سقيفة الشبامي - صنعاء مهزلة في شركات الصرافة اليمنية تثير غضب المقيمين العرب

مهزلة في شركات الصرافة اليمنية تثير غضب المقيمين العرب

الثلاثاء, 15-مارس-2011 - 16:59:51
نبأ نيوز- خاص/ صنعاء -

فجر قرار للبنك المركزي اليمني استياء الجاليات العربية المقيمة في اليمن، وذلك على خلفية ما وصفه مقيمون عرب بـ"المهزلة" من خلال رفض شركات الصرافة اليمنية بيع العملات الصعبة لغير اليمنيين إلاّ بموجب مذكرات من جهات عملهم، ووثائق، وبعد تقديم صورتين شخصيتين وإجراء معاملة فتح حساب "قسرياً"، حتى لو كان المبلغ المراد صرفه "خمسة دولارات" ليس أكثر- وهي سابقة يمنية لم تشهدها سوق مالية في أي دولة في العالم.

"نبأ نيوز" تلقت شكاوى من العديد من العرب "المقيمين الشرعيين" بهذا الشأن، الذين أبدوا استغراباً شديداً أن اليمن ترفض شراء عملتها الوطنية من المقيمين الذين تعتزم أعداد كبيرة منهم العودة إلى بلدانهم جراء توتر الأوضاع الداخلية، ويسعون لاستبدال الريال اليمني بالدولار أو العملات الأخرى، فيما تم تسهيل ذلك على مواطنيها "اليمنيين" الذين هم الأولى بالاحتفاظ بعملتهم الوطنية، وغير مضطرين لاستبدالها بعملات صعبة إلاّ لأغراض السفر للخارج.

ويقول مقيمون عرب أنهم عجزوا عن شراء عملات صعبة، وأن العديد منهم اضطر لتأجيل سفره ريثما يجد سبيلاً إلى "سوق سوداء" تتعامل ببيع العملات، مؤكدين استعدادهم للتعامل مع أي سماسرة حتى لو كان الفرق عن السعر الرسمي كبيراً.

"نبأ نيوز" رافقت أسر عربية إلى "شركة الكريمي للصرافة"- فرع حدة- فرفضت الشركة بيعهم حتى دولار واحد، في الوقت الذي سمحت لليمنيين الشراء بحد أعلى مقداره (10) آلاف دولار..

مسئول بإدارة شركة "الكريمي" اشترط أمس الاثنين على مقيمين عرب أن تكون وثائق سفرهم سليمة، ولديهم إقامة نافذة داخل اليمن، وأن يقومون بتقديم صورتين شخصيتين مع مذكرة من الجهة التي يعملون فيها لفتح حساب لهم لدى الشركة، وبموجب تلك الخطوات سيكون بمقدور المقيم العربي أو الأجنبي شراء عملة صعبة، وبدونها ممنوع حتى لو كان المبلغ "خمسة دولارات"، مؤكداً أن البنك المركزي اليمني ألزمهم بتلك الاجراءات، وأنهم سيتعرضون للمحاسبة لو خالفوا ذلك.

أحد المقيمين العرب أخبر إدارة "الكريمي" أنه مقيم كمرافق لابنه الطالب الجامعي، وبالتالي ليس لديه جهة عمل ولا يحمل ترخيص عمل، لكنه لديه إقامة سارية في اليمن، عرضها على المسئول وكتب فيها بأنه "مرافق لابنه".. فردت عليه الإدارة بأنها لديها التعليمات الآنفة الذكر ولا تستطيع مخالفتها.. ورغم توسلاته بأنه مضطر للسفر لبلاده ويحتاج شراء دولار أو أي عملة أخرى، رفضت الشركة بيعه أي مبلغ كان.

وفيما كانت شركة "الكريمي" في فترة عملها الصباحية ليوم الاثنين تسمح ببيع مبلغ "10" آلاف دولار كحد أقصى، فإن أحد المقيمين الذين أعادته صباحاً لإحضار الوثائق المطلوبة، فوجيء عندما عاد للشركة في فترة عملها المسائية أن تخبره بأنها لن تبيع أكثر من (200) دولار فقط- وكان ذلك بحضور "نبأ نيوز" التي رافقت عدة مقيمين عرب في الفترتين الصباحية والمسائية ليوم الاثنين.

وفي الوقت الذي توقفت جميع شركات الصرافة الأخرى عن بيع العملات الصعبة، وقف المقيمون العرب تلتهمهم الدهشة من السياسة المالية اليمنية، فهم لا يفهمون لماذا تم تعقيد موضوع صرف العملات على المقيمين غير اليمنيين وتم تسهيله لليمنيين.. ولا يفهمون أين سيذهبون بالريال اليمني إن كانت اليمن نفسها ترفض شرائه.. ولا يعرفون كيف سيسافرون إلى بلدانهم وليس معهم سوى عملة رفضت رسمياً في وطنها!!

المقيمون يضحكون ساخرين، وغير مصدقين أن على وجه الأرض بلد كما اليمن يشترط على المقيم معاملة معقدة ليبيعه (50) دولاراً فقط!!

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 16-مارس-2011 الساعة: 03:44 ص