سقيفة الشبامي - الامام الشهيد : زيد بن علي الفقيه الفارس*

لقد كان الامام زيد يدعو الى اعمال العقل فالعقل وحده هو الذي يحكم على الافعال بالحسن او القبح .
وكان الحكام يحاولون ان يخنقوا الفكر والراي وان يعطلوا عمل العقل ليفرضوا على الامه قبول ما يفعلون . زاعمين انهم خلفاء الله على الارض مستندين في تبرير المظالم على بعض المرتزقه من الشباه الفقهاء . واشباه الرجال ..
وبقدر ما كانت الامه تحتقر صناع الزيف هؤلاء . كانت تكبر الفقهاء والعلماء والشرفاء والمفكرين الاحرار امثال واصل بن عطاء .وابو حنيفه . وزيد بن علي . وابن اخيه جعفر بن محمد ..
وكان الخليفه وعماله يتربصون بهؤلاء جميعا .... فاما الصادق وابو حنيفه وواصل فقد ابتعدوا عن السياسه وان لم يسلموا من اذى الخليفه .. ولكن زيد بن علي سلك طريقا آخر ..
فقد خرج الامام زيد ليجعل من الفكر حركة ومن الثقافه عملا !!
وبالحق انه كان كالاخرين متقيا بطش السلطه مكتفيا بالاجتهاد في امور الدين وبالدعوة الى سيادة سلطان العقل ولكنه شعر ان الوقت قد جاء !! جاء الوقت لتتحول الكلمات الى خطوات على طريق الحقيقة !
واعلن انه لايحق لمسلم ان يقبل هديه او عطاء من حاكم مالم يكن هذا الحاكم عادلا يحقق مصالح الامه . فاحرج بذلك عددا من فقهاء العصر وعلمائه كانوا لايجدون حرجا من قبول الهدايا والعطا .
لقد التف حول الامام زيد كل من بهرتهم شجاعته في الحق وقوتة على الباطل !!
لقد التفوا حوله بكل حبهم لال بيت رسول الله وبكل ندمهم لان اسلافهم خذلوا جده الحسين . وبكل احلامهم في ان تعود للناس من جديد تلك الايام الجميله الذاهبه المفعمه بالفضائل حين اصبح الامام علي امير المؤمنين فاذا الناس لايمتاز احدهم على الاخر الا بالعمل الصالح . ليجعل الناس سواسيه كاسنان المشط لافضل لعربي على عجمي الا بالتقوى .. واذ به ياخذ من الاغنياء مازاد عن حاجة العام ليسد به حاجة الفقراء الى الطعام وليبلغ بهم حد الكفايه لاحد الكفاف ..
تلك الايام التي كان فيها القران والسنه ثم اجماع الصحابه هي موازين العلاقات الانسانيه ودستورها . وبكل ماقصد الشارع الحكيم من تحقيق مصلحة الامه ..
التف اتباع ال البيت والفقهاء الصالحون والحريصون على دينهم والحالمون بالعدل والمجتمع الفاضل والطهاره .. ولقد ظن الخليفه انما فتنوا الناس بزيد لفصاحته .. وللحق ان زيد كان يملك تلك الفصاحه التي امتاز بها ال البيت والتي يمنحها الصدق قدرة خارقه على التاثير ..
فكتب الخليفه الى والي العراق : امنع اهل الكوفه من حضور مجلس زيد فان له لسانا اقطع من السيف واحد من الاسنه وابلغ من السحر ...
ولم يمتنع الناس عن لقاء زيد على الرغم من كل شيئ !..
وظل زيد يتجول في كل انحاء العراق فيرى صورا من المظالم لم يرها من قبل وهو في المدينه .. واستغاثات المظلومين تستنهضه . ليدفع عنهم البطش وينقذهم من غاشية الفساد وليذود عن حرم الدين ..
وكان الامام زيد قد صرح برأيه في شروط الخلافه وجاهر بان الخليفه ليكون خليفة رسول الله واميرا للمؤمنين واماما للامه الا اذا توفرت له شروط ثلاثه :
1- الشورى اي لاينفرد بالراي ويستبد بالحكم .
2- المبايعه . اي ان يختاره الناس باراده حره غير مكرهين ولا خا ئفين او تحت الاغراء .. فهذا كله يعطل حرية الاراده التي لاتصح البيعه او الاختيار الابها ..
3- العدل : فيقيم الخليفة المجتمع على قواعد الشرع . ويحقق المساواة بين الناس في الحقوق والواجبات والفرص ولايحكم بهواه . بل يكون معيار المفاضلة بين الناس هو ما يقدمون من عمل حسن ..
وهاهو ذا الوالي يظلم الناس بلا حساب .. فماذا يصنع زيد ! ما صمته . وواجبه الشرعي ؟!
مازالت استغاثات المظلومين تستصرخه لينهض ذائدا عن حوض الشريعه وحرمات المسلمين ومصالح الامه ....
واستشعر الخليفه الخطر وخشي ان هو وثب على زيد او بطش به ان تشتعل الثورة على الحكم .. وكان زيد قد جمع حوله الفقهاء والشباب والصالحين واهل التقوى والفقراء .. جمع الامه كلها ولم يبقى مع الخليفه غير المرتزقه والمنتفعين والجواري والمضحكين واشباه الرجال !!
وراى الخليفه ان خير مايبطل به تاثير زيد هو اقتلاع ماله في قلوب الناس من احترام وتوقير ومهابه !
واذن يجب ان تشوة صورة زيد في عيون المعجبين به .
افاضل هو ؟
اطاهر قنوع نزيه فوق الدنيه ؟!
اذن فلتلطخ بالاوحال كل هذه النصاعه التي بهرت الاخرين !
فليسقط الخليفه بكا الحيل هيبة زيد امام الناس !..

واى اللقاء في الحلقه القادمه لمواصلة لنرى ماذا فعل الخليفه بالامام زيد !!!!!................

وشكرا للاخ المدودي والاخ الشرقاوي لمرورهما على الموضوعين السابقين ......