحافظات الجنوبية مع ما يدور في الساحة حول القضية الجنوبية, والتفاعل مع متطلبات أبناء الجنوب.

وجاء ذلك خلال لقاء عقدته القيادات المؤتمرية في الجنوب يوم السبت في عدن واكدت فيه تمسكها بالرئيس "عبدربه منصور هادي ورفضها للخطوات التي اتخذها تيار صالح في حزب المؤتمر قبل أشهر .

وحيت هذه القيادات في بيان صادر عنها وتلقت صحيفة "عدن الغد" نسخة منه ساحات الاعتصامات في عدن وحضرموت والمحافظات الأخرى للحراك السلمي مؤكدة على شرعية نضالهم السلمي الديمقراطي, وحثت على التمسك بسلمية كل برامجهم ونشاطهم, ونشكر كل أعضاء وقيادات المؤتمر التي تشارك في الميادين إلى جانب مكونات الحراك الأخرى .

وادنت هذه القيادات أي قمع واغتيالات للنشاط ونترحم على الشهداء, مطالبة بالتحقيق الشفاف في ملابسات استشهاد المهندس / خالد الجنيدي استنادا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية وبيان مجلس النواب في ذات الشأن .



في المقابل اصدر تيار حزب صالح في المؤتمر الشعبي العام بيانا شديد اللهجة مساء يوم السبت هاجم فيه القيادات الجنوبية التي عقدت اجتماعا لها في عدن مؤكدا انه غير "شرعي" ومشبوه" ويدعم جهود الانفصال في الجنوب .

وقال تيار حزب صالح في المؤتمر الشعبي العام في بيان اصدره ان الاجتماع الذي عقد في عدن للقيادات الجنوبية اجتماع "مشبوه" ومخالف للنظم والقوانين مؤكدا أن هذا الاجتماع له أهداف تشطيرية مشبوهة تخالف المبادئ الفكرية للمؤتمر الشعبي العام المتمثلة في الميثاق الوطني، وبرنامج العمل السياسي للمؤتمر، والثوابت الوطنية التي قام عليها المؤتمر ويضعها في مقدمة أهدافه وأهمها الوحدة الوطنية، التي كان للمؤتمر الشعبي العام وقيادته بزعامة الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام شرف إعادة تحقيقها في 22 مايو 1990م حد قول البيان.

ولاهمية البيان الصادر عن القيادات الجنوبية والبيان الصادر عن تيار حزب "صالح" تنشر "عدن الغد" نصيهما :

البيان الختامي للاجتماع الثالث لقيادات المؤتمر الشعبي العام
بالمحافظات الجنوبية
الحمد لله والصلاة والسلام على المرسل رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصبحه وسلم . وبعد
نجتمع اليوم نحن قيادات المؤتمر الشعبي العام في المحافظات الجنوبية وفقا لموعد سابق تم الإعلان عنه وذلك لمواصلة الخطوات التي بدءاناها منذُ الإعلان عن القرارات الباطلة لاجتماع ما يسمى باللجنة الدائمة الرئيسية في الثامن من نوفمبر الماضي ، حيث عقدنا العزم على إسقاط هذه القرارات الباطلة التي اتخذت بحق فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي والدكتور / عبد الكريم الإرياني, وقد تابعتم جميعا الطريقة التي تعاملت اللجنة العامة بها مع اعتراضاتنا في الاجتماعيين الماضيين وهي طريقة لا تنم عن الحرص على وحدة المؤتمر أو الالتزام بنظامه الداخلي بل سعت لانتزاع مباركة فروع المؤتمر في المحافظات الجنوبية لهذه القرارات من خلال نزول اللجان المتتابعة إلى عدن وحضرموت وذلك لعقد اجتماعات للجان الدائمة المحلية في سعي واضح لشق صف المؤتمر في هذه المحافظات , وقادوا في سبيل ذلك حملة إعلامية شرسة ضد كل من خالفهم عن المؤتمريين في الجنوب .
وفي ظل هذه التصعيدات الأخيرة .. تدخل فخامة الأخ الرئيس / عبد ربه منصور هادي النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام وأمينه العام وإصدار توجيهاته بعودة اللجان من عدن وحضرموت وعودة فرع عدن إلى ما كان عليه سابقا ، وإيقاف الاجتماعات من الطرفين ولهذا فإننا احتراما لفخامة الاخ الرئيس والتزاما منا بتوجيهاته ، نعلق جدول أعمالنا لهذا الاجتماع ونرحلها للاجتماع القادم الذي سنعقده بعد الخامس عشر من يناير 2015م إن شاء الله ، ولكننا وفي هذا الاجتماع لا بد لنا من التأكيد على ما يلي :
أولا : نقدم الشكر الجزيل لخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام على حرصه على وحدة المؤتمر . ونؤكد التزامنا بما أصدره من توجيهات في سبيل ذلك ونرفض كل الحملات الاعلامية التي يقودها إعلام المؤتمر ضد فخامة الرئيس .
ثانيا : نؤكد تمسكنا ببياناتنا السابقة التي أكدنا فيها على ضرورة إسقاط القرارات الباطلة المتخذة ضد فخامة الرئيس والدكتور الإرياني , في الثامن من نوفمبر في دورة ما يسمى باللجنة الدائمة الرئيسية .
ثالثا : نؤكد استمرارنا في التعامل مع النائب الأول لرئيس المؤتمر فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي والنائب الثاني للمؤتمر الدكتور عبد الكريم الإرياني . وعدم التعامل مع غيرهما في إطار المؤتمر .
ثالثا : نؤكد إصرارنا على بطلان وعدم شرعية من تم تصعيدهم إلى اللجنة العامة دون سند لائحي, وكذلك كل التصعيدات القيادية الأخرى الخارجة عن النظام الداخلي .
رابعاً : نؤكد على ضرورة استكمال الإعداد الجيد لكل أوراق العمل للاجتماع القادم ولنجاح ذلك يتم توسيع اللجنة التحضيرية وتحديد المهام لأعضائها ويفوض بذلك الأخ رئيس اللجنة التحضيرية عضو اللجنة العامة المهندس أحمد الميسري
خامساً : نؤكد على ضرورة تعاطي المؤتمر الشعبي العام في المحافظات الجنوبية مع ما يدور في الساحة حول القضية الجنوبية, والتفاعل مع متطلبات أبناء الجنوب’ وفقا لرؤيتنا المؤتمرية في الجنوب, ويجب فتح قنوات الحوار الرسمية مع مكونات الحراك السلمي الجنوبي, والقوى والأحزاب السياسية في المحافظات الجنوبية .
سادسا : نحيي ساحات الاعتصامات في عدن وحضرموت والمحافظات الأخرى للحراك السلمي ونؤكد شرعية نضالهم السلمي الديمقراطي, ونحثهم على التمسك بسلمية كل برامجهم ونشاطهم, ونشكر كل أعضاء وقيادات المؤتمر التي تشارك في الميادين إلى جانب مكونات الحراك الأخرى .
وندين أي قمع واغتيالات للنشاط ونترحم على الشهداء, ونطالب بالتحقيق الشفاف في ملابسات استشهاد المهندس / خالد الجنيدي استنادا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية وبيان مجلس النواب في ذات الشأن .
واخيرا نعلن أننا مستمرين في النهوض بالمؤتمر الشعبي العام للقيام بدروه الرائد والفاعل في كل المحافظات الجنوبية بعيدا عن الوصاية المركزي ة ووفقا لمعطيات واقعنا السياسي والاجتماعي .
والله من وراء القصد ،،،
صادر عن الاجتماع لفروع المؤتمر الشعبي العام
في المحافظات الجنوبية
20/12/2014م – عدن

بيان صادر عن الامانة العامة للمؤتمر الشعبي العام

أكدت الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام أن الاجتماع الذي عقد في عدن اليوم السبت 20 -12-2014م اجتماع غير شرعي وباطل كونه يأتي خارج النظام الداخلي للمؤتمر الشعبي العام واللوائح المتفرعة عنه .

وعبرت الأمانة العامة للمؤتمر عن أسفها الشديد أن تنفق أموال الدولة على مثل هذه الاجتماعات غير الشرعية والمشبوهة في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمات اقتصادية مستفحلة .

إن الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام تؤكد أن هذا الاجتماع له أهداف تشطيرية مشبوهة تخالف المبادئ الفكرية للمؤتمر الشعبي العام المتمثلة في الميثاق الوطني، وبرنامج العمل السياسي للمؤتمر، والثوابت الوطنية التي قام عليها المؤتمر ويضعها في مقدمة أهدافه وأهمها الوحدة الوطنية، التي كان للمؤتمر الشعبي العام وقيادته بزعامة الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام شرف إعادة تحقيقها في 22 مايو 1990م.

إن الأمانة العامة للمؤتمر وهي تشدد على بطلان هذا الاجتماع فإنها تجدد التأكيد على أن المؤتمر الشعبي العام كان وسيظل حزب الوطن والوحدة، ويرفض أي محاولات من شأنها المساس بوحدة اليمن، وسيعمل على كل ما من شأنه الحفاظ عليها في مختلف المراحل والظروف ،وان اجتماع عدن هذا انما يأتي في سياق المحاولات الفاشلة لتقسيم المؤتمر تمهيدا لتقسيم الوطن ،وهو الامر الذي يرفضه كل الشرفاء من ابناء اليمن .

وتجدد الأمانة العامة للمؤتمر التأكيد على أن المؤتمر الشعبي العام كان وسيظل موحداً، وقوياً ،ومتماسكاً ،وصلباً، كما عهده الشعب، وكما عهدته قياداته، وقواعده، وكوادره، فقد استطاع أن يتجاوز كل الأزمات والمؤامرات وأخرها مؤامرة 2011م وخرج منها أكثر قوة، وصلابة ،وشعبية، وجماهيرية، وسيظل محافظاً على مبادئه، وقيمه، وثوابت الوطن العليا، وفي مقدمتها الجمهورية، والوحدة، والديمقراطية .

وتعبر الأمانة العامة للمؤتمر عن شكرها وتقديرها لكل القيادات والقواعد المؤتمرية في مختلف المحافظات، وفي المحافظات الجنوبية على وجه الخصوص، والذين أثبتوا أنهم الأكثر التزاماً بالنظام الداخلي للمؤتمر، فقد رفضوا ولا زالوا يرفضون كل الضغوطات ومحاولات الترهيب، والترغيب، وأكدوا التفافهم خلف قيادة المؤتمر الشعبي العام والتزامهم بقرارات المؤتمر، وتكويناته، وبالنظام الداخلي، واللوائح المتفرعة عنه، في مشهد يؤكد عظمة المؤتمر الشعبي العام، وكوادره ،وأعضائه، الذين يقفون في مقدمة صفوف أبناء الشعب اليمني المدافع عن مكتسباته وفي مقدمتها الوحدة المباركة .

انه من المؤسف القول ان العناصر التي دعت الى الاجتماع قد تجردت من كل القيم التنظيمية ،كما اخلت بما تم الاتفاق عليه مع الرئيس والقاضي بوقف الاجتماعات واللقاءات الخارجة عن النظام الداخلي .

صادر عن الامانة العامة للمؤتمر الشعبي العام
صنعاء -20 ديسمبر 2014م

جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}

حد من الوادي 01-15-2015 06:57 PM


‘‘هجرة الحضارم‘‘

الخميس 15 يناير 2015 10:05 صباحاً

شبوة برس- خاص - المكلا


هجرتهم الى الهند

هاجر الحضارم الى الهند في الوقت الذي هاجروا فيه الى الهند الشرقية, أي في اواخر القرن الثامن الميلادي . وكان عددهم قليل ، ولم يسيطروا على زمام التجارة في الهند واغلب الذين هاجروا الى الهند هم من أبناء وادي عمد قبل السفر الى الحجاز وقلة من مناطق أخرى ومن يافع ولكن عددهم قليل ومن رموزهم الشاعر يحي عمر اليافعي . ولكن الحضارم لم يستطيعوا مسك زمام أمور التجارة في الهند . ويمثلون النشاط التجاري الاقتصادي . ويكونوا مركزا عظيما بخلاف أخوانهم في جزراندنوسيا ( جاوا ) حيث كونوا الحضارم في تلك المناطق من شرق أسيا مركز تجاريا وثقافي وسياسي وأدبي وكونوا هناك لهم تاريخ مجيد على مدار السنين ، وأوجدوا لهم مكان في ميدان الحياة ولعل الظروف المحلية في الهند لم تكن تساعدهم على أبراز شخصياتهم الجلية وقلة معرفتهم بعلوم التجارة

والثقافة لأن اغلبهم لا يوجد لديهم مستويات علمية أو لم يتحصلوا على المستوى العلمي . ليزاحموا البيئات الهندية المحيطة بهم في التجارة والسياسة وعلى التغلب عليها في احراز الثروات الواسعة .

