سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   عيادة السقيفه (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=32)
-   -   شاركونا الحملة الوطنية للقضاء على آفة القات (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=12026)

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 09:19 PM

شاركونا الحملة الوطنية للقضاء على آفة القات
 
المكلا اليوم | تفاصيل الخبر

بسم الله الرحمن الرحيم

القات .. آفة خطيرة ابتلي بها بعض ابناء اليمن السعيد وبعض ابناء دوار الجوار..
واسهاما منا نحن فئة المتعلمين في حمل أمانة التوعية والنصح كما يأمرنا الدين..
فانني اقترح ان نبدأ في هذا اليوم المبارك الجمعة الحملة الاعلامية عبر سقيفة الشبامي ومانعرفه من منتديات الشبكة العنكبوتية ومن خلالها الى ابناء وطننا الحبيب بتكثيف الاهتمام بنشر كل مايتعلق بهذه الآفة الخطيرة دينيا ودنيويا..
أرجوا ان تخلصوا نواياكم وتنووا بهذا العمل "انكار المنكر"
ارجوا ان ننسمع منكم كلما يتعلق بالقات.. والاهم من ذلك أن تقترحوا اساليب للاقلاع عن هذه العادات وان تعكسوا ماتم تطبيقه في بعض التجمعات القبلية وغيره من وسائل للمحاربة..
والله من وراء القصد

http://www.alhariq.com/xdrive/id/4256/

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 09:23 PM

نبذة عن القات :
 
يعـتبر القـات ( Catha Edulis) نباتاً من فصيلة المنشطات الطبيعية ، ويعد من أقدم النباتات المخدرة في العالم وإن كان أقل شهـرة مـن غيره ، نظراً لأنه لا يعرف في البلاد المتقدمة , ويقتصر استعماله على مناطق معينة من بلاد العام الثالث.

وينتشر القات على نطاق واسع في كل من الصومال وجيبوتي وأرتيريا واثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا وجنوب أفريقيا واليمن ، كما وجد القات في أفغانستان وتركستان.

و تزرع شجرة القات عادةً على المرتفعات الجبلية والهضاب الرطبة البالغ ارتفاعها (800م) من سطح البحر ويصل طول الشجرة ما بين 2- 4 م نظراً لتقليمها المستمر ، وقد يصل طول الشجرة إذا تركت بدون تقليم إلى 25متراً ، وتعتبر شجرة القات من النباتات المعمرة دائمة الخضرة .

وأوراق القـات هي الجـزء المستهلك من النبات ، وطول الورقة عادة من 0.5 -12.5 سم ، وعرضها من 1 – 5 سم ، وهي ذات عنق طوله 3-10 ملم ، والأوراق ذات القمة الحادة التي تحمل اللون البني المحمر هي الأكثر تفضيلاً للمستهلك، ويعرف القات ويستعمل أساساً كمنبه ، فكلما كانت الأوراق غضة وعصيرية زاد الأثر المنبه لها.

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 09:26 PM

لمحة تاريخية عن القات:
 
يُعتقد بأن القات كان معروفاً منذ العصور القديمة في شرق أفريقيا ، وقد ذكر المؤلف الإغريقي هومر بأن الإسكندر الأكبر قد أمر جيشه باستعمال القات للعلاج من الوباء الذي اجتاح الجيش ، كما أن المؤلف نجيب الدين السمرقندي ذكر في كتاب الأقربازين الذي طبع عام 1237م وجوده في اليمن واستعماله كعلاج للكآبة والحزن (والكتاب منقول عن المخطوطة رقم 134 الموجودة بالمكتبة الوطنية في باريس) وتحدث المقريزي (1364 – 1442م) عن وجود القات في بلاد الصومال.

كما ذكر المؤلف روشيه دي هيريكورت أنه تم إدخال القات إلى اليمن من أثيوبيا في عام 1429م بينما تحدث شهاب الدين أحمد بن عبد القادر وهو من منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية من مواليد (1580م) في كتابه فتوح الحبشة عن استعمال القات في اليمن وأنه زرع على يد على بن عمر الشادلي عام 1424م،كما تشير بعض المصادر إلى أن القات دخل اليمن قبل الإسلام عندما غزى الأحباش اليمن.

وأول عالم نباتي أعطى وصفا للقات هو العالم السويدي بي فورسكال الذي دعاه كاتاأديوليس ، وقد تم نشر وصفه بعد وفاته في الفلورا العربية المصرية وقد سمي النبات كاتا أديوليس فورسكال تخليداً لذكرى هذا العالم.

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 09:27 PM

طريقة استخدام القات:
 
بعد قطف القات مباشرة يتم تحضير الفروع والسيقان الطرية على شكل حزم , وتغلف بإحكام بأوراق الموز وذلك من أجل حفظها بشكل طازج , وهذا الإجراء يعتبر مهماً وأساسياً حيث أن الأوراق القديمة والجافة تفقد جزءاً عظيماً من تأثيراتها المحتملة , بسبب كون بعض المركبات الرئيسية تخضع لتفاعل التفكك .

وفي بعض البلدان التي تنتشر فيها ظاهرة تعاطي القات تصبح هذه العادة نوعاً من العـرف الاجتماعي حيث تقام مجالس تعاطي القات في الحفلات , كما يجتمع الأصدقاء في هذه المجالس بعد العمل ، وتكون مثل هذه الحفلات للرجال فقط وهذا الأمر الأكثر شيوعاً , إلا أنه يصادف بعض الأحيان أن يشاهد حفلات مختلطة بزوجين أو أكثر من الرجال والنساء يجلسون مع بعضهم في مجالس تعاطي القات ( وهذا فيه ما فيه من محذورات شرعية ) أو يكون للنساء جلسة منفصلة في نفس الوقت .

وكمية القات المستعمل مختلفة عادة , وتعتمد على المستهلك , ومدة المناسبة التي يستعمل من أجلها ومعدل الكمية التي يستعملها الشخص الواحد تقريباً حزمة من القات ، تمضغ منها فقط الأوراق الطرية والسيقان السهلة المضغ, وهذا يقدر بأكثر من (50 غ ) في المادة الطازجة , تبلع العصارة مع اللعاب وأما البقايا فلا تبصق حالاً إنما تخزن (تجمع) في جانب أحد الخدين , ويبقى كذلك محفوظاً طوال مدة المضغ , ويسبب هذا التراكم بلا شك بروزاً مميزاً في خدود بعض المستهلكين, ويتم تناول كميات كبيرة من السوائل ( شاي ، أو أشربة أخرى ) خلال مضغ القات , فالحاجة إلى السوائل تعود إلى أن بعض العناصر الفعالة في القات تحدث جفافاً في الفم .

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 09:28 PM

الاهتمام الدولي والدراسات العلمية:
 
قبيل الحرب العالمية الثانية كانت كميات القات المستهلكة محدودة جداً. إلا أن عادة مضغ القات تطورت على أثر تطور المواصلات والحياة الحرة والمدنية , مما جعل مسألة مضغ القات وعواقبه غير المستحبة تتم مناقشتها عدة مرات في ندوات ومؤتمرات دولية ، فقد أدرجت منظمة الصحة العالمية القات عام 1973 ضمن قائمة المواد المخدرة ، بعد ما أثبتت أبحاث المنظمة التي استمرت 6 سنوات احتواء نبتة القات على مادتي نوربسيدو فيديرين والكاثين المشابهتين في تأثيرهما للأمفيتامينات.

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 09:29 PM

دراسة القات كيميائياً:
 
أظهرت الدراسات الكيميائية أن أوراق القـات تحتوي عـلى عـدد كبير مـن المركبات مثل القلويدات - جلوكوزيدات التربينات، العفصيات ، والمركبات الفلافونية وغيرها من المركبات .

هذا وقد تم عزل وتعيين أكثر من أربعين قلويداً في هذا النبات , والعديد منها ينتمي إلى مجموعة الكاثيديولين cathedulins ذات الوزن الجزئي المنخفض الذي يتراوح ما بين ( 600-1200) وأهم هذه المركبات هو المسمى الفينيل الكيل أمين phenylalkyl amines.

أظهرت الدراسات الكيميائية أن أوراق القات تحتوي على عدد كبير من المركبات مثل القلويدات - جلوكوزيدات التربينات، العفصيات ، والمركبات الفلافونية وغيرها من المركبات .

هذا وقد تم عزل وتعيين أكثر من أربعين قلويداً في هذا النبات , والعديد منها ينتمي إلى مجموعة الكاثيديولين cathedulins ذات الوزن الجزئي المنخفض الذي يتراوح ما بين ( 600-1200) وأهم هذه المركبات هو المسمى الفينيل الكيل أمين phenylalkyl amines.

وكذلك مركب القاتين cathine , الذي كان يعتبر حتى وقت متأخر هو العنصر الفعال الرئيسى الوحيد في القات.

إن المركب فينيل الكيل أمين phenylaIkyIomines الجديد لم يسبق الإشارة إلى وجوده بكميات وفيرة في الطبيعة , وقد عرف هذا المركب باسم القاتينون cathinone وهو أكثر قوة من القاتين cathine.

ويعتبر النوع الأحمر من القات هو النوع المرغوب من قبل المستعملين له لكونه يحتوي على مركب القاتينون cathinone بكميات كبيرة تفوق النوع الأبيض ، كما يجب أن يشار إلى أن أوراق القات الطازج لها قيمة مرتفعة , نظراً لاحتوائه على هذا المركب بكميات أكبر بالمقارنة مع المادة الجافة والقديمة، وبالإضافة إلى ذلك فإن الدراسات بينت وجود بعض المركبات الفلافونية التي تشمل كامفيرول kaempferol وكوارستينAuercetin ميرستين Myricetin في الأوراق الطازجة في القات.

والدراسة الأخيرة التي قام بها جلرت Gellert ومجموعته بينت وجود دي هيدروميرستين Dihydromyricetin ومركب rhq,noside في الأوراق الخضراء ، ويمكن أن تكون هذه المركبات الفلافونية مسئولة عن بعض الخواص الدوائية للقات.

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 09:30 PM

التأثيرات الدوائية:
 
جرت معظم الدراسة على مركبين من المركبات الفعالة في القات لمعرفة تأثيرهما الدوائي وهما القاتين cathineوالقاتينون cathinone ويعزى التأثير المنبه المشابه للأمفيتامين بصورة مبدئية إلى القاتين ومع ذلك فإن هذا القول كان موضع نقاش على أثر تقارير علمية أوضحت أن الأوراق الطازجة تحتوي على مركب أكثر فعالية من القاتين لم يكن معروفاً عندها.

وقد بينت الدراسات الأخيرة أن القاتينون cathhinone هو المركب الرئيسي الفعال في الأوراق الطازجة والذي سرعان ما يتحول إلى القاتين cathine ، لأقل تأثير , ومن هذا المنطلق من المفيد مراعاة الملاحظات التي أبداها may ومجموعته حيث أوضحوا أن خميرة دوبامين- ب- هيدروكيلبز تساعد في تحويل القاتين إلى قاتينونcathi-none بإدخال المجموعة الاسيتونية يتحول القاتين إلى قاتينون وقد تم إنجاز ذلك فعلاً في المختبر ، وقد تكون هذه الخميرة هي المسئولة عن تحويل القاتين إلى قاتينون في الجسم , وقد يفسر هذا فعاليته الدوائية المماثلة للقاتينون , ويمكن أن يفسر التأخير في بدء التأثير ومدة التأثير الطويلة للقاتين بالمقارنة مع القاتينون الذي يملك قوة في التأثير أكثر بعشر مرات تقريبا عن القاتين والذي له تأثير فورى ومدة أقصر، وتبين أن كلا من القاتين والقاتينون يمتلك خواص مشابهة للأمفيتامين على السلوك , ودرجة الحرارة.



لقد أثبتت الدراسـات التي أجـريت على القات وما يحتويه من مركبات كيماوية تفوق الأربعين مركباً – كما أسلفنا – وكذلك الدراسات التي أجريت على متعاطي القات, والمجتمعات الموجودة بها هذه الظاهرة وجود الكثير من المخاطر الصحية , والاجتماعية , والاقتصادية , وقبل ذلك الموانع الدينية ,كفيلة بأن يحذرها ويتحاشاها ويقلع عنها كل عـاقل.

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 09:32 PM

تصنيف القات ضمن المخدرات
 
هناك العديد من الدراسات التي جرت على مادة القات من أطباء وباحثين متخصصين في هذا المجال ، وكانت نتيجة هذه الدراسات احتواء نبتة القات على مادتي نوربيدوفيدرين ، والكاثين المشابهتين في تأثيرهما للأميفيتامينات.

وقد أدرجت منظمة الصحة العالمية القات في عام 1973م ضمن قائمة المواد المخدرة بعدما أجرت مختبراتها أبحاثاً على مادة القات استغرقت 6 سنوات ، كما أن المؤتمر الإسلامي العربي أقر في دورته الخامسة عام 1969م بأن القات مخدر ومضغ أوراقه منبه وأنه يمدد حدقة العين ويهيج الجهاز العصبي والمركزي.

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 09:34 PM

الأضرار الدينية لتعاطي القات
 
إن الدين الإسلامي حريص على سلامة الفرد والأسرة والمجتمع " لا ضرر ولا ضرار " أي لا تضر نفسك ولا تضر غيرك والشريعة الإسلامية جاءت للمحافظة على المصالح الضرورية للناس، وقد حصرها الشرعيون في خمس : الدين والنفس والعقل والعرض والمال.

ولا شك أن لتعاطي القات أضراراً بليغة على الدين وعلى الصحة والعقل والنفس والعرض والمال.

فكم من الليالي التي يقضيها المتعاطي في السهر ويهجر زوجته وأولاده لياليَ عديدة مما يتسبب في ضياع حقوق الزوجة والأولاد وتشردهم. ( ضرر على العرض والنسل )

وكم من مـبالغ يصرفها المتعاطي على القـات، وأسرته وأولاده بحاجـة إلى هذا المال.

( ضرر على المال)

وكم من واجبات دينية يتركها أو يهملها المتعاطي كتركه للصلاة أو تأخيرها عن وقتها، أو معصية للوالدين وعدم البر بهما، أو قطع لصلة الرحم، وكم من معـاصٍ يقترفها أثناء تعاطيه القات كالتدخين وكمشاهدة الأفلام الخليعة. ( ضرر على الدين )

وكم هي الأمراض العضوية والنفسية التي تصيب المتعاطين للقات.( ضرر على النفس والعقل )

أليست هذه الأمور تلحق الضرر المباشر في الضرورات الخمس التي حرص الدين الإسلامي على الحفاظ عليها.



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه؟، وعن شبابه فيم أبلاه؟، وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟، وعن علمه ماذا عمل به؟

وقد صدرت في تعاطي القات فتوى مبنية على ما يلحقه القات من ضرر بالضرورات الخمس ومن تقصير في حقوق الوالدين ومن قطع لصلة الرحم، فله مضار صحية ونفسية واجتماعية واقتصادية

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 09:38 PM

فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في تحريم القات
 
فتوى رقم 2159 وتاريخ 25/10/1398هـ الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه – وبعد.. فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء على الاستفتاء المقدم لسماحة الرئيس العام من علي بن حسين الرشيدي وناصر بن محمد الأحمدي المحال من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم 1858/2 في 11/9/1398هـ مضمونه:( أن زراعة القات انتشر بشكل واسع في اليمن ويطلبان بيان حكم زراعته وبيعه وشرائه ) – وأجـابت اللجنة بما يلي:

"القات محرم ولا يجوز لمسلم أن يتعاطاه أكلاً وبيعاً وشراءً وغيره من أنواع التصرفات البشرية في الأموال المباحة، وقد صدر من سماحـة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله فتوى في تحريمه وبالله التوفيق وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ،،،.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو / عبد الله بن قعود
عضو / عبد الله بن غديان
نائب رئيس اللجنة / عبد الرزاق عفيفي

الرئيس / عبد العزيز بن عبد الله بن باز

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 09:40 PM

أضرار تعاطي القات الصحية
 
يرى المتعاطون للقات بأنه يمدهم بنشاط ذهني وعضلي ويتوهمون بأن له فوائد صحية , بينما يجزم الأطباء والمختصون عكس ذلك تماما . فقد أجرى الخبراء تجارب على الفئران لمعرفة تأثير المواد الكيميائية الموجودة في القات فوجدوها تعيش حالة من المرح الصاخب لمدة 24 ساعة عقب تناول الجرعة , ثم تعقبها حالة من الخمول . فاستدلوا على أن المواد الكميائية هذه تشبه الأمفيتامينات في عملها حيث تعمل على تحفيز الخلايا العصبية مما يقلل الشعور بالتعب والإجهاد في الساعات الأولى للتعاطي ثم يعقب ذلك شعور بالكسل والقلق والإكتئاب .



ويتسبب القات والإدمان عليه في عديد من الأمراض الجسدية والنفسية .



· أثره على الجهاز الهضمي

يعاني مدمنو القات من تقرحات مزمنة في الفم واللثة واللسان , مما يعد سبباً من أسباب انبعاث رائحة الفم الكريهة، كما أن إدمان القات يؤدي إلى إرتخاء اللثة مما ينتج عنه ضعف في اللثة والأسنان كذلك.

و القات مسبب رئيسي في عمليات عسر الهضم و فقدان الشهية و الإمساك مما يؤدي إلى مرض البواسير و سوء التغذية ولعل هذا ما يفسر الهزال وضعف البنية لدى غالبية المتعاطين .



· أثره على القلب والجهاز الدروي

إن المواد الكيميائية في نبتة القات تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وتضيق في الأوعية الدموية مما يرفع ضغط الدم عند المصابين بالضغط ويجعل من الصعب على علاجات ضغط الدم أن تعمل على تخفيض الضغط , بالإضافة إلى أن هذه المواد تجعل الشخص السليم أكثر عرضة للإصابة بضغط الدم .



· أثره على الجهاز البولي والتناسلي

القات سبب رئيسي في صعوبة التبول والإفرازات المنوية الغير إرادية بعد التبول وفي أثناء المضغ وذلك لتأثير القات عل البروستات والحويصلة المنوية وما يحدثه مـن احـتقان وتقلص فيساعد على تضخم البروستات ويؤدي ذلك كله إلى الضعف الجنسي.



· تأثيره العصبي والنفسي

يمتاز متعاطي القات بحدة الطبع والعصبية بعد إنقضاء فترة النشاط الكاذب كما يميل متعاطي القات للكسل الذهني بعد ساعات من التعاطي ثم سرعان ما يبدأ شعور بالقلق المصحوب بالإكتئاب والنوم المتقطع .



· القات والسرطان

لاحظ الأطباء إرتباطاً بين ازدياد حالات سرطانات الفم والفك وبين إدمان القات خاصة في السنوات الأخيرة إذ انتشرت عمليات استخدام مواد كيميائية غير مسموح بها عالميا ترش عليه أثناء زراعته . بالإضافة إلى عملية التخريش للفم أثناء عملية التخزين والتي تؤدي إلى تغيرات في بطانة الفم مما يساعد في حدوث السرطان.



· القات و السكري

ثبت علميا أن إدمان القات يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم مما يجعل متعاطيه أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري , كما أن المصاب بالسكري لا يستفيد كثيرا من علاج الإنسولين إذا كان من متعاطي القات.

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 09:42 PM

الأضرار الاقتصادية لتعاطي القات
 
إن دراسة العواقب الاقتصادية من جراء استعمال القات تشير إلى أنها تساهم في عدم التماسك العائلي بسبب النزيف المالي للموارد العائلية, والذي ينعكس على مستوى العائلة الصحي والتعليمي, حيث يفقد المستهلك الرغبة في العمـل, وتنخفض إنتاجيته, وتتعطل قـواه العقلية، ويفقده التعاطي الاهتمام بأسرته, و عدم مقدرته على تأمين احتياجاتهم من المال بسبب الإدمان والحاجة المستمرة للمال, فتزداد تكاليف الضمان الاجتماعي ونفقات الرعاية الصحية في المناطق والدول المنتشر بها آفة تعاطي القات.

كما أن الدول المستوردة للقات قد تعاني عجزاً اقتصادياً خطيراً في ميزانيتها نتيجة دفعها جزءاً كبيراً من دخلها القومي لاستيراد القات, كان يمكن توفيره لمجالات تعود بالنفع على مواطنيها وتزيد من رفاهيتهم.

أما في الدول التي تنتشر فيها زراعة القات , فتشير الدراسات التي تمت بها , إلى أن القـات يستنـزف كميات كبيرة من المياه قد تكون البلاد في أمس الحاجة لها, كما هو الحال في اليمن على سبيل المثال, حيث يستهلك القات نصف الكمية المخصصة لمدينة صنعاء من المياه, مما يعرض مواردها المائية للنضوب, والمدينة للعطش.

كما أن الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالقات, مثل عمليات زراعته وتسويقه واستهلاكه تعتبر أنشطة ضارة باقتصاد البلد, حيث كان بالإمكان توجيهها إلى بدائل مفيدة منتجة ترفع من الدخل القومي, وتساهم في نمو الناتج القومي, كالزراعات المفيدة التي تحل محل الزراعات المخصصة للقات, بدل استيرادها, فارتفاع الدخل والناتج القومي ينعكس على رفاهية المواطنين , وانخفاضه يؤدي إلى انتشار الفقر والبطالة والجرائم الاقتصادية .

و يمكن إيجاز بعض المخاطر الاقتصادية للقات في المظاهر التالية :



1-
البطالة:

تنتشر البطالة بين مزارعي القات ومروجيه اعتماداً على ما يدره القات من أموال طائلة على حساب صحة وأسرة المستهلك ، وبالتالي إفساد المجتمع ، ولا هم لمزارعي القات سوى البحث عن متعهم وجلساتهم المكلفة لتخزين القات ( التي تختلف تماماً عن جلسات المستهلكين الضعفاء ) والاهتمام بامتلاء جيوبهم دون كد أو عرق ، غير مبالين بحل كسبهم أو حرمته.

2- انخفاض ساعات العمل ورداءة الإنتاج:

نظراً للآثار الضارة المترتبة على مضغ وتخزين القات نجد المدمنين لا يذهبون إلى أعمالهم إلا متأخرين بسبب السهر في جلسات تخزين القات، كما أن الفتور والخمول الملازم لهم بسبب تعاطي القات يجعل إنتاجيتهم في العمل منخفضة, بسبب مزاجهم غير المعتدل, وفتورهم المضني, وشعورهم بالكآبة، إضافة إلى الوقت الذي يهدرونه في تعاطي القات دون التفكير في مشاريع تزيد من دخلهم.

3- انتشار الـفـقـر :
يسبب تعاطي القات ارتباكات مالية في الأسر التي بها أفراد مدمنون ينفقون على تعاطي القات جزءاً غير قليل من دخلهم ، وقد يستدين بعضهم , وما أن يسدد إلا ويستدين مرة أخرى , مما يجعله في حالة فقر مستمر, مما يحثهم على ارتكاب الجرائم لتغطية النفقات الضرورية، وبعض المدمنين قد يزيد دخله الشهري عن عشرة آلاف ريال ولا يأتي نصف الشهر إلاّ وهو صفر اليدين من جراء الإنفاق على جلسات القات.وبعبارة أخرى يمكننا القول أن تعاطي القات يؤدي إلى التقليل من دخل الفرد بسبب الإنفاق المستمر عليه , وبسبب الوقت المهدر فيه , وبالتالي يؤثر على الدخل القومي الذي هو مجموع دخل الأفراد.

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 09:43 PM

الأضرار الاجتماعية لتعاطي القات
 
إن لتعاطي القات أضراراً اجتماعية عديدة تتمثل في نشوء استعدادات غير طبيعية تساعد على الانحراف إلى الإجرام وذلك نتيجة الانعكاسات النفسية المترتبة على التعاطي، كما قد يؤدي إلى تقبل السلوك الانحرافي الإجرامي و الشعور بالأنانية وضعف الإحساس بالواجب الاجتماعي وبالتالي اختفاء الولاء للأسرة والوطن مما قد يؤدي إلى تأثر الحياة الاجتماعية وإلى التفكك الأسري، كما يلعب القات دوراً كبيراً في حدوث البطالة المؤدية إلى الفقر الذي يجر إلى ارتكاب السرقة، والجرائم المخلة بالشرف والمروءة، خاصة في غياب الوازع الديني القوي لهذه الفئة من الناس، وتكون نتائجه عدم الاستقرار الأسري وفقدان الأمن الاجتماعي، ويمكن إيضاح الأضرار الاجتماعية في النقاط التالية:

1- التفكك الأسري:

إن الإنفاق على شراء القات يمثل عبئاً اقتصادياً على ميزانية الأسرة , حيث ينفق المدمن على القات جزءاً كبيراً من دخله ، مما يؤثر على الحالة المعيشية من الناحية السكنية والغذائية والصحية والتعليمية، وبالتالي يحدث التوتر والشقاق والخلافات الأسرية، نتيجة عدم تلبية رب الأسرة لمطالبها الضرورية, لضيق ذات اليد بسبب إنفاقه على شراء القات وتعاطيه.



2- انحراف الأحداث وسوء تنشئتهم:

يقدم المدمن للقات نموذجاً سيئاً من السلوك لأبنائه , حيث يتركهم يعانون الحرمان والحاجة , بسبب انشغاله بنفسه , واهتمامه بتأمين ما يحتاجه هو من أجل تعاطيه القات، فيحس الأبناء بالنقص تجاه أقرانهم الذين يجدون الملبس الجديد ويتنـزهون مع أسرهم، ويحرمون أيضاً من الدورات التعليمية، أو المشاركات في الأندية الرياضية بسبب عدم توفر المبالغ المالية، أو بسبب ضياع وقت آبائهم في مجالس القات، وعدم تخصيصهم جزءاً من الوقت للترويح عن أبنائهم، فيفقد الأبناء الثقة في أنفسهم، ويزرع الحقد في صدورهم بسبب الحرمان الذي يعيشونه مقارنة مع غيرهم، مما يدفع الأبناء إلى سلوكيات غير سوية, وعدم تحمل للمسؤولية, وقد يحترفون السرقة , ويتعاطون القات وغيره من المخدرات، كما أن الأبناء يقتدون بآبائهم فإذا انتشرت هذه العادة بين الأجيال المتعاقبة سيكون لدينا في المستقبل مجتمع متهالك تسوده الفوضى ولا يقوم بواجباته وخدمة نفسه.



3- العزوف عن الـزواج:

الشباب الذين أدمنوا القات وهم من الطبقات المتوسطة أو الفقيرة ، لا يستطيعون الوفاء بمستلزمات وتكاليف الزواج، إذ أن دخل الواحد منهم يستهلك في الإنفاق عـلى شراء القات الذي يجد في مجالسه نشوة القات ويرى أنها قد تغنى عن الزواج الذي يعجز عن تكاليفه، وقد لا يجد يد العون من والده أو إخوته إذا كانوا من مدمني القات، كما أنه قد لا يوفـق في إيجاد شريكة حياته والتي قد ترفضه بسبب إدمانه على تعاطي القات.



4- الفساد الاجتماعي:

يؤدي تعاطي القات إلى مفاسد اجتماعية , بسبب ما تكلفه هذه العادة السيئة من أموال تجبر المستهلك على كسب المزيد من المال ليرضي رغبته، والغاية عنده تبرر الوسيلة ، فلا مانع من استغلال مركزه الوظيفي في الحصول على الرشوة , وتقديم الخدمة لمن لا يستحقها , مقابل مبلغ من المال أو دعوة إلى مجلس قات مقابل هذه الخدمة التي تقدم لمن قد لا يستحقها.

كما أن الفساد الاجتماعي الناجم عن القات قد يتجاوز الطبقة الصغيرة من الموظفين إلى طبقات أعلى يمكنها التعاطف مع المهربين والمروجين، كما أن انتشار ظاهرة تعاطي القات بين المثقفين في المجتمع قد توجد لدى ضعفاء النفوس تبريراً لأن يقوموا بعملية التهريب والترويج.

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 09:45 PM

أضرار تعاطي القات النفسية
 
مما لاشك فيه أن القلق يعتبر سمة العصر الحديث وذلك لما تعانيه البشرية من ضغوط وتغيرات في أساليب الحياة ولما وصلت إليه البشرية من تقدم تكنولوجي له فوائده الإيجابية علي الحياة العامة وكذلك له سلبياته على التركيبة النفسية لدى البشر مما ينتج عنه ظهور بعض الاضطرابات النفسية، ويعتبر القلق من أهم السمات الشخصية التي تظهر على البشر من وقت إلى آخر، ولكن هناك عوامل باعثة على ظهور هذه السمة، منها تعاطي القات فهو عامل من العوامل الباعثة علي ظهور القلق لدى المتعاطي له، ولذا نجد أن الإنسان هو السبب في ظهور هذه السمة لديه بمظهر إيجابي نتيجة استخدامه لهذه الشجرة وهذا ما أثبتته الدراسات والبحوث العلمية .

هل استخدام القات يسبب القلق لدى الإنسان ؟

يعتبر استخدام القات من أهم مصادر القلق لدى المستخدمين له مما يترتب على ذلك عدم الاستقرار النفسي لدى المستخدمين وتعرضهم للاضطرابات النفسية أكثر من غيرهم .

وإن ظهور القلق لدى متعاطي القات سوف يقوده إلي اضطرابات نفسية أخري تستدعي العلاج النفسي.

وتتمثل تأثيرات المادة المنبهة من مضغ القات فيما ما يلي :

1. الانتعاش الموقت.

2. زيادة اليقظة.

3. زيادة النشاط.

4. الهيجان.

5. الأرق.

6. حب الاعتداء.

7. شبه الجنون في التصرفات.

8. الشعور بالتراخي ورغبة في النوم.

وهذه التأثيرات تتفاوت من شخص لآخر متأثرة بعوامل عديدة.

ويمكن تحليل الحالة النفسية لمتعاطي القات علي النحو التالي :

1- حالة التنبه وهي تبدأ بعد تناول القات بفترة من 15-20 دقيقة حيث يشعر المتعاطي بالقوة والنشاط وزوال التعب والإرهاق كذلك بالراحة والنشاط الفكري والقدرة على الكلام والشعور بالانسجام مع الآخرين .

2- حالة الكيف وهي تبدأ بعد مرور ساعة ونصف ويشعر المتعاطي براحة نفسية وعصبية تنقله إلي عالم الخيال لفترة من الوقت ولهذا يكثر الكلام في هذه الفترة والحل الخيالي لأي مشكلة.

3- حالة القلق النفسي وهي تمثل آخر مرحلة حيث تبدأ عملية إخراج المخزون من القات من فم المتعاطي وهنا يلاحظ شعور المتعاطي بالقلق النفسي والشرود الذهني ولا شك أن هذه الحالات تختلف من شخص لآخر حسب السن وتاريخ التعاطي كذلك نوع القات نفسه وحالة الإدمان.

وفيما يلي العديد من الدراسات التي أجريت على تعاطي القات ونتائجها:-
- لقد أوضحت نتائج الدراسات التجريبية على القات في السعودية أن للمستخلص الايثانولى أثراً ملموسا في تنبيه الجهاز العصبي المركزي وارتفاع طفيف في درجة الحرارة وزيادة في ضغط الدم الشرياني ومعدل وشدة ضربات القلب ازدياد الحس المرهف نتيجة الاستجابة للتولازولين هيدرو كالوريد مما يشير إلى حدوث نشاط سمبثاوى بواسطة مستخلص القات كذلك فإن انبساط العضلات الملساء للأمعاء وتثبيط الانقباضات الناتجة عن تأثير الاسيتايل كولين وهذا يؤكد التأثير السمبثاوى للقات . كما أوضحت الدراسات على العضلات الإرادية المعزولة توافقاً عصبياً عقلياً بسيطاً نتيجة للقات وقد تكون الزيادة المبدئية في النشاط العضلي الملاحظ في الأشخاص نتيجة لسيادة التنبيه العصبي المركزي .
- دراسة هالباخ ( 1972م ) والتي تمثلت نتائجها في أن السيلان المنوي شكوى عامة عند ماضغي القات وهذا يفسر تأثير الكاثينون علي الوعاء الناقل له فيؤدى إلي انقباضه أما التقلب الجنسي فهي حالة تنتج عن تغيرات نفسية وظيفية لدى المستخدم فيكون هناك في البداية ازدياد في النشاط الجنسي غالباً نفسي المنشأ ثم اختلال و هبوط في النشاط الجنسي.
- دراسة جامعة الدول العربية (1983م) بهدف التعرف وتحديد الآثار الصحية والنفسية لتخزين القات على عينة عشوائية مؤلفة من (221) من كلا الجنسين في الجمهورية اليمنية. اتـضح من نتائج الدراسة أن لتعاطي القات أثاراً على الفرد من الناحية النفسية والصحية.

- دراسة جامعة مقديشو (1983م) بهدف معرفة ما إذا كان القات يحدث تغيراً في الناحية الفسيولوجية والعصبية وهل له تأثير متشابه لتأثير الامفيتامين علي عينة تجربيه مؤلفة من مجموعة من الأفراد الذكور وكانت نتائج الدراسة أن للقات أثراً على الناحتين الفسيولوجية والعصبية وله تأثير شبيه بتأثير الأمفيتامين .

- دراسة جون كنيدى وآخرون (1983م) وكانت تهدف إلى تقييم التأثيرات الرئيسية لعقار القات ومشكلة الإدمان على عينة عشوائية من الذكور في الجمهورية اليمنية وكانت نتائج الدراسة أن هناك آثاراً سلبية مترتبة على تعاطي القات من الناحتين النفسية والفسيولوجية وأن تعاطيه يسبب انقياداً نفسياً وليس انقياداً فسيولوجياً .

- دراسة جورج وكوكسون في إنجلترا (1984م) التي كانت نتائجها أن القات يسبب مرض التشويش النفسي كشكل من أشكال انفصام الشخصية .

- دراسة عبد الله عسكر وكمال أبو شهده ( 1993م) بهدف معرفة تأثير القات على الناحية الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية وقد كانت عينة الدراسة من محافظة صنعاء من الذكور بلغت (148) فرداً وقد أثبتت الدراسة أن تعاطي القات له أثار سلبية على الفرد من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية .

- دراسة جيجر واد وآخرون (1994م) وكانت تهدف إلى معرفة ما إذا كانت هناك أعراض ذهانية تنتج عن تعاطي القات على بعض الحالات المرضية في مستشفي هيث هيرتون في استراليا ومن خلال الفحوصات الإكلينيكية ثبت أن هناك ذهاناً ينتج عن تعاطي القات يشبه الذهان الناتج عن تعاطي الامفيتامين وذهان البرانويا.

- ثبت بالبحث العلمي (1999م) أن تخزين القات يبطي من حركة الأمعاء مما يسبب الإمساك .

- دراسة عريشي (1423) وكانت تهدف إلى معرفة ظهور سمة القلق لدى المستخدمين للقات وأثره على الصحة النفسية وبلغت عينة الدراسة 60 شخصاً منهم 30 مستخدمون للقات و30 غير مستخدمين تراوحت أعمارهم بين 22-56سنة.

وقد استخدم مقياس تايلور لقياس القلق الصريح وقد أثبتت الدراسة أن للقات أثراً علي الصحة النفسية وأن فئة المستخدمين للقات أكثر قلقاً من غير المستخدمين وأنهم يقعون في فئة الاضطراب النفسي، وتوصل إلى أن للقات أثراً على التركيبة النفسية لدى المستخدم ويكون هذا الأثر بسبب ما يلي :

1- عدم استقرار النوم لدى المستخدم .

2- الإسراف في أحلام اليقظة من قبل المستخدم .

3- تداعي الأفكار وتلاشيها بعد عملية الاستخدام .

4- الارتياح النفسي أثناء الاستخدام وضموره بعد الاستخدام .

5- ظهور علامات عدم الاستقرار النفسي والجسمي بعد عملية الاستخدام .

6- التحيز للأفكار الذاتية وعدم إعطاء فرصة للآخرين أو قبول أفكارهم..

7- ظهور علامات الهستيريا السمعية والبصرية على بعض المستخدمين بعد نهاية عملية الاستخدام .

8- مراجعة العيادات النفسية لغالبية المستخدمين من وقت إلى آخر .

9- ظهور اضطرابات المعدة مما ينتج عنها عدم الاستقرار النفسي والجسمي.

10- الشعور بالعظمة أثناء عملية الاستخدام وخصوصاً في بداية الاستخدام.

11- عدم الاستقرار أو الاتزان الحركي للمستخدم وخصوصاً في منطقة الأطراف والفم.

12- جحوظ العينين وقلة اللعاب بعد عملية الاستخدام والتي تصاحب المستخدم فترة زمنية مؤقتة.

13- إهمال كل متطلبات الحياة أثناء الاستخدام .

هذه هي أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة والتي تدل علي ظهور سمة القلق لدى المستخدم للقات أكثر من غيره .

نلاحظ من الدراسات التي سبق ذكرها والتي تناولت القات وأثبتت أن استخدام القات له أثر من الناحية النفسية للمستخدم ،أثبتت أن استخدام القات له أثر علي الصحة النفسية.

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 09:48 PM

بداية الإدمان على القات
 
إن الإدمان على القات يتأثر بعوامل عديدة كوقت الفراغ والظروف الاجتماعية والاقتصادية ونتيجة لعوامل أخرى مساعدة وفيما يلي توضيح لأسباب الإدمان على القات:

1. ضعف الـوازع الديني لدى المتعاطي وعدم قناعته بما ذكـره علماء الدين من فتاوى في هذا الجانب.

2. انعـدام الوعـي الكافي بأضرار القات، كما أن لثقافة الفرد ومستواه التعليمي دوراً في هذا الجانب، فكلما زادت درجة الوعي انخفضت نسبة المتعاطين والعكس صحيح.

3. الاعتقاد الخاطئ أن تعاطي القات مرة أو مرتين أسبوعياً أو خلال المناسبات والأجازات لا يضر المتعاطي ولا يؤدي إلى الإدمان.

4. وجود شخص في محيط الأسرة يتعاطى القات سواءً كان رب الأسرة أو أحد أفرادها يؤثر على بقية الأفراد، لأنه يشكل قدوة لهم.

5. المشاكل الأسرية وعدم تفهم رب الأسرة لمرحلة المراهقة لدى الأبناء وما يطرأ عليهم من تغيرات قد تجرهم لا سمح الله لتعاطي القات.

6. إهمال رب الأسرة للأبناء وعدم سؤاله عنهم وعن أصدقائهم وعن سبب غيابهم المستمر عن المنزل وعدم ملاحظاته لتغير سلوكياتهم وتصرفاتهم يكون سبباً في تماديهم في التعاطي والوصول لمرحلة الإدمان.

7. عدم استغلال أوقات الفراغ فيما ينفع وقد قيل: إن الشباب والفراغ والجِدَة .. مفسدة للمرء أي مفسدة . ( الجدَة : المال ).

8. عدم التفكير في استثمار الأموال وأوقات الفراغ في مشاريع استثمارية مجدية.

9. تأثير الأصدقاء على الفرد بحكم مخالطته المستمرة لهم، وحضوره إلى مجالس تعاطي القات معهم ومـا يتعرض له خلالها من دعوات للتعاطي قد لا يمانع في رفضها بسبب الخجل أو رغبة في التجربة.

10. ما يسمعه المرء من معلومات غير صحيحة عن القات وآثاره ( كقول بعضهم دواء للسكر أو مقوٍّ جنسي أو علاج للكآبة والحزن وإدخال الفرح والسرور على النفس ) مما يدفعه للتجربة ويجعله ضحية لهذه الآفة.

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 09:52 PM

هل تريد الإقلاع عن القات
 
إن العديد من مدمني القات يحاولون الإقلاع عن تعاطيه ولكنهم لا يجدون الوسيلة الصحيحة التي بإتباعها يمكنهم التخلص من هذه العادة السيئة، وفيما يلي بعض الأمور التي إذا اتبعها المتعاطي ستساعده في التخلص من إدمانه:

1. إخلاص النية لله وأن يكون القصد من الإقلاع عن تخزين القات هو التقرب إلى الله عز وجل بترك ما حرم.

2. صدق العزيمة فإن من تسلح بها تمكن من اجتياز المصاعب.

3. الاستعانة بالأطباء وأهل العلم الثقات في قطع هذه العادة السيئة والعمل بإرشاداتهم.

4. أن يعلن أنه عزم على ترك القات وأنه من المستحيل أن يعود إليه مرة أخرى.

5. أن يترك تلك الأماكن التي كان يتعاطى فيها القات.

6. الصبر وعدم الانزعاج من الضيق والآلام التي سيشعر بها في بداية تركه للقات وعليه أن يستعين عليها بالله تعالي.

7. أن يتذكر أنه ليس في القات حل للمشاكل ولا تخفيف للآلام كما يزعم بعض الناس بل إنه يزيد المشاكل والهموم وهو مرض وليس علاجاً.

8. شغل وقت الفراغ بما هو مفيد من مزاولة الرياضة والترفيه المباح والخروج للنزهة مع الأهل والأصدقاء والقيام بصلة الأرحام وبعض الواجبات التي يفضلها.

9. التفكير باستمرار في بناء مستقبل زاهر لك ولأبنائك والتخطيط له يجعلك تمتنع عن عادة التعاطي.

10. مجالسة الأخيار والصالحين والبعيدين عن هذه الآفة من الزملاء والمعارف.

11. إعادة النظر في ما ينفقه المتعاطي من مال ووقت على حساب نفسه وأسرته ، والتركيز عـلى بذله في تعليم أبنائه وتحسين مستواهم المعيشي ( الصحي والسكني) ، فالمرء مسؤول عن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه وكذلك عن شبابه فيم أبلاه وعن عمره فيم أفناه، وتقيداً بقوله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ).

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 09:56 PM

خبراء يحذرون اليمن من جفاف سببه القات
 
حذر خبراء في البنك الدولي من مواصلة التوسع بزراعة القات وعدم تبني خطط حكومية عاجلة لمكافحة زراعته في اليمن.
وأكد أحد أعضاء فريق البنك الدولي بصنعاء لـ(المؤتمر نت) أن 60% من المياه المستهلكة تذهب لري مزارع القات، بالاضافة الى ما يقارب (27) ألف بئر ماء تستنفذ مياهها بالكامل في مزارع القات من بين ما يقارب (45) ألف بئر ماء تعتمد عليها البلاد ، في ظل عدم وجود أية موارد مائية أخرى .
وأضاف : أن اليمن بحاجة الى مزيد من السدود لحجز مياه الامطار التي تذهب الى البحر، منوهاً الى أن مياه الامطاروالمياه الجوفية لا تعوض الكميات المستهلكة إلا بحوالي 70% منها فقط، الأمر الذي يعني أن تخصيص 60% منها للقات سيؤدي الى الجفاف وحدوث أزمة مائية سواء للاستهلاك البشري أوالزراعي .
وشدد المصدر على أهمية لجوء الحكومة اليمنية إلى خطط عاجلة لرفع وعي المزارعين بهذه المشكلة، وتشجيعهم على استبدال القات بزراعات أخرى، وكذلك عمل حملات توعوية لحث الناس على الإقلاع عن تعاطي أوراق القات.

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 09:59 PM

شكوى زوجة
 
أبحث عنه فلا أجده, هل كان حلماَ ثم أصبح سراباً ؟ أين تلك الأيام ؟ بل أين هو !؟

عندما كان يشاطرنا أوقاتنا, يضحك معنا ويمرح يجلس بيننا مع الأولاد والبنات.

كم كنا نُسر بذلك! أتذكر ليالي النزهة والخروج سوياَ إلى البحر أو الجبل..

يكفيني أنني كنت أراه حولي يشاطرني الهموم والأفراح ويملا روحي وعواطفي بمحبته وبالإنس

معه,والآن.........الآن! أكثر الوقت في غرفته لوحده, منعزلا بروحه وجسمه بعيداً عنا..

لا نكاد نراه إلا في أوقات الطعام أو آخر الليل..

أشعر أنا وأبنائي بالغربة والوحشة..

أنا في غرفتي وهو في مجلسه مع القات !!

والأطفال بعضهم في البيت وبعضهم لدى الجيران وبعضهم !..لا أدري لا أستطيع أن أتابع كل طفل .. ثم إن ابني الأكبر ما عاد يلتفت إلى كلامي وإن شكوته لأبيه لا يعرف منه

التأنيب والقسوة إنها مشكله من نوع آخر..

تحدثت معه عن كل ذلك وطلبت منه العودة إلينا لكنه لا يبالي..

بل قد أصبح مزاجه صعباً، تثيره الكلمة ولا يتحمل سؤالاً واحداً !!

يقول: كل زملائي كذلك !! أريد أن أتسلى بعيداً عن مشاكلكم..

وعن همومكم ! وعن طلباتكم !وعن إزعاج الأولاد !!

إذاً من للأولاد؟ ومن لهمومنا ومن لمشاكل أسرتنا؟ أليس هو الرجل ؟

أليس هو الزوج ؟ أليس هو الأب ؟... يا ربي ما أصعب هذه الحياة!

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 10:05 PM

أطفال في...... ( الطرقات )
 
تراهم في أوقات كثيرة وفي أماكن مختلفة ..

أحياناً جوار جدار المنزل وأحياناً في أزقة القرية يركضون من طريق إلى آخر..

هم صغار نعم ولا يدركون مسؤوليتهم وهمهم اللعب والحركة ..

أما هيئتهم فلا تسر..سراويل بالية..وقمصان متسخة..وأجسام هزيلة ضعيفة , أنضجها الحر والرطوبة الشديدة..

إنهم خارج المنزل دائما حتى في أيام الدراسة !!

متى يذاكر هؤلاء؟ ومتى يجلسون مع والديهم ؟ ومتى ينامون ويصلون ؟ ومتى يأكلون وأين ؟

أحياناًَ تراهم مع من هم اكبر منهم سناً من شباب الشوارع والأرصفة.. إنه أمر خطير مؤلم!!

وأحياناَ يركبون في سيارات غيرهم وينطلقون إلى أين؟ لا تدري ..

هل هم مذنبون أم أنهم ضحايا؟

أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )).

إنها إذاً مسؤولية الوالدين والأب خصوصاً عندما ينفرد الأب بنفسه في جلسات لا تنفع لمضغ القات ساعات طويلة.

لا يدري عن حال الأطفال ولا عن دراستهم ولا عن زملائهم ولا عن دخولهم وخروجهم والأم وإن حاولت فكثيراً ما تعجز بعد حين..

أليس هؤلاء رعيته؟ أليس مسؤولاً عنهم ؟

إن أطفالنا هم أغلى ما نملك، يحتاجون إلى الرعاية، وإلى الحنان وإلى التوجيه والى الجلوس معهم وسماع ملاحظاتهم والعناية بهم وعند إهمالهم وتركهم ستضيع الصلوات وستضيع الدراسة

وستضيع آمالهم وسيقعون فيما لا تحمد عقباه..

وسنعضّ أصابع الندم في يوم من الأيام عندما نحصد ثمرة ما نزرع..

وسنندم أكثر إذا سألنا الله يوم القيامة عن أمانه غالية ضيَّعنها... ولم نرعها ... نعم لم نرعها ....

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 10:07 PM

الزوج العازب
 
هكذا يعيش يتحرر من مسئولياته واحدةً بعد أخرى...

أما الأطفال فمسؤولية أمهم ويجب عليها ويجب .......

وأما طلبات المنزل فيمكن الاستعانة بأخوته أو إخوة زوجته أو حتى الجيران !!

وأما مشكلات المنزل فيحلها الزمن كلها.. إصلاحات المنزل.. وشراء بعض النواقص .. وتخلف بعض الأبناء عن المدرسة فضلا عن مشاجرة بعض الأطفال و.. و ..

وعند الطوارئ كمرض أحد الأولاد فربما تحرك وشارك أو أتصل بأحد الأقارب ليقوم بالواجب..

هكذا منذ سنوات.

لم يبق له من دور الأب إلا النوم في المنزل بلا نظام والجلوس مع زملائه ( أو لوحده أحياناً )..

يشاهد القنوات والأخبار ويستمتع ..

حتى جلسات الطعام قد يأكل بمفرده أو يشارك أسرته مرات قليلة..

لا يستطيع الالتزام بشيء تجاه أسرته ويشتكي من ضيق الوقت بين العمل والمنزل وكيف أنه بحاجه إلى الراحة والاسترخاء من الهموم..هموم العمل .. هموم الأسرة .. هموم الحياة.. أما الزوجة

فيجلس معها في أوقات قليلة وعلى عجل....

ويطلب منها أن تقضي وقتها مع أطفالها وصديقاتها,

ولا مانع لديه أن ترفه عن نفسها بمكالمات طويلة المهم ألا تشغله بنفسها وطلباتها:

ولا تزعجه بشيء من المشكلات والمنغصات:

إنه يريد أن يعيش بلا التزام وبلا مسؤولية !!

ومع هذا يريد أن تكون له أسرة وأطفال كيف ؟ كيف ؟؟؟

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 10:14 PM

رسالة إلى أبي
 
لقد بلغت العشرين من العمر:

لقد أصبحت رجلاً يا والدي !!

أدرس الآن بإحدى الكليات لكني لست راضٍٍ عن حالي: فأنا لا أستطيع أن أوفق بين دراستي وإدماني على القات ( يومياً ).. نعم ( يومياً )

ثم: ثم أصحو في الليل لأبدأ التفكير في البحث عن توفيره.

أجلس لساعات طويلة أحياناً مع زملائي خارج المنزل لكني أشعر بالندم والعجز عن التوبة الانقطاع!!

أبي سامحني أريد أن أقول شيئاً !!

لماذا سهلت لي هذه الطريقة قبل سنوات؟ عندما كنت تناديني للجلوس معك: وإحضار

( القات ) لك من ( فلان ).

إن حب الاستطلاع جعلني أجرب أن أفعل كما تفعل ظننت أن هذا فعل الرجال،

وأردت أن أسارع لأكون رجلاً.. أنت قدوتي .. أنت قدوتي ..

وحينما علمت أنت بذلك ودار بيننا صراع قلت لي: تعال واجلس بجواري وشاركني هـذه الجلسات ( بدل أن أفعل ذلك في الخفاء وبعيداً عنك )،

ومنذ تلك اللحظة وإلى الآن وأنا على هذا الحال,

أخاف أن تضيع دراستي وعملي ومستقبلي:

أنا لا أحملك كل المسؤولية إنني أعلم أن كل إنسان مسؤول عن نفسه عندما يكبر .

لكن لماذا مهدت لي هذا الطريق؟ ولم تكن لي قدوة أفضل ؟

ولماذا لم تخف علي من مخاطر هذا الطريق ؟

إنني أخشى أن أفعل مع أولادي كما فعلت أنت معي..

وأسأل نفسي: أي قدوة سأعطيها لأبنائي إذا واصلت على هذا الحال ؟؟

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 10:16 PM

كيف يمكن التوفير ؟
 
الحمد الله الذي من عليك بوظيفة مناسبة وقد قلت لي: إن معدل دخلك الشهري

هو( 5000 )ريال فكيف سيكون صرفها في ظروف معيشية صعبة في المنزل المستأجر

من جانب, والإنفاق اليومي على الغذاء وكسوة الزوجة والأبناء, وشراء الدواء

أحياناً , وإصلاحات السيارة أحياناً وفاتورة الهاتف الثابت أو الجوال , وتكلفة الكهرباء

شهرياً, ومعونة الوالدين عند الحاجة والمصاريف الموسمية, عند قدوم شهر رمضان وبدايات المدارس بل والمصاريف الخاصة بالإجازة الخ ...

هل يعقل مع هذا كله أن تنفق خمسين ريالاً أو مائة ريال تقريباً كل يوم على القات ؟

هل من العقل والحكمة أن يذهب ثلث أو ربع أو خمس الراتب في جلسة أو في ساعات قلائل

لا فائدة فيها؟ هل من المقبول أن تتلاشى أحلام الأسرة في منزل جديد مناسب ؟ وبعض

أساسيات الأثاث المنزلي الضروري وفي حياة كريمة دون حاجة إلى الناس.

كل هذا لأجل القات كل يوم..كل يوم !!

أليس توفير هذا المبلغ عبر الشهور والسنوات ثم إنفاقه على الحاجات الضرورية هو المطلوب؟وهو الذي يتمناه كل عاقل ورب أسرة مسؤول !!

كيف بالله نجمع بين شكواك من أحوالك المالية من الديون وإرهاق الفواتير وأنت في نفس الوقت تنفق الكثير.. الكثير.. من المال في مالا فائدة فيه !

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 10:17 PM

وأخيراً تركت القات
 
أي شي تغير في حياتنا ؟.. أي نعمة نشعر بها جميعاً ؟..أي أسرة نحن الآن ؟

كان قراراً صائباً قوياً هذا الذي اتخذته.

كنت أفكر فيه منذ زمن طويل, لكنني عجزت عن تحقيقه في الماضي.

أما الآن فقد عزمت ونفذت وتركت القات وأرجو أن يكون إلى غير رجعه إن شاء الله.



وإذا سألتموني لماذا تركت القات فسأجيبكم

- لقد سئمت مالا نفع فيه ومللت جلسات طويلة لا يعقبها إلا ندم .. نعم .. ندم ...

- لقد رأيت الفوضى في حياة أسرتي وفي نظام بيتي..

- لقد لمست معاناة زوجتي فعلاً ..كم تحملت وكم صبرت وكم اشتكت وكم بكت؟ وكم.. وكم؟

- كبر أبنائي فخفت عليهم قرناء السوء, وسوء التربية بعيداً عن عيني ...

- كاشفني بعض أقاربي بمشكلات حصلت للأولاد فندمت وندمت...!!

- نظرت في حالي وأنا موظف منذ عشر سنوات.. فإذا أنا لا أتقدم خطوة واحدة في أموري المالية.. المنزل كما هو بل يسوء.. الديون تزيد وتتراكم ... حاجات الأسرة تزيد كل سنه وكل موسم.. فشعرت بالأسف أن يضيع جزء من مالي في جلسات لا خير فيها نعم.. لا خير فيها..

- حتى صحتي تأثرت فمع القات والشيشة والدخان بدأت أعاني من مشكلات الوهن في الجسم والتهابات في الصدر ,وعسر الهضم والإمساك أثر علي فلا أعيش إلى على المسهلات...

- بل حتى مزاجي تغير..لمس ذلك بعض أصدقائي..بل شعر آبه الأقربون ( أولادي و زوجتي )..

- لقد بلغ عمري الأربعين ولا يكاد يمر يوم إلا وتفوتني إحدى الصلوات إما العصر أو المغرب وغالباً ما يكون الفجر وهكذا..فخفت وخفت !!

- لقد خفت الله وتذكرت ..

- مشاجراتي مع زوجتي مستمرة وصلت إلى حد خروجها من المنزل وأنا السبب..

أهملتها ووبختها .. لم أتحمل مسؤولياتها تركتها تصلي بجحيم مشكلات الأولاد والبنات....

لم أعطها وقتاً إلا قليلاً ولم أشاركها همومها إلا نادراً.

ومع توتر أعصابي كنت أتلفظ عليها بما لا يليق بين الزوجين.

لأجل كل ذلك قررت أن أعود إلى حياتي الطبيعية وأن أقبل التحدي مع نفسي..



واليوم

كم هو السرور الذي يشعر به أولادي,
أجلس معهم كثيراً, نتحدث سوياً في أمور مختلفة..
أبادلهم الرأي، أشاركهم حل الواجبات, وأتبادل معهم الأخبار والمعلومات,
نجلس سوياً على سفرة الطعام أسرة واحدة في سعادة وسكينة وراحة لا تنسى.
حتى إن ابنتي تقول وهي تبكي لماذا لم تفعل هذا معنا منذ زمن يا أبي ؟
لكنني ألتزم الصمت ولا أجيب فلا جواب عندي !!

زوجتي عادت من جديد.. والبسمة على شفتيها فسرها أن أكون معها...

أن أشاركها همومها.. بل أن اجلس معها وألاطفها في راحة بال وسعة صدر.

(وماذا بعد)

لقد قلّت خلافتنا ومشاجرتنا كثيراً وكثيراً جداً,

وها نحن الآن نفكر في البحث عن أرض لنشتريها ,

ونجتهد في توفير بعض مالنا لذلك حتى لو احتجنا لسنوات أخرى ونسأل الله التيسير.

وأكثر من ذلك وأهم .. أنني أشعر بتوبتي وصدقي مع الله عز وجل ,

فلم أعد أضيع الأوقات والصلوات والحمد الله على كل حال.

أشعر أنني أقوم بمسؤولياتي تجاه زوجتي وأبنائي الكبار والصغار وأرعاهم،

وأرجو من الله أن يتجاوز عما كان مني من خطأ وقصور،

وأن يكون حالي كل يوم أصلح وأفضل وإلى الأمام دائماًَ..

إنها سعادة غامرة ,,,

ومشاعر صادقه لا توصف.........

وحياة جديدة.. حياة بلا قات.. بلا قات

الدكتور أحمد باذيب 12-02-2005 11:11 PM

(cnn) تشارك في الحملة
 
صنعاء، اليمن (CNN) -- يعتقد العديد من الخبراء أن جذور المشاكل الاقتصادية المزمنة التي يعاني منها اليمن تكمن في "القات" الذي يقف وراء ارتفاع معدلات البطالة وانتشار الأمراض والفقر بجانب الأمراض.

وفشلت مساعي الحكومة اليمنية في تقليص عادة مضغ القات المتأصلة التي يدمن عليها قرابة 90 في المائة من الرجال وسط تزايد أعداد مستخدميها من النساء والأطفال، وفق إحصائية للبنك الدولي، نقلاً عن الأسوشيتد بريس.

وتحت ضغوط دولية مكثفة لتحسين الاقتصاد اليمني العليل، قدمت حكومة صنعاء مؤخراً "ورقة إستراتيجية خفض الفقر" التي تستهدف القات وزراعة كأحد مصادر إهدار المياه.

وتستهلك زراعة القات في إقليم صنعاء وحده ثلاثة أمثال المياه المخصصة لاستهلاك السكان.

وباءت عدة قرارات حكومية أصدرت بين عامي 1972 و 1976 تمنع زراعة القات أو تعاطيه بالفشل نظراً لعدم وجود آلية فعالة لتنفيذها.

ويلقي المختصون بلائمة تردي الأوضاع الاقتصادية في أفقر دول الشرق الأوسط وقلة الإنتاجية وأزمة البطالة التي تبلغ معدلاتها 40 في المائة بجانب تفشي الفقر والأمراض والاستخدام المفرط للمياه على القات.

وقال خالد الشق من صندوق التنمية في اليمن التابع للأمم المتحدة "القات هو القضية الاجتماعية-الاقتصادية الأولى لليمن... إنها تظهر جلياً كل إحباط اليمن."

يؤثر تعاطي مخدر القات تأثيراً كبيراًُ على اقتصاديات الدول التي ينتشر فيها، فزراعته تحتل مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة ويستهلك كميات من المياه يمكن استغلالها في محاصيل أخرى نافعة تحتاج إليها هذه الشعوب في غذائها.

وأثرت زراعة القات في اليمن على معظم المحاصيل المهمة وبخاصة على البن الذي اشتهرت به لسنوات طويلة، وفي تقديرات منظمة الأغذية والزراعة تقدر المساحات المزروعة بالقات في اليمن بربع مساحة الأراضي المروية.

وبالرغم من إعلان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وكبار المسؤولين اليمنيين عن الإقلاع عن عادة المضغ على أن يحذو الشعب حذوهم، إلا أن العديد يتبرم من أن السلطات اليمنية غير ملتزمة تماماً بمكافحة الظاهرة نسبة للأرباح الوفيرة التي تدرها زراعة على كبار المسؤولين وشيوخ القبائل النافذة.

وقال د. هاشم الزين من منظمة الصحة العالمية "اليمنيون يتحاشون الحديث عن ذلك.. هناك مجموعة كبيرة من الأناس تسير أعمال القات الذي يدر الملايين."

ومع حلول فترة الظهيرة يتوقف اليمنيون عن العمل للبدء في مضغ القات حيث يضع المتعاطي أوراقها في فمه ثم يقوم بمضغها وتخزنيها في أحد شدقيه ويمتصها ببطء عن طريق الشعيرات الدموية في الفم، أو يبتلع المتعاطي عصيرها مع قليل من الماء أو المياه الغازية بين الحين والآخر.

وتستمر عملية الاجترار هذه لساعات طويلة، حيث يبدأ المضغ (التخزين) بعد تناول الغداء الذي يكون غالباً بين الواحدة والثانية ظهراً إلى قبيل غروب الشمس، ثم يعاود بعضهم التعاطي مرة أخرى حتى ساعة متأخرة من الليل

ويذكر أن منظمة الصحة العالمية أدرجت القات عام 1973 ضمن قائمة المواد المخدرة، بعدما أثبتت أبحاث المنظمة التي استمرت ست سنوات احتواء نبتة القات على مادتي نوربسيدو فيدرين والكاثين المشابهتين في تأثيرهما للأمفيتامين amphetamine.

الصهدوود 12-07-2005 11:29 PM

تشكر دكتور أحمد على هذا الموضوع الممتاز وإثرائه بالمعلومات المهمة
واقترح على الحلان ان ينوي كل واحد على ان يقنع شخصا من ترك هذه الآفة
ويضع بينه وبين نفسه وعد با نيحاول ماستطاع الى ذلك سبيلا
وتكون النية خالصة من القلب حتى تكون النتيجة ايجابية وفعالة

اليمني 02-06-2006 03:01 PM

جزاك الله خيرا يادكتور كثير يعرفون المساوئ
للقات والدخان ومع ذلك هم يدمنون عليه
ارجو ان يتفاعل الجميع مع هذا الموضوع
لوضع خطط عمليه لمحاربة هذهالآفة.

الدكتور أحمد باذيب 02-09-2006 03:03 PM

كاتم يختار البرسيم!
 
لماذاء لاتاكل البرسيم بدلا عن القات

الى كل الاخوه المولعين بتخزين القات اقول لهم لماذء ياخوتى لاناكل البرسيم بدلا عن القات
لكن قد يفهم البعض من كلامى اننى استهزى باخوة القات لاوالله..ولكن اكيد لو وجهت هذا السؤال
لاحد المدمنين على هذه الشجره الخبيثه وقلت له لماذاء لاتاكل البرسيم من الموكد سوف يغضب
وقد يسمعك كلام لا تحب ان تسمعه ..
وسيقول لك اش تقصد من كلامك هل انا حيوان آكل برسيم .
نقول لاخينا لا لا حاشاك ان تكون حيوان بل الحيوان افضل منك لآن الحيوان فطرته دلته على ان ياكل
هذا النبات المفيد ...
لكن المشكه والعيب فيك انت يا صاحب العقل يامن كرمه الله وفضله على سائر المخلوقات
رغبت عن البرسيم لانه من وجهت نضرك لايصلح الا للحيوان اما القات فادمنته واهدرت الكثير
من المبالغ فيه..
اما لو خزنت البرسيم بد ل القات لكان افود وانفع لك؟
فالبرسيم له فوائد صحيه متعدده منها:
مفيد فى آلام المفاصل
مفيد فى التهاب الكلى والاحتباس البولى
مفيد فى التهاب قرحة المعدة والقولون لتاثيره القلوى
يمنع سيولة الدم وتجلطه
مفيد فى علاج الانيميا
يخفض نسبة الكرسترول
يستخدم كمقاوم للفيروسات والفطريات لاحتوائه على الاحماض الامينيه
مفيد فى امراض الشيخوخه الارق والوهن لاحتوائه على مادة السيلينيوم
ينظم هرمونات الجسم وله تاثير على هرمون الاستروجين الانثوى وضطرابات الطمث
يفيد فى علاج الثه وتسوس الاسنان..وتفيد البراعم فى ازالة الرواسب الصفراء للاسنان
واروائح الكريهه بالفم..
منظم لمرضى السكرى
يعمل كمنق للسموم والمعادن والدهون ومن ثم تقليل الاصابه بحب الشباب
ويمكن تناول البرسيم فى عدة صور منها التخزين به بدلا عن القات
هيا بنا الى سوق البرسيم لا الى سوق القات..
نعم نعم للبرسيم لا لا للقات...

ابوعقيل 02-12-2006 09:01 PM

د\ احمد باذيب كلمة شكرا لاتكفي على موضوعك الهام وهو الحمله الوطنيه للقضا على القات
وبما انك طبيب ومثقف سوف تكون كلمتك لها اثر كبير لاقناع من ابتلى بهذه الاافه بتخلي الطوعي عنها
وارجو ان تكون مثبته في كل سقيفه خاصه الشعبيه منها ولو تستطيعون ادراج الصور لامرض القات يكون افضل
لقد كانت الصين في منتصف هذا القرن معظم شعبها مدمن افيون وادمان الافيون مقارب لادمان القات وقامت بحمله لمحاربت الادمان من الافيون محاربت الجهل ومحرربت الفقر وهو الثلاثي لم تستطيع التخلص منه بلادنا لحد اللحضه وفقكم الله ولكم تحيه والسلام .

الدكتور أحمد باذيب 02-13-2006 03:42 PM

افكار رائعة
 
ابو عقيل
اليمني
الصهدود
شكر الله سعيكم
شكرا على مروركم الكريم
ننتظر المزيد من الافكار حول دور كل منا في اقتلاع القات

عيوني حزينه 03-12-2006 10:58 AM

لا يغير الله بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم
هذا اساسه قلة الوازع الديني وهو غضب حل علينا من الله سبحانه وتعالى
كل المصائب انتشرت في الآوان الاخيرة على جميع المسلمين والعرب سببها غضب من الله حتى نبينا وقدوتنا
مسوه واعتدو عليه وسببه تفككنا وقلة الدين عافانا الله
دكتور احمد....
انا لا اعلم شئ عن هذا المسمى بالقات لكن سمعت كثير عنه بسبب دخولي الشبكات العنكبوتية
ومايلحقه من اضرار على شعب اليمن الحبيب سبحان الله اليمن اهل الحضارة كيف وصل الحال بهم
احتمال يكون غضب من ربي لتعاطيهم هذا القات الله يهديهم ويصلحهم يارب
دكتور احمد...
ربي يقويك ويجزاك خير الجزاء لهذه الحملة التي تقوم بها ربي يقويك وينصرك لما فيه خير وصلاح
الف شكر لك
اختك هتون

الدكتور أحمد باذيب 03-13-2006 06:32 AM

حتى يغيرو ما بأنفسهم...............
 
جزاك الله خيرا اختي هتون على تعليقك
قلتي: هذا اساسه قلة الوازع الديني ....... فعلا والسبب الجهل بعواقب الامور دنيا وآخرة.....
بارك الله في كل من نصح ووضح

ربشه 03-13-2006 04:18 PM

تشكر يادكتور احمد بس ايش رأيك نبعق بعدين الناس بايجيبون لنا برسيم هههههههههههههههههههه.
وبعدين بانسمن ههههههههههههههههههه . وبعدين بايبيعون نحن في سوق الغنم ههههههههههههه.

الدكتور أحمد باذيب 03-17-2006 11:40 PM

فتوى محمد الامام في تحريم القات
 
فتوى في حكـم القات
للشيخ محمد بن عبدالله الإمام -
بسم الله الرحمن الرحيم
فتوى في حكـم القات

س : ما حكم الإسلام في القات أكلاً وزراعةً وبيعاً وشراءً وهديةً؟
ج : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
القات أكله وزراعته وبيعه وشراؤه وإهداؤه حرام وذلك للأدلة والأسباب التالية:
أولا: الدليل من القرآن:
قد جاءت الأدلة الواضحة في بيان خبث القات وتحريمه ومن ذلك قوله تعالى مبيناً وظيفة رسولنا

ويحل لهم الطيبات ويحرّم عليهم الخبائث
فذِكْر تحريم الخبائث في مقابل تحليل الطيبات يفيد أن كل خبيث حرام سواء كان في المأكل أو المشرب أو النكاح أو غير ذلك، والله سبحانه وتعالى يخبر في هذه الآية أن نبينا e يحرّم ما فيه الضرر والخبث، فلم يحرّم علينا نبينا شيئا هو طيّب من كل الجهات، وتحريم الشيء إما أن يكون لذاته أو لغيره.
أما الحرام لذاته: فهو كلحم الخنزير والخمر وما أشبه ذلك.
والحرام لغيره: كقول المصطفى : ((من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنّ مسجدنا)) هذا الحديث متواتر، فالتحريم هنا للرائحة الحاصلة من أكل هذه الشجرة - أي البقول والكراث والثوم والبصل - بسبب مؤاذاة الناس ومؤاذاة الملائكة في بيوت الله.
والقات لا يخرج عن كونه محرّماً لذاته أو محرّماً لغيره، وبعض الناس يقول: ليس هنالك آية ولا حديث يعيّن تحريمه!!, فيقال : الآية شاملة لتحريم كل خبيث وبالذات أن الله ذكر الخبيث في مقابل المباح الطيب، وقد قال جمعٌ من العلماء بعموم الآية في التحريم وهذا هو الظاهر، ولقد سمعنا كثيراً من آكلي القات يعترف بخبث القات ولا تجد أحداً يقول عن القات إنه طيّب إلا إذا كان مكابراً، فإذا كان ضرره ضامرا للخاص والعام فما هو العذر لمن لم يقل بتحريمه؟ إذ أن العبرة بعموم الألفاظ والأخذ بظواهرها، وهذا هو المتعيّن هنا.
ولو جئنا نقارن بين شجرة القات وبين المأكولات الطيّبة النافعة الأخرى التي أباحها الله وأحلها لنا لوجدنا أن المباحات والطيبات ليس فيها ضرر بخلاف القات فإن فيه من الأضرار والمفاسد ما الله به عليم, فهل هذا إلا دليل على تحريمه؟
ومن جهة ثانية نجد أشياء محرّمة في الشريعة وضررها أقل من ضرر القات بكثير مثال ذلك: ثمن الكلب كما جاء في البخاري ومسلم من حديث أبي مسعود وهو متواتر فقد جاء عن عدة من الصحابة، ويستثنى من ذلك الكلب المعلَّم، وكمثل تحريم بيع الشاة باللحم، وكتحريم النجش وهو الزيادة في السلعة ممن لم يرد شراءها، فهذه وأمثالها أضرارها قليلة وهي محرّمة، وكلما كثر الخبث اشتد التحريم كما في حديث هلاك العرب في الصحيحين وفيه: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم إذا كثر الخبث)) والقات ما يأتي من يوم إلا وشرّه يزيد، فلذا يقال إن القات بسبب زيادة أضراره على الفرد وعلى المجتمع ودخوله في عداد الخبائث فهو حرام.
الدليل من السنة:
قال الرسول e: ((لا ضرر ولا ضرار)) وقد جاء هذا الحديث عن ثمانية من الصحابة وهو صالح للاحتجاج، وقوله: (لاضرر) إخبار وهو أبلغ مما لو قال: لا تضرّوا، وهذا الحديث قاعدة عامة تبنى عليها مسائل كثيرة لا تحصى ولا تعد إذ أن قوله e: (لاضرر ولا ضرار) أي لا تضروا بأنفسكم ولا تضروا بغيركم، وأفاد الحديث أن كل شيء يضر بالنفس أو يضر بالغير فهو محرّم إلا ما خصه الدليل، وقد روى الإمام أحمد في مسنده وأبو داود والبيهقي وغيرهم عن أم سلمة أن النبي e: ((نهى عن كل مسكر ومفتّر)) -لفظة (ومفتّر) تفرد بها شهر وفيه ضعف-.
وبقيت أدلة أخرى من القرآن والسنة لم أذكرها هنا لما في الأدلة السابقة من الوضوح والبيان وحتى لا تطول الفتوى وكما يقال: الحليم تكفيه الإشارة والبليد لا تكفيه غرارة.
ومن الأسباب التي تجعل القات محرّماً ما يلي:
1- شجرة القات فيها مادة مخدرة كما قرر ذلك المؤتمر العربي لشؤون المخدرات في دورته الخامسة عام 1969م بأن هذا النبات مخدر ومضغ أوراقه منعش ومنبّه وأنه يمدد حدقة العين ويهيّج الجهاز العصبي المركزي، كما قرر المؤتمر الإسلامي لمكافحة المسكرات والمخدرات المنعقد بالمدينة النبوية عام 1400هـ تصنيف القات ضمن قائمة المخدرات [انظر كتاب (القات) للمرزوقي (ص 304، 309) والواقع شاهد بذلك – أن فيه تخديراً – فإن آكل القات يشعر بحيويّة ونشاط أثناء التّخزين ويظل الساعات الطوال وهو جالس على هيئة واحدة ولا يتعب، وبعد الانتهاء من أكل القات يشعر بالإرهاق والتعب والضيق.
2- ثبوت أضراره وهي على قسمين: عامة وخاصة:
-أ- الأضرار العامة: وتكون في عدة أمور:
الأمر الأول: الإضرار باقتصاد البلاد:
حيث إن زراعة القات صارت تشمل أكثر الأراضي الزراعية التي كانت تزرع الحبوب بجميع أنواعها, وكانت اليمن في اكتفاء ذاتي بالنسبة لجميع الحبوب، فلما زرع القات واتسعت زراعته على حساب الزراعات الأخرى صار الشعب عالةً على الدول الأخرى وخاصة الكافرة في استيراد القمح والدقيق وما أشبه ذلك، ولو منعت هذه الدول التصدير لسبب أو لآخر لمات الشعب جوعاً لأن بعض البيوت لا يوجد فيها غالباً إلا القليل من القمح أو الدقيق سرعان ما ينفد خلال أيام معدودة, وهذا هو الواقع، وكما يقال أهل مكة أدرى بشعابها، ولاشك أن من أعظم الإهانات التي تقوم بها الدول (الكبرى الكافرة) على الدول الصغرى والشعوب هي المحاربة لها في أرزاقها وبالذات في لقمة العيش، وبذلك نصبح لقمةً سائغةً بيد أعدائنا, ولا ننسى أن أعداءنا يقومون بتنفيذ خططهم وأفكارهم في بلادنا ويرغمون حكّامنا على قبولها وتنفيذها بسبب شدة حاجتنا إليهم للقمة العيش، وكذلك البلاد تستورد هذه المواد بالعملة الأمريكية (الدولار) وتنفق مئات الملايين من العملة المحلية في مقابل حفنة فليلة من الدولارات اليهودية الصليبية, وهذه من أعظم الأضرار على الاقتصاد وعلى الشعب نفسه. فنصيحتنا للشعب وللدولة أن يبادروا بقلع هذه الشجرة الخبيثة من جميع الأراضي الزراعية في أنحاء اليمن واستبدالها بالزراعات الطيّبة النافعة كالحبوب والخضروات والفواكه وغيرها، وبحمد الله الأراضي الزراعية في اليمن من أخصب الأراضي الزراعية في العالم ومحاصيلها وثمارها من أجود المحاصيل والثمار في العالم والواقع يشهد بذلك.
الأمر الثاني: ضياع الأوقات وقلة الإنتاج:
حيث إن آكلي القات يضيّعون الساعات الطويلة في أكل القات فيضطرّون إلى التوقف عن أعمالهم في الغالب وإن كانت مهمة, لأنهم لا يجدون لذة أكل القات إلا إذا كانوا جلوساً، فلو قدّرنا أن عدد سكان اليمن ثمانية عشر مليوناً وأن عدد آكلي القات عشرة ملايين -على أقل تقدير- وأن كل فرد يضيّع ساعتين فقط من ساعات النهار مع العلم أن الغالب على الذين يأكلون القات أنهم يضيّعون أكثر من ذلك ، بل بعضهم يأكل القات من بعد الظهر إلى بعد العشاء وبالذات في الولائم والأعراس والمهرجانات وما أشبه ذلك، فلو ضربنا ساعتين في عشرة ملايين فالناتج عشرون مليون ساعة يوميا تهدر بدون إنتاج وبدون أي فائدة تعود على الفرد أو على المجتمع, فهل يجوز لهذا المجتمع أن يضيّع هذه الأوقات وهذه الأعمار في يوم واحد؟ فما بالك بمرور الشهور والسنين على هذه الحالة بل والعمر كله!!. وبضياع هذه الأوقات تضيع حقوق كثيرة ـ حقوق لله وحقوق للمجتمع ـ فأي عاقلٍ يرضى بهذا؟!
الأمر الثالث: انتشار الفقر وزيادة الفوارق بين الناس:
من المعروف أن أغلب الشعب من ذوي الدخل المحدود, والقليل هم الأغنياء وأصحاب الأموال, ومع ذلك تجد أن أكثر مدمني القات يحرمون أبناءهم من القوت الضروري من أجل شراء القات، ومهما تحصل الشخص على أموال فإنه ينفق أكثرها في شراء القات، بل بعضهم قد تتراكم عليهم الديون بسبب شراء القات وبذلك تعيش الأسرة في فقر مستمر.
أما اتساع الفارق بين طبقات المجتمع فهو واضح فتجد أن الذين يزرعون القات أو يبيعونه ويتحكمون في سعره هم من أغنى الناس وأن معظم الأموال تصير في أيديهم، وبالمقابل نجد أن معظم مدمني أكل القات هم من أفقر الناس ومن أبأسهم وبهذا يختل التوازن في المجتمع وتنتشر العداوة والبغضاء والحقد والحسد, وبالتالي تكثر المشاكل بين الناس والحروب, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الأمر الرابع: انتشار الرشوة والسرقة والغش والكذب وضياع الحقوق:
من المعلوم أن أكبر سبب لوجود الرشوة في بلادنا هو وجود القات فالعامل أو الموظف صاحب الدخل المحدود إذا لم يجد حق القات اضطر لأخذ الرشوة من أجل شراء القات، وبهذا تضيع حقوق الناس وينتشر الفساد؛ كذلك نجد أن بعض المدمنين على أكل القات والذين لا يجدون أعمالاً قد يلجئون إلى السرقة من أجل الحصول على قيمة القات والعياذ بالله، ومنهم من يكتب أحكاما وبصائر مزورة، ومنهم من يغش ويحلف الأيمان الفاجرة، ومنهم من يأكل مال اليتيم، ومنهم من يسلب حق المسكين، ومنهم من يقع في البدع كقراءة القرآن على الأموات وغيرها من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، كل ذلك من أجل شراء القات، وبهذا تؤخذ أموال الناس بدون حق وتنتشر هذه المعاصي في المقدمة في المجتمع والسبب هو القات، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أما الأضرار الخاصة فكثيرة جداًّ ويمكن اختصارها في ثلاثة أمور:
1ـ الأضرار الدينية:
أكثر المدمنين على أكل القات يتركون الصلاة في أوقاتها جماعةً في المسجد، بل بعضهم قد يترك الصلاة بالكلية بسبب القات وربما تمر الأسابيع والشهور بل والسنين وهو تارك للصلاة والعياذ بالله، مع العلم أن إبليس الرجيم طرد من رحمة الله بسبب سجدة واحدة تركها فما بالك بمن يترك الصلاة كاملة؟ وما بالك بمن يترك الخمس الصلوات في اليوم والليلة؟ وما تلاعب هؤلاء بالصلاة إلا بسبب انشغالهم بأكل القات ـ غالباً ـ وطلبهم للراحة في حد زعمهم (ومعلوم أن الصلاة هي عمود الدين فمن تركها فقد كفر), ومنهم من يصلي العصر بعد الظهر مباشرة بدون عذر شرعي سوى عذر القات, وهذا لا يجوز شرعاً فقد قال تعالى: ]إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا[ وكذلك نجد أن القات يسبب إهمال الأسرة وضياع الأولاد فينحرف سلوكهم وهذا مخالف لما أمر الله به ورسوله عليه الصلاة والسلام , فالأب والأم مسؤولان عن أولادهما قال تعالى : ] يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا [ وثبت من حديث ابن عمر في الصحيحين أن النبي e قال: ((كُلُّكم راعٍ وكُلُّكم مسؤولٌ عن رعيته ...)) الحديث. ومن أضراره أيضاً أنه يذكي شهوة الغيبة والنميمة والنيل من أعراض المسلمين في مجالس القات، وهذا محرّم في دين الإسلام.
2ـ الأضرار البدنية:
منها أن آكلي القات والمدمنين عليه يصابون بالضعف الجنسي، وركاكة الأولاد، وضعف الشهية، والإمساك المزمن، والسهر، وتحطيم الأضراس والأسنان، وهزالة الجسم، واصفرار الوجه، والسلس البولي (الودي)، ومنها أن بعض آكلي القات يصابون بكثرة الوساوس والشكوك وبالذات حراّس القات وربما وصل بهم الأمر إلى حد الجنون، وهذا الأمر معروف لديّ بسبب معالجتي للمصابين بالمس الشيطاني والسحر، إلى غير ذلك من الأضرار التي لا تخفى على أحد.
3ـ الأضرار المالية:
لاشك أن أضرار القات المادية يعرفها الجميع حيث إن الشخص قد يحرم أولاده من القوت الضروري من أجل شراء القات وقد قال رسول الله e: ((كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يقوت)) من حديث عبدالله بن عمرو عند أحمد وأبي داود وغيرهما وحسنه الألباني في صحيح الجامع، ومنهم من تتراكم عليه الديون الكثيرة فلا يستطيع قضاءها حتى صار مشهورا عند من يعرفونه أنه مطّال فلا يجد من يقرضه لشراء رغيف من الخبز, بل إن بعضهم يضطر إلى بيع أثاث بيته من أجل شراء القات.
فالقات سَبَبٌ للفقر وهو مضيعة للأموال, فمهما بلغ دخل الشخص من المال فإنه يذهب معظمه في شراء القات، ولذلك فإن المخزّن تزداد حالته من سيء إلى أسوأ خاصةً في أيامنا هذه مع وجود الغلاء وارتفاع الأسعار فيصاب الشخص بالهم والغم والضيق، والمخزّن الذي بهذه الحالة لا يستحق أن يرحم من قبل الغير لأنه لم يرحم نفسه أولاً بترك أكل هذه الشجرة الخبيثة المدمرة له ولأسرته.
وهذه الأضرار الخاصة قد تجتمع في الشخص كلها، وواحد من هذه الأضرار كافٍ للابتعاد عن القات وبغضه والتحذير منه، وهذا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
والمتعاطون للقات بعد انتهائهم من أكله يسبّونه سباًّ فضيعاً ومن ذلك قولهم: (القات من أخبث الأشجار) وهذا الحكم وإن كان فيه شيء من التجاوز إلا أنه دليل على إحساسهم وشعورهم بشدة إضراره بهم، ولكنهم مع ذلك لا يستطيعون أن يتركوه يوماً واحداً خضوعاً لشهواتهم وأهوائهم، بل بعضهم قد يحلف الأيمان المغلّظة أنه ما يأكل القات مرةً
أخرى ثم يعود لأكله وينقض يمينه وهو غير مبالٍ والعياذ بالله.
وعلى ضوء ما سبق ندرك جميعاً عظمة هذا الدين وأن الله عز وجل لا يحذّر من شيء إلا لما فيه من الضرر والفساد على العباد.
وهذه الفتوى قلتها من باب النصح وإبراء الذمة ونأمل أن يستفيد منها وينتفع بها الباحث عن الحق والصواب، وهذا ما يجعلنا نأمل حصول الخير الكثير في مجتمعنا لأننا نجد أن الحق له قبول في أوساط الناس المنصفين، وأما المكابرون والمعاندون فلو تناطحت الجبال بين أيديهم ما ترك أحدهم باطله إلا أن يشاء الله، بل ولا يعترف بالحق فضلاً عن أن يتبعه؛ وأسرع الناس استجابةً هو من كان يحب سلامة دينه وصلاح نفسه وكمال سنِّيّته، فأصحاب المصالح والأهواء لا يقبلون الأدلة إذا خالفت مصالحهم وأهواءهم، فالشجاع حقاًّ هو الذي يقبل الحق ولا يبالي بمن تأخر من الناس.
والملامة تكون على الرجل الذي عاش مدة يهز المنابر ويرتفع صوته وتنتفخ أوداجه محذراً من أكل القات وفجأةً إذا به يأكله مع الآكلين ويضيِّع أوقاته مع المضيّعين، فيا لها من خسارة.
ونصيحتي لكل مسلم أن يلتزم بمنهج أهل السنة والجماعة عقيدةً ومنهاجاً وخلقاً في المأكل والمشرب والعداوة والحب والرضا والسخط وفي كل شؤون الحياة.
وهنا سؤال يردد وهو: هل يجوز للشخص أن يحلف على ترك أكل القات؟
الجواب: لا يجوز هذا لأمرين:
الأمر الأول: أن الأصل أن يترك المسلم المعاصي بالعزم والصدق مع الله ويستعين على ذلك بالدعاء والتعاون مع إخوانه، وهذا عهد بينه وبين الله أن يسمع الحق فيقبله قال الله: ]واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إنّ الله عليمٌ بذات الصدور[ المائدة، أمّا كون الرسول صلى الله عليه وسلم يبايع الأمة على ترك المعاصي كقوله صلى الله عليه وسلم: ((بايعوني على ألاّ تشركوا بالله شيئاً...)) الحديث’ فهذا خاصٌّ به عليه الصلاة والسلام وبكل إمامٍ للمسلمين.
الأمر الثاني: قد عُلم أن الغالب على من يحلف على ترك القات أو غيره من المعاصي أنهم ينقضون عهدهم وبالذات آكلي القات لشدة تمسكهم به وتوقان أنفسهم إليه، وإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز الحلف لأنه يكون قد خفر ذمة الله كما جاء من حديث بريده عند مسلم وغيره في وصيته صلى الله عليه وسلم لأمير السريّة والحديث طويل وفيه: ((وإن حاصرتَ أهل حصنٍ فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله)) فعلى المسلم أن يجاهد نفسه على ترك المعاصي والإقبال على الطاعات والله هو الميسّر والمعين.
سؤال آخر: إذا حلف الشخص ثم نقض يمينه هل عليه كفارة؟
الجواب: عليه كفارة لأنه بقدرته أن يلتزم ويبقى على ما حلف عليه ولكن تنازلاً مع شهواته ينقض الأيمان ولو بعد توكيدها، فدل هذا على أن عليه كفارة مع بقاء الإثم عليه بسبب رجوعه إلى المعصية بل يكون الإثم أشد.
تنبيه:
هناك ادِّعاءات على أن القات فيه علاج لمرض السكر، وهذه الادِّعاءات مجرّدة عن الدليل، وقد أثبتت البحوث الطبية عدم حصول هذا ومن ذلك بحث قامت به جامعة صنعاء وغيرها نفوا فيه حصول ذلك، وعلى سبيل الافتراض أن القات فيه علاج لمرض السكر فهل هذا مسوِّغٌ لأكله لمن ليس بمصاب بهذا المرض؟ بلا شك: لا.
وقد أفتى بتحريم القات علماء كثيرون منهم الشيخ/ أحمد بن حجر الهيتمي(974هـ) في كتابه: (تحذير الثقات من أكل الكفتة والقات)، والفقيه أبو بكر بن إبراهيم المقري الحرازي الشافعي في كتابه (تحريم القات)، والشيخ/ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ/ عبد العزيز بن باز، والشيخ/ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني وعلماء آخرون؛
وأما الشيخ/ مقبل بن هادي الوادعي فقد وافق على هذه الفتوى. وقد ألِّفت الكتب الكثيرة في تحريم القات وذكر أضراره ومفاسده منها: كتاب (كشف الشبهات عن أضرار القات) للدكتور/ إبراهيم بن عباس، وكتاب (القات) للدكتور/ المرزوقي والدكتور/ أبوخطوة، وكتاب (شهادات الثقات على أضرار القات) للشيخ/عائض بن علي مسمار، وكتاب (القات والمجتمع) لأبي إبراهيم الطيري .
ملاحظة: لم نذكر جميع الشبهات والرد عليها هنا لأن هذه عبارة عن فتوى وليست كتاباً، نسأل الله أن ينفع بها وأن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم، والحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

كتبه/ أبو نصر محمد بن عبد الله الإمام
المصدر:
http://www.sahab.net/sahab/showthread.php?postid=515787

http://www.sahab.ws/3069/news/4338.html?print=1[/QUOTE]

bagafar 03-18-2006 05:20 PM

تحذير أهل الإيمان من تعاطي القات والشمة والدخان
 
شكرا دكتور أحمد على مواضيعك المميزة وفي مقدمتها موضوعك عن القات ومحاربته واعلن إنضممامي تحت لواءكم في محاربة الافه الخبيثة والدخيله...... .

تحميل كتاب تحذير أهل الإيمان من تعاطي القات والشمة والدخان لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله من هنا

الدكتور أحمد باذيب 03-20-2006 08:05 AM

اهلا وسهلا والله الموفق
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bagafar
شكرا دكتور أحمد على مواضيعك المميزة وفي مقدمتها موضوعك عن القات ومحاربته واعلن إنضممامي تحت لواءكم في محاربة الافه الخبيثة والدخيلهrl

وفقنا الله جميعا لمافيه الخير والصلاح

bagafar 03-20-2006 09:23 AM

ثوره ضد القات
 
اخونى الاعزاء اليوم نبغى نسوي شي عملي مميز:
دعوه منى لطباعه الصوره المرفقه والفتوى وكذلك الكتيب وتوزيهعا في كل مكان تصل إليه ايدينا في المساجد إهداءه للأصدقاء والزملاء الاهل الاولاد الكل تمريره بالبريد الالكتروني لقائمة البريد عندكم للجميع بلا إستثنى المخزنين وغير المخزنين لابد للجميع ان يعرف لابد .
اخوكم كاره القات ( المخدرات) //bagafar
حضرمي أصيل مايخزن
http://forum.hawaaworld.com/files/67452/warda4.jpg
فتوى في تحريم القات أكله وزراعته وبيعه وشرائه
رابط الطباعه أدناه:
http://www.sahab.ws/3069/news/4338.html?print=1

تحذير أهل الايمان من القات والشمه والدخان
لتحميل الكتيب وطباعته من هنا:
http://www.sh-emam.com/books/tahder.zip

الدكتور أحمد باذيب 03-24-2006 11:27 PM

جزاك الله خيرا
 
مشاركة غاية في الاهمية

الدكتور أحمد باذيب 03-31-2006 10:10 AM

اخوكم حضرمي غير مخزن يدعوكم للمشاركة
 
دعوه منى لطباعه الصوره المرفقه والفتوى وكذلك الكتيب وتوزيهعا في كل مكان تصل إليه ايدينا في المساجد إهداءه للأصدقاء والزملاء الاهل الاولاد الكل تمريره بالبريد الالكتروني لقائمة البريد عندكم للجميع بلا إستثنى المخزنين وغير المخزنين لابد للجميع ان يعرف لابد .
http://forum.hawaaworld.com/files/67452/warda4.jpg
فتوى في تحريم القات أكله وزراعته وبيعه وشرائه
رابط الطباعه أدناه:
http://www.sahab.ws/3069/news/4338.html?print=1

تحذير أهل الايمان من القات والشمه والدخان
لتحميل الكتيب وطباعته من هنا:
http://www.sh-emam.com/books/tahder.zip

bagafar 04-12-2006 11:39 AM

الثبات في حظر القات
 
اليوم بين يدينا كتاب الثبات في حظر القات لمؤلفه أبو عبدالرحمن عبد المؤمن بن عالم الصومالى وهو كاتب صومالي ممن عاينوا مضار هذا المخدر القات اللعين في بلاده الصومال وماجاورها من بلدان أفريقيه والتي يعتقد أنها المصدر الاول لدخول القات لليمن والتي إنتشر فيها بصوره مفجعه حتى اصبح عاده او سمه من سمات الشعب اليمني التخزين فضاعت الحكمة اليمانيه وإحتلت مكانها ثقافة الإجترار أو الثقافة القاتية التي تحكم اليمن وتسيره الان .


والكتاب مؤلف من مقدمه وسبعه فصول ويحوي العديد من الحقائق التي لم نكن نعرفها والتي سنتطرق إليها في المشاركات القادمه إن شاء الله أترككم الان مع الكتاب.المنقول من موقع المؤلف على النت .




والآن مع الكتاب




بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونسستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله "ياءيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" ياءيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذى تساءلون والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً " ياءيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً.
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار أعاذنا الله منها ؛ ولهذا لا ينبغى للعلماء والدعاة أن يكونوا فى واد والأمة بمشكلاتها وأزماتها فى واد آخر، فإن علماء الإسلام فى القرون الماضية إذا ظهرت فى عصرهم قضية من القضايا ردوها إلى الكتاب والسنة حكموا عليها بما حكما به من الأحكام التكليفية الخمسة ، ولا تزال طائفة من هؤلاء فى عصرنا الحاضر إلا أنهم غرباء
ومعلوم أن الشريعة الإسلامية شريعة كاملة شاملة للقضايا كلها صغيرها وكبيرها دقيقها وجليلها ، والذى يعتقد أن الشريعة غير كاملة وغير شاملة فليعلم أنه فى عمق بحار الجهل غارق ومن دين الله مارق .

فنصوص الكتاب والسنة توجب على الأمة الإسلامية أن تكون منهم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ؛ لأن هذا هو سبب صلاح الناس وفلاحهم وعليه مدار سعادتهم فى قديم الزمان وحديثه قال الله تعالى " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"إن النهى عن المنكر هو مما يقلل فشوه وانتشاره ، وشرع الله جاء بجلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها .

فإن موضوع القات فى هذه الأيام من الأهمية والخطورة بمكان ؛ لأننى شاهدت أضراره الخطيرة وعواقبه الوخيمة ، وتحطيمه لأخلاق الأمة رجالاً ونساءً وأطفالاً ، وقد أورثهم دياثة مدمرة وضيّع حقوقاً كثيرة وبذر بذور الشقاق بين الوالد وولده وبين الزوج وزوجته وحمل أصحابه على تضييع الأموال والأوقات وحب الملهيات وترك الصلوات
وقد سرى فى الأمة الصومالية خلال هذه الأعوام الماضية كسريان النار فى الهشيم ، ويورده إليهم المنتفعون وتجار الموت من كينيا بطائرات صغيرة تهبط وتقلع فى المطارات الصومالية الصغيرة بدن رادع مستغلين غياب السلطة ، ويستهلك الفرد منه يومياً بحوالى خمسة عشر دولاراً وخاصة المليشيات المسلحة الذين فعلوا بالضعفاء الأفاعيل ليظلوا بلانوم لأطول فترة ممكنة لمواصلة الحرب والنهب ، وتوضح الإحصائيات أن الصوماليين يستهلكون يومياً بحولى مائة ألف دولار .

وقبل هذا أن الاستعمار قد سعى للاستفادة من هذه العادة وتعميقها حيث كان يستورد القات من الحبشة إلى عدن يومياً وبطائرات خاصة وقد تكلم العلماء قديماً وحديثاً فى حكم القات فى مواضع متفرقة من مؤلفاتهم ورأيت جمعها فى هذا البحث ليكون سهل التناول لمن أراد الوقوف على حكمه ، ويتكون هذا البحث من سبعة فصول ومقدمة ، الفصل الأول فى تعريف القات وطرق تعاطيه، الفصل الثانى :هل القات مخدِّر؟، الفصل الثالث : فى أضرار القات ، الفصل الرابع : فى بيان إحاطة الشريعة بأفعال العباد، الفصل الخامس : فى أدلة تحريم القات ، الفصل السادس : فى الرد على من أباح القات ، الفصل السابع : نصيحة ثمينة للمبتلى بتعاطىالقات ، وسميته بـ"الثبات فى حظر القات" وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ، كما أسأله جل وعلا أن يهدى المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها إلى التمسك بدينهم وأن يهدى الأمة الصومالية إلى الصراط المستقيم ، وأن يرفع عنها الحرب الأهلية والقبلية النتنة والخصال الجاهلية العفنة ، وأن يذهب عن بلدها كل جبار عنيد ، وكل مجرم عميل إنه عليم بالظالمين ، وأن يغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وأن يأخذ بنواصينا إلى الخيرات ، وصلى الله على نبينا محمد الذى أوتى جوامع الكلمات ، وعلى آله وصحبه وأزواجه الطاهرات وسلم تسليماً كثيراً إلى أن تبدل الأرض والسموات .



وكتبه أبو عبدالرحمن عبد المؤمن بن عالم الصومالى
فى القاهرة صباح يوم الإثنين 14 من ربيع الأول 1420هـ




الفصل الأول

تعريف القات وطرق تعاطيه


تعريف القات

القات شجرة دائمة الخضرة ، ويتراوح طول شجرة القات خمسة وعشرة أمتار وأوراق الشجرة بيضاوية مدببة ، وتقطف للمضغ وهى صغيرة السن يبلغ عمرها أياماً أو لا يزيد على أسابيع قليلة أى بعد القطف ، تنمو نبتة القات فى اليمن وهى أهم مناطق زراعته فى العالم وينشر فى جميع - وهى المناطق الجبلية - والحبشة والصومالووصفه بعض المؤرخين بأن طعمه حامض ، وأن لونه أحمر مع رثة من السواد ، يقول الدكتور عبد الله بن محمد الطيار : القات هو نبات ذو شجيرات صغيرة صالحة للنمو بكل تربة وتحت أى مناخ ولا تحتاج إلى عناية ومتابعة ولا تصيبها الأمراض ولا يأكلها الجراد .

ويحتوى القات على مادة فعّالة تسبب النشاط المصحوب بالخمول مع حالة تشبه حالة الحالم بالإضافة إلى مواد أخرى لم يتم عزلها حتى الآن .


طرق تعاطى القات

تختلف طرق تعاطى القات من بلد لآخر وتحكمها عوامل كثيرة منها الفترة التى يصل فيها لمتعاطيه ، وكذلك العادات التى جرت عليها طرق تعاطى القات وهناك بشكل عام طرق لتعاطى القات هى .


طريقة المضغ "التخزين"فى القات الغض


ويأخذ بهذه الطريقة ماضغ القات غصناً من أغصان القات ، ويضعها فى الفم وتظل فى شدقه حتى يستحلب كل عصيرها ويستعين بشرب الماء أو الشاى أوأى مشروب غازى آخر لتحلية مذاقه .

وتستغرق هذه العملية من 5-8 دقائق ثم يكرر نفس العملية حتى انتهاء فترة المضغ التى تتم عند معظم متعاطيه خلال فترة 6ساعات تقريباً وهذه الطريقة فى القات الغض وتنتشر فى اليمن والحبشة .


طريقة تعاطى القات الجافّ

يسحق القات ثم يوضع المسحوق فى ماء حتى يصبح له قوام عجينى ثم يمضغ وتنتشر هذه الطريقة فى السعودية والخليج العربى .

وهناك طريقة أخرى وغالباً ما تستعمل فى جنوب أفريقيا وهى تحضير القات بطريقة تحضير الشاى تماماً ويقال : إن هذه الطريقة كانت تستعمل فى اليمن أيضاً حتى سمى الأجانب القات " شاى العرب .


طريقة تدخين القات

يُدخَّن القات كالطباق تماماً أو الحشيش أى يصنع سجائر أو يدخن فى المداعة ، والأجزاء التى تستعمل لهذا الغرض هى البراعم الزهرية والأوراق الصغيرة إذا تفتتت وتلف سجائر وهذه الطريقة تستعمل غالباً فى البلدان الممنوع دخول القات فيها ولكن هذه الطريقة نادرة .


الفصل الثانى

هل القات مخـــدِّرٌ


لا شك أن هذا السؤال مثير وكل واحد يبغى له جواباً عاجلاً ولكى تعرف الإجابة الشافية يجب أن نعلم أن الإنسان فى بحثه عن السكينة واللذة وفى مكافحته للألم تعامل مع عدد من النباتات المتميزة بخواص وصفية ، ومن هذه النباتات ماهو شاف من الداء العضال ومنها هو سم قتال وبعض الناس يرى أن القات لا تأثير له سوى تنشيط الذاكرة وإزلة الهم ويرى البعض الآخر أنه مخدر ومفتر .

والصحيح أن القات مخدر ومفتر بشهادة كثير من الأطباء قديماً وحديثاً ، وتحقق أنه يحتوى على مواد مخدرة وسيأتى إن شاء الله مايؤكد ذلك .

الخدر مأخوذ من الخدر وهو الضعف والكسل والفتور والاسترخاء ، وأما القول بأن القات لا تأثير له سوى تنشيط الذاكرة فقول مخالف للحقيقة والواقع .

وأكثر من يدافع عن القات وينكر أنه مخدر هو من ابتلى بتعاطيه ، وأن الإنسان إذا أحب شيئاً دافع عنه بكل وسيلة ، ويرى منافعه دون مضاره ومحاسنه دون مساويه وهذا كما قيل حبك الشئ يعمى ويصم وقديماً قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى - والإنسان إذا فسدت نفسه أو مزاجه يشتهى ما يضره ويلتذ به بل يعشق ذلك عشقاً يفسد عقله ودينه وخلقه وماله .
ومن فقد الميزان المستقيم الكتاب والسنة غرق فى بحار الهوى يفعل ما تشتهى نفسه ويترك ما تكرهه حتى ولو كان ما يفعله مضراً له وما يتركه نافعاً، حتى أن بعض أهل اليمن يعتقد أن الذى لا يخزن القات هو رجل بخيل وغير مكتمل الرجولة وقال شاعرهم .


يا عاذلى عن حصول القات مت كمداً * * * لا نترك القات أحياء وأمواتاً


وقد أدرج القاتَ المؤتمرُ الإسلامى العالمى لمكافحة المسكرات والمخدرات والذى عقد فى المدينة المنورة فى الفترة من السابع والعشرين إلى الثلاثين من شهر جمادى الأولى لعام اثنين وأربعمائة وألف للهجرة النبوية ، بدعوة من الجامعة الإسلامية ضمن المخدرات وقرر المؤتمر بعد استعراض قدم إليه من بحوث حول أضرار القات الصحية والنفسية والخلقية والاجتماعية والاقتصادية أنه من المخدرات المحرمة شرعاً ؛ ولذلك فإنه يوصى الدول...بتطبيق العقوبة الشرعية الرادعة على من يزرع أو يروِّج أو يتناول .


الفصل الثالث

أ ضرار القات



لا شك أن للقات أضراراً خطيرة وعواقب وخيمة وآثاراً سيئة فينبغى لنا أن نشير إلى بعض من هذه الأضرار مفصلة على النحو التالى .

أولاً : الضرر البدنى

يسبب القات أمراضاً فتاكة يهيج الباسور ويفسد المعدة ويضعف البدن ويدر الودى ويحطم الأضراس ، ويضعف شهية الأكل ، وقد يسبب مرض الكلى ويسبب أيضاً عند الكبار من متعاطيه سدة قلبية واستسقاء رئوياً أو نزيفاً فمياً كما يسبب عند الشبان اتفاعاً فى ضغط الدم .

ومن الآثار التى تظهر على متعاطى القات زيادة فى التنفس وارتفاع فى حرارة الجسم واتساع فى حدقة العين ، وكذلك التهاب فى الفم وفى غشاء المعدة عند المدمنين والإمساك ويحدث بسبب ما فى القات من قدر غير صغير من " التتنين " وهى مادة قابضة وكذلك المادة الفعّالة فى القات ، ومن أدلة أن القات يسبب الإمساك أنه عندما منع استيراد القات فى عدن فى عام 1957م هبطت المبيعات من العقاقير الملينة والمسهلة نحو تسعين فى المائة .
القات والسرطان

ذكر أهل العلم بالطب أن القات يسبب السرطان قال رجل الأعمال اليمنى عبد الواسع هايل سعيد : إنه يصيب المتعاطى بالسرطان وقد كان فى زيارة للقاهرة وذهب مع أحد المرضى إلى مستشفى معروف وهناك وجد خمسة مرضى من اليمنيين وتبين بعد الفحص الطبى لهم أنهم مصابون بالسرطان فى اللثة أو القولون أوالمعدة ولما كانت هذه حالة غريبة ونتيجة لاعتراف المرضى بأنهم يتعاطون القات فقد أرسل الأطباء المصريون للحصول على بعض أشجاره وأوراقه وأجروا تحليلاً معملياً له فاتضح أنه به مادة تسبب الإصابة بالسرطان وهى التى أصابت المرضى اليمنيين به وقال عبدالواسع : إن هذه النتيجة قد تأكدت بعد ذلك علمياً .

ولذا قال عنه الشاعر سليمان العيسى :


سم به وطن الأحرار يقتات * سم يدمر من عاشوا ومن ماتوا

متى ستنفض عنك الداء يا بلدى * متى سيعدم هذا المجرم القات


ثانياً : الضرر النفسى

هذا الضرر يغفل عنه الناس أو أكثرهم وأقصد به أن الاعتياد على تعاطى القات يستعبد إرادة الإنسان ويجعلها أسيرة لهذه العادة السخيفة التى لا تصدر عن عاقل بحيث لا يستطيع أن يتخلص منها بسهولة إذا رغب فى ذلك يوماً لسبب ما كظهورها على بدنه أو سوء أثرها فى تربية ولده أو حاجته إلى ما ينفق فيها لصرفه فى وجوه أخرى أنفع وألزم أو نحو ذلك من الأسباب .

ونظرأ لهذا الاستعباد النفسى ترى بعض المتعاطين يجور على قوت أولاده والضرورى من نفقة أسرته من أجل إرضاء مزاجه هذا ؛ لأنه لم يعد قادراً على التحرر منه وإذا عجز مثل هذا يوماً عن القات لمانع داخلى أو خارجى فإن حياته تضطرب وميزانه يختل وحاله تسوء وفكره يتشوش وأعصابه تثور لسبب أو لغير سبب ولربما اضطر إلى تعاطى الخمر حتى يقطع تأثير القات عن نفسه ، ولا ريب أن مثل هذا الضرر كاف فى خطورته .

ثالثاً : الضرر الاجتماعى

للقات ضرر اجتماعى كبير وذلك أن متعاطيه لا يهتم بزوجته وأولاده وأقربائه بل يهمل شئونهم ومتطلباتهم ويصرف كل همه فى تحصيل القات وينفق أمواله فى شرائه مع أنهم فى أمسّ الحاجة إلى تلك الأموال .

إن أهم أسباب الطلاق فى أسر ماضغى القات هو ذلك الحبيب الأغلى عندهم من زوجاتهم وهو القات إذ أن الزوجة لا تستطيع أن تتحمل غياب زوجها وعدم اهتمامه وبالأطفال وبحاجاتهم لذلك لا تجد سوى العودة إلى منزل أهلها ولربما يكونون هم أيضاً محتاجين لها لكون أحد أقربائها قد طلق زوجته لنفس السبب ..... وهكذا يرتفع شعار تفتيت الأسرة فى سبيل القات .

ولا يخفى أن إهمال الأسرة وعدم الاهتمام بها ضرر اجتماعى يؤدى إلى التشرد والتشتت وعدم الاستقرار العائلى ويخل بأمر الشارع بحسن المعاشرة بين الزوجين والإحسان إلى الوالدين والأقربين قال الله تعالى " واعبدو الله ولا تشركوا به شيئاً وبالولدين إحساناً وذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وماملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً .

رابعاً : الضرر الدينى

هذا الضرر أعظم خطراً على الدين من الأ ضرار السابقة لأنه ضرر يؤدى مباشرة إلى إهمال فرائض الله تعالى وحدوده ومعلوم أن القات يثقل على العبد أداء الواجبات لا سيما الصلوات الخمس ؛ لأن مضغ القات يستدعى فترة طويلة يخزِّن فيها المتعاطى القات ويلازم فى غرفته مكاناً بعيداً عن الهواء لأن القات لا يأتلف مع الهواء ومع البرد ويصعب عليه الخروج من مكانه حتى تنتهى جلسة القات ، فإن كان المتعاطى من الذين كانوا يصلون كرهت نفسه الانفكاك عن القات إذا سمع الأذان ، ويؤخر الصلاة عن وقتها ، وأما أكثرهم فحملهم على ترك الصلوات واستحوذ عليهم الشيطان واتبعوا الشهوات ، وكلنا يعلم أن الصلاة هى الركن الثانى من أركان الإسلام ، فالله عز وجل أمرنا بالمحافظة عليها كما أنها فارق أساسى بين المسلم والكافر ، قال الله تعالى : " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى " وقا ل تعالى : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً " وقال تعالى :" فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً " وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة " وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله " وقال عبدالله بن شقيق العقيلى : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يرون شيئاً تركه كفر غير الصلاة " وقد روى الحافظ ابن أبى شيبة رحمه الله تعالى أن المسور بن مخرمة وابن عباس رضى الله عنهما دخلا على عمر رضى الله عنه حين طعن فقال : الصلاة فقال : إنه لا حظ لأحد فى الإسلام أضاع الصلاة فصلى وجرحه يثعب دماً رضى الله عنه .

والتكاسل عن الصلاة صفة من صفات المنافقين ، قال الله تعالى : إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً " وقال تعالى : " وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلى أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون .

والنصوص الواردة فى أهمية الصلاة والتحذير من إضاعتها كثيرة ، وهذا القدر كاف إن شاء الله فى الاستدلال ، فكل ما حمل العبد على كراهة الخير فهو شر وضرر ، وليس هناك ضرر أخطر من التكاسل عن الصلاة .


الفصل الرابع

بيان إحاطة الشريعة بأفعال العباد


لا شك أن كل قضية من القضايا تحتاج إلى دليل من الشرع ولا يجوز لأحد أن يقول هذا حلال وهذا حرام بدون دليل منه ؛ لأنه قول على الله تعالى بغير علم والقول على الله تعالى بغير علم حرام ، قال تعالى : " قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزِّل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون " وقال تعالى : " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لايفلحون " وهناك من يقول : كيف يحرَّم القات بدون نص من الكتاب أو السنة وهو نبات من النباتات ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

والجواب أنه ليس من الضرورى أن ينص الشارع على كل فرد من المحرمات ولكن يضع ضوابط أو قواعد تندرج تحتها جزئيات شتى ، وأفراد كثيرة ؛ فإن القواعد يمكن حصرها أما الأفراد فلا يمكن حصرها ويكفى أن يحرم الشارعُ الشيئ الخبيثَ أو الضارَّ ليدخل تحته ما لايحصى من المطعومات والمشروبات الخبيثة أو الضارة ؛ ولهذا أجمع العلماء على تحريم الحشيشة ونحوها من المخدرِّات مع عدم وجود نص معين بتحريمها على الخصوص .

فالشريعة الإسلامية محيطة بأفعال العباد ؛ ولهذا أمرنا الله تعالى إذا تنازعنا فى شئ أن نرده إلى الكتاب والسنة ، وهذا يدل على شمول الشريعة لكل حكم وصلاحيتها لكل زمان ومكان ، قال الله تعالى : " ياءيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم فى شئ فردوا إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً " قال العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : " إن قوله تعالى " فإن تنازعتم فى شئ " نكرة فى سياق الشرط تعم كل ما تنازع فيه المؤمنون من مسائل الدين دقه وجله جليه وخفيه ولو لم يكن فى كتاب الله ورسوله بيان حكم ما تنازعوا فيه ولم يكن وافياً لم يؤمر بالرد إاليه إذ من الممتنع أن يأمر تعالى بالرد عند النزاع إلى من لا يوجد عنده فصل النزاع ، وقال تعالى : " مافرَّطنا فى الكتاب من شئ " أي ما تركنا شيئاً من أمر الدين إلا وقد دللنا عليه فى القرءان إما دلالة مبيَّنة مشروحة وإما مجملة يتلقى بيانها من الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو من الإجماع أو من القياس الذى ثبت بنص الكتاب ، قال تعالى: وأنزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شئ " وهذا أحد التفسيرين للآية ، قال مجاهد بن جبر التابعى الجليل رحمه الله تعالى فى قوله عز وجل " تبياناً لكل شئ " كل حلال وحرام ، وتبين لنا من هذه النصوص أن الشريعة الإسلامية محيطة بأفعال العباد وصالحة لكل زمان ومكان، وسنورد إن شاء الله تعالى أدلة من الكتاب والسنة على حرمة تعاطى القات مستعينين بالله العلى القدير ومتوكلين عليه إنه نعم المولى ونعم النصير .


الفصل الخامس

أدلة تحريم القات


هناك أدلة من الكتاب والسنة تدل على حرمة تعاطى القات فنذكرها بحول الله وقوته مع بيان وجه الاستدلال منها ، أما الدليل الأول من الكتاب فقول الله تعالى فى وصف رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم " الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوباً عندهم فى التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم " وجه الدلالة من الآية واضح وذلك أن من صفات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ، لا شك أن القات لا يكون من الطيبات التى أحلت لنا بلا منازعة ، بل هو معدود فى الخبائث لأضراره الخطيرة ، وعواقبه الوخيمة فى الدين والدنيا والنفس والبدن والمال والأهل لا يتجاهلها إلا مكابر

والقات خبيث من عدة أوجه

الوجه الأول : أنه ضار بصحة الإنسان عموماً مع كونه مغيرأً للأسنان وغير مستساغ لمرارته وبشاعته

الوجه الثانى : أنه محطم للقوة البدنية والعقلية والنفسية

الوجه الثالث : أنه يستعبد متعاطيه بأن يجعل همه مقصوراً على تحصيله

الوجه الرابع : أنه سبب للغفلة عن ذكر الله تعالى وعبادته بحيث يكون متعاطيه سابحاً فى بحار الأوهام والخيالات منغمساً فى الملهيات غير مكترث بالواجبات قلما تجد ماضغ القات يحافظ على الصلوات

الوجه الخامس : أنه يضيع الوقت فى عبث فارغ لا فائدة ترجى من ورائه هذا غيض من فيض ، وليس كون الشئ من الطيبات أو من الخبائث بأمزجة الناس أو وجهات نظرهم ؛ لأن الأمزجة فى الأمر الواحد قد تختلف ووجهات النظر فيه قد تتباين ، فمثلاً أنت ترى شيئاً أنه نافع ويراه غيرك فى الوقت ذاته ضاراً فى وجهة نظره ، قال جمهور العلماء : الطيبات التى أحلها الله ماكان نافعاً لآكله فى دينه والخبيث ماكان ضاراً له فى دينه ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى " فكل ما نفع فهو طيب وكل ما ضر فهو خبيث والمناسبة الواضحة لكل ذى لب أن النفع يناسب التحليل والضرر يناسب التحريم والدوران ، فإن التحريم يدور مع المضار وجوداً فى الميتة والدم ولحم الخنزير وذوات الأنياب والمخالب والخمر وغيرها مما يضر بأنفس الناس وعدماً فى الأنعام والألبان وغيرها " . فأما من ألف القات واعتاده فلا يرى خبثه كالجعل لا يستخبث العذرة ؛ ولذا قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى كما سبق : والإنسان إذا فسدت نفسه أو مزاجه يشتهى ما يضره ويلتذبه بل يعشق ذلك عشقاً يفسد عقله ودينه وخلقه وبدنه وماله ، وأما ما يجده بعض الناس من راحة نفسية فى تعاطى القات فليس منفعة ذاتية فيه وإنما ذلك لاعتياده عليه وإدمانه له فهو لهذا يرتاح لاستعماله شأن كل ما يعتاده الإنسان تعاطيه مهما كان مؤذيا وضارا غاية الضرر .

والد ليل الثا ني من الكتا ب قو له تعا لي " ولاتلقوا بأ يد يكم إ لي التهلكة"وجه الدلالة من الآية أن الله تعا لي نهانا عن كل ما يؤدى بنا إلي الهلاك فى غير طاعة ، وتعاطى القات يؤدى بالإنسان إلى الهلاك عاجلا أو آجلا

قال أبوجعفر بن جرير الطبرى رحمه الله تعالى عندما أورد أقوال السلف فى تفسير الآية "فإذا كانت هذه المعانى كلها يحتملها قوله تعالى "ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة" ولم يكن الله عز وجل خص منها شيئا دون شئ فالصواب من القول فى ذلك أن يقال"إن الله تعالى نهى عن الإلقاء بأيدينا لما فيه هلاكنا "وأما التهلكة فإنها التفعلة من الهلاك"وقال أبوحيان محمد بن يوسف الأندلسى رحمه الله تعالى " بعد سرده لأقوال المفسرين فى الآية": وهذه الأقوال كلها تحتمل هذه الآية والظاهر أنهم نهوا عن كل ما يؤول بهم إلى الهلاك فى غير طاعة الله تعالى" وقال جمال الدين القاسمى : وقوله تعالى "ولاتلقوا بأيديكم " أى ما يؤدى إلى الهلاك أى لا تلقوا أنفسكم بأيديكم إلى الهلاك وذلك بالتعرض لما تستوخم عاقبته جهلا به " لاريب أن القات يؤدى إلىالهلاك بلا نزاع وأنه مما تستوخم عاقبته ، والواقع شاهد على ذلك .

والدليل الثالث من الكتاب قوله تعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً ) وأما وجه الدلالة من الآية فهو أن الله تعالى نهانا عن قتل أنفسنا وهذا يحتمل وجهين : الوجه الأول أن يقتل بعضنا بعضاً وهو منهى عنه بنصوص أخرى كثيرة ، والثانى :أن يتسبب المرء فى قتل نفسه وذلك بأن يمارس ما يقضى على حياته وهو محل الشاهد من الآية فى مقامنا هذا ، ولا يجوز لأحد أن يمارس ما يقضى على حياته فى غير طاعة الله , وتسبب الإنسان فى قتل نفسه أمر خطير جداً وقد قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم : كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات ، قال الله عز وجل: عبدى بادرنى بنفسه حرمت عليه الجنة، قال ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى : الحديث أصل كبير فى قتل النفس سواء كانت نفس الإنسان أو غيره لأن نفسه ليست ملكه أيضاً فيتصرف فيها على حسب ما يراه ، وقال الحافظ ابن حجر العسقلانى رحمه الله تعالى : وفى الحديث تحريم قتل النفس سواء كانت نفس القاتل أو غير ه وفيه الوقوف عند حقوق الله تعالى ورحمته بخلقه حيث حرم عليهم قتل نفوسهم وأن الأنفس ملك الله .... وفيه تحريم تعاطى الأسباب المفضية إلى قتل النفس .

لا شك أن كل ما يعرض النفس للهلاك عاجلاً أوآجلاً محرم شرعاً فالقات إن لم يعرض النفس للهلاك فى العاجل فإنه يعرضها له فى الآجل بدون شك ؛ ولذا قال الشيخ محمد بن سالم البيحانى رحمه الله تعالى : ومعلوم من أمر القات أنه يؤثر على الصحة البدنية فيحطم الأضراس ويهيج الباسور ، ويفسد المعدة ويضعف شهية الأكل ويدر السلاس وربما أهلك الصلب وأضعف المنى وأظهر الهزال وسبب القبض المزمن ومرض الكلى وسيأتى كلامه بتمامه إن شاء الله تعالى .

والدليل الرابع من الكتاب قوله تعالى : وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيراً * إن المبذر كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً ، أمرنا الله عز وجل بإيتاء ذى القربى حقه والمسكين ونهانا عن التبذبر وهو تفريق المال فى غير موضعه مأخوذ من تفريق حبات وإلقائها كيفما كان من غير تعهد لمواقعه ، وقوله جل ذكره " إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين " تعليل للنهى عن التبذير ببيان أنه يجعل صاحبه ملزما فى قرن الشياطين ،ً والمراد بالأخوة المماثلة التامة فى كل ما لا خير فيه من صفات السوء التى من جملتها التبذير .

والدليل الخامس من الكتاب قوله تعالى : ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ، فالله عز وجل نهانا فى الآية عن الإسراف وهو تجاوز الحد فى صرف المال ويدخل فى ذلك إضاعته من باب أولى وثبت فى صحيح البخارى من حديث المغيرة بن شعبة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعةالمال ، قال الإمام النووى رحمه الله تعالى : وأما إضاعة المال فهو صرفه فى غير وجوهه الشرعية وتعريضه للتلف وسبب النهى أنه إفساد والله لا يحب المفسدين ؛ ولأنه إذا أضاع ماله تعرض لما فى أيدى الناس , وقال ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى : وأما إضاعته فحقيقته المتفق عليها بذله فى غير مصلحة دينية أو دنيوية وذلك ممنوع ؛لأن الله تعالى جعل الأموال قياماً لمصالح العباد وفى تبذيرها تفويت لتلك المصالح إما فى حق مضيعها أوفى حق غيره فكيف إذا كان مع تبذير المال وإضاعته والإسراف فيه ضرر يقيناً أو ظناً أى أنه اجتمع عليه إتلاف المال والبدن معاً ، والذى يتعاطى القات مع إسرافه وتبذيره وإضاعته للمال يضيع حقوقاً كثيرة بسبب القات يضيع حقوق زوجته وأولاده ويجور على قوتهم والضرورى من نفقتهم وقد قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم : كفى بالمرء إثما ً أن يضيع من يقوت ، فالحديث يدل على وجوب النفقة على الإنسان لمن يقوته فإنه لا يكون آثماً على تركه لما يجب عليه وقد بولغ هنا فى إثمه بأن جعل ذلك كافياً فى هلاكه عن إثم سواه .

انظر إلى ما رتب على إضاعة المال فى القات و تبذيره فيه من التضييق على الفقراء والمساكين وحرمانهم من الصدقة بعد التضييق على الزوجة والأولاد وحرمانهم من النفقة الواجبة .

ويهدر مع ذلك كله وقتا كثيراً لأن تخزين القات يتطلب فترة طويلة وتراهم يجلسون من بعد الظهر حتى منتصف الليل أو آخره ، استمع إلى هذا الخبر المفجع قال أحد الزائرين لليمن : كان لا بد أن نحضر جلسة قات وانتهت الجلسة وثارت ثائرتنا على ما شهدنا وتوجهنا مباشرة إلى مكتب رئيس وزراء اليمن دولة محسن العينى نسأله بكل بساطة : لماذا لا تمنعون القات بجرة قلم وتريحوا البلاد من مآسيه ومشاكله ونظر إلينا رئيس الوزراء وقال بألم ومرارة : ما من شك أن فى سؤالكم الكثير من الغيرة ولكن مشلكة القات لا يمكن حلها بجرة قلم وكم بودى أن أوقع فى هذه اللحظة قراراً يمنع القات إذا كان يقضى على هذه المشكلة ولكنى أعلم أنها سوف تخلق لليمن مائة مشكلة أكثر تعقيداً من مشكلة القات نفسه ويتابع رئيس وزراء اليمن كلامه يكفى أن أذكرلكم أن اليمن تخسر سنوياً ما يزيد على ثلاثة آلاف مليون وخمسمائة مليون ساعة عمل ، إن هذا الوقت الهائل هو الذى يقضى أبناء اليمن فى مضغ القات وتخزينه كل سنة إنه وقت ثمين للغاية بلا دنا فى أمس الحاجة إليه يضيع هكذا دون أى فائدة أو مكسب للبلاد فيصيب اقتصادنا القومى بخسائر فادحة تصوروا أننا حاولنا دعوة موظفى الحكومة للعمل فى الدواوين بعد الظهر لنسرع فى حل بعض مشاكل اليمن المستعجلة ولكن مواعيد تخزين القات وقفت حائلاً بيننا وبين تحقيق أمنيتنا إنها مأساتنا ومشكلتنا الكبرى .

أ خى الكر يم انظر الى فداحة هذه الخسارة نظرة فاحصة مد ققة كى تد رك جناية هذا الشجر الفاتن على الوقت الذى هو من أجل النعم التى منحها الله تعالى للإ نسان ورغم ذالك يهمل كثيرا فى استخدامه بفاعليه وكفاءة .

لقدعنىالقرآن الكريم والسنة المطهرة بالوقت من نواج شتى وصور عديدة ، فقد بين الله تعالى أهميته وعظم نعمةالله فيه فيقول الله تعا لي في معر ض الامتنا ن وبيان عظيم فضل الله علي الإنسان .

وسخّر لكم الشمس والقمر دا ئبين وسخّر لكم الليل والنهار * وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها .

وقال تعالي: وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آ يةالليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب .

وجاءت السنة النبوية لتؤكد قيمة الوقت وتقرر مسؤلية الإنسان عنه أمام الله تعالى يوم القيامة قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم ( لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ؟ وعن علمه فيما فعل ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ؟ وعن جسمه فيما أبلاه ؟

وقد أدرك العقلاء والحكماء أهمية الوقت وقيمته , فقال بعضهم : الوقت كالذهب ، وقال آخرون : الوقت كالسيف ، ورحم الله الشيخ الذى قال : الوقت هو الحياة .

لا شك أنه أغلى من الذهب وأحد من السيف .

أما الدليل الأول من السنة فحديث أم سلمة زوج النبى صلى الله عليه وآله وسلم ورضى الله عنها قالت : نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن مسكر ومفتِّر ، قال أبو سليمان الخطابى رحمه الله تعالى : المفتر كل شراب يورث الفتور والرخوة فى الأعضاء والخدر فى الأطراف وهو مقدمة السكر ونهى عن شربه لئلا يكون ذريعة إلى السكر ، والمفتر أيضاً هو الذى يفتر الجسد إذا شرب أى يحمى الجسد ويصير فيه فتوراً وهو ضعف وانكسار .

والقات مفتر ومخدر إن لم يكن من المسكرات ، وله أصول فعالة منها " الكاثين " ولهذه الأصول تأثيرات نفسية تتم بالتأثير فى الجهاز العصبى لكل من يتعاطى القات ومن أهم هذه التأثيرات " التنشيط العام " ويظهر مفعول القات النفسى على عدة أشكال .

أولاً : زيادة التوتر العصبى

ثانياً : زيادة استعداد الشخص لتقبل الأشخاص الجدد وتعرفه عليهم بسهولة
ثالثاً : زيادة فى الحركة والنشاط

رابعاً : زيادة فى الإثارة
خامساً : الاتجاه إلى العنف

سادساً : الاضطراب

سابعاً : تصرفات لا إرادية يلى ذلك كله السهر والأرق مع ارتفاع فى حرارة الجسم ، وقد يؤدى تعاطى القات بكميات كبيرة فى بعض الحالات النادرة إلى ظهور أعراض التسمم التى تؤدى إلى الهلوسة وجنون العظمة والهيجان العصبى

يقول الدكتور عبد الله بن محمد الطيار : تعاطى القات يؤدى إلى الشعور بالخفة و النشاط والثرثرة وتحسين الاندماج مع الأصدقاء والتهيج والأرق وباسمرار تعاطى القا ت يدخل الشخص فى دائرة الاعتماد النفسى الذى يتميز بالحاجة الملحة فى الحصول على القات ويصاب المدمن بعدة أعراض صحية منها تمدد حدقة العين ، الإسراع فى ضربات القلب ، ارتفاع ضغط الدم ، احتقان الملتحمة ، الصداع وفقد الشهية للطعام ، الضعف الجنسى الذى ينتهى بالعجز الكلى فى مراحله المتأخرة .

وقال الشيخ عبد الله بن جار الله : القات نبات مخدر ومفتر يزرع فى اليمن وفى غيرها .

ويجدر هنا أن نسوق كلام الشيخ محمد بن سالم البيحانى رحمه الله تعالى بتمامه فى شرح حديث عبد الله بن عمر رضى الله عنهما فى الخمر والمسكرات ، فقال : وهنا أجد مناسبة وفرصة سانحة للحديث عن القات والتنباك والابتلاء بهما عندنا كثير ، وهما من المصائب والأمراض الاجتماعية الفتاكة وإن لم يكونا من المسكر فضررهما قريب من ضرر الخمر والميسر لما فيهما من ضياع المال وذهاب الأوقات والجناية على الصحة ، وبهما يقع التشاغل عن الصلاة وكثير من الواجبات المهمة ولقائل أن يقول هذا شئ سكت الله عنه ولم يثبت على تحريمه والامتناع منه أى دليل وإنما الحلال ما أحل الله والحرام ما حرمه الله فقد قال جل ذكره " هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا ً " وقال تعالى : " قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحاً أو لحم خنزير " وصواب ما يقول هذا المدافع عن القات والتنباك ، ولكنه مغالط فى الأدلة ومتغافل عن العمومات الدالة على وجوب الاحتفاظ بالمصالح وحرمة الخبائث ، والوقوع فى شئ من المفاسد ، ومعلوم من أمر القات أنه يؤثر على الصحة البدنية ، فيحطم الأضراس ويهيج الباسور ، ويفسد المعدة ويضعف شهية الأكل ويدر السلاس - وهو الودى - وربما أهلك الصلب وأضعف المنى وأظهر الهزال ، وسبب القبض المزمن ومرض الكلى ، وأولاد صاحب القات غالباً يخرجون ضعاف البنية صغار الأجسام قصار القامة ، قليل دمهم مصابين بعدة أمراض خبيثة.


إذا رمت أن تعرف آفة الآفات ** فانظر إلى إدمان مضغ القات

القات قتل للمواهب والقوى ** ومــولـــد للــهم والحـــــــــسرات

ما القات إلا فكرة مسمومة ** ترمى النــفوس بأشبـــع النكـــبات

ينساب فى الأحشاء داء فاتكا ** ويعرض الأعصاب للصدمات

يذر العقول تتيه فى أوهامها ** ويذيقــها كأس الشـــقاء العـــاتى

ويميت فى روح الشباب طموحه ** ويذيب كل عزيمة و ثبات

يغتال عمر المرء مع أمواله ** ويريه ألــوانــاً مــن النقـــمات

هو للإرادة والفتوة قاتل ** هو ماحق للأوجـــــــــــه النضرات

فإذا نظرت إلى وجوه هواته ** أبصرت فيها صفرة الأمــــوات

وهذا مع ما يبذل أهله فيه من الأثمان الغالية المحتاج إليها ، ولو أنهم صرفوها فى الأغذية الطيبة وتربية أولادهم ، وتصدقوا بها فى سبيل الله لكان خيراً لهم وصدق شاعرنا القائل :


عزمت على ترك التناول للقات ** صيانة عرضى أن يضيع وأوقاتى

وقد كنت عن هذا المضر مدافعاً ** زمانا طويلاً رافــــعاً فيه أصـواتى

فلما تبينت المضــــــرة وانجــلت ** حقــيقتــه بادرتـــه بالمــــــنــاواة

وقيمة شارى القات فى أهل سوقه ** كقيمة ما يدفـعه من ثمن القــــات


وإنهم ليجتمعون على أكله من منتصف النهار إلى غروب الشمس وربما استمر الاجتماع إلى منتصف الليل يأكلون الشجر ، ويفرون أعراض الغائبين ، ويخوضون فى كل باطل ، ويتكلمون فيما لا يعنيهم ، ويزعم بعضهم أنه يستعين به على قيام الليل ، وأنه قوت الصالحين ، ويقولون جاء به الخضر من جبل قاف للملك ذى القرنين ، ويرون فيه من الحكايات والأقاصيص شيئاً كثيراً وربما رفع بعضهم عقيرته بقوله :

صفت وطابت بأكل القات أوقاتى

كـــله لما شئت من دنيا وآخرة

ودفع ضر وجلــب للمــــسـرات


ومن الشيوخ الذين قضى القات على أضراسهم من يدقه ويطرب لسماع صوت المدق ثم يلوكه ويمص ماءه ، وقد يجففونه ثم يحملونهم معهم فى أ سفارهم ، و إذا رأهم من لا يعرف القات سخر منهم وضحك منهم وإن أحد المصريين ليقول فى قصيدته يهجو بها اليمنيين .


أسارى القات لا تبغوا على من ** يرى فى القات طباً غير شافى


أما التنباك وهو التبغ فضره أكبر ، والمصيبة به أعظم ولا يبعد أن يكون من الخبائث التى نهى الله عنها ، ولو لم يكن فيه من الشر إلا ما تشهد به الأطباء لكان كافياً فى تجنبه ، والابتعاد عنه ، وقد أفرط جماعات من المسلمين فى حكمه حتى جعلوا مثل الخمر وحاربوه بكل وسيلة ، وقالوا بفسق متعاطيه ، كما أن آخرين قد بالغوا فى استعماله إلى حد بعيد ، وهو شجرة خبيثة دخلت بلاد المسلمين فى حوالى 1012هـ وانتشر فى سائر البلاد واستعمله الخاصة والعامة فمن الناس من يأخذه فى لفائف السجارة ومنهم من يشعله فى المشرعة ، ومنهم من يشربه بالنارجيلة ، وهى المداعة التى عم استعمالها سائر البلاد اليمنية حتى أصبحت زينة المجالس وعروس البيوت واستصحبها المدخنون فى حضرهم وسفرهم وأنشدوا لها ، وفيها قصائد والمقطوعات الشعرية .


مـدامتى نديمتى *** أنيستى فى وحـــدتى

تقول فى قرقارها *** يا صاح خذنى بالتى


وأخبث من ذا وذاك من يمضغ التنباك ، ويجمعه مطحوناً مع مواد أخرى ، ثم يضعه بين شفتيه وأسنانه ويسمى ذاك ( بالشمة) فيبصق متعاطيها حيث كان بصاقا تعافه النفوس ويتقذر به المكان ، وربما لفظها من فيه كسلحة الديك فى أنظف مكان ، وللناس فيما يعشقون مذاهب ، وبعضهم يستنشق التنباك بعد طحنه وهو البردقان يصبه فى أنفه صباً يفسد به دماغه ، ويجنى به على سمعه وبصره ، ثم لا ينفك عاطساً ويتمخط بيده وفى منديله أو على الأرض وأمام الجالسين ، وأخبرى أحد أصدقائى عن قريبه الذى كان يستعمل البردقان لما مات مكث ثلاث ساعات وأنفه يتصبب خبثاًً ، ولو اقتصر الناس على ما لا بد منه للحياة لاستراحوا من التكاليف والنفقات الشاقة ، ولما عرضوا أنفسهم لشئ من هذه الشرور ، وأنا لا أقيس القات والتنباك بالخمر فى التحريم ، وما يترتب عليه فى عقاب الآخرة ولكنى أقول هذا قريب من هذا وكل مضر بصحة الإنسان فى بدنه أو عقله أو ماله فهو حرام والبر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك فى النفس وتردد فى الصدر وإن أفتاك المفتون .

ووصف بعض المتعاطين شعوره أثناء تخزينه للقات فقال : عندما أتناول القات أشعر بانسجام نفسى واسترخاء عصبى وبلورة فكرية ، ونشاط فى جسمى فبعد أن كنت أتثاءب والخمول يسيطر على جسمى وفكرى ، أتحول إلى شخص كله انتعاش وصفاء ذهن ، فأتذكر ما كنت قد نسيت سابقاً فأنشد الشعر وأتبادل النكات وتستمر هذه النشوة طيلة الوقت الذى أخزن فيه القات فى فمى وقبل انتهاء جلسةالقات أشعر بقلق نفسانى ينتابنى وينتاب جميع الجالسين فى المجلس فيخيم علينا صمت وشرود ذهن ووجوم فنشرب القشرة أى القهوة المصنوعة من قشر البن ، لنزيل هذا القلق الذى انتابنا ، وأحاول تحليل هذا الخوف هل هو رد فعل النشوة التى عشتها ؟ أم الحزن على انفضاض هذ المجتمع اللطيف الذى أحبه ؟ وأخرج من الجلسة والنشاط يدب فى جسمى ولكنى لا أستطيع تناول العشاء إذ أشعر دائما بالشبع وبانقباض فى معدتى ويطير النوم من عينى وأسرح بفكرى وحواسى وتنتابنى الأفكار السوداء فاضطر إلى تعاطى الخمر حتى أقطع تأثيرالقات وأستطيع النوم وفى صباح اليوم الثانى أستيقظ بكل تعب ولا أجد فى نفسى قابلية للعمل أصاب أحياناً بإمساك وأحياناً بإسهال شديد لهذا أعاود شراء القات لأتخلص من هذه المتاعب .
فقد نقل العلامة ابن حجر الهيثمى رحمه الله تعالى عن أبى بكر بن إبراهيم المقرى الحرازى الفقيه أنه قال فى مؤلف له فى تحريم القات : كنت آكلها فى سن الشباب ثم اعتقد تها من المشتبهات وقد قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم : " فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " ثم إنى رأيت من أكلها الضرر فى بدنى ودينى فتركت أكلها فقد ذكر العلماء رضى الله تبارك وتعالى عنهم أن المضرات من أشهر المحرمات ، فمن ضررها أن آكلها يرتاح ويطرب وتطيب نفسه ويذهب حزنه ثم يعتريه قدر ساعتين من أكله هموم متراكمة وغموم متزاحمة وسوء أخلاق وكنت فى هذه الحالة إذا قرأ علىّ أحد يشق على مراجعته ، وأرى مراجعته جبلاً ، وأرى لذلك مشقة عظيمة ومللاً ، وأنه يذهب بشهوة الطعام ولذته ، ويطرد النوم ونعمته ، ومن ضرره فى البدن أنه يخرج من أكله بعد البول شيئ كالودى ، ولا ينقطع إلا بعد حين وطالما أتوضأ فأحس بشئ منه فأعيد الوضوء وتارة أحس به فى الصلاة فأقطعها أو عقب الصلاة بحيث أتحقق خروجه فيها فأعيدها وسألت كثيرأ ممن يأكلها فذكروا ذلك عنها وهذه مصيبة فى الدين وبلية على المسلمين وحدثنى عبد الله بن يوسف المقرى عن العلامة يوسف بن يونس المقرى أنه كان يقول : ظهر القات فى زمن فقهاء لا يجسرون على تحريم ولا تحليل ، ولو ظهر فى زمن الفقهاء المتقدمين لحرموه ، ودخل عراقى اليمن وكان يسمى الفقيه إبراهيم وكان يجهر بتحريم القات وينكر على آكليه ، وذكر أنه إنما حرمه على ما وصف له من أحوال مستعمليه ثم إنه أكله مرة أومراراً لاختباره قال فجزمت بتحريمه لضرره وإسكاره ، وكان يقول ما يخرج عقب البول له بسببه منّى ثم اجتمعت به فقلت له : نسمع عنك أنك تحرم القات قال نعم فقلت و ما الدليل ؟ فقال : ضرره وإسكاره ، فضرره ظاهر وأما إسكاره فهل هو مطرب ؟ فقلت : نعم فقال : قالت الشافعية وغيرهم فى الرد على الحنفية فى إباحتهم ما لم يسكر من النبيذ حرام قياساً على الخمر بجامع الشدة المطربة فقلت له : يروون عنك أنك تقول مايخرج عنه منّى وليس فيه شيئ من خواص المنّى فقال : إنه يخرج قبل استحكامه ، وكان عمى أحمد بن إبراهيم المقرى - وكان له معرفة بالطب وغيره - يصرح بتحريمه ويقول : إنه مسكر فرأيت أكثر من أكله جن !! ، وكان الفقيه حمزة بن عبد الله الناشرى اليمنى تقى الدين يقول بحرمة القات ومن نظمه فيه .


ولا تأكلن القات رطباً ويابساً *** فذاك مضر داؤه فيه أعضلا

فقد قال أعلام من العلماء *** إن هذا حـرام للتضــــرر مأ كلا


انظر- وفقنى الله وإياك لطاعته - إلى أقوال العلماء الذين أدركوا أضرار القات بالعقل والبدن قبل القرن العاشر الهجرى مع أن أضراره كلها لم تظهر فى ذلك الوقت كما هى ظاهرة فى عصرنا الحاضر ؛ لأنه انتشر فى كثير من البلدان وتنوعت طريقة استعماله وطغت مفاسده ونتجت عنه نتائج صحية خبيثة .

يقول العلا مة الشيخ محمد بن إبراهيم فى فتوى له عن القات :

هذه المسألة حادثة الوقوع ، والحكم عليها يتوقف على معرفة خواص هذه الشجرة وما فيها من المنافع والمضار وأيهما أغلب وقد تتبعنا ما أمكن العثور عليه من كلام العلماء فظهر بعد البحث وسؤال من يعتمد بقولهم من الثقات أن المتعين فيها المنع من تعاطى زراعتها وتوريدها واستعمالها لما اشتملت عليه من المفاسد والمضار فى العقول والأديان والأبدان ، ولما فيها من إضاعة المال وافتتان الناس بها ولما اشتملت عليه من الصد عن ذكر الله وعن الصلاة فهو شر ووسيلة لهذه الشرور والوسائل لها أحكام الغايات ، وقد ثبت ضررها وتفتيرها وتخديرها بل وإسكارها ولا التفات لمن نفى ذلك ، ثم قال : إنها مقيسة على الحشيشة المحرمة لاجتماعهما فى كثير من الصفات واستدل على تحريم ما يسكر ولو لم يكن شرابا بمطلق قوله صلى الله عليه وآله وسلم : كل مسكر حرام فيدخل فى ذلك الحشيشة وغيرها .

وما أحسن قول حافظ بن أحمد الحكمى فى ذم القات وغيره من الخبائث .


يا باحثاً عن عفون القات ملتمساً ** تبيانه مع إيجــاز العـــــــــبارت

كله لما شئتت من وهن ومن سلس ** ومن فتـــــــور وأسقام وآفات

كله لما شئت من لهو الحديث ومن ** إهلاك مال ومن تضييع أوقات

لقد عجبت لقوم مولعـــــين به ** وهم مقرون منه بالمضــــــــــــرات

فى الدين والمال والأبدان بل شهدوا ** بسكرهم منه فى جل المحـلات

إنــــــــــى أقول لشاربه وبائعه ** إن لم يتوبوا لقد بـــــــــاؤوا بزلات

والبردقان به الجــــــــــهال قد فتنوا ** حتى رأوا أكله من خير مقتات

كذا الدخان بأنواع له كثـــــــــــــــرت ** وغير ذلك من أنواع الدنيــئات

داء عضال ووهــــــــــن فى القوى ولها ** ريح كريه مخل بالمروءات

أليـــــــــــس فى آية الأعراف مزدجر ** لطالب الحق عن كل الخبيثات

والنهى جاء عن التبذير متضحاً ** وعن إضاعة مـــــــــال فى البطالات

دع مـا يـريبك يا ذا الـلب عــــك إلى ** ما لايريبك فى كــــــل المـهمات

ثم الصلاة على خير الأنام مع التسليم ** تغشـاه مـــــع أزكــى التــحيات


وتجدر الإشارة إلى أن ما يفعله القات بعقول متعاطيه يشبه ما تفعله الخمر بعقول شاربيها حيث يرى شارب الخمر فى حال سكره أنه ملك كل ما كان يتمناه من الدنيا .. ... وكذلك ماضغ القات يسبح فى أحلام كاذبة وخيالات فاسدة ويبنى بيوتاً وهمية وقصوراً لا حقيقة لها فى الواقع ولكن سرعان ما تنقشع عنه تلك الأحلام وتتراكم عليه هموم وغموم من كل مكان ، فلقد روى أبوعمر أحمد بن عبد ربه الأديب رحمه الله تعالى حدثاً يناسب هذا المقام فقال : حدثنا أبو جعفر البغدادى قال كان بالجزيرة رجل يبع نبيذاً فى ماخور له وكان بيته من قصب وكان يأتيه قوم يشربون عنده فإذا عمل - أى أثر - فيهم الشراب قال بعضهم لبعض : أما ترون بيت هذ النباذ من قصب ؟ فيقول بعضهم علىّ الآجرّ ويقول الآخر علىّ الجصّ ويقول الثالث علىّ أجرة العامل فإذا أصبحوا لم يعملوا شيئاً فلما طال ذلك على النباذ قال فيهم .


لنا بيت يهدّم كل يوم ** ويصبح حين يصبح جذم خص

إذا مــا دارت الأقــداح قالوا ** غداً نبنى بآجــرّ وجص

وكيف يشـيد البنيان قوم ** يمـــرون الشتاء بغير قمص


وأما الدليل الثانى من السنة فقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم : لا ضرر ولا ضرار .

اختلف العلماء فى معنى الضرر والضرار فى الحديث هل هما بمعنى واحد أم بينهما فرق والمشهور أن بينهما فرقاً ، وقيل فى معنى كل منهما أقوال ولعل أرجحها أن الضرر أن يلحق أذى بمن لم يؤذه والضرار أن يلحق أذى بمن قد آذاه على وجه غير مشروع وكلا المعنيين ممنوع وغير جائز فى شرع الله عز وجل ، وواضح لكل ذى عقل ينظر فى شرع الله عز وجل أن الله تعالى أباح للعباد كل ما فيه سلامة عقولهم وصحة أبدانهم ولم يحظر عليهم إلا ما فيه الإخلال بحواسهم وقدراتهم وملكاتهم والإفساد و الضرر بصحهم وأبدانهم ، قال الله تعالى : " قل من حرّم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هى للذين ءامنوا فى الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة " لا شك أن تعاطى القات يسبب أضراراً جسيمة يسبب أضراراً نفسية وعقلية وبدنية ومالية واجتماعية ويؤدى إلى الإضرار بالزوجة والأولاد ، والأقرباء حيث يضيع متعاطيه حقوقهم ولا يهتم بشؤنهم ويقدم شراءه على ضروريات حياتهم ومصالحهم ، وقد مرت أضراره مفصَّلة فى موضعها ولا حاجة هنا لإعادتها ، ويحرم أكل كل ما يضر بالإنسان أخذاً من عموم النصوص .

قال أبومحمد بن حزم رحمه الله تعا لي : وأما أكل كل ما أضر فهوحرام لقول النبي صلي الله عليه وآله وسلم : "إ ن الله كتب الإحسا ن علي كل شىء " فمن أضر بنفسه أو بغيره لم يحسن ومن لم يحسن فقد خا لف كتاب اي كتا بة الله الإ حسا ن علي كل شيء ، وقال في مو ضع آخر: ولايحل أكل السم القاتل ببطء أو بتعجيل ولا ما يؤذي من الأطعمة ولا الإكثار من طعا م يمر ض الإ كثا ر منه لقو ل الله تعـــــا لي : " ولا تقتلو انفسكم .

ومن أجود العبا رات الفقهية في تحر يم تناول المضرات عبا رة الإمام النووي رحمه الله تعا لي إذ يقول في رو ضته : كل ما أضرأكله كالزجاج والحجر والسم يحرم أكله وكل طاهر لا ضررفي أكله يحل أكله إلاالمستقذرات الطاهرات كالمني والمخا ط ونحوهما ، فإ نها حرام علي الصحيح .

ويقول الشيخ محمد بن أحمد الشنقيطي رحمه الله تعا لي : اتفق أهل المذ اهب الأربعة علي إبا حة ما تنبته الأرض إلا إذا كا ن مسموما أو مضرا بالجسم أو مذهبا للعقل أو مخدرا فيحرم .

وينبغي لنا هنا أن نشير إلي أن الضرر التدريجي كالضرر الدفعي الفوري ، كلا هما مقتض للتحريم ؛ ولهذا كان تناول السم السريع التاْثير كالسم البطيىء التاْثير في التحريم ، وقد سئل مفتي الد يار المصر ية الشيخ عبد المجيد سليم رحمه الله تعا لي عن حكم الشر ع في المواد المخد رة ، واشتمل السؤال علي تعا طي المخدرات وغيره ، فأجاب قائلا : إنه لايشك شاك ولا ير تاب مر تاب في أن تعا طي هذه المواد حرام ؛ لاْنها تؤ دي إلي مضار جسمية ومفاسد كثيرة فهي تفسد العقل وتفتك بالبد ن إلي غير ذلك من المضار والمفا سد ، فلا يمكن أن تاْذن الشر يعة بتعا طيها مع تحر يمها لما هو أقل منها مفسدة وأخف ضررًا .

وكيف تبيح الشريعة الإسلامية القات الذى حاق ضرره الجسيم بالأمة أفرادا وجماعات دينياً وأخلاقياً وصحياً ومالياً مع أن مبنى الشريعة الإسلامية على جلب المصالح الخالصة أو الراجحة وعلى درء المفاسد والمضار كذلك ، وكيف يحرم الله العليم الحكيم الخمر من العنب مثلاً كثيرها وقليلها لما فيها من المفسدة ولأن قليلها داع إلى كثيرها وذريعة إليه ويبيح من المخدرات ما فيه المفسدة ويزيد عليها بما هو أعظم منها وأكثر ضررا للبدن والعقل والدين والخلق والمزاج ؟! هذا لا يقوله إلا رجل يتعامى عن مقاصد الشريعة ، والأمر فى ذلك ظاهر جلى .

ومعلوم أن من مقاصد الشريعة حفظ الأمور الضرورية للناس فى حياتهم وهى التى لا يمكن الاستغناء عنها فى مصالح الدين والدنيا بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة بل على فساد وتهارج ، وبفقدها يختل نظام الحياة وتعم الفوضى وينتشر الفساد ويفوت النعيم الأبدى فى الآخــــــــرة .

وحفظها يكون بأمرين أحدهما : مايقيم أركانها ويثبت قواعدها ، والثانى : ما يدرأ عنها الاختلال الواقع أو المتوقع فيها ، وهذه الأمور الضرورية خمسة : هى الدين ، والنفس ، والعقل ، والنسل ، والمال ، فعلى هذه الأمور الخمسة يقوم أمر الدين والدنيا ، وبالمحافظة عليها يستقيم أمر الأفـــــراد ونظام الجماعات .

فالقـــــــــــات يخل بهذه الأمور الضرورية إخلالاً خطيراً ويهدد كيانها ووجودها ، والقات أبو الخبائث كما أن الخمر أم الخبائث .


الفصل السادس

الرد على من أباح القات



ومن الناس من يتمسك هنا بقاعدة الأصل فى الأشياء الإباحة إلا ما نص الشرع على تحريمه ، والرد على هؤلاء أن من علماء أصول الفقه من عكس ذلك فقال : الأصل فى الأشياء الحظر إلا ما جاء الشرع بإباحته والصحيح من قول هؤلاء وهؤلاء التفصيل ، فالأصل فى المنافع الإباحة يقول الله تعالى فى معرض الامتنان على عباده " هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعاً " ولايمتن عليهم بما هو محرم عليهم .

وأما المضار هى ما يؤذى البدن أو العقل أو النفس فالأصل فيها الحظر والتحريم ، لقد تحققت فى القات أضرار خطيرة لا يمكن التغاضى عنها فكيف يكون مباحاً ؟

ويقول الدكتور عبد الكريم زيدان : الأشياء النافعة من طعام أو شراب أو حيوان أو نبات أو جماد ولا يوجد دليل على تحريمها هى مباحة ؛ لأن الإباحة هى الحكم الأصلى لموجودات الكون وإنما يحرم ما يحرم منها بدليل من الشارع لمضرتها والدليل على أن الحكم الأصلى للأشياء النافعة هى الإباحة قوله تعالى ممتناً على عباده : " وسخّر لكم ما فى السموات وما فى الأرض جميعا منه " وقوله تعالى " هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعاً " ولا يتم الامتنان ولا يكون التسخير إلا إذا كان الانتفاع بهذه المخلوقات مباحاً ، أما الأشياء الضارة فالأصل فيها التحريم لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم " لا ضر ولا ضرار " وإلى هذا أشار الحاج محمد بن اسعد البوقيسى رحمه الله تعالى بقوله فى منظومته فى أصول الفقه


والأصل فى ذى الضر بعد الشرع *** تحريمه والحل فى ذى النفع


وقد يقول قائل : لم لا يكون القات مباحاً وله إيجابيات ، وذلك كونه رابطاً دائم التواصل بين الأصدقاء وهو الوسيلة التى تجمعهم ، وبالتالى يكون هذا التجمع وسيلة للمناقشات والحوارات بجانبها المتعددة وكونه ينشط الذاكرة ويذكر الإنسان بما هو منسى ويستعين به على العبادة والخلوة لذكر الله تعالى والقات قوت الأولياء .

الجواب على هذا أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح أى إذا تعارضت مفسدة ومصلحة وجب دفع المفسدة وإن أدى ذلك إلى ضياع المصلحة ، وأنه إذا تعارض المانع والمقتضى يقدم المانع أى إذا كان لأمر ما محاذير تقتضى منعه ودواع تقتضى تسويغه والسماح به يرجح منعه .

ومعلوم أن المفاسد التى يسببها القات تطغى بكثير على هذه المنافع الموهومة واشتهر لدى العلماء أنه إذا حدث تعارض بين دليل مبيح ودليل محرِّم فإن المحرِّم يقدم على المبيح ، فقال جلال الدين السيوطى رحمه الله تعالى إذا تعارض دليلان أحدهما يقتضى التحريم والآخر الإباحة قدم التحريم فى الأصح .

وقد جاء فى كتاب الموافقات والتعليق عليه - تعليق وشرح الشيخ عبد الله دراز -: إذا ترجح دليل الجواز على دليل المنع راعوا القول بالتحريم تنزها عن الشبهات ، فكيف يكون القات مباحاً وقد ترجحت أدلة المنع فيه على دليل الجواز ؟!! فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور .


فقد أسمعت لو ناديت حياً *** ولكن لا حياة لمن تنادى


وليس صحيحاً أن القات يعين متعاطيه على العبادة بل بالعكس وترى أغلب من يزاول هذه العادة السيئة لا يحافظ على الصلوات المفروضة فضلاً عن السنن والنوافل ، وكثيراً ما يصاحب تعاطيه تضييع أوقات الصلاة وسماع الأغانى والاختلاط بالنساء فى جلسة القات وغير ذلك من المنكرات كما هو معروف فالعبرة للغالب الشائع لا للنادر ، والقات قوت أولياء الشيطان وليس قوتاً لأولياء الرحمن .

الفصل السابع

نصيحة ثمينة للمبتلى بتعاطى القات


يا من ابتليت بتعاطى القات هل خطر يوماً فى بالك أن تهجر هذه العادة السيئة وتتحرر منها وهل أدركت أضرارهذا الشجر على نفسك وبدنك وخلقك ومالك وأهلك ؟ فالله عز وجل خلق الإنسان لعبادته وحعل له السمع والبصر والعقل لكى يشكر ، ولا يجوز له أن يمارس ما يخل بهذه النعم بل عليه أن يحافظ عليها ، قال الله عز وجل " وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " وقال تعالى " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لكم تشكرون " والشكر على هذه النعم ليس بالقول فقط بل بالمحافظة عليها وتنزيهها عن كل ما يغيرها ويخرجها عن الاعتدال .

فالقات لا يسمن ولا يغنى من جوع ، وأضراره لم تعد على متعاطيه خافية فضلاً عن غيره فكيف يصرّعلى ما يضر وهويرى أضراره ؟ فالله عز وجل رحيم بنا ويعلم ما ينفعنا وما يضرنا ؛ ولذلك أمرنا بأكل الحلال الطيب فقال تعالى : " يا ءيها الناس كلوا مما فى الأرض حلالاً طيباَ ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين " قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى عند تفسير هذه الآية : لما بين الله تعالى أنه لا إله إلا هو وأنه المستقل بالخلق شرع يبين أنه الرازق لجميع خلقه فذكر فى مقام الامتنان أنه أباح لهم أن يأكلوا مما فى الأرض فى حال كونه حلالا من الله طيباً أى مستطابا فى نفسه غير ضار للأبدان ولا للعقول ونهاهم عن اتباع خطوا الشيطان ، وقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم : " اشربوا ما لا يسفِّه أحلا مكم ولا يُذهب أموالكم " فكلنا يجزم بأن القات يسفّه الأحلام ويذهب الأموال فكيف يباح تعاطيه ؟

قيل لأعرابى ما لك لا تشرب النبيذ ؟ قال : لا أشرب ما يشرب عقلى .

تم البحث بحمد الله وفضله وأسأل الله العظيم أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ، ومن رأى فيه عوجاً فليقومه ، أو خطأً فليصوبه ؛ لأن الإنســـــــــــــــــان لا يسلم من الخطأ والنسيان إلا من عصمه ربنا الرحمن ، إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، ربنا اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ، وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .


والله تعالى أعلم ولله الحمد والمنة .

الدكتور أحمد باذيب 04-20-2006 09:43 PM

كتاب الثبات في حظر القات
 
بارك الله فيك اخي باغفار وجعلك ذلك في ميزان حسناتك
وبارك في الشيخ أبو عبدالرحمن عبد المؤمن بن عالم الصومالى


الساعة الآن 10:28 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas