كلمة الأستاذ/ محمد اليدومي في صحيفة الصحوة - 29 ديسمبر 2005م
لقد أثبتت تجارب الحياة على مر التاريخ أن الذين يريدون إحقاق الحق وإبطال الباطل على أرض الواقع ما عليهم إلا أن يجعلوا من البلاغ المبين وسيلتهم للوصول إلى عقول الناس وأفئدتهم ، وما عليهم إلا أن يتحلوا بالصبر والحكمة وعزم الأمور ، حتى يتسامى خط سيرهم على أمواج الإحباط ، ودعوات التخذيل وفحيح أفاعي التضليل ..
ومن البدهي أن البلاغ لن يكون مبينا إلا بالانتقال بالكلمة الطيبة الضاربة بجذورها في الفطرة التي فطر اللهُ الناس عليها إلى سلوك خادم للحق ، وقادر على تقديم القدوة المؤدية إلى إحياء الأمل في نفوس الراغبين في الخروج من نفق الارتهان للطغيان بصوره المتعددة وأشكاله المخيفة ، ونتائجه المذلة لأعناق البشر .. وما دمنا قد آلينا على أنفسنا أن نلتزم كلمة الحق ونسعى إلى تحقيقها في واقع حياتنا ، فلابد لنا أن ندرك باليقين الذي ليس بعده شك أنه لا وجه للغرابة إذا ما عانينا من لأواء الطريق ، ومنعطفات الفتن ، ومكائد اللئام .. وأن علينا أن نؤمن إيمانا جازما – ونحن نسير في درب البلاغ المبين – أن صرير الأقلام وغزارة مدادها ، عامل حاسم في نتائج الجهود التي نبذلها ضد التخلف والقهر والاستبداد .. قد يبدو الأمر مستغربا لانعدام التكافؤ بين أطراف المعادلة ، إلا أننا على ثقة – بعد عون الله سبحانه وتعالى – أن حروف الكلمات قادرة على التأثير والتغيير ، وأن مدادها قادر على إطفاء لهب البارود ، وأن صرير الأقلام هو الأقدر على إسكات أزير الرصاص .. لقد كانت الكلمة بداية النهاية لجحافل الباطل وأصنام الجاهلية ونيران المجوس .. وإننا بالكلمة الصادقة ذاتها ، وبالسير على الطريق نفسه ، لقادرون – بإذن الله تعالى – على أن نسهم مع غيرنا من قوى الخير في تشكيل الذهنية اليمنية بما يحدث نقلة نوعية في جميع نواحي الحياة التي نعيشها ، والتي يحاول البعض طمس معالم الرؤية المبصرة لمستقبل أحسن حالا مما نحن عليه اليوم .. إننا وبالكلمة الطيبة ، وبالمجادلة بالحسنى نقتدي بنبي الرأفة والرحمة – صلى الله عليه وسلم – صاحب النهج القويم في التعامل مع من اتبعه أو اختلف معه والذي بلغ بأسلوب الحوار بالتي هي أحسن أعلى مراقيه ، وكان قدوة في الحكمة وفي الصبر ، وقدوة في الرغبة المستشرفة في إبلاغ الحق الذي حمله إلى كل فرد على وجه البسيطة ، وكان الأقدر – دائما وأبدا – في ضرب المثل الأعلى في المثابرة على هداية الإنسان حتى لو صعر خده عنه ، أو تجافى بعناده عن الاستجابة له .. وعلينا إذا أردنا فلاحا في تحقيق أهدافنا ، أن نحثَّ الخطى على نفس الطريق ..نتأسى به – صلى الله عليه وسلم – في كل مراحل السير، ونعض على سنته بالنواجذ ، حتى لا تزلَّ الأقدام ، ولا تلهث النفوس وراء سراب الأوهام .. إن الكلمة هي الأساس الذي يرتكز عليها النضال السلمي لنيل الحقوق والحريات ، وهي بوابة الدخول إلى أي حوار جاد بين مكونات ألوان الطيف السياسي ، يفضي إلى وقف عجلة التدهور الحاصل في معظم – إن لم يكن في كل – كيانات الأمة الإسلامية التي أمسكت بزمام أمورها أنظمة شمولية قمعية ، وصلت إلى سدة الحكم بالقوة الفاضحة ، أو القوة المتلحفة بتزوير إرادة شعوبها ، أو بشراء ذمم المتسولين على موائد المتنفذين في أوساطها ، ومغتصبي حقوقها ، وسالبي حريتها .. إن أمتنا الإسلامية – ونحن جزء منها – تعيش حالة انفصام في غالب أحوالها ، بين دين يُلزم أتباعه بمقامة الطغيان والظالمين وقهر الجبارين ، واقتلاع جذور المستبدين واستئصال شأفتهم من حياتها ، وبين واقع تُمتهن فيه كرامتها ، ويستهزأ فيه برأيها ، ويعبث فيه بمقدراتها وثرواتها ، ويُسلب فيها حقها في اختيار من يقوم بخدمتها ويدير شؤون حياتها .. هذه هي الحقيقة ..نسطرها ونحن نعلم أن الإفصاح عنها قد يجرح المشاعر ، ويؤذي النفوس ، ولكننا – وبكل صراحة مع النفس – لم نعد قادرين على تجاهلها ، ولا السكوت عليها .. فالإسلام لا يكتفي من معتنقيه أن يصدروا بيانات الشجب والتنديد ضد الطغيان والظلم والجبروت ، بل يلزم أتباعه بالرفض والمقاومة ، وإحقاق الحق ، وإبطال الباطل ، ويكره أن تسيطر الروح الانهزامية على عقولهم ونفوسهم ويستصرخهم أن ينبذوا الفكرة الماكرة التي أسهمت في تخديرهم واستسلامهم وإذلالهم ، وإسكات صوت الحق بين ظهرانيهم ، وإقناعهم بأن من اشتدت وطأته وجبت طاعته .. إن الإسلام جاء ليحرر البشر من طغيان بعضهم على بعض ، ويحجزهم عن السقوط في براثن العبودية لبشر مثلهم ، وحرم الظلم بكل صوره ومذاهبه ، ولفت أنظار الناس إلى أنه لا حرية لهم إلا بعبوديتهم لخالقهم ومالكهم ومن بيده مقاليد أمورهم في دنياهم وأخراهم ، وأعلن لهم في حواضرهم وبواديهم أنهم مكرمون بآدميتهم مهما اختلفت ألسنتهم وألوانهم ، ونبه إلى خطورة مآلهم إن هم مسخوا إنسانيتهم بعبوديتهم لبعضهم ، وانقادوا كالقطيع الهائم الذي لا يدرك سوء المصير .. لقد آن الأوان لهذه الأمة التي أطبق عليها الجهل بحقيقة دينها ردحاً من الزمن ، وكبّلتها أغلال الدجل والخرافة ، أن تلقي عنها ثقافة الاستعباد والاستبداد التي طرأت عليها باحتكاكها بالأمم الوثنية ، والتي سرت في شرايين مجتمعاتها على حين غفلة من تاريخها ، وزيّنت لبعض الواهمين حقهم الأبدي في استعباد بشر حق عليهم القول أن يظلوا مستعبدين لهم مدى الحياة .. إننا إذا أردنا أن نغير من واقع أمتنا الكئيب ، وننتشلها من مستنقع الوهن ، وننطلق بها نحو آفاق المستقبل المشرق الذي يكون فيه غدنا أفضل من يومنا ، فلابد أن نكون على وعي كامل بأن الطغاة والمستبدين لم يتحكموا في مصائر أمتنا ، ولم يتمكنوا من تحويلها إلى مجرد متاع ، إلا بعد أن استطاعوا ببهلوانيتهم الاستمرار في هذه الحياة إلا أن تتزين بنا كراسي حكمهم ، وأعقاب بنادقهم ، ومقابض سياطهم .. إن إرث الاستبداد والاستعباد الثقافي المتناثر على مساحات واسعة من الأرض الإسلامية ، هو الذي ساعد الطغيان بكل صوره وأشكاله على إعاقة الأمة نحو السير لاستكمال أنظمة الحكم القائمة على الالتزام بالدستور، والانصياع للقوانين ، والخضوع التام لمقررات المؤسسات المنتخبة ، والاستفادة القصوى من نظم الإدارة الحديثة التي تسهم – إلى حد كبير – في الدفع بنا للحاق بركب الأمم الناهضة علميا وصناعيا وخدميا .. لقد شكلت ثقافة الاستبداد في أوساطنا ذهنية طاردة للآخر ، وزيّنت الحكم الشمولي في أعين المدعين لحقهم الإلهي في حكم غيرهم لأن ذلك قدرهم ، وحق على الآخرين وقدرهم أن يحكموا ، ولا خروج لنا من إسار هذه العقلية الشمولية ، وحكم الحزب الواحد ، والحاكم الفرد ، إلا بنشر ثقافة النضال السلمي لنيل الحقوق والحريات ، والارتقاء بوعي المواطن والقوى السياسية جميعها ، إلى الالتزام الجاد بقيم الخير والفضيلة ، وعلى رأسها الرغبة الصادقة في إنصاف الغير في جميع الحقوق الممنوحة له في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي ، وترسيخ ثقافة القبول بالرأي والرأي الآخر ، وأن نسعى – جميعا – إلى الارتقاء بأنفسنا إلى حالة الاستعداد الصادق بالقبول بنتائج الانتخابات ، سواء كانت لصالح هذا الطرف أو ذاك ، دون الشعور بالعار لمن لم يوفق بالفوز ، مهما كانت الانعكاسات النفسية سلبية في ظاهرها .. إن علينا أن نسعى جهدنا لتجفيف المنابع الفكرية للاستبداد والاستعباد ، وأن ننتصر لثقافة الحفاظ على حقوق المستضعفين ، وأن نعمل بشكل دائم ومستمر على تجذير معاني الحرية في أوساط أمتنا ، وترسيخ دعائم السلم الاجتماعي بإقامة العدل ورفض الظلم على من كان وممن كان .. وإن علينا أن ندرك – وبكل صراحة ووضوح – أن المسلمين اليوم هم الوحيدون على وجه الأرض الذين سلبهم الطغاة حقوق إنسانيتهم ، وامتهنوا كرامتهم ، وضيقوا الخناق على حريتهم ، ووجدوا في الاستبداد بهم متعة لا يعادلها إلا سماع أنين ضحاياهم ، برغم الوقر في آذانهم ، والاستكبار في قلوبهم .. إننا نعلم أن هناك من المستبدين من يحلو له أن يجر الأمة الإسلامية إلى براثن العنف وبرك الدماء ، وعلى طلائع هذه الأمة أن تعي ما يحاك ضدها – في السر والعلن – من مكائد ومصائد ، وأن تعقل أنه لا سلاح لها – بعد عون الله عز وجل وحفظه – سوى الصبر والمصابرة ، وتوسيع دائرة الوعي في صفوف الجماهير من خلال الكلمة التي عليها أن تحسن اختيارها ، وتحسن استخدامها ، لكي تصل إلى أحسن نتائجها .. وإن على قادة الفكر أن يعيدوا للجماهير ثقتها بجدوى الكلمة وقدرتها – بإذن الله تعالى – على تحطيم أوكار الجور بأوراق الاقتراع ، وأن تدرك أن خفع نعالها وهي تسير نحو مراكز الانتخابات أشد على المتجبرين من هدير الدبابات ، وأن شفافية العمل السياسي وطهارته ، هو المعول الذي تهدم به قلاع الظلم ، وحصون الطغيان .. وأن على القوى السياسية وهي تسير في مقدمة جماهير أمتها ، أن تكون على ثقة مطلقة أن الرصاصة لا تقتل الكلمة ، وأن العنف لن يغتال الحوار ، وأن الجهل لن يلغي العقول ، وأن الاستبداد لن يصمد أمام الصبر ، وأن الليل – مهما طال – لن يقف حجر عثرة أمام بزوغ الفجر ... |
الكلمة امانة والصوت أمانة
كلمات في الصميم لكل ذي عقل...........
اللهم اعنا على اداء الامانة لاهلها........... ونصرة الحق واهله |
سلم القائل وسلم الناقل اخينا mahdi
كلام جميل ورائع الله يجزاكم خير ويشفي الصدر ويثلجه 0 لقد كانت الكلمة بداية النهاية لجحافل الباطل وأصنام الجاهلية ونيران المجوس 0 واليوم تبقى الكلمة الطيبه هي بداية نهاية الطغاة 00 لازالت الامه في خيررررر 0 مشكور اخي mahdi |
ناس برس -
وصف علي اليزيدي كلمة اليدومي بأنها أسلوب صادق وأمين في مخاطبة الجماهير في السعي لحصولها على حقوقها بالأسلوب الصادق والمخلص والسلمي وبطريقة مصحوبة بالصبر على العمل والمثابرة في تنوير الناس. وقال اليزيدي -الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الناصري- لـ"ناس برس" "إن هذه الكلمة بداية للتحرك الإعلامي من قبل المشترك، وهو أسلوب نتفق عليه في نهجنا لطرح مبادرتنا على الجماهير". د. عبد الله الفقيه -أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء- ألمح بأن كلمة اليدومي بداية لارتفاع شدة صوت المعارضة داخل الإصلاح والذي كان الأصل فيه أن يحدث مبكراً. وذكر الفقيه أن المطلوب من المعارضة رفع صوتها أمام النظام كنوع من الضغط عليه للإسراع في عملية الإصلاح وتغيير الأوضاع، "ولكن ليس إلى الحد الذي تقطع معه شعرة معاوية" مؤكداً على أن الكلمة بداية لتصعيد خطاب الإصلاح وهي علامة إيجابية عندما تكون الكلمة هي السلاح في المعركة. ويبدو أن كلمة اليدومي -في عدد الصحوة الأخير- بداية لحملة جديدة يدشنها أكبر أحزاب المعارضة على لسان أمينها العام، التي أكد فيها السعي لتجفيف المنابع الفكرية للاستبداد والاستعباد، والانتصار لثقافة الحفاظ على حقوق المستضعفين، والعمل بشكل دائم ومستمر على تجذير معاني الحرية في أوساط الناس، وترسيخ دعائم السلم الاجتماعي بإقامة العدل ورفض الظلم على من كان وممن كان. ودعا محمد اليدومي -الأمين العام للإصلاح- إلى نشر ثقافة النضال السلمي لنيل الحقوق والحريات للخروج من إسار العقلية الشمولية وحكم الحزب الواحد والحاكم الفرد، بعد أن تشكلت في العقود الماضية ثقافة الاستبداد في أوساط المجتمع وكونت صورة ذهنية طاردة للآخر، وزينت الحكم الشمولي في أعين المدعين لحقهم الإلهي في حكم غيرهم كون ذلك قدرهم، فيما قدر على الآخرين أن يكونوا محكومين، مشيراً إلى ضرورة الارتقاء بوعي المواطن والقوى السياسية جميعها، والالتزم الجاد بقيم الخير والفضيلة، التي يأتي من أبرزها الرغبة الصادقة في إنصاف الغير في جميع حقوقه الممنوحة له في كافة المجالات. وأضاف اليدومي "إن علينا إذا أردنا لأنفسنا حاضراً محترماً، ومستقبلاً مكرماً، أن نمحوَ من عقولنا، وننزعَ عن نفوسنا ثقافة العبيد التي سوّلتْ للمستكبرين في الأرض حقَّهم في استلاب حريتنا، واغتصاب حقوقنا، والنطق بألسنتنا، وطمس معالم مستقبلنا ... فلا نرى إلاَّ هم، ولا نسمع إلاَّ نداءهم، ولا نمضغ من الطعام لقمة إلاَّ من فتات موائدهم، ولا دور لنا في هذه الحياة إلاَّ أن تتزين بنا كراسي حكمهم، وأعقاب بنادقهم، ومقابض سياطهم..". |
/1/2006
ضمن حصاد ( الصحوة نت) للعام 2005: الفقر وراء ازدياد المرضى النفسيين في اليمن - ( الحديدة) أنموذجا الصحوة نت – الحديدة: عبد الحفيظ الحطامي ارتفعت أعداد المصابين بأمراض نفسيةوعصبية في اليمن العام الماضي 2005م. ( الصحوة نت) أخذت محافظة الحديدة أنموذجا لهذه الظاهرة التي أصبحت ملفتة في الشارع اليمني. وحسب إحصائيات رسمية أكدتها مصادر طبية في مكتب الصحة بالمحافظة أن حالات الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية خلال العام الماضي ارتفعت إلى ما يقارب من 40 % عن ما هو عليه في العام 2004م. وقالت تلك المصادر أن هناك أكثر من 5 ألف مريض العام الماضي فيما كان هناك 3 ألف فقط العام الذي سبقه. من جهته قال الدكتور عبد الرحمن محمد جار الله مدير مستشفى دار السلام للأمراض النفسية والعقلية لـ ( الصحوة نت) أن أعداد المرضى النفسيين في ازدياد , وأشار إلى أن النازلين في المستشفى الذي يديره يفوق القدرة الاستيعابية. واضاف: يوجد 300 نزيل منهم 58 إمرأة مضطربين عقلياً منهم 100-150 نزلاء دائمين ليس لهم أهل فيما يتردد على المستشفى والعيادات النفسية الخارجية حوالي 30-40 مريض بصورة يومية. وأكد مدير مستشفى دار السلام وجود عجز كبير في الأدوية , وأن ذلك يؤرق إدارة المستشفى خاصة بعد توقف إمدادات صندوق الدواء بهذه العلاجات منذ شهرين تقريباً ما اضطر المستشفى لشراء بعض هذه الأدوية والاستفادة من رجال الخير – حسب قوله. وطالب جار الله الجهات الصحية بالعمل على دعم المستشفى بالعلاجات الأساسية "خاصة وأن بعض المرضى يحتاجون إلى علاجات بصورة يومية ومستمرة مدى الحياة, محذرا من أن توقف العلاج عن بعض الحالات قد تضاعف من حجم معاناتهم النفسية إلى حالات خطرة وخاصة مرضى الأسر الفقيرة التي لا تقدر على شراء العلاجات من الصيدليات الخارجية. وأرجعت الدكتورة زهراء جعفر أخصائية في المستشفى الاسباب التي ادت إلى تفاقم الامراض النفسية والعصبية فيالمحافظة خلال الآونة الأخيرة إلى الظروف المعيشية الصعبة للمواطن . وقالت لـ( الصحوة نت): من الأسباب عدم قدرة الشخص على مواجه متطلبات الحياة اليومية السريعة, منها عدم قدرة الشباب على الزواج , كاشفة عن أن معظم المصابين في الفئات العمرية الصغرى وبالذات ( الشباب) . وعن العوائق قالت نعاني من نقص كبير في الكادر الطبي المتخصص في الصحة النفسية إضافة إلى نقص التموين الدوائي الذي يمثل كارثة بحق مئات المترددين على المستشفى من مرضى الحالات النفسية والعقلية. |
النضال السلمي ... الكلمة المعطاء
الصحوة: الخضر سالم بن حليس تأملت في الكلمات التي سطرها الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ محمد بن عبد الله اليدومي في الأسبوع الماضي وهي كلمات تذكير لما نسيناه من القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بالقول الحسن ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا ) نعم أقول تذكير وتأكيد لأن الجهاد بالكلمة هو الطريق الذي اختطه الدعاة هنا وهناك لأنفسهم يسيرون عليه ويرشدون الناس به إلى صراط مستقيم . وإن اختلفت مصطلحات التعبير عنه وتغيرت مبانيه ،ولا مشاحة في الاصطلاح. وبدوري هنا أساهم في الترويج لأهمية الكلمة ودورها في التأثير فكم من باطل تحول إلى حق وكم من رذيلة صارت فضيلة وكم من شر انقلب إلى خير كل ذلك بفضل الكلمة المعطاء الطيبة الخالصة لوجه الله تعالى ، نعم الكلمة الصادقة وإن شئت قل الكلمة الطيبة كما سماها الله تعالى في القران، فكم من كلمات جوفاء،لطيفة المبنى لكنها سقيمة المعنى (وهذا يقودنا إلى بعض ملامح الكلمة الصادقة الطيبة إذ أنها طيبة الثمر، نتائجها مفيدة، وغايتها بنَاءة، ومنفعتها واضحة، وفوق ذلك فإن أصلها ثابت مستمدة من المنبع الصافي كتاب الله وسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- وتمتد إلى السماء بفرعها لأنها نقية صادرة عن نية صادقة، وتؤتي أكلها باستمرار، يسمعها السامع فينتفع بها، وينقلها لغيره فينتفع، حتى لينتفع بها الخلق الكثير، بل و يستمر الانتفاع بها إلى ما شاء الله. وليس ألصق بهذه الخصائص وأكثر قرباً من كلمات الدعاة المؤدية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والداعية إلى العمل الإسلامي، وبناء مقوماته، والهادية الناس إلى الخير و مستلزماته، والتي تعلم الدعاة البناء وطرقه، وتهديهم إلى الجهاد ومعرفة قواعده الشرعية، وما قد يقود ذلك إلى إصلاح لدولة الإسلام، أو من مناهج لنشر الحق بين الأنام. وتشبيه الكلمة الطيبة بالشجرة، لأن الشجرة تثمر الثمر النافع، كالكلمة التي تؤدي إلى العمل الصالح ، هذا ما أوضحه ابن القيم وهو يفسر للدعاة السر في تشبيه الله تعالى للكلمة الطيبة بالشجرة (فعروقها العلم والمعرفة واليقين، وساقها الإخلاص، وفروعها الأعمال، وثمرتها ما توجبه الأعمال الصالحة من الآثار الحميدة، والصفات الممدوحة، والأخلاق الزكية، والسمت الصالح، والهدى والقول المرضي، فيستدل على غرس هذه الشجرة في القلب وثبوتها فيه بهذه الأمور .. ) إعلام الموقعين 1 / 189 لكن لا بد لكل كلمة طيبة صادقة من عمل صالح يرفعها ويسمو بها إلى أن تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها "إليه يصعد الكلم الطيب، والعمل الصالح يرفعه"، فأخبر سبحانه وتعالى أن العمل الصالح يرفع الكلم الطيب "، وأخبر أن الكلمة الطيبة تثمر لقائلها عملاً صالحاً كل وقت..) إعلام الموقعين 1 / 187 وهكذا تثمر الكلمة الطيبة- بحسن نية قائلها - أو بحسنها ذاتها، أو لمحض رحمة الله عز وجل بما جعله من بركة العلم مما قد يكون أضعافاً مضاعفة عن أجر العمل ذاته، وما قد تؤديه لصلاح الخلق، وما أخصب تاريخنا الإسلامي بكثرة الخلق الذي انتفعوا بالمواعظ وأثرت فيهم الكلمات ، ثم صاروا من قادة الأمة، وكتب الله لقائل الكلمة مثل أجور أعمالهم من غير أن ينقص منها شيئاً. والنضال السلمي الذي دعا الأخ الأمين العام إليه لا يخرج عن قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يُلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم). وأهل العلم إنما كان حديثهم عن الشطر الثاني من الحديث ولم يتحدث احد عن الشطر الأول إلا القليل :والشطر الأول هو الذي كان يعنيه الأمين العام في حديثه الأسبوع الماضي وقد شرحه ابن حجر فقال : (والكلمة التي ترفع بها الدرجات، ويكتب بها الرضوان هي التي يدفع بها عن المسلم مظلمة أو يفرج عنه كربة، أو ينصر بها مظلوماً.) فتح الباري 11/31 وهل خرج الأمين العام عما قرره ابن حجر رحمه الله ؟؟ إنها سلسلة الخير والنسب تتوارث جيلا بعد جيل . هذا هو النضال السلمي الذي دعا إليه ـ كان الله له ـ ، إنه الكلمة التي تدفع عن مجموع المسلمين المظالم، وتدفع عنهم الكرب بدعوتهم لإقامة شرع الله؟ الكلمة التي تقلع الظلم من جذوره بتطبيق حكم الله؟ عبارات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وإذا كانت الدرجات ترفع بما يحقق المصالح الدنيوية فكيف بما يحقق المصالح الأخروية؟، وعلى ا لأدنى يقاس الأعلى. وقد سبقه إلى ذلك عبد الله الحسن في ( الايجابية ) حين قال : إن الأجر عظيم، والثواب جزيل- إذا صحت النية- في الكلمات التي تقيم خيراً، وتدفع باطلاً، وتحيي سنة، وتميت بدعة، بل ويزداد الأجر، ويرتفع الثواب فيما يدفع العمل الإسلامي وينميه، ويدعو جمهور المسلمين لتبنيه، أو يدفع عنه السوء وما قد يعتريه، فكيف إذن بما ينشئ العمل ابتداءً ويغذيه؟ ويعلم الدعاة النظام وفنونه، وقواعد العمل و أصوله؟ مما يؤدي إلى هداية الخلق الكثير، وانضمامهم لركب الدعوة وإتمام المسير، ومع هذا يقال أيضاً: ما هو فضل الكلمات التي تقود- فوق ذلك كله ـ إلى قيام مجتمع إسلامي، أو بناء حكومة إسلامية؟ وكيف بما يخرج الناس من الظلمات إلى النور؟ أو تحويل المجتمع من الجاهلية إلى الإسلام؟ وإقامة شرع الله بدلا عن شرع الطاغوت؟ ومن هنا ينبغي للداعية أن لا يزهد أبداً بما عنده من العلم، أو يبتعد - بحجة الزهد- عن تبليغ الأمانة، فما يدري أين يكون الخير؟ ومتى تؤتي كلمته عطاءها، بل ومتى تثمر ؟ فالكلمة الواحدة قد تنشئ دعوة، وقد تبني مؤسسة؟ وقد ينقذ الله تعالى بها قلوباً، أو يعمر بها نفوساً، بل وقد يحيي الله بها أقواماً من السبات، أو يخرج بها الله عز وجل أمما من عالم الأموات، وما على الداعية إلا تبليغ الرسالة، ونقل الأمانة، والله تعالى يختار الأرض الصالحة لها ولو بعد حين، وينبتها نباتاً حسناً ولو بعد سنين، وقد تؤتي الكلمة ثمارها في المكان البعيد حتى يكتب الأجر للداعية دون أن يشعر ولعل الله تعالى يكتب له حجر النية، ويبعده- بحكمته- عن سيئة الرياء... وما على الداعية إلا التبليغ ولا يترك الفرصة تفوت من يديه لعل الله تعالى يكتب له أجر الكلمة المعطاء التي لا يلقي لها بالاً وترفعه الدرجات، فلا يفوت " أيه فرصة: رفيق السفر في القطار أو الطائرة، ولا فرصة اللقاء العابر على وليمة أو مناسبة، ولا جلسة الاستراحة في ناد أو مقهى ولا جلسة المرافقة في الدائرة أو الدراسة، ولا يفوت مجال الارتباط في تجارة أو معاملة، ولا يزهد في الكلمة الطيبة الصغيرة في السوق وعند الشراء، أو في الحدائق عند الاسترخاء، أو في المسجد بعد الصلوات، أو عند التعارف مع الغير في السفرات والخلوات، وأشباه ذلك مما قد ييسره الله، والموفق السعيد من وفقه الله لكلمة الخير التي تنتشر في الآفاق فيكتب الله له أجرها وأجر من يعمل بها إلى ما يشاء الله، والله على كل شيء قدير. |
تكاليف النضال السلمي
مهما كانت دوافع القاتل للأخ جار الله عمر -رحمه الله- ومهما كانت القوى التي خططت ومولت، وكانت - بكل ثقلها- وراء ارتكاب الجريمة البشعة.. مهما كان كل ذلك، فقد أرادوها فتنة خبيثة بكل المقاييس، وفي ظل ظروف محلية متوجسة، وظروف إقليمية ودولية حرجة، وفي ظل مصير مجهول تُقاد إليه أمتنا الإسلامية بأيدٍ عجزت عن تقليب صفحات التاريخ. وبعقول لم تستفد من تجارب الماضي البعيد والقريب وعبره، ولم تستطع استيعاب الواقع الذي تعيشه وتحياه، وبدت غير قادرة على توجيه رؤيتها نحو المستقبل للتعامل معه على أساس من سنن الله في نهوض الأمم أو سقوطها من خلال الفعل الإنساني، باعتباره الأداة الفاعلة في كلتا الحالتين، سواء دار مع الحق حيث دار، أو وقع في شباك الباطل حيثما نصبت على وجه الأرض! في ظل كل ذلك، وفي حدود المتاح نجد أنه لابد لنا من وقفة متأنية مع ما حدث من جريمة بشعة ومروعة في جلسة الافتتاح للمؤتمر العام الثالث للإصلاح، وما تبعها من جريمة نكراء في مدينة جبلة بمحافظة إب، والتي تفرض علينا جميعاً، وبلا استثناء، المزيد من الحوار الجاد والعاقل والمتزن، الذي يجنّب الجميع مخاطر جنون العنف، وردود الفعل المنفعل بذلك الجنون..! والاتفاق على ضرورة تفعيل دور الكلمة الطيبة واحترامها، لتؤدي دور القائد القادر على توصيلنا إلى بر الأمان، بدلاً من الانحدار المرعب صوب المجهول، وحتى لا نصل جميعاً إلى الحالة التي لا ينفع فيها الندم، لحظة معرفة كل منا أنه أُكل يوم أكل الثور الأبيض..! لقد أرادوها فتنة عمياء لا تبقي ولا تذر..! لا لشيء إلا لأن الإصلاح قد اتخذ قراره ومن وقت مبكر، بالنضال السلمي الدؤوب والمستمر لترسيخ قيم الخير وتجذيرها في واقع المجتمع خلقاً وسلوكاً وممارسة في واقع الحياة. قد يبدو الطريق طويلاً، وقد تبدو التكاليف باهظةº ولكن كل ذلك يهون في سبيل الحق الذي نحمله، ونسعى إلى تحقيقه من خلال الكلمة الحكيمة الحقة التي لا تعرف السفه ولا الخوف، ومن خلال القلم الذي تخط به يد لايعرف الارتعاش إليها سبيلاً! إننا ندرك تكاليف النضال السلمي، ونعي أننا - وباختيارنا لهذا النهج- لابد أن نتحلى بالصبر والمصابرة والمرابطة المستمرة دون كلل أو ملل، رغم بعد الشقة، وأن علينا أن نسمو فوق سفاسف الأمور من أجل الوصول إلى مرحلة التقوى التي عاقبتها الفلاح في الدنيا والآخرة. قد تظهر عوائق في طريق السير، وقد تبرز بعض النتوءات في أمتنا هنا أو هناك، لقصر في النظر، أو عاهة في التفكير، أو انحصار في الذات إلى درجة الهوس على حساب المبدأ والنهج والمصير، إلا أنه ليس أمامنا من خيار إلا الحوار للوصول إلى الآخرين بنهجنا الوسيط، والتعاون معهم في الكثير المتفق عليه. قد يكون هناك من لا يشاطرنا هذا الرأي ولا هذا الأسلوب، نتيجة الممارسات الخاطئة التي شوهت المسار الديمقراطي والتجربة الديمقراطية من خلال الإصرار الدائم على منع بروز الإرادة الشعبية الحقيقية وغير المصطنعة في كل مراحل العملية الديمقراطية بدءاً وانتهاء، مما دفع بالقناعات المحبطة إلى أن تعلن عدم ثقتها في الانتخابات لإحداث التغيير المنشود، ولجم من يعبثون بالمقدرات والإمكانات، ويزكمون بعفن فسادهم أنوف الملايين التي اتسعت رقعة الفقر في صفوفهم بسبب تنفيذ سياسة الإفقار الشامل التي جرّت على المستضعفين الويلات وأوردتهم موارد الهلاك في كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، والتي لم تعد خافية على كل ذي بصر وبصيرة! إننا على وعي كامل بأن أمتنا الإسلامية لم تتعود على النضال السلمي في تحقيق مبدأ التداول السلمي للسلطة في واقع العملية السياسية، ولا تزال تحاول استبدال ثقافة القهر والاستبداد والاستسلام لأنظمة الأمر الواقع التي صنعتها غوايات الدعايات الإعلامية التي زينت استبداد الفرد وطغيان الحزب القائد، ولم تتعلم أبجديات ثقافة الاحتكام إلى صناديق الاقتراع والرضى بنتائجها! لقد حدد الإصلاح خياراته، وارتضى الاحتكام إلى صناديق الاقتراع ليعبّر من خلالها عن منهجه الوسيط في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالطرق السلمية، وأنه بهذا الاختيار قد ارتضى والتزم بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد، هو حق من حقوق الحكومة التي يقوم بتشكيلها الحزب الذي أوصلته الانتخابات الحرة والنزيهة إلى سدة الحكم كائناً من كان. هذه قناعتنا وهذا هو أسلوبنا، ومن كانت له قناعة أخرى وأسلوب آخر خارج إطار مؤسسات الإصلاح ونهجه فإنه يتحمل نتائج قناعاته واختياراته، وصدق الله العظيم: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}. إن الإصلاح بانتهاجه النضال السلمي منذ نشأته وفي كل مراحل السير، ليؤكد لكل الذين يكيدون ولايعقلون دوره في ترشيد خطى أبناء الصحوة الإسلامية، ويتجاهلون قدرته -بعون الله وتوفيقه- على سل سخائم العنف بنهجه الوسيط، وإعادة صياغة الذهنية المسلمة بما يجعلها أهلاً للتعايش مع الآخر في ظل سنن الحق -سبحانه وتعالى- وضوابط الشريعة التي كلفنا بحملها هداية ورحمة للعالمين.. ليؤكد أن بيئة الإصلاح تلفظ التطرف والعنف والغلو وتأباه، وتحرّم التحلي به والتعايش معه، وصدق الله العظيم القائل: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} - محمد عبدالله اليدومي أمين عام التجمع اليمني للإصلاح |
كلمة الأستاذ محمد اليدومي في صحيفة الصحوة - 16/2/2006م
إن الكلمة الصادقة هي الأساس المتين للنضال السلمي، باعتباره الطريق الأسلم لنيل شعبنا حقوقه وحريته كاملة غير منقوصة، وهي المرتكز الذي ينطلق منه كل مواطن يمني له طموحاته المشروعة في إزالة كل الأشكال والأوعية المظهرية التي زُيِّنَتْ بمساحيق الخداع التي لم تعد قادرة على إخفاء بشاعة تجاعيد الفساد التي حفرت أخاديدها في معظم كيان الدولة ومؤسساتها المختلفة، وضربت بجرانها في أغلب مجالات حياتنا، وأصبح معلماً بارزاً يشير إليه ببنانه حتى أولئك الذين كان لكل واحد منهم سهْمٌ فيه، وكل خبير بحقائق أوضاعنا، وكل من له يدٌ علينا من الدول المانحة والمؤسسات التابعة لها، سواءً على المستوى الإقليمي أو العالمي..! قد يبدو للوهلة الأولى صعوبة إصلاح ما أفسده عتاةُ المفسدين في حياتنا، وما ارتكبوه في حق مجتمعناº إلا أننا على يقين جازم بأن شعبَنا - وفي طليعتِه قواه السياسية الخيّرة والفاعلة في الساحة - يستطيعون بالانتقال بالنضال السلمي من مجرد الشعار، إلى توعية فعّالة تُحدِثُ تغييراً في الممارسات العملية في واقعنا المعاش، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المنجزات التي حققناها خلال ما يقارب نصف قرن من عمر الثورة والجمهورية، والتي بدت نُذُرُ تآكلها تظهر على سطح الحياة اليومية لكل من له عينان، ولكل من له عقل قادر على التفكير في البحث عن الكيفية التي يمكن بها كبح جماح المهرولين بنا إلى النفق المظلم المؤدي إلى هاوية ليس لها قرار..! إن كل مواطن يخفق قلبه بحب هذه البلدة الطيبة، ويخشى عليها من تقلبات الأيام، يستطيع من خلال الفهم السليم للدستور والقوانين المنبثقة عنه، والتي أفرغ الكثيرَ من محتواها المفسدون في الأرض، حتى لا يؤاخَذوا على جرائرهم، ولا يحاسَبوا على ما اقترفت أيديهم من أخطاء قاتلة في حق الحاضر الذي نعيشه، والمستقبل الذي ننشده، نتيجة السياساتِ الخاطئة التي تُدار بها شئونُنا، والتي طالما حذر المخلصون من مغبة السير على نهجها، وقرعوا أجراس الخطر منبهين إلى ضرورة التوقف عن التمادي في الإضرار بالوطن..! إننا ندرك ما يعانيه شعبُنا من شظف العيش، وما يشعر به من قساوة التفاوت في الدخول، وما يحس به من لذع سياط الجوع، ولكننا في الوقت نفسه ندرك أن المخرج الآمن من محنته يكمن في حقه الدستوري في إحداث التغيير السلمي عن طريق العمل على إزالة كل العوائق التي تحول دونَ أن تكون صناديق الاقتراع في انتخابات حرةً ونزيهةً وسيلة للتغيير، ومعْبَراً للتداول السلمي للسلطة. قد يساور الشك بعضُ قصيري النفَس بعدم جدوى هذا النوع من التغيير نتيجة اتساع مساحة التزوير في كل الانتخابات التي جرتْ، وعدم ظهور أي بادرة -إلى الآن- تنبئ عن رغبة صادقة في إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في قادم الأيام، وانعدام الحياد في مَن يهيئ ويعدُّ ويشرف على سير العملية الانتخابية من بداية الإعداد لها، حتى لحظةَ الإعلان عن نتائجها، وغياب الاحترام الكامل لمؤسسات الدولة المختلفة التي من المفترض أن تكون كل إمكاناتها المادية والمعنوية في موقف الحياد التام، بحيث لا يُسمح لأي طرف في السلطة أن يستقويَ بها على بقية الأطراف السياسية الأخرى في المعارضة، كما هو الحاصل اليوم، وكما حصل بالأمس، وما قد يكون متوقعاً أن يحصلَ في الغد القريبº إذا ما استمرّتْ الأمور على ما هي عليه الآن، وإذا لم تحزمِ القوى السياسية أمرَها، وتقوم بدورها، وما دامتِ القوى المؤيدة للديمقراطية تتصارع مع طواحين الهواء! إننا -وبكل صراحة- إذا أردنا أن نتجاوزَ كلَّ تلك المعوقات، ونتلافى كل السلبياتº فلا بدَّ أن نسعى جهدَنا للارتقاء بوعي المواطن حتى يدركَ أن النضال السلمي هو وسيلتُه المثلى للانتقال بنفسه ووطنه من واقعه المأساوي إلى حالة من التغيير نحو الأفضل، والعمل الدؤوب من كل ألوان الطيف السياسي على ترسيخ قِيَم الخير والفضيلة، وعلى رأسها المساواةُ في الحقوقِ والواجباتِ، والرغبة الصادقة في إنصاف الغَيْرِ في جميع الحقوق التي هي له، وتجذير ثقافةِ التسامح، والانتقال بشعبِنا إلى التطبيق العملي للدستور والقوانين المنبثقة عنه، وتقديم القدوة في ذلك من الجميع، ونشر ثقافة الأمل في نفوس المواطنين بأن بإمكانهم رفضَ الفساد الذي أضرَّ بهم، من خلال التداول السلمي للسلطة، ومن خلال الانتقال بالتعدُّدية من دَوْر المتفرِّج إلى مرحلة المشاركة الفعلية كحقٍّ دستوريٍّ، ومن خلال عدم الخضوع والاستكانة لأولئك الذين لا يريدون للديمقراطية إلا أن تظلَّ مجرَّدَ واجهةٍ خادعةٍ، أو حالةً من الممارسة المزيَّفة والمفرَّغة من أيِّ مضمونٍ جادٍّ وفاعلٍ وخادمٍ لطموحاتِ الجماهير! إن التداولَ السلميَّ للسلطة هو النتاجُ الطبيعيُّ لعملية النضال السلمي لنيل الحقوق والحرّيات، وهو المحصّلة الطبيعية لحقيقة رسوخ القناعة لدى كل ألوان الطيف السياسي في بلادنا بعَدَم ادّعاء أيِّ طرفٍ سياسيٍّ بحقّه في احتكار الحقيقة المطْلقة في القضايا الاجتهادية، واعتراف الجميع بحقّ أيّ قوّة سياسية في تبنّي الأساليب والوسائل والخُطط الخاصة بها، والتي ترى فيها علاجاً ناجعاً لمشاكل المجتمع من وجهة نظرها، والإعلان الصادق من كل القوى، أن الخلافَ لم يعدْ حول الثوابتِ الوطنيةº وإنّما أصبحَ منحصراً في البرامج التفصيليّة المعالجة لقضايا المجتمع، والالتزام المؤكد من كل من تدفع به نتائج الانتخابات إلى المواقع الأمامية، أن يخضع الدولة ومؤسساتها للأنظمة والقوانين، وليس للأمزجة والمطامع الشخصية..! نعترف - مقدماً - بأنَّ الوصولَ إلى مثل هذا التعامل الراقي والمهذّب يحتاج إلى جهد يُبذلُ من الجميع في توسيع نطاق عملية التوعية بثقافة النضال السلمي في أوساط الجماهير، وفي مقدمتها المنتمون إلى القوى السياسية في طول اليمن وعرضها، لإخراج هذا النوع من التعامل السياسي إلى حيِّز التنفيذ، خاصة وأنّ الجميع يعلمون ويعترفون بأنّ الأوضاع في صورتها الراهنةº وبالسياسات غير الموفَّقة التي تعالج بهاº ستزيد الأمور سوءاً، وسيبقى الحال على ما هو عليه من التدهور، وسينزع عن الديمقراطيين صفة الأمل، وسيظهرهم بمظهر العاجز عن تبنّي قضايا الجمهور، والانتقال به إلى مرحلة الرفاه التي طالما وعدوه بها في خطابهم الإعلامي والسياسي..! إن الذي يُخشى منه أن يكونَ هناك من حملة لواء الفساد من يرى أن بقاء كل شيء على ما هو عليهº مرهوناً بعدم الاستجابة لمطالب القوى الديمقراطية، والرفض المستمر لإصلاح مسار العملية الانتخابية بخطوات ملموسة، تعطي مؤشراً واضحاًُ على مدى الجدية في الدخول في شراكة ديمقراطية، نزيهة المحتوى، وشفافة المعالم، وصادقة النتائج، ورافضة لكل ما يجعل من القوى السياسية مجرّد ديكور يسهم في تزييف الوعي، ويفرّغ العملية الديمقراطية من مضمونها الجادِّ المحقّق لأهداف الجماهير..! لقد آن الأوانُ أن تتمَّ عملية الاعتراف بفشل السياسات التي تدار بها البلادُ لإحداث تنمية جادة على المستوى الوطني، والتي أصبح شعبنا - نتيجتها - يعيش في غالبيته تحت خطِّ الفقر، لإصرار واضعي تلك السياسات - منذ عشر سنوات - على تنفيذ برنامج الإفقار الشامل، والذي لم يعد أحد قادراً على تصديق مبرراتهم الخادعة، خاصة وأن نتائجها الكارثية قد طفتْ على سطح الحقيقة متمثلة في التدهور المستمر في القيمة الشرائية للعملة الوطنية، ووقوع المواطن في جحيم غلاء الأسعار لكل المواد الضرورية، وتلاشي المعنى الحقيقي والقيمة الفعلية لمرتبات الموظفين، خاصة أولئك المطحونين في أجهزة الدولة ومؤسساتها المختلفة، وانعدام فرص العمل أمام طوابير الملايين من العاطلين، وغياب الاستثمار الاستراتيجي من على خارطة المشاريع الاقتصادية وعدم قدرة المشاريع الاستهلاكية التي تستهدف الربح السريع، والتي وجدت بصورة عفوية وهزيلة، والتي يقوم بها بعض الموسرين من المواطنين من سد حاجة سوق العمل، والهروب المستمر للاستثمار الأجنبي، الذي كلما حطَّ رحاله أملاً في أن يجد أرضا وإدارةً تستوعبُ طموحاته، وتلبّي رغباته في الحصول على عوائد إيجابية وعالية لرؤوس أمواله، إذا به يرتحل فاراً بنفسه بعد أن يكون قد عانى من العراقيل المؤسفة، والأساليب المخزية التي ووجه بها في كل منعطفٍ إداريٍّ والتي تبدتْ له في طلبات المفسدين في الأرض بمقاسمتهم له في رأس ماله أو في أرباحه بنسب تتفاوت من مفسد إلى آخر، بحسب موقعه الوظيفي، وقدرته على إتاحة الفرصة أو حجبها عنه..! وكذلك في اتساع دائرة المتسولين، وبروز ظاهرة الانتحار لقلة ذات اليد وعجزهم عن الحصول على لقمة عيش تسد رمق من يعولونهم..! وكذلك الحال في الإصرار المتعمَّد بالسير في طريق الارتهان بمضاعفة أعباء الديون التي ما اكتفى العابثون بدق أعناق أجيال الحاضر بها، حتى امتدت حبال جرائمهم لتلتف على رقاب أجيال المستقبل! أما انتشار جرائم الرشوة والمحسوبية، والعبث بالمال العام والثروات الطبيعية، واستخدام الوظيفة العامة في مصالح ضيقة، وتسخير وسائل الإعلام الرسمية لنزوات حزبية، وإقصاء الآخر بصورة شنيعة، وتزييف إرادة المواطنين، وعدم احترام القوانين فحدث ولا حرج! قد تكون الصورة بشعة، ولكنها لن تخيفنا، ولن تعيق مسيرتنا نحو الانعتاق من الظلم بكل صوره، ومن الاستبداد بكل مسمّياته، ولن تُطفئ شمعةُ الأملِ في نفوس المقهورين مادمنا سائرين -بعون الله عز وجل- في طريق النضال السلمي لنيل الحقوق والحريات..! 25/2/2006 المهاتما محمد اليدومي - أحمد عثمان الصحوة نت - خاص: (المهاتما غاندي) هو رائد النضال السلمي في العصر الحديث واستحق بهذا أن يكون من عظماء التاريخ بلا جدال؟!وبسبب مقالتين فقط دشن بهما الأستاذ اليدومي مرحلة (النضال السلمي) استحق هذا اللقب الكبير (المهاتما محمد اليدومي) وهو عنوان لمقاله نشرت في الصفحة الأولى من صحيفة (الجمهورية) الحكومية وهي تبقى وجهة نظر للآخر بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معها يجب أن تحترم وتقرأ على هذا الأساس.لكن السؤال هل فعلاً تحول الأستاذ اليدومي بهذه السرعة إلى (المهاتما)؟! بالحقيقة هذا حلم كبير؟ ولكنه غير مستحيل ولا بعيد ف(المهاتما غاندي) و(نولسن مانديلا) لم يهبطا من المريخ، والشعب اليمني ليس أقل قدرة وعطاء من الهنود وشعب جنوب أفريقيا، وببساطة شديدة يستطيع اليدومي والآنسي وياسين نعمان وأبو أصبع والعتواني وأمثالهم من قادة المعارضة أن يكونوا (مهاتميه) جماعية بمزيد من الإرادة والإيمان والحب لهذا (النضال السلمي) حد العشق والتماهي مع الناس وآلام وأحلام البسطاء وعندها ستكون النتيجة باهرة ستأتي بتغيير شامل عن طريق (النضال السلمي) الذي أصبح في اليمن ضرورة وطنية ملحة وصل أو يكاد إلى درجة الإجماع الوطني، بدليل أن مقالة الجمهورية لم تعارض مبدأ (النضال السلمي)؟! بل دعمته ودعت إليه مع الداعين لكنه ومثله الكثير يتخوفون فقط من أن يتحول دعاة (النضال السلمي) وفي مقدمتهم اليدومي وزملائه إلى مستبدين جدد و(ديمة خلفنا بابها) حال وصولهم إلى السلطة بسبب التجارب والرواسب (العربية) وهذا تخوف مشروع يشترك فيه كل الأحرار وفي مقدمتهم أعضاء وقيادة التجمع اليمني للإصلاح لكن الجميل أن النضال السلمي بطبيعته الجماهيرية وقدرته الذاتية على زرع قيم وطرد أخرى كفيل بتبديد كل هذه المخاوف؟!وما على المهاتما محمد اليدومي وزملائه سوى حسم أمرهم والبدء بمرحلة (المهاتمية) العظيمة و(النضال السلمي) الذي من أهم سماته وشروط نجاحه البعد عن العنف والانحياز للشعب بإصرار لا يعرف المهادنة ولا المساومة ولا أنصاف الحلول، فالتعايش مع الفساد فساد، ونصف الظلم ظلم، ونصف الرذيلة رذيلة، والمشاريع العظيمة يقتلها التردد. التدافع السلمي .. الطريق إلى التغيير الصحوة نت - خاص: محمد سيف العديني العقل الباطن لمراكز قوى السلطة يتوهم بأن الدولة القوية هي التي تعمل من فوق مجتمعها، أو في مواجهته للعمل على تدجينه وقمعه، ويغذي هذا الوهم أصحاب المصلحة من فسّاد الدولة الموجودة، وخاصة قادة أجهزة القمع في حاشية السلطة، وكل ذلك من أجل أن يوهموا رأس النظام بأن القوة تنبع من شخصه لا من العلاقة بينه وبين مجتمعه، وبينه وبين مؤسسات الدولة، وبهذا التوهم عجز الحزب الحاكم عن تحقيق التنمية، ناهيك عن إزالة أو تحقيق الهرولة للفساد المستشري في الدولة وينسى أصحاب القرار أن الدولة القوية هي التي تستمد شرعيتها من مجتمعها: أي التي لاتحتاج إلى الأمر والنهي، ناهيك عن القمع كي يُصبح قرارها رأياً عاماً مرضياً من الغالبية والحكومة التي يكونُ قرارها رأياً عاماً، هي التي عرفت كيف تبني العلاقة مع مجتمعها، وهي التي تتعامل مع مجتمعها على أساس أنهم مواطنون وليس رعايا، يساهمون في الرأي والعمل، لا من الرعايا الذين ينتظرون الأوامر والتوجيهات.وحين يكون الناس مواطنين فإنهم يعملون بإرادة وعزم، أما حين يكونون مجرد رعايا فإنهم يفتقرون إلى الإرادة ويكون عملهم دون عزم، وإنما لإرضاء الحاكم كما نشاهد ونلامس طوابير الموظفين من دكاترة الجامعة والصحفيين المتملقين والسياسيين، فالغالب تحول إلى مرتزقة لتملق الحاكم، وفي هذه الحالة يفقد الحزب الحاكم والمجتمع معاً القدرة على الإبداع والإنتاج. وفي خضم اللهث وراء المصالح الأنية للحاكم وزمرته ينسون بأن الدولة القوية هي دولة المجتمع المنتج.وهذه ليست مسألة تقنية يمكن استيرادها، وإنما هي بالدرجة الأولى تصنع محلياً وحسب، والذي يصنعها أحزاب المجتمع في إطار الدولة، والدولة في إطار المجتمع.والسياسة المقصودة هي الحوار بين الناس لتدبير شئونهم مباشرة، ومن خلال الجولة التي تؤطر نشاطهم عبر الأحزاب وهذا لن يتم إلا من خلال الحرية التي هي فعل الإرادة، فالسياسة والحرية والإرادة كلها تعابير عن شيء واحد. والمشكلة عندنا في الوطن العربي عامة، وفي مجتمعنا اليمني خاصة في الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة نجد أن القرارات تُتخذ على الدوام بالنيابة عن الناس، بل من فوق إرادتهم، ودون الحوار أو التشاور معهم، والخطط والقرارات غالباً تعكس الرغبات السياسية والقيادية أكثر من المعطيات الواقعية، وتحدد الأهداف دون وسائل التنفيذ، ويتولاها في الحزب الحاكم خاصة الأعوان والمحاسيب، دون بيروقراطية مستقلة عن السلطة السياسية وقائمة على الكفاءة والنزاهة، وفي كل ذلك تغيب المحاسبة على الإنجاز والإحقاق، وهنا نجد أن المبادرة والمنافسة والإبداع تتضاءل إن لم تختف، ويسود تقاسم الموارد عملياً ونظرياً، وتمارس الغالبية سياسة (ركيلي أو ركيتك) فالكل شركاء في المغانم.وفي ظل هذا الوضع تغيب الدولة التنموية التي تحمل مشروعاً للنمو الاقتصادي، وإنما تتحول إلى دولة اللصوص والمرتزقة وتغيب الجولة المتجذر مشروعها في مجتمعها.فما هو الحل إذاً؟ إن الحل هو إتاحة الحرية لسنة التدافع بين الأحزاب بحرية تامة وهذا لنأخيرا يتم بدون النظام البرلماني الذي تتنافس فيه الأحزاب على تقديم البرامج والخدمات، والشعب هو الحكم عبر الانتخابات الحرة والنزيهة والمراقبة من خلال قوى محايدة.> لعن الله من قلّهأخيراً ملاحظة على ماكتبه الأخ العزيز سمير اليوسفي في كلمة الجمهورية في تاريخ 18/2/2006م عن المهاتير أمين عام الإصلاح محمد اليدومي أُعلّق عليها بهذه القصة: "قالوا كان في سوق الملح تاجر يبيع القشر وكان يأمر العامل عنده أن يبلّل القشر حتى يكون رطباً، فيقول للزبائن بأنه قشر جديد، فكان الزبون الحاذق عندما يقلّب القشر يقول هذا مبلول والتاجر الجالس الذي يشرب المداعة يقول: "لعن الله من بلّه .. لعن الله من بلّه"، والعامل يسمع ويصبر ويصبر، لأنه هو الذي بلّ القشر بأمر التاجر.ولكن طفح الكيل عند العامل فجاء زبون ذكي وقلّب القشر وقال: هذا مبلول، فقال التاجر: لعن الله من بلّه .. لعن الله من بلّوه، فرد العامل وقال: لعن الله من قلّوه .. لعن الله من قلّه .. لعن الله من قلّه؟ 25/2/2006 إلى أمين عام الإصلاح: النضال السلمي بحاجة إلى وسائل ضرورية الصحوة نت - خاص: حسن محمد القطوي من خلال اطلاعي على كلمة (الصحوة) في العدد (1010) للأستاذ محمد عبد الله اليدومي الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح وما تضمنته من آراء ومقترحات بنائه الهدف منها توجيه أبناء هذا الشعب بصفة عامة والعاملين المخلصين من مختلف القوى والشرائح بصفة خاصة بضرورة الانتقال بمبدأ النضال السلمي من مرحلة الشعارات النظرية إلى مرحلة التطبيق العملي كي نتمكن من إحداث تغيير حقيقي في واقعنا المعاش لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المنجزات التي تم تحقيقها خلال ما يقارب نصف قرن من عمر الثورة والجمهورية مبدياً تخوفه الشديد من اندفاع المهرولين بنا إلى النفق المظلم المؤدي إلى هاوية ليس لها قرار.وهو عندما يصف الحال الذي وصلت إليه البلاد بهذه الأوضاع الرهيبة والمخيفة كما هو الحال بالفعل يكون بذلك قد شخص الداء ووصف له الدواء وسمّى له العلاج الذي هو برأيه (توعية فاعلة تحدث تغييراً في الممارسات العملية في واقعنا المعاش) ويبقى عليه من وجهة نظري أن يحدد لنا بوضوح أهم الوسائل الضرورية الفاعلة التي ستحدث التغيير الفعلي في السلوك والممارسات اليومية لشعب تصل نسبة الأمية فيه إلى أكثر من 60% ونسبة من يقرأون إلى نسبة من يستمعون ويشاهد قد تكون 10% إلى 90% على التوالي, ومن وجهة نظري إن شعار النضال السلمي أصبح بحاجة ماسة إلى وسائل إعلامية فاعلة ومتطورة تواكب معطيات العصر على متسوى الداخل والخارج قادرة على إحداث تغيير حقيقي في السلوك وفي المفاهيم وقادرة على إيصال الرسالة إلى كل بيت وقرية ومدينة وبغير ذلك لا يمكن إن يكون التغيير فاعلاً كما ننشده ونتمناه وسيظل مجرد أمنيات وشعارات نطلقها في الهواء ونلقي باللائمة على هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره.ففتح قناة فضائية أصبح أمراً حتمياً لا مفر منه ويحتاج فقط إلى وجود إرادة قوية من قبل دعاة الإصلاح والتغيير لإنقاذ هذا الشعب مما هو فيه وكسر جدار العزلة والجمود وسياسة التضليل والتجهيل المفروضة عليه منذ عقود, وإذا كان العائق مادياً إن دعاة الإصلاح والتغيير قادرين على الاستثمار في هذا المجال الحيوي والهام فلو فرضنا إن عدد المتحمسين فقط يصلون إلى 250.000 شخص من الرجال والنساء يستطيع كل واحد منهم المساهمة بـ50 دولار فإن النتيجة ستكون 50 * 250000= 12.500.000 وبهذا نستطيع التغلب على العائق المادي المادي وننقذ ما يمكن إنقاذه. |
انظاهرة قطاع الطرق وعصابات النهب و التهريب التي اسهم فيها الاصلاح مع الؤتمر بعد نصرهم الاخير على الجنوب هي تعكس مدى الانهيار الاجتماعي و الاخلاقي الذي اصاب المجتمع الجنوبي و الشمالي من خلال فتواهم التي اصبحت عار عليهم طالما بقي الكون.....ان نشوة الانتصار الوهمي ينبقي ان تكشف الحقائق التي خلفتها الحرب و التي جلبت معها تشطير العقول و النفوس و التي اصبحت اخطر من تشطير الارض ,و حدة العقول و النفوس لايمكن ان تتحقق الا اذا رفعتم قواتكم عن ارض الجنوب......ان ازمة العقل الذي تحيطة جبال المعرفة القبلية و اسوار الوصولية المتطرفة , و بينهما جيوش الفاشية العسكرية,لايمكن ان تتحطم الا بالاعتراف بحقوق شعب الجنوب و شعب الشمال على اسواء. يخطاء من يعتقد بان الازمة هي ازمة نظام العقيد صالح و لكن المشكله اكثر تعقيدا و لكن المشكله هي و وحدة النفوس و العقول التي مزقتها ممارساتكم ضد الجنوبيين...... الوقت لم يسعفني للكتابة في التفاصيل لكم تحياتي
|
اقتباس:
لاباس با لقوم من طول ومن قصر اجسام البغال واحلام العصافيري هناك من همه امه واخر همه لقمه هناك منيرنو الى الثريا واخر يدس راسه تحت الثرى ما ابعد هذا عن ذاك الامه بمجموعها تتحرك لتكون .تتوحد لتنتصر وطفيليات هذه الامه جعلوا من انفسهم ادوات للمشروع الصهيوني هذا يقول الجنوب واخر عدن لاهلها وثالث حضرموت للحضارم والحوثي في صعده له مشروعه والله انتم اخطر على الامه من اي شيء اخر اللهم احفظ علينا اليمن والايمان ولا عزاء للخونه |
الساعة الآن 03:12 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir