تابع من تاريخ حضرموت
 

تابع : من تاريخ حضرموت
بعض خواص حضرموت ومنتجاتها النسيج الحضرمي
كان للنسيج الحضرمي في تلك العصور فضل على غيره واشتهرت البرود الحضرمية شهرة عامة في بلاد العرب وقد جاء أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم برد حضرمي وهو الذي تركه لعلي رضي الله عنه ليلة الهجرة ليتسجى به تعمية لكفار قريش ليظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبارح منزله فلا يذهبوا في طلبه وقال الشاعر العربي يصف ناقة :
وطوى السفار على البعاد بطونها طي التجار بحضرموت برودا
ومنها الحلل الحضرمية والشيال الحضرمية وقد كانت تنسج بريدة الصيعر من حضرموت وفيها يقول طرفة :
وبالسفح آيــات كأن رسومها يمان وشته ريــدة وسحول
ومنها النعال الحضرمية وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم نعلان حضرميان .
وكان النسيج من أبرز ما كانت حضرموت مشهورة به ولم تزل كذلك إلى العصور الأخيرة ولا تزال إلى الآن فيها بقايا إلا أنها لم تكن شيئا مذكورا بالنسبة لما كانت عليه سابقا حتى القرن الذي قبل هذا القرن – القرن الرابع عشر الهجري – فقد كان في القرن الماضي للنسيج والصباغ الحضرمي شأن وأي شأن كما أن للشياذر التريمية الميزة على خير ما تصنعه الأيدي من أنواع الثياب باليمن في العهود الأخيرة وهي تصنع من الحرير والقطن والملون محلاة بأبهج الألوان وموشاة بتشجيرات بيض على الأطراف وقد بلغ ثمن الواحد آن ذاك إلى مئة ريال على عزة النقد في تلك العود وأغلب ما تجلب إلى أسواق اليمن صنعاء وغيرها وبلاد تهامة وعدن وسواحل الخليج الفارسي ولجودة صنعها وإتقانها تدوم طويلا حتى يبقى الواحد إلى السنين العديدة وما كان ذو الشأن والثروة ليفضلوا عليها شيئا من الثياب المجلوبة حتى جلب المهاجرون الحضارمة الملابس الجاوية والهندية الرخيصة الثمن وكان من طبيعة الحضرمي حب التقليد والمحاكاة فانصاع الناس إليها تدريجيا حتى فتر طلب الشياذر وما إليها من النساجين وقد كانت لا تنسج إلا بتصميم وطلب من الراغبين في لبسها وفي الاتجار بها فالاستحسان الناس غيرها مما ذكرنا عليها وانصراف الحضارمة عن الاتجار بها في البلاد العربية إلى الذهاب إلى الهند وأفريقيا والشرق الأقصى فترت هذه الصناعة وأخيرا أهمل نسجها وانقرض هذا النوع كغيره من الصناعة الحضرمية بل وأصبح من يتقن هذه الصنعة غير موجود في هذا الجيل وتدهورت صناعة النسيج وتلاشت بحضرموت ولا سيما الداخل وبها انعدمت زراعة القطن بعد أن كانت شائعة وكانت من خير موارد الولاة في العصور السالفة .