لكنة ظهر هناك أشخاص وهم قلة أمثال "القعيطي" الذي سافر من شبام وهو من مواليد لحروم حضرموت . راجع كتاب ( الافادة في معرفة الصحابة من كندة وحضرموت ، تاليف حسين بن صالح بن عيسى بن سلمان ) وعبدالله علي العولقي وغالب بن محسن الكثيري ( راجع تأسيس الدولة الكثيرية) .

وجميعهم نالوا الشهرة الواسعة فقد تولوا مراكز سياسية كبيرة قادوا الجيوش في حيدر أباد وكانوا من أقرب المقربين لدى ملك حيدر أباد , بسبب الأمانة وكانوا أوثق الناس اتصالا به . وقد ساعدتهم الظروف على امتلاك الأموال والعقارات , ولكن تلك الحال لم تدم طويلا فقد انهار ذلك المركز الاقتصادي وتضاءلت تلك المنزلة السياسية ولم يبق من تلك الشخصيات البارزة سوى القعيطي الذي ساهم في دعم أبناء يافع في حضرموت ضد الكثيري عندما زاره وفد من

أبناء يافع من حضرموت راجع كتاب ( التاريخ السياسي لحضرموت).

وأغلب الأعمال الذي اشتغل بها الحضارم الانخراط في الجيش الغير نظامي في حيدر أباد ومنهم من يتولى حراسة خزائن الدولة وقصور سمو النظام وحرمة الخاصة نظرا لامانتهم والسمعة الطيبة . ويتولون حراسة قصور الأمراء والنواب والحكام. وكان الجمعدار على هولا السلطان عمر بن عوض القعيطي اليافعي المتوفي في في الهند ، وقد غيرت كلمة جمعدار الى سلطان عندما أنشاء الدولة القعيطيه في حضرموت في عهد بريطانيا راجع كتاب ( اتحاد الجنوب العربي ) .

أما حالتهم الاجتماعية فهي سيئة فهم يعيشون في عزلة تامة عن العالم الناهض ويندر أن تجد فيهم الرجل العالم المثقف الذي يفهم الحياة على حقيقتها سوى أفراد قليلين جدا واقبالهم على تعليم أبنائهم في المدارس الحكومية يكاد يكون معدوما وهم السبب الاولى في ذلك لأنهم لم يربطوا اولادهم في بالوطن أولا ويعرفونهم بمواطنهم الأصلية مثل العلويين في اندنوسيا . ويعلمونهم اللغة العربية والمشكلة أن كل الأجيال تفقد اللغة العربية وهذا مشاهدته بأم عيني لزيارتي لحيدر اباد لاهلي

واختصر التعليم على اللغة الانجليزية والاوردو وهم بعيدين كل البعد عن اللغة العربية وأغلبهم هاجروا بدون أسرهم وابقوا هناك وانقطعت صلتهم بالوطن والبعض تزوج هناك وتكررت الحالة مثل هجرتهم الى ( سواحل )

وحالة والدتي مع أخوتها المهاجرين واحدة من الحالات رغم انهم اثر من سبعين عاما لهم ولايعرفون شي عن حضرموت وخاصة الجيل الاخير ولايعرفون اللغة العربية فما بالكم بشعب كامل لايعرفون شي عن الارض والتاريخ والمشكلة أن الدولة المتعاقبة على البلاد لم تعطي لهم أي اهتمام مثل الشعوب الأخرى رغم وجود وزير للمغتربين ولانسمع الا في وسائل الأعلام فقط بان لها مهاجرين واصبحت الأن في الهند اعداد كبيرة تعادل شعب بأكمله وبدون راع .في ملفان النسيان ..



ولابد من ألاشارة بشعراء المهجر من الجيل الثاني من الحضارم بدور العلامة الكبير الشيخ أبوبكر بن شهاب المولود في منطقة فلوقة من ضواحي مدينة تريم سنة 1262 هجريه والمتوفي في المهجر بحيدر أباد الهند سنة 1302 هجريه بعد رحيل الى عدن والحجاز ومصر والقدس والأستانة حتى استقر به المقام في الهند وهناك تولى التدريس بالمدرسة النظامية حتى وفاته وكان لفقده وحزنه وخسارة كبرى على الأدب العربي والحضرمي .ومن قصيدته يتشوق الى حضرموت وهو بالهند الحنين للوطن شي ثاني .

يقول فيها ..



أهكذا ليت شعري كل ذي كرم--- يصيبه تذكاره المأوى ويقلقه .

يأيها الراكب الغادي الى بلد--- جرعاؤه خصبه المرعى وأبرقه

ناشدتك الله والود القديم اذا--- مابان من بان ذاك السفح مورقه

وشاهدت عنك (الغناء) غادرها--- مخضلة باكيا الوسمى مغدقه

أن تستهل صريخا بالتحيه عن --- باك من البعد كاد الدمع يغرقه

يثير أشجانه فوج الصبا سحرا --- وساجع الورق بالذكرى يؤرقه

له فؤاد نزوع لايفارقه --- حر الغرام وجفن ليس يطبقه

بالهند ناء أخي وجد يحن الى --- أوطانه وسهام البين ترشقه

الى العرانين من أقرانه والى --- حديثهم عبرات الشوق تخنقه



* عبدالله اليهري


جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2015

حد من الوادي 01-25-2015 12:44 PM


هجرة الحضارم .. الهجره إلى جزر الهند الشرقية

الأحد 25 يناير 2015 11:50 صباحاً

شبوة برس- خاص - تريم - وادي حضرموت


2. الجزء الثاني

بلغ الحضارم درجة من المستوي الثقافي والادبي والاقتصادي في البلدان الدي هاجروا اليها مبلغا لم يبلغ احد مثلهم في الجزيرة العربية في عهدهم فقد بنو حضارة وهذا ما ميزهم عن غيرهم .

نقلوا انماط من الفن المعماري من الهند واندونيسيا وعمروا مدنهم الواسعة من القصور والهياكل وقنوات الري والسدود يحجزون بها السيول.

كانوا في ترف ونعيم في اندنوسيا وهذا يعود بنا الي حضارة حضرموت القديمة الذي قال المستشرق لنورمان في كتابة ( خلاصة تاريخ الشرق القديم) ان قصورهم قائمة علي الاساطير المحلاة من الذهب وانهم يعلقون علي الابواب (منازلهم) صحايف الذهب المرصعة بالجواهر تحيط منازلهم ببساتين غناء ولديهم الموائد والأسرّة من الفضة والرياش من أفخر الأنسجة) لأن بلادهم في السابق كانت مركز هام للتجارة ثم ان غيرهم لم يصل الي هذه الاراضي الا بعدهم وبواسطتهم فالامم الاخري لم يكن وصولهم الى المستوي والى الاراضي .

كما كانوا هم السباقون لغيرهم الى مراكز سياسية وتجارية في جزر الهند والسعودية ولكن الغيرة والحسد قلب عليهم الاخرين واهتزت مكانتهم.



بعد ما وضعوا حجر الاساس الاقتصادي والتجاري في تلك الدول التي كان أهلها في السابق يشدون الرحال الي دمون ليشاهدوا حلاوة لسانهم ولهجتهم كما قال امروالقيس (كأني لم أسمر بدمون مرة-- ولم اشهد الغارات يوما بعندل) .

واليوم انتقلت حلاوة الكلام الى موقع اخر وهو تريم تتم هناك ليالي سمر تسمع فصاحة اللسان والكلام من لسان ابن المهجر والحضرمي الذي مثل اللون الغنائي حداد بن حسن الكاف هو من مواليد جاوا وسبقه بسنين الشاعر والاديب أبي بكر بن شهاب ) والبار والحامد وعملاق الادب العربي الكاتب الكبير علي احمد باكثير والسياسي الكبير البليغ في فن الخطابة السياسية شيخان عبدالله الحبشي هولاء جميعهم من مواليد المهجر.



وقد استطاع الحضارم بماء اوتوا من صبر وذكاء وهمة عالية وامانة في المعاملة وصدق في القول أن يشقوا طريقا لهم في تلك البلاد النائية ويناسبوا بين طبقات السكان الذين يخالفوهم جنسا ولغة ودينا واخلاقا وعادات استطاعوا أن يستميلوا اليهم قلوب ويتبوأو مقاعد عاليا.

اتسع نطاق تجارتهم اتساعا أكثر مما كانويتوقعون ونمت ثرواتهم نموا ما كانوا يحلمون به من قبل سيطروا علي التجارة والمواصلات مابين القرن العاشر الي القرن الخامس عشر وكانت مراكبهم تجوب البحار من اندنونيسيا الي سنغفورة والهند وحتي بحر العرب .

وكانوا هم من يقود تلك المركب ولكن في سنة 1855م بدأت مراكزهم تتناقص وتتضاءل بسبب منافسة المراكب البخارية الحديثه لهم.

فقد كان تواصلهم بالوطن والاهل نتيجة المواصلات والترابط بينهم في الزواج من داخل المجتمع الحضرمي زادهم قوة في الترابط وعدم الانهزام امام الاخرين .

لكن الاستعمار الهولندي يشدد عليهم في قوانين الهجرة ويحصرهم في جهات خاصة يمنع السفر عليهم من بلد الي بلد ولا يتم السفر الا بإذن خاص وبعد صعوبة وقد دام هدا الضغط سنين .

وفي سنة 1916م رفع عنهم التضيق وأطلقت لهم العنان يسافرون من مدينه الي اخري ومن جزيرة الي اخري دون ان يجدوا امامهم صعوبات او عراقيل وهم ضحية الصراعات الدينية وبين صراع الاستعمار الهولندي والبريطاني, لان يريطانيا كانت تدعم طرف علي حساب الاخر وكذلك الهولنديين .

علما بانهم لم يقتربون من موقع القرار السياسي ولم يشاركوا المحتل في السياسة او ينافسونه .

فقد انشاوا لهم جمعية الاصلاح والارشادالعربية)و (الرابطه العلوية ) وقد انعقد موتمر خاص بهم في سنقافورة قرر ارسال وفود الي البنادر وحضرموت .

كما انهم اسسوا لهم صحافة خاصة بهم كصحيفة (حضرموت) للشيخ علوي بن طاهر الحداد وزميله عيدروس مشهور وتوالت الصحف وفتحت مدارس لهم يتعلمون فيها اللغة العربية والعلوم الشرعية .



وللحقيقة ان اغلب المهاجرين الي اندنونيسيا هم العلويون ويأتي بعدهم ال كثير وقلة قليلة من ابناء الوادي .

ولكنهم لم يستفيدوا من تلك المراكز التجارية لنقل اموالهم الي الوطن بسبب الاوضاع السياسية بعد الاستقلال مما جعلهم يتعرضون لانتكاسات وتنحصر تجارتهم في القلة حتي بزوغ لاعب اخر من ابناء حضرموت هم ابناء دوعن نظرا للطفرة الاقتصادية في السعودية ولم يبقي لهم الا الذكرى وهناك شواهد لهم من قصور في مدينة تريم تحكي قصة شعب منسي نتيجة للسياسة الاستعمارية وعدم الاهتمام بهذا الشعب الذي يستحق ان يطلق علية ( شعب الله المختار ) ولقولة تعالي ( وتلك الايام نداولها بين الناس) نتمني ان نكون قد انصفنا لهذا الشعب الحضرمي والارض والانسان أرضا الذي اعطتنا ولم تأخد شي منا والله الموفق-



للاطلاع على الجزء الأول : اضغــــط هنــــا



* بقلم : الشيخ عبدالله اليهري



ط´ط¨ظˆط© ط¨ط±ط³ | ظ‡ط¬ط±ط© ط§ظ„ط/////ط¶ط§ط±ظ… .. ط§ظ„ظ‡ط¬ط±ظ‡ ط¥ظ„ظ‰ ط¬ط²ط± ط§ظ„ظ‡ظ†ط¯ ط§ظ„ط´ط±ظ‚ظٹط©
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2015

حد من الوادي 01-31-2015 12:30 PM


‘‘ حضرموت تأريخية‘‘

السبت 10 يناير 2015 06:59 مساءً

شبوة برس- خاص - المكلا


يقول الشيخ الامام محمد بن أبي بكر عبد القادر الرازي :(حضرموت اسم بلد وقبيلة أيضا وهما اسمان جعلا واحدا فان شئت بينت الاسم الأول على الفتح وأعربت الثاني باعراب مالا ينصرف ، فقلت هذا حضرموت وأن شئت أضفت الأولى الى الثاني فقلت هذا حضرموت . أعربت حضرا وخفضت موتا والنسبة اليه حضرمي .

وقد يطلق على ساحل جنوب الجزيرة العربية الذي يمتد من أبين غربا الى رأس الحد شرقا باسم الشحر .

ويشمل اسم حضرموت الأراضي الواقعة الى الداخل من ساحل حضرموت اضافة الى الوادي الكبير وادي حضرموت بروافده أو فروعه المختلفة التي تصب قي مجرى الوادي الرئيسي متجهة نحو الشرق ثم جنوبا نحو ساحل البحر العربي .

وفي جهة الشمال من مناطق الصحاري والكثبان الرملية التي تبدأ من الشمال الشرقي بظفار بعمان .

ومن الأمور التي تجدر الاشارة اليها أن اسم حضرموت الاسم الوحيد من أسماء الممالك الذي ظل معروفا ومشتهرا منذ العصور القديمة التي سبقت ظهور الاسلام حتى يومنا هذا مقارنة بغيرها من أسماء الممالك اليمنية التي قامت في أدوار تاريخية مختلفة واختفت وأن بقي منها شيء يطلق على مكان محدود أو جماعة بشرية قليلة من سكان اليمن وشاهدا اخر أن شبوه اسم اشتهر قديما ولازال حتى الان من حضرموت .

وكانت حضرموت اسما معروفا لدى عرب الحجاز وغيرهم ( راجع حلقات هجرة الحضارم ) ويظهر ذلك حتى قبل انتشار الاسلام وهجرة الرسول صلى الله علية وآله ، وفي الحديث الذي جاء عند البخاري وأبي داود والنسائي : عن أبي عبدالله خباب بن الأرت رضي الله عنه – قال شكونا الى رسول الله صلى الله علية وآله وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة ، فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعوا لنا ؟ فقال : ( قد كان من قبلكم يؤخد على رأسه فيجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمة ، ما يصده ذلك عن دينه والله لا يتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون) البعض فسر الحديث على الواقع السياسي .

وذكر الاخباريون أن أسم حضرموت جاء في التوراة سفر التكوين اصحاح 10 اية 26 أخبار الأيام الأول اصحاح 1 ، اية 20 ص 633 بأنها بلاد تقع الى الشرق من اليمن على ساحل بلاد العرب .

وجاء في معجم البلدان ( حضرموت ناحية واسعة في شرقي عدن بقرب البحر وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف وذكر ابن خلدون أن حضرموت معدودين في العرب العاربة لقرب أزمانهم وليسوا من العرب البائدة لأنهم باقون في الأجيال المتاخرة الا أن يقال أن جمهورهم قد ذهب من بعد عصورهم الأولى وأندرجوا في كندة وصاروا في عدادهم فهم بهذا الاعتبار قد هلكوا وبادوا والله أعلم ، وحضرموت كانوا بالاحقاف فكانوا جبارين طوال القامة لم يكن مثلهم ( انظر الكامل في التاريخ لابن الأثير ) ولاشك أن الادلة والشواهد في التاريخ تدل على استقلالية وقدم القبيلة وأن صلة النسب بين قبيلة حضرموت وحمير ، ولم تكن البلاد الحضرمية كلها في نفود قبيلة حضرموت خاصة في العهود الأخيرة التي سبقت ظهور الاسلام ولهذا فان قبيلة كندة تقاسمها مناطق كبيرة من حضرموت أيضا وبصورة أقل بطون قبلية أخرى خاصة من حمير الحضرمية لهذا نرى قبيلة حضرموت تسكن الداخل : من الجهة الشرقية والوسطى من وادي حضرموت وأول بلادها ( شبام ) وهي تقع بينهم وبين حمير ، وفي اعلى بلد حضرمي تسكن كندة وتصب أودية مساكن كندة في مواطن قبيلة حضرموت ثم يصب حضرموت الى بلد المهرة وتتداخل المناطق بصورة يصعب تحديد فواصل دقيقة بين كل قبيلة وأخرى ليس فقط بالنسبة للمهرة وكندة وقبيلة حضرموت بل وهناك تداخل بين حضرموت وبين ( سرو حمير ) المسمى اليوم بيافع .

وقد تعرضت حضرموت بحكم موقعها الاستراتجي والجغرافي لاطماع استعمارية من قبل البرتغاليين والاتراك والزيود والانجليز ، وهناك مقولة عظيمة سابقة تقول ادا تريد أن تحتل حضرموت فعليك اولا احتلال الشحر بحكم انه يوجد به موقع الميناء الرئيسي لحضرموت واليوم من اراد احتلال حضرموت علية السيطرة على الشحر اولا، بحكم موقع الانبوب او السيطرة على المسيلة ،لأن في التقسيم السابق تعتبر غيل بن يمين تابعه لمديرية الشحر ، وهنا يعتدل ميزان القوى ، وهو كما هو حاصل اليوم من سيطرة الجماعة الحوثية على مناطق في عمران وهمدان وغيرها وفرض سياسة الأمر الواقع ، واعتبارهم طرف ثالث في المعادلة السياسي لتكون القسمة على ثلاثة بدل أن تكون على أثنين ..

رؤية واقعية قدمها السلطان القعيطي للحراك الجنوبي ، بأن يكون الرئيس القادم من أبناء حضرموت ، ويكون الأسم القادم للدولة بموجب ما ذكر في الكتب السماوية وكتب التاريخ ، للاعتبار السياسي والتاريخي والثقافي والبعد الجغرافي ، ولاقناع المجتمع الحضرمي بأن حقوقه محفوظة ، ورسالة للذين يتوهمون بأن حضرموت تبع وليس رقم صعب لأن حضرموت تاريخية وعمق استراتجي في المعادلة السياسية الصعبة في المرحلة الحالية .

المراجع :

البداية والنهاية ،،،

الافادة في معرفة الصحابة من كندة وحضرموت ،، حسين بن صالح بن سلمان ..



* الشيخ عبدالله راجح اليهري - المكلا



ط´ط¨ظˆط© ط¨ط±ط³ | â€کâ€ک ط/////ط¶ط±ظ…ظˆطھ طھط£ط±ظٹط®ظٹط©â€کâ€ک
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2015

حد من الوادي 02-09-2015 08:27 PM


كتاب : حضرموت والنفط الصخري .‎

الاثنين 09 فبراير 2015 08:02 مساءً

شبوة برس- خاص - المكلا - كندا


* خاص لـ شبوه برس - يرجى الاشارة للمصدر عند اعادة النشر



قد يستغرب بعضنا انه قد تم الحديث عن النفط الصخري في الربع الاول من القرن العشرين وعن إمكانية استخراجه من صخور حضرموت في وقت مبكر وان السلطان غالب بن عوض بن عمر القعيطي سلطان الدولة القعيطية قد بداء التفاوض والتوقيع على عقود استكشاف وإنتاج النفط قبل ان يفكر في ذلك الكثير من حكام شبه الجزيرة العربية او العالم العربي وقبل ان يتم الحديث عليه بعد ذلك بزمن متأخر كمصدر ممكن لاستخراج النفط الخام وأصبح اليوم واقعا بعد ارتفاع أسعار النفط الخام ..



هذا الكتاب والذي ظهرت منه هذه النسخة الوحيدة



(The Geography and geology of Makalla (South Arabia)

BY..O.H.Little. M. A. , A R.C.Sc.I.,G.S.سنة .1925م





بقلم المهندس الجيولوجي :الدكتور يحيي المفلحي



أعيد طباعة الإصدار الثاني لكتاب جغرافيا وجيولوجيا المكلاء (الجنوب العربي) وهو كتاب للباحث والخبير البريطاني السيد او.اتش . ليتل. الذي قام بزيارته الاستكشافية الى سلطنة الشحر والمكلاء في شتاء عام ١٩١٩ و١٩٢٠ وتم الإصدار الاول لهذا الكتاب في عام ١٩٢٥ في القاهرة بتموين من وزارة المالية المصرية ، هيئة المسح الجيولوجي المصرية ، ويحتوي الكتاب على عشرة اجزاء مع ملحقين إضافيين، الاول عن وصف للحفريات في الجنوب العربي والصومال البريطاني للكاتب البروفيسور ج.ستفانيني والملحق الثاني عن الملاحظات الجيولوجية عن مناطق المكلاء الداخلية للكاتب ب.بالاري



طبعت نسخة الإصدار الثاني هذه على نفقة حفيد المؤسس الاول للدولة القعيطية السفير عبد العزيز علي بن صلاح القعيطي في هذا العام ٢٠١٤. والذي حصل على هذه النسخة الأصلية الوحيدة بعد البحث والجهد لسنوات طويلة وتحمل نفقة اعادة الإصدار هذا وكتب مقدمة الكتاب بالغة العربية وأهداه الى الجد مؤسس السلطنة القعيطية"دولة حضرموت"الجمعدأر عمر بن عوض بن عبد الله القعيطي اليافعي والى أولاده وأحفاده والى كل رجالات حضرموت الرواد والمبدعين والمشاركين في نهضتها وتثبيت الامن والاستقرار والحفاظ على تربتها ومياهها وثرواتها



وكتب مقدمة الإصدار الثاني هذا بلغة انجليزية راقية السلطان غالب بن عوض القعيطي أخر سلاطين الدّولة القعيطية (١٩٦٧) وصف فيها مراحل الاتصالات والتفاوض حيث كان طموح ورؤية السلطان متقدمة وكان ثاني حاكم عربي يعقد اتفاقية مع شركة غربية لاستكشاف النفط في شبه الجزيرة العربية.



فقد أرسل حفيده السلطان العالم صالح بن غالب القعيطي الى لندن في عام ١٩٠٧ للتفاوض مع الشركة البريطانية وكان طموح السلطان استكشاف واستخراج الفحم والنفط الصخري وأي معادن ممكنة وقابلة للاستخراج والاستفادة من إمكانيات الزراعية خاصة وان وادي حجر يشكل احد الأنهار القليلة المستمرة التدفق في شبه الجزيرة العربية. وفي وقت لاحق طلب السلطان عوض من حكومة الخديوي عن طريق المندوب السامي البريطاني في القاهرة المساعدة في إرسال خبير في الزراعة وفي المسح الجيولوجي للتحقق من اقتصاديات التواجدات المعدنية والفحم الحجري والنفط الصخري. وتم انتداب السيد او.اتش.ليتل ليقوم بالمهمة المطلوبة





ان هذا الكتاب ( التقرير)جغرافيا وجيولوجيا المكلاء ) كتبه الخبير او.اتش. ليتل ومكون من عشرة فصول تحوي الفصول الستة الاولى على وصف مدينة المكلاء ورحلة الكاتب الى مناطق الداخل موضحة بها خرائط الرحلة والمقاطع الجيولوجية للصخور والتكوينات الجيولوجية وصور للمناطق التي تم زيارتها ومعلومات مهمة تعكس التفسيرات العلمية للمعلومات المتوفرة حينها. وتحوي الفصول من سبعة الى عشرة تفسير للظواهر الفيزيائية للمنطقة وعمليات المسح التي تمت والتتابع الصخري في العصور الجيولوجية المختلفة وشرح للجيولوجيا الاقتصادية للمنطقة طبقا لرأي المؤلف وما استقاه من السلطان غالب بن عوض والذي توفي قبل الإصدار الاول لهذا الكتاب ..ويعتبر هذا الكتاب من المصادر المهمة والتي ظلت منسية من الذكر الا ما ندر ليس فقط في مجال الجغرافيا والجيولوجيا ولكن في المجال الاجتماعي والصناعي والزراعي والنقل وغيره



ان الشكر والتقدير يرجع لسعادة السفير عبدالعزيز بن علي بن صلاح القعيطي ومن خلال متابعته المستمرة للمصادر التاريخية لحضرموت وعثوره على هذا الكتاب القيم وتحمل تكاليف اعادة طباعته بالإصدار الثاني هذا والذي سيعتبر مرجع مهم لأي دارس للمعادن والنفط والزراعة والمجتمع وغيره في حضرموت .






الصورعلى الرابط


ط´ط¨ظˆط© ط¨ط±ط³ | ظƒطھط§ط¨ : ط/////ط¶ط±ظ…ظˆطھ ظˆط§ظ„ظ†ظپط· ط§ظ„طµط®ط±ظٹ .â€ژ
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2015

حد من الوادي 10-09-2015 01:00 PM



نصف مسلمي العالم أسلموا على أيدي الحضارم بدون قتال ولا سبي وسبايا


Google +0 0 0 0 0

شبوه برس - تريم - تريم
الجمعة 09 أكتوبر 2015 11:13 صباحاً



"تاريخ الحضارم تاريخ محفور على الجبال"


بسم الله الرحمن الرحيم
قال الرحالة الشهير البريطاني السير ريتشارد بيرتون " من المعلوم ان الشمس لاتشرق على ارض لا يوجد فيها رجل من حضرموت"

خرج الحضارم من بلادهم في قرون ماضية نتيجه عوامل معينة منها الحروب والمجاعة والقحط في أرض حضرموت ولم يقفوا عند حدود الدار بل كانوا يطبقون مبدأ السعي في طلب الرزق الحلال الذي ذكره لنا القرآن حاملين أخلاق ونبل وكرم المعاملة وفي القلب حافظين دينهم وناشرينه

إنقسمت طرق التجارة التي سلكها الحضارم قديما وفي العصور القريبة ولكنها بالغالب كانت تتجه شرقا, فقد كان الاتجاه في القرون الماضية نحو شرق آسيا بدرجه كبيرة وشرق أفريقيا .

كثير من أبناء حضرموت لايسمع ولايعرف من تاريخ اجداده الا الرماد والذي يعرف لايعرف من البلدان الا القليل .

سأذكر لكم البلدان التي وصلها الحضارم ومن زادنا فخير وبركة

أولا : إقليم الملايو وينقسم إلى :

* إندونيسيا : أكبر دولة في العالم الإسلامي ويدين معظم سكانها الاسلام بمانسبته تقريبا 85-90% من إجمالي السكان وكان يمكن أن تكون النسبة اعلى لولا جهود المنصرين خصوصا في جزيرتي سولاويسي وسومطرة وكذلك وجود أقلية هندوسية تسكن جزيرة بالي الجميلة .

يوجد بإندونيسيا لوحدها حوالي ستة ملايين من أصول حضرمية عربية ولهم مكانة عظيمة في كافة المجالات .

* ماليزيا : الدولة الاسلامية الجميلة اغلبية سكانها الملايو يدينون الدين الاسلامي ويشكلون حوالي مانسبته 55% من نسبة السكان والتي تتوزع النسب الباقية مابين الصينيين والهنود

نشر الاسلام في كل ماليزيا ماعدا جزيرتي سارواك وصباح التي كانت ولربما تسكنها قبائل جدا بدائية لذلك لم تصل لهم رسالة الإسلام .

* سنغافورة : البلد الصغير غرب ماليزيا , والذي كان في يوم من الايام متحد مع ماليزيا ولكنه انفصل نتيجه لسيطرة الصينيين عالبلد
يدين سكانه الملايو والعرب بالاسلام والذي يشكلون حوالي مانسبته 25% من مجموع سكان البلاد الذي يغلب عليه الثقافة الصينية .

* سلطنة بروناي : البلد الجميل الغني منبع زهور العطور الفرنسية المعروفة , والى الآن يحكم من قبل عائلة ذات أصول حضرمية

* جنوب الفلبين : كانت الفلبين يوما من الايام من اهم المراكز للحضارم والذين أسسوا عاصمتهم مانيلا والتي كانت تدعى في يوم من الايام أمان الله , ولكن بحكم الإحتلال الأسباني لتلك الجزر فعل الاسبان باهل الفلبين المسلمين مافعلوه بالاندلس وانحسر الاسلام الى جنوب البلاد والذي اليوم يعاني من الظلم .

ثانيا : شبة جزيرة الهند الصينيه وتتكون من :
* أقليم فطامي (( جنوب تايلاند )) : يقع هذا الاقليم ذو الاغلبية المسلمة شمال الدولة الإسلامية الماليزية .

* أقليات مسلمة في كل من كمبوديا ولاوس : خصوصا في كمبوديا حيث توجد أقلية مسلمة مهمشة من قبل الدولة الكمبودية والدول الإسلامية .

ثالثا : إقليم شبة الجزيرة الهندية ويتكون من :

* بلاد السيلان وجزر المالديف : حيث تعتبر بلاد السيلان او كما هو معروف (( سيرلانكا )) من الجزر التي وصلها الإسلام عن طريق التجار العرب الحضارم ويشكل المسلمين حوالي مانسبته ربع السكان في ذلك البلد

أما جزر المالديف الجزر ذات الجمال الطبيعي والواقعة في قلب المحيط الهندي تعتبر من الدول القليلة في العالم التي يشكل المسلمين فيها نسبة 100 %

* جنوب الهند والمركز حيدر آباد : تعزز وجود الإسلام في الهنود بهجرات الحضارم لتلك الديار وتمركزهم في مناطق معينه مثل حيدر آباد

* بلاد البنغال الشرقية (( بورما )) والغربية (( بنغلاديش )) :

بعد إستقلال الهند إنقسم الهنود مابين مسلمين وهندوس ونتج عن المسلمين دولة باكستان الشرقية والتي تعرف حاليا ببنغلاديش والغربية باكستان
بنغلاديش من الدول التي يسكنها غالبية مسلمه وكان لوصول التجار العرب لها من الحضارم دور في نشر الإسلام في تلك البلاد وتوسعه ليشمل مايعرف اليوم بمينامار او سابقا ببورما والتي يوجد في قسمها الغربي أقلية مسلمة كبيرة نسبيا مهمشة ومضطهده من قبل النظام في البلاد .

رابعا : شرق أفريقيا وتتكون من :

* تنزانيا وكينيا وجزر القمر والتوغل داخل افريقيا حتى الوصول الى الملاوي :

يوجد بتنزانيا جالية كبيرة من ابناء الحضارم والتي اتوا لها في هجرات متتابعة ويشكل المسلمين حوالي 40% من نسبة السكان في البلاد

اما كينيا فيشكل المسلمين حوالي ربع السكان وبالغالب يتمركز السكان في السواحل لهذه البلاد حيث نجدهم في زنجبار في تنزانيا وممباسا في كينيا وكان بالامكان نشر الاسلام داخل هذي الدول

* القرن الافريقي : ويشمل الصومال وبلاد الحبشة واريتريا وجيبوتي

وبالتالي فإن حوالي مايقرب من نص مسلمي العالم أسلموا بفضل الله ثم بأخلاق ومعاملة الحضارم وهذي الشي لايعطينا فخر كثر مايحثنا على التمسك بهذي الاخلاق والمعاملة الطيبة وصدق رسولنا حيث قال (( الدين المعاملة )) وزي مايقولون شيبانا الكلمة الزينة تكسر العظم الصليب
هي رسالة موجهة

الرسول ميزنا عن غيرنا وهاذا فخر لااجدادنا ولنا ولااحفادنا واجيالنا

وحضرموت ليست بيمنية انها مملكة حضرموت المعروفة في ميزات كثيرها ومنها الدين والجيش المعروف زماناًَ

*- هناك دراسة وافية شاملة من عدة حلقات نشرت في "شبوه برس" يمكن الرجوع اليها لقيمتها العلمية التوثيقية المعمدة بالمصادر العلمية عن دور السادة العلويين في نشر الاسلام السمح في البلدان التي ذكرت أعلاه يمكن الوصول الى الدراسة عبر الرابط التالي : أضغــــــــط هنــــا

*- المادة منقولة من موقع ترايدنت



اقرأ المزيد من شبوة برس | نصف مسلمي العالم أسلموا على أيدي الحضارم بدون قتال ولا سبي وسبايا http://shabwaahpress.net/news/31335/#ixzz3o3quFwEv

حد من الوادي 12-26-2015 02:41 PM


مشروع اوكسفورد لدراسات الشتات حضارم المحيط الهندي الشتات وشبكات



Google +0 1 0 0 1

شبوه برس - خاص - الشحر
الثلاثاء 22 ديسمبر 2015 08:48 صباحاً



ترجمة / محمد سالم قطن / بقلم ايان وولكر

في كتابه الموسوم ب " في بلاد عتيقة" كشف " اميتاب غوش" النقاب عن قصة تاجر يهودي عاش في القاهرة خلال القرن الثاني عشر. كان يقوم بمحاولة استكشاف شبكة تعدد الجنسيات في المحيط الهندي. ويبدو لي الآن أنه كان قد اختار تاجرا حضرميا.


تواجد الحضارم في المحيط الهندي لقرون عديدة. سواء كان على شواطئه الغربية حتي منطقة البحر الاحمر ومنطقة شرق إفريقيا. أو شواطئه الشرقية البعيدة حيث الهند وسنغافورا واندونيسيا. لقد ترك الحضارم بصماتهم بأكثر من طريقة . لسوء الحظ , نشير إلى إن " أسامة بن لادن" هاجرت عائلته من وادي دوعن ـ غربي حضرموت ـ إلى جدة أوائل القرن العشرين ، هو أكثرهم شهرة. كذلك " ابوبكر باعشير" القائد الروحي لمنظمة الجماعة الإسلامية الراديكالية في اندونيسيا. والذي يعاني حاليا داخل احد المعتقلات الاندونيسية، هو حضرمي أيضا. لكن أيضا هناك ، عائلات تجارية ناجحة مثل عائلة "السقاف" الملاك الأصليون لفندق ( رافلس) الشهير في سنغافورا. وعائلة" بقشان " في العربية السعودية ، وعائلة " باخريصة" في تنزانيا.

ومن السياسيين والحكام ، نجد ان سلطان بروناي " حسن البلقية" و" مرعي الكثيري" أول رئيس وزراء لتيمور الشرقية المستقلة، هما أيضا ترجع أصولهما إلى حضرموت.وكذلك قادة دينيون مثل " احمد بن سميط" كبير قضاة زنجبار بداية القرن العشرين وابن عمه البعيد " السيد عيسى بن سميط " المتوفى قريبا مفتي سنغافورا. فبالفعل ، نجد ان القيادات الدينية الإسلامية لمساحة تمتد من شمال بورنيو إلى بحيرة فكتوريا . من " كوزهيكودي إلى " مابوتو" حفظت للحضارم وسلالتهم.

الشيء الملحوظ عن هذا الشتات الحضرمي ؛ ليس فقط اتساعه الجغرافي . فالشتات الصيني واللبناني والهندي كلها تتطلب شبكات بامتدادات عالمية مشابهة . لكن هذه الثلاث الأخيرة يعيبها أنها ذات عمق مؤقت.
من المحتمل إن التواجد الحضرمي في شرق إفريقيا يمتد إلفي عام الى الور اء والتواجد الحضرمي في جنوب وجنوب شرق آسيا الى ماقبل بضع مئات من السنين.

لقد منح الحضارم تأثيراتهم على المجتمعات التي رحبت بهم ، وبالمقابل ، فأن حضرموت كذلك تعرضت لتأثيرات عميقة مع عودة مهاجريها.
وكجزء من برنامج اوكسفورد لدراسات الشتات الممول من ( ليفرهولمي) خلال السنتين القادمتين . سوف أقوم مع أعضاء من هذا الشتات، بتتبع العلاقات الداخلية ضمن الشتات وشبكاته في منطقتين من مناطق الهجرة الحضرمية هما شرق إفريقيا وشبه جزيرة العرب. وكذلك الأوضاع والأحوال في حضرموت نفسها التي أتاحت مثل هذا الشتات.
لكن ، أين هي حضرموت ؟

لهذا أين هي حضرموت ؟ بالنسبة للكثيرين الذين سمعوا بها . فحضرموت هي واحدة من هذه الأماكن مثل ؛ تمبكتو ، وسمرقند ، و وزنجبار . بلاد غامضة ولها نفس المسحة الأسطورية. تربض في عمق جنوب شبه جزيرة العرب . وهي مهد حضارات قديمة ( ورد اسمها في سفر التكوين) .
كانت حضرموت مركزا تجاريا لتجارة التوابل والبخور والمر واللبان. . كما تأتيها قوافل الجمال محملة بالتمر، الذي يتم تسويقه في أسواق مدنها ذات البيوت الشامخة كناطحات السحاب مبنية من الطين القديم. ومصانة عن العالم الخارجي بوديان شديدة الانحدار في حوافها وصحاري غير مأهولة وقبائل معادية. وفيما قبل عام 1945م لم يتمكن من اختراق هذا الوادي البعيد ، سوى عدد محدود من الأوربيين الشجعان لا يتجاوز عدد أصابع اليد.

في نفس الوقت ، نجد حضرموت مكانا (كوسمو بوليتيا ) متعدد الأعراق على شكل عميق. طرق التجارة التي تخترق حضرموت جلبت التجار اليها : من البندقية ومن الحجاز ومن مرتفعات اليمن .عبر سلاسل القوافل البرية التي تعاقبت في سيرها عبر القرون . كما جلبت أيضا السفن من كل أركان المحيط الهندي الى مينائي المكلا والشحر على خليج عدن.
حضرموت الحديثة

حضرموت اليوم هي المحافظة الخامسة في جمهورية اليمن . وعلى الرغم من إن القبائل المتحاربة قد وضعت تقريبا أسلحتها . لكن المنطقة مازالت لا ترى سوى قلة من الزوار الغربيين . الشريط الساحلي الضيق بقي كوسموبوليتيا في شخصيته. . كما إن صناعات النفط والأسماك تجذب قوى عاملة من أجزاء اليمن الأخرى ومن شرق إفريقيا . وفيها كثافة صومالية كبيرة ـــ اغلبهم من اللاجئين ــــ وكلهم يعيشون في المكلا عاصمة المحافظة . لكن بعيدا الى الداخل ب200 كيلومتر عن الساحل ، يربض وادي حضرموت حيث التأثيرات الأجنبية تبدو قليلة .

ارض الوادي خصبة ومنتجة عندما تسقط الأمطار. لكن الوادي لم يكن أبدا مكانا سهلا للعيش . فعندما تكون الأمطار كثيفة يمكن أن تغسل كل القرى وتجرفها بعيدا ً . مثلما حدث في الفيضانات الكبيرة عام 2008م.
وبالعكس ، عندما ينعدم المطر تحل المجاعة . فأما الموت جوعاً وأما الرحيل الى الساحل . عشرة أيام بالجمال ، فوق ارض قاحلة لاماء فيها . تسمى ( الجول) . ليجد الواحد منهم فرصته على مركب شراعي صغير يسمى ( ضحو) . والوجهة المقصودة غير معروفة ــ انه خيار هوبسون ــ . ففي عام 1943م ، اشترك المرض والمجاعة معا في ضرب وادي حضرموت. . وقد قيل حينها أن ثلث سكان الوادي هلكوا ، والثلث الثاني هرب بعيدا الى بلدان مثل زنجبار وجاوا .

من الواضح إن الأحوال تغيرت عبر القرون ، لكن الحضارم ظلوا في حركتهم خارج واديهم ذي الأرض المغلقة. أما باختيارهم أو هربا من اجل البقاء على قيد الحياة . حيث يبحث الفقراء منهم على عمل يدوي في أحواض ميناء جاكرتا أو أحواض ميناء ممباسا. والطبقات العليا الغنية منهم تعمل بالتجارة أو بالوعظ الديني . وتأثير النشاط الذي قامت به القيادات الدينية الحضرمية ملحوظ على خريطة العالم الإسلامي . وتقريبا نجد كل مجموعات الشتات المسلمة في المحيط الهندي تتبع المدرسة الإسلامية الشافعية التي كانت مراكز دراسته الكبرى تقع في تريم بوادي حضرموت.

لقد كونوا معا مجموعات شتات شكلت لها هويتها المميزة في مواقع هجراتهم . في ذات الوقت الذي حافظت فيه على روابطها ببلادها الأصلية . يحولون الأموال الى بلادهم الأصلية ويعودون إليه أيضا متأثرين بالغذاء والكساء والأثاث وزخارف العالم الحديث كالسيارات والكهرباء وحاليا بالانترنت. وبالنتيجة صار وادي حضرموت يحمل النقيضين معاً . ؛ مستودع للاصالة والتقاليد الحضرمية وأيضا كبوتقة انصهرت فيها سلوكيات وأفكار خليطة ومن كل البلدان.
مشروع اوكسفورد لدراسات الشتات

هذا المشروع يعني بالروابط والعلاقات بين مختلف أجزاء الشتات متتبعا مسارات يقوم بها الأفراد لتطوير استراتيجيات تعتمد اساسا على هويتها الحضرمية. ففي هذه اللحظات أنا أقوم بتسجيل سيرة حياة صديقي "احمد " المولود في "تنجانيقا " من أب مهاجر من حضرموت الى شرق إفريقيا في بداية القرن العشرين . واصبح ناجحا في الصناعات التحويلية للحوم . لكن هذا العمل الناجح جرى تأميمه بواسطة حكومة تنزانيا الاشتراكية بعد الاستقلال. فكر احمد في الرحيل . وعبر شبكة عائلته الحضرمية انتهى به المطاف في أبو ظبي حيث وجد له وظيفة ناجحة في مهنة البنوك . الآن هو متقاعد عن العمل ، وعاد الى المكلا حيث يعيش مع أسرته التي تتحدث بالسواحلية.ويقدم الإرشادات للحضارم الشباب القادمين من شرق إفريقيا بحثا عن أعمال في حقول النفط . ويقدم دروسا في اللغة الانجليزية للحضارم الشباب . واضعا الانثروبولوجيين في تواصل مع أصدقائهم الحضارم في الإمارات العربية المتحدة . واستلم قريبا رسالة من ابن عم له بعيد في حيدرأباد أكتشف جذوره العائلية .

وقصة أحمد هذه مشتركة بين كثيرين . وسأتعقب بالتواصل قصته وصلاته الشرق افريقية والخليجية ، لوصف وتحليل الشبكات الكثيفة من العلاقات العائلية التي سمحت للحضارم بتتبع الإمكانات الاقتصادية في كل المنطقة . لكن ، في ذات الوقت عبر ناقلات للتغيير الاجتماعي في الوطن الأم ـ حضرموت ـ التي كل الطرق تؤدي اليها. سوف أتحدث مع الفقر اء والأثرياء ، مع العمال وقيادات الدين ، المهاجرين وغيرهم ممن ظلوا مستقرين في بلادهم ، كاشفا عن التنوع في النشاطات والهويات في الشتات الحضرمي .
هذا التنوع الذي جعل الشتات مستديما ومزودا بالمرون .

كبير ضباط أبحاث الهجرة
عن كومباس بلوق
جامعة اوكسفورد


اقرأ المزيد من شبوة برس | مشروع اوكسفورد لدراسات الشتات حضارم المحيط الهندي الشتات وشبكات http://shabwaahpress.net/news/32717/#ixzz3vQKbzWhJ

حد من الوادي 02-08-2016 03:06 PM



مهجر الحجاز : وصفة لمجتمع الشتات الحضرمي يحققها مليونير


Google +0 5 0 0 0

شبوه برس - خاص - الشحر حضرموت
الجمعة 05 فبراير 2016 04:24 مساءً




بقلم: أيان وولكر - ترجمة : محمد سالم قطن

لما كنت بصدد استكمال بحثي التاريخي حول موضوع "الشتات الحضرمي في المحيط الهندي" المنشور في الشهر الماضي. قمت بزيارة المملكة العربية السعودية. هذه البلاد التي يوجد بها - ولعقود طويلة - مجتمع شتات "مهجر" حضرمي هام ومستديم، خصوصا في كل من مدينتي مكة المكرمة وجدة الحجازيتين.


جماعة حضرمية امتلكت كل الوسائل المعينة على العيش والبقاء في هذا الشتات. واشتغلت بالتجارة التي وفقت فيها بأكثر من تفوقها في غيرها من بلدان الشتات ؛ شرق افريقيا على سبيل المثال.

ليس هنا أي عنصر ديني هام للهجرات الحضرمية إلى الحجاز. بمعنى مايشير اليه المثل الانجليزي "لا أحد يحمل الفحم إلى نيوكاسل" أو المثل العربي "لا أحد يحمل التمر إلى هجر". إلا إذا استثنينا حالة قدوم أعداد من الحضارم من مختلف مناطق المحيط الهندي للحج أو تلقي العلم في مكة المكرمة أو المدينة المنورة.

ويمكن لنا بكل سهولة القول بأنّ الوجود الحضرمي في السعودية قد سبق بفترة زمنية طويلة عصر الطفرة النفطية فيها. فكثير من العائلات الحضرمية أرست وجودها في جدة قبل تأسيس المملكة على يد عبدالعزيز بن سعود عام 1932م. وكان الحضارم يمارسون التجارة من خلال البحر الأحمر إلى حضرموت وعبر المحيط الهندي. وصنعوا لأنفسهم فرص معيشة موفورة عن طريق بيع السلع وتقديم الخدمات للحجاج الذين يأتون إلى هذه البلاد المقدسة في مواسم الحج. فالحج إلى مكة هو واحد من الأعمدة الخمسة للإسلام المطلوبة من كل مسلم قادر عليها. وجدة هي بوابة مكة، لكل القادمين عبر البحر، وما أكثرهم. وهكذا ظلت جدة سوقاً تجاريا كبيراً له نفس جاذبية الأماكن المقدسة المجاورة له.

سمعة الحضرمي:

اشتهر الحضارم، ليس فقط بفطنتهم وذكائهم، في إدارة الأعمال ولكن أيضا بمميزات شخصية أخرى، كالأمانة وجدارتهم بالثقة وبصراحتهم وقدرتهم على العمل الجاد. ففي السنوات الأولى من عمر المملكة، اعتمد الملك عبدالعزيز على الحضارم في بناء مملكته الجديدة. سالم بن محفوظ "مؤسس البنك الأهلي التجاري" أقرض الأموال، ومحمد بن لادن "مؤسس مجموعة بن لادن" بنى القصور والمنشآت. هكذا تسرد القصة بغض النظر عن المسحة الأسطورية. والحضارم في جدة، وفي المملكة عموما، ناجحون. ولهم تقدير عال، خاصة عند العائلة المالكة. ويعمل بعضهم أمناء صناديق وخزائن يمتلكون ثقة مستخدميهم من العائلات السعودية الثرية.

وإضافة إلى مزايا الحضارم الشخصية، يعرف عنهم كذلك افتخارهم بهويتهم وبمعاونة بعضهم بعضا. فبالتأكيد تلقى هويتهم الرعاية الدائمة. حيث تعود الآباء عند زيارتهم لحضرموت إحضار أبنائهم معهم، لكي يروا جمال موطنهم الأصلي ولكي يتعلموا ثقافته وعاداته. وفي السعودية يأكلون الأكل الحضرمي، كما يصرون على أن يتحدث أبناؤهم اللهجة الحضرمية. "لا تنادينا أبويا.. ناديني يا أبي.. يا أبا" أب يذكر ابنه بالعبارة المطلوب مخاطبته بها. وعقّب أحد الأولاد قائلاً : "لو ناديته أبويا.. لكان قد ضربني". كلمة أبويا هي سعودية عند مناداة الأب و يا أبي أو يا أبا هي البديل الحضرمي.

لهذا يشجع الصغار على التحدث باللهجة الحضرمية. وعندما يكبرون يعود الواحد منهم ليتزوج امرأة حضرمية، غالباً من نفس العائلة وذات القرية.

جماعة الشتات والأنظمة المرنة للهجرة:

حضرموت اليوم هي جزء من الجمهورية اليمنية، ولكنها لم تكن كذلك من قبل. ففيما قبل الاستقلال، كانت حضرموت تتكون من سلطنتين ؛ القعيطية والكثيرية. اللتين كانتا جزءاً من محمية عدن الشرقية البريطانية. وفي عام 1967م التي تمّ فيها منح عدن والمحميات الغربية استقلالها جرى خلع السلطانين وضم حضرموت بالقوة ضمن ما كان يسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الماركسية الاشتراكية.

قبل ستينات القرن الماضي، كانت القيود قليلة على حركة الحضارم نحو السعودية. واكتسب الحضارم المولودون بالسعودية جنسيتها. ومع نمو الاقتصاد السعودي، جرى فرض إجراءات الحد من الهجرة تدريجياً. لكن رغم ذلك ظل الحضارم يحصلون على بعض الاستثناءات، نظراً لسمعتهم الحسنة والتقدير الذي يحظون به لدى العائلة السعودية والسلطات الحاكمة. ولقي الحضارم الهاربون من النظام الشيوعي في جنوب اليمن الترحيب وجرى التساهل معهم في ضرورة الحصول على كفالة مواطن سعودي "وهو شرط أساسي على الأجنبي الحصول عليه من اجل الإقامة بالمملكة". و استثناءهم أيضا من "تغيير الكفلاء بتغير مهنة المقيم" وهو ضرورة أخرى. فقد تمّ السماح للحضارم المقيمين هناك بأن يكونوا تحت كفالة شخص واحد أو شركة واحدة. الأمر الذي أتاح لهم الحصول على وظائف وأعمال كما يتخيرون هم. واشتغل كثير منهم لدى عائلات حضرمية قديمة، هم كما غيرهم من السعوديين يمتلكون أعمالهم الخاصة.
وكنتيجة لهذا، أستطاع البارزون من السعوديين ذوي الأصول الحضرمية "وما أكثرهم في المملكة" كفالة أعداد كبيرة من الحضارم. وهذه الإستراتيجية صارت معقولة نسبيا، بسبب صفة التماسك اللصيق التي يتمتع بها المجتمع الحضرمي. بحيث إن أي سلوك مشين تجاه أي حضرمي مكفول سينتج عنه تداعيات اجتماعية واسعة. وهذه الخاصية هي التي يمكن بها أن نفسر - ولو عرضاً - أنه عندما أدى دعم اليمن لنظام صدام حسين خلال حرب الخليج. أدى إلى تمديد إجراءات طلب الكفالة وتطبيقها على اليمنيين. "كان اليمنيون مستثنون منها". الأمر الذي تسبب في نزوح واسع لليمنيين الشماليين وعودتهم إلى اليمن. بينما بقي الحضارم "وهم قد صاروا يمنيين أيضا نتيجة للوحدة التي تحققت قبل بضع أشهر فقط من هذا التوقيت".

بقي الحضارم هناك نتيجة لقوة علاقات الحضارم فيما بينهم. هذه الشبكة من العلاقات الصريحة مكنت المهاجرين من الحضارم في المملكة من الحصول على كفلاء سعوديين من أصل حضرمي لتقديم أوراقهم. بينما لايملك اليمنيون الشماليون مثل هذه العلاقات.

وخلال الحقبة الماركسية في جنوب اليمن، لم يتمكن إلا القليل من الحضارم المقيمين بالمملكة من زيارة وطنهم. فالذين يحملون الجنسية السعودية يلقون الصعوبات في الحصول على التأشيرات. والمقيمون الحضارم الآخرون ممن يحملون جوازات جنوبية يتخوفون أنهم عند نزولهم لزيارة وطنهم، قد يجري منعهم من العودة مر ة أخرى. كما جرى اعتقال بعضهم بدعوى أن ّ ارتباطهم بالعمل في السعودية يعد تشكيلا لعلاقات رجعية. أما بعد الوحدة اليمنية، فقد تراخت القيود. حيث أنه خلال العشرين عاما الماضية أصبحنا نرى المهاجرين الأكبر سناً وقد تمكنوا من إعادة علاقتهم بذويهم وأهاليهم في قراهم الأصلية. لكن الجيل التالي المولود بالسعودية لم تكن لهم تجربة مباشرة بالوطن الأم. إلا أنه من خلال شبكة الترابط الحضرمي المشار إليها سلفاً وأيضا من خلال ما طبعه فيهم آباؤهم من خصائص، أصبح لديهم بعض الاهتمام بثقافة وطنهم الأصلي.

الشيخ عبدالله بقشان ونشأة الشتات الحضرمي:
من بين رجال الاعمال الحضارم الذين كفلوا الحضارم بالمملكة، نجد احمد سعيد بقشان واخيه عبدالله. فما زال الحضارم يتذكرون كيف كفلت عائلة آل بقشان المئات منهم. احمد سعيد بقشان أسس "مجموعة بقشان السعودية " في عشرينات القرن الماضي. وهي تعد من اكبر شركات الاعمال بالمملكة العربية السعودية. والتي لديها الآن اهتمامات بقطاعات السيارات والعقارات والاتصالات ومستحضرات التجميل والعطور. وهو، كحضرمي، أخذ ابنه عبدالله إلى حضرموت وهو مازال طفلاً. كما أن عبدالله - فيما بعد - تزوج امرأة من حضرموت.

وفي عام 2002م، وكنتيجة للمفاوضات الناجحة عن الحدود اليمنية السعودية وإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين. قام الشيخ عبدالله بقشان بزيارة العودة له إلى حضرموت، منذ غيابه عنها لأكثر من ثلاثين عاماً.

وقد صُدم لغياب البنية التحتية ولمرأى الفقر في المنطقة التي انحدرت عائلته منها وهي منطقة وادي دوعن. بدأ في الاستثمار بتمويل إنشاء الطرقات وكهربة القرى وفي النشاطات الشبابية وفي التعليم وفي الصحة. وهو الآن يسيّر عددا من البرامج والمشاريع الخيرية في حضرموت أبرزها والذي لقي إشادة واسعة مشروع استثماره الخيري في قطاع التعليم والحصول على منح دراسية للطلاب الحضارم. كما أنه يستثمر أيضا، ولكن على المستوى التجاري في قطاعات أخرى. وعلى أية حال، فهو يساهم في مجالات ثقافية بحماس كبير لترقية موطن آبائه وأجداده.

وخلال زيارته الأولى لحضرموت مطلع عام 2002م، اصطحب معه عدداً من أصدقائه. البعض منهم لم يرى حضرموت من قبل. وبهذا، أخذ الشيخ عبدالله ينسج خطوطاً جديدة في نسيج الترابط الحضرمي. وأضاف شبكات ترابط جديدة عصرية مثل شبكة " بلاد حضرموت" وهي مجموعة منشأها في مدينة الرياض ولها صفحتها على الفيس بوك. وتنظم زيارات دورية للحضارم، الكبار منهم والشباب، إلى موطن أجدادهم الأصلي. كما تقوم طائرته الخاصة مرتين في الشهر برحلتي ذهاب وعودة إلى حضرموت مرتين في الشهر. وعادة ما تكون هذه الرحلات في عطلة نهاية الأسبوع. حيث يقوم هو بتوفير الإقامة وسيارات نقل الضيوف من موقع إلى آخر.

الجيل القديم من المهاجرين الحضارم في المملكة، الذين يحتمل أنهم قد ولدوا في حضرموت، ولكنهم لم يجدوا الفرصة المواتية للعودة اليها، وكذلك أولئك الذين أصّر آباؤهم على انتقال هويتهم الحضرمية معهم. مؤكدين أهمية القيم الاجتماعية الحضرمية والسلوك الثقافي الحضرمي، عادوا أيضاً دون استثناء. وفي حماس يناسب فرحتهم بانتعاش هويتهم الحضرمية من جديد.

أما الجيل الجديد فيبدو أنه متردد. فالبعض متحمس كالجيل القديم. والبعض الآخر مرتبك بشأن هذه المسألة. "لقد كانت رحلة مثيرة" أجابني أحد الشباب المولود في السعودية عن مشاركته في الزيارات التي ينظمها الشيخ عبدالله. ويضيف: "لقد كانت إجازة جميلة، لكن الاحتمال الكبير هو أنني لن أعود إلى هناك" ومع ذلك فهو يشير إلى أنه وجد خلال الرحلة من يشاركه هذا الرأي، وهو يعرف من هم ؟ لكنه لم يلتق معهم بعد الرحلة. وهذا الانطباع ربما يكون له دوره في التمهيد لروابط جديدة يجري التأسيس لها في الشتات.

لم يتسنى لي حتى الآن اللقاء بأناس يرفضون الاشتراك في الزيارات التي ينظمها الشيخ عبدالله لحضرموت. ولكن بالتأكيد هناك البعض منهم. فآثار العيش الطويل في بلاد المهجر تتضمن كلا التعبيرين ؛ الرغبة في الاندماج أو العكس. والشباب، خصوصاً، وهذا ليس مستغرباً. عادة ما يكونون مترددين في القبول بالهوية الحضرمية. أخبرتني امرأة شابة كيف أن بعض صديقاتها من السعوديات الحضرميات الأصل في المدرسة يفكرن في تغيير أسمائهن عن طريق حذف البادئة "با" من اسم العائلة. وهي نموذج معروف في بداية اسم الحضرمي. تغيير الاسم بإزاحة الدليل الظاهري المشير لأسلافهم، والتأكيد بذلك على هويتهن السعودية.
ونشاطات بناء هوية المهجر الحضرمي التي ينظمها الشيخ عبدالله بقشان هي نشاطات باهرة. فقد عُرف عنه حماسه لكل الأشياء الحضرمية. وأنا لم أسمع باسمه يتردد إلا عندما كان هو في زيارة لحضرموت عام 2006م. حيث أصبحت أعماله الخيرية في مجالات التعليم والصحة حديث الناس هناك وبمثابة المعلومات العامة. يتحدث عنها الناس على الرغم من بعض النقد. لكن عموماً صار مطرح تقدير الناس وإعجابهم نتيجة تلك الاعمال الخيرية ورعايته للجماعة الحضرمية بالمملكة. ومن الواضح فقد أضحى الشيخ عبدالله بقشان أحد ابرز القوى المحركة لصيانة الهوية الحضرمية في البلاد. كما انه المشجع لجعل هوية الشتات تلفت انتباهها نحو الحضارم. وهذا الشعور المتزايد يمكن اعتباره ولو جزئياً جانبا من نتائج النشاطات والفعاليات التي قام بها هذا الرجل.
لكل متحمس من هؤلاء مقعد ثابت في طائرته. والكثيرون يقومون بزيارات منتظمة لحضرموت. أناس يزورون قرى أسلافهم - حتى لو قلنا أنهم يزورونها كسوّاح. فالتجربة تؤكد الشعور بالتضامن مع الآخرين في المملكة وتنشأ شبكات من العلاقات الاجتماعية وتترسخ وتنشط صفحات على الفيسبوك، ويتلاقى الناس اجتماعيا ويؤسسون لعلاقات مهنية.

وفي المجتمع السعودي الواسع، نجد الكثير ممن يهتم بهذه النشاطات مع وجود جماعة ذات أصول حضرمية يجري التئام هويتها. ولهذا فالسؤال هو: هل تستطيع أن تبني شتاتا، إذا كان لديك المال الكافي ؟ الجواب: ربما يكون نعم.

* مشرف بحث مركز الهجرة والسياسة والمجتمع بمعهد ومتحف الأنثروبولوجيا جامعة أكسفورد و كبير ضباط أبحاث الهجرة - عن كومباس بلوق جامعة اوكسفورد
As part of the Leverhulme-funded Oxford Diasporas Programme (ODP



اقرأ المزيد من شبوة برس | مهجر الحجاز : وصفة لمجتمع الشتات الحضرمي يحققها مليونير http://shabwaahpress.net/news/33600/#ixzz3zZhc6QLQ

حد من الوادي 05-03-2016 02:51 PM



شبوه برس - خاص - المكلا
السبت 02 أبريل 2016 06:03 صباحاً


كتاب : حضرموت بين القرنين :العاشر و السابع عشر للميلاد : بين الاباضية و المعتزلة (مشروع رؤية)


( الحلقة الاولى)
(بيان للناس)
مشروع الرؤية :
في كتاب : حضرموت بين القرنين : الرابع و الحادي عشر للهجرة ، العاشر و السابع عشر للميلاد : بين الاباضية و المعتزلة (مشروع رؤية)
و مستقبل الكتابة التاريخية في المسألة الحضرمية
بقلم الكاتب والمؤرخ : سالم فرج مفلح

(أن نكون الاوائل هو أن نكون ملعونين محتقرين – نيتشه-)
..........................
قال المؤرخ الالماني (رانكه) - 1795 -1886م - : (ان علم التاريخ يبدأ بنقد التقليد . ) ، ما يقصده رانكه بنقد التقليد ، هو ذلك النقد المؤدي الى الكشف عن منطق خاطئ و مضلل ، و ابداع غيره . و في هذا الاتجاه لمعنى الكتابة التاريخية تأتي دراستنا التاريخية في الكتاب المذكور، فهي تنتمي إلى ما يسمى بالكتابة التاريخية النقدية ، أو التوثيق التاريخي المضاد ، هذا النوع من الكتابة يهتم بإعادة كتابة التاريخ على أسس أكثر دقة وصرامة علمية ، وهي الكتابة التي تهتم بها الجامعات ومراكز البحوث والدراسات . وإذ أن المادة التاريخية في الكتاب المذكور تحمل عبارة ( مشروع رؤية ) ، فإن هذا يعني أنها تحمل في طياتها قراءة نقدية لرؤية سابقة عليها وسائدة ، مضمونها هو : ( السيادة المبكرة للاعتقاد السني في العصر الوسيط ) ، وتطرح مشروع رؤية أخرى جديدة ومخالفة لما قد رأته الرؤية السائدة ، مضمونها هو : ( استمرار سيادة الاعتقاد الاباضي و المعتزلي حتى العصر الحديث ، اي القرن العاشر الهجري على الاقل – السابع عشر الميلادي .).

و حيث ان هذه الدراسة او مشروع الرؤية ، هي في محتواها (رؤية تأسيسية) ، اي غير مسبوقة مادة و منهجا ،و تقف على قطيعة مع (الرؤية السائدة) في الكتابات التاريخية المشتركة معها في موضوعها خاصة الحضرمية منها ، و ترى ان تلك (السيادة) تقوم على المهترئ المتهالك المتآبد او الساعي للتآبد ، اي انها في مهمة اختراق التقليدي و المألوف و زعزعة يقينياته و ثوابته و بداهاته ، هكذا يمكن فهم مهمة حديثنا - كأول خطوات هذه الرؤية - حول (الرؤية السائدة و نقضها ) و ليس مجرد نقدها ، هذا (النقض) الذي تم (جذريا ) ، اعتمد على تبيان التناقضات الذاتية والموضوعية ( الداخلية و الخارجية ) للرؤية السائدة ، اذ انه لا يحق لرؤية ان تدعي (العلمية) في الوقت الذي تحمل فيه تناقضاتها في ذاتها ، اي في منطقها الداخلي و صميم بنائها ، و هو الامر الذي وضع تلك الرؤية في مأزق علمي خانق ، ان لم تكن قد ولدت ميتة ، لا ارى افقا للخروج و الخلاص منه بحيث يعيد لها حضورها المرجعي السابق ، و ذلك للاسباب التالية :

1- ان تلك الرؤية انما هي حصيلة و ضحية ( منهجها ) الذي جانب و حاد عن (العلمية) حتى في ابسط شروطها و هو (عدم التناقض) حسب مبدأ (الثالث المرفوع او الممنوع) ، ، فليس من العقل أو المنطق أو العلم في شىء ان يقول مؤرخ : انه في القرن الرابع الهجري اذاب الله الاباضية كاذابة الملح ، ثم نجده يقول بحضورها القوي في قرون لاحقة متأخرة ، او ان يقول آخر : ان حضرموت في القرن السادس الهجري كانت كلها سنية الاعتقاد ، ثم نجده يقول عن الاوضاع في نفس ذلك القرن : و كانت الاباضية و المعتزلة طامة على الملة الاسلامية .أو يقول آخر : انه في ظل الغزو الصليحي لحضرموت في منتصف القرن الخامس الهجري ، ارتفعت راية اهل السنة . فكيف يمكن ان نفهم ان تقوم الدولة الصليحية الشيعية الاسماعيلية المذهب باعلاء راية أهل السنة ؟. هذا المنطق المختل و المتناقض الى درجة السذاجة ، هو منطق كل المؤرخين الحضارمة الذين عانوا الكتابة التاريخية الحضرمية ، و كل يتناقض على طريقته ، غيرأنهم متفقون على السيادة المبكرة للاعتقاد السني في حضرموت و هو الامر الذي يرى مشروع رؤيتنا خلافه تماما . ولهذا فان اعتماد نفس هذا المنهج – ان كان هناك منهج - للبحث عن مخرج من ذلك المأزق ، لابد ولا محالة ان يكون عديم الفائدة ، و لن يعطي جديدا يذكر ، و بالتالي سوف يظل الموقف العلمي لتلك الرؤية حبيس مأزقه الخانق ، اذ ان الجديد لا يأتي الا من خلال اعتماد منهج آخر اكثر علمية و حداثة ...................

2- في حالة اعتماد منهج آخر اكثر علمية و حداثة ، فانه يستحيل ان يعطي مخرجا موافقا لتلك الرؤية و يعززها ، لآن ازمتها لم تكن الا نتاج تناقضاتها الفجة و الصارخة ، فالحداثة انما هي ثورة عقلية ضد التقليد و الاتباع و النقل و الانغلاق و الجمود على الموجود ، بل هي (العقلانية ) التي تغطي فضاء الوجود الانساني في هذا العصر ، و ليس مهمة مناهج الحداثة الا التفكيك و النقض و الهدم من خلال بيان العيوب المنهجية و كشف التهافت ،اي الهدم من اجل اعادة البناء ، و ليست مهمتها تصليب المفتت و المفكك ، و لا تجهد و تجتهد في تصليب المفتت و المفكك الا افقر الكلمات و اعجزها عن التجديد و تجاوز التقليد ، و لهذا فان اعتماد مناهج الحداثة لن تقدم الا تعزيزا اضافيا لمشروع رؤيتنا هذه ، و هو الامر الذي يترتب عليه ان تكون الرؤية السائدة التقليدية من كتابات الماضي التي فقدت قدرتها المرجعية ( التفسيرية ) ، اذ لا فائدة ترجي من حقن الدواء لجثة هامدة ...................................

3- ان انتفاء (العلمية ) عن الرؤية السائدة ، و بالمقابل المنهجية الصارمة التي شكلت بناء مشروع رؤيتنا ، كل ذلك يمنع (الصدام العلمي ) بين الرؤيتين ، نظرا لعدم التكافئ ، كما ان اية محاولة لفتح مجالات صدام مع مشروع رؤينتنا ، لن تقدم الرؤية السائدة من خلاله الا حشفا و سوء كيل ، و سوف يؤدي الى مزيد من التعرية لجسدها الضئيل المتهالك ...... و حول (عدم التكافئ ) بين الرؤيتين ، حدث في شهر فبراير 2016م ، في جامعة حضرموت ، أن كانت هناك مناقشة لرسالة ماجستير بعنوان:( موقف علماء حضرموت من الشيعة) ،كان الطالب من حضرموت و الدكتور المشرف من جامعة حضرموت ، و كان الدكتور المناقش الخارجي من جامعة عدن ، و هو الذي بادر الطالب و المشرف بالسؤال التالي : لماذا تجاوزتم دراسة الاستاذ سالم مفلح الواردة في كتابة (حضرموت ...) و هي دراسة رصينة و تغطي اغلب المواضيع الواردة في الرسالة ، و هي تختلف مع ما تقومان بتسويقه .؟. و لعل فيما قاله الدكتور المشارك دلالات أخرى ، و لكن حسبنا منها ما يخص عدم التكافئ بين الرؤيتين..............
4- هذه المنهجية الصارمة و القيمة العلمية التأسيسية لمشروع رؤيتنا هذه ، هي التي دعت المجلس العلمي بجامعة عدن الى الموافقة على مقترح ( مركز الدراسات اليمنية ) بالجامعة على عقد ندوة علمية (بحضور المؤلف ) لمناقشة مشروع الرؤية هذه ، و حددت محاور الندوة و المسؤول العلمي عن كل محور ، و حدد تاريخ انعقادها في شهر سبتمبر 2007م ..-

و في الوقت الذي يمنع مشروع رؤيتنا اعتماد ما قبله ، و يشل قدرته المرجعية التفسيرية ، فانه بالمقابل لا يقبل مواكبته و مسايرته في نهجه التجديدي الا من خلال مناهج بحث موافقة لها في نهجها ، اذ انه لا يقبل الا الكتابة العلمية المنهجية ، و هو الامر الذي يتطلبه البحث في اغوار التاريخ الحضرمي و مجاهيله و فجواته الكبيرة و بياضاته الواسعة ، من اجل الاجابة على السؤال المركزي و الاساسي فيه و هو : ما هي حقيقة سيرة الاسلاف التي اخجلت الاخلاف و دعتهم الى اخفاء و افناء سيرة السلف ،حسب المقولة التي اوردها المؤرخ علوي بن طاهر الحداد ، حين قال في اشهر سقطاته على الاطلاق : (ان الأخلاف وجدوا في سيرة الأسلاف ما ينكرونه عليهم اليوم ، فعمدوا الى اخفائها و افنائها ) ، وهي التي اثبت صحتها مشروع رؤيتنا أو يزعم ذلك.؟ ، ثم ماذا ترتب على عملية الاخفاء و الافناء تلك في كل مناحي الحياة السياسية و الاجتماعية و الثقافية ؟ ، ثم هل ثمة علاقة ما بين الرؤية السائدة تلك و أزمة الهوية التي تعصف بالمجتمع الحضرمي منذ قرون خلت ، ثم ما هي الطرق و السبل و الحيل التي اتبعها الاخلاف في تحقيق و انجاز مهمتهم في الاخفاء و الافناء ؟ . ثم قبل ذلك و ليس بعده ، ألا تسقط و تقوض و تدحض الى حد التسفيه تلك المقولة كل ما قاله و كتبه و وثقه الاخلاف عن حقيقة سيرة اسلافهم .؟؟


اتبعنا على فيسبوك


اقرأ المزيد من شبوة برس | كتاب : حضرموت بين القرنين :العاشر و السابع عشر للميلاد : بين الاباضية و المعتزلة (مشروع رؤية) http://shabwaahpress.net/news/34386/#ixzz47ackPS6V

حد من الوادي 07-29-2017 02:10 PM

ولاية "سوسة" هي إحدى ولايات الجمهورية التونسية الـ 24 وكانت تسمى في السابق "حضرموت"
 


‘‘حضرموت التونسية‘‘ !



الجمعة 28 يوليو 2017 10:45 مساءً
شبوه برس - متابعات - دولية




ولاية "سوسة" هي إحدى ولايات الجمهورية التونسية الـ 24 وكانت تسمى في السابق "حضرموت"


تقع في منطقة الساحل التونسي. يقع مقر الولاية في مدينة سوسة. وتبعد ولاية سوسة على العاصمة 140 كم.

و كتب في جريدة ( العرب ) اللندنية عام 2015 الكاتب التونسي الحبيب الأسود مايلي :

" وأنا أستمع إلى بلبل الخليج والجزيرة أبو بكر سالم في لونه الحضرمي الجميل، أشعر بمدى هذه الروابط التي تجمعنا نحن التونسيين بحضرموت، ففي القرن التاسع قبل الميلاد تم تأسيس مدينة سوسة الساحلية وأطلق عليها اسم حضرموت في تأكيد على روابط العلاقة التي كانت تجمع بين جنوب الجزيرة وشمالها، بين الحضارمة في اليمن والفينيقيين القادمين من الخليج العربي إلى ساحل سوريا ولبنان قبل أن ينتشروا على ضفاف البحر الأبيض المتوسط ويؤسسوا قرطاجة أو “القرية الحديثة” كما هو اسمها الأصلي والتي تحولت إلى إمبراطورية عظيمة امتدت إلى جنوب أوروبا وغرب أفريقيا، وقبلها أوتيكا واسمها العربي “العتيقة” نظرا إلى أسبقية تأسيسها عن قرطاجة. "



و يتابع فيذكر :

" واليوم تحمل مدينة سوسة اسم حضرموت تميمة في عنق تاريخها الخالد، فتراه وشما على الشارع والفندق وعنوانا للمجلة والجمعية والمؤسسة الخيرية.

وفي شارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة تونس يوجد تمثال عبدالرحمن بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي (1332- 1406م)، تونسي المولد أندلسي الأصل حضرمي الجذور، ومؤسس علم الاجتماع الحديث وأب للتاريخ والاقتصاد.

وقبل ألف عام جاء الهلاليون إلى تونس بجذورهم الحضرمية ليغيروا الجغرافيا البشرية في البلاد والمنطقة نحو تعريب شبه كامل وخاصة في البلاد التونسية التي توجد بها اليوم قبائل جلها يعود إلى جذور يمنية.

كما أن العادات والتقاليد واللهجات الحضرمية واليمنية عموما وحتى أسماء بعض المدن والقرى، تربط جسورا للتواصل بين التونسيين وأهلهم في حضرموت واليمن".



و يضيف الكاتب التونسي :

" ويبدو من الأسماء والألقاب المتواترة في تونس أنها في جزء مهم منها حضرمية يمنية، وقد استغربت مؤخرا عندما قرأت تدوينة لناشط تونسي قال فيها إن قبيلته الموجودة بالشمال الغربي من البلاد هي أمازيغية الأصل، وعندما عدت إلى المراجع التاريخية اكتشفت أن القبيلة يمنية، ولا تزال مضاربها راسخة هناك في حضرموت.

طيلة عقود حاول تونسيون تجاوز حقائق التاريخ ولكنهم فشلوا في ذلك، ومع كل يوم جديد يتبيّن أن مصير العرب واحد كما أن تاريخهم واحد"

حمى الله أهلنا في حضرموت وبلاد اليمن .

*- من صفحة Nasser Ali



جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017

حد من الوادي 10-24-2019 03:35 PM




الدور السياسي للقبيلة في حضرموت



2019-10-23 21:42
الدور السياسي للقبيلة في حضرموت
بأقلامهم
- الإصلاحيون هم الوطن والوطن هم!!!
- يا ويـل دثينـة مـن ( كبـارهـا ) :
- القنوات اليمنية.. وتجريف التاريخ.
- في الطريق إلى "عــدن" : الرئيسان والجراد
- حوار "فـاخـر الضالع" يغضب الشرعية في حوار جدة
- الإصلاح ... حراس الفضيلة حماة للرذيلة في تعز!!


بعض الدول أو الأقاليم ذات العراقة التاريخية تشكل التركيبة السكانية محورًا رئيسًا من حياتها السياسية، وليس هذا الأمر مقتصرًا على التاريخ القديم وحسب، بل يمتد إلى حاضر عالمنا اليوم في كثير من البلدان، ومن بينها حضرموت، فهذه المنطقة لونت حركة القبيلة طيفها السياسي في كل مراحلها التاريخية، بما يشمله من قيام دول عشائرية وراثية وانهيارها، ومن صراعات ومنافسات بين كبرى القبائل وطموحات زعاماتها، ومن حروب طاحنة تشهدها مناطق التماس لمثاوي تلك القبائل، ثم إن لكل قبيلة طبائعها التي رسختها طبيعة المهام التي يتولاها أفرادها، أو طبيعة المنطقة التي تسكنها، ما بين أودية وجبال، أو صحار وقفار، أو سواحل بحرية، وحضرموت تشمل كل تلك التضاريس بحكم موقعها الجغرافي ومساحتها الواسعة.




ومن أولى القبائل التي وجهت مسار الحياة السياسية بحضرموت قبيلتا كندة وحضرموت، التي كان لكل منها مواضع نفوذها وسلوكها السياسي وموقفها من الأحداث التي تمور من حولهم، وأبرزها آنذاك أحداث حقبة ظهور الإسلام وانتشاره، وما ترتب عليها من وفادة ثم حروب ردة ثم المشاركة في حركة الفتوحات الإسلامية، تلتها حقبة الخلافتين الأموية والعباسية وما تخللها من أحداث جسام كان أبرزها الموقف من سلوك ولاة الدولتين الأموية والعباسية نحو الحضارم، والمشاركة في تفاعلات الطوائف الخارجة عليها وعلى رأسها الإباضية التي نفذ منتسبوها ثورة مسلحة عارمة انتهت بهزيمة منكرة وعانت حضرموت سنينًا طوالا من ويلاتها.



ثم نشأ بحضرموت في حقب لاحقة أدوار لقبائل أخرى كان لها تأثير كبير في مجرى التقلبات السياسية بحضرموت، وكانت غالبًا في صراع مع خصومها المحليين من القبائل المنافسة، أو في صراع مع الدخيل الغازي سواء كان عربيًا أو أجنبيًا، وهو صراع تذبذب ما بين المواجهة أو التحالف المؤقت، أو التعاون الكيدي لغرض ضرب المنافس المحلي.



وكانت تلك الصراعات بين القبائل المحلية تزداد ضراوة وتتشعب انقسامًا في فترات ضعف النفوذ لليمن الأعلى وانحساره عن حضرموت، ويحدث ذلك عند غياب الحاكم القوي، أو انشغالهم بالقتال في ما بينهم في أوقات الفتن وعدم الاستقرار، فبذلك تنشغل القبائل الحضرمية بنفسها، وتتصارع لملء الفراغ وتنهي إلى فراغ، فلا هذا يسيطر، ولا ذاك يتحكم، حتى يعود المد اليمني مجددًا إليها فتنشغل به إذا شعرت بثقل سطوته، وهنا يأتي قول المؤرخ محمد عبد القادر بامطرف بأن حضرموت ظلت "تصارع الأقدار، وكأن لم يكن لأهلها إلا الاقتتال فيما بينهم، والاقتتال مع الآخرين".



ومن أبرز القبائل التي لها أدوار سياسية حديثة سواء بإقامة دول أو بالعمل على إسنادها أو مشاغبتها، قبائل آل كثير، ويافع، وآل تميم، والحموم، والعمودي، وسيبان، وفي البداية كان الصراع أكثر ما يكون محتدمًا بين آل كثير والعمودي، ولكل منها دولته، وهو صراع حرمت معه مناطق وسط وغرب حضرموت من نعمة الأمان، وتسبب في خراب بعض مدنها، والتنكيل بأهاليها، وهو أيضًا صراع لم يخل من تدخل أياد فيه من خارج حضرموت عربية وأجنبية، فدولة الكثيري كانت موالية للأتراك العثمانيين، بينما الأخرى والت حكام شمال اليمن، وساندت قدوم قواتهم إلى حضرموت نكاية في منافسها الكثيري الذي اضطر هو الآخر إلى الخضوع لهم ردحًا من الزمان، واستمرت دولة العمودي قائمة حتى استيلاء آل يافع الكساديين على مناطقهم في دوعن، ثم ورثه فيها اليافعي القعيطي الذي حول السيادة في دوعن إلى زعامات من قبائل سيبان.



كما تمكنت عشائر يافع من احتواء دولة آل كثير، ثم إنهائها، لكنها لم تتمكن من توحيد عشائرها في دولة موحدة، بل تكاثرت خصوماتها وطالت وحولت مدن بل وأحيائها حضرموت إلى إقطاعيات وما صاحب ذلك من اضطراب عام، وفي ذلك يقول المؤرخ محمد هاشم بن طاهر: "لو أن هؤلاء المتغلبين يقصدون تأسيس دولة يافعية قوية الشكيمة تملك البلاد وتحكم العباد، وتطمح إلى إقامة سلطان عام يسوس القطر عدلاً أو جورًا، لما قلنا باضطراب الاتجاه السياسي إذ ذاك".



حتى ضج الناس من تلك الفوضى وذلك الشتات، فنهض عقلاء البلاد وسعوا إلى إعادة إحياء دولة آل كثير، لكنها لم تستطع التمدد كسالف عهدها، وتمكن أحد عشائر يافع وهو القعيطي من إقامة دولته، ثم عمل على تحجيم دولة آل كثير الثانية في جزء محدود من وادي حضرموت، لكن شمل أهم مدينتيه سيوون وتريم، وبذلك انقسمت في مطلع تاريخها المعاصر إلى دولتين عشائريتين متعاديتين، وهنا يقول المؤرخ محمد بن أحمد الشاطري واصفًا نتائج حالة الانقسام تلك : "لو تم لإحدى السلطنتين التغلب على الأخرى، أو لو قدر لحضرموت أن تتوحد تحت لواء إحدى السلطنتين، لكان في صالحها وصالح شعبها الذي حرم منذ قرون عديدة من وحدة الحكومة".



وبدوره لم يخل الصراع العشائري الكثيري واليافعي ولاسيما القعيطي من تدخل الأصابع الأجنبية، ففي الوقت الذي والى فيه القعيطيون الإنجليز بمعاهدات متعددة ما بين حماية وصداقة واستشارة، تذبذب ولاء الكثيريين ما بين الأتراك العثمانيين وحكام اليمن، لكنه انتهى بالارتماء في الحضن البريطاني كغيرها من الكيانات العشائرية التي توزعت منطقة الجنوب آنذاك.



تلك الصراعات بين القبائل التي كونت دولا في مراحل متعددة كانت تتخلله حضور لدول أخرى حاولت تقيم دولها هي الأخرى، ونجح بعضها في بعض المدد التاريخية، لكن دورها الأبرز كان على هامش الدول المذكورة سلفًا إما تأييدًا أو تهديدًا، وأبرزها قبيلتا تميم والحموم، فالقبيلة الأولى بفروعها المختلفة ومن بينها المعارة التي يصفها المؤرخ صلاح البكري بأنها "من أكثر قبائل البادية ميلا للنهب والسلب وقطع الطريق" شكلت تأييدًا وقوة لدول يافع القعيطية، وعامل شغب وهدم لدولة آل كثير، أو كما يقول المؤرخ بامطرف: "تميم من أقوى العوامل في تدمير الدولة الكثيرية"، ويعلل ذلك بإنهاء آل كثير أثناء تمددهم الأول محاولات آل تميم إنشاء دولة قوية لهم بوادي حضرموت.



والقبيلة الثانية هي الحموم التي يصفها المؤرخ صلاح البكري بأنها "من أكثر قبائل البادية عبثًا بالسلام، وإخلالا بالنظام"، فكانت معادية لكل محاولة إنشاء دولة أو مجتمع منظم بحضرموت الحديثة، ولصلابة شكيمة هذه القبيلة بعشائرها المتعددة كآل البحسني والعليي والغرابي والعجيلي وغيرهم لم تصطدم فقط بالقبيلتين المحليتين المتنافستين من يافع والكثيري، بل كذلك اصطدمت بحليفهما الإنجليزي، فخاض ضدهم أبشع معاركه بدعم حليفيه المحليين، وذلك بعد أن ضاق ممثل بريطانيا بالحموم بمختلف عشائرها، وكتب عنهم أسوأ التقارير لحكومته حتى أنه قال عنهم: "اتضح لنا من خبثهم المحسوس أنهم أسفل درك من البدو، وأنهم حقيقة من الهمج المتوحشين"، وذلك لتبرير ضربهم بعنف بأحدث أنواع الأسلحة في ذلك الوقت بما فيه سلاح الجو البريطاني الذي حلق على مثاويهم في شرق حضرموت.



كل ذلك يدل على أن حضرموت مع سعيها الحديث لتكوين المجتمع المدني، فإن بها عناصر قبلية متجذرة تاريخيًا في التأثير على الحياة السياسية بها، وغالبًا ما تكون أدوارها السياسية ذات أثر سلبي على حضرموت، سواء في سعيها للحكم والنفوذ، أو في تعاملها مع الأجنبي أيًا كان شأنه، وتدفع في ذلك الصراع ثمنًا من تشوقها نحو التنمية والريادة، أو تشوفها إلى الحرية والسيادة، وفقدانها لقوة المرجعية ووحدة القيادة.

*- د أحمد باحارثة



الساعة الآن 10:21 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas