الدماء العربية معبر لجائزة نوبل للسلام
 

في خطوة غريبة وتدعو الى الاشمئزاز قررت لجنة نوبل منح امين عام الامم المتحدة جائزة نوبل >للسلام< وكان يمكن ان يحصل عنان على جائزة نوبل لاي شيء غير السلام حيث كان دوره على الدوام عراباً ومشرعاً للارهاب الامريكي والصهيوني ولا يزيد عن موظف صغير في وزارة الخارجية الامريكية لا حول له ولا قوة، لكن هذه الغرابة تزول عندما نتذكر ايضا ان بيريس جزار قانا قد منح جائزة نوبل للسلام وكذلك بيجن رجل المذابح في فلسطين قبل عام 84 وبعده في لبنان وفلسطين..

يبدو ان الدم العربي والاسلامي هو المعبر نحو جائزة نوبل للسلام وعندما نتفحص سيرة عنان طوال عمله في الامم المتحدة لم نسجل له اي خطوة على طريق السلام.. العراق يضرب ليل نهار وتحت المظلة الامريكية واطفاله يعانون الحصار والجوع والموت اليومي وقدم اكثر من مليون طفل جراء الارهاب الامريكي ولم يهتز ضمير عنان.. لبنان يكتوي بنار العدو الصهيوني منذ اكثر من ثلاثين عاما ولا زالت تحتل اجزاء من ترابه الوطني ولم يجد عنان حرجا من الاعلان ان ما تقرره >اسرائيل< في انسحاباتها هو الصواب ومطابق للخطوط الدولية، والآن في افغانستان كان توقيع عنان جاهزا ليبارك اي خطوات امريكية لابادة الشعب الافغاني بل ويهدد الدول التي لا تشارك في حملة امريكا وتلاحق ارصدة الجماعات الاسلامية بالعقاب والمساءلة وعندما ابيدت قرى باكملها في افغانستان لم يجرؤ عنان على مواساتهم بكلمة..

اما فلسطين التي تتجرع الموت والمجازر كل يوم وشارون يتحدى الجميع ويدوس على قرارات المنظمة الدولية الظالمة فهذا يثلج صدر عنان لانه مطمئن ان الكفة لازالت لصالح بني صهيون الارهابيون ولم يكلف نفسه مجرد ادانة واحدة لهذا الكم الهائل من المجازر، بل كانت دموعه تنساب بسرعة بعد كل عملية يقتل فيها الصهاينة بنيران المقاومة الفلسطينية التي تدافع عن وجود شعبها ووطنها.

وعندما نربط جائزة عنان بمصير بطرس غالي لانه ادان مجازر بيريس في قانا او كورت فالدهايم النمساوي الذي طرد من الامم المتحدة بدعوى انه يكره اليهود >ولاسامي< يفهم لماذا بالذات كوفي عنان الذي لا زال يعتز بثقافة العبد عند السيد الامريكي حتى بنو جلدته في افريقيا لم يلمسوا له اي اثر لمساعدتهم في التغلب على الفقر والمرض والتخلف.

قواعد النظام العالمي الجديد والغارق في الارهاب باتت واضحة المعالم والاهداف وهو إما ان تكون مع امريكا و>اسرائيل< والارهاب وبالتالي تنتظرك جائزة نوبل او مع الحق والحرية لتسقط على رؤوس اطفالك صواريخ امريكا و>اسرائيل<.