قصيدة(محنة الكهرباء بحضرموت)
 

محنــــــــــة الكهرباء بحضرموت

هي الكهرباء غدت محنة
واضحت نكالا علينا كبير

دخلنا جهنم قبل الممات
ويلّفحنا حرّها والهجير

تُقلّبنا في النهار سمومٌ
وذقنا الحياة بطعمٍ مرير

وفي الليل هبَّ علينا البعوض
بلسعٍ وقرصٍ وجيش خطير

فياليته إنْ قسا مرة
ترّحمَ فينا لدمع الصغير

وينظر لو رأفة مرّة
الى سهرٍ هدَّ فينا الكبير

يمصُّ الدماء بلا رحمة
كمثل الحكومة دون ضمير

تخّبأتُ من شرّه ليلة
ونمتُ من الخوف تحت السرير

فحاط البعوض بيَ فجاة
وبين يديهم غدوتُ الاسير

فهذا يمصُّ وذاك يعضُّ
وهمهم من غضب كالزئير

فقمتُ اولولُ من هجمة
وودعتُ دفء الفراش الوثير

ويبصرني في الظلام البعوض
عجبتُ أليس به من ضرير؟

وجاد البعوض فنون القتال
وفي الكرِّ والقنص جيش خطير

له طائرات بلا طائر
وقنّاصة في الظلام خبير

وكل العناء من الكهرباء
اذا أُطفأت عشنا ذاك السعير

اقول لاربابها حسبكم
متى تنظرون لشعب فقير؟

تشّنون حرباً على اهلكم
لترضون صنعا وشر الحمير

وليس العطال من الكهرباء
ولكنّ عطل العقول مثير

وعيب الحضارم شعب لطيف
ولوثار ناراً لعاش امير

قبآؤلنا تحتجز قاطرات
وقوداً لها الكهرباء كثير!

بكيتُ لشعب الحضارم يوماً
ويُصلى بنارين دون نكير

وإنْ سألوني عن حضرموت
فأرضٌ تموت وشعب كسير

شعر//ابوسعد النشوندلي-حضرموت