سقيفة الشبامي - وادي عمد....من تاريخ المستوطنات البشرية الحضرية القديمة والقبائل التي ذكر أسمها في نقوش قديمة من آلاف السنين...

وادي عمد....من تاريخ المستوطنات البشرية الحضرية القديمة والقبائل التي ذكر أسمها في نقوش قديمة من آلاف السنين...

وادي عمد أحد روافد وادي حضرموت الكبير ينحدر من الهضبة الجنوبية الغربية ويصل طوله أكثر من 70 كيلو متر ويصب في مجرى الوادي الريئسي جنوب غرب هضبة حضرموت الجنوبية،ويضيق عند منابع الوادي في الهضبة ويتسع وينفرج عند مصباته في مجرى الوادي الكبير المتجه من الغرب نحو الشرق .وتنتشر على جوانبه قرى كثيرة تعد مستوطنات بشرية منذ ماقبل الإسلام بمئات السنين وترتبط بحضارة مملكة حضرموت القديمة وآثارها واضحة للعيان إلى يومنا هذافي مذب(حريضه حالياُ)وريبون القريبة من المشهد وكان يسكنه- أي وادي عمد - اقواما من قبيلة حضر موت وكندة اشتهروا في تاريخ حضرموت.وكان مجاوراً للوادي سوقا ً تجاريا هو (سوق الرابية ) الذي تشرف على حفظ الأمن فيه قبيلة كندة قبل الإسلام يأتون أليه عرب الجاهلية من شمال الجزيرة العربية وشرقها واليمن وغيرها من البلدان .
وقد تبين للذين بحثوا في أنقاض معبد "مذب" "مذاب" أنه بني عدة مرات. ويظهر أنه تداعى، فجدد بناؤه مرارًا.و تبين أيضا من الكتابة الحلزونية التي عثر عليها في أنقاض هذا المعبد أنها من أيام "المكربين"-والمكربين جمع مكرب وهو الملك الحضرمي الذي يجمع بين الدين والحكم وهي رتبه عالية كانت لدى ملوك وحضارات اليمن القديم وحضرموت أيضا . وبحسب رأي الخبراء الذين درسوها أمتد إلى حوالي السنة "400 ق. م." وأن تأريخ المدينة ومعبدها يرجع إلى الفترة الواقعة بين القرن السادس والقرن الخامس قبل الميلاد.وتبين من بعض الكتابات أن "كبير" "كبر" "مذب" كان من آل "رمي" "رامي"، وكان يقيم في الموضع المسمى بـ "جعدة" في الزمن الحاضر.ربما هناك قبيلة بهذا الأسم في عمد (بارامي)والشاهد أن النقوش والآثار ذكوكان يملك -هذا الشخص - جزءًا كبيرًا من "وادي عمد"، وله بئر في المدينة تتصل بصهريج مدرج يخرن فيه الماء، وتعرف بـ "شعبت" "شعبة" "شعبات" وهذا الأسم وهودليل على أنهم من أحفاد السكان الأصليون القدامى الحضارمة .
ومن قبائل هذا الموضع: "عقنم" "عقن" "عقان"، و"كرب" "جرب"، و"يرن" "يارن وهذه أسماء قبائل حضرمية أو كنديةأيضا من سكان وادي عمد ذكرت في النقوش
وأما سكان الوادي الحاليون كما يتضح من كتب التاريخ أن اغلبهم قدموا من قبائل أعراب مختلفة من قضاعة وغيرهم قدموا إلى الوادي واستوطنوا فيه.وقامت بينهم حروب مختلفة مع بعضهم البعض من جهة ومع سلاطين حضرموت فيما بعد الذين حاولوا مد نفوذهم واخضاعهم لسلطتهم قبل 300 سنة تقريباً ..
وأما أسم الوادي فيأتي بأسم عمد نسبة لمدينة (عمد ) كبرى المستوطنات البشرية التي تقع في وسط الوادي ،واضاف د.جواد علي الباحث والمؤرخ العراقي في (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ) تبين من فحص مواضع من جدران معبد "سين" أن الحجارة التي استعملت في إقامته كانت قد قدت من الصخر، ونحتت لتنسجم بعضها مع بعض، وقد ربط بعضها إلى بعض حتى لا تنفصل بسهولة ،وعثر في الأماكن التي حفرت على أدوات من الخزف، وعلى مباخر وقلائد ومسابح صنعت حباتها من الحجر والخرز ،و عثر أيضا:على أختام خفيفة من النوع المعروف عند الفرس بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد.و عثر أيضا:على أختام خفيفة من النوع المعروف عند الفرس بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد.
وهكذا فإن وادي عمدمن الوديان الموغلة في القدم في التاريخ ،وأن مستوطناته البشرية كـ تأريخ "مذاب" ومعبدها يعود إلى الفترة الواقعة بين القرن الخامس والقرن الثالث قبل الميلاد ومذاب -حريضة حالياً.
ودراسة المكان تقتضي أيضا دراسة للإنسان الذي عاش في تلك المستوطنات الحضرية القديمة ،وتتطلب من الباحثين مزيداً من البحث وهذا الموضوع قد القى بعض الضوء عن هذه المستوطنة البشرية القديمة في غرب وادي حضرموت ،وتدل على أن الوادي كان قديما على نحو من التطور الحضري والإنتعاش الإقتصادي والعمراني .

#أبوصلاح_باحث_في_تاريخ_وتراث_وجغرافية_حضرموت
https://twitter.com/benaesahceen2