آثارنا بين الصمود والضياع
 

آثارنا بين الصمود .. والضياع
بقلم/ عمرمحمد زين بن شهاب الدين
إن المسافر بين البلدان .. المتجول بين أعماق الماضي البعيد عندما يحط رحاله في هذا البلد سيجده مختلفا عن كل البلدان وكأنه يدخل الى متحف ينقله من الزمن الحاضرإلى الزمن الماضي وخاصة عندما يرى مدينة صنعاء وزبيد وشبام وغيرها من المدن العريقة ويلاحظ الفن المعماري ودقة الإتقان في المساجد والقصور والبيوت والقلاع والحصون والأسوار والمتاحف وكذلك المكتبات المليئة بالمخطوطات القديمة ، فيقر بأن هذه العظمة لا يعملها إلا من هو ذو عظمة وذو معرفة بالحياة وقدرة بالتعامل مع ذلك الزمان .

فالآثار هي التي تدل على هوية الأجيال الماضية وحضارتهم وثقافتهم وما الذي قدموه للآخرين .. فنحن عندما نعرج قليلا على الحضارات القديمة في اليمن ونأخذ نموذجا لها وهي الحضارة السبئية , فهي أضافت شيئا جديدا ومعلومة تستخدم الى يومنا هذا .. ألا وهي بناء السدود ، فنحن عندما نقف أمام هذا المنجز الضخم يدل على عظمة ملكتهم وعظمة الشعب في ذلك الزمان .
وعندما ننتقل من الحضارة القديمة الى الحضارة الإسلامية نلاحظ تجلي وعظمة أبناء اليمن في مؤازرة النبي الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه في نشر هذا الدين العظيم ونقل أفكارهم وأخلاقهم الى الشعوب الأخرى , وكذلك تجلي عظمتهم في الأحاديث التي قيلت فيهم .
فالحضارة الإسلامية خلفت لنا موروثا ، حق بنا ان نفتخر به وذلك يتمثل في القصور والمخطوطات و المساجد كمسجد الجامع الكبير بصنعاء وجامع معاذ بن جبل بمنطقة الجند بتعز , وغيرها من المراكز الثقافية والأدبية والعلمية...
فهذه إطلالة صغيرة لماهوموجود في بلدنا الحبيبة من فن معماري وأدبي وثقافي وعلمي يساعد من شد عزائم شبابنا على العلم والعمل والسير على الذي سار عليه أجدادنا ومعرفة الصعاب التي واجهتم لبناء مجدهم العريق, وتعريف الآخرين بما هو موجود عندنا من تاريخ ومجد نفتخر به ..
إن الحفاظ على هذه الكنوز من ضعاف النفوس الذين يبيعون أصولهم بقليل من المال ولايعرفون قدر هذه الجواهر الثمينة , وكذلك الذين يهدمون القديم من المعالم بذريعة التجديد أو أفكار خاطئة على هذه المعالم فيقمون بإزالتها وذلك نتيجة جهلهم بهذا الشي.....
وعلى هذا الأساس لابد من نشر الوعي الثقافي بين أفراد المجتمع .. كبارا كانوا أو صغارا من أجل الحفاظ على هذا الموروث الحضاري ومحاربة السماسرة الذين يتاجرون بالقطع الأثرية والمخطوطات .. والإسراع بالإبلاغ إذا تعرضت المواقع الأثرية للتخريب من قبل ضعفاء النفوس , وكذلك من قبل أصحاب المعتقدات الخاطئة , كي تتخذ الجهات المختصة سبل الحماية لها .

تنويه مفيد واشاره كريمه يابن شهاب نشاطرك الراي فيما قلته ( ولي ماله اول شىء اكيد ماله تاني )