سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   سقيفة الحوار السياسي (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=5)
-   -   المملكة المتوكلية اليمنية( انفلابات وشخصيات لعبت ادواربها؟ والجيش المصري (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=69779)

حد من الوادي 05-20-2010 03:00 PM

المملكة المتوكلية اليمنية( انفلابات وشخصيات لعبت ادواربها؟ والجيش المصري
 

محمد الزبيري

[الجمعة نوفمبر 19]

ولد محمد محمود الزبيري في حي "بستان السلطان" بصنعاء، وهو أحد الأحياء التاريخية في صنعاء القديمة، عام 1918م، وهو من أسرة تنتمي إلى الطبقة الوسطى، ويشتغل بعض أفرادها بالقضاء والبعض الآخر بالتجارة، وقد ابتعدت به موهبته عن اهتمامات أسرته، وأنشأته ـ منذ الطفولة الباكرة ـ نشأة روحية متصوفة غير ميال إلى القضاء، وغير ميّال إلى التجارة".

وقد ذهب إلى مصر لإكمال تعليمه، فالتحق بدار العلوم، ثم عاد إلى اليمن 1941م، وقد خطب الناس جمعةً ـ في العام نفسه فدخل السجن، وخرج من السجن عام 1942م، فاتجه إلى تعز ومنها إلى عدن.
وفي عدن ينشئ "حزب الأحرار" عام 1944م، ثم يُغّيِّر اسمه بعد عامين إلى "الجمعية اليمنية الكبرى".

وحينما شبت ثورة 1948م في اليمن عاد من عدن إلى صنعاء وزيراً للمعارف، وعندما فشلت طورد، ورفضت الدول ا لعربية استضافته فاتجه إلى باكستان.
وحينما شبت ثورة 1962م في اليمن عاد وزيراً للتربية والتعليم في صنعاء. وبينما كان يُلقي خطاباً في الأول من إبريل 1965م أطلق عليه ثلاثة من الجناة النار، فسقط مضرجاً في دمائه الزكية، وسقطت القيثارة التي كم شدت للحرية في الشعر العربي الحديث.
وللزبيري ديوانان من الشعر صدرا في حياته هما:
1-صلاة في الجحيم، 1960م.
2-ثورة الشعر، 1963م.
وقد صدر له ديوان بعد وفاته بعنوان "صوت الشعب" عام 1983م. وقد صدرت أعماله الشعرية كاملة في مجلد واحد.
وله رواية بعنوان "مأساة الواق الواق"، بالإضافة إلى بعض الكتب السياسية، منها:
1-الخدعة الكبرى.
2-خطر الإمامة على الوحدة اليمنية.
3-الإسلام دين وثورة.
4-وحدة الشعب، ودعوة الأحرار.
وله إلى جانب ذلك مجموعات من مقالاته وبحوثه السياسية والأدبية، وتقع في عدة مجلدات. وغالبية مؤلفاته تدور حول القضايا اليمنية، وتحرير الشعب اليمني من استعمار المواطن واستعمار الجهل والمرض.
***
ويعد الشعر الوطني هو المجال الأثير في تجربة الزبيري الشعرية ـ وإن كان قد كتب في فنون الشعر المختلفة من رثاء ومدح ووصف … وغيرها ـ. ونحن نراه في قصائده يفخر بوطنياته التي قالها عن عاطفة صادقة وحب:
لقدْ جئتُ بالشعْرِ الذي أنا شاعرُهْ وأوّلُـــهُ في العــالمينَ وآخِرُهْ
فمنْ شاءَ أنْ يمشي معي فسأنْتضي *** جنَـــاحي لهُ يسْمُو بهٍ ويُؤازرُهْ
فإنْ برَّ بي فالجوُّ عَرْشي وعرْشُـهُ *** وإنْ حادَ عنِّي فالفضَاءُ مقابرُهْ( )
ومن الفخر والحماسة أيضاً قول محمد محمود الزبيري عند خروجه من صنعاء إلى عدن بعد خروجه من السجن إثر خطبة جمعة لم تتحملها السلطات:
خَرَجْنا من السِّجْنِ شُمَّ الأنوفِ *** كما تَخْـرُجُ الأُسْدُ منْ غابِها
نمُرُّ على شَفَرَاتِ السيُــوفِ *** ونأتي المنِيَّةَ منْ بابِهـــــا
ونأْبى الحياةَ إذا دُنِّسَـــتْ *** بِعَسْفِ الطُّغاةِ وإرْهابِـــها
ونحْتقِرُ الحادثاتِ الكبَـــارَ *** إذا اعْتَــــرَضَتْنا بأتْعابْهـا
ستَعْلَمُ أُمَّتُنـــــا أنَّنـا *** رَكَبْـنا الخطوبَ حناناً بِـها( )
ومنه قول الزبيري أيضاً وهو في باكستان:
قَـوَّضْتُ بالقَلَمِ الجبَّـارِ ممْلَكَـةً *** كانتْ بأقْطابِها مشدودةَ الطُّـنبِ
فـإن فشِلْتُ ولمْ أَنْهَضْ بدوْلَتِـنا *** الكبرى لشعْبي، ولَمْ أظفَرْ بمُطَّلـبي
فسَـوْفَ أبْني لهُ مَجْداً من الأدبِ *** العَـالي يُـبوِّئُهُ في أرْفَــعِ الرُّتَبِ
ولنْ يكونَ الذي قدْ كانَ منْ حَدَثٍ *** مروِّعٍ غيْر إعْلانٍ عن الأدب!( )
ومن قصائده التي كتبها في مقتبل العمر ـ وهو في الثالثة والعشرين تقريباً ـ قصيدة في ثلاثين بيتاً بعنوان "مصرع الضمير"، فقد نصحه الأصدقاء والأهلون بعد عودته من مصر أن يلزم الصمت، وأن يغض الطرف عما يراه أو قد يُشاهده من ظلم! فكتب وهو يتمزَّق قصيدة من أصدق قصائد شعرنا العربي، يقول فيها:
مُتْ في ضلوعِكَ يا ضَميرْ *** وادْفِنْ حياتَكَ في الصدورْ
إياكَ والإحساسَ فالدنيــــا العريضَــةُ للصخورْ
لا تنطقنَّ الحقَّ فهْــــــو خرافةُ العصْـرِ الغريرْ
لا تنتصِرْ للشَّعْبِ إنَّ الشَّعْــبَ مخلوقٌ حقــــيرْ
لنْ ترتدي غَيْرَ اللجــا *** مِ ولنْ تذوقَ سوى الشَّعيرْ
فإذا نَظَرْتَ دُجىً فأعْــــــلِنْ أنَّهُ الصُّبْحُ المنيرْ( )

http://www.ruowaa.com
_______________________
اعرف من محمد محمود الزبيري permalink

--------------------------------------------------------------------------------

- شاعر اليمن ورمز نضالها، وأكبر زعماء الحركة الوطنية المعاصرة ضد الإمامة.

- ولد في العاصمة صنعاء عام 1919م (1337هـ) من أسرة عريقة في القضاء لها باع في العلوم والإبداع.

- بدأ حياته العلمية في حلقات المساجد، ثم المدرسة العلمية في صنعاء، ثم عام 1939م هاجر إلى القاهرة ودرس في دار العلوم.

- أسس عام 1941م جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبسببها سجنه الإمام في سجن الأهنوم.

- عام 1944م فر إلى عدن ومنها خاض نضاله ضد الإمامة.

- أسس في عدن الجمعية اليمانية الكبرى عام1946م، التي صدرت عنها جريدة (صوت اليمن) في العام نفسه، وفي التشكيلة الوزارية لثورة 1948 تولى وزارة المعارف.

- فر إلى الباكستان عقب فشل الثورة وقضى فيها خمس سنوات بدءا من عام 1948، ثم انتقل إلى مصر عام 1953م حيث ترأس هناك (الاتحاد اليمني) عام 1955م.

- عاد إلى اليمن عقب نجاح ثورة 26سبتمبر1962م وشغل عضوية مجلس الرئاسة، ووزيراً للتربية والتعليم.

- في يناير 1965م أسس في (برط) ما أسماه (حزب الله) وأعاد إصدار صحيفة (صوت اليمن).

- في 31مار965م أغتيل في منطقة برط.

صدر له:

مأساة واق الواق.. رواية.. القاهرة 1960م.
صلاة في الجحيم.. ديوان شعر.. القاهرة 1961م.
ثورة الشعر .. ديوان شعر.. القاهرة 1963م.
نقطة في الظلام.. ديوان شعر..
المنطلقات
دراسات عن الزبيري:

الزبيري أديب اليمن الثائر.. عبدالرحمن العمراني.
الزبيري ضمير اليمن الثقافي والوطني.. د.عبدالعزيز المقالح.
الزبيري شاعراً ومناضلاً.. لعدد من الكتاب.
المجاهد الشهيد.. عبدالرحمن طيب بعكر.
الزبيري شاعر التغيير في اليمن.. أحمد علي الهمداني.
من أول قصيدة إلى آخر طلقة.. عبدالله البردوني.
الزبيري شاعر الوطنية.. عمر الجاوي.
الزبيري شعره ونثره وآراء الدارسين فيه.. علوي عبدالله طاهر.
شعر الزبيري بين النقد الأدبي وأوهام التكريم.. رياض القرشي.

حد من الوادي 05-20-2010 03:02 PM


علي عبد المغني

[الأربعاء فبراير 18]

لم ينتظر الطفل القادم من إحدى قرى محافظة إب طويلا أمام بوابة مدرســة الأيتام بالعاصمة صنعاء كيما تنتهي معاملة قبوله كغيره من أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة. فقد كان لتميزه ولتدخل الشهيد حسين الكبسي الأثر الحاسم في أن يصبح علي عبد المغني واحدا من طلاب المدرسة التي أسهمت في تخريج كوكبة من المناضلين والسياسيين والعسكريين والقادة العظام.ـ وبعد ما يقارب من 16 سنة من التحاقه بها أصبح علي عبد المغني واحـــدا من أبرز قادة الثورة السبتمبرية المجيدة التي أسقطت عــرش الطغيان إلى الأبد.

المولد والنشأة

ولد علي محمد حسين عبد المغني في بيت الرداعي مديرية السدة محافظة إب العام 1937 وكان ترتيبه الثاني بعد أخته فاطمة عبد المغني، وبعد مولده بفترة وجيزة شاءت الأقدار أن ينفصل أبويه (بالطلاق) ولم يكن ذلك الحدث الأسري المفاجئ كما يتحدث عدد من أقاربه سوى بداية لمرحلة مليئة بالمواقف والأحداث والدروس التي ما برح الطفل “علي” يتلقاها درسا تلو الآخر في بيئة هي الأخرى كانت مقيدة بأغلال الإمامة الحديدية. إلا أن هذا الجو المحيط والمثخن بالظلم والقهر والمعاناة لم يمنع نسمات الحرية أن تتسلل إلى فؤاد هذا الطفل المولود لتنمو معه خلسة دون أن يراها جنود الطاغية.

بعد 4 أعوام من مولده توفي والده، ليفقد بذلك حنان الأب وعاطفته ورعايته، في الوقت الذي كانت فيه تداعيات الحدث الأول المتمثل في انفصال أبويه ما تزال تخيم على بيئته الخاصة.

وهنا لم يكن أمام والدته، التي تزوجت من الحاج أحمد علي ضيف الله، من سبيل إلا أن تشمله برعاية كاملة وجدت دعما ومساندة من الأخوال ومن العم زوج الأم “ضيف الله” الذي ينتمي لمديرية النادرة, المحطة الثانية التي تابع فيها “علي” مراحل حياته الأولى, بعد أن كان مولده في السدة، والاثنتان تابعتان للواء إب.

وكغيره من الأطفال اليمنيين كان الكُتَّاب هو المحطة الأولى في مسيرته العلمية والمعرفية، إذ تلقى تعليمه الأولي في كُتَّاب “نيعان”، وهناك ختم القرآن الكريم وهو في السابعة من عمره وكان ذلك كما يبدو مدعاة لتجهيز حفلة تليق بالمناسبة كما تفعل أسر عديدة تجاه أبنائها المتفوقين. ولم تقتصر الحفلة تلك بتوزيع الحلويات وإقامة الولائم فحسب بل امتدت إلى زفة شارك فيها عدد من زملائه وأفراد أسرته وأقاربه أمتطى خلالها الطفل علي عبد المغني صهوة حصان منطلقا من “نيعان” إلى قرية بيت الرداعي مسقط الرأس.

وإلى أفراد الأسرة والزملاء شارك في الحفل يومها العلامة حسين محمد الكبسي الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية حينئذ وصادف وجوده في قريته (يعان) لزيارة أسرته وهو نفسه الذي لعب دورا كبيرا في إلحاق “علي” بمدرسة الأيتام فيما بعد.

في صنعاء للمرة الاولى

في العام 1946م انتقل علي عبد المغني إلى صنعاء لمواصلة دراسته وكان في السنة التاسعة من عمره وأثناء وصوله إليها توجه مباشرة إلى منزل الوزير حسين الكبسي الواقع في “بستان السلطان” طالبا مساعدته كي يلتحق بمدرسة الأيتام. وكما يحكي عدد من أقاربه فقد لقي ترحيبا حارا من الوزير الكبسي الذي ضمه إلى بيته معتبرا إياه واحدا من أولاده ولم تمض سوى أيام قلائل ليجد نفسه في مدرسة الأيتام وهناك كانت المفاجأة السعيدة بالنسبة له. لقد قررت لجنة الاختبارات في المدرسة إلحاق الطالب علي عبد المغني بالصف الرابع متجاوزة به ثلاثة فصول، وكانت تلك ميزة تمنحها اللجنة المختصة للطلاب المتفوقين.

وبعد عامين من التحاقه بمدرسة الأيتام وقبل أن تنطلق ثورة 48م بأيام ذهب علي عبد المغني إلى منزل العلامة حسين الكبسي أحد رموز هذه الثورة، وهناك قابل المناضل جمال جميل العراقي قائد الثورة، وما إن وصل وسلم عليهما حتى دعاه جمال جميل وأجلسه بجانبه وسأله سؤالا مختصرا: فيما تكون السعادة؟ وكانت الإجابة هي الأخرى مختصرة: “السعادة تكون في الحرية”، فضمه جمال جميل إلى صدره وقال وهو ينظر إليه بتأمل كبير: “لو فشلت ثورتنا -لا سمح الله- فهذا الشبل هو الذي سيسحقهم ويكمل ما بدأناه”، وكان علي عبد المغني حينها لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره.

وحصل علي عبد المغني في ذلك اليوم على “جائزة مالية بالريال الفرانصي” (ماري تيريزا - عمله فضية) من جمال جميل الذي خاطبه قائلا: “هذا المبلغ جائزة لك وعليك أن تهتم بالعلم ولا يشغلك عن التعليم شيء”. وشاءت الأقدار أن تؤول ثورة 48 إلى الفشل ويعتلي الإمام أحمد عرش الإمامة، ويومها أباح صنعاء للنهب والسلب، فضلا على ملاحقة الثوار والقبض عليهم وإنزالهم السجون في صنعاء وحجة، ليصدر بعد ذلك أوامره بإعدامهم وكان الضابط جمال جميل ضمن هؤلاء وكان إعدامه في “ميدان شرارة” (ميدان التحرير) حالياً وقبل إعدامه قال للإمام والحاضرين بصوت الواثق: لقد “حبلناها وستلد” ولم يكن الإمام وحاشيته في مستوى يؤهلهم كما يبدو لفهم مغزى كلمات ذلك الثائر الهمام.

دارت الأيام حاملة معها صدى وروح هذه الكلمات، وتابع علي عبد المغني طريقه في التحصيل العلمي مستعينا بما كان قد منحه إياه الثائر جمال جميل على مواجهة متطلبات الدراسة والعيش حيث أودع مبلغ الجائزة لدى شخص يدعى عبده قاسم من قرية “هجارة” مديرية السدة محافظة إب وكان يمتلك فرنا للخبز في “باب السباح” وكان يأخذ منه ريالين في كل شهر مصاريف جيب ويأخذ ما يحتاجه من ملابس وغيره وفوق ذلك كان يساعد زملاءه الطلاب المحتاجين بمدرسة الأيتام بما تيسر.

أكمل علي عبد المغني دراسته في مدرسة الأيتام بتفوق، لينتقل إلى المدرسة المتوسطة، وهناك درس ثلاث سنوات متابعا تفوقه، لينتقل بعدها إلى الثانوية وكان نظام الدراسة في المدرسة الثانوية أربع سنوات أتمها جميعا.

ومما يحكي عنه عدد من أقاربه وزملائه أنه تولى إدارة المدرسة وهو في السنة الثالثة ثانوي بعد وفاة مدير المدرسة وقد أجمع المدرسون والطلبة على قدراته في تولي ذلك المنصب وهذا ما حدث بعد موافقة وزارة المعارف (التربية والتعليم) على ذلك.

وعندما كان في السنة الرابعة ثانوي دمجت المدرسة التحضيرية مع المدرسة الثانوية وعُيّن علي عبدالكريم الفضيل -مدير التحضيرية سابقاً- مديراً للمدرسة الجديدة بعد الدمج، وتخرج علي عبدالمغني من المدرسة الثانوية في ذلك العام حاصلا على المركز الأول وأقامت وزارة المعارف حفل تخرج ألقى فيه علي عبد المغني كلمة الخريجين، وقد نالت إعجاب الحاضرين، وعند توزيع الجوائز تسلم جائزته وشهادة تخرجه وفوق ذلك منحه ولي العهد البدر قلمه الذهبي وأعطاه وزير المعارف الحسن بن علي ساعة مصنوعة من الذهب وأصدر قرار بتعينه سكرتيرا خاصا في الوزارة.

الكلية الحربية

في العام 1957 فتحت الكلية الحربية باب القبول لأول دفعة يتم اختيارها من بين طلاب المدارس العلمية والثانوية والمتوسطة وتقدم لها مجموعة من بينهم محمد مطهر زيد وهذه الدفعة التي عرفت فيما بعد باسم دفعة محمد مطهر ولم يتقدم علي عبد المغني في ذلك العام, فقد كان يأمل الحصول على منحة دراسية في الخارج.

وفي العام الثاني 1958 فتحت الكلية الحربية باب القبول من جديد وتقدم علي عبد المغني ضمن الدفعة الثانية المعروفة حتى الآن باسم دفعة علي عبد المغني وتخرج منها متفوقا بالمرتبة الأولى وأقامت الكلية آنذاك حفل تخرج ألقى الطالب علي عبد المعني فيه كلمة الخريجين وعند تسليم الجوائز والشهادات لأوائل الخريجين منح الأمام أحمد علي عبد المغني قلمه الخاص المصنوع من الذهب ولم يكن يدرك يومها أن هذا القلم هو الذي سيصوغ أهداف الثورة اليمنية.

بعد التخرج من الكلية الحربية التحق بمدرسة الأسلحة بمعية عدد من خيرة الضباط من خريجي كليات الحربية والطيران والشرطة، منهم: زميله ورفيق دربه محمد مطهر زيد، ناجي الأشول، حمود بيدر، عبد الله عبد السلام صبرة، احمد الرحومي، صالح الأشول، سعد الاشول، علي علي الحيمي، عبده قائد الكهالي، احمد مطهر زيد، احمد الكبسي… وغيرهم.

مرة أخرى في القرية

بعد أن تخرج في مدرسة الأسلحة قام بزيارة “البلاد”، وكان يومها قد بلغ 22 عاما وصحبه عدد من زملائه وكان ذلك في العام 1961، وهناك تفقد أهله في “المسقاة” و”بيت الرداعي” و”حرية” وأقام عند والدته يومين. وحرصاً عليها من أن تصلها أخبار سيئة عنه أثناء غيابه صارحها بأنه مقبل على عمل كبير هو وزملاؤه، وأوصاها أن تدعو له, ألحت عليه أن يخبرها بما هو مقبل عليه ليطمئن قلبها, فسألها عن رأيها في بيت حميد الدين.

فأجابته بفطرتها النقية: “ما يقومون به لا يرضي الله ولا رسوله”، وزادت بقولها: “أمرهم إلى الله”، فأدركته ابتسامه عريضة وشعور عميق بالفرح ثم قال: “والله يا أمي ما تسمعي عن ولدك إلاَّ ما يسر خاطرك، وأما بيت حميد الدين فو الله ما يذبحوني ولن أموت إلاَّ موتة الأبطال”.

ثم توجه إلى مدينة تعز وهناك قام بالاتصال بخلية الضباط الأحرار، وانتقل إلى الحديدة للغرض ذاته وقيل أنه سافر إلى عدن ومن ثم عاد إلى صنعاء.

الضباط الأحرار والثورة

في ديسمبر 1961م كان ميلاد تنظيم الضباط الأحرار بعد مشاورات ومحاولات عديدة أفرزت هذا التنظيم الذي أخذ طابع السرية في عمله وتحركاته مثله كمثل الحركات التحررية الأخرى في الوطن العربي. وكان علي عبد المغني واحدا من أبرز المؤسسين لهذا التنظيم، وتولى مسؤولية إحدى خلاياه وكانت تضم عشرة أعضاء.

وقبل ذلك، وبالتحديد في عام 1956، عندما تعرضت مصر للعدوان الثلاثي قاد علي عبد المغني مظاهرة طلابية مهيبة وجهت رسائل هامة وحاسمة للإمامة، وكانت أول مظاهرة تشهدها صنعاء، وعلى إثر ذلك تم اعتقاله وسجن في “الرادع” مع مجموعة من زملائه الطلبة وقد خرجت مظاهرة أخرى تطالب بالإفراج عنه.

وبعد تأسيس تنظيم الضباط الأحرار أجرى علي عبد المغني اتصالات عديدة وتواصل مع العلماء والمثقفين والمشايخ وكل الأحرار داخل اليمن وخارجها للإعداد للثورة.

وفي شهر يوليو 62م التقى بالزعيم جمال عبد الناصر على متن باخرة مصرية في البحر الأحمر بشرم الشيخ حيث كان سفره إلى هناك على ظهر الباخرة اليمنية مأرب عبر ميناء المخاء وحصل خلال هذه الزيارة على وعود من الزعيم جمال عبد الناصر بدعم ونصرة الثورة اليمنية.

بعد عودته من مصر نظم مظاهرة للطلبة في كل من صنعاء وتعز والحديدة في شهر أغسطس 62م وكان يؤمن بأن المظاهرات هي الجرس الذي سيوقظ اليمنيين من سباتهم، وأنه إذا صحا الشعب من نومه فهو القادر والمتكفل بحماية الثورة.

ليلة تفجير الثورة اجتمع مع مشايخ اليمن الذين وصلوا صنعاء لمبايعة الإمام وأقنعهم بالمشاركة في الثورة إلى جانب الضباط، وفي الساعة الحادية عشرة من مساء الخامس والعشرين من سبتمبر 1962 توجهت قوات الجيش التي أعدها تنظيم الضباط الأحرار إلى “دار البشائر” التي كانت مقراً للإمام البدر وما أن وصلوها بالمدرعات حتى وجهوا نداءً بمكبرات الصوت يدعو الإمام البدر للاستسلام مع أفراد الحرس الملكي، لكنهم أطلقوا النار بكثافة مما دفع بالضباط الأحرار لقصف دار البشائر.

وفي صباح يوم السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م ارتقى محمد الفسيل منصة إذاعة صنعاء ليقرأ أول بيان أعلن فيه قيام الثورة وسقوط عرش الإمامة إلى الأبد. وبعد ذلك عين علي عبد المغني عضوًا فيما عرف بـ”مجلس القيادة”، إلى جانب المشير عبدالله السلال، وعبد الله جزيلان ، وعبد السلام صبرة وآخرون.

استشهاده

بعد أيام من قيام الثورة والجمهورية كلف بقيادة حملة عسكرية إلى منطقة “حريب” في مأرب لمواجهة الحشود الملكية، التي بدأت تستعد لإعلان الحسن بن يحيى حميد الدين إمامًا بمساعدة خارجية، وقد أستشهد علي عبد المغني في هذه المعركة وكان ذلك في أكتوبر 62 وبرحيله خسر اليمن واحدا من المناضلين والأحرار العظام الذين وهبوا أنفسهم منذ اليوم الأول لمجابهة الظلم والطغيان والانتصار للحرية.

شهـــــــــــــــــــــــادات

قال عنه البدر في كتاب “الصراع السعودي المصري حول اليمن الشمالي” للكاتب الدكتور سعيد محمد باديب، إن “الانقلاب العسكري في سبتمبر62 كان قائده الفعلي ضابط برتبة ملازم يدعى علي عبد المغني”.

القائم بأعمال السفارة المصرية حينئذ الأستاذ محمد عبد الواحد قال في تقريره الذي رفعه للرئيس جمال عبد الناصر عام 1961، إن علي المغني هو زعيم تنظيم الضباط الأحرار اليمنيين، وهو المعني بالتخاطب والرد على استفسارات تطلبها القيادة المصرية من تنظيم الضباط الأحرار.

الكاتب والمفكر السياسي الكبير محمد حسنين هيكل في كتابه سنوات الغليان ذكر أن فخامة الرئيس جمال عبد الناصر لم يعرف البكاء في حياته إلاّ مرتين عند انفصال سورية ومصر والثانية عند علمه بخبر استشهاد علي عبد المغني.

الفريق صلاح الدين المحرزي أحد الخبراء المصريين المعنيين بتدريب ما كان يسمى “فوج البدر”، ذكر أن علي عبد المغني هو الشخصية القيادية الأولى في تنظيم ضباط الأحرار اليمنيين وهو الذي استطاع أن يحظى باحترام الجميع على مستوى زملائه وشيوخ القبائل، وأنه لا يختلف اثنان على أنه القائد الفعلي للثورة اليمنية.

المشير عبد الله السلال صرح في آخر مقابلة تلفزيونية معه أن الشهيد علي عبد المغني هو مهندس الثورة اليمنية.

العميد يحيى المتوكل أشار في مقابلة لجريدة “الاتحاد” الإماراتية إلى أن تنظيم الضباط الأحرار كان يتلقى الأوامر من الشهيد علي عبد المغني.


نقلا عن صحيفة السياسية اليومية


حد من الوادي 05-20-2010 03:14 PM


عبد الرحمن الارياني

[الخميس أكتوبر 23]

عبد الرحمن بن يحي بن محمد بن عبد الله الارياني رحمه الله .
رئيس الجمهورية اليمنية في شمال اليمن سابقاَ . ولد في حصن إريان في غرة جمادي الآخرة سنة 1328 هجرية . عالم أديب ، شاعر ، كاتب مترسل ، زعيم سياسي ، محنك ، لطيف المعشر ، حلو الحديث ، جم التواضع . تولى القضاء في النادرة في أول أمره ثم أسهم مع الأحرار المناوئين والمعارضين لحكم الإمام يحي بن محمد حميد الدين والحاكمين من أولاده في أعمالهم . أنشأ قصيدته المشهورة التي ندد فيها بمظالم الإمام يحي وتسليطه أولاده على رقاب الشعب ومطلعها : إنما الظلم في المعاد ظلام وهو للملك معول هدام

ومنها يخاطب الإمام يحي : أنصف الناس من بنيك وإلا أنصفتهم من بعدك الأيام

إن عشر السبعين عنك تولت ودنا مصرع وحان حمام

فكان الأمر كما توقع ، ثم وجه الخطاب إلى الحسن بن الإمام يحي حاكم لواء إب : حسن ابن الإمام لا أحسن الله إليه ولا عداه السقام

وقد كانت هذه القصيدة التي طارت شهرتها في اليمن آنذاك سبب إعتقاله مع من أعتقل من الأحرار في إب و تعز و ذمار و صنعاء سنة 1363 هجرية ثم سيقوا جميعا إلى تعز ، ومنها أرسلوا إلى سجون حجة ، وكان أحدهم وقد بقي هنالك معتقلا بضعة أشهر ثم أفرج عنه لكنه استمر في مزاولة نشاطه الوطني للإطاحة بحكم الإمام يحي وبعض أولاده حتى قُتل الإمام يوم الثلاثاء 7 ربيع الآخر سنة 1367 هجرية "1948م" وخلفه في الحكم الإمام عبد الله بن أحمد الوزير على رأس حكومة دستورية ، وكان الارياني آنذاك في مدينة إب ، فقام بأعمال اللواء وأدارها بحزم ونشاط ، وأستمر إلى أن سقطت العاصمة صنعاء في أيدي القبائل الموالية للإمام أحمد الذي استغل فرصة مقتل أبيه لينتقم ممن سلبوه الحكم ، وأعتقل الارياني هو ومن شاركه من الأحرار في إدارة الأعمال في لواء إب فسيقوا في السلاسل إلى تعز ،

ومنها أرسلوا إلى سجون حجة مرة أخرى والقيود في أقدامهم والسلاسل في أعناقهم وقد لبث في السجن بضع سنين ثم أفرج عنه ، وعينه الإمام أحمد عضوا في الهيئة الشرعية في تعز ، ولم تنقطع صلته بالأحرار ، ولكن بحذر وتكتم . وكان لا يفتأ ينصح الإمام أحمد في كثير من الأمور ، وله مواقف حميدة مشهورة معه في تحذيره من الإصغاء إلى كلام الوشاة ، والمتزلفين الذين يسعون ليضروا بالناس لأغراض دنيئة ، وكانت نصائحة تنفع عند الإمام أحيانا . ولما تمرد بعض الجيش على الإمام أحمد في تعز في شعبان سنة 1374 هجرية "1955م"

استغل الفرصة العقيد أحمد يحي الثلايا وتزعم تلك الحركة ، وطالب الإمام أحمد بتنازله لأخيه عبد الله بن الإمام يحي وجمع العلماء ومنهم الارياني لمساعدته للتخلص من حكم الإمام أحمد ولكن حركته فشلت بعد أيام قلائل وخرج الإمام أحمد من قصره ، وأخذ يقتل المشتركين في تلك الحركة حتى الذين لم يكن لهم أي عمل معروف ، وأمر باحضار الارياني ، وكان قد أعتقل إلى الميدان الذي يتم فيه قتل الأحرار ، فلما مثل بين يدي الإمام والجلاد ينتظر أمر الإمام لقتله بدا للإمام أحمد أن يُبقي عليه فأمر بإعادته إلى معتقله فبقى فيه أياما ثم أفرج عنه ، وعاد إلى عمله في الهيئة الشرعية ، وكان الإمام أحمد يستشيره في قضايا عربية ودولية ، كما كلفه بحضور اجتماعات الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي ، وكان يترأس بعثة الحج حتى قامت الثورة سنة 1382 هجرية "1962م"

التي ألغت النظام الملكي وأخذت بالنظام الجمهوري ، فعين وزيرا للعدل ثم عضوا في مجلس قيادة الثورة ثم عضوا في مجلس الرئاسة . وحينما ساءت الأحوال الإدارية في اليمن بسبب تدخل المصريين المباشر في شئون البلاد ذهب إلى مصر ومعه عدد كبير من الشخصيات اليمنية منهم الأستاذ أحمد محمد نعمان محتجين على سوء تصرف المصريين في اليمن ، فأمر الرئيس جمال عبد الناصر باعتقال أكثرهم في السجن الحربي وبقي الارياني طليقا ولكنه لا يستطيع مبارحة مصر حتى أصيب العرب بالنكسة في حربهم مع إسرائيل في حزيران 1967م

فعقد مؤتمر قمة عربي في الخرطوم اتفق فيه جمال عبد الناصر مع الملك فيصل على أن يسحب القوات المصرية من اليمن ، وتم رحيلها بالفعل ، فواجهت الجمهورية العربية اليمنية مصيرها بنفسها ، ولاقت تحديا شديدا للقضاء عليها من الجانب الملكي وأعوانهم ولكن الله أعانها وثبتها ، وكانت رئاسة الدولة قد أفضت إلى الارياني في شعبان سنة 1387 هجرية الموافق 5 نوفمبر 1967م بعد أن التقت عنده رغبات زعماء اليمن ولمائها ورؤساء القبائل والعشائر والتفت حوله القلوب المختلفة ليكون رئيسا لها حتى ينتشل البلاد من الهاوية التي تردت اليها ،

واستطاع بسياسته الحكيمة أن يمسك بدفة السفينة وسط أمواج مضطربة وعواصف عاتية حتى حقق لليمن السلام والأمن والاستقرار . وقد انتهى حكمه باستقالته يوم الخميس 21 جمادي الأول سنة 1394 هجرية الموافق 13 حزيران سنة 1974م بضغط داخلي تؤازره قوة خارجية بحجة كثرة تغيير الحكومات والركون في حكم البلاد على من لا دراية له بأحوال اليمن ومعرفة طباع أهلها إلى جانب ما كان يحدث أحيانا من الإهمال وضياع الحزم في أجهزة الدولة . ولما استقال رحل إلى دمشق ولحق به أهله ، ثم سمح له الرئيس علي عبد الله صالح بالعودة إلى بلاده فعاد مكرما مبجلا . له شعر كثير ، فمنه قوله في وصف مظالم الإمام يحي حميد الدين : ما له همة سوى جمعه الأمـ ـوال من غير وجهها المانوس

قد تقضت حياته غير مأسـ ـوف عليها فما بها من نفيس

وسيفنى الباقون لعمري هباء في سبيل الخداع والتدليس

إن نفسا شبت وشاخت على الشح وظلم الورى لشر النفوس

ومن شعره أيضا القصيدة التالية وقد وزعت منشورا : هذا العدو غدا على الأبواب يرنو بعين الفاتح الغلاب

والمستبد له إلى أموالكم توقان مهجور إلى الأحباب

قد صار في دور الذهول وشعبنا أضحى يقاسي منه دور عذاب

وبنوه فيكم كلهم قد مثلوا رمز الفساد وخيبة الأحساب

قد أنفقوا أموالكم فيما اشتهوا من وصل غانية وحسو شراب

وأولئك الكتاب والوزراء غدا في مالكم لهم صيال ذئاب

وأراكموا في نومة لا تنتهي أبدا بغير تصادم وخراب

فالقوا إلى الشعب المعذب نظرة فلعلها تهديكموا لصواب

والقوا زمام الشعب في كف الذي سيقيه شر عدوه الوثاب

عن موقع شبكة اب الخضراء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ-----------------------------------
القاضي/عبدالرحمن الارياني
- هو القاضي عبدالرحمن بن يحيى بن محمد بن عبدالله الارياني مولده في حصن ريمان في

غرة جماد الآخر 1328هـ(1910م).- عالم أديب، شاعر.
- تولى القضاء في النادرة في أول أمره ثم أسهم مع الأحرار المناوئين والمعارضين لحكم الإمام يحيى بن محمد حميد الدين والحاكمين من أولاده نتيجة أعمالهم الظالمة للناس.
وقد ندد بأعمال ومظالم الإمام وأولاده بقصيدة مشهورة مطلعها:
• إنما الظلم في المعاد ظلام.. وهو للملك معول هدام.
ومنها البيت الذي طارت شهرته على ألسن الناس وغدا شاهدا يردد ضد الظلمة عبر تقلبات الزمن.
• أنصف الناس من بنيك وإلا.. أنصفتهم من ( بعدك) الأيام.
وقد كانت هذه القصيدة سبباً في اعتقاله مع رفاقه من الأحرار 1363هـ والسير بهم إلى سجن حجة و أمضى فيه حوالي ثلاثة أعوام ثم أطلق من السجن حتى قتل الإمام يحيى يوم الثلاثاء 7 ربيع الآخر سنة 1367هـ ( 1948) وخلفه الإمام عبدالله الوزير على رأس حكومة دستورية وعين في إب، فقام بأعمال اللواء وأدارها بحزم ونشاط واستمر حتى سقطت صنعاء في أيدي القبائل الموالية للإمام أحمد ونهبتها.
- أعتقل مرة أخرى هو ومن شارك من الأحرار ( الدستوريين) وأرسلوا إلى سجون حجة والقيود على أقدامهم والسلاسل تطوق أعناقهم وقد لبث في السجن بضع سنين ثم أفرج عنه.

- عينه الإمام أحمد بعدها عضوا في الهيئة الشرعية في تعز، ولم تنقطع صلته بالأحرار، ولكن بحذر وتكتم.
- كان لا يفتأ ينصح الإمام أحمد في كثير من الأمور، وله مواقف حميدة مشهورة معه في تحذيره من الاصغاء إلى كلام الوشاة، والمتزلفين الذين يسعون ليضروا بالناس لأغراض دنيئة.

- في عام 1955 م ( 1374) هـ عند تمرد الجيش في تعز استغل العقيد/ أحمد يحيى الثلايا هذا التمرد وجمع العلماء ومنهم القاضي الإرياني لمساندة الحركة في التخلص من الإمام أحمد بتنازله لأخيه/ عبدالله بن يحيى لكن حركته فشلت بعد أيام قلائل، وقتل الإمام أحمد المشتركين في تلك الحركة حتى الذين لم يكن لهم أي دور معروف، واخرج الأرياني إلى الميدان لإعدامه فلما مثل بين يديه والجلاد ينتظر أمر الإمام لقتله بدا لأحمد لأمر أراده الله أن يبقي عليه فأمر بإعادته إلى المعتقل ليقضي فيه أياما، ثم أفرج عنه، وعاد إلى عمله في الهيئة الشرعية.

- كان الإمام أحمد يستشيره في قضايا عربية ودولية، كما كلفه بحضور اجتماعات الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
- كان يترأس بعثة الحج حتى قامت الثورة 1962م ( 1382هـ) التي أنهت النظام الملكي وأخذت بالنظام الجمهوري.
- عين وزيراً للعدل بعد الثورة، ثم عضواً في مجلس قيادة الثورة، ثم عضواً في مجلس الرئاسة.

- ترأس وفد الجمهورية في مؤتمر حرض أمام ممثلي النظام الملكي 1965م -1385هـ ورفض اقتراح المملكة العربية السعودية القاضي باستبدال إسم الجمهورية العربية اليمنية بالدولة الإسلامية اليمنية رغم موافقة الجانب المصري على ذلك.
- أدت الأوضاع المتردية بعد الثورة إلى توليه رئاسة الجمهورية في شعبان سنة 1387هـ الموافق5 تشرين الثاني( نوفمبر) 1967م بعد أن التفت حوله القلوب المختلفة، والتقت عنده رغبات زعماء اليمن وعلماؤها ورؤساء القبائل والعشائر واستطاع بسياسته الحكيمة أن يمسك بدفة السفينة وسط أمواج مضطربة.
- وعواصف عاتية حتى حقق لليمن السلام، والأمن والاستقرار.

- ويذكر القاضي إسماعيل الأكوع أنه سمع من القاضي علي بن محمد الرضي أن الحسن بن الإمام يحيى حميد الدين قال بعد أن بلغه تولى القاضي عبدالرحمن رئاسة الدولة: ( الآن يئسنا من العودة إلى اليمن حاكمين" "
وقال أيضا: أن الإمام يحيى جمع أعيان اليمن وعلماءها ومشائخها في قاعة بها لوحة كتابة ( سبورة) وألقى فيهم محاضرة وعند الانتهاء منها أراد أن يختبر ذكاء الحضور فأخذ قلم جص ( طبشار) ورسم خطا طويلا عليها وسأل الحضور قائلا: من يفسر لي هذا؟ مشيراً إلى الخط فلم ينبر لهذا من الحضور سوى القاضي عبدالرحمن الإرياني، فأخذ قلم الجص وقطع الخط قائلا: "الأمل" طول والأجل عرض". فقال الإمام : قاتلك الله يا إرياني".

- قدم استقالته من رئاسة المجلس الجمهوري يوم الخميس 21 جمادي الأولى 1394هـ الموافق 13 حزيزان ( يونيو) 1974م. وقد ودعه خلَفه والحكومة توديعاً رسمياً في تعز.
وصدق عليه قول الشاعر.
إن الأمير هوالذي .. يضحى اميراًيوم عزله
إن زال سلطان الولاية.. لم يزل سلطان فضله
- عاد من دمشق مقر إقامته عندما دعا الأخ الرئيس /علي عبدالله صالح جميع السياسيين للعودة إلى أرض الوطن فعاد مكرماً مبجلاً.
- توفي- رحموه الله- ظهيرة يوم السبت 16 ذي القعدة 1418هـ ( 14مارس 1998م).
- من آثاره الأدبية والعلمية.

- ديوان.. ملحمة من سجون حجة: شعره، شرحه وصححه أحمد عبد الرحمن المعلمي.
- تحقيق مجموعة رسائل في علم التوحيد: محمد إسماعيل الأمير وآخرين تصحيح وإشراف عبدالرحمن الإرياني.
- ترجيع الأطيار بمرقص الأشعار: عبدالرحمن الآنسي تحقيق: عبدالرحمن الإرياني – عبدالرحمن المعلمي.
- تحقيق الأبحاث المسدد في فنون متعددة لصالح بن مهدي المقبلي.

المؤتمر نت

حد من الوادي 05-20-2010 03:34 PM


جار الله عمر[السبت يناير 3]

جارالله عمر، ( 1942 -28 ديسمبر 2002)

ولد جارالله عمر في بلدة كحيل في محافظة إب باليمن ، و هو سياسي يمني، الامين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني وهو أحد مؤسسي الحزب الاشتراكي اليمني و الذي كان أحد الأحزاب الحاكمة في جمهورية اليمن الديمقراطية (اليمن الجنوبي) سابقا ، اغتيل في 28 ديسمبر 2002 بعد أن تلقي رصاصتين في صدره من قبل متطرف إسلامي و الذي قبض عليه علي الفور و كشف عن مخطط لقتل مجموعة من السياسيين "العلمانيين" من قادة الناصريين والبعثيين، و حكم عليه لاحقا بالإعدام جراء جريمته .

دفن في مقبرة الشهداء في صنعاء .

جار الله عمر يتحدث عن طفولته


جزء من سيرة ذاتية للشهيد جار الله عمر
ـ أنا من مواليد 1942 ، وقد عثرت هذا التاريخ في مصحف تركه والدي رحمه الله في المنزل ، وكتب بالسنة الهجرية ، ومن خلال وصيته تلك فقد ولدت قبل وفاته بـ 6 اشهر ، حيث أصيب بمرض مفاجئ .

كان والدي معلماً في كتاب القرية التي ولدت فيها ، وهي تسمى " كهال " تابعة لناحية النادرة بمحافظة إب ، بالإضافة إلى القرية المجاورة ، وقد كان لديه وجاهة اجتماعية هامة ، حيث كان يقدم الرعاية إلى أناس آخرين في المنطقة ، بخاصة ممن تحل بهم النكبات أو ممن يريدون أن يتزوجوا وغيرها ، حتى أنه عندما توفي خلف وراءه ديوناً كثيرة ، على الرغم من رهنه جزءاً من الأراضي الزراعية التي كانت بحوزته ، وكانت هذه الديون أعباءً على كاهل والدتي التي تكفلت برعايتي .

قبل أن يتوفى والدي يرحمه الله ، استدعى والدتي واسمها سعيدة بنت صالح سعد الفقيه ، وقال لها إنه يشعر أن الموت يدنو منه بسرعة ، وطلب منها رعايتي ، فقد كنت الابن الوحيد إلى جانب أختي الكبيرة والوحيدة ، وقال لها إنه يرجوها أن لا تتزوج برجل آخر بعد موته ، وقد وفت أمي بذلك ، على الرغم من أن عمرها لم يكن يتجاوز حينها الـ27 عاماً ، وكابدت المشقات في سبيل تنشئتنا بطريقة صحيحة أختي وأنا ، حيث اتجهت إلى إحتراف التطريز والخياطة وتربية البقر والدجاج وبيعها لكي نسدد ديون والدي التي تركها لنا بعد وفاته .

في غضون السنوات السبع الأولى من حياتي ألحقتني والدتي في كتاب القرية ، وفي نحو عامين أو ثلاثة أكملت القرآن وتعلمت الخط وكافة المستلزمات البسيطة التي كان يقتضيها مكتب الكتاب المتواضع .

وقد كانت والدتي تزرع في ذاكرتي ووجداني حقيقة مهمة وتكررها لي كل يوم ، وهي أن والدي كان متعلماً ، وكان يعلم الناس القراءة والكتابة ، وتحثني على قراءة الأوراق التي خلفها لنا في المنزل ، وتقول لي : أنظر لقد كان خطه جميلاً ، وأريدك أن تكون مثله .

وكانت تقدمه لي باعتباره رجلاً شجاعاً وتقياً وصادقاً يحترمه الجميع ، وحينما كنت ارتكب خطأ ما كانت تنبهني بأن هذا الأمر لا يناسب اسم والدك وكان هذا يكفي لردعي عن القيام ببعض الأخطاء والتصرفات المشروعة بحكم سن الطفولة .

حاولت أن أشارك خالي وعمي في مهنة الزراعة إلى جانب رعي الأبقار والأغنام ، لكنني لم أنجح في ذلك ، ربما لبنيتي الصغيرة وجهدي القليل ، وربما لأنني لم أكن مقبلاً على ذلك بكل جوارحي .

حينئذ تعلقت بهاجس الانتقال إلى مكان آخر للدراسة وكان طموحي أن أصبح قاضياً أو حاكماً ، مثل هؤلاء الذين يتعلمون في صنعاء أو ذمار ، لكن والدتي كانت تعارض ذلك ، لأنها لا تريد أن تفارقني ، لكن عندما بلغ عمري نحو الرابعة عشرة انتقلت إلى قرية الأجلوب ، وهي قرية كبيرة ، لنا أصدقاء فيها ، وكان مستوى التعليم فيها أعلى نسبياً مما كان عليها الوضع في كتاب قريتي الصغيرة ، وقد قضينا فيها عاماً كاملاً ، حيث تعلمت خلال هذا العام تجويد القرآن وإتقانه ، بالإضافة إلى الخط والحساب وغيره .

بعد ذلك عدت إلى القرية ، ولاحظت أن شباباً من عائلة بيت الطيب في القرية المجاورة لنا كانوا قد ذهبوا إلى مدينة ذمار للتعلم وعادوا إلى المنطقة وهم يرتدون الملابس البيضاء النظيفة والناس يلتفون من حولهم ، حيث لفتوا انتباه الناس بأنهم أصبحوا متعلمين ، وكان من بينهم الأخ عبدالسلام عبدالواسع الطيب ، وهو ضابط متقاعد حالياً ، فذهبت إليه ، وقلت له إنني أريد أن أذهب معك إلى مدينة ذمار للدراسة ، وقد رحب الطيب بالفكرة وأخذني معه إلى مدينة ذمار ، وعمري كان حينها 16 عاماً تقريباً ، وهناك سكنت في منزله ، حيث كان هناك عدداً كبيراً من الراغبين في الدراسة في المدرسة الشمسية .

* ماذا كان موقف والدتك ؟

ـ والدتي بالطبع لم توافق على ذهابي إلى ذمار إلا على مضض ، غير أنني أقنعتها بأنه إذا لم تسمح لي بالذهاب بصورة علنية وشرعية ، فإنني سأعمل ذلك بدون موافقتها ، فاضطرت للموافقة ، وجهزتني بما يلزم من الدقيق والسمن والحطب وتولى خالي وأحد أقاربنا نقلي مع بهيمة تتحمل مئونتي إلى مدينة ذمار .

المشكلة الكبرى التي واجهتني هي أنني دخلت المدرسة الشمسية في ذمار وأنا كبير في السن ، حيث كنت قد تجاوزت الـ16 ، وكانت المناهج في المدرسة كثيفة في الفقه وعلوم اللغة والمنطق ، وكل هذه المتون كان لها ملخصات لابد من حفظها .

وقد وجدت نفسي متأخراً عن طلاب كانوا يصغرونني سناً ، ولكنهم كانوا قد قطعوا شوطاً كبيراً في مضمار هذه المتون أو الملخصات وانتقلوا إلى قراءة الشروح ، ولهذا كان علي المذاكرة نهاراً وليلاً للإلتحاق بهم .

في العام الثاني أقنعت ابن عمي واسمه ناجي عمر على مغادرة القرية واللحاق بالمدرسة الشمسية في ذمار ، وكان والده حينها يرفض ذلك ، لكننا تآمرنا عليه وقمنا بترتيب فراره معي دون علم والده ووضعناه أمام الأمر الواقع ، وهكذا أصبحنا الاثنين في مدينة ذمار .

وقد كنا نخرج إلى الجامع قبل صلاة الفجر ولا نغادره إلا بنصف ساعة للفطور ، ثم نعود لتناول الغداء بعد أن نكون قضينا وقتاً طوال النهار ولهذا كانت لدينا ساعات قليلة للنوم .

باختصار تمكنا خلال عامين من حفظ الكثير من المتون ، بما فيها ألفية ابن مالك ومتن الأزهار ، وشرعنا في قراءة الشروح ، وكنا ندرس على يد أكثر من عالم وأكثر من فقيه ، من بينهم إسماعيل السوسوة ، زيد الأكوع ، حمود الدولة وأحمد سلامة .

وقد استمررنا في الدراسة في المدرسة الشمسية حتى العام 1960 ، ولم تكن هناك إجازة مدرسية ، وقد كنا نقضي نحو أسبوعين في زيارة الأهل ثم نعود إلى الدراسة .

* وكيف جاء انتقالكم إلى صنعاء ؟

ـ بداية التفكير بالطلوع إلى صنعاء جاء بسبب الدراسة المتعبة في ذمار إضافة إلى أننا لم نكن نستلم أي راتب ونعتمد على ما يأتينا من القرية ، وكنا نطبخ لأنفسنا ، وهذه العملية كانت تأخذ من وقتنا الكثير ، على عكس صنعاء ، فقد كانت مدرسة العلوم مدرسة رسمية والإمام ينفق عليها من بيت المال ، وكانت هناك وجبات منتظمة ، بالإضافة إلى مرتب صغير لشراء بعض المستلزمات ، كما أن الكتاب المدرسي كان متوفراً وبدون عناء .

ذهبنا إلى صنعاء نراجع وزارة المعارف ، وكان الوزير حينها القاضي عبدالله الحجري رحمه الله ، ولم ننجح في مسعانا في المرحلة الأولى لكننا حصلنا على وعد بأن تكون لنا الأولوية في حالة وجود مقاعد شاغرة ، وعدنا إلى ذمار وبعد أشهر كانت لنا عودة مجدداً إلى صنعاء ، وحينها حصلنا على موافقة بالإلتحاق بالمدرسة العلمية ، وقد شرعنا في الدراسة بمدرسة دار العلوم ، ولم تكن المناهج مختلفة عن ما هو موجود في ذمار ، إلا أن الدراسة في ذمار كانت كثيفة وطوعية وتعتمد على الجهد الشخصي ، أما في دار العلوم فقد كانت الدراسة منظمة ورسمية ولها أوقات محددة ، كما كان هناك اهتمام بالآداب والشعر والتاريخ والسياسة .

وأتذكر أن المرحوم عبدالله البردوني كان أستاذنا في مجال الأدب ، حيث كان يقوم بتدريسنا مادة الأدب في مدرسة دار العلوم .



مظاهرة صنعاء

* كيف عشتم في صنعاء بعد انتقالكم إليها ؟
ـ بعد عدة أشهر من دخول مدرسة دار العلوم شاركنا في مظاهرة الطلبة التي قامت قبل الثورة ، وعندما تم اعتقال زملائنا من الطلاب تمكنا أنا وإبن عمي ناجي من الهروب إلى عدن .

* بسبب ماذا كانت المظاهرة ؟

ـ المظاهرة في الواقع بدأت كاحتجاج على تصرفات الإدارة في المدرسة الثانوية بصنعاء ، وكان يومها يديرها الأستاذ علي الفضيل ، حيث تقدم الطلاب حينها ببعض المطالب ، منها تحسين الغذاء وغيرها من القضايا ، لكن هذه المطالب كانت مجرد ذريعة أو مظهر خارجي للغليان الذي ساد قطاع الطلاب ، وكان هناك استعداداً نفسياً للاحتجاج على النظام السياسي بأكمله.

لذلك ما أن خرج الطلاب إلى الشارع للاحتجاج حتى التحق بهم طلاب مدرسة العلوم والمدرسة المتوسطة وبقية المدارس ، وانتقلت المظاهرة بعد ذلك إلى مدينة تعز ، حيث قامت مظاهرة بمدرسة الأحمدية والتي استمرت طوال اليوم تقريباً ، وكانت المظاهرات ترفع شعارات تطالب بسقوط الملكية ورفعت صور جمال عبدالناصر .

صنعاء ذهب المتظاهرون إلى مبنى الإذاعة ، وهناك حصل اشتباك بباب الإذاعة وأصيب الأخ يحي العماد وآخر لم أعد أتذكره ، ثم عادت المظاهرة في محاولة لاقتحام وزارة المعارف وجرى تهشيم سيارة الوزير ، وبعد ذلك ذهب الطلاب إلى الكلية الحربية ، وحاولوا توجيه نداء إلى ضباط الجيش ليفتحوا لهم الكلية للدخول ، لكن الضباط الذين كانوا يستعدون للقيام بالثورة أغلقوا الأبواب في وجوهنا ؛ فعدنا إلى ميدان التحرير ثم إلى باب الروم ، وهناك خرج الحرس الملكي وأحاط أفراده بالطلبة المتظاهرين ، وتم إعادتنا إلى داخل المدينة بعد أن تم اعتقال بعض زملائنا واقتيادهم إلى السجون .

وأتذكر أن من بين زعماء الطلاب يحي العماد وأحمد العماد ( حالياً عضو في الحزب الحاكم) وراجح المالكي وأحمد العبيدي وحسن العزي ، بالإضافة إلى مجموعة من الطلاب الأكثر ثقافة والأكثر اهتماماً في السياسة ، وهؤلاء بلا شك كانت لهم صلات سياسية واسعة ، ولم يكن في ذهنهم موضوع مطالب تحسين الغذاء وغيرها من المطالب ، وقد حولوا المظاهرة إلى تظاهرة سياسية واضحة .

* كيف تصرفتم حينها ، هل بقيتم في صنعاء أم غادرتموها ؟

ـ لقد نجحنا في الفرار بعد اعتقال الكثير من زملائنا وسجنهم في العديد من سجون وشحه ، حجة وفي عدد من المناطق .

وذات يوم دخلنا إلى المدرسة ووجدنا الأخ علي صلاح ، أحد القادة البارزين وقد ألقى القبض عليه ويدقون القيد على رجليه ، فتأكدنا حينها أن الاعتقالات اتسعت ، فانسحبت أنا وابن عمي ناجي وهربنا سيراً على الأقدام ، حيث صعدنا على متن سيارة لكنها تعطلت في الطريق وقعدنا يومين في الطريق ، ثم واصلنا السير على الأقدام إلى رداع ثم إلى البيضاء ومكيراس ، حيث أمضينا ليلة في إحدى القرى خارج مكيراس في طريقنا إلى عدن .

* متى وصلتم عدن ؟

ـ وصلنا عدن بعد رحلة شاقة استمرت نحو أسبوع ، وقد كان وصولنا إليها قبل اشهر قليلة من اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962 ، لكننا عدنا إلى كهال وتسقطنا الأخبار من هناك ، وعلمنا أن الاعتقالات كانت قد توقفت وحينها عدنا إلى المدرسة ، مكثنا أشهر قليلة حتى مات الإمام أحمد ، وقد أتى إلينا زميل اسمه عبدالكريم السماوي الذي أخبرني أن هناك ثورة ستقوم عند تشييع جنازة الإمام أحمد في صنعاء ثم عاد وأخبرني أن الموعد تأجل إلى ما بعد .

وفي الحقيقة لم أكن مهتماً كثيراً بالموضوع ، وإن كنا نحفظ أشعار محمد محمود الزبيري والبردوني ، وكنا مهتمين بالشأن السياسي ، ولدينا فهم لما تعانيه اليمن من تخلف وغيره ، ولكننا لم نكن منخرطين بصورة عملية في صفوف أية عملية منظمة في ذلك الوقت .

* كيف علمتم بقيام الثورة ؟

ـ فوجئنا بعد منتصف الليل بالدبابات وهي تتحرك على مقربة من باب مدرستنا ، وبعدها بدأنا نسمع قذائف الدبابات تدك قصر دار البشائر وصحونا جميعاً من نومنا وذهبنا نراقب سير المعركة عن قرب ، لأن دار البشائر والمدرسة كانا متقاربين .

كان هناك استبشاراً لدى بعض الطلبة الذين كانوا على صلة ببعض الثوار والراغبين في التغيير ، وكان هناك هلعاً بين صفوف الطلاب الذين كانوا قريبين من الحكم .

* وأنتم ، ماذا كان موقفكم ؟

ـ لم نكن مهتمين للثورة بالمطلق ، كما لم نكن ضدها ، ولكن كان لدينا رغبة في أن تكون أوضاع اليمن أفضل ، وعندما سمعنا بيان الثورة في الإذاعة صباح اليوم التالي شدنا وتفاعلنا معه.

عند حوالي الساعة التاسعة تقريباً أتى بعض الضباط إلى المدرسة ، كان من ضمنهم حسين خيران ، وكانت هناك دبابات أمام باب المدرسة ، وقد قال لنا خيران إن الثورة قامت وأن ذلك استجابة لنداء الشعب ، وأنكم الطلاب الذين قمتم بالمظاهرة وعليكم تأييدها .

في الصباح كنا نراقب إحراق الدبابة التي قتل فيها الثوار عندما سكب عليها بترولاً وأحرقت ، وقتل الضباط الذين كانوا فيها ، وقد كنا نشاهد الاشتباك بين الحرس الملكي والثوار ، ولاحظنا أنه بعد حريق الدبابة أن الحرس الملكي حاول القيام بهجوم مضاد ، ويهتف أفراده بحياة الإمام .

في هذه الأثناء أصيب زميل لنا يدعى مفضل برصاصة في رجلة ، وللأسف ظل دمه ينزف ولم نستطع حينها وقف النزيف وفارق الحياة .

* هل كانت مقاومة أنصار الإمام قوية ؟

ـ لا ، كانت هناك مقاومة بسيطة من قصر البشائر ، لكن المقاومة استمرت من دار الشكر حتى الظهر تقريباً ، كما كانت هناك مقاومة من قصر غمدان ، لكن إجمالاً توقف إطلاق النار بعد الظهر ، وقد خرج الطلاب وكثير من مؤيدي الثورة إلى الشارع لإظهار تأييدهم للثورة ، وقد كان للإذاعة يومها دوراً كبيراً في شد الناس ورفع معنوياتهم وحثهم على الالتفاف حول الثورة ، وكان خريجو المدرسة العلمية وطلابها في مقدمة الذين تقاطروا إلى الإذاعة لإلقاء كلماتهم وقصائدهم الشعرية المنددة بالنظام الإمامي والمرحبة بقيام الثورة .

وقد ألقى الشاعر محمد الشرفي قصيدة طويلة في هذا الموضوع ، ثم جاء الدور على الأستاذ عبدالله البردوني ، الذي ألقى قصيدة جميلة كان مطلعها :

أفقنا على فجر يوم صبي فيا ضحوات المنى أطربي



* كيف تقبل الناس هذا التغيير في حياتهم الذي مثلته الثورة ؟
ـ كان هناك شعور عبارة عن مزيج من الرهبة والخشية والأمل ؛ فقد أدت الثورة إلى اضطراب اجتماعي كبير ، حيث تدفق المتطوعون من المناطق المختلفة ، وخصوصاً من تعز وعدن لتشكيل الحرس الوطني .

وكان الكثير من المواطنين بقيادة بعض المتنورين في أكثر من مدينة قد أخذ يعتقل المسؤولين السابقين ويستولي على الإدارات الحكومية ، وكانت أعمال العنف قد انتشرت في أكثر من مكان ، وطلب إلينا نحن طلاب المدرسة العلمية التوزع على مناطق البلاد المختلفة لكي نرشد الناس إلى معاني الثورة وأهمية قيامها وشرح أحوال اليمن وغيرها .

وقد ذهبنا إلى الأرياف ولدينا يقين بأن الثورة قد انتصرت ، خصوصاً وأن قيادة الثورة كانت تؤكد كل يوم أن البدر ( الإمام الجديد ) قد قتل تحت الأنقاض وأن كل شيء قد حسم ، لكن بعض الإذاعات العربية بدأت منذ الأسبوع الثاني تؤكد أن البدر لا يزال حياً ، خصوصاً إذاعة المملكة العربية السعودية والأردن وإيران وبعض الإذاعات الغربية ، وأبرزها هيئة الإذاعة البريطانية ، وقد أخذت هذه الأخبار تحدث ارتباكاً بين الناس وتعيد فرز المجتمع من جديد .

كان الجو في المناطق التي ذهبنا إليها ، مثلما حدث معي في مديرية دمت بمحافظة إب ليس معادياً للثورة ، لكنه لم يكن متحمساً لها بالمطلق ، لقد كان الإرباك والمفاجأة هو السائد حينها ، وبدأ الناس يتساءلون عن ما حدث وما الذي يمكن أن يحدث .

وعدنا إلى صنعاء كانت الحرب مع الملكيين قد بدأت تقريباً ، وبدأ التمرد على الثورة في منطقة مأرب في الشرق ، ثم انتشرت إلى خولان والمناطق المجاورة لها ، وكانت طلائع القوات المصرية قد وصلت إلى الحديدة ثم إلى صنعاء .

وفي غضون ذلك أغلقت المدرسة العلمية ورحل عنها الطلاب جميعاً ، وقدم عدد كبير من الأساتذة المصريين وفتحوا مدرسة إعدادية لطلاب المدرسة العلمية على أساس تعليم العلوم الحديثة ، مثل الرياضيات والعلوم ، بالإضافة إلى اللغة العربية وفي غضون عام حصلنا على شهادة الإعدادية بعد أن تم امتحاننا من قبل المدرسين المصريين ، وأظهرنا تفوقاً في ذلك .
أنتهى ................

من مقابلة له في إحدى الصحف العربية
--------------------------------------



في ندوة جار الله عمر فارس الحوار ومهندس الوفاق





إجماع على أهمية الدور الذي لعبة الشهيد ودعوة للسير على نفس الدرب

اأجمع سياسيون على أهمية الدور الذي لعبه الشهيد جار الله عمر الأمين العام المساعد السابق للحزب الاشتراكي اليمني في حياته من خلال إرساء مفاهيم المعارضة القوية التي تستطيع أن تصنع الديمقراطية وحرصه الدائم على الحوار لإيمانه أنه يهيئ مناخاً سياسياً لحل أصعب القضايا التي تعترض سير العمل السياسي في البلاد.

وفي ندوة «جار الله عمر فارس الحوار ومهندس الوفاق» التي نظمها منتدى التنمية السياسية الاثنين الماضي استعرض سياسيون عدداً من المفاهيم التي تمثلها الشهيد جار الله عمر والتزم بها منهجياً أثناء مسيرته السياسية الطويلة.

وقال: عبدالوهاب الآنسي الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح إن الشهيد جار الله عمر رحمه الله كان يمتاز بالمثابرة والعمل الدؤوب للتعرف بوضوح على ما يريده الآخرون منطلقاً من وضوح رؤيته وفكرته. وأضاف الآنسي: كان الشهيد جار الله عمر يوجد فرصاً لفرقاء الحياة السياسية للتعبير عن ما يريدون ممارسته دون ضغوط على أحد، مؤكداً أن الشهيد كان لديه قدرة واضحة على إيجاد أبواب واسعة للحوار ومعالجة الأزمات بشجاعة بريئة قائمة على الصدق وليس على التعالي على الآخر.

من جهته استعرض عبدالملك المخلافي عضو مجلس الشورى في حديثه عن الشهيد جار الله عمر بمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاده أنشطة الفقيد في فترة الثمانينات وقال: إن الأشخاص التأريخيين كالشهيد جار الله عمر ليسوا فقط للماضي وإنما يمكن استخلاص العبر من حياتهم للمستقبل مؤكداً بأن إحياء ذكرى الاستشهاد ليست للتذكير وإنما للتفكير.

وأكد الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الناصري أن الشهيد كان يمتلك سلطة معنوية وليست تنفيذية عندما اختارها بدلاً عن أي سلطة أخرى وقال: عندما ذهبت السلطة التنفيذية التي تمثل القوة المادية بقيت سلطة الشهيد المعنوية داخل الحزب وخارجه.

واستعرض القيادي الناصري بعض ملامح شخصية الشهيد التي قال بأن أهمها اعتناق الحوار كمبدأ وليس كأسلوب، حيث كان يرى أهمية أن يسود الحوار في كل الظروف وليس فقط كوسيلة سياسية في وقت من الأوقات.

وقال المخلافي: على الرغم من توليه مناصب في الدولة قبل الوحدة وبعدها والتي كان آخرها وزيراً للثقافة إلا أنه لم يتغير لأن سلطته في تلك المواقع كانت معنوية.

وأشار عضو مجلس الشورى إلى أن الشهيد جار الله عمر أدار حواراً بين الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الناصري في العام 1988م وتمكن عن طريق الحوار من حسم كثير من الخلافات التي كانت قائمة بين الحزبين آنذاك، وأشاد بدوره في احتواء الاختلاف الذي نشب داخل مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة بعد الوحدة وكان يطرح فكرته كمفكر أكثر مما هو حزبي.

من جانبه وصف محمد أبو لحوم رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمؤتمر الشعبي العام وعضو أمانته العامة الشهيد جار الله عمر بالرجل الصادق والصريح والواضح الذي يستمع للآخرين للوصول إلى حلول وقواسم مشتركة وكان همه الوطن.

كما تحدث في الندوة محمد عبدالسلام منصور عن بدايات الشهيد وأنشطته السياسية معتبراً أن فترة سجنه مع الشهيد لثلاثة أشهر في الستينات تعتبر إحدى المحطات الهامة في حياة الشهيد كونها كانت فترة حوار كثيف ومعمق بينه وبين كثير من السياسيين ممن كانوا معتقلين معهما.

وفي الندوة تحدث نجل الشهيد بسام جار الله عمر عن أهمية المناسبة وأشار إلى أن الاهتمام بالفكرة بدأ يتلاشى مؤكداً بأن والده أثبت بفكره وسهولة تعاونه أنه بإمكان القوى السياسية أن تحقق أهدافها دون الوقوع بالسلبيات وأكد نجل الشهيد أن الأحزاب السياسية بإمكانها جعل الماضي مرجعاً للاتعاظ والاعتبار، داعياً القوى السياسية إلى الاستمرار بالاتجاه الذي سار عليه والده.

من جهته أكد علي سيف حسن رئيس منتدى التنمية السياسية أن جار الله عمر كان فارس الحوار ومهندس الوفاق، وقال: في افتتاح الندوة لم يكن الحوار بالنسبة لجار الله عمر عبثاً أو ملهاة أو مضيعة للوقت ولم يكن الوفاق الوطني ولا التسويات السياسية صوراً وأشكالاً نمطية جامدة بل كانت تتخلق وتصاغ بمهارة هندسية وقدرات إبداعية قادرة على تصور أشكال وصور جديدة غير مألوفة لحالات الوفاق. وأكد حسن حاجة اليمنيين إلى تمثل روح وإرادة الشهيد جار الله عمر وهم يقفون أمام التحديات الإستراتيجية التي تواجه وطنهم.

حضر الندوة مدير المعهد الديمقراطي الوطني الأمريكي وعدد من قادة الأحزاب السياسية وأعضاء من مجلسي النواب والشورى ورؤساء منظمات المجتمع المدني وعدد من الأكاديميين والسياسيين والباحثين.


عن الوسط


حد من الوادي 05-22-2010 04:40 PM


في مقدمتهم الإرياني وسالمين وآخرهم البيض وصالح
بين القاهرة وعدن.. سبعة من رؤساء شطري اليمن ساهموا في تحقيق الوحدة اليمنية


السبت 22 مايو 2010 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس- كتب/ نشوان العثماني:

تحتفل الجمهورية اليمنية اليوم السبت 22 مايو 2010 بالعيد العشرين لتحقيق وحدتها الاندماجية بين كل من "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية", و"الجمهورية العربية اليمنية", في العام 1990م.

وقد وقعت اتفاقية الوحدة في الثلاثين من نوفمبر عام 1989 في مدينة عدن بين كل من الرئيس علي عبد الله صالح, الذي كان حينها رئيس الشطر الشمالي من الوطن, وعلي سالم البيض- الأمين العام للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني, والذي كان بمثابة القائد والموجه للدولة في جنوب الوطن آنذاك.


وبموجب الاتفاق الذي نص على أن يكون هناك مجلس رئاسة يتألف من خمسة أشخاص ينتخبون من بينهم في أول اجتماع لهم رئيسا لمجلس الرئاسة ونائبا للرئيس, أصبح علي عبد الله صالح- رئيسا لمجلس الرئاسة في الجمهورية اليمنية الوليدة, وعلي سالم البيض نائبا لرئيس المجلس, وكل من القاضي عبد الكريم العرشي, وعبد العزيز عبد الغني, وسالم صالح محمد أعضاءً فيه, وذلك ابتداءً من الثاني والعشرين من مايو 1990, حين تم رفع علم الوحدة اليمنية في مدينة التواهي بمحافظة عدن بحضور جمع غفير من قيادة الشطرين.

وقد مرت الوحدة اليمنية بمراحل عديدة عقدت فيها عدد من اللقاءات والاتفاقات والقمم بين شطري الوطن حينها, سواء في الداخل المجزأ, أو في الخارج العربي. وساهم سبعة من رؤساء الشطرين في كل تلك الاتفاقات ابتداء من قمة القاهرة, وحتى لقاء دن التاريخي, وهم: القاضي عبد الرحمن الإرياني 1967- 1974, سالم ربيع علي 1969- 1978, إبراهيم الحمدي 1974- 1977, عبد الفتاح إسماعيل 1978- 1980, علي ناصر محمد 1980- 1986, علي سالم البيض 1986- 1990, وعلي عبد الله صالح 1978 حتى الآن.

اتفاقيات الوحدة اليمنية

وكانت العاصمة المصرية القاهرة قد شهدت أول اتفاقية بين الشطرين عقدت في 28 أكتوبر 1972م, وفيها اتفقت حكومتا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية على أن "تقوم وحدة بين الدولتين تذوب فيها الشخصية الدولية لكل منهما في شخص دولي واحد وقيام دولة يمنية واحدة", وأن "يكون للدولة الجديدة علم واحد وشعار واحد, وعاصمة واحدة, ورئاسة واحدة, وسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية واحدة".

كما اتفقتا على أن يكون "نظام الحكم في الدولة الجديدة نظام جمهوري وطني ديمقراطي", وأن "يضمن دستور الوحدة جميع الحريات الشخصية والسياسية والعامة للجماهير كافة ولمختلف مؤسساتها ومنظماتها الوطنية والمهنية والنقابية وتتخذ جميع الوسائل الضرورية لكفاية ممارسة الحريات", وأن "تضمن دولة الوحدة جميع المكاسب التي حققتها ثورتا سبتمبر وأكتوبر".

وبحسب الاتفاق, أجمع الطرفان, ممثلان بـ"علي ناصر محمد- رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية", و"محسن العيني- رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بالجمهورية العربية اليمنية", على "عقد مؤتمر قمة يجمع رئيسي الدولتين للنظر في الإجراءات الفورية اللازمة لإتمام الوحدة على أن يعقد هذا المؤتمر في الموعد الذي يحدده رئيساً الحكومتين".

قمة طرابلس

وهو ما أدى إلى لقاء القاضي عبد الرحمن الإرياني- رئيس المجلس الجمهوري بالجمهورية العربية اليمنية, وسالم ربيِّع علي, الشهير بـ"سالمين"- رئيس مجلس الرئاسة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, في 28 نوفمبر 1972م بالعاصمة الليبية طرابلس.

وأكدا الرئيسان حينها على أن "يقيم الشعب العربي في اليمن دولة واحدة تسمى الجمهورية اليمنية", وأن يكون "للجمهورية اليمنية علم واحد ذو الألوان الثلاثة الأحمر فالأبيض فالأسود", وأن تكون "مدينة صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية", ويكون "الإسلام دين الدولة، والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع", و"اللغة العربية هي اللغة الرسمية للجمهورية اليمنية".

وجاء من ضمن نقاط الاتفاق أن يكون "نظام الحكم في الجمهورية اليمنية وطني ديمقراطي", وأن "يعين دستور الجمهورية اليمنية حدودها".

لقاء الجزائر

وقد التقى ذات الرئيسين بدولة الجزائر في 4 سبتمبر 1973م, واتفقا على وجوب توفير المناخ الملائم للجان المشتركة بين الطرفين في أعمالها وذلك عن طريق إيقاف التدريب والتخريب في كل أنحاء اليمني وعدم السماح للعناصر المخربة بالنشاط تحت أي اسم وعدم مدها أو تدريب عصاباتها أو تشجيعها وإغلاق معسكراتها.

لقاء تعز والحديدة

وبعد أكثر من عام عقد أول لقاء بين ذات الزعيمين داخل الوطن في مدينتي تعز والحديدة في 10/11/1973م, وناقشا سير أعمال اللجان المشتركة المنبثقة عن بيان طرابلس نوفمبر 1972م, واستمعا إلى تقرير مفصل للممثلين الشخصيين عن سير أعمال اللجان المشتركة وما أنجزته منذ لقاء طرابلس إلى ما بعد لقاء الجزائر, واتفقا على تذليل الصعوبات التي قد تعترض مضى اللجان في أعمالها.

إلا أن القاضي عبد الرحمن الإرياني لم يستمر في منصبه كرئيس للدولة في الجمهورية العربية اليمنية نتيجة الانقلاب الذي قاده المقدم إبراهيم الحمدي في 13 يونيو 1974, وتم بموجبه استيلاء الحمدي على منصب رئاسة الدولة وقيادة الجيش, ومن ذلك التقى إبراهيم الحمدي بالرئيس الجنوبي آنذاك سالم ربيِّع علي في مدينة قعطبة الحدودية بين الدولتين في 15 فبراير 1977م.

لقاء الحمدي وسالمين في قعطبة

واتفق الرئيسان في قعطبة على تشكيل مجلس يتكون من الرئيسيين ومسئولي الدفاع والاقتصاد والتجارة والتخطيط والخارجية يجتمع مرة كل ستة أشهر بالتناوب في كل من صنعاء وعدن لبحث ومتابعة القضايا التي تهم الشعب اليمني وسير أعمال اللجان المشتركة في مختلف المجالات وتشكيل لجنة فرعية من الاقتصاد والتخطيط والتجارة في الشطرين مهمتها دراسة ومتابعة المشاريع الإنمائية والاقتصادية في الشطرين ورفع التقارير عنها إلى الرئيسين مع الاقتراحات بشأنها, على أن يكون أول اجتماع للمجلس يوم 15/7/1977, كما تم الاتفاق أيضا على أن يمثل أحد الشطرين الشطر الآخر في البلدان التي لا توجد له فيها سفارات.

إلا أن هذا الاجتماع لم يتم, وقتل إبراهيم الحمدي في 11 أكتوبر 1977, ليخلفه أحمد الغشمي إلا أنه هو الآخر قتل في انفجار الحقيبة الدبلوماسية الشهيرة في يونيو 1978, ليتم إعدام الرئيس الجنوبي علي سالم ربيِّع علي من قبل رفاقه بعدن بعد يومين فقط, بتهمة الوقوف خلف التفجير الذي تعرض له الرئيس الغشمي.

وقد تولى المقدم علي عبد الله صالح بعد ذلك منصب الرئاسة في الجمهورية العربية اليمنية, فيما تولى عبد الفتاح إسماعيل منصب رئيس مجلس الرئاسة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, وفي السنة الأولى من توليهما السلطة اندلعت ثاني حرب بين الشطرين بعد الحرب التي وقعت في العام 1972, ولكنها كانت أشد ضراوة منها, ومن ذلك دعت الجمهورية العربية اليمنية جامعة الدول العربية للتدخل الفوري لمناقشة الوضع المتدهور بين شطري اليمن.

وقد عقد مجلس جامعة الدولة العربية دورته الاستثنائية في الكويت في المدة من 4 مارس 1979 إلى 6 مارس 1979م, بشأن توتر الوضع بين الشطرين.

قمة الكويت

ولقد أتت بعد ذلك قمة الكويت التي التقى فيها الرئيسان المقدم علي عبد الله صالح- رئيس الجمهورية العربية اليمنية والقائد العام للقوات المسلحة, وعبد الفتاح إسماعيل- الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ورئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في مدينة الكويت, 28 مارس 1979م إلى 30 مارس 1979م.

وقد تم الاتفاق على أن "تقوم اللجنة الدستورية بأعداد مشروع دستور دولة الوحدة خلال فترة أربعة أشهر", حتى يتمكن الرئيسان من عقد لقاء "لإقرار الصيغة النهائية لمشروع الدستور الدائم ودعوة كل منهما لمجلس الشعب في الشطرين للانعقاد خلال مدة يتفق عليها الرئيسان من تاريخ إقرارهما للصيغة النهائية التي يقدم بها مشروع الدستور إلى مجلس الشعب في كل من الشطرين للموافقة عليه كمشروع".

كما اتفقا الرئيسان حينها على أن يقوما بعد ذلك "بتشكل اللجنة الوزارية المختصة بالأشراف على الاستفتاء العام على مشروع الدستور وانتخاب سلطة تشريعية موحدة للدولة الجديدة والانتهاء من ذلك خلال مدة أقصاها ستة أشهر من تاريخ تشكيلها, وأقرا التقيد والالتزام الكامل بالمضمون والأحكام الواردة في اتفاقية القاهرة وبيان طرابلس وقرارات مجلس الجامعة العربية وتنفيذ القرارات والتوصيات التي توصلت إليها لجان الوحدة", على أن يتوليا "متابعة إنجاز عمل اللجنة الدستورية في الموعد المحدد ونتائج أعمال اللجان الأخرى من خلال لقاءات دورية في اليمن في كل من الشطرين".

قمة تعز 1988

واستمرت اللقاءات والقمم بين قيادة الشطرين, ومنها قمة تعز في 16 ابريل 1988م, والتي تعد أول قمة بعد أحداث 13 يناير 1986 المؤسفة.

والتقى في القمة كل من الدكتور ياسين سعيد نعمان- عضو المكتب السياسي, رئيس مجلس الوزراء في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, وعبد العزيز عبد الغني- رئيس مجلس الوزراء, عضو اللجنة الدائمة في الجمهورية العربية اليمنية.

ووقعا الطرفان في العاصمة صنعاء اتفاقا بشأن تسهيل حركة تنقل المواطنين بين الشطرين, 4 مايو 1988م, وتم في هذا الاتفاق "إلغاء النقاط القائمة في كلا الشطرين والمثبتة في الأطراف واستبدال ذلك بنقاط مشتركة من الشطرين", وأن "يسمح للمواطنين بالتنقل والمرور عبر النقاط المشتركة بالبطاقة الشخصية وعدم فرض القيود على المواطنين من قبل الأجهزة في الشطرين", كما تم الاتفاق على أن "يتولى وزير الداخلية في كلا الشطرين وضع الخطوات العملية لتنفيذ ما ذكر أعلاه في فترة أقصاها شهرين", وأن "تبحث حكومتا الشطرين عن توفير مصادر التمويل محلية كانت أو خارجية لربط الطرق بين الشطرين/ قعطبة- الضالع- طور الباحة- المفاليس- مكيراس- البيضاء- بيحان- حريب".

لقاء عدن التاريخي

وتوجت هذه القمم والاتفاقات واللقاءات بلقاء عدن التاريخي في 30 نوفمبر 1989, بين الرئيس علي عبد الله صالح, والأمين العام للحزب الاشتراكي حينها علي سالم البيض, وقد تم الاتفاق على تشكيل لجنة الحدود اليمنية من "عبد الواسع سلام, أحمد محمد الإرياني, مطهر مسعد مصلح, د. محمد عبد الملك العلفي, مسلم المنهالي, أحمد الخطابي, د. يحيى عبد الرحمن, محمد سعيد ظافر, ومحمد سعد".

وعلى ضوء ذلك تم التوقيع على "اتفاق عدن التاريخي 30 نوفمبر 1989م", والذي نص على "إحالة مشروع الدستور إلى مجلسي الشورى والشعب في شطري الوطن، وذلك للموافقة عليه طبقاً للأنظمة الدستورية لكل منهما خلال مدة زمنية أقصاها ستة أشهر", وأن "يقوم رئيسا الشطرين (صالح والبيض) بتفويض من السلطتين التشريعيتين بتنظيم عمليتي الاستفتاء على مشروع الدستور، وانتخاب سلطة تشريعية موحدة للدولة الجدية طبقاً للدستور الجديد".

وتنفيذاً لذلك نص الاتفاق على أن يشكل رئيسا الشطرين لجنة وزارية مشتركة تضم إلى عضويتها وزيري الداخلية في كلا الشطرين لكي تقوم بالإشراف على هذه الأعمال، وذلك خلال ستة أشهر على الأكثر من تاريخ موافقة السلطات التشريعية في الشطرين على مشروع الدستور.. ويكون لهذه اللجنة كافة الصلاحيات اللازمة للقيام بمهمتها.

إعلان الجمهورية اليمنية وتنظيم الفترة الانتقالية

وفي 22 أبريل 1990 تم الاتفاق في العاصمة صنعاء بين كل من علي سالم البيض- الأمين العام للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني, والعقيد علي عبد الله صالح- رئيس الجمهورية, القائدة العام للقوات المسلحة, الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام, على "إعلان الجمهورية اليمنية وتنظيم الفترة الانتقالية".

ونصت المادة الأولى من الإعلان على أن "تقوم بتاريخ 26 من مايو عام 1990م الموافق 1 من ذي القعدة 1410هـ بين دولتي الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (شطري الوطن اليمني) وحدة اندماجية كاملة تذوب فيها الشخصية الدولية لكل منهما في شخص دولي واحد يسمى (الجمهورية اليمنية) ويكون للجمهورية اليمنية سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية واحدة", في حين نصت المادة الثانية من اتفاقية إعلان الوحدة على أنه "بعد نفاذ هذا الاتفاق يكون مجلس رئاسة للجمهورية اليمنية لمدة الفترة الانتقالية يتألف من خمسة أشخاص ينتخبون من بينهم في أول اجتماع لهم رئيساً لمجلس الرئاسة ونائباً للرئيس لمدة المجلس".

ويشكل مجلس الرئاسة عن طريق الانتخابات من قبل اجتماع مشترك لهيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى والمجلس الاستشاري، ويؤدي مجلس الرئاسة اليمين الدستورية أمام هذا الاجتماع المشترك قبل مباشرة مهامه. ويمارس مجلس الرئاسة فور انتخابه جميع الاختصاصات المخولة لمجلس الرئاسة في الدستور.

وقد حددت الفترة الانتقالية, طبقا لما نصت عليه المادة الثالثة من الإعلان, بسنتين وستة أشهر ابتداء من تاريخ نفاذ هذا الاتفاق ويتكون مجلس النواب خلال هذه الفترة من كامل أعضاء مجلس الشورى ومجلس الشعب الأعلى بالإضافة إلى عدد (31) عضو يصدر بهم قرار من مجلس الرئاسة ويمارس مجلس النواب كافة الصلاحيات المنصوص عليها في الدستور عدى انتخاب مجلس الرئاسة وتعديل الدستور. وفي حالة خلو مقعد أي من أعضاء مجلس النواب لأي سبب كان يتم ملئه عن طريق التعيين من قبل مجلس الرئاسة.

وكانت بقية المواد على النحو التالي:

مادة (4) يصدر مجلس الرئاسة في أول اجتماع له قراراً بتشكيل مجلس استشاري مكون من (45) عضواً وتحدد مهام المجلس في نفس القرار.

مادة (5) يشكل مجلس الرئاسة حكومة الجمهورية اليمنية التي تتولى جميع الاختصاصات المخولة للحكومة بموجب الدستور.

مادة (6) يكلف مجلس الرئاسة في أول اجتماع له فريق فني لتقديم تصور حول إعادة النظر في التقسيم الإداري للجمهورية اليمنية بما يكفل تعزيز الوحدة الوطنية وإزالة آثار التشطير.

مادة (7) يخول مجلس الرئاسة إصدار قرارات لها قوة القانون بشأن شعار الجمهورية وعلمها والنشيد الوطني وذلك في أول اجتماع يعقده المجلس، كما يتولى مجلس الرئاسة في أول اجتماع له فيما يلي:-

أ- المصادقة على القرارات بقوانين التي أصدرها مجلس الرئاسة.

ب- منح الحكومة ثقة المجلس في ضوء البيان الذي ستقدمه.

ج- تكليف مجلس الرئاسة بإنزال الدستور للاستفتاء الشعبي العام عليه قبل 30 نوفمبر 1990م.

د- مشاريع القوانين الأساسية التي ستقدمها إليه مجلس الرئاسة.

مادة (8) يكون هذا الاتفاق نافذاً بمجرد المصادقة عليه وعلى مشروع دستور الجمهورية اليمنية من قبل كل من مجلسي الشورى والشعب.

مادة (9) يعتبر هذا الاتفاق منظماً لكامل الفترة الانتقالية وتعتبر أحكام دستور الجمهورية اليمنية نافذة خلال المرحلة الانتقالية فور المصادقة عليه وفقاً لما أشير إليه في المادة السابقة وبما لا يتعارض مع أحكام هذا الاتفاق.

مادة (10) تعتبر المصادقة على هذا الاتفاق ودستور الجمهورية اليمنية من قبل مجلسي الشورى والشعب ملغية لدستوري الدولتين السابقة.



حد من الوادي 05-24-2010 02:08 AM


بعد 20 عامًا على ولادتها...الوحدة في غرفة الإنعاش ..!!

2010/05/23 الساعة 21:52:19
محمد قاسم نعمان

22 مايو 1990م كانت النتيجة.. وكانت البداية.. كانت نتيجة وتتويج لنضال دؤوب خاضه المناضلون اليمنيون شمالاً وجنوبـًا من أجل الحرية والاستقلال والوحدة.

امتزجت دماء المناضلين اليمنيين في مرحلة الكفاح والتحرير في مدن وجبال وقرى الجنوب وكانت خيوط دمائهم المسالة تدون شعار كفاحهم.. "تحرير الجنوب اليمني المحتل وتحقيق الوحدة اليمنية.." هكذا سجل هؤلاء بدمائهم وأقلام نضالهم وثيقة "الميثاق" ميثاق الجبهة القومية.

وبعد التحرير وتحقيق الاستقلال الوطني وانتقال المناضلين لمواصلة كفاحهم في حماية ذلك الانتصار العظيم كانت الوحدة اليمنية بارزة وفي مقدمة أهداف أولئك المناضلين وكان الشعب في الجنوب فاعلاً وحاضرًا مؤيدًا ومساندًا وداعمـًا.. وتبلورت تلك المهمات والأهداف من خلال شعار"لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية".


كانت أبرز مهمات أولئك المناضلين ليس الدفاع عن النظام في الجنوب فحسب بل "الدفاع عن الثورة اليمنية" وهو تعبير عن قناعتهم الكاملة والحقيقية عن الترابط العميق في جذور التاريخ والحاضر والمستقبل بين الثورة اليمنية شمالاً وجنوبـًا، والثورة هنا تعني في أجندة المناضلين "التحرر والتغيير نحو التقدم والازدهار ولم يكتف أولئك المناضلين بتأكيد الترابط الجدلي بين ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر من خلال رفعهم شعار "الدفاع عن الثورة اليمنية" ولكنهم زادوها وضوحـًا وتأكيدًا من خلال هذا الشعار الذي أصبح برنامجـًا للعمل الوطني للجبهة القومية ثم التنظيم السياسي الموحد ثم للحزب الاشتراكي اليمني.. فأكدوا على تحقيق الوحدة اليمنية".

وظل هذا الشعار الحامل لعنوان برنامج العمل الوطني في اليمن الديمقراطية الشعبية "لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية" هو مفتاح ومدخل ومبرر ذلك الإصرار الذي عبر عنه الحزب الاشتراكي اليمني من خلال الأخ المناضل علي سالم البيض أثناء حواراته مع أخيه الرئيس علي عبدالله صالح قبل وأثناء وبعد اتفاقية 22 مايو 1990م.

وها نحن اليوم بعد مرور (20 عامـًا) على تلك الاتفاقية وهناك من أولئك المناضلين الذين شاركوا في بلورة ذلك "البرنامج الوطني" وفي وضع ذلك الشعار الوطني المجيد والعظيم من ناضلوا ومن تفاعلوا ومن ساهموا في الدفاع عن فحوى ذلك "الشعار العظيم".

بين هؤلاء من وصلوا اليوم – بعد هذه السنين العشرين – إلى مرحلة الاقتناع بأن الوحدة التي أعلنت في 22 مايو 1990م قد أصبحت في عداد الأموات..! وهؤلاء بالطبع بما وصلوا إليه إنما يعبرون بذلك عن ألمهم الشديد لما وصلت ليه "الوحدة" هدف نضالهم وتضحيات الاماجد من الوطنيين وحلمهم العظيم والجميل.. يعبرون عن ألمهم الشديد كذاك الذي ينعي محبوبته المفقودة، مع بقاء أمنيته في عودة هذه الحبيبة المفقودة إلى الحضور وممارسة حياتها الطبيعية.

المحبوبة – الوحدة اليمنية.. هي اليوم إن لم تكن قد أصيبت بمقتل كامل فهي حاليـًا في غرفة الإنعاش تطلب من يعالجها ويعيد إليها أوكسجين الحياة.

هي اليوم بالمفهوم السياسي في أزمة شديدة.. وفي منعطف خطير أن تبقى أو لا تبقى .. أن تبقى فإننا نعني بها أن تبقى قناعة وحضورًا في حياة ووجدان الشعب وبالذات في المحافظات الجنوبية والشرقية.

أن تبقى نعني هنا أنه لابد من إعادة المراجعة الكاملة الحقيقية والجادة لمسارها الممتد من 22 مايو 1990م حتى اليوم وإعادة بنيانها المحطم وجسمها المجروح النازف باستيعاب كل محتويات الـ 20 عامـًا من مظالم وانتهاكات للحقوق ابسطها وعظيمها .

أنتبقى.. نعني بذلك احترام كل الشروط والمكونات والأهداف الحقيقية للوحدة لا نريد وحدة تتجسد في وحدة الأرض فقط بينما تخلق شروخـًا بينما تبقي الجسم و المجتمع ممزق ومشروخ كما نحن عليه اليوم.

الحاجة ماسة وضرورية اليوم قبل الغد لخطوات حقيقية وجادة لإسعاف "الوحدة" من خطر مرضها المميت الذي تسبب لوضعها حاليـًا في غرفة الإنعاش.

فهل يمكن إنقاذها أو تترك للموت.. وحينها لن يرحم الشعب من سبب لها كل تلك المعاناة وتركها تصرخ مستغيثة حتى الموت..!!

------------------------------------------
تعليق حد من الوادي
اليمنيين الساسة ينعقون بالكذب ان لليمن فضل ومشاركة في تحريرالجنوب وهم في حينها كانونصف البلد مع الملكية والنصف الآخرتحت حكم العسكرالمصريين؟
ولكم في مانشراعلاة شهادة الحق لمن لايعرف علية ان يتفحص ؟


حد من الوادي 05-24-2010 02:13 AM


عن علي سالم البيض.. وحدوياً وانفصالياً

2010/05/23 الساعة 20:57:09
عبد الرحمن أنيس

رغم التزامه الصمت لأكثر من 15عاماً ، ظل هو الشخصية الأكثر إثارة للجدل في الداخل اليمني ، وزاد الجدل حوله أكثر بعد خروجه من غيبوبته السياسية التي استمرت 15 عاماً وهو ينادي لفك عرى الوحدة التي كان شريكاً رئيسيا وأساسياً في صنعها .. إنه الرفيق الاشتراكي علي سالم البيض الأمين العام الأسبق للحزب الاشتراكي اليمني الذي دخل التاريخ مناضلاً وحدوياً بعد أن تنازل عن منصبه كرجل الدولة الأول في الجنوب في سبيل تحقيق الوحدة ، ليخرج منه منفياً بعد مضي أربع سنوات فقط من عمر دولة الوحدة تلاحقه تهمة الانفصال .

لم يسلم علي سالم البيض من السلطة التي ما زالت تحمله تبعات الانفصال ولم يسلم من قيادات حزبه الذين يتهمونه بالدخول في وحدة لم يستشر أو يستفتِ فيها أحد ، كان وصوله إلى الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني فيما كان يعرف باليمن الجنوبي بعد أسوأ أحداث دموية شهدها الشطر الجنوبي من الوطن ، وغادر كرسي الحكم الى الخارج بعد أسوأ أزمة سياسية وعسكرية شهدتها الجمهورية اليمنية .. وبين هذين الحدثين الدمويين كانت فترة حكم الرفيق علي سالم البيض .. فقد اعتلى أمانة الحزب الاشتراكي في جنوب الوطن بعد أحداث 13 يناير 1986م الدموية الأليمة ثم وقع مع الرئيس علي عبدالله صالح - الذي كان في ذلك الوقت رئيساً لما يعرف بالجمهورية العربية اليمنية - اتفاقية إعلان الوحدة الاندماجية التي أعلنت في 22 مايو 1990 .. ثم خرج الى منفاه في سلطنة عمان في 7/7/1994م بعد شهرين من الحرب الأهلية بين شطري الوطن كقائد انفصالي بعد أن كان يوصف بالمناضل الوحدوي .

تبنى علي سالم البيض مشروع الوحدة بحماس شديد وتفرد بهذا القرار عن استشارة المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الذي كان يحكم المحافظات الجنوبية ، إلا أن العاطفة التي سيطرت عليه طوال فترة حياته السياسية كانت سبباً في العديد من الأخطاء التي أضاعت مجده وجعلت تضحيته في سبيل تحقيق الوحدة تذهب سدى ، فالرجل سبق له أن قبل تجريده من كافة صلاحياته الحزبية والرسمية إبان فترة عبد الفتاح إسماعيل لأنه خرق قانون الحزب وتزوج بامرأة ثانية ، وسيطرة العاطفة عليه هي التي دفعت به إلى إعلان الوحدة ومن ثم إعلان الانفصال والعودة مرة أخرى إلى نقض الوحدة التي كان أبرز صناعها إلى جانب الرئيس علي عبد الله صالح ، كما كانت عاطفته سبباً في أن ينهش الخصوم فيه بسبب تزويجه لابنته من الفنان اللبناني ملحم زين وهو ما أوحى حينها عند إعلان الزواج أن الرجل لا ينوي العودة إلى السياسة مطلقاً ، مع اعتقادي التام أن هذا الأمر من خصوصيات الرجل وعائلته ولا يحق لأحد التدخل فيها .

منذ هزيمته في 7 / 7 / 1994م وحتى مايو من العام الماضي آثر علي سالم البيض أن يلتزم الصمت ولم يكلف نفسه الظهور إعلامياً حتى للدفاع عن تاريخه وعن تهم الانفصال والخيانة والعمالة التي كانت تكال له بعد انتهاء حرب صيف 1994م .. وضعت حرب صيف 94 أوزارها .. وفر البيض وقادة الحزب الاشتراكي إلى الخارج .. وصدر الحكم القضائي بالإعدام بحق من عرفوا بقائمة الستة عشر التي تصدرها اسم علي سالم البيض - تم العفو عنهم من قبل رئيس الجمهورية في 2003م – فيما بدأ الإعلام الرسمي بعد 7 / 7 / 1994م حملة بدت للكثيرين كأنها تعبر عن مرحلة جديدة ، وتبدت تلك الحملة في حذف صورة البيض من مشاهد توقيع اتفاقية الوحدة ورفع العلم الموحد التي جرت مراسيمها في مدينة عدن صبيحة الثاني والعشرين من مايو 1990 ، كان التلفزيون اليمني كلما جاءت ذكرى تحقيق الوحدة يبث صوراً منفردة للرئيس علي عبدالله صالح مع حذف فني لصور علي سالم البيض فيما كان يبدو أنه عقاب رسمي للبيض على محاولة الانفصال في حرب صيف 1994م .

فاجأ البيض الجميع بخروجه من غيبوبته السياسية ، وعودته بعد 15 عاماً من انتهاء حرب صيف 1994م للمطالبة بالانفصال وعودة دولة الجنوب السابقة ، إلا أنني أجزم أن السياسات السلطوية منذ انتهاء حرب صيف 1994م كانت سبباً في ما آل إليه الوضع السياسي لعلي سالم البيض ، فتجاهل التاريخ الوحدوي للرجل وطمس تاريخه كأحد صناع الوحدة والاستمرار في الإساءة إليه بالإضافة إلى الضغوط التي مورست على الرجل كان لها الدور الأبرز في إفساد وحدوية علي سالم البيض وعودته للمطالبة بالانفصال بعد 15 عاما من الصمت المطبق .

لقد شكلت زيارة الرئيس علي عبدالله صالح إلى محافظة عدن في الثلاثين من نوفمبر عام 1989خطوة هامة في سبيل تحقيق الوحدة . ومما قاله الرئيس صالح في ذلك اليوم لقادة الحزب الاشتراكي الذين كانوا يحكمون الشطر الجنوبي من الوطن: "أتيناكم ونحن نريد الوحدة في أي صيغة تريدون سواء الفيدرالية أو الكونفيدرالية أو الوحدة الاندماجية المباشرة".. طرح الرئيس صالح عدة خيارات كان ضمنها الفيدرالية والكونفيدرالية .. إلا أن علي سالم البيض كان متحمساً بشدة للوحدة الاندماجية المباشرة بين شطري الوطن بل وفاجأ الجميع باستعداده للتنازل عن منصبه كرجل الدولة الأول في الشطر الجنوبي بحيث يصبح نائباً لرئيس مجلس الرئاسة في دولة الوحدة اليمنية .. إلا أن عدداً من المراقبين كانوا يقولون إن تمسك البيض بالوحدة كان هروباً من الأزمات الداخلية في الشطر الجنوبي من الوطن ، وكذا بسبب حالة الاضطراب التي كان يعيشها الاتحاد السوفيتي قبل انهياره والذي كان الداعم الرئيسي للنظام الاشتراكي في جنوب الوطن .. إلا أن قادة الحزب الاشتراكي ينفون هذا بشدة .

أثناء الفترة الانتقالية لدولة الوحدة المباركة والتي امتدت من 22 مايو 1990 الى 26 ابريل 1993 وما بعد هذه الفترة شهدت الجمهورية الحديثة الكثير من الأزمات .. كانت تحدث اعتداءات متفرقة في مناطق في الشمال للقوات القادمة من الجنوب اليمني بعد أن تم تبادل مناطق القوات المسلحة بين الشطرين .. كانت الكثير من المراسلات ترد الى مكتب البيض من رواد الحزب الاشتراكي تطالبه بالرد على تلك الاعتداءات عبر العسكر الموجودين في المحافظات الجنوبية وكان البيض يرفض ذلك بشدة .. إلا أن تزايد الأزمات بين شركاء الوحدة أدى الى تفجير الوضع وتأزيم الحياة السياسية ما أفرز الحرب الظالمة في صيف 1994م .. فعندما تم تبادل اطلاق النار في البداية بين قوات شركاء الوحدة كان القتال ما زال تحت سقف الوحدة ولم يكن الانفصال معلناً .. وفي اليوم الثاني لاندلاع الحرب أًصدر مجلس النواب في صنعاء قراراً بعزل علي سالم البيض من منصبه كنائب لرئيس مجلس الرئاسة وهو الأمر السلبي الذي كان له دور كبير في تأزيم الوضع إلى أن قام البيض بإعلان بيان الانفصال - الذي أرسله إليه المكتب السياسي للحزب الاشتراكي - في مدينة المكلا في 21 مايو1994م بعد فترة من تبادل اطلاق النار تحت سقف الوحدة ، لكن محاولة الانفصال التي أعلنها البيض باءت بالفشل بعد أن تمت هزيمة الحزب الاشتراكي وفرار قادته الى الخارج .. في حرب كان أحد طرفيها الحزب الاشتراكي الذي كان يحكم الشطر الجنوبي منذ الاستقلال وحتى الوحدة ، وطرفها الآخر هما حزبا المؤتمر والإصلاح .

وبالرغم من أن قرار الانفصال كان قد اتخذه المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني وأرسله مع قرار تكليف بإعلانه إلى علي سالم البيض أثناء تواجد الأخير في مدينة المكلا في الحادي والعشرين من مايو 1994م وهو ما تثبته وثيقة التكليف بإعلان الانفصال التي أصدرها المكتب السياسي للحزب الاشتراكي, إلا أن تهمة الانفصال التصقت بعلي سالم البيض بصفة رئيسية .. وتوجهت إليه أصابع الاتهام بالخيانة والعمالة بالرغم من أن الكثير من قيادات الاشتراكي يؤكدون أن دور البيض في إعلان الانفصال لم يكن يتجاوز في البداية دور المذيع الذي كلف بإعلان بيان ما, إلا أن هذا لا يعفي البيض بأي حال من الأحوال من مسؤوليته في حرب 94م وإن كان كما يقول بعض المحللين: "قرأ بيان الانفصال ولم يقره"، فمثل هذا التبرير غير منطقي بالنسبة للكثير من المحللين الذين يعتبرون البيض مسؤولاً بطريقة أو بأخرى عن تبعات صيف 1994 إلا أن جميع هؤلاء لا يستطيعون أن ينكروا أن البيض كان له دوراً أساسياً وكبيراً في التسريع بإعلان قيام الوحدة أياً كانت مبرراته لذلك .

ومما له دلالة هو إحدى العبارات التي وردت في بيان الانفصال الذي ألقاه علي سالم البيض من المكلا والذي قال فيه بأن "الوحدة اليمنية ستكون هدفاً للدولة الجنوبية القادمة"، وهو ما يمكن للقارئ أن يستنتج دلالتها دون تعليق .

لم يكن من الصعب التنبؤ بتحول سياسي قد يطرأ على الأمين العام الأسبق للحزب الاشتراكي علي سالم البيض قبل خروجه من غيبوبته السياسية في مايو الماضي فكثير من رفقائه ومعاونيه, حتى ممن كانت لديهم أفكار وحدوية, قد غيروا أفكارهم وباتوا يطالبون بالانفصال علناً ومنهم المهندس حيدر العطاس- رئيس الوزراء الأسبق, الذي طالب في مقابلته مع قناة الحرة بفك الارتباط نهائياً بين شطري اليمن وإعادة الأمور إلى ما قبل الثاني والعشرين من مايو 90م, برغم أن العطاس إلى ما قبل عامين كان يصر على حل الخلافات والأزمات تحت سقف الوحدة .

لقد أعلن البيض الانفصال في حرب صيف 1994م ، وهو مسؤول عن هذا القرار الى يوم الدين .. لكن هذا لا يعني أن نطمس تاريخه الوحدوي كشريك أساسي في تحقيق الوحدة .. كما أن حذف صورته من مشاهد توقيع الوحدة كان خطأ فادحاً وطمساً للحقائق . فالتاريخ يذكر بكل ما فيه من أحداث .. وسواءً اتفقنا مع البيض أم لم نتفق فلا أحد يستطيع أن يغير التاريخ ، وسيبقى التاريخ يذكر أنه كان شريكاً رئيسياً وأساسياً في تحقيق الوحدة ثم أعلن الانفصال في أسوأ حرب عرفتها الجمهورية اليمنية ، وما زالت آثارها المدمرة يعاني منها المجتمع اليمني الى اليوم.

[email protected]

حد من الوادي 05-24-2010 09:57 PM


من يعفو عمن.. يا رئيس؟

بقلم/ عبدالرقيب الهدياني
نشر منذ: 3 ساعات و 46 دقيقة
الإثنين 24 مايو 2010 06:06 م
--------------------------------------------------------------------------------
لا مفاجئة في خطاب الرئيس ، لكن الفاجعة الحقيقة عندي أن الرئيس لم يستشعر بعد هول الأخطار المحدقة بالوحدة والوطن والشعب..

أعلن الرئيس عفوه عن المعتقلين من حرب صعدة والمحتجزين على ذمة الفعاليات السلمية في الجنوب، و الصحافيين الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية ومثلهم من لديهم قضايا منظورة أمام المحاكم.

كان على الرئيس أن يطلب العفو من شعبه الصابر على كل هذه النكبات التي صنعتها سياساته فيه.. ليطلب العفو من أسر الضحايا ومن هدمت منازلهم وقراهم وسحقت مزارعهم في صعدة جراء الحروب الستة العبثية التي دارت رحاها على رؤوسهم.. كان عليه أن يطلب العفو من مئات العائلات في كل المحافظات الجنوبية ممن فقدت أفرادها وجرح البعض الآخر منهم نتيجة القمع الذي طال المتظاهرين العزل في فعاليات الحراك السلمية.. كان عليه أن يلتمس العذر من أكثر من أربعين صحافيا جرجرهم إلى النيابات ومحكمة الصحافة - وكاتب هذه السطور واحد منهم- ويوجه بتعويضهم وسداد الديون التي عليهم أثناء تنقلهم بين محافظاتهم وعاصمة الوحدة ليحاكموا على تغطية أحداث حصلت في اليمن وليس في المريخ.

كان على الرئيس أن يتوجه إلى ملايين المواطنين ممن يكتوون بالفقر والمعاناة جراء سياسات حكومته التي جعلت غالبية هذا الشعب في حافة الفقر والجوع.

أي مهزلة في هذا البلد الذي تداس فيه القيم والأخلاق ..تداس فيه الحياة.. تمتهن في الكرامة،هل سمعتم عن عصابة رسمية تختطف مواطنا وصحافيا وسياسيا مثل محمد المقالح من وسط شارع العاصمة صنعاء وتنكل به وتخفيه شهورا،ثم يقدم إلى المحاكمة بتهم سياسية كيدية ، وإتماما للمهزلة يظهر علينا رئيس الجمهورية بعد كل هذا التوحش ليسقط جميع الأحكام على الضحية المقالح فيما تتجاهل هذه المكرمة الرئاسية كل وقائع الخطف والإخفاء والتعذيب وفاعليها.

عفو الرئيس هو بحد ذاته إهانة للوحدة اليمنية في يوم ذكراها ،وصكوك الغفران التي راح يوزعها تكشف الحرية المقيدة في سجون الحاكم المملوءة بأصحاب الرأي من السياسيين والصحافيين وأفراد الشعب، ذلك أن الوحدة اليمنية ما جاءت إلا لتمنحهم هذه الحرية بينما الحاكم كبلهم بالأغلال وكبهم في السجون والزنازين فكان كمن خان الوحدة وقيمها وأهدافها ومضامينها.

صنعاء عاصمة الوحدة التي فتحت ذراعيها للوحدويين الحقيقيين القادمين من الجنوب عام90م هي اليوم تخفي في سجونها المظلمة فؤاد راشد وصلاح السقلدي وبامعلم وعسكر وفادي باعوم وقبلهم حسن باعوم ويحيى غالب والداعري والسعدي وحقيص وبن فريد والعقلة ومنصر والقائمة طويلة ويحاكم فيها العشرات من الصحفيين من الضالع ولحج وعدن وحضرموت وشبوه.

عدن وكل مدن الجنوب التي تنازلت عن كل شيء ورحل كوادرها عنها إلى عاصمة الوحدة لا يحملون إلا الحب والحلم آنذاك ،هاهي هذه المدن اليوم ساحة حرب مفتوحة لجحافل الحاكم القادمة من كل الشمال.

هكذا يبدو لي المشهد اليوم .. جنوبيون مقيدون في صنعاء، وشماليون مدججون بترسانة عسكرية في عدن ومدن الجنوب الأخرى، والحاكم الفرد يقف في مهرجان الوحدة بتعز وحيدا دون شركائه الذين صنعوا الوحدة ، فهم بين قيادات في الشتات وموظفون أحالهم إلى التقاعد القسري ورفض شراكتهم حتى في الوظائف، ومدن جنوبية تحت الحصار العسكري كما هو حال مديريات لحج والضالع وأبين وشبوة وإلى جانب كل ذلك سياسات اقتصادية صنعها الحاكم نشرت الفقر والجوع في كل مدينة وقرية من ربوع الوطن.

كان على الرئيس وهو في حضرة وجلال يوم الوحدة الأغر أن يساءل نفسه : لما كل هذا الخراب والدمار في وطن الثاني والعشرين من مايو؟ لماذا صارت الوحدة اليوم في أسوأ حالاتها حتى من عام 94م التي اندلعت فيه الحرب؟ لماذا جيل الوحدة في كل الجنوب أكثر تطرفا ضدها؟ لماذا لا تزال البندقية وقوة الجيش والأمن مشرعة تحمي الوحدة ولم تهدئ حتى بعد 20 عاما من تحقيقها؟ لماذا عاد البيض والعطاس من جديد وبعد خمسة عشر عاما ليكونا الفاعلين المؤثرين في ملايين الجنوبيين وليس خيرات ومنجزات الوحدة؟.

أسئلة مرة ، لكن الأمر منها أننا كل يوم نتأكد أن يمسكون دفة القيادة في هذا البلد ما عادوا يقدرون المخاطر التي تحيط بوطننا وشعبنا من كل اتجاه،تعطلت قرون الاستشعار لديهم ،وأصابهم الصمم وعمى البصر والبصيرة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


تعليقات:
1)
العنوان: لله درك
الاسم: ذو يزن
لله درك على هذا المقال -وكم نحن سعداء ان نسمع ونرى مثل هذه العبارات القوية والاصوات الحرة -من بلد الحضارة والشموخ -مزيدا من النظال ومواجة الفاسدين حتى يتم دحرهم فقد بات قريبا- -
الإثنين 24/مايو/2010 06:16 مساءً
2)
العنوان: جزاك الله خير
الاسم: القدسي
اخي العزيز الهدياني انا لم اقراء مقالك عدى سطور قليله ولكن كما يقولون مقالك مفهوم من عنوانه
قبل دقيقتين او ثلاثه كنت سأقراء خبر عفو الصالح عن الصحفيين وغيرهم وانا استغرب تلك النفسيه الغريبه التي تحكم من يسجنون الناس ظلما ثم يدعون بالافراج عنهم بعفوهم وكأن القانون والحريه من ممتلكاتهم الخاصه يغدقونها ويقطعونها عمن يشاؤوون.
وقبل ايام عندما أعلن عن ان فخامته سيلقي خطابا يفتح فيه صفحة جديده مع وطننا وشعبنا وكأننا كنا غارقين في الخطايا الوطنيه من فساد وغيرها وهو اليوم يتسامح معنا بشرط ان لا نكررها ثانية والا.....
الله يجزيك الخير يا اخي على كل كلمه صادقه تقولها انت او غيرك لاجل اليمن وليس غيره من احزاب او تنظيمات وان شاء الله سيصل وطننا الى بر الامان بجهود ابناءه المخلصين
فاللصوص جبناء فقط يحتاجون لمن يقول لهم انهم لصوص.
الإثنين 24/مايو/2010 06:21 مساءً
3) الاسم: ليلاس تعز الحالمة
العنوان: صحافي شريف
هدياني

وطني يضيع ونحن نرقب عن كثب دماره
وطني ينهار وكلنا نراقب انهياره
من منا يستطيع مواجهة هذا الدمار الساحق للجميع الكبير قبل الصغير الغني قبل الفقير السياسي المحنك قبل الأمي الغافل

هدياني
لا محال من ثورة لا محال من انقلاب غير هذا سنظل نكتب ونكتب
نحن لا نحتاج إلى قراء نحتاج إلى ثوار

قلمك لن يفلح بدون بنادق الثوار
نحن شعب لم نقبل الذل يوماً ولن نقبله فلينتظرون مصيراهم

أنا لليمن
أنا للوحدة
نحن لبعضنا

يكفيك شرف أنك ممن قادرين على الكلام والكتابة بكل صوت عالي بزمن الصمت الرهيب
الإثنين 24/مايو/2010 06:27 مساءً
4)
العنوان: مقال رائع
الاسم: Abu mohand
سلمت يمينك استاذ عبد الرقيب مقال اكثر من رائع .. ومهما طال الظلم فانة لا يدوم ومهما تكبر الجبابرة فلابد من سقوطهم والامل بالله كبير وسقوط هذا النظام قادم لا محالة.... وعاشت اليمن حرة ابية موحدة
الإثنين 24/مايو/2010 06:29 مساءً
5)
الاسم: شابع وحدة وخرط ابو احمد
اكتفي بضم صوتي لك...........................سلمت يداك وبورك قلمك نكأت الجرح
الإثنين 24/مايو/2010 07:04 مساءً
6)
الاسم: القلم الحر
هذه هي الأمانه الصحفية

والله كلامك عين الصواب ولكن يا فصيح لمن تصيح

أنا من أبناء محافظة حضرموت لو تعرف كم كلامك أثر في نحن نحتاج لهذه الأقلام الشريفه التي تجسد مهنة الصحافة في نقلها للحقائق كماهي وتعبر عن واقعها ومجتمعها كما ينبغي أن يكون

وفقك الله
الإثنين 24/مايو/2010 07:10 مساءً
7)
الاسم: ذي يزن ناصر محي الدين
لآحول ولاقوة الا بالله ، لم ادري ما برؤسكم لماذا تقول هكذا ، لو الرئيس لم يصرح باطلاق الصحفيين ، لكنت (أنت) اول من يقول : لماذ لم يصرح رئيس الجمهورية : يطلق كل الصحفيين ، وستقول لماذا لم يسئل الرئيس نفسة لماذا نحن في بلد الديمقراطية وفي عيدها العشرين والسجون مليئة بالصحفيين والاناس البريئين ، دائماً هكذا لماذا لماذا ، وانت لاتعلمون لماذا!!
الإثنين 24/مايو/2010 08:27 مساءً
8)
العنوان: هكذا رجال والا فلا
الاسم: الرازي
لا فض فوك يا عبد الرقيب انا اشهد انك يمني حر ونعلم ان كلام الصدق سوف يكلفك الكثير فشكرا لكل وطني صادق مثلك
الإثنين 24/مايو/2010 08:30 مساءً

حد من الوادي 05-26-2010 01:54 AM


نجل الشهيدجمال جميل يتسول متنكرا في احدي جوامع صنعاء

[الثلاثاء مايو 25]


*طالب الملتقى الوطني الديمقراطي لأبناء الثوار والمناضلين والشهداءاليمنيين(
مجد) رئيس الجمهورية والحكومة اليمنية ومجلسي النواب والشورى بإنصاف كل أبناء
الثوار والمناضلين والشهداء وفاء وتقديرا لتضحيات آبائهم، التي وصفها بـ"
الجسيمة". في سبيل رفعة وعزة اليمن.*


*ويأتي مطلب الملتقى بعد بلاغات وصلت إليه من عن شهود عيان أبلغوه وجود نجل
الثائر الشهيد جمل جميل(جميل جمال جميل) في جامع القادسية بأمانة العاصمة يستول
متنكرا ظهر يوم ألسبت الذي يصادف احتفالات اليمن بالذكري العشرين للوحدة
اليمنيه.*

*وإزاء ذلك عبر الملتقى عن استياءه وأسفه لما سماه بـ" سياسة التجاهل والإهمال
التي تتبناها الحكومة اليمنية تجاه أبناء الثوار والمناضلين والذين يعيشون
أوضاعا صعبة"، حسب تعبيره، محملا إياها المسؤولية كاملة نتيجة لما آلت إليه
أوضاع أسر شهداء ومناضلي الثورة اليمنية.*

*وبحسب البلاغ الصحفي للملتقي فإنه ونقلا عن(توفيق العماري) الذي قدم البلاغ
للملتقى، أشار إلى انه تعرف علي نجل (الشهيد/ جمال جميل) والذي قد بلغ به العمر
مبلغه،بعد إصرار المصلين اللذين تجمعوا حوله معرفه وضعه وضر وفه،إلا انه رفض
الأفصاح عن شي بقوله لا تقلبوا المواجع وإنكار وجود أي صلة لة بالشهيد جمال
جميل.*

*يشار إلى الثائر العراقي الشهيد(جمال جميل) هو احد أعضاء البعثة العسكرية
العراقية التي أوفدت إلى اليمن أوائل سنة 1940 وبمعيته ثلاثة ضباط في مهمة
لتدريب وتأهيل جيش الإمام أحمد في المملكة المتوكلية اليمنية. *

*وبعد أربع سنوات هي كل عمر البعثة، فضل الشهيد(جمال جميل) البقاء في اليمن
بعد تزوج منذ وصوله إلى اليمن بسنة، واستقر بها ليصير مسئولا عن جيش الإمام
ومديرا لمعهد صنعاء العسكري** لينضم بعدهاالشهيد البطل الى كوكبة من رجال اليمن
العظام امثال الزبيري والثلايا وعبدالله الوزير والكبسي وغيرهم العديد ممن سقت
دماؤهم الزكية شجرة الحرية والثورة في اليمن**..**وبقي وفيا لقضايا اليمن
وتطلعاته فأختاره ثوار 1948 قائدا عسكريا لهم** **ونجحت الثورة فعين وزيرا
للدفاع وقائدا عاما للجيش لكن الثورة الوليدة انتكست بعدشهور قليلة ليقاد
الثائر/جمال جميل ورفاقه الثوار اول من ساقهم الى ساحة الاعدام في صنعاءوأطلق
الثائر بوجه الأمام أحمد صرختة المدوية والتي يحفظها اهل اليمن قبل ان يقطع** *
*سيف الجلاد رقبته ((بأننا قد حبلناها وسوف تلد**).***

--

تجديد نضـالـي .. ووحـده مســــار تاريخـــي
نحـــــــــو
يمــــــــن جديد .. مســــــتقبل أفضــــــــــل

الملتقي الوطني الديمقراطي لأبناء الثوار والمناضلين
والشهداءاليمنيين"مجــــــــــــــد"
عضو التحالف الدولي للدفاع عن الحقوقو والحريات
ملتقي مدني ديمقراطي غيرحكومي حرومستقل يهدف الي تفعيل ميثاق العمل والاصطفاف
الوطني لتجسيدأهداف ومبادئ الثورة اليمنيه(26سبتمبر/14أكتوبر)والدفاع عنها وعن
مطالب وحقوق كافه فئات الشعب.
كأطارعمل لكل التيار الوطني الديمقراطي

حد من الوادي 05-27-2010 01:41 AM


اليمن، ماء "الحراك" وزيت "الحوثيين "

بتاريخ : الأربعاء 26-05-2010 05:08 مساء


شبكة الطيف - بقلم : حسن البطل - الايام الفلسطينية

سقط بيت شعر للشاعر العمودي الأعمى اليمني الـمتوفّى عبد البردوني، وبقي بيت آخر واقفاً. قال في أحوال بلاده العجيبة قصيدة، منها "جنوبيون في صنعاء شماليون في عدن"، ومنها (ما لـم يسقط أو يتساقط) قوله: "يمانيون في الـمنفى ومنفيون في اليمن".

هل عاش وقالها قبل تحقّق أمنية الوحدة اليمنية، أم مات ولـم يشهد بداية تفكّكها، وهي التي يحاول الرئيس اليمني الـمديد، علي عبد اللّه صالح، منع انفراط عراها باقتراحه، في عشرينية الوحدة، أن يجمع في "حكومة وحدة وطنية" بين "الحراك الجنوبي" و"حركة الحوثيين"؟ ماء وزيت لا يمتزجان، ولو بـ "حفنة" عفو عن "الحراكيين" وعن "الحوثيين" معاً.

"ح" حراك، و"ح" حوثيين و"ح" ثالثة هي "حكومة" مشتركة، علـماً أن السودان، وهي بلاد "الصمغ العربي" تبدو عاجزة عن منع انفصال جنوب البلاد الأسود الأفريقي عن شمالها العربي الأقلّ سواداً.. فكيف للعقيد الـمؤبد اليمني أن يكون نسر اليمن بجناح "حراكي" ذي جذور اشتراكية، وجناح "حوثي" ذي جذور أصولية ــ قبائلية؟

ستقولون إن أزمة الفكرة القومية (العروبة) ذات مسؤولية ما عن أزمة الدولة القطرية العربية (العراق، السودان، موريتانيا، أو يقترح "مركز دراسات الوحدة العربية" ببيروت فرعاً له في عدن وآخر في صنعاء، أو يكتفي بندوة فكرية من ندواته، التي "تدبّ الصوت" في واد غير ذي زرع وضرع.

تُذكّرنا أزمة الوحدة اليمنية، التي تحققت بإرادة شعبية ثم عمّدت بقوة جيش الشماليين في اجتياحه عدن، بأزمة "الاتحاد الـمغاربي" الثلاثي، الرباعي، الخماسي التي انتكست قبل أن يرى النور، هذا إن لـم تذكرنا بانفراط عُرى أول وحدة عربية "شعبية" سورية ــ مصرية، لـم تُعمّر سوى ثلاث سنوات ونصف السنة.

العراق، ومحنته وكونفدراليته وكياناته السياسية.. وحروبه الأهلية، وانتخاباته، موضوع آخر ذو صلة، وأما الوحدة اليمنية، فقد كانت حلـماً شعبياً مزمناً، حاول القفز عن واقع موضوعي (استعماري) طويل الأمد، حيث كان جنوب البلاد تحت الاستعمار البريطاني، وقد جلا عنه بقوة "مقاومة شعبية" فدائية حقيقية وباهرة، سطّرت تجربة غنية من حروب الـمدن والفيافي الصحراوية، تحت قيادة "الجبهة القومية" بقيادة عبد الغني مكاوي، وهي تحالف قومي عربي (ناصري وبعثي) مع قوى اشتراكية بعضها ماركسي صراحة، دعمتها مصر الناصرية.

اليمن "الشمالي" تحرّر من ظلام الإمامة بانقلاب عسكري، قاده العقيد عبد اللّه السلاّل، بدعم ناصري عسكري فعلي، ما سبّب حرباً أهلية يمنية وأخرى عربية (مصر والسعودية) تم طيّها عربياً بصلحة مصرية ــ سعودية بعد هزيمة حزيران الشهيرة.

لا شبيه لليمن الشمالي الإمامي في انغلاقه حتى بانغلاق أفغانستان الـملكية.. وإن اشترك البلدان في سلسلة حروب أهلية ــ دولية ــ عربية لـم تنقطع حلقاتها (يقولون إن حرب صنعاء مع الحوثيين الزيديين هي الحرب السادسة اليمانية)، وفي الدولتين فإن مؤسسة "الجيش" ومؤسسة "القبيلة" تتحالفان أو تتنافران.

اليمن الجنوبي، الديمقراطي، ذو تجربة مختلفة حتى الوحدة، لأن "مؤسسة الحزب" الاشتراكي اليمني كانت هي الأقوى، قبل أن تعصف بها، في البداية، خلافات الناصريين والبعثيين، ثم خلافات القوميين والاشتراكيين الـمتطرّفين، الذين حلـموا بـ"حكم قرمطي" في جنوب البلاد.. ومن ثمّ، اقتتل الجناحان (بما يذكّر باقتتال جناحي البعث) فانقضّ الشمال القبلي على الجنوب الاشتراكي، وأغلق "مصنع البيرة" الوحيد في الجزيرة العربية، تاركاً لشعب اليمن السعيد أن يغرق في "تخزين القات" وصنع "الجنبات" واقتناء أكثر من قطعة سلاح للفرد الواحد.

اليمن الـموحّد، بالقوة أو بحكومة "وحدة وطنية" يذكّرنا بسعي تركيا إلى دخول الاتحاد الأوروبي، سوى أن اليمن، الخروف الأسود في قطيع "مجلس التعاون الخليجي" يبقى خارج إطار مساعي التنسيق الخليجية الـمتعثّرة بدورها، ربما لأنه "الجمهورية" الوحيدة في شبه الجزيرة العربية.
.. وأيضاً؟ أيضاً ماذا؟ كان اليمن الـمقسوم "دولة مانحة" للفلسطينيين لجهة جوازات السفر قبل عهد السلطة الفلسطينية، وقد تمتّعت في منفاي وتنقّلت بجوازات سفر يمنية جنوبية، عدا كون اليمن دولة جمعت بعض أشتات قوات الثورة الفلسطينية بعد بيروت.

الآن، هناك جواز سفر واحد ــ موحّد، ويريد الرفاق القُدامى في "الحراك" العودة إلى ما قبله، لأن "الانفتاح" العدني الشهير على العالـم، لا يستطيع الانفتاح الوطني على وحدة مع الشمال القبلي، فكيف يشترك في حكومة واحدة مع الأصوليين الحوثيين، ولو حاول "العقيد" أن يكون حكمه رأس النسر و"الحراك" و"الحوثيين" هما جناحا حكومة وحدة وطنية.

لعلّ الأفضل أن يبحث الزعيم في صنعاء عن تحويل "الوحدة" إلى "اتحاد فيدرالي" على غرار العراق وربما السودان، ولكن ليس على غرار الصومال!.


*نقلا عن الأيام الفلسطينية


الساعة الآن 07:44 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas