حكم طالب ولاية القضاء وغيرها من المسؤوليات العامة
#أبوصلاح_في_العلم_والنصيحة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حكم طالب ولاية القضاء وغيرها من المسؤوليات العامة قال أهل العلم من أهل السنة له إحدى حالتين : الأولى أنه يقصد من حصوله عليها الجاه ، والرئاسة ، والرفعة ، والمال فهذا هو الذي وردت الأحاديث الصحيحة بذمه ، ومنعه ، ونهيه ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : 1- " وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعم المرضعة وبئست الفاطمة " . رواه البخاري 2- إنكم ستحرصون على الإمارة و ستكون ندامة [ و حسرة ] يوم القيامة ، فنعم المرضعة و بئست الفاطمة " . أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه( 13 / 107 - فتح ) و النسائي ( 2 / 187 - 188 و 304 ) و أحمد ( 2 / 476 ) من طرق عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . 3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة . رواه البخاري ومسلم. قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه للحديث :( هذا أصل عظيم باجتناب الولاية لسيما لمن كان ضعيف وهو في حقه من دخلها بغير أهلية ، ولم يعدل ؛ فإنه يندم على ما فرط منه إذ جوزي يوم القيامة.) فيتحول كل ما اكتسبه من آثام وظلمه ، وعدم عدله في احكامه في رقبته يوم القيامة ، وإن دخل عليه من الولاية أو المسؤلية من مال حرام فهو سحت والنار أولى به كما قال صلى الله عليه وسلم .قال ابن عبد البر في التمهيد ص 10/ 61 :( وقال جماعة أهل التفسير في قول الله عز وجل أكالون للسحت قالوا السحت الرشوة في الحكم وفي السحت كل ما لا يحل كسبه وفي هذا الحديث دليل على أن السحت وهو الرشوة عند اليهود حرام ولا يحل...) قلت : عند اليهود وعندنا كمسلمين وقد جاء النهي والتحريم واللعن منه صلى الله عليه وسلم . لعن الله الراشي و المرتشي في الحكم . عن أبي هريرة . تحقيق الألباني ( صحيح ) انظر حديث رقم : 5093 في صحيح الجامع . 4- وعن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ألا تستعملني ؟ قال : فضرب بيده على منكبي ثم قال : " يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها " . وفي رواية : قال له : " يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم " . رواه مسلم . [ مشكاة المصابيح كتاب الإمارة والقضاء 2/ 328 للألباني ] 5- وعن أبي ذر قلت : يا رسول الله ألا تستعملني ( أي في منصب ) قال : فضرب بيده على منكبي ثم قال : يا أباذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها أخرجه مسلم وأحمد. 6- [ ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك ؛ إلا أتى الله عز وجل مغلولا يوم القيامة يده إلى عنقه فكه بره أو أوبقه إثمه أولها ملامة وأوسطها ندامة وآخرها خزي يوم القيامة ] . ( صحيح ) [ السلسلة الصحيحة - الألباني 1/ 685] 7- [ إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي ؟ أولها ملامة وثانيها ندامة وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل فكيف يعدل مع أقربيه ؟ ] . ( صحيح[ السلسلة الصحيحة - الألباني 4/ 84] 8- متى يستوجب الرجل القضاء ؟ قال الحافظ في الفتح 13/ 146 : قَوْله ( بَاب مَتَى يَسْتَوْجِب الرَّجُل الْقَضَاء ) ؟ أَيْ مَتَى يَسْتَحِقّ أَنْ يَكُون قَاضِيًا . قَالَ أَبُو عَلِيّ الْكَرَابِيسِيُّ صَاحِب الشَّافِعِيّ فِي " كِتَاب آدَاب الْقَضَاء " لَهُ : لَا أَعْلَم بَيْنَ الْعُلَمَاء مِمَّنْ سَلَفَ خِلَافًا أَنَّ أَحَقّ النَّاس أَنْ يَقْضِي بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ بَانَ فَضْله وَصِدْقه وَعِلْمه وَوَرَعه ، قَارِئًا لِكِتَابِ اللَّه ، عَالِمًا بِأَكْثَرِ أَحْكَامه ، عَالِمًا بِسُنَنِ رَسُول اللَّه حَافِظًا لِأَكْثَرِهَا ، وَكَذَا أَقْوَال الصَّحَابَة ، عَالِمًا بِالْوِفَاقِ وَالْخِلَاف وَأَقْوَال فُقَهَاء التَّابِعِينَ يَعْرِف الصَّحِيح مِنْ السَّقِيم يَتَّبِع فِي النَّوَازِل الْكِتَاب فَإِنْ لَمْ يَجِد فَالسُّنَن فَإِنْ لَمْ يَجِد عَمِلَ بِمَا اِتَّفَقَ عَلَيْهِ الصَّحَابَة ، فَإِنْ اِخْتَلَفُوا فَمَا وَجَدَهُ أَشْبَهَ بِالْقُرْآنِ ثُمَّ بِالسُّنَّةِ ثُمَّ بِفَتْوَى أَكَابِر الصَّحَابَة عَمِلَ بِهِ ؛ وَيَكُون كَثِير الْمُذَاكَرَة مَعَ أَهْل الْعِلْم وَالْمُشَاوَرَة لَهُمْ مَعَ فَضْل وَوَرَع ، وَيَكُون حَافِظًا لِلِسَانِهِ وَبَطْنه وَفَرْجه ، فَهِمًا بِكَلَامِ الْخُصُوم ، ثُمَّ لَا بُدَّ أَنْ يَكُون عَاقِلًا مَائِلًا عَنْ الْهَوَى ثُمَّ قَالَ : وَهَذَا وَإِنْ كُنَّا نَعْلَم أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى وَجْه الْأَرْض أَحَد يَجْمَع هَذِهِ الصِّفَات ، وَلَكِنْ يَجِب أَنْ يُطْلَب مِنْ أَهْل كُلّ زَمَان أَكْمَلهمْ وَأَفْضَلهمْ . وَقَالَ الْمُهَلَّب : لَا يَكْفِي فِي اِسْتِحْبَاب الْقَضَاء أَنْ يَرَى نَفْسه أَهْلًا لِذَلِكَ بَلْ أَنْ يَرَاهُ النَّاس أَهْلًا لِذَلِكَ . وَقَالَ اِبْن حَبِيب عَنْ مَالِك " لَا بُدَّ أَنْ يَكُون الْقَاضِي عَالِمًا عَاقِلًا " . [ قلت : والمسؤولية في هذا الزمان والقضاء أولى أصبحت غنيمة لا تكليف ومسؤلية أمام الله فينبغي للمسلم العاقل الفطن أن يتفقه في دين الله ولايحرص عليها لمصالح أو عصبيات فإن من أخذها بغير حقها أوردته المهالك في الدنيا والعذاب الشديد في الآخرة . وعلى أهل الدين والعلم والأمانة أن لايتركوا تسلم القضاء أو المسؤليات في الدولة والعليم والحكم والمال العام لمن هب ودب وهم يعرفون عنهم ضعفهم وعدم قدرتهم على القيام بالواجب وإلا فهم في الحكم أمام الله سواء ] |
الساعة الآن 03:17 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir