بـوعـامــر شـاعر الحكمة الشعبيـة ( 1 )
 

.
ان المثل الشعبي هو نتاج لتداخلات التاريخ والثقافة والجغرافيا والأدب والاقتصاد والعادات والتقاليد ، وحين تنصهر كل هذه العوامل مجتمعة في ذاكرة الشعوب يخرج للوجود هذا العطاء العبقري بفلسفته الجادة اللاذعة ، والتي تفرز الحكمة البالغة في قليل من الكلمات وقد اجادت اداة التعبير بالشعر في صياغة الحكمة ، حتى اصبح الشعر مستودع الحكمة التي تنبع من منجم التراث الانساني ومن التراث المتعدد الجوانب ، منها الجانب الذي يبرز علاقة الفلاح بالأرض وهذا الجانب كان ولا زال متجددا ومخلفا مع مرور الزمن تراثـًا من الحكم والأمثال و الأغاني ذات الشأن في حياة الفلاحين .

وفي حضرموت نسب أغلب هذا التراث لكل من الشيخ سعد السويني وبوعامر ، اللذان غلبت على اقوالهما الحكمة وذاعت صيتـًا بين عموم الناس في حضرموت قاطبة ، وهي تردد عند العمل في زراعة الأرض شأنها شأن حكم اقوال الحكيم الحميد بن منصور وعلي بن زايد في المناطق الأخرى من اليمن .

أما سعد ( السويني ) أي ( الساني الصغير ) والساني هو الذي ينزح الماء من الآبار لقصد الزراعة فهو شخصية معروفة واسمه سعد بن علي بن عبدالله بامذحج التريمي توفى في تريم سنة 857هـ ويقال انه شخصية مرموقة تحظى بإحترام الفلاحين والعلماء و منذ سنة 1911م تناول المستشرق ( سنوك هير جروني ) موضوع سعد السويني بالنقاش ونقل بعض اشعاره وحكمه الشعبية وذكر ( سنوك ) ان سعدًا كان ابو الفلاحين وزعيمهم وتروى له من الأساطير ويحتل في الخيال الشعبي مكانا واسعا وقد صنعت الأسطورة الشعبية من سعد السويني شخصية تاريخية وهذا الذي جعل العيدروس صاحب كتاب ( النور السافر ) يطري عليه ويجعله من اهل الأحوال والمقامات والكرامات ويقال انه عاصر السيد ابوبكر العيدروس العدني وكانت بينهما صداقة قوية و ودٍ ومراسلات .

و أما شاعر الحكمة بوعامر فإن المستشرق ( روبرت سرجنت ) يقول في كتابه ( نثر وشعر من حضرموت ) انه شاعر مجهول ويروي انه سمع انه كان حراثا ( بقارا ) من بلدة بور . وقد ذكر ( سرجنت ) انه استند في سنة 1949م على دراسة مخطوطة كتبها ( علي بالربيعة ) من شبام والذي تولى مهمة البحث عن جوانب من موضوع ( بوعامر ) يقول فيها علي بالربيعة (( لم نعثر بعد في الكتب التاريخية التي تفحصناها عن أي اشارة نعتمد عليها في إثبات وجوده واعطاء معلومات عن تاريخ هذا الشاعر كما انه لا توجد اية اشارات أو دلائل عن العصر الذي عاش فيه وهو أمر يجعلنا نتشكك في حقيقة وجود شخص بهذا الاسم حمل على عاتقه لواء الحكمة في الشعر العامي في فترة ما وعلى كل لا يمكن لهذه الحالة من التشكك ان تمنعنا من الجهر بالقول بأن هذه القطع الشعرية الغنية بالحكم والنصائح وبأسلوبها يضعها في المقدمة من الأمثال الحضرمية الدارجة ومنسوبة كلها الى هذا الشاعر المجهول ))
PROSE AND POETRY FROM HADRAMOUT
R.P.B.SERJEANT

ولكن هل يتوقف البحث عن شخصية الحكيم ( بوعامر ) عند ما كتبه علي بالربيعة في العقد الرابع من القرن الماضي ؟
لقد اجتهد بعض الباحثين في حضرموت لمحاولة جلاء غموض شخصية الحكيم ( بوعامر ) ولكن القصور في الاجتهاد وسرعة تسلل اليأس عن اللهث وراء المجهول جعلهم يأثرون الخمول والتكاسل عن دراسة موضوع هذا الحكيم ذو الشخصية الغامضة والمجهولة والتي استأثرت في الأدب الشعبي مكانا بارزًا تحسد عليه . وبقيت بقية منها عالقة في الذاكرة الشعبية الحضرمية يرددها عشاق الحكمة الشعبية .
وقد حاولت بتواضع وقصور التوصل الى معرفة بعض من هوية وموطن واشعار هذا الحكيم وسجلت في كشكولي العام بعض مما قدرت ان اتحصل عليه وفي هذه الحلقة والتي تليها اخص السقيفة الشبامية بهذا الموضوع بناءا على طلب بعض الاعضاء .


لنا لقاء انشاء الله مع تحيات ابوعوض الشبامي



.

اخي بوعوض
في انتظار باقي حلقات هذا الموضوع الشيق والممتع

ابو عامر الشاعر الحكيم
لازلنا نجهل الكثير من اشعاره واخباره

ياريت يابو عوض تكتب لنا ماتيسر لك من اشعاره
واخباره
ولك جزيل الشكر على ماقدمت

وعلى ماسوف تقدمه .

ظل ابو عامر لاطفا بين ( البد ) و ( الحبال )
غير ان خجله المؤمن قد ( رفعه ) الى صفوة الحكماء
ننهل من لطائفه ونكاته وتعاليمه
وابو عوض من الاحفاد الذين وفقوا للبر باجدادهم
ووفقوا لبث ( الحكمة ) الى جيل جديد من ابناء حضرموت
كاد ان
ينسى !!

بوعوض ياولدي شف كلامك كله زين ومواضيعك كلها تعيب فيك خصله وحده بس لوتغيرها ياسلام باتكون شي على كيفك
اها سألتنا واه دي الخصله؟؟
شف ياولدي الخصله لي بغيتك تغيرها الفواله شفك فال يم ياولدي وان حد نصحك ولا قال لك شي لاتزعل منه شل من كلامه الزين وخل العوف مزقول مكانه ولا كلامي ما هو سواء؟؟؟