إن كنت تبا الحرث يابايعشــــوت شتاك ب"البلدة"و"بُرَّك الحــــوت
 

إن كنت تبا الحرث يابايعشــــوت
شتاك ب"البلدة"و"بُرَّك الحــــوت

ابتداء من صباح الجمعة يوم غد 15 يوليو وتحديداَ من الساعة الرابعة والنصف ،ووفق التقويم الشمسي والنجوم الشبامية ،بمسمياتها المحلية ، والتي معلوماً أن مدة كل نجم 13 يوما ،يكون(نجم البلدة )قد حل في برجه ، والذي تتميز فيه مياه البحربسواحل حضرموت المطلة على البحر العربي بالبرودة والإنتعاش ،ويمتد اثرها أيضا إلى سواحل المهره المجاورة لسواحل حضرموت الشرقية .
وهذه الظاهرة الكونية التي هي نعمة من الله سبحانه وتعالى وحيث أن المياه من خصائصها مع أشعة الشمس تكسب الحرارة ببطء وتيفقدها ببطءأيضا،بعكس اليابس المجاور حين تسقط أشعة الشمس عليهما في آن واحد ومن هنا يلاحظ الفارق بين حرارة الماء واليابس المجاور .
وقبيل شروق الشمس بع صلاة الفجر يخرج المواطنين والزوار لمدن الساحل خاصة المكلا والشحر ومستوطات الصيادين على طول الشريط الساحلي الذي تتميز به سواحل حضرموت بالذات في أيام (نجم البلدة) كأحد العوائد والأوقات للغسل أو التبرد بمياه البحرالباردة والهادئة المنعشة .
ويعد هذا النجم من نجوم الخريف في حضرموت،بينما في بلدان عربية واجنبية أخرى من العالم من نجوم الشتاء حين يبداء في 28 يناير من كل عام أيضا .
ولهذا قال الشاعر الحكيم والخبير الزراعي والذي يعده البعض زعيماً للفلاحين في مدينة تريم (سعد بن علي بامدحج ) والذي يطلق عليه (سعد السويني ) ويعده البعض أيضا من أولياء الله الصالحين في المدينة وله حكايات وقصصاً كثيرة يخبر زميله في الزراعة والحرث (بايعشوت )قائلا:
إن كنت تبا الحرث يابايعشــــوت
شتاك ب"البلدة"و"بُرَّك الحــــوت
أن نويت الحرث أي زراعة محاصيل الشتاء من حبوب وغيرها شتاك بنجم البلدة وبرك - بضم البا- أي القمح في نجم الحوت الذي يليه حيث يعتدل الجو في وادي حضرموت ويصبح صالحاً لبداية زراعة القمح ومحاصيل الشتاء التي تتطلب درجات حرارة منخفضة في المناطق المدارية الحارة كوادي حضرموت،حيث تزرع به حبوب القمح في الشتاء على مياه الىبار ،بينما في مناطق أخرى على مياه الأمطار الشتوية كبلدان البحر المتوسط .
ومن الناس من يرحل للإقامة في المكلا والشحر من وداي حضرموت أو من خارجها بهدف أن يغتسل بمياه البحر العربي الباردة التي يستشفى بها من بعض الأمراض ،ويستمتع بمنظر البحر الجميل التي تتدلى به اقدام مدينة المكلا،وتغتسل به اطرافها وتضم زوارها بين أحضانها .
وكانت المكلا تسمى (الخيصة)قديماً تأوي اليها سفن الصيادين ، وهي في الأساس مدينتهم الساحلية قبل أن تصبح مدينة للسلاطين والأولياء والعسكر والقاعدة وأهل الريف الذين انزلتهم من بدويتهم الجافة وحررتهم من طباعهم الجبلية والقروية فتحضروا وتمدنوا بها .
والمكلا والشحر آوت أليها أبناء وادي حضرموت الذين هربوا مخافة الموت في كوارث المجاعة فامتهن البعض منهم البحر ،وغادر البعض منهم عبر البحر إلى ارجاء المعمورة.
وفي السنوات الأخيرة اعتبر هذا الموعد من حلول نجم البلدة موسماً سياحيا لكن ينبغي التنبيه إلى عدم جعل هذه المناسبة التي هي نعمة من الله تعالى أن تقابل بالعصيان ،كأختلاط الرجال بالنساء على ساحل البحر فما ينبغي أن يحدث هذا في بلد عربي مسلم
وولاة الأمور هم وحدهم من يضبط هذه الأمور ويمنع الفاسدين اخلاقيا من الإساءة لأهل حضرموت والله الموفق
#ابوصلاح_باحث_في_تاريخ_وتراث_وجغرافية_حضرموت

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .