سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   تاريخ وتراث (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=39)
-   -   (6)اليمن في عيون سائحة(اليوم الخامس من سيؤن الى مأرب) (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=61)

شيخ القبايل. 01-20-2002 02:27 PM

(6)اليمن في عيون سائحة(اليوم الخامس من سيؤن الى مأرب)
 
http://65.108.120.31/Songs/yemen.gif
اليوم الخامس من سيؤن الى مارب ( الانطلاق عبر الصحراء)
[نهضنا عند 4:30 فجرا . بعد ان عانيت طوال الليلة من البعوض ، والأرق . وكان لدينا اطارا مثقوبا لكننا تحركنا فعلا عند الخامسة فجرا . والقرى التي تجاوزناها حتى اللحظة : الوهاد ، وخشم العين .
مأرب : هانحن على مشارف مارب ، عند مزارع القات ، ولا توجد هنا كهرباء ، ونشعر كاننا في سجن ، فليس مسموحا لنا ان ندخل المدينة بدون مرافق من اهلها . ولا نجد هنا سيارات بالاجرة تقلنا . انه اقصى الشمال في اليمن حيث لا يسمحون للسياح بالتنقل في هذه الاماكن ، ويبعدونهم عنها قدر مايستطيعون ، خشية ان يتعرضوا للخطف بواسطة بعض قبائل المنطقة ، التى تلجأ لاختطاف االبريطانيين او غيرهم من الجنسيات المماثلة بغرض رفع مطالبهم الى الحكومة ولفت استجابتها لهم لتحقيق بعض مطالبهم كمد المياه الى منازلهم ومناطقهم وغيرها من المطالب التي لاتستجيب الحكومة لها ! . وقلما يتعرضون لهم بسوء او قتل ، بل يعتبرونهم ورقة ضغط على الحكومة لكي يصلوا الى ماأرادوا .. بينما يعاملونهم معاملة حسنة ويقدمون لهم مايحتاجون من الغذاء الجيد والعناية الفائقة ! . لا جل هذا فان السياحة هنا فى ادنى مستوياتها .. ولايوجد بالمدينة فندق سوى واحد متواضع في ضاحية قريبة منها . ولا توجد سيارات اجرة ، او وسيلة منتظمة للتنقل . ولا طريقة لنا كي نغادر من الفندق الا ان يقبل احد المواطنين ان ياخذنا في جولة . والى حين نجد من يقبل ذلك فاننا نستغل وقت جلوسنا في الفندق لعمل أي شي . او نمضغ القات !! .
كان اليوم حافلا بالاحداث .. من اين ابدا ؟ .. انني اضحك كثيرا كلما فكرت في تصرفات دليلنا عبدالكريم .. وهو شخص يعمل على نقل السياح ، ومتعلم بعض الالفاظ من عدة لغات .. واغنيته المفضلة هي( بوردل دي ميرديه ) الفرنسية ، ويظل يقلب الشريط ولا يكاد يستمع الى اغنية سواها ، وتراه كانه منصت متابع لها فقط . وقد اتفقنا ان نسميه باسم تلك الاغنية ( بوردل دي ميرديه)  , وهو يحب كذلك الاستماع الى جاكسون وحين يفتح اغنية " بِيت إتْ (اضربه )" تراه يرقص على نغماتها مثل تراقص الجوزة ! .
كان الشروق على حضرموت رائعا .. ( والقات الذي امضغه يفرفر بعضه في فمي ويضايقني ) وحينما توغلنا بالسيارة بين الكثبان الرملية مسرعين بدا لنا السير ممتعا ونحن نندفع باقصى سرعة صاعدين التلال ثم منحدرين عنها دون حذر ماذا سنجد في منحدر الكثيب كانها دبابة تكتسح كل ماامامها ، والرمال تثور من خلفنا كاننا نصنع عاصفة خاصة ! .
كان احدهم قد علق ضبعا ميتا على شجرة ، وحاول عبدالكريم ان يشرح لنا القصد من هذا العمل ، لكنني لم استوعب ذلك ، ولا ادري هل علق وهو حي ام انه قتل ثم علق .. وكان الرغوة الصفراء الكريهة تقطر من فمه ! .
اطار اخر نام ! ونحن قد استعملنا ( الاسبير ) عندما وجدنا الاطار الاول مثقوبا . واعتقدت اننا سنبقى معزولين في الصحراء الى ماشاءالله .. بينما يقول عبدالكريم انها فرصة سانحة لتناول الغداء .. لانه لايوجد مانفعله غير ذلك ! . وتناولنا غداءنا من الجبن والحلاوة . والجو مازال لطيف النسمات .
وغرس عبدالكريم بندقيته الالية على الرمل كانه يحذر الجمال ! " هيه … نحن مسلحون … لاتتحرشوا بنا " ! .
جلسنا هناك فترة من الزمن ، وكانت عايدة مسترخية . بينما كنت انا مشغولة بالتفكير والقلق .. كم لدينا ياترى من الماء ؟ .. والى أي درجة سيتصاعد الحر ؟ .. وفجأة قفز عبدالكريم مبتهجا مكبرا " الله اكبر " ولوح ببندقيته عاليا لكي تراه مجموعة من سيارات التويوتا .. التي توقفت عندنا .. وكان بها سياح فرنسيون ورجال يمنيون .. واسعفونا باطار احتياطي سرنا قافلة متتابعة على نحو متقطع ! .
http://helga.com/yemen/desert/5aravan.jpg
قافلة السيارات حاملة السياح والمرشدين ، ومعها فرصتنا في النجدة .
http://helga.com/yemen/desert/5desert2.jpg http://helga.com/yemen/desert/5desertrace.jpg
مساحات شاسعة رحبة ، ومضمار سباق لانهائي !
http://helga.com/yemen/desert/5stuck2.jpg http://helga.com/yemen/desert/5stuck1.jpg
بدون نظام الدفع الرباعي .. سيطول انتظار السيارات العالقة في الرمل .
http://helga.com/yemen/people/5drivers.jpg
رجلان بزيهم المعتاد . ويتميز بالثوب والجنبية والعمامة على الراس والبندقية .
http://helga.com/yemen/people/5withgun.jpg
http://helga.com/yemen/people/5acting.jpg
نتصور في تشكيلات مختارة
http://helga.com/yemen/desert/5sand3.jpg
لم استطع الوقوف على الرمل الملتهب اكثر من ثوان .
توقفت السيارات لقضاء وقت للتسلية ، واخذ الرجال اسلحتهم وذخائرهم .. وكانوا يطلقون النار على اهداف معينة ويتبارون ، واعطاني احدهم بندقيته فصوبت نحو هدف ما ثم اطلقت .. وقد دفعتني ردة الفعل الى الوراء .. والتقطنا لانفسنا بعض الصور المختارة .. وضحكنا كثيرا .. لم اتحدث مع الفرنسيين ، وان كانت عايدة تتبادل معهم الاحاديث ،.. وكانت احدى السائحات الفرنسيات مريضة جدا ومستلقية على ظهرها في السيارة .. ربما كانت مصابة ببسكتة قلبية صغيرة ! . لكنني لم اتضايق منهم .. وقد احببت ان امزح واتحدث مع اليمنيين ! .وكان الحديث معهم اكثر متعة ! .
واستمرت السيارات منطلقة بنا حتى بلغنا " هذه بلدة النفط !. " وفيها توقفنا لتناول الغداء .. "فـَتـّـة " .
وطوال الطريق كنت اتحدث مع عبدالكريم الذي كان ظريفا خفيف الظل . وعايدة تقبع في المقعد الخلفي لا تكاد تقول شيئا .. وحينما هممنا بمغادرة البلدة فقد عبدالكريم مفاتيحه ! . واهدرنا وقتا طويلا في البحث عنها حتى وجدناها . ثم استدان مالا لشراء القات ، واخذ يتبرم مستاء من النوعية السيئة التى حصل عليها . وفي هذه البلدة النهارية ( مكان عمل لاستخراج النفط .. ولايوجد مكان للمبيت والسكن ) قابلنا صديقا له وقد بدا لنا كالمجنون .. وهو يلح على ان يتزوجني ، او على الاقل يقبلني .. وقد قابلنا كثيرا من اليمنيين لاحقا يكررون نفس الطلب بالحاح ويسببون لنا الضيق لكنه كان امرا مضحكا كذلك .. وكان الرجل مسدلا شعره الطويل الاجعد على كتفية حاملا بندقيته .. واخذ يتراقص وهو يستمع الى شريط عبدالكريم يبث اغاني م جاكسون .
واصر عبد الكريم ان ينطلق بنا بعيدا عن مخيمات البترول هذه الى جماعة من البدو من اصحابه .. وشعرت كاننا في خيال .. كانوا كرماء وطيبون .. جلسنا في الخيمة لنرى الجمال تسرح حواليهم .. والرجال يتكئون على الوسائد وقد تمنطقوا بالجنابي .. وقدموا لنا الشاي بالطبع! . والمرأة الوحيدة هناك لم تكن متحجبة بالصورة المتشددة التى صادفناها قبل ذلك .. على العكس حتى جزءا من نحرها باد لنا . وكان اطفالها جميلين .. والحق ان العائلة جميعها بها مسحة من الجمال ، وقد صبغ الاب لحيته بالحناء .. فبدت محمرة على بياض الشيب .. وحتى الاغنام علم ظهورها بالحناء ..
وتوافد اخرون للزيارة .. حتى بلغوا 15 شخصا في الخيمة ، وجاء دور عايدة التلقائي في الحديث .. فهي تعرف اهل البادية وطباعهم مذ كانت في سورية وصادقت البعض منهم هناك . بينما اصبحت انا قليلة الكلام هنا ..وكالمعتاد تحدث الاب ( عن رايه حول القضية الفلسطينية ) وكنت مرتاحة الا ان قدميّ تتنمّلان من الجلوس ، وعبد الكريم يسب ويغمغم مستاء من هذا النوع السيء من القات وغادر المجلس مستاء يائسا! . وتحركنا نازلين الى مارب .. وعبد الكريم يقود السيارة بعصبية ويتعرج بها كانه فار من احد .. او يلاحق بعض السيارات ويستدير عائدا كلما ظن ان احدهم يبيع القات . وعايدة تسأله اسئلة كثيرة كانها صحفي : عن تاثيرات القات وهل يسبب الادمان ..الخ لكنه لاينصت اليها جاعلا كل همه ان يجد نوعا جيدا من القات يفي بحاجته .
وحينما بلغنا الفندق تركنا عبدالكريم باحثا عن المكان الذي يحتمل ان يكون زملاؤه فيه حتى يتقاسم معهم بعض القات . وكانت اجرة المبيت غالية فبرغم مساومتنا كانت الاجرة الادنى التي وافقوا عليها هي 2000 ريال . وليس الامر هو عدم استطاعتنا ان ندفع تلك الاجرة ، لكن مستوى الفندق وقذارته تجعل المبيت به لايساوي اكثر من 500 الى 600 ريال . ونادينا عبدالكريم القابع في المبنى مع اصدقائه نطلب منه بعض القات ولم نرغب في الجلوس معهم حيث دخلنا غرفنا واغتسلنا ثم احضر ع ك حقيبتنا الزرقاء المخصصة للقات فجلسنا لمضغ القات ، نستعيد شريطا سجلناه ونتكلم ونضحك.
وذهبنا في المساء الى البلدة لنبتاع لانفسنا عشاء .. والغريب اننا وجدنا المدينة خافتة الاضواء ومظلمة لان الكهرباء مطفأة والمحلات التجارية مغلقة ماعدا البعض المضاء بمحركات خاصة ، ومن المدهش مقارنة المدن المختلفة من عدن الحية المنفتحة الى مارب المنغلقة ! ويبدو انها اسوا حتى من ( الجوف وصعدة ) .
امر مضحك . أجد أننيّ لا أستمتع بالتّكلّم مع السّيّاح على إطلاقه و أفضّل المقيمين ، وجميل ان استطيع التفاهم والتواصل معهم .. ولقد بلغ بنا الامر ذروته حينما ذهبنا الى البدو .. الامر يحتاج الى تركيز لتفهم مايقولون واجهاد في اعداد الرد الذي سيفهمونه منك ! .
واتذكر بعض ماحدث اليوم :
الرمل في الصباح بارد على اقدمي لكنه التهب عند الظهيرة ..
ورقصات عبدالكريم على انغام مايكل جاكسون 
وتشغيله لنفس الاغنيات مرارا وتكرارا ..
اصرار الرجال على الزواج مني : تتزوجينني ؟ .. تحبين تتزوجين يمني ؟… الخ
ينادونني باسماء تدليلية : مُهره .. جميلة .. رامبو . وعايدة .. الدكتورة عايدة .. و شيخة ! ..
احببت الخبز هنا …
البيض في كل شيء
اخضرار القات حول اسنانهم .. وجميعهم اسنانهم بشعة .
يكفكفون باعينهم كثيرا
المواطنون معتزون بذواتهم .. ويتعجبون لماذا نزور حضرموت .. والنساء يلبس قبعات الخوص الطويلة كالساحرات ..
سيارات الدفع الرباعي والطرق الوعرة ..
نكهة الشاي الفواحة بروائحها الزكية ..

--
والى لقاء

شيخ القبايل. 01-20-2002 02:30 PM

ملحق اليمن في عيون .. اليوم الخامس
 
http://helga.com/yemen/desert/5desert.jpg
شروق الشمس على رملة السبعتين ، بدايات صحراء الربع الخالي .
http://helga.com/yemen/desert/5canyon.jpg
بعد هذه الجبال تقع الحدود المتنازع عليها مع السعودية
http://helga.com/yemen/desert/5sandshadows.jpg http://helga.com/yemen/desert/5desert1.jpg
عزف بالظل !وخضرة نادرة في فيح الصحراء .
http://helga.com/yemen/desert/5hyena1.jpg
ضبع مقتول معلق بشجرة ، لا افهم ماهي العبرة من ذلك
http://helga.com/yemen/desert/5camel.jpghttp://helga.com/yemen/desert/5camels.jpg
سفينة الصحراء .. تتجول الجمال حرة في البراري .

الشبامي 01-21-2002 01:43 AM

قمه في الروعه اخ محمد باذيب
موضوع جميل
وصور معبره غايه في الروعه!!!!!
بارك الله فيك

بوحضرم 01-21-2002 12:20 PM

جمال ووعه
 
جمال الموضوع دقة وصف الرحله وحلاوته اختيار باذيب الموفق وروعته انه مدعم بالصور الحلوه والجميله شكرا لمجهودك الطيب الذي زينت به السقيفه الشباميه وزدنا ياباذيب من هذا الأدب الراقي ياأديب


الساعة الآن 04:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas