سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   سقيفـــــــــة التمـــــيّز (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=19)
-   -   لا أتقرب لحراك, والشمال لم يكن ملجأي الوحيد(1-8) (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=65583)

نجيب قحطان الشعبي 03-07-2010 06:07 AM

لا أتقرب لحراك, والشمال لم يكن ملجأي الوحيد(1-8)
 
لا أتقرب لحراك, والشمال لم يكن ملجأي الوحيد(1-2)
صحيفة"الشارع" اليمنية في 6/3/2010

بقلم : نجيب قحطان الشعبي

أبلغني أكثر من صديق, كل منهم على حدة, بأنه في مقيل مع مسؤولين من أبناء الشمال وجدوهم ينتقدون ما جاء في مقالي بجزئية "الوحدة اليمنية: نشوء وتطور فكرة الوحدة.. واهتزاز الإنجاز!" وتمحورت انتقاداتهم في الآتي:
أولاً: إن دافعي من وراء المقال هو التقرب للحراك بدليل أنني لم أكتب من قبل منتقداً الدولة ومسؤوليها!
ثانياً: إن نجيب عندما طردته عدن لم يجد غير الشمال ليلجأ إليه والآن يتنكر للشمال!
وحتى لا تتكرر مثل هذه التصورات الخاطئة, ولكي لا تجد مستقبلاً آذاناً صاغية, فإنه يسعدني-جداً- أن أوضح ما يلي:

أولاً: دوافعي لا تهم في شيء فقد كتبت "معلومات " صحيحة, والبحث عن دوافع أي كاتب يكون في حالتين هما:
- أن يتضمن مقاله معلومات مغلوطة.

- أن يكون مقاله إنشائي لمجرد الإشادة بشخص أو جهة, أو لذم شخص أو جهة.
لكن أن يكتب أحد موضوع يقوم على سرد معلومات هامة وصحيحة بحيث لا يستطيع أحد أن يدحض شيئاً منها فنترك ما كتبه ونقول دوافعه كذا أو كذا.. فهذا يفصح عن العجز عن مقارعة الحجة بالحجة ومن ثم محاولة التنفيس عن الغيظ بالحديث عن دوافع الكاتب أو شتمه.


حديث عابر عن الحراك

وبالنسبة للحراك الجنوبي فلست محتاجاً للتقرب منه, إن من اتهموني بذلك يتحدثون وكأن الحراك قد صار على مشارف عدن بعد أن بسط سيطرته على كل أنحاء الجنوب! بل لو افترضنا أن ذلك حدث فإنني حينئذ لن أتقرب للحراك فلست انتهازياً أو جباناً, فلو كنت انتهازياً أو جباناً لنافقت السلطة لا الحراك فهي التي تستطيع أن تحل لي كثير من مشاكلي وتمنحني امتيازات كثيرة.

وللعلم فإن كثير من قادة الحراك حاولوا أن يتقربوا لي, ويشهد الله على أنهم سعوا لإقناعي بالمشاركة معهم, وكان أحد العروض هو أن اكتفي فقط بحضور إحدى الفعاليات وليس مطلوباً مني إلقاء كلمة بل مجرد الظهور في الفعالية, ولكنني اعتذرت فالمسألة هي "قناعة" فإذا توفرت لدي فلن اكتفي بمجرد الظهور في فعالية أو إعلان إنضمامي للحراك فأنا أكبر من أن أنضم لعمل يتسم بالتفتت والتفكك والعفوية وسأمارس ما أراه أفضل, وأكدت لهم بأن القناعة لم تتوفر لدي. وبالطبع أنا أشكرهم فمحاولاتهم معي هي تعبير عن تقديرهم, كما أنني أحيي من طلب مني الاكتفاء بالظهور في إحدى الفعاليات فهذا العرض يعبر عن دهاء سياسي.

وانتهز هذه المناسبة لأؤكد بأنني لست ضد الحراك, لكنني أيضاً لا أؤيده في كل شيئ, فهناك أشياء أرفضها بشكل قاطع وأهمها الاعتداء على أرواح وممتلكات أبناء الشمال, فطوال عمري اعتبرهم إخوة ولا فرق عندي بين جنوبي وشمالي, ومشاعري تجاه من أشاهدهم في شوارع صنعاء أو تعز هي نفس مشاعري تجاه من أراهم في شوارع عدن ولحج, ونحن أبناء الشهيد الرئيس قحطان محمد الشعبي جميعنا الأربعة نرتبط بعلاقات صداقة حميمة مع كثير من أبناء الشمال "اليمني" بل أن كل منا الأربعة يرتبط بصلة مصاهرة مع إخوة وأخوات من الشمال, وهناك آلاف الجنوبيين يرتبطون بصلات صداقة بشماليين, وآلاف الجنوبيين متزوجين بشماليات, وآلاف الشماليين متزوجين بجنوبيات, لذلك يكون من الأشياء "الكريهة" أن يحاول البعض إثارة روح البغضاء بين الجنوبيين والشماليين, ألا يردد قادة الحراك بأنهم ينطلقون من روح التسامح والتصالح حتى مع من أجرموا بالأمس في حق الجنوب وشعب الجنوب؟ فأين هي تلك الروح وبعض قادة الحراك يعلنون كراهيتهم لكل ما هو شمالي؟! بل بينهم من نادى ببناء جدار عازل بين الجنوب والشمال! أين هو ذلك التسامح والتصالح وأنت حتى لا تخفي كراهيتك لنحو 20 مليون يمني هم أبناء الشمال اليمني مع أنهم لم يجرموا في حقك ولا تعالوا عليك ولا أساؤوا إليك في شيئ, فهم كلهم تقريباً بسطاء, ومعظمهم بسطاء أكثر من البساطة نفسها, وفقراء, وكادحون, ومكافحون في هذه الحياة البائسة والزائلة, أما من يجرمون في حق الجنوبيين ويتغطرسون عليهم فأن نسبتهم يستحيل أن تتجاوز نصف 0.1% (نصف واحد في الألف) من أبناء الشمال فهل هذه النسبة الضئيلة جداً (تعادل عشرة ألف شخص) تسمح لك بالتعميم على نحو عشرين مليون يمني؟! ما هذا الهراء؟ يا أخي أنت أو أنا أو هذا أو ذاك من ابناء الجنوب لنا مشاكل مع هذا الجهاز أو تلك الجهة أو مع ذلك المسؤول أو مع رئيس الدولة بنفسه فهل معنى هذا أن نتحول إلى أعداء لأبناء الشمال كلهم لمجرد أن الخصم أو العدو شمالي؟! شيء غريب والله.. وياله من تسامح وتصالح! (ربما أعود لتناول هذا الموضوع في مقال آخر, خاصة أنه انطلقت مؤخراً دعوات جعلت تحفظاتي على الحراك تزداد فهي دعوات تستفز كل من لديه أحاسيس وطنية وقومية وليس هذا فحسب بل أنها دعوات تتعارض مع تعاليم الإسلام).

ثانياً: أما من قالوا بأنني لم أنتقد الدولة ومسؤوليها من قبل, فهم إما نسوا أو لم يقرأوا مقالاتي منذ نحو 6 سنوات في صحيفة "الثوريٍ أو مقالاتي في "الأيام " عقب حرب 1994م وأشهرها سلسلة حلقات "سيظل هو عيدنا المخلدا " (حول الاستقلال الوطني الذي حاول الإعلام الرسمي حينها تشويهه لمجرد النكاية بالحزب الاشتراكي اليمني مع أن الحزب لا علاقة له بالاستقلال لا من قريب ولا من بعيد بل هو قضى على الجبهة القومية التي حققت ذلك الإنجاز الذي يعد أعظم إنجاز سياسي وطني عرفه الجنوب منذ بداية الخليقة ومع ذلك تخلى عنه أبطال اليسار الطفولي عندما تنازلوا لموسكو عن سيادة اليمن الجنوبي الخارجية والداخلية).

وهل هناك من ينسى مقالاتي في "الثوري " ذات الطابع الانتقادي الحاد للدولة ومسؤوليها؟ ولايزال كثير من الناس يتذكرون إلى وقتنا هذا عبارتي الشهيرة في "الثوري " بأن "الوحدة ليست فضيلة كما أن الانفصالية ليست رذيلة " وقد أوضحت الأسباب بالطبع, لقد كتبت تلك العبارة وكثير من مثلها قبل أن يكون هناك شيء اسمه حراك جنوبي (وعلى رأي عبدالرحمن الوالي أستاذ الهندسة بجامعة عدن وهو عضو قيادي بارز بالحزب الاشتراكي اليمني ومن قادة الحراك وهو الرجل الثاني بعد محمد حيدرة مسدوس اللذين بدءا حركة إصلاح مسار الوحدة � وهما يتميزان بذكاء حاد وثقافة رفيعة � إذ قال له البعض بعد نشر مقالي الفائت بأن نجيب سيدخل الحراك, فأجابهم بأن نجيب عمل حراك وبمفرده قبل أن يبدأ الحراك الحالي).

يمني وأوطاني عديدة

ثالثاً: والقول بأن عدن طردتني ولم أجد غير الشمال لألجأ إليه ثم الآن أتنكر له, هو أيضاً قول غير صحيح بل مضحك, وبداية أين هو تنكري للشمال فهذا لم يحدث, وبعد هذا أقول بأن عدن لم تطردني ولكنني أنا الذي ضقت من الممارسات الطفولية للسلطة فغادرت الجنوب نهائياً (هروباً) وذلك في 1976م واستقريت بالقاهرة وقد سبقني بأشهر شقيقي ناصر(وهو "ناصر قحطان " الحقيقي وليس ذلك الجبان الذي ينتحل اسمه في المواقع الإلكترونية ليشتم السلطة تارة, وتارة أخرى يشتمني! مسوي نفسه مناضل جنوبي وهو رعديد لأنه يريد يشتم الناس ولا يريدهم أن يعرفوا من هو! ألم أكتب في هذه الصحيفة من قبل بأن بعض العدنيين يريد أن يحرر عدن بالعرعار والمرفالة!) وقد لحق بنا إلى القاهرة بقية أشقائنا ووالدتنا � رحمة الله عليها � وزوجتي واحداً تلو الآخر, وهناك كنا نعيش في رعاية رئاسة الجمهورية بأوامر من الرئيس أنور السادات شخصياً � رحمه الله ويجزيه كل خير وقد توسط لدى عدن مرتين لإطلاق سراح والدي ولكن دون جدوى � وكان مكتب رئاسة الجمهورية بقصر القبة هو المسؤول عن حل مشاكلنا من تجديد إقامات إلى إعفائنا من الرسوم الجامعية إلى استثنائنا (دوناً عن جميع الطلبة والمقيمين العرب بمصر) من اخراج سياراتنا من مصر ثم إعادتها (كل 4 سنوات) وكان مكتب الرئاسة يتولى علاجنا بأفضل مستشفى مصري (مستشفى القوات المسلحة بالمعادي) وغيره وغيره, وجزاك الله خيراً يا لواء حسن رأفت(مدير المكتب بالرئاسة المصرية الذي كان مختصاً بشؤوننا) حياً أو ميتاً (كان كبيراً في السن حينئذ) فقد كنت كالأب لنا وتتعامل معنا بمنتهى الاحترام والذوق واللطف وتتحمل عصبيتي (ذات مرة ذهبت للمكتب متنزفزاً لعدم قيام موظفيه بإنجاز معاملة تخصني فعلم بأنني أتشاجر معهم فطلبني لمكتبه وطلب لي عصير ليمون وأخذ يهدأني, ثم قال لي "أنت عارف بتفكرني بمين يا نجيب؟" قلت: بمين؟ فقال "بصدام حسين عندما كان مقيماً هنا بمصر", سألته: تقصد أنه كان عصبياً مثلي؟ قال "ياريت كان عصبي زيك وبس, ولكنه كان بلطجي وكان شايل في وسطه سكين" وهنا قاطعته: تقصد مطوى؟ فقال "لا, سكين..سكين كبيرة, وكان كل ما يختلف مع أحد في النقاش يطعنه فكان البوليس كل يوم والثاني يجيبوه عندي هنا فأقوم بتسوية الأمر".

وأما النواحي الأمنية فكان مسؤولاً عن رعايتنا مدير مباحث أمن الدولة � بحي الدقي بالقاهرة � اللواء حبيب العادلي (وزير الداخلية حالياً) ومساك الله بالخير يا أخ حبيب, والله ما قصرت أبداً معنا يا أصيل. والمصريين بشكل عام شعب طيب وودود ومضيافاً.
وأتذكر جيداً أنه بعد تشكيل بعض الدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية "جبهة الصمود والتصدي" المعارضة للتسويات السياسية المصرية الإسرائيلية في أواخر سبعينات القرن20, وكانت إحدى تلك الدول اليمن الديمقراطية (التي لا تهش ولا تنش فهي بين براثن الدب الروسي وفاقدة لاستقلاليتها) فحينئذ قام الأمن المصري بترحيل مواطني هذه الدول من مصر, ففوجئت ذات مساء بمن يطرق الباب ففتحت وإذا بضابط شرطة بالزي الرسمي يدخل ومن خلفه خمسة أو ستة مخبرين فأوقفته عن مواصلة الدخول في الشقة قائلاً "حيلك حيلك, ده سكن أسرة مش وكالة من غير بواب" فتوقف وقال "يللا خدوا هدومكم واتفضلوا معانا", سألته "نتفضل على فين؟" فقال "على السجن لحد ما نرحلكم على بلدكم" فقلت له "نحن هربانين من نظام الحكم ببلدنا ولو عدنا سينكلوا بنا الحكام هناك" فقال "ماليش دعوة"! وحاولت أفهمه وضعنا لكن بدون جدوى, فقلت له "إذن سأعمل مكالمة تليفونية" فأتصلت بحبيب العادلي وحكيت له ما يحدث فانفعل وقال "هو مين ده ابن الـ.... (النقاط من عندي تأدباً) اللي عاوز يرحلكم؟ إديني الضابط اللي عندك" فناولت السماعة للضابط وما إلا ثواني إلا وكان يكرر عبارة حاضر يا أفندم, تحت أمرك يا أفندم, وبعدها أخذ يعتذر لي ويتأسف ويقول "إحنا ما كناش نعرف وضعكم في مصر" (للأسف جرى حينها ترحيل جنوبيين إلى عدن برغم أنهم كانوا مثلنا فارين من نظام الحكم بعدن).

وأحب أيضاً أن يفهم أولئك المسؤولين الذين "ينخطوا" بأنني لم أجد غير الشمال لألجأ إليه, بأنه في تلك الحقبة (سبعينات القرن 20) أمر الملك فهد بن عبدالعزيز � تغمده الله بواسع رحمته وجزاه خيراً عن كل ما قدمه لنا من خير, وعلى الرغم من الخلاف السياسي بين والدي وحكام المملكة العربية السعودية حتى أن الرياض لم تعترف بالحكومة الوطنية للجنوب طوال عهد والدي, إلا أن الملك فهد وهو ولي للعهد أشعرني بواسطة سفيره بالقاهرة أنه على وشك إرسال ممثل رسمي للرياض إلى عدن للتوسط لإطلاق سراح والدي, وكانت الرياض قد إعترفت حينئذ بحكومة عدن, وبعدها علمنا بأن عدن لم ترحب بالوساطة أسوة بكل الوساطات الأخرى-أعود فأقول بأن الملك فهد وعندما كان ولياً للعهد, أمر سفير الرياض بالقاهرة (الشيخ عبدالرحمن أبا الخيل, الله يذكره بالخير فقد كان رجلا طيباً) أن يقدم لنا أي مبلغ نطلبه وكلما طلبنا ذلك, وأن يقيد تلك المبالغ على النفقة الشخصية لسموه, وكان رحمه الله في غاية الشهامة والرجولة معنا فمثلاً عندما علم بمرضي وأنني أنوي التوجه لاسبانيا للعلاج فإنه كتب للسفير أبا الخيل أن يبلغني بأن العلاج في بريطانيا أفضل وأمر السفير أن يقطع تذاكر سفر إلى لندن لي ولزوجتي وابني وأمر السفير أن يبلغني أيضاً بأن سموه قد أمر السفير بلندن بسداد كل تكاليف الفحوصات والعلاج والإقامة والمواصلات...إلخ على نفقة سموه شخصياً.

ولا بأس أن أضيف بأنه في عام 2000م كتبت إليه بواسطة سفيره بصنعاء (محمد بن مرداس القحطاني, انتهت مدته) طالباً توفير الإقامة لي ولزوجتي وأبنائي الأربعة لإننا ننوي أداء فريضة الحج, فجاء رده الكريم سريعاً ومرحباً بقدومنا جميعاً لنكون في ضيافته بالكامل أثناء تواجدنا بالمملكة (التي لم أزرها من قبل) وقال لي السفير "لعلمك يا أخ نجيب كثير جداً من المسؤولين الكبار باليمن ومشائخ كبار يمنيين طلبوا من جلالة الملك استضافتهم أثناء فترة الحج إلاّ أن جلالته لم يوافق إلاّ على حالتين أنتم إحداهما" ولم أحب أن أحرجه بالسؤال عن الحالة الثانية. وعندما حطت الطائرة على أرض "جدة" وجدنا المراسيم الملكية تصعد وتدخل إلى الطائرة لترحب بمقدمنا, وتحت الطائرة كانت تقف سيارتين لتنقلنا أولاً إلى صالة كبار الضيوف بالمطار لتناول المرطبات ريثما يحضرون حقائبنا, ومن ثم نقلونا إلى قصر الضيافة الذي سنقيم فيه بجدة.
وظلت المراسيم الملكية تحيطنا بكل اهتمام حتى أنه عندما كنا بقصر الضيافة الملكي بمكة المطل والقريب جداً من الكعبة المشرفة نزلنا مرتين نحاول الطواف بالكعبة فعجزنا نظراً للازدحام الشديد ومن ثم نعود للقصر للإنتظار حتى يخف الإزدحام, فعرض علينا مسؤولي المراسيم أن يشكل رجال الأمن السري حلقة حولنا حتى نتمكن من الطواف. وبعد انتهاء الحج أخذونا بطائرة نقل عسكرية لنزور المدينة المنورة وفتحوا لنا المسجد النبوي بمنتصف الليل لنزور قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ونلقي التحية عليه وعلى المدفونون بجواره من أعظم شخصيات المسلمين.

وأثناء الحج وعندما نقلونا إلى مزدلفة انزلونا في "فيللا" من دور واحد بدون أسقف وغير مؤثثة, فقط أرضيتها مغطاة بالسجاد, ووجدناهم ينزلون معنا بنفس الفيللا أسرة أخرى على اعتبار أننا يمنيين مثل بعض, وهنا عرفنا من هي الحالة الثانية اليمنية التي استضافها الملك فهد, فقد كانت شقيقة عبدالعزيز عبدالغني(رئيس الوزراء الأسبق, رئيس مجلس الشورى حالياً) مساك الله بالخير يا أستاذ وولدها كمحرم, وهو ما يدل على تقدير الملك للأستاذ.

وقد ودعنا حتى باب الطائرة بنفس الحفاوة التي أستقبلنا بها. ومن الطرائف التي أحب أن أرويها قبل أن أختم هذا الجزء من المقال, أننا أنزلنا أثناء الحج بإحدى دور الضيافة في "منى" وهي "المباني" الوحيدة بالمنطقة فما حولها وعلى مدى البصر تربض عشرات الآلاف من خيام الحجاج, فنزل ابني الأكبر "قحطان" ليتجول قليلاً بين الخيام فألتقى بعبدالرحمن بافضل (القيادي بحزب الإصلاح, وكان حينئذ زميلي في عضوية مجلس النواب. وهو رئيس كتله الإصلاح النيابية حالياً) وكانا يعرفان بعض من صنعاء فأخذا يتجاذبان أطراف الحديث, وسأله بافضل "بأي خيمة جالسين؟" رد قحطان "نحن نازلين بدار الضيافة الذي هناك" فقال بافضل "روح قول لأبوك يستحي على نفسه قليل, هوه جالس بدار الضيافة ونحن هنا جالسين بين القمامة"!.

في العدد القادم:
سأتحدث بإذن الله عن علاقتنا بالكويت ودولة الإمارات والسودان واليمن الشمالي وليبيا على التوالي.. والله كانت أيام, فنأتي الآن على من "ينخطون " بأنني لم أجد ملجأ غير الشمال! وسيعلمون بأنني وأسرتي وأسرة الشهيد الرئيس قحطان الشعبي لم ننتقل من القاهرة لنستقر في صنعاء إلا بدعوة كريمة من الرئيس علي عبدالله صالح شخصياً. فإلى اللقاء.

فرانصه 03-07-2010 07:38 AM

نجيب .
قرأت لك ومن كل الجوانب طفح كيلي وتذكرت :

ومن العجائب والعجائب جمة = أن يلهج الأعمى بعيب الأعور.

وفاء صالح بامشموس 03-07-2010 08:09 AM

مقال آخر رائع من الأستاذ نجيب الشعبي الذي اغنى السقيفة بموضوعاته الجادة والرشيقة معا. اولا تعقيب الاخ الذي فوقي غير مفهوم منه شيئ وواضح انه لم يفهم ماجاء بالمقال ويريد فقط يشتم كاتب المقال وهو امر نعاني منه كثيرا في السقيفة وهو ناتج عن تدني المستوى الثقافي وعن الغيرة الشخصية وغيره.
عموما اناأؤيد الاستاذ نجيب في عدم تطرفه ومطالبته بمعاملة الشماليين دون دونيه وفعلا الشمالي مثل الجنوبي وكم من شمالية عرفتها وكانت افضل من صديقاتي الجنوبيات
ثانيا: لا يحق للمسؤلين الشماليين ان يتغطرسوا على الاستاذ نجيب فهو من اسره لها باع طويل في النضال والسياسه ولذلك ضرب الاستاذ نجيب الامثله كيف كان المصريون والسعوديون يحترمونه وكافة افرا اسرة المناضل الاكبر قحطان الشعبي وهم يستحقون كل خير ويكفي التنمكيل الذي اوقعه بهم الماركسيين بعدن.
ارجو من الاخ نجيب ان يتوسع في الحلقة القادمه في سردالتفاصيل فقد امتعنا بها هنا.وتقديري لك يااستاذ.

صادق فريد 03-07-2010 08:26 AM

هذا مقال للاخ نجيب بس من طراز جديد فهو يجمع بين السياسة وأدب الرحلات ولا اعلم لماذا ماتوسع في تفاصيل حياته بمصر وزيارته للملكة العربية السعودية فكثر السياسيه يجعل حياتنا ملل ومن المفيد ان نكسر حدتها بمطالعة ادب من طراز جديد كمقال الاخ نجيب. وانا اؤيده بان لا نكون ظالمين فنحقد على كل الشماليين فهذا حتى حرام وربنا قال لاتزر وازرة وزر اخرى باختصار يجب ان نرفع شعار نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا.ولله الامر من قبل ومن بعد وشكرا لنجيب فالمقال رائع ومفيد ففيه معلومات متنوعه.

صادق فريد 03-07-2010 08:33 AM

نسيت ماقول لصاحب اول تعليق واسمهفرانصه بأنك لم توضح اعتراضاتك على المقال وتريد تشتم وبس! ومن امثالك كثير ! ثم انه لاتعليقك مفهوم ولاحتى اسمك! يبدو انك معجب بالتي مثلت دور فرانصه مع بوحه..نسيت اسمها مع انها مشهوره..ياعم روح دور لك اسم كما الناس ثم ادخل طالع بسقيفه اخرى فهنا سقيفه للمثقفين فقط لا المهرجين

يماني وشامخ كياني 03-07-2010 11:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجيب قحطان الشعبي (المشاركة 472263)


حديث عابر عن الحراك

وبالنسبة للحراك الجنوبي فلست محتاجاً للتقرب منه, إن من اتهموني بذلك يتحدثون وكأن الحراك قد صار على مشارف عدن بعد أن بسط سيطرته على كل أنحاء الجنوب! بل لو افترضنا أن ذلك حدث فإنني حينئذ لن أتقرب للحراك فلست انتهازياً أو جباناً, فلو كنت انتهازياً أو جباناً لنافقت السلطة لا الحراك فهي التي تستطيع أن تحل لي كثير من مشاكلي وتمنحني امتيازات كثيرة.

وللعلم فإن كثير من قادة الحراك حاولوا أن يتقربوا لي, ويشهد الله على أنهم سعوا لإقناعي بالمشاركة معهم, وكان أحد العروض هو أن اكتفي فقط بحضور إحدى الفعاليات وليس مطلوباً مني إلقاء كلمة بل مجرد الظهور في الفعالية, ولكنني اعتذرت فالمسألة هي "قناعة" فإذا توفرت لدي فلن اكتفي بمجرد الظهور في فعالية أو إعلان إنضمامي للحراك فأنا أكبر من أن أنضم لعمل يتسم بالتفتت والتفكك والعفوية وسأمارس ما أراه أفضل, وأكدت لهم بأن القناعة لم تتوفر لدي. وبالطبع أنا أشكرهم فمحاولاتهم معي هي تعبير عن تقديرهم, كما أنني أحيي من طلب مني الاكتفاء بالظهور في إحدى الفعاليات فهذا العرض يعبر عن دهاء سياسي.

وانتهز هذه المناسبة لأؤكد بأنني لست ضد الحراك, لكنني أيضاً لا أؤيده في كل شيئ, فهناك أشياء أرفضها بشكل قاطع وأهمها الاعتداء على أرواح وممتلكات أبناء الشمال, فطوال عمري اعتبرهم إخوة ولا فرق عندي بين جنوبي وشمالي, ومشاعري تجاه من أشاهدهم في شوارع صنعاء أو تعز هي نفس مشاعري تجاه من أراهم في شوارع عدن ولحج, ونحن أبناء الشهيد الرئيس قحطان محمد الشعبي جميعنا الأربعة نرتبط بعلاقات صداقة حميمة مع كثير من أبناء الشمال "اليمني" بل أن كل منا الأربعة يرتبط بصلة مصاهرة مع إخوة وأخوات من الشمال, وهناك آلاف الجنوبيين يرتبطون بصلات صداقة بشماليين, وآلاف الجنوبيين متزوجين بشماليات, وآلاف الشماليين متزوجين بجنوبيات, لذلك يكون من الأشياء "الكريهة" أن يحاول البعض إثارة روح البغضاء بين الجنوبيين والشماليين, ألا يردد قادة الحراك بأنهم ينطلقون من روح التسامح والتصالح حتى مع من أجرموا بالأمس في حق الجنوب وشعب الجنوب؟ فأين هي تلك الروح وبعض قادة الحراك يعلنون كراهيتهم لكل ما هو شمالي؟! بل بينهم من نادى ببناء جدار عازل بين الجنوب والشمال! أين هو ذلك التسامح والتصالح وأنت حتى لا تخفي كراهيتك لنحو 20 مليون يمني هم أبناء الشمال اليمني مع أنهم لم يجرموا في حقك ولا تعالوا عليك ولا أساؤوا إليك في شيئ, فهم كلهم تقريباً بسطاء, ومعظمهم بسطاء أكثر من البساطة نفسها, وفقراء, وكادحون, ومكافحون في هذه الحياة البائسة والزائلة, أما من يجرمون في حق الجنوبيين ويتغطرسون عليهم فأن نسبتهم يستحيل أن تتجاوز نصف 0.1% (نصف واحد في الألف) من أبناء الشمال فهل هذه النسبة الضئيلة جداً (تعادل عشرة ألف شخص) تسمح لك بالتعميم على نحو عشرين مليون يمني؟! ما هذا الهراء؟ يا أخي أنت أو أنا أو هذا أو ذاك من ابناء الجنوب لنا مشاكل مع هذا الجهاز أو تلك الجهة أو مع ذلك المسؤول أو مع رئيس الدولة بنفسه فهل معنى هذا أن نتحول إلى أعداء لأبناء الشمال كلهم لمجرد أن الخصم أو العدو شمالي؟! شيء غريب والله.. وياله من تسامح وتصالح! (ربما أعود لتناول هذا الموضوع في مقال آخر, خاصة أنه انطلقت مؤخراً دعوات جعلت تحفظاتي على الحراك تزداد فهي دعوات تستفز كل من لديه أحاسيس وطنية وقومية وليس هذا فحسب بل أنها دعوات تتعارض مع تعاليم الإسلام).



الاستاذ المناضل / نجيب قحطان الشعبي احييك ارق التحايا واشيد بدورك النضالي الكبير ومواقفك النبيلة في مسيرتك الحياتية والسياسية

كما هو خطى المرحوم الشهيد والدك طيب الله ثراه وبالمقابل اشكرك لتوضيح موقفك ازاء الحراك فهم قد حاولوا تلطيخ مسيرتك التي لاتشوبها شائبة

بمحاولة استمالتك وانضمامك إليهم والذي حتماً يقلل من مستواك في حالة اذا ما انضممت مع هؤلاء الخونة ولكنك اثبت لنا ولكل لبيب بأنك وطني شريف

يرفض ان يضع يده بأيادي خونة الوطن من دعاة التمزق والإنفصال والشتات والضعف والهوان.

اطال الله بعمرك وكثر من امثالك

كل الاعجاب و الاحترام والتقدير .

الخليفي الهلالي 03-07-2010 01:49 PM

زالت الغمة وأنزاح الغبار وهكذا هي الحياة أسرار


قرأت في صغري قصة قديمه وهي تتشابه مع قصص جيمس بوند007 التي عاصرناها؛
القصه تحكي أن ملك الهند حدث بينه وبين ملك الفرس خلاف وأضمر الهنود الحقد على أهل فارس فما كان منهم سوى أن ربوا فتاة صغيره منذ نوعمة اظافرها وكانوا يضعون في حليبها وطعامها السم بمقدار معين بحيث تزيد الكميّه مع العمر وعند بلغوها سن الخامسة عشر أهدوها الى ملك فارس وقد كانت تلك الفتاة فائقة الجمال والحسن وأتخذها الملك الفارسي صحيبه له وماهي سوى أيام حتى بدا السم يتغلل في جسد الملك الفارسي وقضى نحبه بفعل أنتقال السم من جسد تلك الفتاة الى الملك الفارسي....!!

اترك تفسير القصه للكاتب السيد نجيب الشعبي وللقراء الكرام.


اليمن أغلى .........


طبتم؛؛؛؛؛

الشبامي 03-08-2010 03:50 PM

أهلا بالأستاذ نجيب قحطان الشعبي ابن القائد العظيم قحطان الشعبي
في إنتظار الأعداد القادمه وماسيتم من توثيق هنا في سقيفتنا العامره من أحداث مرت بكم !!
من يتشدق بملكيته للوطن سواء أكان مسؤولا او غير ذلك فهو واهم الوطن للجميع وسيظل واحدا موحدا ولكي يتحقق ذلك على أرض الواقع يجب ان يتحقق العدل والمساواه وان يعطى لكل ذي حق حقه !!
شكرا لك وسنتابع ماتبقى من حلقات قادمه
والى ذلك يُثبّت الموضوع لأهميته !!

نجيب قحطان الشعبي 03-09-2010 03:12 AM

لك الشكر ياشبامي على ردك الجميل ولك الشكر على تثبيت الموضوع.. حياك الله ياابن الأصول ياذوق.
مع التحية للخليفي ولكل اصحاب التعليقات.

عدني قديم 03-12-2010 04:21 PM

نجيب الشعبي يكتب بكل ملل في جميع المنتديات بإسم مستعار هو سامي لقمان

ويطبل لنفسه ويلمع نفسه بإسم سامي لقمان

أبحثوا عن إسم سامي لقمان في الجوجل لتعرفوا كيف يقوم نجيب الشعبي بإستخدام هذا المعرف لتلميع نفسه

على الرغم من أنه يشتم آل لقمان في نفس الوقت

ويمدح نفسه بإسم سامي لقمان بشكل سطحي مضحك

تناقض

عقدة نقص

مرض

وملل

هذا هو نجيب الشعبي

ذهب 03-12-2010 07:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدني قديم (المشاركة 475325)
نجيب الشعبي يكتب بكل ملل في جميع المنتديات بإسم مستعار هو سامي لقمان

ويطبل لنفسه ويلمع نفسه بإسم سامي لقمان

أبحثوا عن إسم سامي لقمان في الجوجل لتعرفوا كيف يقوم نجيب الشعبي بإستخدام هذا المعرف لتلميع نفسه

على الرغم من أنه يشتم آل لقمان في نفس الوقت

ويمدح نفسه بإسم سامي لقمان بشكل سطحي مضحك

تناقض

عقدة نقص

مرض

وملل

هذا هو نجيب الشعبي

اخونا عدني قديم لقد خلطوا الجماعة بيننا لاني لست على وفاق مع اساطير نجيب وانا عاهدت نفسي على ان لا اشتبك معة لانة يملك اكبر دخيرة من السفة والشتائم والكلام البدىء ويلك من البدوي لا تمدن والاعمى لا فتح

عدني قديم 03-12-2010 11:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذهب (المشاركة 475433)
اخونا عدني قديم لقد خلطوا الجماعة بيننا لاني لست على وفاق مع اساطير نجيب وانا عاهدت نفسي على ان لا اشتبك معة لانة يملك اكبر دخيرة من السفة والشتائم والكلام البدىء ويلك من البدوي لا تمدن والاعمى لا فتح

المشكلة يا أخي أنهم واخذين فيه مقلب هنا في السقيفة

الرجل عالة

عاطل عن العمل منذ أن وعى

يشحت بإسم ابوه داخل اليمن وخارجها

ولديه عقدة من عدن وأهلها لأن أهله كانوا خدم فيها

سفيه ومكشوف مهما تذاكى فقدراته محدودة وإحتكاكه معدوم

نوم وقات قات ونوم


ستلاحظ أنه سيلف ويدور ويشتم ويهرف وسيتجنب نقطتين فقط

أولاً أنه هو من يكتب بإسم سامي لقمان في كل المنتديات (فاضي طبعاً) لا شغلة ولا مشغلة

والثانية لن يتحدث أن جدته روشان كانت شغالة هندية في بيت لقمان مع جده ولن يجرؤ على أن ينفي هذا الأمر

عبدالرحمن صالح العوذلي 03-13-2010 07:57 AM

مقالك رائع رائع ياستاذ نجيب ولك كل الحترام والتقدير يابن قحطان الشعبي. ولكن ماهذا التعليقات الغريبة والمبتذله هنا بأسم واح اسمه ذهب والثاني عدني قديم مالهم هؤلاء هل تجننوا فالمقال بوادي وهم يريدوا يسبوا للاستاذ نجيب! لعنة الله عليكم ياسفله

سامي لقمان 03-14-2010 02:47 AM

نجيب قحطان الشعبي:الجزء2 من "لا أتقرب لحراك, والشمال لم يكن ملجأي الوحيد"
 
"لا أتقرب لحراك, والشمال لم يكن ملجأي الوحيد" ..الجزء2

صحيفة"الشارع" اليمنية في 13/3/2010

بقلم : نجيب قحطان الشعبي

في الجزء الأول من هذا المقال, بدأت الرد على بعض الإخوة المسؤولين من أبناءالشمال اليمني الذين لم يعجبهم مقالي السابق "الوحدة اليمنية: نشوء وتطور الفكرة.. واهتزاز الإنجاز!" فزعموا بأن عدن طردتني ولم أجد غير الشمال ملجأ والآن أتنكر له! فأوضحت بأني لم أتنكر للشمال في شيء , وأوضحت بأن عدن لم تطردني ولكنني وأشقائي ووالدتنا – رحمها الله – وزوجتي أخذنا في الهروب من اليمن الجنوبي منذ 1976م بعد أن ازدادت ممارسات اليسار الطفولي الحاكم حينذاك سوءاً, , كما أوضحت بأننا استقررنا بالقاهرة وهناك كنا نحظى برعاية رسمية بتوجيهات كريمة من الرئيس الراحل أنور السادات, وبينت كيف كانت شهامة ورجولة الملك فهد بن عبدالعزيز معنا منذ أن كان ولياً للعهد ثم عندما صار ملكاً للعربية السعودية, وختمت مقالي بأني سأتناول بالجزء التالي من المقال علاقتنا بالكويت والإمارات والسودان واليمن الشمالي وليبيا على التوالي حتى يتبين لمن "ينخطون" علينا بأن الشمال لم يكن ملجأنا الوحيد فقد تعددت أوطاننا ولم نكن بحاجة للجوء إلى اليمن الشمالي أو إلى بلد بعينه.
ولم أكن أتوقع أن الجزء الأول من هذا المقال سيعجب عموم القراء ممن تواصلوا معي, بما حواه من تفاصيل سردتها أثناء حديثي عن إقامتنا بمصر والسعودية وتفاصيل قيامي بالحج في عام 2000م مع زوجتي وأبناء الأربعة في ضيافة المغفور له الملك فهد, وقد ردد على مسامعي أكثر من صديق بأن جمال المقال يكمن في جمعه بين السياسة وأدب الرحلات وطالبوني بالتوسع في سرد التفاصيل الشخصية لكسر حدة الجوانب السياسية في المقال, وأنا أشكرهم ولكنني لن أستطيع التوسع وإلاّ سيطول المقال إلى 10 أجزاء مثلاً, ولذلك اكتفي بسرد بعض الوقائع وليس كلها, وعندما أسرد واقعة فأنني أكتفي بسرد بعض تفاصيلها وليس كلها.. ومن يدري فلعلي أخصص مقالات مستقبلاً تحكي كل الوقائع أو معظمها وبالتفاصيل (إذا أكرمني الله بطول العمر وكامل الصحة التي أخذت تنهار في السنوات الأخيرة والحمد لله على كل حال).


مع الكويت وفيها
وبعد مصر والسعودية, انتقل للكويت, فأثناء إقامتنا, شقيقي ناصر وأنا, بمصر في سبعينات القرن الفائت وقبل أن يهرب بقية أفراد الأسرة من اليمن الجنوبي أمر الشيخ صباح الأحمد الجابر وزير خارجية الكويت حينئذ (أميرها حالياً) وكانت تربطه بوالدنا علاقة إخاء ممتازة أثناء الكفاح المسلح لتحرير جنوب اليمن المحتل (14 أكتوبر1963 – 30 نوفمبر 1967) أمر سفيره بالقاهرة (سليمان ماجد الشاهين وكان من أفضل من عرفت من سفراء, وصار لاحقاً وكيلاً لوزارة الخارجية) بأن يخصص لي ولشقيقي ناصر منحة دراسية كاملة لكل منا وعلى أفضل مستوى يتمتع به الطلبة الكويتيين بمصر, وقد سألت السفير "أليست المنح متساوية للطلبة الكويتيين؟" فأجاب بالنفي وأوضح لي بأن هناك طلبة يدرسون على منح من وزارة التعليم, وآخرين على منح من وزارات أخرى, والبعض على منح من شركات نفطية, والبعض يدرس على نفقة الأمير, وغيرهم على نفقة ولي العهد, وهناك من يدرسون على نفقة وزير الخارجية, وأبلغني السفير بأنه سيخصص لنا منحتين بمثل المنح التي يتقاضاها المبعوثين الكويتيين من وزارة التعليم فمنحهم هي الأفضل مادياً, وقال "سنقيد ما تتقاضونه على النفقة الشخصية للشيخ صباح وفقاً لأوامره" فكنا شقيقي وأنا يا أصحاب "النخيط" يتحصل كل منا شهرياً على مبلغ أكبر من مرتب رئيس جمهورية مصر حينئذ ناهيك عن تذاكر سفر سنوية لأي بلد نختاره, وبدل لملابس الصيف, وبدل آخر لملابس الشتاء, وبدل للدروس الخصوصية, وعلاج وأدوية مجاناً بالمركز الصحي الكويتي بالقاهرة - بمدينة المهندسين- أو خارج المركز إذا استدعى الأمر, وعندما تزوجت أضافوا لي مبلغ شهري, وكلما أنجبت طفلاً يعتمدون له مبلغ شهري.
وأود الإشارة إلى أن دولة الكويت هي أكثر دولة توسطت لدى عدن لإطلاق سراح والدي بل وقدمت ضمانات بأنه إذا سمح له بالمغادرة إلى الكويت فإنها لن تسمح له بممارسة أي نشاط سياسي ضد الحكم بعدن, ولكن عدن رفضت الوساطات الكويتية أسوة بكل الوساطات الأخرى.
وكنت وشقيقي ناصر نلتقي بالشيخ صباح كلما زار القاهرة, ومن كرمه علينا أنه في 1978م استضافنا, شقيقي وأنا, بالكويت وأحطناه بأننا تخرجنا ونرغب بمواصلة الدراسة العليا فضحك وقال "ناس كثير يطلبون مني أن أنفق عليهم وكأنني قاعد على بئر بترول, لكن بالنسبة لكم اطمئنوا فسوف تستمر المنح المخصصة لكم وعلى نفقتي ولو تحبوا تجوا تستقروا بالكويت الآن أو بعد إكمال دراستكم العليا فستكونون بين أهلكم" وأكرمك الله يا شيخ صباح بحق ما أكرمتنا في فترة كانت الأحلك ظلاماً ليس بالنسبة لنا ولكن بالنسبة لكل شعب الجنوب منذ أن سكنه الإنسان (وهي حقبة السبعينات من القرن الفائت التي كانت أكثر من كابوس يجثم على صدر الشعب في الجنوب فالسلطة التي يفترض بها أن تسهر على راحة الشعب أخذت تمارس بحقه الإغتيال بالرصاص داخل المعتقلات والسجون وخارجها, سحل علماء الدين بمختلف المناطق حتى الموت, حبس إلى ما شاء الله, مصادرة الممتلكات الخاصة, انتفاضات سلطوية باسم الجماهير, مسيرات 1972م التي قادها رئيس مجلس الرئاسة سالم ربيع علي بنفسه وهتفت بشعارات غريبة منها "تخفيض الراتب واجب "! " تأميم المساكن واجب "!"سحل الكهنوت واجب"! " تقطيع الشياذر واجب"! وخذ الكثير من مثل هذه الشعارات المدمرة للحياة وللاقتصاد وللدين ولمكارم الأخلاق, وماذكرته آنفاً ما هو إلا غيض من فيض الإجرام والتنكيل بشعب الجنوب).
وبالعودة لزيارتنا للكويت, كنت أحب أن أحكي للقارئ عن السائق المصري الظريف الذي كان يقود السيارة المخصصة لنا أثناء الزيارة, وأن أحكي عن سينما السيارات والتي كانت حينئذ هي الوحيدة في الوطن العربي (ولا أعلم هل لا تزال الوحيدة), وعن الثلاجة التي كانت بغرفتنا وتمتلئ بأفخر أنواع الشيكولاتة والعصائر والمكسرات وتطالها أيدي منظفي الغرف أكثر مما تطالها أيدينا, وغيرها من الذكريات الجميلة والطريفة ولكن إذا سردت ذلك فسيطول كثيراً هذا الجزء من مقالي.
ولم يعكر علينا صفو وجمال زيارتنا للكويت إلا أن نستيقظ ذات يوم على رنين الهاتف لنسمع أحد أسوأ الأخبار في حياتنا.

مغامرة إنقلابية ودار الرئاسة يقصف
كان خبراً سيئاً نقلنا من السعادة إلى التعاسة الشديدة, فذات صباح استيقظنا على مكالمة هاتفية من "محمد المهنا" مدير مكتب الشيخ صباح وإذا به يقول لي "عندي لكم أخبار سيئة فقصر الرئاسة بعدن يدور فيه قتال شديد ويقصف براً وجواً ونحن نعلم بأن والدكم محبوس في منطقة الرئاسة, والشيخ صباح كلف سفيرنا بعدن أن يبذل ما يستطيع لمعرفة مصير الرئيس قحطان الشعبي". كان ذلك في صباح 26 يونيو 1978 الذي أحبطت فيه القيادة الجماعية بعدن (عبدالفتاح إسماعيل, علي ناصر محمد, علي سالم البيض, علي عنتر, صالح مصلح, مطيع, علي شائع وغيرهم, وبتأييد علي باذيب كممثل لإتحاد الشعب الديمقراطي أي الشيوعيين الذي ذاب في التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية, وأنيس حسن يحيى كممثل لحزب الطليعة الشعبية أي البعثيين سابقاً الذي ذاب هو الآخر في التنظيم السياسي الموحد) المغامرة الانقلابية التي أقدم عليها سالم ربيع لتصفية رفاقه المذكورين جسدياً بعد أن أرغموه على الاستقالة والرحيل عن الجنوب, مما أسفرعن مصرع نحو 1200 شخص في منطقة دار الرئاسة واستسلام ربيع ومن كان معه من أعضاء اللجنة المركزية للتنظيم السياسي الموحد وكانا عضوين وأعدموا الثلاثة بنفس اليوم.. وقد ستر الله على والدي فقد قصف الكوخ الذي كان معتقلاً فيه في بداية القتال فلم تمر خمس دقائق إلا وقد احترق الكوخ وقتل 15 جندياً الذين كانوا مكلفين بحراسته وأصيب هو بعدة شظايا وظل مطلق السراح في منطقة الرئاسة ليومين حتى عثروا عليه جالساً تحت شجرة لا يقوى على الوقوف نتيجة الشظايا بقدميه وكان بيده المذياع وهو الشيء الوحيد الذي حرص على أن يحمله معه وهو يغادر الكوخ المشتعل (وإذا أراد الله فسأروي مستقبلا بالتفصيل ما حدث في ذلك اليوم الرهيب وما تلاه).
المهم, عندما أبلغنا المهنا بذلك الخبر اعتبرنا أبانا في عداد القتلى فطلبنا منه أن يحجز لنا على أول طائرة تتجه إلى القاهرة, فحجز ووصلنا مساءاً إلى مطار القاهرة ونحن في غاية الأسى والضيق حتى أن الضابط الذي استلم جوازاتنا بالمطار سألنا "أنتو من عدن وكنتم بمصر ورحتم الكويت, رحتوا تعملوا أيه هناك؟" فرددت عليه منفعلاً "مش شغلك, إحنا مش ناقصينك أنت كمان الساعة دي, اختم الجوازات وخلصنا" فقال "وكمان بتزعق لي؟ طيب اتفضلوا معايا" وأخذنا لمكتب ضابط كبير, فحاول هذا أن يفتح معنا تحقيقاً فطلبت منه الاتصال بمدير مباحث أمن الدولة (حبيب العادلي وزير الداخلية حالياً وقد ذكرته بالجزء الأول من مقالي) فاتصل به ولم يجده فتحدث إلى عبدالرحمن حجازي (كان ضابطاً كبيراً بمباحث أمن الدولة, وكان ودوداً, ولا أعلم أين هو الآن) فأفهمه حجازي بوضعنا الخاص في مصر ومن ثم اعتذر لنا الضابط الكبير بالمطار وقام بواجب ضيافتنا بالشاي وعصير الفاكهة (سألته عما إذا كانوا يدققون مع أبناء كل الدول العربية القادمين إلى مصر, فأجاب بأنهم يدققون مع أبناء ثلاث دول عربية فقط, فسألته عنها فقال: الأردن وسوريا واليمن الجنوبية).
ولأن الشيء بالشيء يذكر, حدث لي موقف مشابه منذ أيام بمطار عدن صباحاً فقد تعجرف علي مدير الأمن السياسي بالمطار وهو من أبناء الشمال الأعلى, وانتهى الأمر بأن اتصل بي بعد ساعة وكيل الأمن السياسي من صنعاء – محمد جميع – واعتذر لي, وفي المساء اتصل مدير الأمن السياسي لمحافظة عدن – فيصل البحر – ليعتذر لي أيضاً, وسأحكي القصة لاحقاً فهي لها علاقة بخلق الحساسية لدى بعض الجنوبيين تجاه ابناء الشمال بل والوحدة, ولكن الآن سنبقى مع من "ينخطون" بأنني لم أجد ملجأ إلا الشمال.

مع الإمارات وفيها
في عام 1978م تلقينا عرضاً كريماً جداً وذلك في عهد الراحل الشيخ زايد بن سلطان بأن نمنح "مواطنة" دولة الإمارات العربية المتحدة (وهي درجة أرفع من الحصول على الجنسية) وقد استمعنا لذلك العرض من على لسان الشيخ أحمد خليفة السويدي وزير الخارجية آنئذ (ومستشار الشيخ زايد لاحقاً) الله يذكرك بالخير ياشيخ أحمد, ولكننا أحطناه بأننا لا نعلم أصلاً أين سنستقر بعد أن نكمل دراستنا العليا بالقاهرة "لذا نخشى أن نحصل على المواطنة الإماراتية ثم لا نستقر لديكم فماذا ستقولون عنا, فالأفضل أن ننتظر".
وفي ذلك العام زرنا, شقيقي وأنا, أبو ظبي ونزلنا في ضيافة الدولة وبالنظر لكثرة أصدقائنا وأقاربنا المقيمين هناك وتمنياتهم علينا بأن نطيل فترة بقائنا بينهم غادرنا الفندق الذي كنا مستضافين فيه وانتقلنا لنعيش بضعة أيام لدى الأصدقاء والأهل في أبو ظبي, وأيام أخرى لديهم في الشارقة, وغيرها في رأس الخيمة حتى امتدت إقامتنا هناك لنحو شهر.

"رويترز" وخبر كاذب
وأثناء زيارتنا المذكورة لدولة الإمارات, نشرت بعض الصحف نقلاً عن وكالة "رويترز" بأنه تم تشكيل تنظيم سياسي جديد معارض لنظام الحكم باليمن الجنوبي ويرأسه عبدالقوي مكاوي (أمين عام جبهة التحرير سابقاً التي كانت القاهرة قد شكلتها في يناير 1966كبديل للجبهة القومية واحتجزت السلطات المصرية قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف ومنعتهما من مغادرة مصر لمعارضتها دمج الجبهة القومية في جبهة التحرير, حتى تمكن فيصل من تضليل الأجهزة المصرية وغادر بعد نحو 9 أشهر من الاحتجاز إلى بيروت ثم إلى تعز فالجنوب وقام بعقد المؤتمر الثالث للجبهة القومية في "حمر" القريبة من قعطبة في نوفمبر/ديسمبر 1966م والذي اتخذ قرار فصل الجبهة القومية من جبهة التحرير) وجاء في خبر "رويترز" بأن الرجل الثاني في قيادة هذه التنظيم الجديد هو محمد علي هيثم (رئيس الوزراء بعدن بعد 22 يونيو 1969 وحتى 1971م) والرجل الثالث هو كاتب هذا المقال, ولما كان الخبر عار من الصحة فأنني اتصلت بمكتب الوكالة في المنامة -عاصمة البحرين- وكذبت الخبر ثم انشغلت بزيارات وعزومات الأهل والأصدقاء بالإمارات فلم أطالع الصحافة وكنت أظن بأنه لابد وأن تكون الوكالة قد بثت النفي الذي قدمته لها, ولم أعلم بأنها لم تبثه إلا بعد عودتنا للقاهرة.

مع علي عنتر ومدير مكتبه
بعد عودتنا للقاهرة, وجدت لدى القائم بأعمال سفارة عدن بالقاهرة رسالة من العقيد علي عنترعضوالمكتب السياسي وزير الدفاع بعدن يستنكر فيها إقدامي على الانضمام إلى المكاوي وهيثم في التنظيم الجديد فأنا – حسب وصفه– شاب نظيف ومن أسرة كان لها قيادة النضال التحرري في الجنوب, ومضيفاً بأن الامبريالية تدرك بأن شعبنا قد مل المكاوي وهيثم وغيرهما من "الوجوه المحروقة"-حسب تعبيره- ولذلك أخذت تبحث عن وجوه جديدة نظيفة لا يزال لها احترامها لدى شعب الجنوب "مثلك يانجيب", وكتب "من حقك ممارسة النشاط السياسي ولكن من داخل الجنوب لا من خارجه وسنسمح لك بهذا إذا عدت لبلادك" وأضاف "فقط لا يشرفنا أن يكون نجيب قحطان الشعبي في صف المكاوي وهيثم" وكلام كثير آخر ليس هنا مجال لنشره, ومن الواضح أن علي عنتر كان مكلفاً من قبل المكتب السياسي للاتصال بي فالرسالة لم تكن شخصية فإلى جانب توقيعه كانت تحمل خاتم وزارة الدفاع. فرددت عليه نافياً ما نشر عن انضمامي للتنظيم الجديد وأحطته بأنني قد اتصلت بوكالة "رويترز" وكذبت الخبر, فبعث لي برسالة خطية أخرى يقول فيها بأنه كان يتمنى أن يطالع نفياً مني لكنه لم يطالع أي نفي, وهنا أدركت بأن الوكالة لم تبث النفي! وتحدث في الرسالة عن أشياء أخرى ليس هنا مجال نشرها (منذ نحو 10 أعوام تبادلنا أحمد الحبيشي رئيس تحرير "14 أكتوبر" حالياً وأنا الردود بعدما كتب مقالا في "26سبتمبر" عقب عودته لليمن التي غادرها إثر حرب1994م فرددت عليه في "الطريق", فرد هو في "الأيام", فرددت عليه ثانية في "الأيام" ووضعت في ردي الثاني عنوان بريدي الإلكتروني ليكتب لي القراء الراغبون في أن أوافيهم بما كتبناه وتبادلناه الحبيشي وأنا من مقالات, فكثير من القراء فاته بعض منها, وكان من بين الرسائل التي وصلتني حينئذ-أي منذ نحو10سنوات- رسالة من محمد العبادي الذي عرفني بنفسه بأنه سفير سابق ويقيم بالولايات المتحدة منذ ما بعد حرب 1994م وأنه كان في سبعينات القرن الفائت مديراً لمكتب علي عنتر عندما كان وزيراً للدفاع وقد أشار إلى تلك الرسائل التي بعثها لي عنتر والمذكورة آنفاً وقال "علي عنتر كان يملي رسائله إليك وأنا أكتبها" وسرد أشياء أخرى عديدة. وبعد أن نشرت "الشارع" مقالي بالعدد الفائت نشرته بعض المواقع الإلكترونية الإخبارية المستقلة والشهيرة والمحترمة مثل "التغيير" لصاحبه الصحفي اللامع عرفات مدابش, و"مأرب برس" (وللأسف فإن مقالي منشور بمأرب برس تحت عنوان خاطئ هو"لا أتقرب للحراك, والشمال كان ملجأي الوحيد"! وعلى الرغم من أن المقال أنتقل من الصفحة الرئيسية إلى قسم "كتابات" نتيجة حلول مقالات جديدة إلا أنه ولا فخر-أو حتى بفخر- لايزال حتى لحظتنا بفجر الخميس 11مارس هو المقال الأكثر قراءة بالموقع منذ أسبوع وهذا وفقاً لما ينشره مأرب برس بنفسه فشكراً للموقع وزائريه ولكن صحح العنوان ياصالحي) وكذا نشر المقال في "الطيف" و"صدى عدن" و"تاج عدن" وهي المواقع الانفصالية الأكثر شهرة وهي الأكثر مصداقية مقارنة ببقية مواقع ومنتديات الحراك الإنفصالي الجنوبي التي تتسم عادة بالأسفاف وتمتلئ بالبذاءات والأكاذيب والمقالات السطحية والتي يكفي أن يزرها المرء مرة ليصاب بنكد وغثيان يمنعانه من زيارتها ثانية. ومن بين التعليقات المنشورة في المواقع المذكورة وغيرها رداً على الجزء الأول من المقال(والتي لا أستطيع قراءتها كلها لكثرتها فأكتفي بأختيار بعضها عشوائياً) كان من محاسن الصدف أن يكون محمد العبادي هو كاتب أول تعليق في"الطيف" مما أدى إلى أن تقع عيناي على تعليقه كونه الأول, وقد كتبه من واشنطن في مساء السبت الفائت-أي صباح الأحد بتوقيت اليمن- الذي نشرت فيه "الشارع" مقالي ومن ثم المواقع الإلكترونية, ويقول تعليقه "يا أستاذ نجيب, أسمح لي أن أحييك, وأن أشكرك على المعلومات التي تفضلت بإسدائها, ومن ناحيتي أود أن أقول لك بأنني مطلع على مراسلاتك مع الشهيد علي عنتر, وأنني كاتب الرسائل التي بعثها إليك, لقد عملت من 1977 إلى 1979 مديراً لمكتب المناضل علي عنتر, وأعرف كم كان يعظم والدك, وكم كان ناقم على أولئك الذين اغتالوا فيصل.. ليرحم الله شهدائنا الأبرار, وليتنا الآن نعمل ونكمل مسيرتهم ونتعلم من أخطائهم, بارك الله فيك..خير خلف لخير سلف".سيطالع العبادي بإذن الله مقالي هذا منشوراً في "الطيف" فأرجو أن يكتب تعليقاً يذكر فيه بريده الإلكتروني لأراسله عليه (فلا أستطيع ياعبادي أن انشر لك هنا عنوان بريدي الإلكتروني وإلا سيصلني ما لا أتحمل من مراسلات, فيكفي أن بريدي يمتلئ حالياً برسائل من يعرفون عنوانه ويسعدني ذلك بالطبع ولكن المشكلة هي في مطالعتها جميعاً ناهيك عن أن أرد عليها جميعاً).
وأظن أنه يتبين من مراسلات علي عنتر بأن عدن لم تطردني بل كانت تتمنى عودتي حتى أن وزير الخارجية محمد صالح مطيع عرض علي في القاهرة في نهاية 1976م-عام تخرجي في كلية الإقتصاد والعلوم السياسية- تعييني سفيراً شريطة أن أعود لعدن أولا! فقلت له "لو أنتم مخلصين في هذا العرض فعينونني دون أن أعود, ومستقبلا ربما أعود, لكن لن أعود الآن فسفرائكم عادوا للجنوب لحضور مؤتمر ولم يغادروه إلا للآخرة!"

روحك يا فيصل دمرتهم والجنوب لايزال يدفع الثمن
ومن المفارقات أن مطيع بنفسه قامت السلطة في عدن بتصفيته جسدياً هو الآخر فيما بعد! ففيصل عبداللطيف مؤسس حركة القوميين العرب باليمن والقائد الميداني لحرب تحرير الجنوب, الذي اريق دمه في إحدى زنزانات معتقل الفتح بالتواهي بعدن في1970م وأذاعت السلطة حينها كذباً بأنه قتل عند محاولته الفرار من المعتقل, ووفقاً لنبؤة أبي كان لابد أن تحل لعنة فيصل بجميع أفراد السلطة حينئذ, سواء من تآمروا على قتله أو من سكتوا على قتله, فيقتل أكثرهم ومن يبقون على قيد الحياة يخرجون من السلطة جميعاً عن بكرة أبيهم (أغتيل خالي فيصل في الزنزانة المجاورة لزنزانة والدي, وبعدها نقل والدي إلى كوخ بالرئاسة ليعتقل إنفرادياً حتى أعلنت عدن عن وفاته في 7يوليو1981, وفي أول زيارة إليه سمحت بها السلطة لنا نحن أبناؤه ووالدتنا في 1970م كان من كلامه الذي لايزال يرن في أذني "لا تنخدعوا ياأولادي بالشعارات البراقة التي ترددها السلطة فهي شعارات زائفة ولو كان هناك خير في الشيوعية لكنت أول من يأخذ بها وليس هؤلاء الجهلة فأنا لي أكثر من 25 سنة في السياسة, لكنني وجدتها تحطم الدين والقيم السامية ولا تحقق العدالة في الإقتصاد أو بين الناس, وهؤلاء بإستثناء عبدالله باذيب لايعرفون معنى الماركسية أو اللينينية ولذلك هم واخذين الشيوعية تهريج وهرجلة, فحافظوا على انفسكم من الشعارات الهدامة واصمدوا وتمسكوا بالدين, فهذا النظام لن يدوم وأؤكد لكم بأن هذا النظام بعدن الذي يعتبر نفسه شيوعياً سينتهي خلال20 سنة أو25 سنة على أكثر تقدير وسأكون أنا قد مت فأذكروا حينها ما قلته الآن"...أما عن إغتيال فيصل فإضافة لنبؤته المذكورة آنفاً, كان مما قاله "روح فيصل ستحطمهم كلهم. ومادام قتلوا فيصل فلن يرى الجنوب خيراً لخمسين سنة قادمة".

وأكتفي بما أوردته هنا, وهذا المقال كان يفترض أن يكون من جزئين لكن سأمده إلى ثلاثة, فإلى اللقاء في العدد القادم بإذن الله.

عبدالرحمن صالح العوذلي 03-14-2010 07:24 AM

تسلم يدك ياابن قحطان وابو قحطان الموضوع ضخم وكنت تقدر تقسمه عشره مواضيع لقد اشبعتني بمطاعه مقال دسم ومشوق ومليان معلومات الله يوفقك وننتظر الجزء3 والشكر موصول للاخ سامي لقمان على اختياره هذا الموضوع الرائع لينقله لنا فجزاك الله خير

نجيب قحطان الشعبي 03-14-2010 11:14 AM

شكر لسامي.. ولفت نظر الشبامي والخليفي
 
شكرا ياسامي سبقتني بنقل الموضوع حتى تكون "كايدهم" بحق وحقيق..وشكرا لابو صالح الشبامي انه طرد المدعو عدني قديم لقلة ادبه وقد دخل السقيفة فقط ليحاول الاساءة لي (انسان غير طبيعي قي تفكيره)وعمل لنا ازعاج لبعض ساعات ولكنه سيعود ليواصل تفاهاته . شكرا لابوصالح وللخليفي لموقفهما الحاسم ..بس ليش تتخذوا الموقف متأخرا( كالمطافي التي تصل بعد انطفاء الحريق!)

المهم يابو صالح انتم مقفلين البريد لذا اكتب إليك وللخليفي لتثبيت هذا الموضوع ليكون بجانب اخوه(الجزء1)فيطالعما القراء مع بعضهما... وتقبلا تقديري.

نصر اسد 03-14-2010 03:26 PM

سيرة ذاتية للأخ نجيب قحطان الشعبي مليئة بالمنعطفات وتستحق التأمل بعمق لغرابتها من حيث الكم الكبير من تضخيم "الأنا" ..
الأكثر غرابة هو إسم الناقل للسيرة هنا وهو الأخ سامي لقمان الذي أكد عدم مسؤوليته عن نقلها وأن من يكتب بإسمه هنا ما هو إلا منتحل لإسمه
أنا شخصياً تواصلت مع سامي لقمان الحقيقي وهو ينفي كل صلة له بما يكتب بإسمه في المنتديات وقد أستغرب من هذا الفعل الدال على تفاهة من يقوم به لتغطية عقدة نقص به ..
ولعلم الجميع وعلى رأس الجميع إدارة المنتدى أن سامي لقمان لا يكتب ولا يشارك في المنتديات بأي شكل من الأشكال وللتأكيد عليكم بمطالبة من ينتحل إسمه بما يثبت صحة إنتسابه لهذا الإسم (وهو لن يثبت لكم ما يفتقده) أو وقفه مع ترك الحرية له ليختار له ما يعجبه من معرفات ماعدا إنتحال أسماء أناس حقيقيين لهم وجودهم وكيانهم الخاص الذي يتأثر بما ينسبه لهم رخاص النفوس وواسعي الذمم بإنتحالهم لأسمائهم وأنتم جميعاً تعرفون ما قد يسببه الإنتحال لأسماء الآخرين من مسؤوليات ... منها تمجيد من قد لا يستحق التمجيد

سامي لقمان 03-15-2010 02:10 AM

بس يافاروق ومريم لقمان! واستحيا قليلا
 
بالأمس دخلتم علينا باسم "عدني قديم" وبعدما طرد من المنتدى عدتم للكتابة تحت اسم "اسد نصر" وهو اسم مستعار وغير متداول باليمن..يعني للدرجة هذه الاستاذ نجيب قحطان حارقكم ؟ ياجماعة اهدأووا قبل ما تصابوا بذبحة صدرية او تختلوا عقليا..تعليقكم الساذج يقول:
سيرة ذاتية للأخ نجيب قحطان الشعبي مليئة بالمنعطفات وتستحق التأمل بعمق لغرابتها من حيث الكم الكبير من تضخيم "الأنا" .. وهذا هو عين العقل من الاستاذ نجيب فالحكمة المعروفة تقول"إنما الفتى من قال أنا" لكن الجهلة فقط لايعرفون هذه الحكمة.
وايضا يقول ردكم "الأكثر غرابة هو إسم الناقل للسيرة هنا وهو الأخ سامي لقمان الذي أكد عدم مسؤوليته عن نقلها وأن من يكتب بإسمه هنا ما هو إلا منتحل لإسمه"هاهاهاهاها فأنا سامي لقمان فأين هو سامي لقمان "حقكم"؟! هاهاهاهاهاهاها
ويقول الرد الساذج"أنا شخصياً تواصلت مع سامي لقمان الحقيقي وهو ينفي كل صلة له بما يكتب بإسمه في المنتديات وقد أستغرب من هذا الفعل الدال على تفاهة من يقوم به لتغطية عقدة نقص به ..ولعلم الجميع وعلى رأس الجميع إدارة المنتدى أن سامي لقمان لا يكتب ولا يشارك في المنتديات بأي شكل من الأشكال"فبداية معروف من هم التافهين يافاروق ومريم فهذا ينطبق عليكما لا على الاستاذ القدير نجيب الشعبي وسبق ان تحدثت معكم ان تتركوا لي حالي دون جدوى واليوم بعثت لك يا"رومانسي مكحل"ايميلين ونصحتك تعقل ولا تستفز الاخ نجيب فهو له افضال كثيرة على الكثيرين ومنهم بعضاً من آل لقمان ولايزال ينفق على بعضهم بعدن وصنعاء(ر.ع.لقمان وبناتهابعدن, ابناءع.ص.لقمان بعدن, م.+ا.لقمان بصنعاء)حتى لاتتسببا بخراب ديار اقاربكما ولو انني اعرف ان الاخ نجيب عادل ولن يحمل أحد وزر غيره.
ولكي تتهربوا من إظهار سامي لقمان (يمني) آخر, اتيتم بحجة بليدة لايقبلها طفل صغير وهي أن سامي لقمان لا يكتب ولا يشارك في المنتديات بأي شكل من الأشكال" هاهاهاهاهاهاهاها
وتقولا"أنا شخصياً تواصلت مع سامي لقمان الحقيقي وهو ينفي كل صلة له بما يكتب بإسمه في المنتديات وقد أستغرب من هذا الفعل الدال على تفاهة من يقوم به لتغطية عقدة نقص به" ياعيني فقد تواصلتما مع سامي لقمان الحقيقي!!!فإذا كان هناك سامي لقمان غيري فلماذا لا يظهر علينا هو بنفسه؟ هل هو محجب؟ أم وكلكما؟ ام انه ايضا خدام هندي ببيتكم؟هزلت.
وبلا ش شتائم للاستاذ نجيب فليس هناك من منتحل ومزور ومعقد نفسيا غيركما ياأسوأ اقاربي ..وللعلم فإن اسم سامي لقمان هذا منتشر ليس في عدن بل في اليمن الذي سيظل موحداً بإذن الله رغما عن انفيكما يامن تحنان لأيام "عدن للعدنيين" الذي عفا عليه الزمن منذ55سنة. كما أن هناك عربا يحملون نفس اسمي"سامي لقمان"..ويكفيكما ماتقدم فلا تستحقان أن أرد عليكما أكثر من هذا وموتا بغيظكما..قال تواصل "شخصياً" مع سامي قال..هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها

نصر اسد 03-15-2010 02:42 AM

كل من يعرف سامي لقمان الحقيقي سيعرف أنه ليس هذا المنتحل لإسمه وسيعرف ايضا ان لا يمكن لأي فرد من آل لقمان أن ينزل الى هذا المستوى الذي نزل اليه المنتحل لإسم سامي لقمان

لم اسيئ لنجيب قحطان واوضحت بأن سامي لقمان الحقيقي لا علاقة له بما يكتب تحت إسمه لتمجيد من لا يستحق التمجيد بدون أن أسمي أحداً

نؤكد للادارة مرة اخرى بأن سامي لقمان الحقيقي لا يكتب في المنتديات بل لا يدخلها على الاطلاق واستخدام اسمه للاساءة لافراد من اسرته كما يحدث هنا من قبل المنتحل لإسمه هو عمل وضيع لا نظن أن الادارة تسمح به
ما كنت أريد الخوض في هذا الموضوع أكثر مما كتبته أعلاه لكن الإصرار على الخطأ من جانب منتحل شخصية سامي لقمان وسكوتكم عنه دفعاني لإعادة تنبيه الإدارة هنا
وكم هو مضحك هذا الدعي عندما يقول بأن الإسم ليس حكراً على صديقنا سامي لقمان الحقيقي وفي نفس الوقت ينسب نفسه لنفس أسرة سامي لقمان الحقيقي وينتحل إسمه ليمجد من خلاله من لا يستحق التمجيد ويسيئ لآل لقمان الكرام مستخدماً أحد اسماء أبنائهم ... هزلت
أطالب الإدارة حفاظاً على مصداقية السقيفة وسمعتها وقف معرف سامي لقمان لأنه يستخدم للنكاية بأسرة فاضلة وشريفة ولها أيادي بيضاء في مختلف المجالات على الجنوب وعلى اليمن أيضا
أرجو أن توقفوا معرف سامي لقمان المزيف إحتراماً منكم للائحتكم نفسها

سامي لقمان 03-15-2010 03:13 AM

بس ياولد نحن مش فاضيين لسخافاتك..ولو كان عندك مايثبت انه ليس هناك في الدنيا غيرسامي لقمان واحد وأنه ليس هو أنا فساعتتئذ قدم أدلتك لإدارة السقيفة مشفوعة بطلب رسمي من سامي لقمان حقك لشطب اسمي..الناس مش فاضيين لكما أيش ماوراكمش مهرة يافاروق ومريم؟ أولادكم أحق بأن تقضوا معهم الوقت الذي تهدرانه في التنقل بين المواقع والمنتديات, يللا روحا لكما بلا تلفيقات وسخافة وتفاهة. والمفروض يشطبو هذا المسمي نفسه أسد نصر أو نصر اسد لأنه مزور وينتحل ذلك الاسم ..شيئ غريب والله و لقد انطبق المثل اليمني القائل "سارق ومبهرر! " (الذي لا تعرفانه فأنتما تعرفان الأمتال العدنية فقط ولا تعترفان بالوحدة اليمنية ولا بشيئ اسمه "الجنوب" طالعين لجدنا الإنفصالي الأكبر محمد علي لقمان وعمي علي -ابنه- اللذين كانا يروجان لما يسمى ب"القومية العدنية" ويناديان ب"الدولة العدنية"!! الله يرحمهما ويسامحهما

سامية عامر 03-15-2010 04:11 AM

مقال رائع جدا وهو فعلا اشبه بأدب الرحلات ويجمع بين الساسة والذكريات الشخصية المتصلة بالسياسة وبين السفر ولذلك الوضوع خفيف على القارئ حتى انني انزلته الآن لأعيد قراءته.
ولا حول ولا قوة إلا بالله فقد تسببت شهوة السلطة لدى سالم ربيع علي بمقتل 1200شخص في يوم واحد ومنطقة الرئاسة فقط!!! طبعا هذا غير الجرحى ومناصبح معاق.. لك الله ياشعب الجنوب فكم من دمائك اريق في الصراعات على السلطة.من يصدق ان بعض الناس يضحون بأرواح الاف الاشخاص فيي سبيل حيازة الحكم..الله يلعنه كرسي. وتحياتي وتقديري للاستاذ نجيب الذي امتعنا بمقالاته وشكري للاستاذ سامي لقمان على مبادرته بنقل هذا المقال للسقيفة.

سامية عامر 03-15-2010 04:36 AM

سارق ومبهرر!
 
طالعت رد غريب وأعوج ممن يسمى نصراسد يدّعي بأن الاستاذ سامي لقمان ليس هو سامي لقمان ويطالبه بإثبات أنه سامي لقمان!! بينما القاعدة الشرعية تقول "على المدعي البينة" أي ان المدعونصر اسد هو من يجب عليه تقديم مايثبت أن الأستاذ سامي لقمان ليس هو سامي لقمان. وعموما فالاستاذ سامي بسم الله ماشاء الله عليها افحمه. ثم ان المشاركات تكون على الموضوع لا للتشكيك في شخصيات الأعضاء وهو تشكيك لا يقدم ولا يؤخر بشئ فمن حق اعضاء المنتديات ان يسموا نفسهم حتى "باراك اوباما" ولن يزعل أوباما بينما هذا اسد نصر مسويها قضية ويبدو انه فاضي او متعب نفسيا فالمقال بوادي ومشاركته بوادي آخر! ادعو الله له بالهداية فربما يكتب مستقبلا موضوعا مفيدا لقراء السقيفة!

عبدالرحمن صالح العوذلي 03-16-2010 04:01 AM

رجعت منشان اعيد قرائه المقال لانه حلو كثير وفيه معلومات مفيده وشكرا لكاتبه الاخ نجيب قحطان الشعبي وللاخ سامي لقمان ذي نقله لنا

سامية عامر 03-17-2010 06:49 AM

ماقدرت انزل مقال نجيب بجزئية لاتمتع بمطالعتهما كلما سنحت لي الفرصة فالان عدت لمطالعتهما ويالروعة التعبيرات وياللمعلومات فكل الشكر لنجيب ولسامي لقمان فقد اختار موضوع هام لينقله الينا وقام باعداده لتجهيزه للنشر ليخرج علينا بشكله الجميل..الله يوفقهما

نجيب قحطان الشعبي 03-21-2010 06:49 AM

لا أتقرب لحراك, والشمال لم يكن ملجأي الوحيد (3)"نسخة منقحة"
 
لا أتقرب لحراك, والشمال لم يكن ملجأي الوحيد (3) "نسخة منقحة"
نجيب قحطان الشعبي

استعرضت في الجزئين السابقين علاقتنا بالسلطة في اليمن الجنوبي بعد يونيو 1969 عندما تولى السلطة اليسار الطفولي, وقد بلغ سؤ الحال بشعبها أن يصطف في طوابير منذ ما قبل بزوغ الشمس للحصول على بضع ثمار من ضروريات طهي الطعام كالبصل والطماطم, ثم بعد ساعات كثيرة قد يحصل المرء على بعض الثمرات تكون غالباً غير طازجة وقد لا يحصل عليها البتة, وقد صور ذلك الحال بإقتدار الإعلامي المعروف فضل النقيب (خرج من اليمن الجنوبي في أواخر 1973م في وفد رسمي من ثلاثة أشخاص ولم يعد منه غير شخص واحد! فقد فر النقيب وزميل له, وكان هذا يحدث كثيراً في تلك "الأيام العمياء" كما يسميها, وممن فروا من وفود رسمية الاقتصادي الكبير محمد علي الشعيبي – ينتسب لبيحان لا الشعيب – وتلا ذلك إصداره في عام 1972م كتاب "اليمن الجنوبية خلف الستار الحديدي" وبسببه اغتالته عدن في بيروت).

وعن فترة حكم "الرفاق" التي عايشها النقيب في عدن لنحو 3 أعوام فقط وهي في بدايتها, كتب سلسلة مقالات لصحف خليجية, ومما أرخه الآتي:

"كانت عدن في تلك الأيام مليئة بالمفارقات, مفعمة بالإثارة, غارقة في البلبلة واللا معنى. العاصمة عدن قد أجهدت بمعنى الكلمة فتوقفت جميع المصاعد في شارع المعلا الرئيسي أجمل شوارع العاصمة وتوقفت خدمات إضاءة السلالم وجمع القمامة وأصبح على السكان صعود سلالم العمارات العالية في ظلام دامس والاصطدام بأكوام النفايات في كل منعطف".

"وسط هذا البلاء العظيم كانت الماكينة الدعائية تبيع قسائم الجنة في الدنيا وتمني الناس بالمن والسلوى.. بس.. بعد أن نقضي على أمريكا وحلفائها وعلى الثورة المضادة, ولكل أجل كتاب. ولا أدري أي ذهن عبقري تفتق عن فكرة إنزال الناس إلى الشوارع لتثويرالجماهير وإرهاب الطابور الخامس, وما عاد للناس من شغل شاغل إلا المسيرات بالفؤوس والعصي والطبل والزمر و: سالمين نحن أشبالك وأفكارك لنا مصباح..وأشعلناها ثورة حمراء بعنف العامل والفلاح"! لم تعد البلد تنتج شيء سوى الشعارات".

يضيف النقيب "" تذكرت قصة الرئيس سالمين مع المواطن الغـلبان من الشيخ عثمان (أحد أحياء عدن) الذي أشتكى له ضعف حاله بعد تأميم مطعمه ذاكراً أنه متزوج من أربع, فأجابه الرئيس: ومن قال لك أن تتزوج أربع؟ فبهت المسكين, وقال للرئيس بعفـوية: والله لو كنت أدري أنك باتحكم البلاد ما كنت تزوجت أصلا".

الجرادة وصانونة الموز!
ويصورالفشل الفظيع لليسار الطفولي في المجال الزراعي, فينقل عن الشاعر المعروف محمد سعيد جرادة أنه عزمه وعمر الجاوي على "صانونة موز" (خضار مطهو بالموز!) فتعجّب الجاوي فقال له الجرادة "عامل زعيم ولا أنت داري أيش يجري في البلاد؟" وحكى له ما يلي:
"خرجت بعد صلاة الفجر حسب توصيات الزوجة لأكون أول الواقفين في طابور شراء الخضرة من هذه البلوة التي سمّوها جمعية تعاونية, ومع ذلك كان حوالي عشرين شخصاً قد سبقوني وحوالي 15 حجرا مصفوفة ضمن الطابور ولا يتجرأ أحد على زحزحتها لأنه قد لايعود إلى بيته أبداً..المهم فتحت الجمعية ابوابها في الثامنة ووصلت الشباك في التاسعة والنصف فسجّل الكاتب طلباتي وطلب مني الوقوف في طابور شباك الدفع ووصلت في الحادية عشرة والنصف وأرشدني أمين الصندوق إلى طابور استلام الخضرة ووصلت في الواحدة مع أذان الظهر..قرأالموظف الورقة: بامية مافيش..خذ موز, طماطم مافيش..خذ موز, وهكذا تحولت كل طلباتي الى موز..طيب أريد فلوسي..لا ممنوع.عدت الى البيت على رعود الزوجة التي لاتدري شيئا مثلك ياجاوي عما يدور في البلاد, وكان الاولاد قد عادوا من المدرسة يبكون من الجوع, رميت الموز في وجهها وقلت: إعملي صانونة موز" وجيت أعزمكم.


مع السودان
وقد استعرضت بالجزئين السابقين علاقتنا "كأسرة لقحطان الشعبي" بمصر والسعودية والكويت والإمارات, وأضيف هنا بأنه في يونيو 1975 أجريت لي عملية جراحية كبيرة بعد أن انفجرت بداخلي الزائدة الدودية, ومكثت بضعة أيام بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي بالقاهرة, وعلمت بأنه يرقد بالدور الأسفل شقيق الرئيس السوداني جعفر نميري وأن الرئيس الذي يزور القاهرة حينئذ يعود شقيقه يومياً, فنزلت إلى شقيقه وعرفته بنفسي وبقيت معه برهة من الوقت نتجاذب أطراف الحديث (اسمه "مصطفى") وطلبت منه أن يتصل بي عندما يأتي الرئيس نميري لزيارته في المرة القادمة لأنني أرغب في التحدث إليه, وفي عصر اليوم التالي اتصل بي وأخطرني بأن الرئيس موجود وينتظرني, فنزلت وتحدثت إليه عن وضع والدي بالمعتقل وأفدته بأن والدي يعتبر السودان وطنه الثاني (وهذا صحيح فقد درس فيها وتخرج جامعياً ونال قسطاً من الضرب والاعتقال عندما كان يشارك في نشاط الحركة الوطنية السودانية "في أربعينيات القرن 20" المناهضة للاحتلال البريطاني) وذكرته بأن أول دولة اعترفت بنظام حكمه (1969م) هي اليمن الجنوبية في عهد قحطان الشعبي, فوعدني بالتوسط لدى عدن لإطلاق سراحه وقال "وأنتم أيضاً اعتبروا السودان وطنكم الثاني بل الأول وإذا ترغبوا في الاستقرار بالخرطوم فنحن يسعدنا ذلك" فشكرته وقلت له بأننا مرتاحين في القاهرة.
وبعد بضعة أسابيع كنت أطالع حوار صحفي بمجلة "روز اليوسف" مع الرئيس نميري (وأظن أن الصحفي الذي أجراه هو يوسف الشريف) وقد سأله الصحفي عن الدور القومي للسودان, فأجاب مورداً أمرين فقط, كان أحدهما هو أن الخرطوم توسطت لدى عدن لإطلاق سراح قحطان الشعبي ولكن حكومة عدن لم ترحب بالوساطة.

في اليمن الشمالي
وبدعوة من أسرة صديقة (من اليمن الشمالية) قمت وزوجتي وأبني الوحيد حينئذ( "قحطان" وكان في الثالثة من عمره وهو الآن طبيب) بزيارة لصنعاء في أبريل 1981 وهي أول زيارة لي لليمن الشمالي, وزرت تعز والحديدة (التي لم أزرها ثانية منذئذ فعندما زرتها وكنا لانزال في شهر أبريل لم أطق البقاء فيها لرداءة طقسها فغادرناها في اليوم التالي على الرغم من أن الفندق والسيارة كانا مكيفي الهواء ولكن المرء لن يظل حبيس الفندق والسيارة) وعدنا لصنعاء ذات الأمطار الغزيرة الرعدية المصحوبة بحبات البرد في هذا الشهر من كل عام (في السنوات الأخيرة قل كثيراً تساقط الأمطار عليها في موسميها وهما أبريل ويوليو بسبب تغير المناخ عالمياً) وهممت بالعودة للقاهرة ولكنني فوجئت بعبدالعزيز عبدالغني (رئيس الوزراء الأسبق, رئيس مجلس الشورى حالياً) يطلب مني تأجيل السفر "فالرئيس علي عبدالله صالح يريد رؤيتك ولكنه الآن في الحديدة" فانتظرت أسبوعاً ولم أتلق اتصالاً فأبلغته بعزمي على السفر فطالبني بالانتظار "فالرئيس يريد رؤيتك ولكنه مصاب بانفلونزا" فانتظرت أسبوعاً آخر ليحيطني "لا تسافر فالرئيس يريد رؤيتك ولكنه عندما يصاب بالانفلونزا فأنها تطول عنده" فصارحته بأن إقامتي لدى أقاربي طالت فلابد أن أرحل, فعرض علي الانتقال مع أسرتي للإقامة بأحد الفنادق على حساب الحكومة, فشكرته واعتذرت عن عدم الانتقال لفندق حتى لا يستاء أقاربي.
وبعد أيام جاء اتصال من مكتب رئاسة الجمهورية (بشارع الزبيري, الذي يديره علي الآنسي) وكان للرئيس مكتباً فيه, وطلب مني الحضور لمقابله الرئيس.
كان الرئيس حينئذ في عز الشباب ويكبرني بنحو 10 أعوام ولكن من يراه ويراني في الأعوام العشرة الأخيرة سيظنني الأكبر سناً! وكان - ولا يزال في مقابلاته لي – شخصاً ودوداً ويتعامل معي بمنتهى الذوق واستطيع أن أصفه بأنه "جنتلمان" (حتى وإن أغضب هذا جماعة الحراك فأنا أكتب ما أنا مقتنع به لا ما يرضي الحراك أو السلطة أو غيرهما) ومن تهذيب الرئيس أنه يتحمل كلامي الذي قد لا يكون أحياناً لائقاً بسبب صراحتي الشديدة (وهي عيب لا ميزة).
في ذلك اللقاء وكنا في يونيو 1981 أخطرني الرئيس بأنه عندما التقى عبدالفتاح إسماعيل (رئيس اليمن الجنوبي) في الكويت في 1979م بعد الحرب الشطرية الثانية(حيث وقع الرئيسان في الكويت اتفاقية وحدوية جديدة كانت هي الأخرى حبراً على ورق) فإنه طرح عليه موضوع إطلاق سراح والدي فرد عليه بأن قحطان تجنن والأفضل أن يبقى في السجن! (وكان عبدالفتاح وسالم ربيع كلما توسط رئيس لإطلاق سراح قحطان لا يجدان ما يبرران به استمرار اعتقاله انفرادياً دون محاكمة أو تحقيق أو حتى تهمة, فتفتق ذهنيهما عن فكرة الإدعاء بأن "قحطان تجنن ولو أطلقنا سراحه فلن يعرف أولاده"! وقد أفادني أكثر من حاكم عربي بذلك, فقلت للرئيس بأن عبدالفتاح يكذب فلو قحطان تجنن فعلاً لأطلقوا سراحه فوراً فهو لن يعود يشكل خطورة بالنسبة لهم. وقال الرئيس بأنه توسط مؤخراً لدى علي ناصر محمد (وكان حينئذ في ابريل 1981م قد صار رئيساً وأميناً عاماً للحزب الاشتراكي بعد إرغام عبدالفتاح في أبريل 1980م على الاستقالة والسماح له بمغادرة البلاد) فقلت للرئيس بأنني غير متفائل, فقالي "أنا متفائل فعلي ناصر وعدني" قلت له "وأنا أؤكد لك بأنهم لن يطلقوا سراحه", ثم قال "أيضاً الكويت تتوسط الآن لإطلاق سراح والدك" فقلت "نعم, وهي كثيراً ما تتوسط بل هي أكثر دولة توسطت لدى عدن ولكن دون جدوى".
وفي ذلك اللقاء وجه الرئيس دعوة كريمة لأسرة قحطان الشعبي لننتقل من القاهرة للاستقرار بصنعاء, وقال "تأكد بأنكم ستكونون هنا في رعايتي" وسلمني أمراً بتخصيص ألفي دولار شهرياً لأسرة قحطان الشعبي تصرف من السفارة اليمنية بالقاهرة, كما كتب أمراً بتمليك الأسرة بيتاً بصنعاء من أملاك الدولة أو استئجار بيت, ثم كتب أمراً ثالثاً بمساعدة مالية لي دون أن أطلب ذلك وقد جاءت في وقتها المناسب فنقودي كانت قد نفدت من طول إقامتنا بصنعاء.
وقد وجدت الرئيس من النوع الذكي فهو"لماح" أي كما يقال "يفهمها وهي طايرة" ولم أخبره برأي والدي فيه حتى لا يعتبر ذلك نفاقاً مني, فعقب توليه الحكم (17 يوليو 1978) كان الكل في اليمن وخارجه والصحافة العربية والغربية يتوقعون أن لا يمتد حكمه لأكثر من 6 أشهر, لكن والدي كان له رأي مغاير – وكان يرحمه الله لا يخطئ له تنبؤ فقد كان كمن يقرأ المستقبل وكل ما يتنبأ به يتحقق فسبحان الله الذي يخص بعض عباده بما يشاء – فعندما لحقت والدتي بنا إلى القاهرة ولم يكن قد مضى على الرئيس في الحكم إلا بضعة أشهر, سألناها عما يقومه أبانا عنه, فقالت أنها عندما زارته سألته "تقول يا قحطان كيفه علي عبدالله صالح؟" فرد عليها "هذا ولد شجاع وذكي وهو الذي سيعرف كيف يحكم اليمن واليمنيين ولذلك سيطول حكمه".
واكتفي بهذا القدر فسأترك البقية للعدد القادم بإذن الله, فلدي تنويه أود كتابته الآن.

حاقدون يركبهم عفريتي!
كاتب من عدن (ف.ع.لقمان) يعمل بالقطعة ببعض الصحف, وترفض تلك الصحف تثبيته وظيفياً, وعندما "ودفت" إحداها(سعودية) بتثبيته أكتشفت أنها تورطت معه فطردته ,ومعه قريبه(س.خ.لقمان) وقريبتهما(م.ع.لقمان) وهم من أسوأ آل لقمان التي عرفت ناسا افاضل كرجل الأعمال صالح علي لقمان والمؤرخ حمزة علي لقمان(يرحمهما الله) وعلى الرغم من تفاهة الثلاثة المذكورين بالحروف الاولى, وبرغم بذاءاتهم بحقي ودأبهم على الكتابة باسماء مستعارة في المواقع الإلكترونية مهاجمين ببذاءة الوحدة اليمنية وأبناء الشمال بدون أي سبب منطقي إلا أنني سأترفع عن ذكر سبب من طرد من وظيفته! وسبب الشعور بالنقص لدى من لا يفوق ليلا او نهارا! وسبب فرار كل من يخطب ابنة ثالثتهم! ومقالاتي منذ أشهر التي استنكرت فيها إقدام الدولة على إطلاق اسم محمد علي لقمان على شارع بحي كريتر بعدن وعلى قاعة بجامعة عدن كون هذا التكريم لا يجب ان يصدر عن دولة تصف نفسها بالوحدوية وتطارد من يدعون لإنفصال الجنوب, فمحمد علي لقمان وولده علي كانا أكبر إنفصاليين في خمسينات وستينات القرن 20 أثناء الأحتلال البريطاني للجنوب فقد كان لايؤمنان لا بوحدة اليمن ولا بوحدة الجنوب فقد كانا يعتبران العدنيين "قومية"! وكانا يطالبان بريطانيا بفصل عدن عن الجنوب ومنحها الإستقلال ليقام على أرضها "الدولة العدنية"هذا وهما أصلا ليسا من أبناء عدن الأصليين فقد جاء آل لقمان من بلاد تركب الأفيال أيام الهجرة إلى عدن التي فتحها الأستعمار البريطاني لطمس عروبة عدن! وقمت بإنتقاد الدولة لأنها تعادي دعاة "الجنوب العربي" بينما هي تكرم جماعة "عدن للعدنيين" الذين نادوا بـ"الدولة العدنية" مع أن دعاة "الجنوب العربي" أكثر وحدوية بكثير من دعاة "الدولة العدنية" فهم على الأقل يؤمنون بوحدة الجنوب.
وهكذا صار "ف+س+م.لقمان" لا هم لهم إلا أن يحاولوا تشويه صورتي (بل وكل أسرتي) متوهمين بأنهم سيستطيعون ذلك بنشر أكاذيب وتلفيقات حتى وإن كان لا يصدقها العقل. ولأنهم بلا "مهرة" أخذوا وعلى مدار الساعة يلفون ويلفون على المواقع الإلكترونية يبحثون عما إذا كانت قد نقلت مقال لي وكلما وجدوا مقال يكونون كمن أصيبوا بحالة صرع أو يركبهم عفريت نجيب الشعبي فيأخذون في كتابة تعليقات لا تتضمن تفنيداً لأي شيئ كتبته (فنجوم السماء أقرب لهم من أن يستطيعوا إثبات عدم صحة أي شيئ مما أكتبه) وإنما هي تعليقات تافهة فهي لا تخرج عن إطار الشتم والتلفيق..وتارة يعلقون باسم"صبيحي" وتارة أخرى باسم"ابن الشمال"(يظنون في نفسهم الذكاء بأنهم سيثيرونني على الإخوة والأصدقاء من أبناء الشمال, لا والله فالحين!) وتارة يعلقون باسم "فادي عدن"! وفي موقع آخر يعلقون باسم "زمراوي"! واسماء مستعارة أخرى عديدة! فالجنون فنون.
ومنذ أيام وجدوا أن المنتدى المحترم "سقيفة الشبامي" قام بتثبيت مقالي قبل الفائت("لأهميته" مثلما كتب المشرف العام على السقيفة الأصيل ابن الكرام أبو صالح الشبامي) فقاموا بالتسجيل في الموقع باسم"عدني قديم" وهات ياهجومات تافهة علي وعلى والدي وجدودي ناشرين أكاذيبا لا تعبر إلا عن تفاهتهم وغبائهم لأنها أكاذيب لا يصدقها أي انسان عاقل, مما حدا بإدارة السقيفة لإيقاف عضوية المدعو "عدني قديم" في نفس اليوم الذي سجلت فيه عضويته (وقد سخر منه الخليفي الهلالي مشرف قسم"الحوار السياسي" وهو مشرف "لماح" كمشرف الأخبار السياسية بالسقيفة "حد من الوادي" والفارق هو أن الأول وحدوي يمني والثاني فك ارتباطي ولا أظن أن هذا تناقضاً من السقيفة فظني هو أن ابو صالح يريد بذلك تحقيق التوازن السياسي للسقيفة, المهم هو أن الخليفي رد على"العدني القديم" كاتباً: مله وكيف يا"عدني بالي" كل لك "تنبل" واسجع لك).
ثم وبمجرد أن نشرت السقيفة الجزء2 من المقال عقب نشره السبت الفائت في "الشارع" ركبهم عفريتي كالعادة فكتبوا فيها نفس التفاهات باسم مستعار آخر(نصر أسد!) فلطمتهم إدارة السقيفة مجدداً بأن قامت مشكورة بتثبيت الجزء2 من مقالي بجانب الجزء1(تثبيته تعني أن يظل منشوراً بالصفحة الأولى لقسم"الحوار السياسي" لأسابيعاً, وأحيانا لشهوراً مثلما حدث لمقالاتي السابقة).
وقاموا يعلقون في موقع "الطيف"(الموقع الجنوبي الشهير)على مقالي الفائت بأنه ممل ولايستحق القراءة! مع أنه يتبين من عدد الذين قراؤه (مثلما ينشر في "الطيف" أسفل صورتي وعنوان المقال) أنه الأكثر قراءة من بين المقالات المنشورة بالموقع.
وشدوا رحالهم وذهبوا للموقع الإخباري "مأرب برس" الذي يديره الصحفيين اللامعين والمهذبين محمد الصالحي وأحمد عايض, فوجدوا مقال السبت الفائت(13مارس) منشوراً, فركبهم عرفيتي مجدداً فامتشقوا اسمائهم المستعارة ليكرروا تعليقاتهم التافهة ليهاجموني هجوما شخصياً ويدعون بأن مقالي عبارة عن أكاذيب لا تستحق المطالعة! مع أنه إلى هذه اللحظة (العاشرة والنصف من مساء الخميس18مارس) وكما ينشر مأرب برس بنفسه فإن مقالي المنشور بقسم "نقطة ضؤ" هو "الأكثر قراءة منذ أسبوع"(حتى اللحظة جرت قراءته 7025 مرة وبفارق نحو 5000 قراءة عن المقال بالمرتبة الثانية) والحمد لله فلكل مجتهد نصيب.
وعاد عفريت نجيب الشعبي ليركب الثلاثة عندما وجدوا مقالي الأخير منشوراً بالموقع الجنوبي الشهير أيضاً "صدى عدن" فعلقوا بنفس التعليقات وهي أنه مجرد أكاذيب لاتستحق القراءة! مع هؤلاء"الأذكياء" يشاهدون بأم عيونهم أن الموقع ينشر على صفحته الرئيسية بأن هناك أربعة مقالات هي "الأكثر مشاهدة" بالموقع ويأتي مقالي أولها(ولك الحمد يارب, فما توفيقي إلا بك).
ولو كان أولئك التعساء يعيشون باليمن وطالعوا العدد الفائت من "الشارع"(13مارس2010) لتفككت ما تبقت من مسامير عقولهم, فأنا بنفسي فوجئت بـ"الشارع" تبرز المقال فتضع له عناويناً فرعية ضخمة ناهيك عن نقل بعض فقراته إلى الصفحة الأولى (وأحياناً أكتب مقال لا أتوقع أن يلاقي قبولا كبيرا فأفاجأ بالعكس تماماً!)
ومن أطرف ماحدث مع المقال الفائت هو أنه كان منشوراً في "مأرب برس" بالصفحة الرئيسية ككل مقال جديد ينشره الموقع, وكالعادة بعد يوم أو يومين ومع نشر مقالات جديدة يتحرك المقال الأقدم لينتقل للصفحة الداخلية الأولى فالصفحة2 وهكذا, ففوجئت بصديق يبلغني بأنه علم بأن مقالي منشور بمأرب برس بالصفحة الداخلية الأولى فدخل الموقع ليطالعه فلم يجده فطن أنه مع توالي المقالات صار مقالي بالصفحة2 لكنه لم يجده ولا حتى في الصفحات3 و4أو ماتلاها! فإندهشت ودخلت للصفحة الداخلية رقم1 التي كنت قد شاهدت بها المقال في اليوم السابق فلم اجده! فدخلت الصفحة2 ثم 3 ثم 4 ولم أجده! ووجدت فقط مقالاتي السابقة له مؤرشفة بتلك الصفحات الداخلية, فأحترت في الأمر وقال لي صديقي المشار إليه ممازحاً "مش يمكن إدارة مأرب برس صدقت ذلك الأهبل بأن مقالك لا يستحق القراءة فرفعته من الموقع" فكتبت للصالحي(رئيس تحرير الموقع) إيميلا اسأله أين سار مقالي؟ فأمس كان منشورا بالصفحة 1 ومباشرة بعد مقال الحذيفي والآن إختفى! فجاء رده كما يلي:
(الاستاذ الفاضل نجيب قحطان..مقالك لم يختفي او يحذف وإنما اتت مقالات بعدة فتم ارشفته الكترونياً في ارشيف المقالات, ولأهمية المقال فقد قمنا بنقله الي قسم"نقطة ساخنة" في وسط الصفحة الرئيسية ليظل ظاهراً للعيان,وتقبل خالص الود.محمد الصالحي)
فشكراً كثيرا ًللصالحي ولجميع المواقع التي تنشر مقالاتي, وطبعاً لصحيفة"الشارع"..وانتم يا حاقدون موتوا بغيظكم والأحسن تأكلوا لكم تنبل وتهجعوا لكم!

وإلى اللقاء مع نهاية هذه السلسلة في الأسبوع القادم بإذن الله.

نجيب قحطان الشعبي 03-21-2010 08:35 AM

الإخوة المشرفون..صباح الخير
يرجى التكرم بحذف النسخة الاخرى من هذا المقال حتى لا يرتبك القراء..مع التحية

الماسه* 03-21-2010 02:56 PM


اقتباس:

يضيف النقيب "" تذكرت قصة الرئيس سالمين مع المواطن الغـلبان من الشيخ عثمان (أحد أحياء عدن) الذي أشتكى له ضعف حاله بعد تأميم مطعمه ذاكراً أنه متزوج من أربع, فأجابه الرئيس: ومن قال لك أن تتزوج أربع؟ فبهت المسكين, وقال للرئيس بعفـوية: والله لو كنت أدري أنك باتحكم البلاد ما كنت تزوجت أصلا".
اقتباس:

عدت الى البيت على رعود الزوجة التي لاتدري شيئا مثلك ياجاوي عما يدور في البلاد, وكان الاولاد قد عادوا من المدرسة يبكون من الجوع, رميت الموز في وجهها وقلت: إعملي صانونة موز" وجيت أعزمكم.
اقتباس:

وانتم يا حاقدون موتوا بغيظكم والأحسن تأكلوا لكم تنبل وتهجعوا لكم!
هههه آسفه جدا استاذ نجيب بس خفة دمك ظاهره جدا على تعليقاتك وكتاباتك:)

اولا انا تابعتك منذ ان دخلت السقيفه وكم كنت اتمنى الرد ولكني تراجعت لانه لايوجد لدي رصيد سياسي كبير يماثل رصيدك او وثائق بحيث يكون ردي لائقا بالموضوع فأنا لااريد ان اذهب الى الشيخ جوجل ففيه من الخزعبلات والترهات الكثير ..ولم اكن اريد ان اعلق لمجرد حب الظهور بل من اجل الاضافه..
بالنسبة للهجمة الشرسة والتي تتعرض لها فلا اقول سوى اعانك الله على ماتلاقي من أذى..فالصابرون يوفون اجورهم يوم القيامة دون حساب.والمثل يقول
((لاترمى بالاحجار الا الاشجار المثمره))
لفت نظري ذكرك لكتاب الشهيد الراحل محمد علي الشعيبي ((اليمن خلف الستار الحديدي)) والذي قرأته منذ زمن طويل ولكن لاتوجد لدي نسخه منه الآن..
وعند وصولي الى الصفحة التي كتب فيها الجدول الذي يحوي اسماء الشهداء وبياناتهم شعرت بقلبي ينقبض.. وعندما قرأت الاسماء والبيانات بدأت دموعي تتساقط وكأنني اعرف تلك الاسماء واحدا واحدا!!!..
شعرت بالم شديد لايمكنك تصوره على من قضى نحبه قتلا وغدرا وسحلا واعتقالا في سجون التعذيب الرهيبه والممارسات التي تقشعر منها الابدان!!!..
الكتاب كان وصف عميق لمعاناة اناس كل ما ارادوه هو الكرامة لانفسهم والعيش الكريم فقط ..فما وجدوا غير الموت!!
ومازلت الى الآن كلما تذكرت تلك الصفحه اشعر بلهيب غريب في قلبي وغضب ممن ارتكب تلك الجرائم !!
سيدي الفاضل اعذرني على الاسترسال ولكن وجب ان نتوقف امام ماكتبه الشهيد محمد علي الشعيبي لعل وعسى ان نتعظ في يوم من الايام وان نتعلم مما حدث في الماضي من مآس لنتجنبها في المستقبل.
وقد قرأت هذا الكتاب عدة مرات من شدة اعجابي به لانه يعتبر وثيقة تاريخية معتمده حتى كدت ان احفظ الاسماء!!!!...رحمه الله الشعيبي رحمة الابرارواسكنه فسيح جناته

اسمح لي سيدي بان اسالك عن نقطتين هامتين مازالتا تشغلان تفكيري عن الكتاب خاصة وانك صديق للكاتب:

النقطه الاولى:

كيف استطاع الشهيد الشعيبي تجميع اسماء الشهداء والمعتقلين باسمائهم وبياناتهم مع اني اذكر بان هناك بعض الوثائق في الكتاب بحسب اعتقادي كانت من منظمات عامله في الامم المتحده
كمنظمة العفو ولكني لست متأكده من اعتقادي لاني لااذكر جيدا كل ماجاء في الكتاب ..فهل اعتقادي صحيحا؟


النقطه الثانيه :

هناك الكثير ممن هربوا الى بلدان اخرى ولكن لم يتم اغتيالهم ..فهل كان سبب اغتيال الشهيد كتابه ((اليمن خلف الستار الحيدي))؟؟ ام هناك سببا آخر.

اخيرا شكرا على هذا الجهد الكبير المبذول من اجل التوثيق لحقبة سوداء من تاريخنا مرت بها اليمن خلال تاريخها الحديث والقديم

والتي لاتساويها في نظري سوى محنة الاسود العنسي وحروب الرده وفتنة القرامطه وحرب 1994.

سدد الله خطاك على دروب الخير..



حامي الجنوب 03-21-2010 03:27 PM

الى القيادي سالم لحول الخليفي
 
احب ان اشكر من قام على اصدار هذى الموقع الهام وكما احب انشكرهم على اختيارهم الموفق في اجرى الحوار مع الشخصيه المخفيه التي تعمل بدون النظر الى مصلحه خاصه من خلال ما نسمع عنه بلوطنيه البته وشجاعته النادرة في وقتناء الحاظر حيث وانه يمتلك شجاعه وعزة نفس وكرامه ويتمنى الخير للجميع هذا الشخص هو القيادي المناظل سالم لحول الخليفي من ابنا محافظه شبوه وبما اني من محافظه عدن اشكرة بسم ابناء عدن الشرفاء واتمنى ان التقي به شخصيا واشكر كل من قام باختيارة ووظعه في دائرة الشباب في الهيه الوطنيه فان دل على شي انماء يدل انا الحراك يختار االشخص المناسب في المكان المناسب وهذى دليل على انا دوله الجنوب القادمه ساتكون دوله حديثه من خلال الشباب والعقول الجديدة التي سوفاء تبني وطن من اجل الجميع وفق الله الجميع

فادي عدن 03-28-2010 09:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجيب قحطان الشعبي (المشاركة 480744)
لا أتقرب لحراك, والشمال لم يكن ملجأي الوحيد (3) "نسخة منقحة"
نجيب قحطان الشعبي

وهكذا صار "ف+س+م.لقمان" لا هم لهم إلا أن يحاولوا تشويه صورتي (بل وكل أسرتي) متوهمين بأنهم سيستطيعون ذلك بنشر أكاذيب وتلفيقات حتى وإن كان لا يصدقها العقل. ولأنهم بلا "مهرة" أخذوا وعلى مدار الساعة يلفون ويلفون على المواقع الإلكترونية يبحثون عما إذا كانت قد نقلت مقال لي وكلما وجدوا مقال يكونون كمن أصيبوا بحالة صرع أو يركبهم عفريت نجيب الشعبي فيأخذون في كتابة تعليقات لا تتضمن تفنيداً لأي شيئ كتبته (فنجوم السماء أقرب لهم من أن يستطيعوا إثبات عدم صحة أي شيئ مما أكتبه) وإنما هي تعليقات تافهة فهي لا تخرج عن إطار الشتم والتلفيق..وتارة يعلقون باسم"صبيحي" وتارة أخرى باسم"ابن الشمال"(يظنون في نفسهم الذكاء بأنهم سيثيرونني على الإخوة والأصدقاء من أبناء الشمال, لا والله فالحين!) وتارة يعلقون باسم "فادي عدن"! وفي موقع آخر يعلقون باسم "زمراوي"! واسماء مستعارة أخرى عديدة! فالجنون فنون.
وإلى اللقاء مع نهاية هذه السلسلة في الأسبوع القادم بإذن الله.


لا أدري لماذا أقحم فادي عدن في هذا
فادي عدن معروف للجميع ولا يشارك في مثل هذه الأمور العائلية وعندما يكتب لا يكتب الا لصالح قضيته وهي قضية الجنوب
لا ينتحل اسماء ولا شخصيات ولا يخوض في أعراض الناس
أتق الله يا نجيب

وفاء صالح بامشموس 03-31-2010 10:44 PM

الأستاذ نجيب,كتاباتك اكثر من رائعة وهي جذابة ومفيدة ,فأرجو أن لاتهتم كثيرا بالتلفيقات والشتائم فالمثل يقول بأن الأشجار المثمرة هي وحدها التي تقذف بالحجارة..وقد قرأت رد الاخ فادي عدن واظن بأن الاخ نجيب لم يقحمه جزافا فعلى الارجح ان احدا كتب بموقع ما بهذا الاسم في اطار حملة التلفيق ومحاولات الاساءة له..عموما هذا تفسيري الشخصي.وتقديري للاخوين نجيب وفادي عدن

ولد نعمان 04-02-2010 01:58 PM

بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــآآآجيــــــــــ~ـــــلُ

سامي لقمان 04-04-2010 12:07 AM

لا أتقرب لحراك, والشمال لم يكن ملجأي الوحيد(الجزءقبل الأخير) بقلم/نجيب قحطان الشعبي
 
لا أتقرب لحراك, والشمال لم يكن ملجأي الوحيد(الجزء4-قبل الأخير)

صحيفة"الشارع" اليمنية في 3/4/2010

بقلم : نجيب قحطان الشعبي




ذكرت في الحلقة الفائتة أنه عندما التقيت في يونيو1981 بالرئيس علي عبدالله صالح لأول مرة وذلك في أول زيارة لي لليمن الشمالي، أبدى تفاؤله بقرب إطلاق سراح والدي (الذي مضى عليه نحو 12 عاماً في الحبس الانفرادي دون محاكمة أو تحقيق أو حتى تهمة) فقد توسط لدى الرئيس علي ناصر محمد فوعده بإطلاق سراحه، قلت للرئيس بأنني غير متفائل، لكنه كان متفائلاً للغاية.
لم يمض غير أسبوع على ذلك اللقاء إلا وبلغني بأن السلطة في عدن نقلت والدي للإقامة بمستشفى مصافي النفط بعدن لعمل فحوصات طبية فانزعجت أشد الانزعاج فمنذ اعتقاله لم يحدث أن اهتمت السلطة بصحته فلماذا تنزله الآن بالمستشفى ليقيم فيه لعمل فحوصات طبية؟! لقد داخلني شعور قوي حينئذ بأنهم في طريقهم لاغتياله بالمستشفى، ولم يخب شعوري فلم تمر غير بضعة أيام إلا وأذاعت عدن (في 7 يوليو 1981) أنه توفي بالمستشفى على أثر نوبة قلبية(وكان عمره حينئذ 57 عاماً) وقد أشعرني بهذا الخبر الصاعقة بعض أقاربي بصنعاء بعدما استمعوا إليه في نشرة أخبار القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية فاتصلت بإخوتي إلى القاهرة في مساء نفس اليوم واكتشفت بأنه ليس لديهم خبر ولإشفاقي عليهم لم استطع أن أبلغهم الخبر.
في مساء نفس اليوم اتصل بي الرئيس ليعزيني وأفادني بأنه اتصل بالرئيس علي ناصر وأبلغه بأنه سينزل إلى عدن لحضور جنازة قحطان الشعبي إلا أن علي ناصر رد بأنه لن يتم تشييع الجنازة رسمياً! فأحاطه الرئيس بأنني موجود بصنعاء وسأله عما إذا كان بالإمكان أن أشارك في تشييع جثمان أبي، فرحب بذلك, فعرض عليَّ الرئيس النزول لعدن لحضور الجنازة لكنني اعتذرت عن عدم استعدادي للنزول، فقال الرئيس "إذا كنت تخشى أن يمنعوك من المغادرة بعد الجنازة فسأبعث معك وزيراً أو وزيرين لمرافقتك والعودة معك، وهناك طائرة خاصة بالمطار ستأخذكم لعدن وتنتظركم لتعودوا إلى صنعاء فور انتهاء الدفن" فكررت اعتذاري "كون أبي انتقل إلى رحمة الله ولن يفيده نزولي إلى عدن فقد غادرتها وهو حي ولن أعود إليها الآن لمجرد أن أرافق جثمانه إلى القبر", وما لم أوضحه للرئيس هو أنني لم أرغب في أن تستفيد السلطة بعدن, التي منذ سنين تركنا لها البلد والجمل بما حمل, من حضوري جنازة والدي فهذا سيوفر لها فرصة إعلامية ثمينة لإظهار أسرة قحطان الشعبي وكأنها لا تزال تعيش بعدن بدليل أن أبنه الأكبر يشارك في الجنازة، فهل بعد كل ما فعلته بنا تلك السلطة منذ 22 يونيو 1969 فأنني أخدمها بنفسي؟ طبعاً كلا, إذ يكفي أن السلطة استثمرت وفاته – وبالأصح اغتياله – في مستشفى المصافي فذكرت في بيان النعي بأنه توفي في مستشفى المصافي لتوهم الناس في الداخل والخارج بأنها كانت ترعاه صحياً وفي أفضل مستشفى بعدن!
وجرى تشييع الجثمان رسمياً وشعبياً بإصرار من علي عنتر (الرجل الثاني في عدن بعد علي ناصرمحمد) وقد اعترض عضو بالمكتب السياسي للحزب الاشتراكي فوبخه علي عنتر بشدة ولدرجة الإهانة فقد قال له "أخوك لما مات أخرجنا له جنازة كبيرة باعتباره مناضل كبير مع أنه لم يكن مناضلاً ولكن نحن جبناه من الشارع وقلنا للناس بأنه مناضل كبير، بينما قحطان أتى بنا من كل مكان بالجنوب وقاد بنا الثورة ثم الآن تعترض على أن تخرج له جنازة؟!".
ملاحظة: عضو المكتب السياسي الذي اعترض لا يزال حياً يرزق ويعيش على رصيف الحياة السياسية بعد أن غادر السلطة وغادرته للأبد, وهو ممن كانوا يملأون الدنيا "نخيطاً" وهم في سلطة عدن.
وبعد صلاة عصر اليوم التالي8 يوليو شيّع الجثمان رسمياً وشعبياً من مسجد العسقلاني بكريترإلى مقبرة العيدروس (الشهداء) وسار في المقدمة علي عنتر(عضو المكتب السياسي للحزب, النائب الأول لرئيس الوزراء, وزير الحكم المحلي) وعلي شائع هادي (عضو المكتب السياسي, رئيس لجنة الرقابة الحزبية) وأنيس حسن يحيى (عضو اللجنة المـركزية, نائب رئيس الوزراء, وزير الثروة السمكية) وعدد من أعضاء اللجنة المركزية وهيئة الرئاسة .
وأنا لم ألتق في حياتي بأنيس لكنني ممتن له فقد كان شجاعاً ولديه مشاعر وطنية فحضر الجنازة وهو الذي لم يكن أثناء حرب التحرير منتمياً للجبهة القومية (كان بعثياً) بينما توارى عن الجنازة "جبناء" المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب ممن كانوا ينتمون للجبهة القومية أثناء حرب التحرير. أما الجانب الشعبي للجنازة فكان عظيماً فقد شاركت جماهير غفيرة (وهذا إعترف به الخبر القصير الذي بثه الإعلام الرسمي لعدن على الرغم من تعتيمه شبه الكامل للجنازة حتى أن الصحيفة الحكومية اليومية الوحيدة "14أكتوبر" إكتفت بنشر الخبر الرسمي القصير ولم تنشر أية صورة لمراسم التشييع) وشارك في التشييع مئات من مناضلي حرب التحرير الذين كانوا ينتمون للجبهة القومية ونجوا من التصفيات الجسدية التي مارسها "الرفاق" في حقبة السبعينات (ونحو 95% منها كانت بحق مناضلي الجبهة القومية) لقد كانوا مناضلين في غاية الوفاء فبعد أن تواروا عن الأنظار وعاد كل منهم ليعيش في قريته فإنهم خرجوا عن صمتهم وجاءوا من مختلف أنحاء الجنوب إلى عدن ليشاركوا في تشييع جثمان قحطان الشعبي إلى مقبرة الشهداء بكريتر, وقد اندهش علي عنتر عندما رأي كثيراً من أولئك المناضلين فقد كان يظن بأنهم ممن جرى تصفيتهم جسدياً في السبعينات وعبر عن سعادته برؤيتهم بأن قال لبعض من حوله "أنا اليوم فخور بأن أرى هؤلاء المناضلين وقد جاءوا ليودعوا قائدهم أثناء حرب التحرير".
وللإنصاف فإنه من بين حكام العهد الماركسي بالجنوب كان علي عنتر أفضلهم على الإطلاق في التعامل معنا فقد كان فيه مرؤة الرجال ونخوتهم (وهناك واحداً أعتبره "علي عنتر الشمال" وهو علي الشاطر, فليس فقط الإثنان عسكريين وبنفس القامة الجسدية ولكن أيضاً فيهما مرؤة ونخوة, والشاطر خدوم ولقربه من رئيس الجمهورية يحل مشاكل كثيرين, وهو وفي لأصدقائه, كما أنه لا يفرق بين شمالي وجنوبي).
بعد أسابيع من وفاة والدي بعث علي عنتر رسولاً إلى صنعاء ليقول لي "علي عنتر يقول لك أنه كان يتمنى أن تحضر جنازة والدك لترى تقدير الشعب والمناضلين له، وهو يدعوك للنزول لعدن في زيارة ولو قصيرة وستكون في ضيافته شخصياً" وقد رددت عليه بالشكر ومعتذراً عن عدم استطاعتي القدوم لعدن حالياً وربما أعود إليها أو أزرها مستقبلاً. وفي العام التالي (1982م) بعث لي رسالة شفوية عبر قريب لي تربطه به علاقة جيدة, جدد فيها دعوته لي لزيارة عدن و" قل لنجيب إذا أي مسؤول كبير أو صغير اعترض على مغادرته الجنوب بعد الزيارة أنا با......عاره" (النقاط من عندي تأدباً، واللفظ شائع الاستخدام لدى أبناء الضالع وردفان، وأثناء الانتخابات النيابية الأولى 1993م كان يقع في الدائرة الانتخابية التي ترشحت فيها بمحافظة لحج معسكر العند ومسجل منه نحو 4500 ناخب عسكري وكان وزير الدفاع حينها هيثم قاسم طاهر-من ردفان- متعاطفاً معي وقال لقاسم يحيى الذي يدخل معسكر العند تحت قيادته قال له أمامي وبمنزله، أي بمنزل هيثم قاسم " قل لضابط العند يأمروا الجنود بالتصويت لنجيب قحطان وقل للضباط والجنود هيثم قاسم يقول لكم أن الذي لن ينتخب نجيب أنا با...... عاره" ثم رتب لي لقاء مع ضباط العند داخل المعسكر وطلبوا صوري فبعثتها، وعقب حرب 1994م أبلغني كثير من المقاتلين في صف الوحدة بأنهم عندما دخلوا معسكر العند وجدوا صوري ملصقة على جدرانه، ومع ذلك لم أفز في تلك الانتخابات فقد انتزع الحزب كل مقاعد الجنوب بالحق وبالباطل وتخلى بمزاجه عن مقعدين فقط أحدهما بحضرموت للمناضل الكبير الحاج صالح باقيس الذي كان عضواً بالقيادة العامة للجبهة القومية تقديراً لدوره النضالي المتميز أثناء حرب التحرير, والمقعد الثاني بمحافظة أبين تلبية لطلب من محمد علي هيثم رئيس وزراء عدن عقب22يونيو1969 وإلى أغسطس 1971 الذي صار عقب الوحدة اليمنية عضواً باللجنة العليا للإنتخابات فحينئذ طلب من قيادة الحزب الإشتراكي أن تمنحه مقعدين من المقاعد النيابية بالجنوب فمنحته مقعداً واحداً. وربما أحكي ما حدث في تلك الانتخابات في مقال آخر ليتذكر أصحاب الحزب أيام أن كانوا هم أيضاً "ينخطون" على عباد الله, ومساكين عمر الجاوي ومحسن بن فريد فقد صدّقا وعد البيض قبيل انتخابات1993م بأنه إذا ترشح رئيس أو أمين عام أي حزب أو تنظيم سياسي فلن ينافسه الحزب الاشتراكي فترشحا بالجنوب وأخلف الحزب الإشتراكي وعد أمينه العام فلم يفوزا!)

في رحاب من حوت كل فن!
عقب وفاة والدي ارتأيت أنه من الأفضل أن تنتقل اسرة قحطان الشعبي من القاهرة للاستقرار بصنعاء، فعلى الرغم من أنه كان بإمكاننا الاستقرار في أي دولة عربية أخرى ممن كانت تفتح لنا ذراعيها (حسبما أوضحت في الأجزاء السابقة من هذا المقال) إلا أنني فضلت تلبية دعوة الرئيس علي عبدالله صالح كوننا سنعيش في اليمن، فإذا كنا قد اضطررنا للنزوح عن شطرها الجنوبي فإننا سنعيش في شطرها الشمالي.
وبالطبع لم يكن هناك بيت مملوك للدولة ليمنح لنا حسب أمر الرئيس (ولا يعقل أن يترك بيت للدولة بصنعاء دون أن يستولي عليه متنفذ) فجرى استئجار سكن لنا فيما مكثنا بالفندق (فندق سبأ وكان قد افتتح حديثاً) نحو شهرين ريثما يتم استئجار سكن مناسب وتأثيثه, وكان من لطف رئيس الحكومة عبدالكريم الإرياني أن سهل مسألة إستئجار السكن وتأثيثه واستخرج من الرئيس أمراً بشراء سيارة لنا.
ولن أنسى أن علوي السلامي وكيل وزارة المالية حينئذ (وزير المالية لاحقاً، وحالياً عضو مجلس الشورى) اختلق عثرات أمام صرف ثمن الأثاث فأفادني البعض بأنه يتعاطف مع النظام بعدن ولذا يعرقلكم، فذهبت للإرياني وأبلغته بأننا لم نترك القاهرة لنتبهذل في صنعاء، فتأثر مما فعله السلامي وكتب أمراً صريحاً بخط يده إلى وزارة المالية بصرف ثمن الأثاث فوراً فصرفه السلامي وهو على مضض، والشهادة لله فإن علوي السلامي وبالذات عندما صار وزيراً للمالية كان من أكثر أبناء الشمال الذين عرفتهم "نخيطاً".
وبعد استقرارنا بصنعاء فوجئنا بأن ما أعتمد لنا هو إعاشة شهرية قدرها 6500 ريال يمني (حوالي1400 دولار, فحينئذ كان الدولار الأمريكي الواحد يساوي 4.6 ريالاً فقط) وبالنسبة لأمر الرئيس بتخصيص 2000 دولار شهرياً لنا تصرف عبر السفارة بالقاهرة فلم أتابعه كون الأسرة انتقلت لصنعاء، وعندما سألت الإرياني عن سبب تحديد هذا المبلغ القليل كإعاشة قال "هذا باعتبار أن والدك كان وزيراً في الشمال"! وكان ذلك أول مسمار في طريق إقامتنا بصنعاء التي سنرى فيها بعد ذلك أياماً "أسود من قرن الخروب" كما يقول المثل المصري! حتى أن القائم بالأعمال الليبي بصنعاء أتاني بعد بضعة أشهر من استقرارنا بصنعاء ومعه دعوة كريمة بإنتقالي وكافة أفراد أسرة قحطان الشعبي إلى طرابلس لنعيش معززين مكرمين في رعاية العقيد القذافي شخصياً.

وسأواصل حديثي بالأسبوع القادم بإذن الله في الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة, التي سيتبعها إن شاء الله مقال جديد بعنوان "بين إنفصالية الإنفصاليين وإنفصالية الوحدويين!".

تنويه: بعد أن راجعت وصححت هذه الحلقة, وقبيل إرسالها لـ"الشارع" بمساء الأربعاء31مارس, بلغني نبأ حزين هو وفاة المناضل الكبير الحاج صالح باقيس (المذكور آنفاً بهذه الحلقة) وقد دفن جثمانه اليوم بعدن وبدأ ذووه في إستقبال المعزين, وتنفيذاً لوصيته يوزع ذووه على المعزين صورته مع صورتي قحطان محمد الشعبي وفيصل عبداللطيف الشعبي كما رفعت صور الثلاثة على مدخل قاعة العزاء فقد أبى باقيس إلا أن يسلك سلوك المناضلين الصادقين حتى وهو يغادر هذه الحياة الفانية, الله يرحمك ياباقيس ويسكنك جنته ويجزيك خيراً على نضالك الكبير في سبيل تحرير وطنك من الإستعمار البريطاني, وصدق الله العظيم القائل "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه, فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".

سامية عامر 04-08-2010 03:54 PM

مش عارفه كيف فات علي مطالعة هذا الجزء من مقال الاستاذنجيب؟ ماأورده رائع بصراحة من حيث المعلومات ومن حيث طريقة السرد المشوقة.حياك الله اخي نجيب وشكرا على مجهودك لتحكي لنا بعض من صفحات تاريخنا الوطني الغائبة عن ذهن معظمنا.الله يوفقك

عبدالرحمن صالح العوذلي 04-10-2010 02:17 AM

والله يابوك ان الشهيد علي عنتر ما قصر معكم ولكن ليش ما ذكرت يااخ نجيب سبب عدم حضور علي ناصر محمد جنازة المغفور له والدك فهذه نقطة حيرتني كثير

عبدالرحمن صالح العوذلي 04-10-2010 02:20 AM

وايضا موقف الاخ انيس حسن يحي كان ممتاز لانه حضر جنازة الرئيس قحطان الشعبي لهذا تزيد الغرابه في ان الرئيس حينها علي ناصر محمد ماحضر الجنازة

سامي لقمان 04-10-2010 06:04 AM

كتب الاخ عبدالرحمن صالح العوذلي:
وايضا موقف الاخ انيس حسن يحي كان ممتاز لانه حضر جنازة الرئيس قحطان الشعبي لهذا تزيد الغرابه في ان الرئيس حينها علي ناصر محمد ماحضر الجنازة
وأنا مثله في غايةالاستغراب لعدم حضور الرئيس علي ناصر جنازة اول رئيس للجمهورية الشهيد قحطان الشعبي فمن الي يسنطيع ان يفسر لنا ذلك الامر الغريب؟؟

سامية عامر 04-10-2010 06:54 AM

امر عجيب فعلا ان يتوارى علي ناصر محمد عن المشاركة في جنازة الزعيم قحطان الشعبي!

سامية عامر 04-10-2010 06:56 AM

ومما اتذكره الان هو انه بعد جنازة الرئيس قحطان بايام خرج علي ناصر ليتقدم الصفوف في جنازة احدى نشيطات الحزب واتحاد نساء اليمن!!!

زهرة الجنوب 04-11-2010 05:21 AM

[SIZE="5"]احيي الكاتب الاستاذ نجيب فالمقال غني بالمعلومات الجديدة ومكتوب باسلوب ممتع. وقد لاحظت ان الاخت سامية عامر كتبت(ومما اتذكره الان هو انه بعد جنازة الرئيس قحطان بايام خرج علي ناصر ليتقدم الصفوف في جنازة احدى نشيطات الحزب واتحاد نساء اليمن!!!) [/SIZE]وهو امر غريب فهل الاخت سامية متاكدة من هذا؟ ولها تحياتي

نجيب قحطان الشعبي 04-25-2010 07:19 AM

لاأتقرب لحراك،والشمال لم يكن ملجأي الوحيد(5)..مع بوتفليقة وبومدين وبن بللا
 
لا أتقرب لحراك،والشمال لم يكن ملجأي الوحيد(5)
مع بوتفليقة وبومدين وبن بللا


نجيب قحطان الشعبي

أشرت في نهاية الحلقة الفائتة إلى أنني ساختم هذه السلسلة من حلقات مقالي في الحلقة القادمة أي هذه الحلقة، لكنني وجدت كثير من الأصدقاء يطالبونني بمواصلتها قليلاً ففيها – على حد قولهم – تشويق ومعلومات كثيرة جديدة مفيدة سياسياً وتاريخياً، وعلى الرغم من أن حالتي الصحية لا تساعدني على الكتابة بل تجعلها شيئاً صعباً بالنسبة لي إلا أنني قررت أن أضيف حلقتين أو ثلاث إكراماً للقراء الذين أعجبتهم السلسلة.. وأهدي هذه الحلقة إلى السياسي والإعلامي المعروف عبده بورجي السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية نائب رئيس تحرير صحيفة "26سبتمبر" الذي وجد في هذه الحلقات تشويقاً وأشار علي بجمعها في كتاب وأنا أعتز برأيه فهو كاتب جيد وقارئ جيد.. كما أهديها إلى رجل من الاتجاه المعاكس وهو عبدالرحمن الوالي القيادي بالحراك والاشتراكي والأستاذ بجامعة عدن الذي يكون أول من يغمرني بعبارات الإطراء فور نشر كل حلقة ولا يتوانى عن إشعاري بأية ملاحظة وهو يجد تشويقاً في هذه الحلقات ويقول بأنه يعجبه أسلوبها "السهل الممتنع". (والوالي من قادة الحراك المتزنين والذين لا يطلعون علينا كل يوم بفرقعة إعلامية لمجرد لفت الأنظار لأنفسهم على نحو مايفعله إثنان منهم, أحدهما بالخارج والآخر بالداخل فهما مصابين بإسهال إعلامي – وبالأصح هوس إعلامي - حتى أنهما تمكنا خلال العام المنصرم وحده من إنتاج تصريحات صحفية مثيرة لم تنتج عشرها الجبهة القومية طوال 4 سنوات من خوضها حرب تحرير جنوب اليمن المحتل, أو جبهة التحرير الوطني طوال 8 سنوات من خوضها حرب تحرير الجزائر!) . والآن إلى ذكريات هذه الحلقة.

في أحد أيام السبعينات من القرن الفائت (1977م) وكنت وشقيقي ناصر قد غادرنا الجنوب نهائياً في العام السابق، وكان هو في ذلك العام 1977م بالسنة النهائية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة (قسم الاقتصاد) فيما كنت أنا قد تخرجت في العام السابق 1976 في نفس الكلية (ولكن بقسم العلوم السياسية) ولم يكن بقية أشقائنا ووالدتنا قد لحقوا بنا بعد (فراراً من الستار الحديدي المضروب حول اليمن الجنوبي والذي أقامه نظام الحكم الماركسي بعدن)، في مساء ذلك اليوم ذهبنا إلى فندق الشيراتون (شيراتون الجيزة، وهو أول فنادق شيراتون العالمية يفتتح بمصر، وأظنه افتتح في 1969م) ذهبنا لنجلس قليلاً في إحدى كافيتريات الفندق لتناول بعض المرطبات على أنغام الموسيقى الكلاسيكية الغربية وكنا نفعل ذلك أسبوعيا مرة أو مرتين على الأكثر.
وصلنا إلى الفندق ولم نكن نعلم بأن اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب على وشك الانعقاد فيه، ولدى وصولنا فوجئنا ببعض الأشخاص – ربما هم من موظفي الاستقبال بالفندق وربما هم من مراسيم جامعة الدول العربية – يهرعون إلينا مرحبين ويسيرون أمامنا وبجانبنا يفسحون لنا الطريق من المتواجدين بصالة الفندق ولم يتركونا إلا بعد أن فتحوا أمامنا باباً اجتزناه لنكتشف – شقيقي وأنا – بأننا في قاعة اجتماعات يتواجد فيها بعض وزراء الخارجية العرب ولم يبدأ الاجتماع بعد! فنظرنا لبعضنا بدهشة ثم انطلقت ضحكاتنا.
لقد كان مدهشاً أنه لا توجد إجراءات أمنية للتدقيق في شخصيات الداخلين إلى الفندق في ذلك الوقت الذي سينعقد فيه اجتماع الوزراء العرب, أو على الأقل للتدقيق في شخصيات الداخلين إلى قاعة الاجتماعات! بل أن موظفي الفندق أو الجامعة (جامعة الدول العربية) هم الذين يرافقوننا إلى قاعة الاجتماع دون أن يسألنا أحد من أنتم؟ أو أي بلد تمثلون؟
في ذلك المساء كنا – شقيقي وأنا – قد ارتدينا البدلات الأنيقة التي فصلناها مؤخراً لدى ترزي (خياط) شهير بالقاهرة، وارتدينا معها ربطات العنق الفاخرة، وركبنا سيارتنا الجديدة، فموظفي الفندق أو- الجامعة - شاهدونا ونحن نوقف سيارتنا الجديدة عند باب الفندق ونترجل منها ونحن نرتدي الملابس الأنيقة ثم نناول مفاتيح السيارة لأحد العمال بموقف السيارات الخاص بالفندق ليأخذ السيارة إلى الموقف.. فكان ذلك كافياً لأن يظن موظفي الفندق – أو الجامعة – بأننا من المشاركين في الاجتماع فهرعوا لاستقبالنا وكان ما كان.
بالطبع غادرنا قاعة الاجتماع وقررنا أن نذهب إلى صالة الفندق الفاخر حيث تتناثر طاولات من حولها مقاعد، فالجلوس هنا سيكون أفضل من جلوسنا بأي من كافيتريات ومطاعم الفندق فطالما أن هناك اجتماع لوزراء الخارجية العربية إذن فالجلوس بالصالة سيتيح لنا أن نراقب عن كثب وصول من لم يصلوا بعد وبينهم وزير خارجية عدن محمد صالح مطيع.
لقد انتظرنا وصول مطيع لنطرح عليه للمرة العشرون موضوع إطلاق سراح والدنا وخالنا (خالنا الآخر وليس فيصل عبداللطيف فخالنا فيصل اغتيل بالمعتقل بعدن في 1970م) وهو سوف يرد علينا للمرة العشرون بنفس الاسطوانة المشروخة التي يشغلها لنا كل عضو بالمكتب السياسي للتنظيم السياسي الحاكم بعدن وهي "شوفوا باقي الرفاق بالمكتب السياسي فالقرار ليس لي وحدي!".
وفجأة لمحنا عبدالعزيز بوتفليقة وزير خارجية الجزائر (الرئيس حالياً) يسير بمهل في إحدى الطرقات المتفرعة عن صالة الفندق وهو يتجاذب أطراف الحديث مع وزير خارجية البحرين، فتذكرنا بأنه في زيارة قمنا بها لوالدنا في معتقله عندما سمحت لنا السلطة بذلك فأنني أحطته بأنني "التقيت مؤخرا بسالم ربيع - رئيس مجلس الرئاسة - وطالبته بإطلاق سراحك أو محاكمتك كون وضعك الحالي غير قانوني ولا حتى إنساني فالاعتقال طال أمده كثيراً فرد علي بأن القرار ليس بيده ولذلك يجب أن أراجع باقي أعضاء المكتب السياسي، وعندما قلت له: والدي هو الرئيس العربي الوحيد المعتقل، رد بأن بن بللا معتقل أيضاً".

توضيح: بن بللا هو أحمد بن بللا, جزائري المولد, ومن أبوين مغربيين, وهو مناضل كبير ومن مؤسسي جبهة التحرير الوطني الجزائرية التي خاضت حرب تحرير ضد الفرنسيين الذين كانوا يعتبرون الجزائر إقليماً فرنسيا وراء البحار (حرب التحرير 1954م-1962م) وعقب استقلال الجزائر اختير رئيساً للجمهورية، وفي 1965م أطاح به انقلاب عسكري بقيادة العقيد هواري بومدين الذي صار رئيساً للجمهورية ووضع بن بللا تحت الإقامة الجبرية، وفي 1980م أفرج عن بن بللا في عهد الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد وحينها ظهر بن بللا بمظهر شاب يتحلى بوافر الصحة. عمره الآن نحو 94 عاماً ويقيم بسويسرا.

توضيح: هواري بومدين هو اسم تنظيمي أما الاسم الحقيقي فهو أحمد إبراهيم بو خروبة, وهو من أهم قادة حرب تحرير الجزائر من الاستيطان الفرنسي, وكان أثناء حرب التحرير رئيساً لأركان المنطقة الغربية من الجزائر, وأثناء رئاسة بن بللا للجمهورية كان بومدين نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً الدفاع.

عندما أحطت والدي بردود سالم ربيع قال لي ولأشقائي "عندما تكونوا تطرحوا على المسؤولين موضوع إطلاق سراحي كرروا لهم بأنني الرئيس العربي الوحيد المعتقل، وعندما يردون عليكم بأن بن بللا معتقل أطلبوا منهم أن يسألوا الرئيس هواري بومدين كيف يعامل بن بللا؟ وبعدها قولوا لهم: لا تطلقوا سراح والدنا ولكن عاملوه بمثل ما يعامل الجزائريون الرئيس بن بللا".
ثم حكى لنا ما يلي " عندما زرت الجزائر في عام 1968م وأنا رئيس للجمهورية ناشدت الرئيس بومدين أن يطلق سراح الرئيس بن بللا، وقلت له بأنني مستعد أن أضمن شخصياً عدم ممارسته لأي نشاط سياسي مناهض للسلطة الجزائرية إذا ما أفرجتم عنه، فكل ما أهدف إليه هو أن تتوفر له حياة طيبة تليق بتضحياته ودوره النضالي في سبيل تحرير الجزائر، فأكد لي بومدين بأنهم يوفرون له حياة مريحة وكريمة وكل طلباته مستجابة وقال لي بالحرف الواحد: بن بللا لا يعيش في معتقل ولكن في مزرعة وأؤكد لك يا أخ قحطان بأن بن بللا يعيش حياة أفضل من الحياة التي نعيشها أنت وأنا".
أضاف أبي "سمعت من إذاعة لندن وأنا هنا بالمعتقل بأن بن بللا تزوج بصحفية جزائرية وكونهم يسمحون له بالزواج فهذا يؤكد بأنهم يعاملونه معاملة حسنة جداً مثلما أكد لي بومدين".
وفي زيارة أخرى لوالدنا قال : هؤلاء الجماعة – أي السلطة – يعرفوا بس يتحججوا ببن بللا، وأنا سمعت من إذاعة لندن قبل شهور بأن بومدين استقدم من أوروبا "طبيب أذن" شهير ليفحص ويعالج بن بللا الذي يشكو من متاعب في أذنه, بينما أنا منذ أسبوعين أصبت بآلام شديدة في أذني فأرسلت لسالم ربيع عبر الجنود الذين يحرسوني أطلب أن يحضروا لي أي "طبيب أذن" من أي مستشفى بعدن فتجاهل طلبي، وعندما قلت للجنود بأن الرئيس بومدين أحضر من أوروبا "طبيب أذن" كبير ليعالج أذن الرئيس الجزائري السابق قال لي جندي من بلاد ربيع: وأنت عالج نفسك وأسكب بأذنك جاز، فصحت فوقه وقلت له أنتم أصلكم صعاليك ومجرمين، وحتى الجنود الذين من الضالع زعلوا منه وأهانوه وكانوا سيتقاتلون هم والجنود الذين من منطقته (بزنجبار,محافظة أبين).

توضيح: سمحت السلطة لنا بإحضار مذياع (جهاز راديو ترانزستور) لوالدي ولم يكن لديه تلفاز، وقد منعنا هو من أن نطالب بالسماح له بحيازة تلفاز فقد قال "لا أريد تلفزيون فلا أريد أن أرى صورهم هؤلاء الذين كانوا يتآمرون علينا منذ اليوم الأول للاستقلال" كما كان ممنوعاً عليه الأوراق والأقلام، وحتى أدوات تناول الطعام لم يسمح له إلا بحيازة "ملعقة" فيما منع عنه السكين والشوكة بحجة أنه قد يستخدمها كسلاح!

عندما لمحنا- شقيقي وأنا - بوتفليقة يسير بإحدى ردهات فندق الشيراتون وبرفقته وزير خارجية البحرين, ارتأينا أن نوضح له الوضع السيئ الذي يعيشه والدنا ونناشده أن تطلب الجزائر من عدن معاملته بنفس معاملة الجزائر لبن بللا, فنهضنا من مقاعدنا واتجهنا إليه وصافحناه والوزير البحريني, وقلت له "نرجوا أن نتحدث معك لبضع دقائق..." وقبل أن أعرفه بأنفسنا قاطعني قائلاً "بوليساريو"! (سأوضح بالحلقة القادمة المقصود بتلك الكلمة ولماذا قالها) فقال له شقيقي "لا, نحن ابناء الرئيس قحطان الشعبي المحبوس بعدن منذ استقالته" فأخذ يصافحنا مجدداً وبحرارة, ثم أشار إلى طاولة قريبة حولها مقاعد وقال " أقعدوا هنا وسأحضر إليكم بعد دقيقتين".

تنويه: أجدني مضطراً للتوقف هنا ومواصلة الحديث بإذن الله في الحلقة القادمة، فقد وجدت هذه الحلقة طويلة فهناك الفصل الثاني منها وهو بعنوان "مع بوتفليقة" وهناك الفصل الثالث وهو بعنوان "بين البوليساريو والحراك الجنوبي"، لذلك ارتأيت الاكتفاء بما أوردته هنا حتى لا تطول الحلقة على القارئ وتختلط في ذهنه أحداثها.


الساعة الآن 12:44 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas