سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   سقيفة الأخبار السياسيه (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=56)
-   -   صلة الحضارمة بالملاحة البحرية جنوب بلاد العرب وفي الخليج العربي إلى ظهور الإسلام (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=59131)

حد من الوادي 12-12-2009 09:49 PM

صلة الحضارمة بالملاحة البحرية جنوب بلاد العرب وفي الخليج العربي إلى ظهور الإسلام
 

صلة الحضارمة بالملاحة البحرية جنوب بلاد العرب وفي الخليج العربي إلى ظهور الإسلام
استطراد تاريخي لمسار العلاقات الملاحية البحرية الحضرمية الخليجية وخصائصها الحضارية

2009/12/12 المكلا اليوم / كتب : الدكتور ناجي جعفر مرعي الكثيري

للحضارمة جنوب بلاد العرب ولع لا يضاهى بالشأن الملاحي البحري قديمه وحديثـه ، عُرف عنهم حسن علاقاتهم التجارية في الأصقاع الآسيوية والإفريقية ، وقدرتهم الفائقة على توطيد علاقاتهم الملاحية بالمجتمعات الساحلية ، خبروا البحر وأهواله ومعرفة فنونه وعلومه

لهم في فن الملاحة ألف حكاية، حفظ الزمان منها ما تيسر والكثير اندثر، وفي فلكه دار بهم ردحاً من التاريخ ذهاباً إلى تلك الديار وعودة إلى الديار. ورغم جذب الشرق الإفريقي لتجارتهم البحرية ظل جذب خليج عُمان والخليج العربي مسوغاً متفوقاً ، وقد تمنطق الحضارمة برباط ساحله المتصل بساحل حضرموت ، حتى بات أمر هذه الوشائج الملاحية سبباً في التأثر والتأثير الثقافي والاجتماعي , ما زالت آثاره قابعة بين ثنايا المجتمع الخليجي العربي المزدهر ومجتمع الحضارمة إلى حاضر اليوم .

وبحسب معطيات المصادر الأثرية والكلاسيكية يعود قدم الدور الملاحي البحري للحضارمة وصلته بالنشاط الملاحي جنوب بلاد العرب والخليج العربي إلى حوالي منتصف الألف الأول قبل الميلاد على أقل تقدير , وصار بفعل التطور في طبيعة نشاطه الملاحي , وللمتغيرات في مستوى العلاقات الملاحية مع مطلع التاريخ الميلادي إلى القرن السابع الميلادي أكثر تألقاً , كان خلاله لتأثير حضارة الخليج العربي كمركز من مراكز التجارة والملاحة نتائجه في رفد ذلك بأسباب النما والاستمرار , وفي تدعيم وشائج التداخل الحضاري بين حضرموت والخليج العربي.

وفي القرن الأول للميلاد ساد أخبار علاقات الحضارمة الملاحية بالبحر العربي , نقل بعضها اليونانيون في سياق ما تناقلوه عن أخبار فوائد التجارة عبر الرحلات البحرية العربية من الخليج العربي إلى ساحل بلاد العرب الجنوبية وشرق أفريقيا , حينها قد أستأثر التجار الحضارمة على تجارة البخور واللبان والصدف والودع والعنبر الشحري. وهذا هيأ لهم الاحتفاظ بدورهم الملاحي التجاري في منتصف القرن الثالث الميلادي , حيث ازدادت تجارة البخور رواجاً, مما يرجح أثر تعاظم دورهم الملاحي ومكانتهم التجارية في تحول طرق الملاحة التجارية العالمية من البحر المتوسط والبحر الأحمر إلى البحر العربي جنوب بلاد العرب وإلى الخليج العربي.



لم تكن الصلات الملاحية البحرية للحضارمة بمعزل عن الإطار الملاحي البحري العربي والعالمي في الزمان السحيق, بل هي في حقيقتها نتاج لتلك الصلات وجزء مكمل لمفاصل الملاحة العربية القديمة, وإنه كلما نشطت تلك الصلات الملاحية العربية شرقاً كلما كان للنشاط الملاحي الحضرمي أخباره في المعاملات وخصوصية الصلات التجارية وفي نجاح العلاقات الملاحية, وفي براعة معرفتهم الفنون الملاحية البحرية. فالحضارمة والعُمانيون والحميريون من كبار تجار المحيط الهندي والقرن الأفريقي وبلاد جزر الملايو واندونيسيا. ولهم في هذه الأصقاع جاليات وصلات متينة. في وقت كان يمثل فيه النشاط التجاري لبلاد عرب جنوب الجزيرة العربية قاعدة تمدنه.

إن البواكير الأولى لأقدم المحاولات الملاحية البحرية على النطاق الملاحي المجاور, كان قد اقتصر على الساحل الأفريقي الشرقي. منه انطلق الحضارمة في مد الصلات التجارية على امتداد ساحل جنوب بلاد العرب وإلى البحر الأحمر غرباً, وإلى خليج عُمان والخليج العربي شرقاً. وما كان لها ظهورها الملاحي النشط لولا هذه الصلة التاريخية, خاصة بالملاحة البحرية مع أرض ماجن (عُمان) وأرض دلمون (البحرين), وتعد أشهر الصلات الملاحية التجارية التي تحدثت عنها الحضارة الاكدية والسومرية في بلاد الرافدين, في حين كان لبلاد الرافدين صلات ملاحية مزدهرة جنوب بلاد العرب, وجاء وصفها بأنها عين الدنيا على طرق التجارة العالمية ترد إليها سفن الصين والهند, ومن ميناء الأبُله أشهر محطاتها التجارية تشرف على مخارج تجارة الخليج العربي ومنه تصدر إلى جنوب بلاد العرب اللؤلؤ والبلح والذهب. بينما لميناء صحار صلاته الملاحية وأهميته التجارية على خليج عُمان, تجلب إليه البضائع من اليمن وتوصف بخزانة الشرق والعراق ومغوثة اليمن. وقد نال الحضارمة وأهل عُمان خاصة شهره كبيرة في مجال التجارة والملاحة, تجمعهما علاقات استثمارية قديمة, فالاستثمارات التجارية لحضرموت تتم في عُمان بطريقة مباشرة أو بطريقة المقايضة بالبضائع الأفريقية مع تجار الخليج الذاهبين إلى الهند.

تبين من وحي تلك الصلات الملاحية المبكرة, بأن ما يميز حضارة الخليج العربي قديماً, إنما كان في استمرار تأثيرها كمركز من مراكز التجارة والنشاط الملاحي في العالم وهذا وطد دعائم أصيلة ذات سمات ديناميكية متغيرة ساعد على تطوير العلاقات الملاحية البحرية بين عرب حضرموت وعرب عُمان وعرب الخليج العربي, حتى ساد الاعتقاد بأنهم من أغنى التجار, والمتحكمون منذ القدم على التجارة العالمية بين الشرق والغرب.

طور الحضارمة خبراتهم في صناعة القوارب ذات المجاديف الكبيرة والألواح المشدودة بخيوط من ليف وعليها الصاري والشراع المربع, وتميزت أعمالهم بالإتقان والبراعة مستفيدين في هذا من تجارب المصريين القدماء والفينيقيين في البحر الأحمر. وأخذت سفنهم تجوب عباب البحار صوب بلاد وادي النيل, فقد عرفهم الحكام الفراعنة من الأسرة الحادية عشر (2350ق.م) بتجار جنوب بلاد العرب الذين نقلوا نفائس البضائع من بلاد الهند إلى أرض مصر, وأشتهر كبار تجار حضرموت بكونهم وكلاء رئيسيين للتجارة بين مصر والهند, يعزى إليهم في الألف الثاني قبل الميلاد بأنهم الذين جهزوا معابد مصر وقصورها بالأحجار الكريمة والتوابل والبخور التي أحرقت على مذابح آلهة المصريين القدامى, تزامن هذا مع دور تجار عُمان وتجار الخليج العربي بوصفهم وسطاء ووكلاء للتجارة البحرية بين مصر الفرعونية وبلاد الشرق, ويعد ميناء أكيلا الواقع على مقربة من رأس الخيمة في الخليج العربي نقطة انطلاق لسفنهم الشراعية إلى أرض الهند.

وللحضارمة خصائص في علاقاتهم الملاحية بالآخرين, من بينها رسوخ صلاتهم الاجتماعية والتجارية مع أهل البلاد القريبة والبعيدة, وقدرتهم في الحفاظ على استقرار تلك الصلات, وذلك على أساس من الألفة والتأقلم والأمانة والمعرفة, فوصفوا بأنهم من أكثر البحارة ألفةً بالتجارة وبالاندماج الاجتماعي في كثير من المستقرات الساحلية. وهذا جعل أسفارهم إلى سواحل الخليج العربي واستقرارهم بسواحل الهند الشرقية والغربية من أعظم الهجرات العربية إلى تلك الربوع. وفي هذا ما يدل على تفوق في معرفة شؤون التجارة والملاحة وعلى ما ينفرد به الحضارمة من خصوصية تسوغ أسباب هذا التفوق المسموع.

ويرد ذكر الحضارمة في مصافي ربابنة عُمان والبحرين, بأنهم أقدم من أشتغل بالملاحة والتجارة البحرية, وبرز دورهم كرواد نشطاء بمعية عرب جنوب الجزيرة العربية عبر تاريخهم الملاحي البحري, لاسيما في معرفة المسالك البحرية والمعابر المائية, وقد لوحظ هذا في مستوى معاملاتهم التجارية خلال القرن الرابع الميلادي. وفي أهمية موقع موانئ حضرموت التجارية كنقطة اتصال المحيط الهندي بالغرب والشرق, منها شاع صدى بخور ظفار الشهير إلى الأفاق, حيث أن استهلاك التجارة العالمية للبخور كان بكميات هائلة تحرق في هياكل ومعابد وجنازات واحتفالات ملوك دول العالم القديم. وقد تناقلت الكتب الكلاسيكية أخبار العاصمة سباتا شبوه عاصمة بلد البخور حضرموت, والمركز الرئيس العالمي لجمع أثمن أنواع البخور, وذكرت أشجار المر واللبان وطريقة جمعهما وما يصاحب هذا الجمع من طقوس متبعة. ولنا أن نتصور الثراء الذي جلبته هذه التجارة على الحضارمة, بل على جميع تجار المنطقة المنتجة للبخور في جنوب بلاد العرب لأنها جزءً من مجتمع يرتع بهذا الثراء, أسهم في نجاح الملاحة الحضرمية البحرية في القرون الميلادية الأولى وكان عاملاً في استئثار الحضارمة بالملاحة البحرية الشرقية, إلى جانب مشاركة التجار العرب , من عرب حمير في عدن ومن السبئيين والمهرة والعُمانيين, أتضح هذا جلياً في صلاتهم الملاحية وعلاقاتهم التجارية البحرية بالتجار الصينيين. والصين في تاريخها القديم والوسيط من أكثر البلاد استيراداً للبخور (اللبان), استعملته الطبقات الارستقراطية, ويضاهى طريق استيراده من حيث الأهمية طريق الحرير المشهور بين الشرق والغرب.

تُعد الفترة من بداية التاريخ الميلادي إلى القرن الثالث والرابع الميلاديين من أزهى عصور الملاحة البحرية الحضرمية, ظلت خلالها تتصدر تجارة البخور عالمياً, حتى عُرف ساحل الشحر ومهرة وظفار بساحل البخور وسمى بطريق البخور. ولارتباط تاريخها الملاحي هذا ببزوغ مجد مملكتها ( مملكة حضرموت ) السياسي والاقتصادي, تجسدت أهم مظاهره في اقتسامها للنفوذ الإداري الفعلي مع مملكة سبأ الطامحة للبقاء ومملكة حمير الفتية الواعدة وكذلك لاستمرار الحضارمة في احتكار إنتاج الطيوب وتصديره عبر ميناء ( قنا ) أشهر موانئ حضرموت لتصدير البخور, وفي احتكارهم لتجارة الترانزيت مستفيدين من موقع موانئهم الساحلية ومن خبرة البحارة الربابنة بأمور الملاحة, ثم في امتداد سلطانهم التجاري على جزيرة سقطرى على مشارف الساحل الأفريقي, وعلى إقليم ظفار أعظم المناطق المنتجة للبخور شرق البلاد. ويعد اللبان الظفاري أهم الصادرات إلى الغرب والصين, وقد بلغ الطلب عليه مبلغة في القرون الميلادية الأولى, وأصبح طريق اللبان شرياناً من شرايين التجارة العالمية وبخاصة مع تطور الملاحة البحرية.

بذلك اجتمعت الأسباب وتمحور فعلها, موضحة ما يسوّغ تفوق الدور الملاحي البحري للحضارمة إبان الثلاثمائة عام من التاريخ الميلادي الأول, مما أسهم في تحول زمام النشاط البحري العالمي من البحر المتوسط والبحر الأحمر إلى المحيط الهندي والخليج العربي. وحقق للملاحة العربية جنوب بلاد العرب وبالخليج العربي تبوء مكان الصدارة في الازدهار الملاحي التجاري بالمحيط الهندي. تجلى ذروته بتعاضد الدور الملاحي التجاري المشترك لعرب جنوب الجزيرة وعرب عُمان وعرب الخليج وعرب الحيرة في تحقيق ذلك التحول الملاحي من الغرب إلى الشرق. وبحق صار التحول الملاحي البحري العالمي نحو بلاد الشرق نتاجاً لوحدة النشاط الملاحي العربي بعد الأخذ بالأسباب, من تطور لفنون التجارة والمعاملات وللمدارك الفلكية والمعارف الجغرافية البحرية, ولخصوصية الموقع الملاحي وخصوصية تجارة الطيوب. وربما للفطانة والخبرة تجاه خصائص المتغيرات الطبيعية الملاحية لدى ربابنة عرب جنوب الجزيرة والخليج العربي, جعلهم هذا من جهابذة النشاط الملاحي التجاري بالمحيط الهندي. ونرجح كذلك أثر تعاظم مدخرات الحضارمة والتجار من عرب جنوب الجزيرة من الذهب والفضة والأحجار الكريمة في الحفاظ على مكانتهم التجارية الفاعلة وعلى علاقتهم الملاحية المتميزة.



وبالإسلام أتسع مجال الملاحة البحرية عند الحضارمة فازدادت علاقاتهم الملاحية سعة, وتناقل العرب والعجم أخبار رحلاتهم البحرية ونجاح تجارتهم, كما بزغ دورهم في نشر تعاليم الإسلام بالهند وسيلان والملايو والفلبين وسبقوا غيرهم في حمل لواء الإسلام إلى اندونيسيا, وبفضل استماتة جهودهم في الدعوة إلى الإسلام تلاشت البوذية, وهذا من بين أبرز ما ترتب عن أسفارهم البحرية وطيب إقامتهم في تلك الجزائر الخضراء من بلاد الهند الشرقية. وقد نظر الحضارمة وعرب الخليج العربي إلى الإسلام كمنقذ لحاضرهم آنذاك لاستعادة سيادتهم على الملاحة البحرية, ولتعزيز روابط التواصل التجاري بينهم وبين باقي عرب الجزيرة العربية وإعادة مكانتهم ودورهم في حركة التجارة العالمية. وما لبث أن تحقق هذا الدور إبّان الفتوحات الإسلامية حينما أسهم الحضارمة وعرب الخليج العربي في حروب الإسلام البحرية نحو أسبانيا وتخوم بلاد الغال غرباً وبلاد السند والصين شرقاً. ثم دورهم ودور إخوانهم من عرب الجزيرة في القرون الثلاثة اللاحقة من ظهور الإسلام عبر أسفارهم إلى الأمصار, ومنها إلى جزر الشرق الأقصى وبذلك ومن خلال نشاطهم الملاحي البحري المتنامي كان لهم حصة عظيمه في نشر المؤثرات الثقافية العربية والإسلامية في البلدان المتصلة بتجارة المحيط الهندي التي استحوذت على النسبة الكبرى من حجم التجارة العربية في العصور الوسطى, برع العرب من خلاله, وخاصة أهل حضرموت وعُمان في القيام بدور الوسيط التجاري. بينما تشير الأخبار في هذه الأثناء إلى سيطرة نفر من عرب جنوب الجزيرة العربية على التجارة في الخليج العربي, نرجح الحضارمة من بين هذا النفر من تجار عرب جنوب الجزيرة لاعتبارات جغرافية ومعرفية وتاريخية.

بهذا الاستطراد التاريخي فيما تقدم بحثه نخلص إلى الأتي:

- نرجح تاريخ الاستفادة المبكرة من مدن وموانئ ساحل حضرموت لأغراض الملاحة إلى حوالي منتصف الألف الأول قبل الميلاد على أقل تقدير, بحسب معطيات النقوش والروايات, وأخبار العلاقات الملاحية بين حضرموت ومدن ومواني المحيط الهندي. وهذا يدل على قدم الدور الملاحي البحري للحضارمة وصلتها بالنشاط الملاحي جنوب بلاد العرب وشرق أفريقيا والخليج العربي. اقتصر بداية على تجارة المواد الطبيعية والمصنوعات الحرفية, ثم اتسع بتجارة الطيوب, وأشهرها البخور ابرز صادراتها إلى ملوك العرب والعجم, فقد عرف العالم القديم طريق العطور والبخور على غرار طريق الحرير المشهور.

- ثمة صلة حضارية ربطت النشاط الملاحي البحري للحضارمة بتمدن مجتمعهم, وشكل النجاح التجاري قاعدة هذا التمدن, خاصة منذ بداية التاريخ الميلادي إلي بداية القرن السابع الميلادي. حيث طرأ بعد ذلك على تلك الصلة تغييراً في الخصائص بفعل ظهور الإسلام.

- من بين أهم أسباب تطور العلاقات الملاحية البحرية بين عرب حضرموت وعرب الخليج العربي استمرار تأثير حضارة الخليج العربي قديماً كمركز من مراكز التجارة والنشاط الملاحي على تطور تلك العلاقات. أوجد هذا دعائم أصيلة مشتركة ذات خصائص ديناميكية متغيرة, ساهمت في الحفاظ على ديمومة هذا التأثير في رفد العلاقات التاريخية الملاحية بين جنوب بلاد العرب والخليج العربي.

- ثبت جدوى الخصال الملاحية كالألفة والأمانة والقدرة على التأقلم والاندماج الاجتماعي, وامتلاك ناصية المعرفة البحرية وحُسن المعاملات التجارية, في كونها من دواعي استقرار صلات الحضارمة الملاحية في المدن والمواني الساحلية البعيدة, وكان لهم القدح المعلي في ذلك.

- اتضح لعدد من الأسباب مجتمعة أثر دور الحضارمة الملاحي إبّان الثلاثمائة عام من التاريخ الميلادي الأول, في تحول زمام النشاط التجاري البحري العالمي من البحر المتوسط والبحر الأحمر إلى المحيط الهندي والخليج العربي. ونتيجة لذلك تحقق للملاحة العربية جنوب بلاد العرب والخليج العربي تبوء مركز الصدارة في النشاط الملاحي التجاري العالمي المزدهر بالمحيط الهندي.

- هيأ وحدة النشاط الملاحي البحري بين عرب الموانئ, توطيد وشائج التداخل الحضاري العام المبكر بين حضرموت والخليج العربي. ويمثل هذا سبق تاريخي ظل سارياً من بين العوامل الجاذبة للألفة في التجارة وللتواصل الملاحي, كما ساعد على تدعيم عناصر الوحدة الثقافية عبر تاريخ العرب الملاحي القديم والإسلامي.



إستاذ التاريخ الحضاري المشارك بكلية الاداب بجامعة حضرموت

حد من الوادي 12-13-2009 07:32 PM


بمناسبة مئوية علي أحمد باكثير
جامعة حضرموت تدشن برنامجاً احتفالياً لمدة ثلاثة أيام نهاية الشهر الجاري


2009/12/13 المكلا اليوم / ياسر لرضي

تحتفل جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا بمئوية الأديب العربي الكبير علي أحمد باكثير ممثلة بكلية الآداب في الفترة بين21 إلى 23 ديمسبر الجاري ، ومن المقرر أن يبدأ تدشين الاحتفالات الرسمية لمئوية الأديب علي أحمد باكثير نهاية العام المقبل 2010م
موقع المكلا اليوم التقى بالدكتور خالد سالم باوزير عميد كلية الآداب بجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا صباح اليوم الأحد ليسلط الضوء على فعاليات البرنامج المزمع إقامته في الجامعة


حيث قال الدكتور باوزير لقد كلف الأستاذ الدكتور عبدالرحمن محمد بامطرف كلية الآداب في ضرورة تدشين الاحتفالات بمئوية الأديب علي أحمد باكثير وقمنا كعمادة للكلية بتشكيل لجنة ضمت عدد من أساتذة الكلية والمتخصصين في الجانب الأدبي ووضعنا تصور تم رفعه لرئيس الجامعة لتدشين مئوية باكثير والتي سيتم الاحتفال بها العام القادم الذي تفصلنا عنه أياماً معدودات


وبرنامجنا يستمر لمدة ثلاثة أيام يبدأ بتاريخ الواحد والعشرين من ديسمبر إلى الثالث والعشرين من نفس الشهر ،و تضمن هذا البرنامج عدة فعاليات منها رفع لافتات في الشوارع لتعريف الناس ببداية الاحتفال بأديب اليمن الكبير علي أحمد باكثير كذلك إلقاء عدد من المحاضرات على طلبة ثانويات البنين والبنات لتعريف الأجيال بهذا الأديب الفذ على مستوى الساحل والوادي ، أيضاً تم طباعة ملفوفات تعريفية بالأديب ، أيضاً سيكون هناك مهرجان تدشيني يوم الحادي والعشرين في مركز المؤتمرات برئاسة الجامعة يحضره عدد من الشخصيات المرموقة في حضرموت وأيضاً طلاب الجامعة من كافة الكليات وهذا الحفل شمل على فقرات متنوعة منها الخطابي والفني حيث يشمل الشق الخطابي كلمة رئاسة الجامعة يلقيها رئيس الجامعة وكلمة اللجنة التحضيرية للمهرجان وكلمة عن أسرة الأديب يلقيها الأستاذ علي باكثير وهو أحد أفراد أسرته والجانب الفني يشمل على استماع عدد من قصائد الفقيد


ومن ضمن البرنامج سيرفع الستار عن صورة الفقيد بكلية الآداب في اليوم الأول للتدشين التي تم وضعها في مكان بارز بالكلية تكريماً منها للأديب علي أحمد باكثير الذي أفنى حياته في خدمة الأدب العربي ، وهو الأديب الذي حصل على عدد من الأوسمة في حياته ومماته في مصر واليمن


وفي اليوم الثاني سيكون هناك عدد من المحاضرات منها محاضرة في القاعة الصغرى برئاسة الجامعة يلقيها الدكتور سعيد عمشوش ومحاضرة في كلية الآداب وكذلك محاضرة للأستاذ عبدالمطلب جبر هو أستاذ محاضر في جامعة عدن يلقيها مساء بفرع إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين


وبرنامج الاحتفالات ممول من قبل رئاسة الجامعة الحريص على المساهمة في هذه الذكرى المئوية من قبل الجامعة وبالتالي تحملت الجامعة كافة التكاليف لإنجاح هذه الفعاليات

كما ستعمل اللجنة الحالية على وضع برنامج للعام القادم للاحتفالات بمئوية الأديب علي أحمد باكثير


ونحن في جامعة حضرموت نسعى لإعطاء كل ذي حق حقه من الاهتمام والرعاية للأدباء والشعراء وكل المبدعين في المجالات الأدبية وهذه الاحتفالات البسيطة والمتواضعة هي لفتة كريمة من قبل رئيس الجامعة وعرفاناً من الجامعة بانجازات علي أحمد باكثير في الجوانب الأدبية


ونتمنى أن يتم الاحتفال بأدباء يمنيين آخرين لهم أدوار بارزة في خدمة الحركة الأدبية في اليمن والوطن العربي كافة


إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين له دور بارز في التنسيق لهذه الاحتفالية ولأن معظم قيادة الاتحاد هم أكاديميين في كلية الآداب بجامعة حضرموت لذلك كان لهم دور مميز في التنسيق لهذه الاحتفالية وهم أساس اللجنة التحضيرية لهذه الاحتفالية البسيطة

حد من الوادي 12-14-2009 01:32 AM


حضرموت حتى لايكون القادم اسواء

سعيد رمضان الكليش التاريخ: الإثنين 14 ديسمبر 2009 - 3:54 صباحاًً

المقال الذى كتبه المحرر السياسى لموقع حضرموت برس , اصاب كبد الحقيقه, وهوليس من وحى الخيال ابدا,وانما من الواقع المعيش الذى يعيشه الناس منذ زمن بعيد , وليس منذ العصر الوحدوى كما قد يعتقد البعض , فالناس فى هذه الارض الحضرميه عانوا الكثير , لكن ذلك ليس نهايه المطاف ,وانما عليهم الاستعداد لما هو اسواء حتى وان رفعوا الرايات البيضاء ,وفتحوا ابارالنفط والغاز للاخرين دون ثمن ,

هذا لن يشفع لهم عند اشاوس اليوم ,كما لم يشفع لهم فى العهد السلاطينى الذى استحيى نساءهم وشرد رجالهم بعد ان غدر بكبار مقادمة حضرموت بذبحهم ودفنهم عندسدة العيدروس فى مذبحة الشحر الشهيره , ثم جاء الرفاق لاكمال بقية المشهد من المأسأة ,باستخدام اساليب الاغتيالات والسحل .وما يحدث اليوم ماهوالاجزء من المشهد القادم الذى يتم تحضيره لسكان هذه المنطقه على عجل , بينما هم واقصد سكان حضرموت نائمون فى العسل لايدرون ما يحاك لهم , شعارهم (ماسيبى) ومن خلال متابعتى لتاريخهم فى المئه سنه الاخيره ,


لم اجدهم فاعلين ,وانما فى كل مره مفعولا بهم , ولاادرى متى سيفوق هؤلاء من سباتهم ويقفون وقفة رجل واحد, يرد الكف بكفين والرصاصه برصا صتين, وحينها سيحترمهم البعيد قبل القريب , وسيعيدون لحضرموت تاريخها كماكان ايام عاد وثمود وكنده وقضاعه , ويخرجون من مرحلة الاسترخاء بالخمركما فعل شاعرهم (امرؤاالقيس) وبفكرون فى الامر, بعد ان عجزت فروع الاحزاب وعجزت معها قبائل حضرموت عن حماية ابناءها, اصبح لابد ان يفكر الجميع فى تكوين هيئه اوجمعيه وطنيه من جميع الشرائح تكون مهمتها متابعة قضايا ابناء حصرموت والمطالبه بحقوقهم , والدعوه للجميع , وكفايه ماسيبى.

حد من الوادي 12-15-2009 12:22 AM


في حضرة رائد الطليعة الحضرمية.. الأستاذ المؤسس احمد عوض باوزير

2009/12/14 المكلا اليوم / كتب: صالح حسين الفردي

حاولت مراراً، أن أحظى بلقاء يجمعني ورائد من روّاد الصحافة في حضرموت، هو الأستاذ المؤسس لصحيفة الطليعة أحمد عوض باوزير التي صدرت في منتصف شهر مايو من العام 1959م، معلنة عن مرحلة جديدة في الصحافة المكتوبة في المكلا - عاصمة السلطنة القعيطية زمنئذ - وقد تحققت تلك الأمنية يوم الأحد الماضي لتضعني في مواجهة حقيقية مع التاريخ المجيد للصحافة الحضرمية، اقتربت من حركة الحياة التي كانت الطليعة ورائدها راصدين لها في وجهها السياسي والثقافي والفكري والفني والرياضي

لأجد أن ما تحتضنه المجلدات الثمانية - التي بقيت كذكرى خالدة لتلك المرحلة الثرية - تشي بمدى ما وصلت إليه قدرات وإمكانيات ذلك الرعيل الأول من صحفيي حضرموت، فقد كان الرائد باوزير، ونحن نتجاذب حديث التاريخ وحنين الذكريات، يسترسل بذاكرة متقدة للبوح بما كانت عليه تجربته الصحفية عامة، ورحلته مع الطليعة خاصة، فقد استطاع هذا الرائد العصامي أن يثقّف نفسه بنفسه، وكان يلتهم أمهات الكتب والمجلات والدوريات وكل ما يقع بين يديه من قصاصات يشم منها وفيها رائحة الحبر الطباعي والرحيق الورقي الصحفي، هكذا كان يمتح زاده المعرفي والثقافي والفكري ليصبح رائداً طليعياً في حضرموت يتخذ من صحيفته منبراً حراً لتلاقح الأفكار والرؤى بشفافية مجتمعية كانت مقبلة على مشروعها الحضاري بقوة واستماتة.

لقد نجحت تجربة الطليعة في فتح نوافذ ومسامات المجتمع لكل الاتجاهات السياسية والفكرية التي كانت تسود الوطن العربي الكبير، وظلت تتخذ من الحيادية في التناول والتعرض للأحداث اليومية مع غيرها من الصحف التي تعاقبت في الإصدار كالرائد وصاحبها الأستاذ الشاعر والمحامي محمد حسين البار، فكانتا - الطليعة والرائد - كما وصفهما الأستاذ المؤرخ والأديب سعيد عوض باوزير رئتي حضرموت فبهما تنفس المواطن مبادئ الاختلاف في الرأي لا يقطع للمحبة وصلاً، فكان المواطن في حضرموت الداخل وفي المهاجر يبحث عن ما تجود به هاتان الصحيفتان ويتابع ما يصدر فيهما من مقالات واستطلاعات وتحقيقات وتغطيات، فيجد مواطن الداخل حياته وهي تنساب أمامه فيؤثر الجيد ويبتعد عن الغث والردي وفق قناعاته الخاصة، أما مواطن المهاجر فيتلمس حكاية الوطن وهمومه وهواجسه وأمانيه وأحلامه، هكذا كانت رئتا المكلا تشعان على الأرجاء نفساً من العطر الفوّاح بخليط الصدق والعمق والتأصيل والتآخي.

واليوم، إلى أين وصلت صحافة حضرموت؟ عذراً، وهل في حضرموت صحافة؟! وكفى

حد من الوادي 12-16-2009 10:47 PM


تنظمها رابطة الأدب الإسلامي وتعقد بالقاهرة
علي احمد باكثير ومكانته الأدبية في ندوة عالمية في فبراير 2010م


2009/12/16 المكلا اليوم / غسان عبدون

تنظم رابطة الأدب الإسلامي العالمية ندوة عالمية تحت عنوان ( علي احمد باكثير ومكانته الأدبية )خلال الفترة من 29 صفر إلى 1 ربيع الأول 1431 الموافق 13/15 شباط ( فبراير ) 2010م , وتعقد بالتعاون مع جمعية الأدب الإسلامي بالقاهرة . ويعد تنظيم هذه الندوة امتدادا وتواصلا لاهتمامات ورعاية وتوجيهات الرابطة وتنفيذا لأهدافها الرئيسية بشان إبراز وتوثيق الأدب الإسلامي وإعلامه وأعمالهم الأدبية الأثرية والمميزة والريادية ومن أبرزهم الشاعر والأديب والروائي والمفكر الإسلامي العالمي علي احمد باكثير الذي يوافق يوم 21/12/2009م مئوية ميلاده باندنوسيا من أبوين حضرميين , فيما وافق شهر نوفمبر 2009 ذكرى وفاته الأربعين بالعاصمة المصرية القاهرة .

وتتضمن الندوة أربعه محاور هي حياة باكثير وأثرها في أدبه , باكثير كاتبا مسرحيا , باكثير كاتبا روائيا , والمحور الرابع باكثير شاعرا

ومن المتوقع مشاركة نخبة من الأدباء والاختصاصيين والباحثين والمهتمين بالأدب الإسلامي عموما وأدب المفكر الموسوعي علي احمد باكثير خصوصا من مختلف بلدان العالم الإسلامي فضلا عن ممثلين لمؤسسات أدبية وفكرية وبحثية وإعلامية عربية وإسلامية عالمية .

الجدير بالذكر انه ثمة فعاليات وبرامج احتفالية ستنظم في بلدان من الجهات الرسمية الحكومية ووزارة الثقافة والسلطة المحلية في محافظة حضرموت وجامعتي حضرموت للعلوم والتكنولوجيا وعدن ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات والاتحادات والمنتديات الأدبية والثقافية والقطاع الخاص في الداخل والخارج عددا من الفعاليات بمناسبة مئوية ميلاد الاديب الحضرمي والعربي والإسلامي العالمي علي احمد باكثير وذكرى وفاته الأربعين المتزامنة مع احتفالية تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م


حد من الوادي 12-19-2009 12:23 AM


السيد علي أحمد الهدار شاهد على عصر إحداث القصر السلطاني وحرب المدحر وفن محمد جمعه أيام زمان

2009/12/18 المكلا اليوم / فهيم باخريبه


السيد علي احمد الهدار احد الرجال الذين عاشوا في المكلا وعاصر عدة مراحل منها الحكم السلطاني مرورا بالجبهة القومية وحكم الحزب الاشتراكي وعصر الوحدة اليمنية وهو من مواليد مدينة المكلا عام 1936 وترتيبه الرابع بين أخوته وهم عمر ومحسن وعبد الله أبناء محمد الهدار موقع المكلا اليوم زار السيد علي واستمعنا منه إلى حكايات الزمن الجميل.

البداية
أولاً أرحب بكم واشكر لكم هذه الزيارة والحقيقة إنا من مواليد مدينة المكلا في العام 36 ولي من الإخوة أربعه وكان الوالد يرحمه الله يعمل على إصلاح ذات البين بين الناس وتعود أصولنا إلى مدينة الشحر وانتقل والدي إلى المكلا مع الوالدة بسبب ظروف عمله في القطاع الخاص وقد أكرمه الله بأربعة أبناء واستقر به المقام في المكلا وعشنا وترعرعنا في كنف الوالد في المكلا.

المرحلة الدراسية

حين بلغت السادسة من عمري الحقني الوالد بمدرسة آل شيخان التي ادسسها الإخوان محسن ومحمد أبناء علوي شيخان وهي مدرسة خاصة موقعها حين تأسيسها في بيت آل بو سبعه بحي الحارة واستمريت ادرس مدة عامين في مدرسة آل شيخان وكانت المدرسة تهتم بشؤون الطلاب في جميع مناهج التعليم وأتذكر أن من الزملاء الذين درست معهم في مدرسة آل شيخان الأستاذ محمد سالم باشريف والأخ حسين باهارون والأخ سعيد الخامر والفنان الدكتور عبد الرب إدريس وكان الأستاذ محمد باشريف هو رئيس الصف الذي كنا ندرس فيه وللعلم إن الفصول الدراسية التي كنا ندرس فيها لا توجد بها لا امياز ولا كراسي غير إننا نجلس على سلقه (فرش معمول من سعف النخيل).

وبعد أن أكملت عامين في مدرسة آل شيخان انتقلت إلى المدرسة الشرقية وكان موقعها في حي البلاد وبالتحديد في سوق الهنود وفي ذلك الوقت كان مدير المدرسة الشرقية الأستاذ احمد عبدالله بن طاهر باوزير (والد المهندس عبدالله احمد باوزير) والمدرسين الأستاذ عبدالرحمن الرشيدي والأستاذ السيد عباس الحداد واستمريت في المدرسة الشرقية لمدة 4 أعوام بعدها انتقلت إلى المدرسة الوسطى بمدينة غيل باوزير وأتذكر أن مدير المدرسة الوسطى الأستاذ حسين خولجي وهو سوداني الجنسية.



أخدت هذه الصورة من قرية فوه في رحلة للمدرستين الشرقية والغربية برئاسة الأستاذ عوض حيثر من شحير والشيخ سعيد محفوظ مهيري مدير مدرسة الشرقية في الخمسينات

المرحلة العمليه

في الوقت الذي طلبت فيه التوظيف وبالتحديد بعد إن درست الوسطى لم أتحصل على أية وظيفة مباشرة لأنه في الوقت السابق لا يسمح للخريج الالتحاق بالعمل إلا بعد ما يأخذ دوره حول الأرشيف والتسجيل في إدارة المعارف وهي (التربية والتعليم حالياً).

وفعلا التحقت بدوره بإدارة المعارف متدربا لمدة عام كاملا بعدها التحقت بالعمل في السكرتارية وهي حاليا إدارة المحافظ وأتذكر في الوقت هذاك كان الشيخ سعيد القدال رئيسا للسكرتارية ونائبا له الأستاذ محمد عبد القادر بامطرف واستمريت اعمل في السكرتارية لمدة عام في قسم التسجيل وكان معي في القسم احمد فرج بوسبعه وعوض على باذيب والأخ محمد عبدالقادر على حكيم.

وبعد إن أكملت العام في قسم التسجيل طلب مني أن انتقل إلى المحاكم الشرعية وتم نقلي فعلا وفي ذلك الوقت كان الشيخ عبدالله بن عوض بكير رئيسا للمحاكم الشرعية وعضويه الشيخ سعيد المصلي الشيخ محمد عبدالله باجنيد وكذلك الشيخ عمر سعيد بايعشوت (عم رئيس تحرير الموقع).

وبعد ذلك تم تشكيل محكمة الاستئناف في العام 1956م وتم نقلي إلى محكمة الاستئناف وكان رئيس المحكمة الشيخ محمد عبدالله باجنيد واستمريت في محكمة الاستئناف حتى وصول ثوار الجبهة القومية إلى سلم الحكم وتغيرت الأوضاع في المحاكم وتم تغيير النظام في المحاكم من شرعي إلى قانوني وتم تشكيل محكمة محافظة حضرموت بدلا عن المجلس الأعلى للقضاء واستمريت اعمل حتى أن أحلت إلى المعاش التقاعدي في العام 1995م.



الشيخ عبد الله بكير والسيد عبد الله الحداد وأعضاء مجلس الدولة والمواطنين يصلّون على جثمان السلطان عوض عام 1966م في ساحة القصر

حادثة القصر

من الذكريات التي لا تزال في ذاكرتي هي حادثه القصر المشهورة التي راح ضحيتها عدد من الأبرياء وبالتحديد في العام 1950م ويومها كنت ادرس في المستوى الرابع وكنا في الفصل نستمع لشرح احد المدرسين وفيه سمعنا طلقات رصاص من ناحية القصر السلطاني وحين سمعنا طلقات الرصاص تم إغلاق بوابة المدرسة علينا ولم يتم السماح لنا بالنزول من المدرسة إلا عندما أتوا أولياء الأمور إلى المدرسة لأخذ أبنائهم.

وسبب هذه الحادثة هو إن الحزب الوطني يطالب بتسليم مهام السكرتارية لأحد أبناء الوطن أي بمعنى سكرتير وطني ولكن المستشار البريطاني رفض تعيين سكرتير وطني واسند المهمة إلى الشيخ القدال وهو في الأصل سوداني وليس من أبناء البلد, ولهذا السبب اندلعت إحداث القصر المشئومة التي راح ضحيتها 22 قتيلا من أبناء البلد وهم جميعا أبرياء.

وحين تولى الشيخ القدال مهام سكرتير الدولة أسندت مهمة نظارة المعارف للأخ عمر محمد باحشوان والشيخ عبدالله احمد الناخبي مديرا للتعليم الأهلي وشاعرا للدولة, واسند قسم الحسابات للإخوة عمر حسن مثنى وسالم سعيد بن حميد واسند مهمة قسم تأليف الكتب للشيخ سعيد عوض الرميدي باوزير.

مدينة المكلا والزمن الجميل

في الوقت الذي كنا في ريعان الشباب كانت لنا ذكريات جميله جدا في مكلانا الحبيبة ويتمثل ذلك في جلساتنا الحلوة حين كنا نتواجد في مقهى الأخ احمد الناخبي في سكه يعقوب نحن وعدد من الإخوان وأتذكر منهم المرحوم محفوظ أبو بكر عمير ومحفوظ عمر باخريبه مع العلم إننا مختلفي الانتماءات فالأخ محفوظ عمير كان من لاعبي نادي كوكب الصباح وانأ من الكوكب والأخ محفوظ عمر باخريبه من نادي الاتحاد ولكن عندما نجتمع في جلساتنا الخاصة كل شي ينتهي على خلاف ما يحصل في الملعب في إثناء المباريات ولكن بعد انتهاء المباراة كل شي ينتهي سواء فاز الفريق أو خسر, وأتذكر إن الأخ علي عبد الصادق كان رئيسا لنادي الاتحاد والأخ عبد الكريم بارحيم رئيسا لنادي كوكب الصباح , وعندما بدأت حركة القوميين العرب وبدأت أفكار السياسة تغرو أوساط الشباب تم تكوين نادي الأحرار المنسلخ أصلاً من نادي الاتحاد والكوكب.

أنا ومحمد جمعه والفن

الفنان القدير المرحوم محمد جمعه خان كان تربطني علاقة حميمة به وكنا تجعنا سهرات فنيه مع بعض في بيت المرحوم سالمين خيره في برع السدة بالمكلا وكان من ضمن الذين يحضرون هذه الجلسات الأخ محمد أبو بكر باصفار والأخ محفوظ أبو بكر عمير وعلي بن شبا والشاعر حسين محمد البار وكذلك نعمل على إحياء حفلات في زيارة ثلة وأتذكر من الإخوة العازفين مع المرحوم الفنان محمد جمعه العازف على آلة الدف بكار باهيال والأخ أبو بكر الحباني عازف إيقاع والأخ عمر الصيعري يعزف على الكمان وأحياناً يقوم على عزف الكمان الأستاذ الشاعر حسين محمد البار.

حضرموت ودورها الصحافي

معلوم للجميع إن حضرموت شهدت نهضة صحافية في الزمن السابق وهي رائده في ذلك المجال وكان توجد بها عدد من الصحف وهي صحيفة الطليعة وكان رئيس تحريرها الأستاذ احمد عوض باوزير وصحيفة الرأي العام وكان يصدرها الأخ على عبد الرحمن بلفقيه وكان يعمل في سلك الدولة مديرا لمكتب الكروات بالمكلا وكان نائبا له في إصدار الصحيفة الأخ حسين محمد البار واستمرت صحيفة الرأي العام في النشر مع عدد من الصحف ولكن تم إيقاف صحيفة الرأي العام بسبب أن الأخ رئيس التحرير كتب مقالا حول واقعة حادثة المدحر ضد الدولة ولكن تم الإفراج عنها وسمحت للص حيفه بالإصدار مرة أخرى.



جنازة المرحوم السلطان عوض - تصوير أحمد باجنيد

حادثه المدحر

أولا تقع المدحر على طريق غيل الحالكة وفي عام 1961م نشب اشتباك أو مناوشات بين الدولة وعد من القبائل الحضرمية وهي قبائل الخامعه وآل باسلوم وباقديم وبارشيد وبن كردوس والحيقي وبامرضاح وفيها ألقت القبض الدولة على هذه القبائل بعد مناوشات وتم تقديم جميع من القي القبض عليهم إلى المحكمة التي أنشأها السلطان لهذه الحادثة وكان رئيس هذه المحكمة الأخ محمد عبود الكثيري وهو ضابط باللواء في المكلا ولكن حينها تدخل عدد من المشائخ ومن ضمنهم الشيخ احمد سعيد بقشان والشيخ مانع بن ذياب وغيرهم وتوسطوا عند السلطان لهؤلاء القبائل وفعلا عفئ عنهم السلطان وبذلك انتهت حرب المدحر.

لنا كلمة

حاولت مرارا وتكرارا أن التقي بهذه الشخصية الفريدة وهو السيد علي محمد الهدار الذي يحمل أفكار عديدة وذكريات من زمن الأجداد والإباء, وبعد جهد جهيد سنحت لي الفرصة وفعلا التقيت بالسيد علي وحاورته وتحقق لي ما سعيت من اجله وهنا ومن خلال موقع المكلا اليوم انقل هذا التاريخ للقارئ الكريم ليعرف تاريخ هذا البلد الرائع من تاريخ حضرموت الخير حضرموت السعادة, هنا انتهت حكاية السيد علي حتى الملتقى لكم مني الف تحية وسلام.

المكلا اليوم | تفاصيل الخبر

حد من الوادي 12-21-2009 12:46 AM


جامعة حضرموت تدشن احتفاليتها بمئوية الأديب علي احمد باكثير
د. باوزير: ستقام محاضرات لإبراز دور باكثير في اغناء الأدب العربي والعالمي ومناصرة قضايا الأمة


2009/12/20 المكلا اليوم / وليد التميمي


تدشن جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا صباح غد الاثنين احتفاليتها بمئوية الأديب العربي الكبير علي احمد باكثير وذلك بإقامة حفل خطابي في قاعة المعارض والمؤتمرات الدولية التابعة للجامعة، بحضور منتسبيها وعمداء كلياتها وأساتذتها ولفيف من الأدباء وجمع من المهتمين بإبداع باكثير وإنتاجه المعرفي والإنساني.

وأوضح الدكتور خالد باوزير، رئيس اللجنة التحضيرية التي أعدت للاحتفالية في تصريح لـ(المكلا اليوم) أن برنامج المئوية سيبدأ يوم الاثنين بحفل خطابي ستلقى خلاله كلمات عن قيادة السلطة المحلية، ورئاسة جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا واللجنة التحضيرية وكلمة عن أسرة الأديب باكثير.

مشيراً إلى أن البرنامج الذي سيستمر لمدة ثلاثة أيام خلال الفترة من 21-23 ديسمبر الجاري، سيشهد إقامة عدد من المحاضرات التي ستتحدث عن جانباً من إسهامات الأديب باكثير في اغناء الأدب العربي والعالمي ومناصرة قضايا الأمة.

وقال د. باوزير، أن من بين هذه المحاضرات محاضرة للناقد طه حسين الحضرمي ستقام بعد غداً الثلاثاء في القاعة الصغرى بمبنى رئاسة الجامعة ومحاضرة أخرى في كلية الآداب للدكتور حسن إبراهيم حسن، المصري الجنسية، المهتم بأدب باكثير، ومحاضرة للدكتور عبدالمطلب جبر في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالمكلا يوم الأربعاء القادم، هذا إلى جانب إقامة محاضرة في كلية التربية بسيئون.

مشيراً إلى أنه قد تم بالمناسبة التنسيق مع مكتبا وزارة التربية والتعليم بساحل ووادي حضرموت لإقامة محاضرات مماثلة على طلاب وطالبات المدارس، لتعريفهم بتجربة الأديب باكثير وأبرز كتبه ومؤلفاته في مختلف المجالات الفكرية والأدبية.

منوهاً، أنه سيتم خلال اليوم الأول من تدشين الاحتفالية إزاحة الستار عن صورة للأديب علي احمد باكثير نصبت على مجسم أسمنتي أنيق في مدخل كلية الآداب بجامعة حضرموت بالمكلا.

مختتماً تصريحه بالتأكيد على أن اللجنة التحضيرية قد أعدت للاحتفالية مبكراً من خلال إصدار المنشورات والبروشورات وتكثيف التغطيات الإعلامية في الصحافة الإلكترونية والورقية والإذاعة المسموعة، لإبراز أهمية الحدث، وتحقيق أهدافه وتوجهاته.

حد من الوادي 12-23-2009 02:16 PM


الشيخ صالح سالم بن بريك: في عهد السلطان صالح بن غالب القعيطي كانت الدنيا أمان


9/5/2009 المكلا اليوم / فهيم باخريبه | تصوير / محي الدين سالم


من مواليد محافظة شبوة قرية عرمه أب لخمسة أولاد وخمس بنات عاش في مدينة المكلا وعمل بها وتحصل على عدد من المناصب كان أخرها مديرا عاما للشركة اليمنية للتأمين بالمكلا, وعمل في الجيش البدوي و من مؤسسي نادي الشعب حضرموت, موقع المكلا اليوم زار الشيخ صالح واستمعنا لحكايات لا تنسى.

البداية

أولا شكر لكم في موقع المكلا اليوم على تفضلكم بزيارتي في شهر رمضان المبارك وشهر مبارك وكل عام وانتم بخير وفي الحقيقة أنا من أسرة مكونه من ستة إفراد وترجع أصولنا من قرية عرمة محافظة شبوة وقد نزل الوالد مع كل إفراد الأسرة من شبوه إلى محافظة حضرموت وكانت الرحلة شاقة جدا لأننا كنا نمشي على الإقدام وكان معنا اثنين من الجمال لنقل الماء والأكل وحين وصولنا إلى حضرموت وصلنا إلى رأس عقبة الخميلة في وادي عمد في قرية بايزيد وكان هذا في عام 1944 وتحركنا حتى وصلنا إلى قرية حجر الصيعر وحين وصولنا حجر الصيعر مكثنا في حجر الصيعر ستة شهور بعدها ذهبنا إلى المكلا وحين وصولنا إلى المكلا حطينا الرحال في منطقة الديس والديس كانت عبارة عن جول لا توجد بها أي عمارات واستقرينا في المكلا

الالتحاق بالمدرسة

التحقت بالمدرسة وهي مدرسة أبناء البادية في المكلا وأتذكر أن المدرس في ذلك الوقت الأستاذ زين العابدين بلفقيه وسقاف الجفري وعيدروس الجفري وكذلك الأستاذ مدي وهو من مدينة الشحر واتذكر أن مدير مدرسة أبناء البادية القائد صالح يسلم بن سمبدع.

بعدها التحقت بالمدرسة الوسطى بغيل باوزير واستمريت في المدرسة الوسطى 4 سنوات وأتذكر من زملاء الدراسة في المدرسة الوسطى المرحوم فرج بن غانم, وفيصل بن شملان, وفاروق بن شملان, ومحمد علي مخارش, والأخ عمر بلكديش.



الالتحاق بالعمل


حين تخرجت من المدرسة الوسطى التحقت بواسطة رجل انجليزي وعملت في مكتبه خاصة بالحكومة البريطانية وكان مقر المكتبة في بيت بارحيم مقابل البريد حاليا وحين تركت العمل في المكتبة استلم مني الأخ علي وحدين.

وبعد أن عملت في المكتبة تم توظيفي إلى المستشارية وذلك بأمر من الشيخ القدال وعملي كان مترجم من اللغة الانجليزية إلى العربية وبعدها تم نقلي إلى المستشفى باشراحيل وكان مع الأخ احمد الهندي واستمريت سته شهور.



العمل في الجيش



حين تم الإعلان عن تكوين جيش البادية تم نقلي للعمل في جيش البادية عن طريق احد الأصدقاء الانجليز وفعلا باشرت في العمل في الجيش بوظيفة كاتب ديوان


نبده عن تأسيس الجيش البدوي الحضرمي H B L


في أواخر الثلاثينيات تأسس نواة الجيش البدوي الحضرمي تقريبا عام 1939 والغرض منه في البداية حماية الطريق من المكلا إلى وادي حضرموت من اسمه تكوين عناصر الجيش بالتحديد من قبائل حضرموت ومناطق المهرة والمناطق الشرقية من منطقة شبوة حاليا وكذلك يمكن أن يجند السيد والشيخ من المناطق المذكور القبائل التي تكون منها الجيش البدوي الحضرمي هي : الحموم, بيت علي القرزات, الثعيني, الجمحي, سيبان, المرشدي, بارشيد, القثمي, وكل ديار سيبان, وقبائل بلعبيد, أل هيصمي, الُ غمُره, العكبري, باقروان باديبان, بادبيس, كندة الصيعر, قبائل الصيعر, قاطبة الدين, بني ضنه, المنهالي, التميمي, المعاري, الشنافر, الكثيري بكل القبائل, العامري, كل قبائل المهره, بيت كليشات, بيت قمصيت, زعنبات, بيت حمادة, بيت رانيت.

المشائخ باعباد, باوزير, العمودي, البريكي, قبائل نعمان الواحدي, باقطمي باعوضه, النديب, العوبثاني وكل قبائل العوبثاني .

كذلك يمكن أن ينخرط بالجيش بعض إطراف قبائل السعودية مثل نفر من قبيلة يام السعودي ونفر من قبيلة الحجاز.

يقوم الجيش بالإصلاح بين القبائل وحفظ الأمن وأول المراكز التي يتمركز بها.

المشناق - حديبوه سقطره - القرن – ريدة المعاري – غيل بن يمين – المصيوم.

وأخر وفد عسكري من حضرموت بقيادة حسين مسلم المنهالي والوفد الذي مثل الجبهة القومية توجه من عدن إلى القاهرة.



مراكز جيش البادية


القرن وريده المعاره - مركز الضليعه ريدة - مركز الغرف سيئون – مركز العبر – مركز عساكر – مركز المصنيعه – مركز المنتاق – مركز الواحدي – مركز عياد - سقطرى - حديبو



المواصلات


هي الإبل هجن حيث كانت لديهم فرقه الهجانة في منطقة فوة تم توزع المراكز وتشمل روس حجزر – عياد – أسفل جردان – الخبر في ارض حجر الصيوي – ريدة – حجر الصيعر نواحي .



المراكز الرئيسية ( القيادة – المكلا – الديس)


ويوزع الجيش إلى عدة سرايا

سريه القيادة وتشمل الإشارة والإدارة والورش والمخازن وقسم التدريب

السرية الأولى – السرية الثانية – السرية الثالثة – السرية الرابعة – السرية الخامسة – السرية السادسة



أول قائد عند تأسيس الجيش


غلام حيدر وهو هندي – بعده القائد عبد الهادي عراقي المولد وأردني الجنسية – القائد نائف أردني – القائد خلف أردني – القائد – ضابط تدريب فهد أردني – ثم تولى القيادة القائد سنيل – القائد حونس ومن ثم – القائد سالم عمر الجوهي.



اللباس:


نفس لباس الجيش الأردني

السلاح:

رشاش – بندقية انجليزية 303

وكان أخر قائد قبل الاستقلال القائد جونستن والدي غادر يوم 17 / سبتمبر 1967 قبل الاستقلال إلى عدن, وتولى تلقائيا اعلي رتبه القائد الوطني العقيد سالم عمر الجوهي و نائب أركان العقيد حسين مسلم المنهالي وهذا أعلاه المقدمة عن تشكيله الجيش



مهمة الجيش:


حراسة حدود الدولة القعيطية والدولة الكثيريه ومناطق العامري والتي هي عبارة عن مناطق شاسعة آنذاك وكانت هناك تداخل من قبل قبائل السعودية على قبائل من حضرموت خاصة الصيعر التي تقع على الحدود السعودية و يتم نهب للمواشي وفي عام 1950م تم عقد اجتماع في منطقة أسفل بيحان أو بالأصح قرب منطقة نجران حضره من جانب الدولة القعيطية آنذاك عبدالله سالم باعشن والقائد عبدالله سليمان وهو أردني عن المستشار البريطاني القائد سالم عمر الجوهي مقادمة قبائل الصيعر من طرف الدولة القعيطية وممثلين عن المناطق السعودية, غرض الاجتماع تسوية الخلافات حول المطالبات والهوش والمقاتيل بحيث اتفق الجانب السعودي وجانب الدولة القعيطية المتمثلة في الجيش و تمت تسويه النهب والسلب الذي حصل من سابق

الانضباط | قانون الجيش

دائم مستعد للعمل – يطيع الله وولي الأمر – يبني ولا يهدم – يصلح بين الناس – الحفاظ على امن الوطن والمواطن – يطيع الملك والسلاطين وولي الأمر.



الفنان محمد جمعه خان وأغنية ياحضرموت افرحي, بترولنا بايجي.


الحقيقه انه حين انشد المرحوم الفنان محمد جمعه خان الأغنية المشهورة ياحضرموت افرحي بترولنا بايجي عملت إدارة المدرسة التي كنا ندرس بها ندوة واستدعوا فيها الشيخ عبدالله سعيد باعنقود والشيخ عبد الرحمن بكير وكان محور الندوه يتركز هل يرجح وجود البترول في تمود أم لا؟

فرد عليهم احد الحاضرين من الطلبة أن البترول موجود مئة في المائة والدليل أن الشركات البترولية تعمل مسح بشكل مستمر على منطقة تمود

وبعد ذلك رد عليهم الشيخ عبد الرحمن بكير حول هذا الموضوع فرد عليهم قائلاً : نعم بشائر البترول موجود وهذا هو الذهب الأسود وأكد على وجود البترول حسب معلومات لديه وهذا كان في عام 1952م .

وفعلا أكدت أحد الشركات أن البترول موجود بكميات تجارية لكنه لماذا لم يتم استخراجه فهذا أمور لا نعلمها نحن في ذلك الوقت المهم أن حضرموت غنية بالبترول والمعادن كما يعلم الجميع لأن حضرموت هي ارض الخير والعطاء


حركة الجبهة القومية


أنا وبحكم أنني من الذين عاصرو تأسيس الجبهة القومية ومع العلم أني لم أكن عضو فيها و الجبهة القومية تأسست في عام 17 / فبراير عام 1967 م.

في هذا العام سافر وفد إلى جنيف مكون من الأخوة خالد عبد العزيز, وحسين المنهالي وفيصل عبد اللطيف الشعبي , وفي نفس الوقت انسحبت القوات البريطانية من المكلا إلى عدن وفي حينها تم تكوين خلايا من عناصر الجبهة القومية وتحركت هذه الخلايا وعددهم 11 نفر إلى ميناء المكلا وعندما تم أخبارهم بان السلطان غالب موجود على متن باخرة توقفت للتو في الميناء قادمة من السعودية وتحمل على متنها مواد غذائية تحركت هذه الخلايا إلى الميناء وكان معهم مصفحة صغيره وطلعوا إلى الباخره والزمو السلطان غالب بالتوقيع على مذكرة بالتنازل عن الحكم وعودة من حيث أتى وحين نزولهم من الباخرة وبعد توقيع السلطان غالب بالقوى على التنازل وأشعروه أن البلاد تحت حكم الجبهة القومية وأشعرهم الأخ الكندي بأنه أي محاولة ترتكب سوف يكون ثوار الجبهة القومية لها بالمرصاد وقد تم تكوين الجبهة القومية من محافظة حضرموت بعدها امتدت إلى عدن والى عموم محافظات الوطن سابقاً.

وأتذكر أننا في الجيش البدوي كنا جمعنا مبالغ من مرتباتنا لرفد خزينة الدولة القعيطية وصلت إلى 800 ألف شلن وعندما أتت الجبهة القومية أخذت الفلوس وحولتها إلى عدن وللعلم ان بريطانيا هي من سلم البلاد للجبهة القومية وهذا هي من المأسي التي ارتكبتها بريطانيا بحق البلاد والعباد.

وأتذكر أن الجيش الليوي كان موجود في عدن ويتكون من الفصلي والحسني والضالعي واليافعي وكان أفراده قبل الاستقلال يتبعون لحكومة بريطانيا وبعد الانسحاب في 30 نوفمبر وهو يوم الاستقلال تحول أفراد الجيش الليوي إلى جيش النظام التابع للجبهة القومية وأتذكر انه حين الاستقلال مباشرة وصل إلى المكلا 4 ضباط من عدن إلى عندنا في جيش البادية ومهمة هؤلاء الضباط هو التنسيق بين جيش البادية والجيش النظامي التابع للقوميين واكبر خيانه حصلت للجيش البدوي هي أنهم قسموا جيش البادية وقاموا بتوزيعه إلى المحافظات بين عدن وشبوه وأبين والمهرة الهدف من ذلك أضعاف الجيش وتفتيته وأتذكر انه قبل تفتيت الجيش البدوي وإنهائه في الفترة التي كان فيها الجيش البدوي بكامل قوته نزلنا في دوريه إلى محافظة المهرة وحين وصولنا إلى منطقة مرعيت وهي قرية تبعد عن الغيضه 80 كيلو كان قائداً للقوه القائد البريطاني (قري) والأركان حسين المنهالي وتتكون القوى من خمس سرايا وحين أن نصبنا الخيام إلا وإطلاق النار علينا من كل اتجاه عموما عرفنا مصدر إطلاق النار وتحركنا نحو إطلاق النار بمصفحتين والقينا القبض على مجموعه من البدو وجلسنا معهم لقينا أن البدو هؤلاء يدافعون عن منطقتهم وكان الأخ كرامة بن عاشور هو حلقة الوصل بيننا وبين هؤلاء بدو المهرة الذي القينا القبض عليهم وهو يترجم من ألمهريه إلى العربية وأنا بدوري أترجم للقائد (قري) عموما أننا أكرمنا هؤلاء البدو وأعطاهم القائد ذخيرة أكثر من التي أطلقوها علينا وهكذا هي سياسة الترغيب.

نادي كوكب الصباح


الحقيقة أنني كنت من ضمن أعضاء نادي كوكب المكلا وكان من ضمن اللاعبين أتذكر انه كان والدك محمد صالح باخريبه و صالح الناخبي وعبد القادر بارحيم وفيصل بن كوير وسالم بن كوير وصالح العسل وعلي بن شبا وغيرهم.


وأتذكر أننا لعبنا مباراة مع فريق الاتحاد وكانت المباراة حساسة للغاية وتم نقل المباراة من المكلا إلى الشحر نظرا لحساسيتها وأتذكر أننا لعبنا مع طاقم باخره بريطانيا وأتذكر انه من ضمن طاقم نادي الكوكب لاعب تنزاني وكان يلعب قوي وحين بدأنا المباراة وشاهده مدرب الفريق البريطاني طلب مننا عدم إشراك هذا اللاعب في الشوط الثاني نظرا لقوة لعبه.



حكم السلطان صالح بن غالب القعيطي


الحقيقة أنني من الناس الذين حضروا حكم السلطان صالح وأتذكر انه كانت الدنيا أمان وما فيش ظلم والشرطة تقوم بكامل واجبها وكان فيه حرس مدني مهمته الحراسة الليلية ويمشي بين الشوارع ومع إفراده صفارة حين يشعروا بأي شي غير طبيعي ينفخ في الصفارة ليشعر الغير انه فيه حراسه موجودة في هذا المكان.


وأتذكر أن السلطان صالح عمل على عرض فلم يحكي إضرار الخمر ومصائبه والسلطان صالح علامة وألف كتاب اسمه (سفينة النجاة) خاص بعلوم الشريعة الإسلامية, وأتذكر أن السلطان صالح كان من مهامه التدخل في الأمور المهمة فقط التي تختص بسيادة الدولة القعيطية غير ذلك فيترك الأمر لأهله مثلا القضاء للشيخ عبدالله بكير والأمور الدينية لها مختصين ولأجل ذلك نجحت الدولة القعيطية واستمرت فترة من الزمن وحققت نجاحات كثيرة حتى كتب لها السقوط على يد القوميين الذين حكموا البلاد بعدهم

لنا كلمة

الحديث مع شخصية مثل الشيخ صالح سالم بن بريك يحتاج إلى مجلدات لان الرجل عاش حياه كلها كفاح ونضال خاض منها الجانب العسكري والمدني وعاش مترحلا بين القرى والمدن لان ذلك من طبيعته البدوية وكنت أود أن أتوسع أكثر في استخراج معلومات تفيدنا وتفيد الأجيال من بعدنا عموما هذا ما تم استخراجه من ذاكره هذا الرجل وأرجو أن نكون قد وفقنا حتى الملتقى لكم مني ألف تحية وسلام.

[email protected]


اجمالي التعليقات 2
شكرا لك على المشاركه ... سيتم عرض المشاركه على المشرف قبل تفعيلها.
الاسم : * البلد : * التعليق: * "التعليقات تعبر عن رأي كتابها ولاتعبر بالضرورة عن راي الموقع "

--------------------------------------------------------------------------------
محمد احمد بوعسكر () 06-09-2009 شكرا لك اخي فهيم على الاختيار والموضوع وشكرا للوالد/ صالح سالم بن بريك امده الله بالصحة والعافية وطول العمر0 فقد كان الموضوع موسوعة تاريخية0 والوالد /صالح سالم بن بريك رجل فاضل ومكافح بكل ماتحمله الكلمة من معني 0 ورمضان كريم وكل عام واتتم وخواتم مباركة0.

محمد الظالغي () 06-09-2009 رعى زمان كان للعشاق معنى.

حد من الوادي 12-28-2009 12:20 AM


في محاضرة عن الأديب باكثير في ثانوية المكلا النموذجية
الفردي: على الشباب أن يستلهموا من حياة وتجارب المبدعين ويتشربون من معاني سيرة الأعلام والعمالقة


2009/12/27 المكلا اليوم/ وليد التميمي

أكد الكاتب والإعلامي صالح حسين الفردي، على أهمية أن يستلهم جيل الشباب من حياة وتجارب المبدعين، وأن يتشربوا من معاني سيرة الأعلام الدينية والعلمية والاجتماعية والرياضية في موروثنا الحضاري العريق. وقال أ. الفردي، مدير دائرة الأعلام والنشر التربوي، في محاضرته التي ألقاها على طلاب ثانوية المكلا النموذجية للبنين، بمناسبة احتفائية جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا بمئوية الأديب علي احمد باكثير، أننا اليوم في أمس الحاجة لتتبع بصمات العباقرة الذين استطاعوا أن يؤسسوا بنيان مجتمع عظيم فاعل في محيطة ومؤثر في منظومة الحياة برمتها.



وأضاف في محاضرته التي كان عنوانها، سيرة الأديب باكثير، معانٍ ودلالاتٌ، وحضرها الأخ منير باتيس مدير الثانوية وأساتذتها، أن المتمعن في محطات حياة باكثير الذي ولد في منطقة سوربايا باندونيسيا من أبوين حضرميين، هجرا حضرموت بسبب ضيق سبل العيش، يرى أن بداية نموه في المنفى الاختياري شابها الاضطراب، مما حذا بوالده بعد أن استشعر نبوغه المبكر عندما بلغ سن التاسعة، أن يصطحبه عائداً إلى حضرموت، لأنه أدرك أن البيئة في اندونيسيا غير مهيأة لصقل هذه العبقرية وإرساء قاعدة انطلاقتها، فأراد أن يغرس شتلات موهبته في الجذور أي موطن أبائه وأجداده - سيئون- ليرتمي في أحضانها وهو في سن العاشرة، لتتشكل بعدها أولى بذور ذاته وتبزر ملامح شخصيته، حيث التحق بالمعلامة، وأتقن اللغة العربية وأمسك بتلابيب لغة الضاد، وحفظ القران، وتفجر إبداعه في أكثر من مجال وعندما بلغ العشرين ربيعاً بدأت ميوله للشعر جلية، حيث كانت الظروف مواتية لبزوغ نجمه كأديب كبير يشار له بالبنان.

وبعد صدمة فقدان زوجته وهي في غضارة الشباب ونظارة الصبا، فكر باكثير - كسائر الحضارم- في الهجرة إما إلى شرق أفريقيا أو شرق آسيا ، لكنه لجأ إلى عدن ووجد أنها لا تتسع لمساحات ذاته، ثم سافر إلى السعودية حيث جسد التجربة التي عاشها في سيئون بكتابته لأول مسرحياته الشعرية ( همام في بلاد الاحقاف) وكان عمره آنذاك 23 سنة.

وأكد الفردي أن مصر كانت المحطة الأساسية للأديب على باكثير بكل ما تحمله من تاريخ عميق في الحضارة الفرعونية والفينيقية والعربية الإسلامية، حيث برهن على جزالة شخصيته ونبوغ عبقريته وأثبت أن لا فرق بين العلم والأدب إلا في التوجه.

وفي 1934م دخل باكثير في تحدي مع أستاذه الجامعي الانكليزي لإقناعه بحيوية اللغة العربية وقدرتها على مجاراة لغة العلم والأدب الأنجليزي، فنجح في إثبات حجته بعد أن طوعها لترجمة رواية شكسبير (روميو وجوليت)، مما جعله يكتشف طرائق جديدة تسمى الشعر المرسل الذي كان مرحلة مهمة في الشعر العربي وصولاً إلى الشعر الحر.

وشدد الفردي على أن باكثير كان يحمل مشروعاً ثقافياً وأدبياً ومعرفياً اصطدم بمشاريع أخرى، ولكنه رغم ذلك ظل يشكل حضوراً ويمثل ظاهرة إنسانية كان لها شرف الريادة في مجالات الشعر والمسرح ومازال أرشيفه بعد مرور أربعين عاما على رحيله خصباً لتنقيب كل باحث أو عالم أصيل.

ووجه الفردي كلامه لطلاب الثانوية مؤكدا ً أنهم بمثابة مشاريع لا تختلف كثيرا ً عن باكثير، وأنه لا بد أن يكون منهم باكثير في العلم وباكثير في الهندسة والتقنية وباكثير في الأدب، شرط تنمية الموهبة و الثقة العالية بالنفس والتحلي بروح الإصرار والعزيمة.




اجمالي التعليقات 1

--------------------------------------------------------------------------------
طالب نموذجي (المكلا) 27-12-2009 نشكر الأستاذ صالح الفردي على محاضرته التي ألقاها صباح يوم السبت بثانويتنا النموذجية وكانت محاضرة مفيدة وقيمة استطاع أن يربط حياة الأديب الحضرمي الكبير علي أحمد باكثير بواقع الثانوية وتحديات الطلاب في مواجهة المستقبل فله ولأستاذنا منير باتيس كل الشكر والتقدير...

حد من الوادي 12-28-2009 02:15 PM


تريم ... الاستحقاق والإدراك المنتظر

2009/12/27 المكلا اليوم / كتب : خالد احمد القحوم

قال عنها شاعرنا الكبير المرحوم مادحا إياها في قصيدته المغناة منذ ستينيات القرن الماضي

ايش لبنان ايش العاصمة بيروت

باحِل في الغناء مدينة حضرموت


تلكم هي تريم , المدينة التي يتطاير السحر الأخاذ ذو الالق الحياتي لكل أصناف البساطة الإنسانية المعجونة بأرواح الائتلاف المنصهر في بوتقة روحانية المكان , نعم المكان الذي يعطي هذه المدينة أشياء وأشياء ضافية من ذلك السحر الأخاذ , فالأخضرار الممتد أمامك يعد سمة بارزة من سماتها يوحي إليك بالصفاء والنقاء ويجعل وجدانك يحلق في أجواء من السعادة , والقصور التي تحكي لك حكايات الفن الإنساني الهادف إلى الاستمتاع الجميل بهذه الكثل الطينية التي إحالتها أيادي البنائين المهرة إلى قوالب تموج بالفن لتكون شاهدة على تاريخ يؤكد أصالة هذه المدينة ومنها قصر عشه , وقصر الرناد , وقصور آل الكاف المتميزة ,

وقصر السلام وتقف معك بشموخ لا تنفصم عراه عن المجد الفني منارة مسجد المحضار التي يبلغ ارتفاعها 165 قدما كأنها حارسه للمدينة تعطيها من الاهتمام والحرص الشيء الكثير ناهيك عن مكتبتها التاريخية الشهيرة الاحقاف التي تحتضن بين جنباتها كنوز علمية معرفيه وفوق هذا يكفي هذه المدينة فخرا وجمالا مساجدها الكثيرة التي يوازي عددها عدد أيام السنة 360 مسجدا ترتج لها المدينة بالتكبير مع كل دعوة إلى الصلاة والفلاح , ومادام المكان بهذا السحر الأخاذ وهذا الجمال الوجودي الرائع كان من الطبيعي أن يكون هناك تناغم استيعابي جميل أيضا يحتضن من خلاله أنسانا يتصف بالجمال الرائع أيضا ينتج عنه تعامل أنساني ,

فتريم المدينة الوادعة يعيش على ارضها ويستنشق هواءها أناس كما أسلفنا القول يتصفون بالتعامل الإنساني الرائع الممزوج بالبساطة والاحترام والتقدير والترحاب الأكثر جمالا هذا الترحاب يحس به كل من تشرف بزيارة تريم المدينة التي سيزداد سحرها وجمالها كما ستزداد أهميتها مع حلول العام الميلادي 2010 عندما أكرمتها المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم واختارتها عاصمة للثقافة الإسلامية للعام ذاته وهذا الأمر يعد تكريما حقيقيا مستحقاً لهذه المدينة التي تمثل واجهة عريقة وأصيلة يجب على الجميع إدراك هذا التكريم والاستحقاق الإدراكي اللازم السليم وان يكون هناك تناغم شعبي ورسمي في تأدية الأدوار المختلفة حتى تتم الاستفادة المثلى من هذا الحدث للتعريف الحقيقي بهذه المدينة وأدوارها التاريخية الإنسانية والإسلامية العظيمة وبالتالي نتمكن من استثمار هذا الحدث بشكل يضيف إليها بعداً تاريخياً جديداً يؤكد أصالتها لتكبر في عيون زائريها الذين سيرددون بدورهم مقولة شاعرنا الكبير حسين أبو بكر المحضار

ايش لبنان ايش العاصمة بيروت


حد من الوادي 12-30-2009 07:24 PM


استعدادات لانطلاق قناة حضرموت الفضائيه من المكلا في ابريل القادم

2009/12/30 المكلا اليوم / خاص


وثلاث قنوات فضائية اخرى تنطلق قريبا من حضرموت بعد استكمال اجراءاتها

تستعد قناة حضرموت الفضائية التي تتخذ من المكلا مقرا لها بالانطلاق في ابريل القادم بعد استكمال اجراءاتها القانونية والفنية وبناء الاستديوهات والبنية التحتية للقناة, ويملك قناة حضرموت الفضائية كل من عبدالله بانعيم وعلي المحمدي وعادل الجعيدي حيث جاءت فكرة تاسيس القناة بعد كارثة الفيضانات في حضرموت حيث من المقرر البدء في اشارة البث التجريبي في ابريل فيما تنطلق بصفه رسمية في يونيو 2010م.

وحفزت قناة حضرموت الفضائية اخرين في الاسراع باستكمال اجراءاتهم لانطلاق قنواتهم من مدينتي المكلا وسيئون وهي قنوات الاحقاف والمكلا وسيئون الفضائية في ظل السماوات المفتوحة التي تنتهجها اليمن في انطلاق عدة قنوات فضائية من محافظات الجمهورية.
وكون القناة حضرمية وتهتم بشؤون الحضارم لا يعني أنها لا تهتم بجميع فئات المجتمع اليمني والعربي, وستقوم القناة بدور من أهم الأدوار التي تصور الشخصية الحضرمية الحقيقية ذات الطابع الاجتماعي الذي يعيش داخل النسق الحياتي المحيط به، والتي تتلاءم فيه وتستطيع أن تغير فيه وتتعايش معه وتصنع منه مكسب سواء لها أو لذات المجتمع الأصلي وصاحب الوطن.

وستعرض دور الحضرمي داعية السلام والسلم البشري وكيفية تحويل المخاطر إلى مصالح تعود عليه وعلى من حوله بالنفع والفائدة.

وستعرض الدور الريادي للحضارم في نشر الفضيلة ودعوة الخير بأسلوبهم الذي يدك القلوب المتحجرة بحكمة الحضرمي وسياسته التي جعلت منه ليس هو الشخص الغريب بل صنعت منه القائد والإمام والمعلم والتاجر والأديب والمربي وصدرته مع احتفاظه بشخصيته والكاريزما الجاذبة له.

الجدير بالذكر أن قناة حضرموت الفضائية هي مؤسسة تجارية غير هادفة للربح، وتدار وفق القواعد الفنية للمؤسسات التجارية، وتعتمد في مواردها على الإعلانات التجارية والرعايات والاستثمارات

المتخصصة، إلا أنها في تأسيسها سوف تعتمد على الهبات والدعم من المهتمين بالشأن الحضرمي.

الاســم: قناة حضرموت الفضائية

الهويــة: فضائية عربية يمنية اجتماعية ثقافية عامة.

مقر العمـل: الجمهورية اليمنية - المكلا ولها مكاتب تمثيلية في صنعـاء – عدن ومدن الإنتاج الإعلامي وبعض المدن المهمة.

ملكية القناة: قناة غير ربحية تدار من قبل المجلس التأسيسي.

إدارة القناة: القناة هي مؤسسة تجارية غير هادفة للربح ، وتدار وفق القواعد الفنية للمؤسسات التجارية، وتعتمد في مواردها على الإعلانات التجارية والرعـايات والاستثمـارات المتخصصة، إلا أنها في تأسيسهـا سوف تعتمد على الهبات والدعم من المهتمين بالشأن الحضرمي.

ساعات البث: 24 ساعة على Arabsat - NileSat

حد من الوادي 12-31-2009 04:57 PM



جنوب اليمن بين الاستقرارأو الانفصال والإرهاب

31/12/2009 المكلا اليوم / بقلم : د. عبدالله مرعي بن محفوظ

بثت قناة العربية الأسبوع الماضي لقاءً تلفزيونيا عن استعراض بعض قبائل جنوب اليمن ‏ودعمهم لتنظيم (القاعدة)، هذا الاستعراض ترك انطباعات حزينة لأبنائها في الخليج العربي، ‏والسؤال الذي طرحناه على أنفسنا ماهية الغاية والنتيجة من هذا الدعم للإرهاب ؟ خاصة حين ‏رأينا في ذات اليوم نفسه البرنامج الوثائقي عن هجرة أبناء محافظة حضرموت والتي أظهرت ‏المعاناة الإنسانية والاقتصادية لهؤلاء القبائل من خلال هجراتهم المتعاقبة لدول العالم الإسلامي ‏مع توضيح تنوع استثماراتهم التنموية في الأماكن التي استوطنوا بها

في رأيي الشخصي والعملي من خلال رئاستي لمجلس الأعمال السعودي اليمني ، أقول إن هذا ‏التعاون والدعم لن يستمر لعدة عوامل دينية واجتماعية، فما حصل من مظاهرات التأييد في ‏محافظة أبين ومحافظة شبوة كانت نتيجة لردة الفعل للهجوم العسكري للجيش اليمني على موقع ‏تواجد به النساء والأطفال، والذي حرك المشاعر القبلية ضد هذه الغارة، خاصة وانه واكب ‏الإحساس العام في الجنوب بعدم العدالة في توزيع السلطة والثروة البترولية التي تنتج أغلبها في ‏أراضيهم.‏

إن المشاعر المستفزة لقبائل أبين وشبوة مهما كانت مؤلمة، ولكنها لن تجرهم للقفز نحو ‏المجهول مع تنظيم القاعدة الإرهابية ، ليقيني بأن قبائل الجنوب عامة لا يمكن لها أن تنسى أو ‏تتنكر لجهود خادم الحرمين الشريفين (الملك عبدالله) في مساعدة الجمهورية اليمنية، وكذلك ‏دور مجلس التنسيق السعودي اليمني بدعم الاستثمار والتصنيع ودعم التعليم الجامعي وبدور ‏رجال الأعمال السعوديين في تأهيل المستشفيات والمراكز الطبية وتأسيس مراكز التقنية والتعليم ‏الفني للشباب الذي خرج من التعليم الجامعي للظروف الاقتصادية .‏

هذه المقدمة تجعلني أطالب شيوخ القبائل في الجنوب بوقفة حازمة لهذا (التعاطف) وهذا (الدعم) ‏‏(للقاعدة) وتذكرهم بحقوق الجيرة وأواصر الرحم والقربى التي بيننا وبين أهلنا في السعودية ، ‏فلا يمكن ان أتخيل أن تسقط كل تلك العرى القبلية ليستغلها قلة باغية على حق الإنسان بالعيش ‏هانئا حتى وإن كان قوت يومه قطعة خبز إلا أنه راضٍ بمقسوم المولى عز وجل.‏

إن الدعم الذي توليه حكومتنا السعودية من أجل (الوحدة) هو بالتأكيد ليس في صالح الشمال ‏على حساب الجنوب ولكن في صالح الاستقرار السياسي والاجتماعي في جزيرة العرب، ‏والمتابع للأحداث السياسية والقبلية في أبين مع تنظيم (القاعدة)، يجعلنا نذكر مشايخنا الآخرين ‏من كندة وحمير في وداي حضرموت بأن تاريخهم مرتبط تاريخياً بوادي الدواسر التي كانت ‏مسقط «كندة» والتي جعلت من «قرية» الفاو مركزاً سياسياً وحضارياً لقبائلها في قلب جزيرة ‏العرب، واليوم فإن التاريخ يعيد نفسه مع قبائل المهرة وأبين وشبوة ولحج ، بأن لا مجال للحاسد ‏والحاقد بان يتربص بوطننا السعودية ، الأرض التي بها أغلبية أبنائكم ويعيشون في ربوعها ‏الأمن والأمان، حيث قيض الله الحكم (لابن سعود) ، وقيض الله لنا الخير والمال ولأبنائكم ‏الذين هاجروا من ويلات الاستعمار ومن الحزب الاشتراكي إلى السعودية والخليج العربي.‏

إن قبائل الجنوب التي عُرف أفرادها بأنهم أهل الحكمة والوسطية وأنهم سنام المذهب السني في ‏أصقاع الأرض، هؤلاء الكرام لا يمكن أن يدخلوا الفتن والقلاقل لأراضيهم أو للأراضي ‏المجاورة لهم ، خاصة وأن تعداد أبنائكم في الخليج العربي أكثر منكم عدداً في الجنوب، وهم ‏أكثر قدرة على مساعدتكم في تأسيس البنية التحتية للاستثمار في المدن الجنوبية وفي تطوير ‏الموانئ في عدن والمكلا وفي توفير فرص العمل وفتح مجالات للتجارة البينية مع شرق ‏إفريقيا.‏

إن بذرة أجدادنا في أنفسنا مكنونة، فمن شاء أنبتها نباتاً حسناً ومن شاء قتلها بتعاونه مع القاعدة، ‏فوحدة اليمن بغض النظر عن نتائجها كانت حلماً لسنوات عديدة تغنى بها شعب الجنوب مع ‏أبناء الخليج العربي ، ولا يمكن ان صادفنا المصاعب والمعوقات بالعدالة الاجتماعية ‏والاقتصادية ان نكفر بها سريعاً ، في هذا (المرحلة) دعونا نبحث عن صيغة للحوار تكفل ‏للجميع العيش الكريم ، وذلك من خلال استغلال جهود المخلصين في العمل الخيري ‏والاجتماعي من أمثال: عبدالإله سالم بن محفوظ وبكر محمد بن لادن ومحمد حسين العمودي ‏وعبدالله أحمد بقشان وعبدالله سالم باحمدان، للعمل علي رأب الصدع بين الحكومة اليمنية وقبائل ‏الجنوب من خلال تفعيل العمل المشترك للجهود الاقتصادية وتقريب وجهات النظر في الأمور ‏السياسية ، هؤلاء الذين كان لهم دور مشهود برسم خارطة الطريق للاستثمار السعودي بشرق ‏إفريقيا والعمل على فتح بوابة الاستثمار في الماء والكلأ والمروج الخضراء، كل ذلك كان بدعم ‏كبير من الحكومة السعودية وبجهود مميزة لخمسين رجل أعمال سعودي الذين حطت جميع ‏طائراتهم في مطار أديس أبابا الدولي لرغبتهم الأكيدة بفتح آفاق الاستثمار في أثيوبيا، ‏الصومال، كينيا، جيبوتي، تنزانيا، راوندا، وأوغندا، وهذا الاستثمار سوف ينعكس ايجابياً على ‏أبناء الجنوب الذين كان لهم تاريخ طويل في الاستثمار في هذه المناطق سابقاً.‏

ختاماً، مقالي هذا باسم إخوانكم السعوديين ، نقول لكم بان دوركم كبير بحماية الوسطية وبحماية ‏الاستقرار القبلي على الحدود والتي حفرنا من أجلها قواعد عميقة لإرسائها، فما فائدة جهودنا ‏وأموالنا إن ضاع الأمن في البوابة الجنوبية لجزيرة العرب، وما فائدتنا إن أضعنا تاريخ أجدادنا ‏الذين بنوا وأحسنوا البناء؛ وعهدوا وأوفوا العهود، وعملوا وأخلصوا العمل، وقبل هذا كله ‏حملهم رسالة الإسلام في عرض البحار والمحيطات لينقلوها وينشروها في شرق الأرض ‏وغربها، شمالها وجنوبها؛ فلا يدفعكم الثأر من خطأ عسكري لأن تدعموا طغيان القاعدة وهي ‏فرقة ضالة وموعدهم سوء الخاتمة وسوء المنقلب إن شاء الله.‏
المدينة السعودية

حد من الوادي 12-31-2009 10:39 PM


على طريق تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م (سور تريم.. الكنز المدفون)

الخميس, 31 ديسمبر 2009 17:59 حضرموت اليوم /تريم/ ماجد يادين

تعتبر مدينة تريم التاريخية من مدن ما قبل الميلاد حيث تم إنشاءها في القرن الرابع قبل الميلاد ويؤكد المؤرخون سب ما جاء في معالم تاريخ الجزيرة العربية للأستاذ سعيد عوض باوزير "أن تريم كان تأسيسها في عهد الحكم السبئي لحضرموت وأنها سميت باسم أحد أولاد سبأ الأصغر تريم أبن حضرموت".

وخلال العصور المتعاقبة تم بناء وتشييد سور للمدينة من اجل حماية سكانها من الغزاة وكان أخر سور تم تشيده في عهد السلطان محسن بن غالب الكثيري والذي تم الانتهاء من بناءه في سنة 1320 هجري.


حيث تم بناء سور على محيط المدينة ويتخلله خمس مداخل أو بوابات رئيسية تعرف بما يسمى بالسدد وهي جمع لكلمة سدة أي بوابة كبيرة قابلة للفتح والإغلاق في أوقات محددة وتحت ظروف أمنية معينة بسبب القلاقل والاضطرابات التي تعيشها البلاد في تلك الحقبة من الزمن.

وكانت البوابات الرئيسية هي:

البوابة الجنوبية سدة يادين: وهي المدخل الرئيسي لدخول البضائع وسميت بهذا الاسم نسبة لأسرة أل يادين التي كانت تشرف على حراستها .

البوابة الغربية سدة قمزواي: وهي تعتبر مدخل ثانوي للدخول إلى المدينة من الغرب.

البوابة الشرقية الشمالية سدة محبوب: وهي تعتبر مدخل ثانوي للدخول إلى المدينة من الشرق و المؤدية الى منطقة دمون.

البوابة الشرقية الشمالية سدة سرور: وهي البوابة المؤدية إلى منطقة الفجير.

البوابة الشرقية سدة اللمي: وهي البوابة المؤدية إلى منطقة حصن عوض.

وإضافة إلى البوابات الخمس تم بناء عدد من الحصون والقلاع الدفاعية على محيط السور كما هو موضح في الصورة.

ولقد أطلق صاحب الاستطلاع في مجلة العربي في الستينات على سور تريم باسم سور برلين الصغير الذي كان يفصل بين سلطنتين سياسيتين تمثل كل منهما دولة الدولة الكثيرية والدولة القعيطية.

ولقد تعرض هذه السور للهدم في بعض أجزاءه واستحداث بنايات جديدة في محيطه وأيضاً عوامل التعرية والسيول والإمطار في النهاية كل هذه الأسباب والإهمال أدى إلى اندثاره وطمس بعض معالمه التاريخية.

فهذه الصورة المرسومة تم رسمها بناء على شهادة العاقل سعد نصر يادين وهي مطابقة للواقع وهي تعتبر أول خطوة في مشوار الإلف ميل لإعادة بناء وأعمار السور والحصون ويأتي هذا زامنا مع احتفالات اختيار تريم عاصمة للثقافة الإسلامية للعام2010م, وتم بهذا الخصوص تشكيل لجنة أهلية لمتابعة الدعم وإعادة البناء

حد من الوادي 01-01-2010 12:29 AM


الشيخ طارق الفضلي في رسالة خاصة إلى أبناء حضرموت : الاحتلال كمثل الذباب الذي يحاول أن يطال السحاب

السياسي برس - خاص / 31 ديسمبر 2009




وصف الشيخ طارق بن ناصر الفضلي الاحتلال اليمني بأنه "كمثل الذباب الذي يحاول أن يطال السحاب" في رسالة وجهها إلى أبناء حضرموت الذين خاطبهم بقوله "أنتم الأحقاف . . ثمود ..أنتم من نشر الدين بالتقوى والزهد والتواضع – لا بالفتوى . .أنتم أول من بنى ناطحات السحاب في التاريخ الإسلامي".

وأضاف الفضلي : "إنا على ثقة أن سجون المحتل وإجراءاته اللاإنسانية لن تزيدكم إلا إصراراً على تحرير أرضكم والحفاظ على كرامتكم ودينكم وتقواكم وعلى ثرواتكم ثروة الآباء والأجداد وأجيال المستقبل التي تغنى بها ابن حضرموت.

السياسي برس ينشر نص الرسالة الموجهة من الشيخ طارق الفضلي إلى أبناء حضرموت:


بسم الله الرحمن الرحيم





( اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله )

( ولاتهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون )

إلى أهلي أبناء حضرموت . . يامن دعا لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبارك لكم في تجارتكم . .

أنتم الأحقاف . . ثمود

أنتم من نشر الدين بالتقوى والزهد والتواضع – لا بالفتوى . .
أنتم أول من بنى ناطحات السحاب في التاريخ الإسلامي . .
أنتم مدائن المساجد

هاهو الاحتلال الهمجي المتخلف يضعكم في السجون ويحاول الانتقاص منكم وهذا أكبر دليل على جهله وتخلفه ..
كمثل الذباب الذي يحاول أن يطال السحاب , إنا على ثقة أن سجون المحتل وإجراءاته اللا إنسانية لن تزيدكم إلا إصراراً على تحرير أرضكم والحفاظ على كرامتكم ودينكم وتقواكم وعلى ثرواتكم ثروة الآباء والأجداد وأجيال المستقبل التي تغنى بها ابن حضرموت فكونوا على يقين إنا لن نخذلكم وستدمر هذه السجون وستنكسر القيود وسيخرج العدو خاسئاً من أرضكم الطاهرة, وستخرجون أحرار على أرضكم أرض الجنوب الحر قريباً بإذن الله تعالى.

خرجنا من السجن شم الأنوف كما تخرج الأسد من غابها

إبن الجنوب
طارق الفضلي

حد من الوادي 01-02-2010 11:12 PM


المساعد الدكتور صالح العسل وحديث الذكريات للمكلا قبل نصف قرن

2010/1/2 المكلا اليوم / فهيم باخريبه

تصوير/ محيى الدين سالم

الشيخ صالح عمر العسل العمودي من مواليد مدينة المكلا تعود أصوله إلى قرية

قيدون في مديرية دوعن هاجر والده من دوعن إلى المكلا وأستقر فيها, وللشيخ صالح أخوين وترتيبه الثالث بين أخوته, أب لعشرة أفراد ستة ذكور وأربع بنات عاش في مدينة المكلا وعشقها حتى النخاع
البداية:

أولاً الشكر إليك شخصياً على إجراء هذا الحوار وكذلك الشكر موصول إلى طاقم المكلا اليوم بدون استثناء

والحقيقة أنني من أبناء مدينة المكلا وأنتمي إلى أسره تعود أصولها إلى منطقة قيدون في وادي العسل الحضرمي دوعن

بدأت حياتي بالدراسة في مدرسة آل شيخان وأنا في بداية سنين عمري الأولى وهذه المدرسة هي مدرسة خاصة في المكلا وأسسها الأخوين محسن ومحمد أبناء علوي شيخان وأستمريت أدرس في هذه المدرسة لمدة خمسة أعوام بعدها التحقت بالدراسة في المدرسة الغربية وفي ذلك الوقت كان الشيخ / عبدالله الناخبي مديراً للمدرسة الغربية والشيخ عبدالله باعنقود من المدرسين في المدرسة الغربية ودرست عاماً ثم عدت إلى مدرسة آل شيخان مرة أخرى وأستمريت أدرس لمدة 4أعوام ثم بعد ذلك عملت مدرساً متطوعاً في مدرسة آل شيخان لمدة عام

المرحلة العملية

بعد أن أكملت الدراسة وعملت مدرساً لمدة عام انتقلت للعمل في القطاع الخاص مع أحد أخواني وهو الشيخ / سالم عبيد بامثقال وكان معه محل لبيع اللخم وأستمريت أعمل معه في بيع اللخم لمدة عامين

بعدها تقدمت إلى السيد محسن شيخان وأخبرته بأنني أريد منه أن يكلم السيد أحمد محمد العطاس وكان العطاس وزيراً للدولة بأني أريد أن أتوظف عند الدولة وفعلاً تفضل الأخ محسن وكلم العطاس وتحقق ما سعيت من أجله وتحصلت على وظيفة ولكنني لم أعمل بها وبقيت أعمل في بيع اللخم

وفي يوم من الأيام وأنا كنت جالس في دكان الأخ / محمد باريسا جاء إلى عندنا المرحوم / محمد عمر بن هامل وطلب مني مرافقته وفعلاً رافقته دون أن أعلم إلى أين ونحن نمشي في الطريق أخبرني بأنه يريد توظيفي في المستشفى وحين وصولنا إلى المستشفى قابلت الدكتور ( كوركل ) وهو بريطاني الجنسية ويعمل مستشاراً صحي مرابطاً, وقابلت الدكتور ( رندى ) وهو هندي الجنسية وكان يعمل مديراً للمستشفى وفي أثناء المقابلة لهم أخبرهم الشيخ محمد بن هامل بأنني أريد أن أعمل معهم في المستشفى حينها سألني الدكتور ( كوركل ) هل فعلاً تريد العمل معنا قلت له نعم فقال لي أذهب إلى بيتك ثم عد مره أخرى وباشر عملك مع الأخ / محمد بن هامل ومن يومها وأنا أعمل مرافقاً مع الأخ / محمد بن هامل وكنت أعمل وأدرس في نفس الوقت في المعهد الصحي لمدة ساعة صباحاً والمساء يأتي أحد المدرسين ويعمل لنا كورس في اللغة الإنجليزية وأستمريت أعمل في المستشفى حتى تم نقلي إلى مدينة الحامي في نقلة ريفيه وهي الأولى في حياتي وكان ذلك في العام 1957- 1958م لمدة عام بعد ذلك أنتقلت إلى منطقة عمد وعملت فيها مسئولاً طبياً ولمدة ستة أشهر بعدها عدت مرة أخرى إلى مدينة الحامي ومن ثم إلى الشحر ومدينة شبام ثم القطن ثم إلى حجر وكذلك عملت في منطقة رخيه

بعد أن أكملت النقلة الريفية عدت إلى المكلا لأستلم مسئولية قسم الإحصاء في مستشفى المكلا وأزاول العمل في العيادات الشعبية واستمريت أعمل حتى أحلت إلى التقاعد في العام 1992م


حياتي والرياضة

أنا من الشباب الذين يعشقون الرياضة وتحديداً كرة القدم حيث بدأت حياتي الرياضية في سيف حميد وذلك أثناء مرحلة الدراسة الابتدائية وكنا نلعب بحضور بعض مسئولي الأندية الرياضية وحينها كان الأخ العزيز المرحوم / أحمد حيدر موجود ويشاهد المباريات التي كنا نقيمها في سيف حميد وبعد المباراة استدعاني وطلب مني أن أنضم إلى نادي كوكب المكلا وفعلاً التحقت بالنادي وكان رئيس النادي الشيخ المرحوم / عبدالكريم بارحيم في نفس الوقت كان يلعب للنادي المرحوم / صالح الناخبي والمرحوم / محمد صالح باخريبه والمرحوم / عبدالقادر بارحيم ( بو سليمان ) والمرحوم محفوظ عمير والمرحوم محفوظ بامحفوظ والأخ / سالم ربيع الجابري والأخ / علي بن شياء


من اليمين وقوفاً
عبدالكريم محمد بارحيم رئيس النادي وسالم عوض باوزير وأحمد سالمين بن همام وأحمد حيدر البكري وسالمين علي باعبد وسعيد فرج باصديق وصالح سالم بن بريك وعبدالقادر عبدالرحمن بارحيم وعبد الرؤوف أبوبكر بارحيم وصالح عمر العسل وعبدالرحمن خان وهو هندي الجنسية مدير الجمارك وعضو شرف
من اليمين جلوساً
أحمد مثنى ومحفوظ عمر بامحفوظ وسعيد بارباع وعلي يسلم بن شبه وأحمد محمد الفردي وصالح محمد الناخبي كابتن الفريق
وقد أخذت الصورة في ميناء المكلا سابقاً ( الدكة ) عام 1958م بمناسبة الفريق إلى عدن لإجراء مباريات ودية مع أندية عدن آنذاك
وأتذكر أننا في النادي قد لعبنا إحدى المباريات مع نادي كوكب الشحر في مدينة الشحر وذلك في دوري كأس النهضة وفي هذه المباراة هزمنا كوكب الشحر بخمسة أهداف كان نصيبي منها هدفين والمرحوم صالح الناخبي هدفين, والمرحوم أحمد حيدر هدف واحد

وبعدها لعبنا في المباراة الثانية مع شباب الغيل في نفس المسابقة وتغلبنا على شباب الغيل بهدفين سجلت أنا هدف والمرحوم صالح الناخبي هدف وبعدها لعبنا مع الاتحاد بالمكلا المباراة النهائية في المكلا وقد سجلت أنا هدف الفوز والبطولة لنأخذ بعدها الكأس الغالية وهي كأس بطولة النهضة, ومن الطرائف التي كان يعملها لنا المرحوم صالح الناخبي في النادي أنه عندما كنا في التمرين وتكون الكره مرسله عالية من أحد اللاعبين ويكون فيها المرحوم صالح طرف مع طرف آخر لأجل لا تأخذ عليه الكره كان يوخزك بدبوس يحمله معه طبعاً هذا من باب المزاح

المكلا تاريخ لا ينسى

حقيقةً أنا أسف على تاريخ هذه المدينة الجميلة وعلى كل معلم تاريخي كانت تتميز به المكلا ولكن للأسف ضاعت هذه المعالم التاريخية وأتذكر أنه كان في حكم السلطان القعيطي توجد بوابة لمدينة المكلا ويطلق عليها ( سده ) وكان في مهام هذه البوابة هي حماية مدينة المكلا في أيام الخطر الذي يحدق بالمدينة وكانت هذه البوابة تفتح منذ الصباح الباكر وتغلق عند الساعة الحادية عشر ليلاً وكان يدير أمور هذه البوابة موظف يطلق عليه البوليس السلطاني ومن مهام هذا البوليس هو فتح وإغلاق البوابة وتتكون البوابة ( السده ) من باب كبير لدخول السيارات وباب صغير لدخول الأفراد

وعندما تغلق البوابة الساعة الحادية عشر ليلاً لم يتم فتحها إلا لأمر ضروري بعد هذا التوقيت ولا يفتح سوى الباب الصغير الذي يسمح بدخول الأفراد أما البوابة الكبرى لا تفتح إلا في وقتها كما توجد في مدينة المكلا ساعة كبيرة ويوجد بها عامل مختص لإدارة شئون هذه الساعة بأنها عندما يقوم العامل بالضرب على لوح معدني كبير بواسطة عصاء بيده وذلك حسب دخول الوقت أي بمعنى عندما تكون ا لساعة العاشرة يضرب عشر مرات عليها وبذلك يعرف من يسمعها أن الساعة الآن العاشرة وكان سماع صوت هذه الساعة إلى برع السدة والساعة كانت موجودة عند حصن المكلا سابقاً وهي مدرسة بن خلدون حالياً ولان المكلا كانت صغيرة وهاديه ولا يوجد بها أي أصوات مزعجه وكذلك من مهام الساعة إشعار جميع موظفي الدولة بنهاية الدوام اليومي

وكذلك كان في المساء يوجد دوريات راجلة من رجال البوليس من مهامهم حراسه المكلا عندما يخلد جميع المواطنين إلى النوم

وللقارئ أن يتخيل أن الحارس الشخصي للسطان عوض لا يوجد بيده أي سلاح غير أنه مرافق السلطان في تحركاته اليومية

والسبب في ذلك أن العدل بين الحاكم والمحكوم موجود والدنيا أمان والكل عاش براحه تامة


حياتي الأولاد والتسمية

عندما رزقني المولى عز وجل بذريه صالحه والحمد لله كنت أنا مغرم ومعجب بالزعامات المصرية منهم الزعيم عبد الناصر والزعيم أنور السادات وحين رزقت بأحد المواليد أطلقت عليه أسم عبدالناصر والثاني أطلقت عليه اسم السادات هذا نظراً لإعجابي الشديد بهؤلاء الزعامات المصرية الراحلة وأنني وإلى درجة حبي الشديد عندما رزق أبني السادات بأحد أبنائه من الذكور أشرت عليه بأن يطلق على أبنه أنور بحيث يصبح باسم أنور السادات ولكن الولد لم يستحسن الفكرة هذه هي حكاية التسمية للأبناء

لنا كلمه

الحديث مع الشخصية الاجتماعية الشيخ صالح العسل حديث ذو شجون لأن الرجل أبحر بنا في بحر الذكريات الجميلة التي عاشها مع هذه المدينة الجميلة والرائعة في كل شيء في مناخها وفي ناسها الطيبين


وكم كنت سعيد الحظ عندما عزمت على إجراء هذا الحوار الصحفي مع أبو صبري كان برفقتي نجله صبري الذي سهل لنا مهمة هذا الحوار مع والده

شكرا أخي صبري والشكر موصول إلى الأستاذ سند بايعشوت رئيس تحرير الموقع الذي أشار لي على هذه الشخصية

حد من الوادي 01-04-2010 02:45 PM


بسقة الخريف) للأستاذ كرامه بامؤمن ..نخيل حضرموت يعانق أشجار غوطة دمشق

الأحد, 03 يناير 2010 16:59 حضرموت اليوم /تريم/قراءة: صالح مبارك عصبان

الأستاذ كرامه مبارك سليمان با مؤمن ، الخبيرالتربوي ،ينقلنا عبر كتابه (بسقة الخريف) في رحلة تتجاوز نصف القرن، السيارة ( اللوري) تنتزع الصبي (كرامة)، ذو الثلاث عشرة عاما من بين أحضان النخيل في وادي حضرموت، إلى ساحلها حيث البحر ، لم يجد رفاق رحلته - خريجي مدرسة جمعية الأخوة بتريم - في المكلا، فغادر وحيدا بواسطة قارب إلى عدن ، لتتوالى عليه المفاجآت ، حيث لم يجد مكانا في السفينة المتجهة إلى بيروت،فسافر في سطحها لطلب العلم في بلاد الشام، وتمضي السنين ، ويعود خريج جامعة دمشق حاملا أملا وعلما ، ويبدأ رحلة ( البسق) - والبسق عند المزارع الحضرمي تعني
جني بواكيرالرطب ، وهي مهمة ليست سهلة ، حيث تحتاج إلى دراية وخبرة حتى لا يحصل ضرر في التمر- لقد بدأت ثمار سنوات الدراسة بتعيينه معلما وانتهت به مديرا للمكتب الفني بوزارة التربية والتعليم بدرجة نائب وزير،ثم عين مستشارا تربويا.

يقدم لنا خلال هذه الرحلة أطباقا من التمر الحضرمي ،حيث بدأت رحلة العلم عام 1947م لتستمر ثلاث عشرة عاما، أما رحلة العمل فبدايتها المدرسة الوسطى بالغيل فمديرا لأول ثانوية بحضرموت وعميدا لكلية المعلمين الوسطى ثم قائما بأعمال ناظر المعارف، وكان من الرواد الأوائل في الجهاز التربوي في جنوب اليمن وتقلد مناصب تربوية كبيرة بعد تحقيق الوحدة اليمنية.

والكتاب لا يوثق للسيرة الذاتية ، بل هو شهادات على التغيرات السياسية والتقلبات الفكرية والتحولات في بنية المجتمع وثقافته،فهو معاصر للسنوات التي سبقت رحيل الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن ، وتنامي الحركة الوطنية،و سقوط السلطنات،وفيه خلاصة تجربة من البحث والتحليل لعدد من القضايا، وفي مقدمتها الشأن التربوي الذي ظل هاجسه حتى بعد إحالته إلى التقاعد ،وشارك في صنع كثير من القرارات التربوية، تشرف بعضوية كثيرمن الوفود الممثلة لجمهورية اليمن الديمقراطية سابقا، ولجان توحيد مناهج شطري اليمن، واحتوى الكتاب بالإضافة إلى السيرة الذاتية أبحاثا عن المناهج والمعلم،تتبع فيها مكامن الخلل، مقدما الحلول، ومن ذلك المطالبة بوثيقة لإصلاح العملية التربوية والتعليمية، التي يجب أن يكون من أهدافها الارتفاع بمستوى المواطن اليمني ليكون سلاحه العلم ، به يتقدم وبواسطته يتحصن،على أن :(تلبي – الوثيقة - مطالب الإنسان اليمني ليصمد أمام عبث المخربين في الداخل وليقف في وجه تيارات الغزو الفكري الغربي والصهيوني، بترسيخ عقيد الإيمان الجهادية والمتسامحة)، وفي أبحاث أخرى نراه حريصا على الدفاع عن الإسلام ضد خصومه، ففي بحث بعنوان( العنصرية الغربية في مواجهة الإسلام)، يفضح أساليب الأعداء من خلال تفنيد خططهم وكيدهم ، ويقررأن لا سبيل للنصر والعزة إلا بالتمسك بالإسلام فيقول :( إن الإرهاب العالمي اليوم الذي تقوده العنصرية الغربية بقطبيه اليهودي والمسيحي يضع المسلمين كافة على عتبة عهد جديد، إما التوحيد والنهوض وإما البقاء في أوحال الذل والمهانة)،وهو المصلح الاجتماعي حيث اهتم بقضايا مجتمعه في وقت مبكر، ففي مقال نشره في الصحافة الحضرمية عام 1960م بعنوان ( صاحب الخاتم على المشرحة)،شن هجوما على الخرافة المتمثلة في انتشار الشعوذة وأكل أموال الناس بالباطل ، ويعد هذا مخالفا لعقيدة الإسلام وطالب بتصفيتها من تلك الطفيليات.

وفي العمل الوطني أسس مع آخرين عددا من الجمعيات والمؤسسات الوطنية وشارك في المجلس المحلي بتريم في عام 1424هـ /2001م،وكان ناصحا ومثابرا من أجل تطوير هذه التجربة من خلال الاقتراحات العملية التي قدمها لتحسين أوضاع المديرية،ونصرة المظلومين وفضح الفساد في قضايا الأرض والوظيفة العامة ، وكان جريئا في طرحه مما اضطره إلى الاستقالة من المجلس .

والكتاب ملئ بالتوثيق لفترات مختلفة، وإحصائيات عن التعليم في وادي حضرموت وجهد علمي يدل على علوالهمة وتقدير الأمانة، ولا يخلو الكتاب من فوائد للأجيال في تحمل المسؤلية والوقوف مع الحق دون مداهنة أوجبن.

صدر الكتاب في طبعته الأولى عام 2009م

حد من الوادي 01-04-2010 05:16 PM


العلم التاريخي بحضرموت

04/01/2010
تريم،عبد الكريم بن عمر الخطيب،نيوزيمن:


تزخر حضرموت عامة بالمعالم التاريخية والأثرية والتي لو عمرت ووثقت لكسبت البلاد مالا وجمالا ، ولكن هذه المعالم لم تحضى بالتعمير من قبل المعنيون بالأمر وخاصة فيما يسمون أنفسهم بأصحاب التراث والآثار.

ومن هذه المعالم التاريخية ضريح الصحابي الجليل (عباد بن بشر الأنصاري الأوسي ) والمدفون بكهف بأعلى جبل اللسك بوادي غراب في قرية اللسك والتي تبعد عن مدينة تريم بخمسة أميال تقريبا أي ما يقارب 13 إلى 15 كم.
وقد خرج هذا الصحابي إلى حضرموت في خلافة سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه مع جملة من الصحابة الكرام لمساعدة زياد بن لبيد الأنصاري.

وقد ذكر عدد من المؤرخين مصرع الصحابي عباد بن بشر بقرية اللسك ومنهم على سبيل المثال لا الحصر المحدث والمؤرخ الشهير سالم بن جندان في كتابه نقش التابوت والمحدث والمؤرخ الكبير محمد بن سالم البيحاني في كتابه أشعة الأنوار على مرويات الأخبار والمؤرخ العلامة محمد بن احمد الشاطري في كتابه ادوار التاريخ الحضرمي
كذلك قصة قتلة المشهورة والتي ثبتت بالتواتر.

وتقام لهذا الصحابي الجليل وقفة تاريخية وزيارة سنوية رسمية في شهر محرم من كل عام يهتم بها في الأكثر ذريته الخطباء بتريم ويحضرها جمع غفير من مواطني واعيان وادي حضرموت
وقد اتخذت الزيارة في السنوات الأخيرة طابعا ورونقا خاصا وهو نظام الحلقات العلمية المقامة في الوادي والتي تقام برعاية وتوجيه الحبيب الداعية والمفكر الإسلامي ابوبكر العدني بن علي المشهور

وقد افتتحت مساء الجمعة 15 محرم الحلقة العلمية لذكرى الصحابي الجليل(عباد بن بشر الأنصاري الأوسي ) بمسجد ابنه التابعي الجليل (أحمد بن عباد بن بشر الأنصاري الأوسي) والمشهور بمسجد الوعل بتريم وهو أول مسجد بني على وجه الإسلام بمدينة تريم والذي تأسس سنة 43هـ تقريبا
وقد افتتحت الجلسة بالقران الكريم ثم كلمة الشيخ عمر بن حسين الخطيب يليها بحث عن مسجد الوعل للأستاذ خالد باغوث ثم محاضرة للعلامة والمفكر الإسلامي ابوبكر العدني بن علي المشهور تحت عنوان (المعالجة السديدة لتداعيات مرحلة الغثاء المديدة وإحياء منهجية السلامة الأكيدة )

وتتواصل فعاليات الحلقة على مدى ثلاثة أيام ومنها مساء يوم الأحد 17 محرم محاضرة الحبيب المشهور بمسجد السقاف بقرية اللسك تحت عنوان (الاجتماعات الحولية ربط شرعي بين عالم الدنيا والآخرة بواقع الأدلة النقلية والعقلية)
وكذلك تقام الأمسية الثقافية في قرية اللسك في مساء تلك الليلة وتختتم الحلقة العلمية بالزيارة الرسمية لضريح الصحابي الجليل(عباد بن بشر الأنصاري الأوسي ) صباح يوم الاثنين 18 محرم

اجتماعات حاشدة تضفي على الوقع أهمية التاريخ وثوابته في معرض تعظيم الشعائر الإسلامية منطلقة من اعتراف الحق لأهله وعرفانا بخدمة المجتمعات والمسلمين وتقديرا بما قدمه الصحابة والتابعين والغرض هو الإتباع
وفي الأحاديث المشهورة الله الله في أصحابي بأيهم اهتديتم وفي رواية للترمذي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ما من احد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث نورا وقائدا لهم يوم القيامة.


حد من الوادي 01-07-2010 01:05 AM


بمناسبة مرور 57 عاماً على تأسيسه

معهد العلوم الصحية بساحل حضرموت يقيم الحفل التكريمي لأوائل الطلبة والطالبات من خريجي المساقات لعام الدراسي 2008/2009

2010/1/5 المكلا اليوم / فادي حقان

يقيم معهد العلوم الصحية بساحل حضرموت مساء اليوم بقاعة فندق هوليدي إن الحفل التكريمي لأوائل الطلبة والطالبات من خريجي المساقات التدريبية الصحية للعام الدراسي 2008/2009م.

وأفاد الأخ الدكتور/ محمد عوض لرضي نائب المدير العام للمعهد الصحي بساحل حضرموت إن هذا الحفل التكريمي يأتي تزامنا مع الذكرى السنوية الـ57 لتأسيس المعهد والذي تم إنشاءه في عام 1952م, مشيرا أن المناسبة تعد تقليداً سنوياً تحرص إدارة المعهد على إقامتها من اجل تشجيع هؤلاء الطلاب في تحصيلهم العلمي وخلق التنافس بين زملائهم الطلاب في مستواهم التعليمي.


منوها إلى أن عدد المكرمين من أوائل الطلبة والطالبات في هذا الاحتفال بلغ 24 طالب وطالبه تخرجوا من ثمان مساقات في المجالات الصحية مثل: المختبرات الطبية, مساعد طبيب عام, عمليات وتخدير, ودورة تمريض عام نظمت في مديرية الريدة وقصيعر, ودورة قضايا مجتمع أقيمت في مديرية المكلا وبروم ميفع.


مضيفا إلى انه سوف يتم أيضاً تكريم المعلمين الصحيين المبرزين الذين كان لهم بصمات واضحة في تطوير المعهد ومخرجاته في التعليم الصحي.


وأشار الأخ محمد لرضي نائب المدير العام للمعهد الصحي إلى أن المعهد يتأهب لافتتاح مشروعين هما أربع قاعات دراسية تحتوي على أجهزة عمليات تخدير ومركز للمهارات مزود بأحدث الأجهزة المختبرية الحديثة بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية في ساحل حضرموت

-----------------------------------------------
تعليق حد من الوادي

الله واكبر حضرموت قبل 57سنة بها معهد صحي حقا انها امة حية ؟
قتلتها القوم المستثورة واعاقت نموها وازدهارها عليهم من الله مايستحقون؟

حد من الوادي 01-11-2010 03:06 PM



حضارم السعودية على الفيس بوك

حضرموت برس\خاص التاريخ: الإثنين 11 يناير 2010 - 8:54 صباحاًً

علم موقع (حضرموت برس) أن الاخ عادل باجيل اسس صفحة على الفيس بوك (حضارم السعودية ) وعن هدف اطلاق هذا المشروع قال { حضارم السعودية": الذي نعنيه هنا ليس إنكار أصلنا، "ولكن" نعني المكان الجغرافي (فيزيائياً) اللذي يعيشه الحضارم، وهي أرض المملكة العربية السعودية

١. أنشأ هذا القروب من أجلنا ولأهداف كثيره من ضمنها لاعلى سبيل الحصر: تجمعنا في قروب واحد، وحدتنا، مشاركة همومنا وأفراحنا، إحصاء عدد الحضارم على الفيس بوك، أيضاً يعتبر منبر الجميع (ذكور و إناث) وبدون أي تمييز. منبر من خلاله أصواتنا (آراء و إنتقادات) تنسمع للجميع وبشكل علني! لاتقلقوا! الكل رايح ينسمع صوته مهما كانت نوع المشاركه تحت سقف السلام والأمان والتعبير عن الرأي بحرية،ببساطه فيما لايمس ديننا الحنيف

٢. ليست لدينا أي أهداف أو إنتماءات سياسيه، أو أي أهداف طائفيه. حنا هنا ملتقى الجمهور الحضرمي لاأكثر ولاأقل
٣. نحن لانتبع سياسة التسلط والهيمنه والعنصرية، ولكن نحن نتميز بالتعاون والديموقراطيه تجاه أعضائنا الكرام. إحنا هنا عيله وحده

٤. يخلوا هذا القروب من أي رسميات في التعامل.( حنا )هنا عائلة واحده. فنتوقع من الجميع التعاون والتكاتف والمشاركه بكل أريحيه مع الإلتزام بالإحترام المتبادل. تماماً ، الصغير يحترم الكبير، وإنت ياكبير على فكره؟ نتوقع إحترامك كماااااااااان، بين قوسين الإحترام "المتبادل )
٥. يتميز هذا القروب: بالشفافيه، وروح الدعابه، وسعة الصدر، والديموقراطيه، والحريه الكامله ولكن ضمن حدود قيمنا الإسلامية. وقال أن بداية نشاطنا بالشكل الرسمي هو في بداية شهر نوفمبر 2009م

حد من الوادي 01-14-2010 12:26 AM


المقدم عبدالله سالمين باسلوم: كان جيش البادية جيشاً احترافياً وبعيداً عن المحسوبية والحزبية

2010/1/13 المكلا اليوم / فهيم باخريبة


الشيخ عبدالله سالمين باسلوم من مواليد منطقة رأس حويرة ( كور سيبان ) يبلغ من العمر 75 عاماً متزوج وأب لثلاث بنات وولد أنتقل إلى مدينة المكلا وعاش وترعرع في أحضان هذا المدينة التي عشقها

موقع المكلا اليوم زار الشيخ عبدالله وأستمع منه حكايات الزمن الجميل
البداية:

أولاً الشكر لكم في موقع المكلا اليوم على ما يعتمل من نبش في ذكريات الماضي التي عاشتها كل أرجاء حضرموت.

والحقيقة أنا من منطقة رأس حويره وتحديداً من قرية كور سيبان عشت في باديتي مع الوالد والوالده وعدد من أخواني وهم بنت وولد.

وبعدها أنتقلنا مع الوالد إلى مدينة المكلا وتركنا البادية وما فيها من حياة للبدو الرحل.

الرحيل من البادية إلى مدينة المكلا

في الزمن الذي حلت فيها المجاعة بحضرموت كنا نحن نعيش هذه الظروف الصعبة وذلك أبان الحرب العالمية الثانية وحينها قرر الوالد الانتقال بالأسرة كلها إلى مدينة المكلا وفعلاً رحلنا إلى المكلا وحين وصولنا أستقر بنا المقام في منطقة الشرج وكانت هذه المنطقة خالية تماماً من أي ساكن وعدد بيوتها قليل جداً المهم أننا استقرينا في منطقة الشرج ولا زالت المجاعة تعصف بالبشر وكانت حياتنا صعبة جداً ولا يمكن أن تتخيلها وحينها عمل الوالد مع المستشار البريطاني آنذاك وهو هارلود أنجرامس وكان عمري لا يتجاوز السبعة أعوام وأختي عمرها 4 أعوام وكان أخي أحمد يكبرنا بالسن وكان عمره يومها 9 سنوات, وحين وصلنا إلى منزل المستشار البريطاني رحب بناء واستدعى زوجته مدام دورين أيضاً ووأمرنا بالتعليم في مدرسة البنات وحين قضيت أنا فترة 4 سنوات تم نقلي إلى مدرسة أولاد البدو الرحل وهي مدرسة أولاد البادية وكان نقلي عبر الشيخ صالح يسلم بن سميدع وهو قائداً لمدرسة أولاد البادية وأستمريت أدرس لمدة 4 أعوام بعدها تم تحويلي إلى الجيش البدوي وعملت في الخدمات الطبية في جيش البادية وذلك بعد أن أخضعت لدوره تدريبية في الخدمات الطبية في مستشفى باشراحيل وكان ترشيحي لهذه الدورة من قبل القائد الأردني ( خلف ) وحين أكملت الدورة لمدة ثلاثة أعوام تحت أشراف الدكتور الهندي ( شاكر ) وكان من زملائي في هذه الدورة الشهيد صالح أبوبكر بن حسينون مرشح, والأخ علوي بن كنيد والأخ مبارك ناصر بن سريع والسيد العيدروس ويومها كان مسؤل علينا الشيخ / أحمد سعيد باوزير أطال الله في عمره وبعد أن أكملت الدراسة ألتحقت بالعمل في الوحدات العسكرية




العمل في الوحدات العسكرية

حين أكملنا الدورة الطبية في مستشفى باشراحيل مباشرة تم نقلنا إلى أرض الواحدي وهي محافظة شبوة وتحديد في منطقة الخبر وذلك بطلب من السلطان ناصر الواحدي الذي كان حاكماً لشبوة وفعلاً تم تحويلنا إلى منطقة الخبر والسبب في تحويلنا إلى شبوة نظراً لضعف الناحية الأمنية واستمرينا لمدة ستة شهور في أرض الواحدي ثم عدنا إلى المكلا ومن المكلا تم نقلنا إلى منطقة العبر والغيظة وأيضاً إلى منطقة ثمود ثم عدنا إلى المكلا بعدها تم نقلنا إلى المصينعه وهي منطقة ساحلية تقع شرق مدينة الشحر بعدها عدنا إلى معسكر جيش البادية.



جيش البادية بعد الاستقلال

بعد أن أستقلت البلد وأستلم الحكم الجبهة القومية كانت هناك عدد من المؤامرات التي تحيك في الخفاء لإسقاط النظام في اليمن الجنوبي من البعض خارج اليمن وقد شهدت المناطق الحدودية خلال هذه الفترة هجمات عنيفة استهدفت إسقاط النظام الجديد الذي أستلم السلطة بعد الاستقلال وقد شهدت منطقة العبر أشرس المعارك بيننا وبين ما كان يسمى بالمرتزقة وهي مجاميع يتم تدريبهم لإسقاط النظام من قبل قوى خارجية وفي هذه الفترة كان أخي المرحوم الفقيد أحمد سالمين باسلوم قائد للجيش البدوي في المنطقة الشرقية وكان تحت أمرته العديد من القيادات العسكرية التي برزت لاحقاً ومن أهم هذه القيادات العسكرية المرحوم اللواء عمر علي العطاس نائب رئيس هيئة الأركان والشهيد صالح أبوبكر بن حسينون واللواء علي سعيد الحيقي وهو حالياًً يعمل نائباً لرئيس هيئة الأركان والعميد عمر سالم بارشيد وهو يعمل حالياً قائداً لمدرسة القيادة والأركان والعقيد صالح موح الحيقي واللواء متقاعد سالم باعبود المرشدي وكان يعمل سابقاً نائبا لأخي أحمد وأنا كنت حينها من ضمن المجموعة المتواجدة في جيش البادية في القارة السوداء وقد خضنا معارك كبيرة مع هؤلاء المرتزقة قتل فيها من قتل وأصيب فيها بعض أفراد اللواء.

وفي الأخير قضينا على هؤلاء المرتزقة وانتهت بذلك هذه الحركات المدعومة إلى غير رجعه.



الولاء للوطن

حب الوطن من قوة الإيمان هذا هو شعارنا لما كنا في جيش البادية كنا نعمل ونخدم بصمت حباً منا للوطن والولاء للتراب الطاهر الذي عشنا وترعرعنا فيه, وفي تلك الفترة لم توجد أي انتماءات حزبية بيننا ولكن كله من أجل الوطن وكان جيش البادية جيشاً احترافياً لا توجد فيه أي محسوبية ولا أي ولاءات غبر الولاء لحب الوطن.

ولكن للأسف بعد الخطوة التصحيحية في 20يونيو 1969م تم أستدعاء بعض أفراد من زملائنا وكان هؤلاء الذين تم استدعائهم لا يحملون أي رتب عسكرية غير أنهم جنود وتم استدعائهم إلى العاصمة عدن وحين عودتهم من العاصمة عدن فؤجئنا بأن هؤلاء قد عادوا وهم يحملون رتب عسكرية كبيرة تعادل رتب كبار قادة الجيش البدوي.

والسبب يعود أن هؤلاء المجموعة أنظمت إلى صفوف قيادة الجبهة القومية ومن خلال هذه الخطوة الغير محسوبة من قبل قيادة الجبهة القومية بدأ التذمر في أفراد الجيش الذين عملوا بكل أخلاص وتفاني من أجل بناء جيش وطني قوي ولكن للأسف هذه هي الحزبية ومشاكلها.

بعد ذلك طلب أكثر قادة جيش البادية الاحالة إلى التقاعد وأنا كنت من هؤلاء.




الأغتراب وترك الوطن

بعد أن تركت الجيش البدوي قررت الهجرة والأغتراب إلى السعودية وفعلاً استقر بي المقام في مدينة الدمام وكان فترة الأغتراب عشرون عاماً.

وقد عملت خلال فترة الأغتراب مساعداً طبياً ثم تركت العمل لأنتقل لأشغل أمين صندوق بعد ذلك عملت على الحدود اليمنية في أنشاءات الطرقات بعد ذلك عدت إلى الوطن بعد أزمة الخليج.

والآن أنا أحمد الله أنني أقضي يومي بين المنزل والمسجد.

وأحمد الله بأنه قد أكرمني بذرية صالحه مكونة من 4 بنات وولد وزوجة صالحة.

لنا كلمة

أولاً أتوجه بالشكر الجزيل إلى الزميل الوفي ورفيق دربي وعملي الأعلامي والصحفي الخلوق أنور عبدالله باسلوم على تذليل كل الصعاب من خلال التمهيد والتنسيق مع الوالد عبدالله باسلوم ( أبو أنور ) لأجراء هذا الحوار فله مني كل الشكر.

والحقيقة أن الحديث مع رجل مثل أبو أنور حديث رائع بكل المقاييس لأن الرجل يحتفظ بذاكره طيبة عن زمن جميل عاشه الرعيل الأول من الأباء والأجداد وكم كانت الجلسة رائعة أثناء الحديث مع أبو أنور وبحضور نجله ( أنور ) وكنت أود الأستمرار لكن الساعات مضت بسرعة ولم نشعر بها وحينها كان أبو أنور يستعد للذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة.

حينها ودعت العم عبدالله وعدت بسيارتي من حيث أتيت.

هنا أنتهت حكاية العم عبدالله حتى الملتقى لكم منى الف تحية وسلام

[email protected]


اجمالي التعليقات 1

--------------------------------------------------------------------------------
ابن المكلا (المكلا) 13-01-2010 نشكرك يافهيم على هذه اللفتة الطيبة لشخصية من شخصيات البادية في حضرموت ، فهؤلاء رجال أفذاذ احبوا بلادهم واخلصوا لها ، وهم قبائل حضرموت وشجعانها ، وغيره كثير كثير ضحوا من اجل حضرموت بصمت وبلامحسوبية ..وشكرا لك.

من برأيك المسئول عن مقتل شهداء خشم العين ؟

حد من الوادي 01-15-2010 12:21 AM


ما وراء إعلان تريم عاصمة للثقافة الإسلامية ؟

2010/1/14 المكلا اليوم / كتب: عمر الشعملي

من هي تريم؟ وكيف سيكون تتويج تريم عاصمة الثقافة الإسلامية؟ وهل ستثبت تريم للعالم أنها فعلا عاصمة الثقافة الإسلامية؟ وهل تريم مهيأة لأن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية؟ ومن هو المستفيد من إعلان تريم عاصمة للثقافة الإسلامية؟ وبأي ثوب ستظهر تريم كعاصمة للثقافة الإسلامية؟ وهل هناك نوايا مبيته من وراء إعلان تريم عاصمة للثقافة الإسلامية؟.

أسئلة كثيرة تجول بخاطري لا تجد لها إجابات واضحة محددة في ظل الوضع الحالي المحبط الذي تعيش فيه الأمة الإسلامية وانعدام تجمع قرارها والهجمات التي تستهدفها من كل حدب وصوب.

تريم مدينة العلم والعلماء وارض الصالحين بلد مباركة طيبة معروفة على ممر التاريخ منها امتد الإسلام وانتشر في بقاع كثيرة من العالم وبالأخص في جنوب شرق آسيا وجنوب شرق أفريقيا، تم إعلانها كعاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2010م من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الاسيسكو).

وبالنظر بعين المتأمل اليوم الى الوضع الحالي الذي تعيش فيه مدينة تريم يدرك أن هناك ضبابية تكتنف إعلان تريم عاصمة الثقافة الإسلامية وربما هناك بعض النوايا المبيتة تسعى إلى تحقيق أهداف خفية من وراء إعلان تريم عاصمة للثقافة الإسلامية.

ومع احترامنا لتريم ومكانتها العلمية والدينية وأحقيتها بأن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية نرى أن هناك غموض يكتنف اختيار ومن ثم إعلان تريم عاصمة للثقافة الإسلامية وترحيب ربما يكون مستعجل وغير مدروس من قبل السلطة لأن تكون تريم عاصمة للثقافة الإسلامية في ظل الوضع المضطرب الذي يعيش فيه اليمن.

هذا الاستعجال في القبول والترحيب قد لا نحمد عقباه وقد تكون نتائجه غير طيبه في أن يصتطدم العالم عندما يزور تريم أن يرى تريم غير مهيأة لاستقبال الوفود التي ستتوافد حتما من كل أصقاع العالم وبأي ثوب سيكون ظهورها للعالم الاسلامي ، عندها أعتقد أن النتائج ستكون عكسية وهي أنه ربما تفقد تريم رونقها أمام العالم وثوبها القشيب الذي تتفاخر به وستكون مخيبة للآمال وسيتفاجأ العالم أن تريم إنما هي أسطورة لا غير.

وفي النهاية سندرك أن وراء إعلان تريم عاصمة الثقافة الإسلامية إنما هو إسقاط تريم من خارطة الوجود العلمي والديني ومن مكانتها العلمية التاريخية المقدسة.

وفي الأخير نقول أن إعلان تريم عاصمة الثقافة الإسلامية يحمل في طياته الكثير من الغموض والأيادي الخفية التي ستلعب على حساب سمعة تريم ومن ثم استثمار هذه الفعالية لصالح أيادي خارجية هدفها إسفاف تريم ومحاولة تفصيل ثوب جديد لتريم عنوانه كانت تريم شئ كبير واليوم لا شئ.

وباختصار شديد أقول: لسنا في حاجة إلى من يمس كرامة تريم وقدسيتها بسوء ولو عبر هذه التمثيلية الساخرة التي أبدع مؤلفها ومخرجها على حساب مكانة تريم العلمية والتاريخية المعروفة.

لسنا في حاجة إلى من يريد تسييس تريم لمطامع ذات أبعاد دولية قد لا نفهم دلالاتها اليوم، ولكن قد نتفاجأ بها مستقبلا في عصر ما يسمى بعصر المفاجآت، ولسنا في حاجة إلى من يريد استخدام مدينة العلم والعلماء – تريم - (كرتا) يريد إحراقه وإحراقنا معه في فترة حرجة يعيشها العالم الإسلامي بسبب تسرع واندفاع قد يكون هدفه انتفاع.

الأفضل لنا أن نتريث قليلا ونستعد من أجل أن تكون تريم عند حسن الظن وتكون في أفضل وجه وأكمل صورة تشرّف نفسها ونتشرف بها أمام العالم وتكون محل فخر حقيقي لا مجرد أسطورة خيالية.


اجمالي التعليقات 3
--------------------------------------------------------------------------------

1)- با فضل (تريم) 14-01-2010 كلامك صحيح ايها الكاتب .. الان نحن في شهر يناير 2010 .. يعني انتهى وقت اعداد وتجميل تريم التاريخيه لان تكون عاصمة للثقافه الاسلامسه .. ولكن ؟؟ هل تريم الان مهياه لان تكون عاصمه فعلا ؟؟ اين الفنادق الضخمه والمتاحف المهياة واين القاعات المتدرجه ؟؟؟ لا اخفي عليكم انه الى الان لم نلمس غير ابعاد وقشط ورش النجارة والحديد التي كانت تتاخم الشارع الرئيسي المار بتريم ؟؟ فهل من متدارك للوضع ؟؟؟.

2)- ابوبكر بن الشيخ ابوبكر (تريم) 14-01-2010 شكرا للاخ الفاضل على الموضوع الهام وفعلا تحليل واقعي ومنطقي لكن العتب على من بيدهم القرار لان المسموع ان تحديدها كعاصمة للثقافة الاسلامية كان في 2004 ولم نسمع عنها الافي عام 2004 لماذا..............؟ سوال يطرح نفسه والسوال الاخر اين ذهبت المبالغ المرصوده لتلك الفعالية ؟ .

عبدالله شيخان (شبام) 14-01-2010 مع كامل إحترامي وتقديري لأخي الأستاذ / الشعمي إلا أنني أعتقدي أن الصورة مبالغ فيها من عدة جوانب * الجانب الأول : جانب كبير جداً من الفعاليات والكتابات ستتركز على الجانب التاريخي , ولله الحمد فتريم تزخر بتاريخ علمي قوي ومشرف . * الجانب الثاني : الكل يدرك الوضع الإقتصادي لليمن ومع ذلك لم تألوا السلطة جهداً في تقديم المستطاع ولعلَّ الزميل لم يزر تريم منذ فترة ولو زارها لأدرك أن الأجواء مهيئة جداً . * الجانب الثالث : ضعف المؤسسات العلمية والتربوية لدى كل المؤسسات الدينية على اختلافي مشاربها أمر وآضح وبين ولا يكابر فيه إلا ضيق الأفق وقاصر الرؤية . ( ولدي في هذا المجال رؤية لنهضة علمية في المجال الشرعي أرجو أن ييسر لي المولى الظروف لنشرها وتطبيقها ) * الجانب الرابع: في تريم حالياً رباط تريم العلمي , ودار المصطفى , وكلية الشريعة جامعة الأحقاف , ودار العيدروس للقراءات , ودار الحديث الشريف , والمؤسسات التعليمية والتربوية للإخوة في التجمع اليمني للإصلاح والإخوة في التيار المقبلي وتلاميذ الشيخ / المعلم والشيخ / الأهدل وغيرهم . * الجانب الخامس : قادة التيارات التربوية والشرعية في تقارب مستمر يوماً بعد يوم ولله الفضل والمنة , وما صورة إجتماع السيد العلامة / عمر بن حفيظ والشيخ الفاضل / صالح باجرش إلا أكبر دليل على صحة كلامي . .

حد من الوادي 01-16-2010 04:01 PM


الحضارم الاوائل في جنوب شرق اسيا

2010/1/16 المكلا اليوم / كتب : صالح مبارك بازياد

لاشك ان للدور الحضرمي في مايعرف اليوم بجنوب شرق اسيا (ماليزيا واندونيسيا وسنغافوره. وكانت تسمى سابقا بارض الملايو) اثر بالغ واساسي في تغيير الحياة العامه في تلك الدول كما ان للحضارمه كثير من الميزات التي مكنتهم من لعب ذلك الدور ودعوة تلك الشعوب للاسلام حيث تزامنت هجرة ابناء حضرموت إلى جنوب شرق آسيا منذ زمن بعيد ولعل اوائلها كانت مع مجيء الدين الإسلامي الحنيف إلى المنطقة حيث كان المهاجرين الأوائل هم من أفضل الممثلين للإسلام وأعظم دعاة لحضارته وعملوا بعدئذ بالانشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والانشطة الدعوية والتعليم الإسلامي والعمل الدبلوماسي،وكونوا علاقات متنيه مع الاسر الحاكمه في ارض الملايو من خلال التناسب والتجاره حيث تولى عدد منهم مراكز مرموقه في السلطة السياسية وكونوا أسراً حاكمة (حيث لازالت بعض الاسر الحضرميه تحكم الى اليوم في بعض الولايات الماليزيه)، وفي فترة مقاومة الاستعمار البريطاني انضم كثيرون منهم إلى فصائل المقاومة الملاويه وساهمو في تحقيق الاستقلال لدولهم الجديدة وموطنهم الجديد في جنوب شرق آسيا.

الحضارم في جنوب شرق اسيا وفي مملكة ماليزيا بشكل خاص لم يبقوا شتاتا ومنعزلين عن مجتمعاتهم الجديده وانما اندمجوا وانصهروا وقد استطاعوا ان يستوعبوا اللغة والعادات والحياة الاجتماعية، ولكنهم على علم بأصلهم البعيد ولازالو على اتصال بالداخل الى اليوم .

ولكن اسباب الهجرة هنا هي الدعوة للإسلام وكانت افضل الطرق واسهلها لذلك هي المعاملات والاخلاق وكان للعامل التجاري الاثر الواسع والسريع في تاثيرهم على البيئه الجديده التي نزلوا فيها، فاجتهدوا في الدين ونشروا المذهب الشافعي وعاملوا الناس بلطف وقاد بعضهم المقاومة ضد البرتغاليين والهولنديين وسقطت سياسة فرق تسد وهذا جعلهم ينصهرون مع السكان المحليين.

فأسهموا في التوعية الاسلامية والاصلاحية واتحاد منظمة الملايو(المنظمه التي تجمع السكان الاصليين في ماليزيا) وتنمية حركة الاستقلال، كما كان هناك دور لعائلات حضرميه كثيرة من ابرزها آل السقاف والبار وآل باعلوي،حيث كانوا اصحاب منابر دينية ,وتجاريه ومقاومة
طالب ماجستير في جامعة الشمال الماليزيه

حد من الوادي 01-17-2010 08:27 PM


حضرموت"اتهم جهات في السلطة بمحاولة إخضاع وجهاء ومشائخ حضرموت :

--------------------------------------------------------------------------------

اتهم جهات في السلطة بمحاولة إخضاع وجهاء ومشائخ حضرموت :

الأحد , 17 يناير 2010 م

شيخ قبائل يافع في حضرموت يطالب بسرعة التحقيق في حادثة اختطاف وتعذيب نجله ويحذر من استمرار استهداف حضرموت ومرجعياتها ووجهائها


دمون نت / القطن/عبدالحكيم الجابري:

اتهم شيخ قبائل يافع في حضرموت الشيخ/جمال ناصر بن هرهرة جهات يمنية لم يسمها باستهداف حضرموت من خلال استهداف مرجعياتها وواجهاتها القبلية المعروفة بمواقفها المشرفة والرافضة لتجاوز أبناء المحافظة أو الاستهانة بهم وحرمانهم من حقوقهم وأهمها حصولهم على حقهم العادل من النفط والثروات الأخرى التي تستخرج من هذه الأرض وتوزع على غيرهم بينما هم محرومون منها.

وقال الشيخ/جمال بن هرهرة ان استهداف حضرموت من قبل بعض مراكز القوى والجهات النافذه أمر ظل معروفا منذ سنوات الا انه ظهر مؤخراً بشكل سافر من خلال الحوادث الأمنية المكثفة والمتكررة التي باتت تشهدها حضرموت في الآونة الأخيرة منها عمليات التفجير أو التقطع والسرقات وعمليات الاختطاف التي تعرض لها عدد من أبناء المحافظة جميعها كانت موجهة بغرض إشاعة الفوضى وإقلاق الأمن والسكينة العامة والسلم الاجتماعي في هذه المنطقة إلى جانب محاولة إخضاع وجهاء ومشائخ القبائل لرغبات تلك الجهات وجعلهم يسيرون في ظلهم وجعلهم مطايا لتنفيذ مآربهم, خاصة شيوخ القبائل الذين عرفوا بمواقفهم الشجاعة وانتصارهم لقضايا أبناء المحافظة, حيث ان عدد من عمليات الاختطاف قد طالت مجموعة من أبناء هؤلاء المشائخ بهدف الضغط عليهم كما تعرض البعض منهم للتهديد.

وأشار شيخ قبائل يافع حضرموت جمال بن هرهرة إلى ان عملية اختطاف نجله \"وجدي\" الأسبوع قبل الماضي على أيدي مجموعة مسلحة اتجهت به إلى منطقة مجهولة في محافظة مأرب واحتجازه لنحو أسبوع في ظروف لا إنسانية ما هي الا واحدة من أساليب الضغط التي تحاول بعض الجهات ممارستها ضده بسبب مواقفه ورفضه المعلن لكثير من الممارسات الخاطئة التي يتم ممارستها من قبل مراكز القوى والجهات النافذة في الشمال بحق حضرموت وأبنائها ومن ذلك موقفه بشأن حادثة اغتيال مديري الأمن العام والأمن السياسي بوادي حضرموت مطلع شهر نوفمبر الماضي ومطالبته العلنية باتخاذ موقف حازم تجاه تلك الجريمة الشنعاء التي تم التستر عليها من قبل الجهات الحكومية اليمنية التي لم تتخذ بشأنها أي إجراءات تذكر حتى الآن بل لم تقم الأجهزة المعنية بإجراء التحقيقات اللازمة حولها على الرغم من وجود عدة دلائل تشير إلى هوية الفاعلين وأماكن تواجدهم.

وكان الشيخ/جمال بن هرهرة قد طالب في أعقاب اغتيال قادة أمن حضرموت بتحمل الدولة والحكومة اليمنيتين لمسئوليتهما وسرعة القبض على الجناة ومعاقبتهم بأقسى العقوبات والكشف عن الجهات التي تقف خلف هؤلاء المجرمين مالم فان على أبناء حضرموت بكافة شرائحهم التحرك واتخاذ ما يرونه مناسباً لرد اعتبارهم وصون شرفهم وكرامتهم التي لطختها هذه الجريمة.

وكان الشاب وجدي جمال ناصر بن هرهرة (25سنة) قد تعرض صبيحة الاثنين قبل الماضي لعملية اختطاف من وسط مدينة سيئون \"المركز الإداري لمديريات وادي وصحراء حضرموت\" من قبل مجموعة مسلحة مكونة من ستة أشخاص يعتقد ان لهم علاقة بجهة رسمية يمنية بدليل التحية العسكرية التي كان يقدمها الجنود في النقاط العسكرية على طريق مأرب حيث لم يتم إيقافهم أو تفتيشهم بل كانوا يتلقون التحيات والاحترام من قبل هؤلاء الجنود.

وفي اتصال هاتفي أجراه الموقع معه فور وصوله إلى منزل أسرته في مديرية القطن قال الشاب وجدي انه مر بتجربة عسيرة خلال أيام اختطافه من قبل تلك المجموعة المسلحة حيث تعرض للتعذيب النفسي والجسدي لنحو أسبوع كامل قبل أن يطلقوا سراحه في ليلة ظلماء شديدة البرودة, فلجأ بعدها إلى نقطة عسكرية قريبة من مدينة مأرب حيث قدم بلاغ عن ماتعرض له وبدلاً من إيصاله وتسليمه لأسرته في حضرموت تفاجأ بقيام قوة تابعة لأمن مأرب تقتاده مرة أخرى إلى أحد المعتقلات حيث تم التحقيق معه على مدى ثلاثة أيام كاملة بتهمة انتمائه لما يسمى بتنظيم القاعدة قبل أن يتم الإفراج عنه وعن شقيقه سامي وابني عمه صهيب وناصر محمد ناصر الذين اعتقلوا من قبل مجموعة من أمن مأرب من داخل أحد فنادق المدينة التي وصلوها لمتابعة إجراءات الإفراج عن أخيهم وجدي بعد تدخل شخصيات قيادية عليا في صنعاء.

ومما ذكره الشاب وجدي خلال الاتصال الهاتفي الذي أجريناه معه هو ان الخاطفين كانوا يكررون عليه عدة مرات عبارة \"سوف نؤدب كل من يحاول رفع رأسه وسوف نوطي رأس أي شيخ منكم...\" وغيرها من العبارات النابية والتي تمثل إساءة لوجهاء وشيوخ قبائل حضرموت وأبنائها.

وطالب الشيخ/جمال ناصر بن هرهرة شيخ قبائل يافع حضرموت كل من رئيس مجلس الوزراء ووزارة الداخلية اليمنية بالتحقيق الفوري في قضية اختطاف ابنه من قبل تلك المجموعة الإجرامية ومن ثم اعتقاله من قبل منتمين لأمن محافظة مأرب وتوجيه تهمة كاذبة له وتعرضه للتعذيب النفسي والجسدي من قبل الجهتين الخاطفتين ورد الاعتبار جراء اتهام نجله كذباً وزوراً بالانتماء للقاعدة وهو مالم يثبت لمن قاموا بالاعتقال أو التحقيق الذين تعجلوا وقاموا بنشر خبر كاذب عن \"القبض على عنصر من القاعدة في مأرب من أبناء حضرموت\" وقد تناولته وكالات الأنباء العالمية بشكل واسع في نشراتها للأسبوع الماضي.

تجدر الإشارة إلى ان وجدي جمال بن هرهرة يعد من الطلاب المتفوقين بشهادة مدرسيه وزملائه في جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا التي درس وتخرج منها (كلية التربية) العام الماضي, كما يحظى باحترام وتقدير كل من يعرفه لدماثة خلقه وتعامله الحسن مع الناس.

حد من الوادي 01-18-2010 01:40 AM


40يوماً

2010/1/17 المكلا اليوم / كتب : هشام السقاف

شاءت الأقدار أن تتوج ( تريم ) عاصمة للثقافة الإسلامية هذا العام في ظل ظروف اليمن الراهنة بمشاكلها المستعصية و التي من أهم مسبباتها غياب الثقافة أصلا

أربعون يوما ،، أكرر يوما ، تفصلنا عن استحقاق الإعلان رسميا و احتفاليا بحدث ( تريم ) الدولي المقرر له في شهر مارس القادم ، كما فعلت العواصم الإسلامية السابقة ، و مازالت ( تريم ) خارج تغطية الحكومة ..

·حكومتنا أخرت الاستعداد لهذا الحدث خمس سنوات ، منذ إقرار تريم (عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م)، من قبل المنظمة الإسلامية في ديسمبر 2004م حتى الإعلان عنه و تشكيل اللجنة التحضيرية له في مايو2009م .. ولم تفعل كذلك العاصمتان الأخريان لهذا العام : موروني و دوشنبيه .

· ليت الحكومة وحدها ستدفع ثمن اللامبالاة بحدث عالمي كهذا .

· ما زال السؤال ملحّا : كيف يراد لتريم أن تظهر ؟؟؟

حد من الوادي 01-18-2010 01:43 AM


من رائدات التعليم البنات في حضرموت

2010/1/17 المكلا اليوم / فهيم باخريبة


تزخر حضرموت بالعديد من الرائدات اللاتي عملن بكل تفان وإخلاص في كل المجالات وكان من نصيب العملية التربوية في المجتمع الحضرمي رائدات وضعن بصماتهن في العملية التعليمية.
نحن في موقع المكلا اليوم حاولنا قدر الاستطاعة البحث والنبش عن الرائدات وبعد جهد كبير تحقق لنا ما أردناه مع العلم أن البحث عن العنصر النسائي ليس بالأمر السهل ولكن لكي نعطي الكادر النسائي حقه في كل الاستحقاقات وذلك وفق ما نقدمه من خدمه إعلامية هدفها أبراز وتاريخ حضرموت التليد للقارئ والمتصفح عبر موقع المكلا اليوم في حصيلة السطور التالية.

سلومه سعيد السيباني

من مواليد رأس حويره كور سيبان في العام 1940م توفي والدها وهي طفلة صغيرة فتربت في كنف والدتها ثم انتقلت مع أسرتها إلى المكلا, التحقت بأحد المدارس في المكلا واستمرت في تلك المدرسة حتى أنهت المرحلة الابتدائية.

ثم بعد ذلك انتقلت لإكمال المرحلة الوسطى وكانت لديها رغبة لمواصلة تعليمها الثانوي ولكن نظراً للظروف الخاصة لم تتمكن من الالتحاق بالدراسة الثانوية.



المرحلة العملية ( التدريس ).

بعد أن أكملت الدراسة المتوسطة ونظراً لظروفها الخاصة التحقت بالعمل وعملت بسلك التدريس في العام 1965م وحين التحاقها بالسلك التدريسي تم تعيينها في أحد مدارس البنات الحكومية في سيئون وكان بها عدد قليل من بنات الوجهاء والحكام.

في تلك الفترة الزمنية السابقة وكانت بنات حضرموت يتعلمن في ما كان يسمى ( بالمعلامه ) وهي عبارة عن بعض الغرف في بعض المنازل الخاصة تهتم بتعليم اللغة العربية وعلوم الدين والشريعة الإسلامية.

استمرت الرائدة سلومه تعمل في مدينة سيئون لمدة 4 أعوام بعدها انتقلت إلى مدينة الشحر ويومها كانت توجد في مدينة الشحر مدرسة وحيدة للبنات وعينت فيها مديرة للمدرسة وفي فترة عملها في مدينة الشحر تم افتتاح فرع إتحاد نساء اليمن بالشحر وقد تطوعت الرائدة سلومه في تدريس عضوات إتحاد نساء اليمن في دروس خصوصية مجانية.

واستمرت تعمل في مدينة الشحر قرابة عشر سنوات أدت عملها بكل تفان وإخلاص.

بعد ذلك انتقلت للعمل في مدينة المكلا وتنقلت في عدد من مدارسها وبعد أن أكملت سنوات خدمتها العملية والتي امتدت إلى خمسة وثلاثين عاماً أحيلت للتقاعد في العام 1990م.

وتعتبر الرائدة سلومه من الرائدات الفاضلات في المدرسة وفي محيط بيتها حيث أنها ربت أبنائها الأربعة أحسن تربية حتى أن الجميع أكملوا تعليمهم الجامعي والآن يتبوؤن مراكز مرموقة ومنهم على سبيل المثال الإعلامي والصحفي الخلوق الأستاذ / أنور عبدالله باسلوم رئيس موقع محافظة حضرموت الإلكتروني.

طفلة سليمان السيباني

من مواليد رأس حويرة ( كور سيبان ) درست في المرحلة الابتدائية وانتقلت بعدها لتكمل تعليمها في المدارس الوسطى التحقت بالسلك التربوي في العام 1956م وحينها تم تعيينها في أحد المدارس الحكومية كذلك درست في عدد من المناطق في حضرموت منها القطن والديس الشرقية وحجر.

بعد ذلك تولت مديرة للمدرسة ونتيجة للخلافات السياسية آنذاك تم الاستغناء عنها.

وتعتبر أول من درس الكادر النسائي في منطقة حجر وتعيش حالياً متقاعدة عن العمل ولديها أبن واحد.



سلومه سليمان السيباني

التحقت بالسلك التربوي في العام 1955م وعملت في عدد من المدارس وتنقلت بين عدد من مدن حضرموت منها المكلا والقطن والديس الشرقية والحامي والشحر أحيلت للتقاعد في العام 1990م.

لها من الأبناء ( 9 ) وعدد من بناتها يعملن في سلك التدريس في قطاع التربية والتعليم.



سهاله سالمين باسلوم السيباني

تعتبر من الرعيل الأول اللواتي التحقت بالتدريس وقضين معظم سنوات عمرهن وهن يؤدين هذا الرسالة السامية التحقت بالعمل عام 1958م وتخرجت على يديها العديد من الكفاءات التربوية اللواتي يتربعن مواقع بارزة ومرموقة في مؤسسات المجتمع المدني.

وكغيرها من رائدات التعليم في حضرموت عانت الكثير من الصعوبات في سبيل تأديتها لرسالتها.

وانتقلت في مجال التدريس في عدد من المناطق وفي العام 1989م شعرت بأنها غير قادرة على العطاء وتأدية هذه الرسالة النبيلة ولظروف صعبة وأسرية قاهرة أثرت التوقف وبرغم ذلك ظلت مستمرة وعلى اتصال دائم بزميلاتها وطالباتها في صورة يتجسد فيها الوفاء والإخلاص.

والأستاذة سهاله من مواليد 1938م وهي أم لسبعة أربعة ذكور وثلاث بنات حالياً تعيش في مدينة المكلا في حي النصر بالشرج.



لنا كلمة

حين بدأت سلسلة مقالاتي الصحفية مع كوكبة من أبرز رجالات حضرموت ومن الرعيل الذين أسسوا تاريخ هذه المحافظة هو أعطاء هؤلاء الأفراد العظام حقهم في كل ما قدموه لهذا الوطن الغالي.

وقد وضعت في أجندة عملي الصحفي كل أطياف المجتمع الحضرمي الأصيل

والحقيقة أنني كنت عندما أبحث عن أحد الأعلام والقامات البارزة من الرجال كان من السهل علي الالتقاء بهم ولكن عندما أردت اللقاء بأحد الرائدات كان علي البحث والسؤال وثم إقناع من تحاورهم من هؤلاء الرائدات وذلك بحكم الظروف الاجتماعية والعادات.

ولكن بتوفيق الله ثم بالعمل والبحث عن هؤلاء تحقق لي ما أردت العمل من أجله.

وأرجوا أن أكون قد وفقت في أعطاء هؤلاء حقهم مع العلم أنني أقدم اعتذاري إلى كل من لم يسعفني الوقت وفي هذا المقال بالتحديد على ذكر أسمائهن وقد يكون السبب أنني لم أتمكن الوصول إليهن ولكن عندما تسنح لي الفرصة وتكون الظروف مناسبة فأنا على استعداد تام لإعطاء البقية من الرائدات اللاتي عملن بكل صمت وإخلاص حقهن أكرر عذري مع تقديري الدائم للجميع.

حتى الملتقى لكم مني ألف تحية وسلام

[email protected]حسيم

حد من الوادي 01-25-2010 01:38 AM


علي أحمد باكثير
رائد التنوير الإصلاحي في حضرموت


2010/1/24 المكلا اليوم / كتب: الدكتور / محمد أبوبكر حميد


بدأ علي أحمد باكثير حياته العملية في وطنه الأصلي «حضرموت» مديراً للمدرسة الوحيدة في مدينته سيئون سنة 1344هـ/ 1925م، بعد أن درس أمهات الكتب العربية في اللغة والنحو والعقيدة والأدب على يدي عمه العلامة الشيخ محمد بن محمد باكثير (1283-1355هـ/1866-1936م)، ونهل من مكتبته الثرية العامرة التي وردت معظم كتبها من مصر.
واطلع في هذه الفترة المبكرة من عمره على مؤلفات ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب فقاده ذلك إلى الإعجاب بأعلام المدرسة السلفية الحديثة ودعوتها لإصلاح المجتمع الإسلامي متمثلةً في شخصيتي السيد جمال الدين الأفغاني والإمام محمد عبده ومجلتهما الشهيرة (العروة الوثقى) التي تتلمذ عليها في مكتبة عمه.


فلا عجب أن يتصل بمن عاصرهم من قادة هذه المدرسة السلفية التنويرية في مصر فيراسل السيد محمد رشيد رضا صاحب مجلة (المنار) و السيد محب الدين الخطيب صاحب مجلة (الفتح) إعجابا بفكرهما وبمجلتيهما الذائعتي الصيت في العالم الإسلامي آنذاك، كما راسل الأمير شكيب أرسلان في جنيف، ووجد أنه آن الأوان أن يدعو في وطنه حضرموت لما دعوا إليه، وأن يكون امتدادا لهم حتى يعين وطنه على اللحاق بركب الحضارة بالعودة إلى المنابع الأصيلة، ومحاربة الجهل والتخلف ودروشة الصوفية والبدع الباطلة والمعتقدات الفاسدة.

* التجديد التربوي والفكري

آمن باكثير بأن لا سبيل لتحقيق غايته في خدمة مجتمعه إلا بالعلم، وذلك من خلال الأساليب الحديثة في التربية والتعليم وإنشاء جيل جديد لا يفكر بطريقة آبائه، فبدأ عمله في المدرسة بوضع نظام جديد للتعليم يعتمد على الفهم لا الحفظ، ويعمل بوسائل التربية الحديثة، وقد عبر عن هذا الاتجاه في شعره الذي نشره بين تلاميذه:



إن برنامج تدرسيكم




ليس برنامج قوم مرتقيـن




ترهقون النشء بالحفظ فمن




حفظ تقرير إلى حفظ متون




ليس في ذاك لهم من صالحٍ




إنه يقتل فهم الناشئيـن(1)



وكانت المدرسة قبل أن يتولى إدارتها تقتصر على تدريس الفقه والحديث والنحو بالأسلوب التقليدي في الحشو الذي لا يتفق مع سن التلاميذ وقدراتهم على الفهم، فبسَّط أسلوب التعليم وأدخل عليه مواد جديدة كالتاريخ والجغرافيا والإنشاء والأدب والشعر، فثارت عليه ثائرة بعض الجامدين، وعدّوا فعله ذلك مروقاً على ما تعودوا عليه في تعليم الأبناء، وعدّه الغلاظ منهم خروجاً عن منهج أسلافهم وأوغروا عليه صدور العامة. وكانت بالنسبة لبعضهم فرصةً للنيل من هذا الشاب الذي جاء يبشر بأفكار جديدة، فاتهموه بأنه يريد أن يعلمهم دينهم فكان يدافع عن نفسه ويبسط ذلك في أشعاره الكثيرة:



أنا لم أدع إلى غير الهدى




وإلى غير نهوض المسلميـن




أنقمتم دعوة الناس إلى




سنة المختار خير المرسلين؟(2)



ومن حسن الحظ أننا عثرنا على مذكرة يوميات كان يسجل فيها كل يوم تقريباً ما يحدث في المدرسة وما يستحدثه فيها إدارياً وتربوياً وتعليمياً. وما كتبه في تلك المذكرة يعد وثيقة مهمة للتجديد الذي أحدثه في تاريخ التعليم الأهلي في حضرموت في تلك المرحلة المبكرة التي سبقت ظهور التعليم النظامي الرسمي من جهة، كما تكشف هذه اليوميات عن جانب آخر في عبقرية هذا الشاب الذي كان في السابعة عشرة من عمره واستطاع بجدارة علمية واقتدار إداري وتربوي أن يصبح مديراً لمدرسة هي فريدة من نوعها في تلك البلاد.



كتب هذه المذكرات على مدى ثلاثة شهور في كراسة تحمل اسم (المذكرة اليومية المصرية لسنة 1925م)، وهي من دلائل التواصل التعليمي والثقافي بين مصر وحضرموت وقتذاك. كان أول يوم في هذه اليوميات 26 ربيع الأول 1344هـ، الموافق 14أكتوبر 1925م، وآخر يوم فيها 16 جمادى الثانية 1344هـ، الموافق 31 ديسمبر 1925م. ولعل نموذجاً مما كتبه من ملاحظات على منهج التدريس في أول يوم من هذه اليوميات يوضح لنا مدى وعي هذا الشاب النابغة بأحدث طرق التدريس فكان مما دوَّنه في ذلك اليوم قوله:

* لا يسوغ تقرير رسالة النحو لكتابة وحفظ ذلك التقرير؛ لأن ذلك مما يجعل التلامذة يتكلون على الألفاظ ولا يعبؤون بالمعاني فينشؤون على ذلك وهو مذموم.



* تقريب فهم مسائل النحو بكتابة أمثلتها في السبورة ليشاهدوا ذلك مشاهدة حية.



* تعليم الحساب على النسق الجديد وهو إجراء المسائل عند تعليم القواعد، لا تعليم القواعد فقط.



لاحظنا أن القسم الثالث منحطون جداً في الإملاء فبحثنا عن سبب ذلك، فوجدناه ناشئا من قلة اعتناء الأساتذة بفن الإملاء، ومن تعليمهم إياه في الألواح الأردوازيه (الألواح الصغيرة)...... ولا يناسبهم إلا تعليمهم في السبورة وشرح مثل هذه الأشياء ليس يليق باليوميات».

ونفهم من هذه اليوميات أنه كان يقوم بتدريس عدة مواد منها الحساب والنحو والإملاء).

ونظم في هذه الفترة العديد من القصائد التي يدعو فيها زملاءه الأساتذة والطلبة في المدرسة إلى الصحوة والتجديد والجد في طلب العلم، ويحذرهم من الجمود على القديم ويأمرهم أن ينطلقوا إلى العلوم العصرية، فيلقي في المدرسة قصيدة طويلة في 76 بيتا نظمها على مطلع قصيدة البرعي الدالية الشهيرة (تنبهوا يارقود) يقول فيها:



تنبهوا يا رقودُ




إلى متى ذا الجمود؟




إلى متى ذا التواني




إلى متى ذا القعود؟




أحوالنا في انحطاط




وعلمنا لا يزيد




(فقه) و(نحو) وباقي الـ




علوم منا طريد(3)



ومن حربه على الجمود ودعوته إلى إنشاء جيل يتسلح بالعلم، يُذكِّر باكثير مجتمعه أن التعليم لا يفيد بدون تربية، والتربية لا تكتمل بدون تعليم المرأة لأنها المدرسة الأولى للطفل، فيصرخ داعيا لهذا الواجب الشرعي:



كيف السبيل إلى النهو




ض وأمهات النشء عور؟




أبدون تربية الإنا




ث تفيد تربية الذكور؟




أيلدن أحياءً وهن




من الجهالة في قبور؟




كلا ورب العرش كيف




يكون من ظلماء نور؟(4)



وكان من أوائل من دعا لتعليم البنات في حضرموت:



فيم غادرتم البنات على جهلٍ




وقمتم تعلمون البنينا؟




هل أقمتم مدارساً للواتي




إذ أقمتم مدارساً للذينا؟ (5)



ويروي لنا السيد جعفر بن محمد السقاف أحد تلامذته في هذه المدرسة أنه تعلم تحسين الخط على يديه. وكان باكثير قد تعلم فنون الخط في هذه المدرسة نفسها على يد أستاذه العلامة محمد بن عوض بافضل الذي انبهر بعبقرية تلميذه فأنشأ بيتاً من الشعر وكتبه على السبورة بخطه الجميل وطلب من التلاميذ أن يتدربوا على كتابته:



(عليٌ) من نوادر ذا الزمانِ




له فهمٌ وغوص في المعاني



ويقول السقاف عن نزعة باكثير السلفية: (ثم عرفته في زاوية عمه العلامة محمد بن محمد باكثير بمسجد قيدان بسيئون حيث كنا نصلي التراويح، فكنت أراه ينكب على قراءة «إحياء علوم الدين» للغزالي في فترات استراحات ركعات التراويح العشرين. وبعد انتهائه من قراءة إحياء علوم الدين وجدت أنه كتب بخطه المرسوم على الصفحة الأخيرة من المجلد الأخير:



خسر العلم منك أفضل هادٍ




مذ تشربت نزعةً صوفية)(6)



وفي هذه الفترة تشتد الحملة عليه وتزداد معاناته على المستوى الشخصي والفكري والاجتماعي، حيث فقد سنده الأكبر والده الشيخ الوجيه أحمد بن محمد باكثير في 10/7/1343هـ، الموافق 3/2/1925م. وكان قد تزوج زواجاً غير موفق في 8/3/1344هـ، من فتاة تدعى سلامة أحمد عوض شيبان أنجبت له طفلة في 29/4/1345هـ، توفيت بعد عدة أيام من ولادتها وبموتها كان الانفصال عن أمها. وقد تزامن عناد المنكرين لفكره والحاسدين لنبوغه مع هذه الظروف وبلغ ذروته أثناء سعيه للزواج من فتاة أخرى يحبها، وكان لهؤلاء دور في ذلك صوره بوضوح في باكورة مسرحياته وهي مسرحية (همام أو في بلاد الأحقاف) وأثناء اشتداد هذه المحنة عليه في سيئون بحضرموت يهزه الشوق لأمه في سورابايا مسقط رأسه بإندونيسيا، فينظم قصيدة في 25/12/1344هـ الموافق 6/7/1926م في 26بيتاً يعبر فيها عن هذا الحنين ويؤكد إخلاصه لحضرموت مهما واجه من صعاب فيها:



سُرباي ودُّك في فؤادي لم يحُل




غيري يحولُ وداده وسوايا




سُرباي إنك موطنٌ لولادتي




ومحلُّ تربيتي ومهدُ صبايا




لكن لي وطنا يعز فراقه




كيف السبيلُ لذاك وهو حمايا؟




هو حضرموتُ وما عنيتُ سوى رُبا




سيؤون فهي مرابعي ورُبايا




فيها بلغتُ الحُلمَ، فيها أبصرتْ




(نُورَ) المعارف والهدى عينايا




وعرفت أحوال الحياةِ وسرها




وتلوت من سُور المكارم غايا



ثم يعرّج على ما أصابه في وطنه من ظلم الجهلة بالدين والمتخلفين والجامدين على التقليد:



سيؤون لي وطن وديني حبها




ولو أنها قطعت لديك عُرايا




إن مسني ضيمٌ بها فلأنني




جاورتُ فيها المُخبثين طوايا




ما إن رأيتُ أقلَّ منهم خبرة




وأشدَُّ تقليدا وأسمجَ رايا




جهلوا العلوم فأنكروها إذ رأوا




أجسامهم من بُردهن عَرايا




هجم الجموُد عليهمُ فاستسلموا




وغدوا لغُزاة الجمودِ سبايا (7)



وتبلغ هذه الظروف الصعبة ذروتها سنة 1345هـ/1926م فتضطره للسفر إلى إندونيسيا حيث يوجد والد الفتاة وحيث توجد والدته للاستعانة بها في نيل وطره.

يتبع

حد من الوادي 01-25-2010 01:40 AM


السفر إلى إندونيسيا

رفع الشاب علي أحمد باكثير جناحيه عن حضرموت حاملا معه أشواقه لأمه ولموطن مولده، وحبه للفتاة نور سعيد عوض باسلامة، وهموم قومه في وطنهم ومهاجرهم. وفي 15/8/ 1345هـ الموافق 17/2/1927م يغادر باكثير سيئون عاصمة السلطنة الكثيرية الحضرمية التي تقع في قلب وادي حضرموت في رحلة شاقة على الجمال والحمير تستغرق أياماً إلى مدينة المكلا الساحلية عاصمة السلطنة القعيطية الحضرمية (وصف هذه الرحلة في مسرحيته همام أو في بلاد الأحقاف).

كان البحر وسيلة اتصال الحضارم بالعالم الخارجي. فلم تكن السيارات قد ظهرت بعد، ولم يكن بعد قد أنشئ مطار لأي من السلطنتين الحضرميتين. وهكذا كان السفر إلى الجزر الإندونيسية والهند يتم غالباً عبر عدن، وأغلب الظن أن هذا ما فعله باكثير في رحلة عودته إلى إندونيسيا وإن لم يرد ذكر عدن فيما اطلعنا عليه من شعره ونثره عن هذه الرحلة. فبعد إبحار يومين من المكلا إلى عدن، فالرحلة من ميناء عدن إلى إندونيسيا عبر سنغافورة على متن بواخر شركات تجوب المستعمرات البريطانية كانت تستغرق حوالي خمسة عشر يوماً. وهكذا نجد أن رحلة باكثير من سيئون إلى سورابايا استغرقت أكثر من عشرين يوماً أكثرها في البحر، وهي المسافة التي كان يقطعها المئات بل الآلاف من المهاجرين الحضارم إلى جزر الهند الشرقية في ذلك الوقت.

وصل علي أحمد باكثير إلى إندونيسيا وقد تفاقم الخلاف وانتشرت الفتنة التي أشعلها المستعمر بين قومه الحضارم الذين دخلوا منذ قرون إلى تلك الجزر النائية طلبا للرزق الحلال لا يحملون معهم سوى ما اشتهروا به من سمعة الصدق والأمانة. كانت جزر الهند الشرقية هي البلاد الوحيدة التي انتشر فيها الإسلام على يد قوم باكثير بالقدوة الحسنة دون أن تطأها سنابك خيول الفاتحين، أقاموا فيها دولا ونشروا حضارة الإسلام ولغة القرآن، وأصدروا بها الصحف والمجلات والكتب، وأحدثوا نهضة فكرية وثقافية للحرف العربي لم تلق حقها من البحث والدراسة إلى الآن. كان باكثير على علم بأنه يغادر حضرموت من هَمًّ أصغر إلى هَمًّ أكبر في إندونيسيا (شغله كثيرا واحتل مساحة كبيرة من أدبه في مراحله الحضرمية والعدنية والحجازية)، و نظم في هذا الموضوع العديد من القصائد التي يذم في بعضها عيوب قومه وفي بعضها الآخر يشيد بمحامدهم مُفاخرا بها:



أثرى بها قومي وشادُوا دولةً




للدينِ طاولت السَّماءَ سُمُوقا




نشرُوا بها (القُرآن) فازدادت بهِ




مَرأى على المرأى الأنيقِ أنيقَا




لم يُلهِهِمْ همُّ ابتغاءِ الرّزق أن




قضوا لدِينهم القَويمِ حقُوقَا




تركوا لهمْ بين الأهالي حُرمةً




كادُوا بها أن يعبُدُوا المخلوْقَا(8)



كان باكثير يرى أن الخلاف المصطنع بين العلويين والإرشاديين هدفه إشغالهم عن رسالتهم في خدمة دينهم، ذلك لأن العلويين والإرشاديين هم جميعاً من أبناء الشعب الحضرمي يدينون بمذهب واحد هو مذهب الإمام الشافعي، وخلافاتهم جانبية لا تمس جوهر العقيدة أو المذهب مثل قضية الكفاءة في النسب عند الزواج وتقبيل الأيدي واستخدام لقب «السيد». وهي أمور رأى السادة العلويون أنها يجب أن تؤدى لهم وحدهم بحكم نسبهم النبوي الشريف. وقد ثار على إثر ذلك جدال طويل، ومعارك طاحنة في المجالس والمنتديات وعلى صفحات الصحف والمجلات في المهجر، وأسست (جمعية الإرشاد) التي انضم إليها كثير من أبناء طبقات المجتمع الحضرمي هناك سنة 1332هـ/1914م لترفع لواء المعارضة لتلك الدعوة ثم ما لبث العلويون أن أسسوا (جمعية الرابطة العلوية) سنة 1345هـ/1927م، واحتدم الجدل بين الطرفين ووصل صداه إلى قادة الدعوة والإصلاح في العالم الإسلامي فكتب الأمير شكيب أرسلان في مجلة (الفتح) التي يصدرها الأستاذ محب الدين الخطيب في مصر، وكتب الإمام محمد رشيد رضا في مجلته (المنار) مقالات للتهدئة، وأرسل الملك عبدالعزيز آل سعود مبعوثاً منه لإنهاء الخلاف.

ثم وصل مفتي حضرموت العلامة السيد عبدالرحمن ابن عبيدالله السقاف إلى إندونيسيا في 9/8/1345هـ الموافق 18/2/1927م. وليس مصادفة -في رأيي- أن يكون علي أحمد باكثير هناك في هذه الفترة الحرجة، ولا نعتقد أن الأسباب العاطفية وحدها هي التي دفعته للسفر في هذا التوقيت بالذات، ونرجح أن لأستاذه السيد محمد رشيد رضا دوراً في ذلك. ولعل مفتي حضرموت- الذي كان متعاطفا معه في آرائه ويعيش معه في سيئون نفسها- قد أبلغه بعزمه على السفر للصلح بين الفريقين. ومما يؤكد رأينا هذا بأنهما كانا على اتفاق، أن باكثير كان في مقدمة مستقبلي علامة حضرموت عند وصوله إلى مدينة بتافيا ثم اصطحابه له في 30/8/1346هـ الموافق 21/2/1928م إلى مدينة سورابايا (مسقط رأس باكثير) حيث ألقى خطابا بليغا على جمع كبير من العرب في مسجد الصرنج في ليلة 18 رمضان 1346هـ الموافق 9 مارس 1928م في محاولة لإخماد الفتنة وتوحيد الصف ثم غادر مفتي حضرموت المسجد تلك الليلة إلى بيت آل باكثير حيث ألقى علي أحمد باكثير أمام حشد المدعوين على شرفه قصيدة تقع في 58 بيتاً يحييه ويشكره فيها على جهوده لجمع الشمل، ولموقفه الوسطي الرافض للتعصب ومنها قوله:



لله درك من تقي




يسعى لتسوية الخصام




ما قام قبلك من دعا




لسوى التحزب والصِّدام




فارفع نداءك يا خطيب!




فإن أمتنا نيام




داء الجمود انساب منهــــــم




في اللحوم وفي العظام




قم جد في هذي السبيـــــــــل




انهض لتحقيق المرام



إلى أن يقول:



أنا قلت ما قد قلت عن




قلب يؤججه الضِّرام




يهوى الرقي لحضرموت




لمستوى المدن العظام




ويسوؤه هذا الجمو




دُ على شبارقها القدام (9)



كان باكثير معه لا يفارقه في كل تنقلاته إلى المدن ذات الكثافة الحضرمية حتى تم التوصل إلى اتفاق طلب مفتي حضرموت أن يكتبه باكثير بخط يده وقد كان. ورحبت الصحف العربية التي يصدرها الطرفان بذلك الاتفاق وفي مقدمتها صحيفة حضرموت -كبرى تلك الصحف- في عددها (161) الصادر في 16/3/1347هـ الموافق 31/8/1928م، وقد ظهرت آثار هذا الاتفاق متكررة في شعره على نحو ما يقول مشجعا ومفاخرا بما أنجزه قومه:



مضى زمنُ الجمودِ فودِّعوه




ووافاكمْ زمانُ العاملينَا!




زمانٌ ليس يعلو فيه إلّا




عصاميٌّ جرَى في السابقينَا




وإن لنا مواهب سامياتٍ




بني الأحقافِ أدهشتِ القرونَا




ألا فاستعملوهَا في المعالي




تنالوا في الورى المجدَ الأثينَا




فقد لعبتْ بأدوارٍ كبارٍ




جُدُودكمُ الكرامُ السالفونَا




ولو ثقّفت يوماً (حضرمياً)




لجاءك آيةً في النابغينَا(10)




* العودة إلى حضرموت

وفي 25/10/1346هـ، الموافق 15/4/1928م بعد أن أمضى أربعة عشر شهراً في كنف والدته عاد منتشيا إلى حضرموت بموافقة والد الفتاة الشيخ سعيد عوض باسلامة على زواجه من محبوبته (نور)، وفرحا بمشاركة مفتي حضرموت في إقرار اتفاق السلام بين الفريقين المختلفين من بني قومه. ومن واقع مراسلاته التي بين أيدينا نعلم أن زواجه بمحبوبته تم في 2/1/1347هـ، الموافق 20/6/1928م فقرت به عينه وتحققت أمنيته.

وأحس الشاعر العاشق أن الزمن قد شُغل عنه. واكتملت سعادته حين رزقه الله بمولودةٍ سماها (خديجة) وفاءً لزوجة أبيه السيدة خديجة بنت عمر محمد مهدمي التي عوضته عن حنان الأم ومحبتها منذ وصوله حضرموت. وانتقل للعيش في بيت بناه على ربوةٍ صغيرة في قلب سيئون أطلق عليه اسم « دار السلام » حيث عدَّ ظفره بحبيبته من جهة والاتفاق الذي أبرم بين بني قومه في إندونيسيا من جهة أخرى بداية سلام حقيقي في حياته، وعبر عن مشاعره في هذه الفترة القصيرة من سعادته الزوجية في عدة قصائد بلغت ذروتها في أول مسرحيةٍ يكتبها في مصر، وهي مسرحية (إخناتون ونفرتيتي) الشعرية 1357هـ/1938م حيث يشعر العارف بقصة زواجه ومأساتها أن مناجاة إخناتون لزوجه ما هي إلا صدى صادق لتجربة المؤلف الشخصية.

* إصدار صحيفة التهذيب

وعاش شاعرنا في جنة زوجه الحبيبة أجمل سنوات حياته إذ نشطت قريحته وانقدح زناد فكره بالعديد من المشاريع والأعمال والقصائد، فحقق أجمل أعماله الإصلاحية فيما بثه من تعاليم وفكر في مجال التربية والتعليم وتطويرهما من خلال إدارته لمدرسة النهضة العلمية بسيئون، وشرع في تأليف كتاب نقدي تاريخي بعنوان (شعراء حضرموت)، وراسل المجلات العربية الفكرية ونشر في بعضها نتاجه. واستكمل رسالته الأدبية والفكرية اتجاه وطنه بإصدار صحيفة شهرية أطلق عليها اسم (التهذيب)- وفي اسمها دلالة على رسالتها التربوية- وتُعّد هذه الصحيفة اليوم خير مصدر للتعرف على فكر باكثير الإصلاحي السلفي في وطنه، وتوضح الخطوط العريضة لخريطة التفكير عنده، إذ تحدد مصادر تأثره الفكري والعقدي في هذه المرحلة المبكرة من حياته وتضع النقاط على الحروف للأهداف التي كان يعمل لتحقيقها في مجتمعه. كان إصدار هذه الصحيفة التي شاركه فيها جماعة من المتنورين من أبناء جيله عبئاَ كبيرا عليهم. فلم تكن في حضرموت حينذاك مطابع وإنما كان يسهر عليها مع زملائه يخطونها باليد وتوزع في نطاق محدود وتعلق أعداد منها في المساجد وأماكن تجمع الناس.

صدر العدد الأول من (التهذيب) في 1/8/ 1349هـ، الموافق 22/12/1930م، والأخير في 1/5/1350هـ، الموافق 14/9/1931م، أي أنها لم تستمر أكثر من عشرة أشهر قلبت عليه بجرأتها المواجع القديمة، ولقيت مقاومة ممن أسماهم بالجامدين الذين لم يستوعبوا رسالتها أو من الذين أحسوا بخطر رسالتها عليهم.

جعلت الصحيفة شعارها الآية الكريمة }ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر|. ولم يضع باكثير اسمه عليها لوضوح توجهه العقدي وإنما كتب عليها (يحررها نخبة من أفاضل سيئون) وجعل المدير العام المسؤول عنها رجلاً من أفاضل أهل البلاد هو الأستاذ محمد ابن حسن بارجاء الذي كان يسهر الليالي ـ إيمانا برسالتها ـ يخط أعدادها بحروفه الجميلة. وقد أرسل باكثير أعداد هذه الصحيفة مجتمعة إلى أستاذه محب الدين الخطيب بالقاهرة حيث طبعها في مجلد واحد في مطبعته السلفية وكتب له مقدمة تُبارك توجهها بعنوان « ألوكة وادي الأحقاف» وصدّرها محب الدين الخطيب بسؤال وجواب من شعر باكثير على النحو التالي:



« س: ما هو التهذيب؟




ج: قبــس تألـــق من ســــنا حــــريــة




سيكون فاتحة النهوض الحضرمي



والطابع العام للصحيفة سواء من حيث الموضوعات أو الاستشهادات والمأثورات التي ترد في قضاياها تدل على مدى تأثر باكثير بروح « العروة الوثقى » التي أصدرها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في باريس، وروح مجلة « المنار » التي أصدرها تلميذهما محمد رشيد رضا في القاهرة بأنه لا منقذ للمجتمعات الإسلامية الرابضة في التخلف إلا بتصحيح العقيدة ونشر العلم وإيقاظ الهمم. ومن هنا لا يعدم الدارس لحياة باكثير وفكره في حضرموت أوجه التشابه بينه وبين محمد رشيد رضا في المعالم البارزة للاتجاه الإصلاحي عند كلٍ منهما وعملهما على محاربة البدع وحث الناس على التخلي عن التوسل بأصحاب القبور، ودعوتهم إلى التوجه لله وحده. أكد لي أثر هذا التوجه المجلدات العديدة من مجلة « المنار » التي وجدتها بمنزله في حضرموت والحواشي والتعليقات الموجودة على بعض صفحاتها بخطه تدل على أنه وجد في «المنار» ما وجده أستاذه محمد رشيد رضا في «العروة الوثقى» من خلال الإيمان بأن إصلاح الأمة يأتي أولاً من خلال التربية والتعليم وتصحيح العقائد. فلا عجب إذن أن نجد «تهذيب» باكثير تزخر بهذه الموضوعات التي تقع في صميم مشكلات مجتمعه الحضرمي آنذاك، وهي موضوعات كتب بعضها باسمه الصريح والبعض الآخر باسم مستعار. وقد أبلغني بعض رفاق صباه أنه كان يحرر معظم موادها ويكتب افتتاحياتها. فنجد له مثلاً مقالات عن ( قراءة البخاري في شهر رجب) و(ذكرى المولد النبوي) و(مذهبي في زيارة القبور والتوسل). كما لم تخل كتاباته من تناول بعض القضايا الاقتصادية والسياسية والأدبية. ففي افتتاحية العدد السابع يكتب مقالاً بعنوان (حركة الماكينات الرافعة في حضرموت) التي يدعو فيها لتطوير أساليب الزراعة وتنميتها باسمه الصريح، وفي العدد نفسه يكتب مقالاً باسم مستعار بعنوان (حول اضطهاد إخواننا مسلمي طرابلس) وهو عن الهجوم الوحشي الإيطالي على تلك البلاد والفظائع التي ارتكبها المستعمر بأهلها. وكان هذا المقال صدى لما كُتب عن هذا الحدث في مجلتي (المنار) و(الفتح) وخاصةً ما كتبه الأمير شكيب أرسلان في الأخيرة. وقد حيا باكثير الأمير شكيب أرسلان بعد ذلك بقصيدة طويلة نشرت في حينها في مجلة (الفتح) العدد 296 بتاريخ 5/2/1351هـ الموافق 9/6/1932م وبعث له شكيب أرسلان من جنيف في 10/6/1351هـ، الموافق 11/10/1932م، برسالة إعجاب وتقدير.



ومن اتجاهات التجديد التي أدخلها باكثير على نظام الحياة التربوية والتعليمية في حضرموت الأناشيد المدرسية، فما أن حل موعد الاحتفال السنوي للمدرسة التي يديرها حتى نظم للتلاميذ نشيداً مُلحّناً يقول في مطلعه:



بنهضة العلم شخص العلم قد نهضا




وعنصر الجهل في أيامها انقرضا




وقد توطد ركن الدين وانتشرت




أعلامه، وبدا صبح الهدى وأضا




اليوم يوم به ( سيئون) زاهية




مملوءة فرحاً إذ نالت الغرضا(11)



* الصدام والموت والهجرة:

فكان هذا النشيد وحده مدعاةً جديدة للثورة عليه وتأليب العامة ضده. واحتدم صدام الشاعر المصلح مع الجامدين في مجتمعه بازدياد هجومهم عليه فما كان منه إلا أن رد على هؤلاء بخطبة طويلة ألقاها في يوم 4/1/1349هـ، الموافق 31 /5/1930م في الاحتفال السنوي للمدرسة في ذلك العام فكانت أول خطبة جريئة من نوعها في التصريح بموقفها السلفي التنويري ألقيت على ملأ من الناس في حضرموت ناقش فيها الاعتراضات التي ثارت عليه وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير عندما علم هؤلاء بتلقينه التلاميذ في المدرسة نشيداً ملحناً من نظمه قائلين: إن هذا النشيد تقليد جديد وتشبه بالإفرنج. فرد باكثير بأن التسرع في الأحكام والتحليل والتحريم أكبر مخالفة لنهج السلف، وقال: (قد يشكل على بعض الناس أمر هذه الأنشودة التي لقنتها إدارة المدرسة لتلاميذها يوم الاحتفال، ويظن أنها مخالفة لهدي السلف، ويسهل علينا أن نجيب عن ذلك بما أجاب به بعض كبار العلماء لما سئل عن ذلك فقال: «إن كل زمان له مميزات خاصة به، وعلى العاقل أن يراعي تطور الزمان وتقلب أحواله» وهذا الجواب في غاية الحسن والسداد. وهنا يجمل بي أن أقول: إنه يجب على من أراد أن يحافظ على سيرة السلف أن يعرف أولاً حقيقتها، والله يعلم أنهم لم يبلغوا تلك الرتبة العالية، ولم يصلوا إلى تلك المنازل السامية إلا بعنايتهم التامة بإصلاح قلوبهم وتطهيرها من رذائل الصفات وقبائح النزعات، واعتمادهم في كل ذلك على العلم الحقيقي الخالص من الشكوك والأوهام، فإذا ورد عليهم أمر لا عهد لهم به لم يسرعوا في الحكم بتحليله أو تحريمه، ولم يرفعوا صوت الإنكار على فاعله بمجرد النظر إليه، بل عرضوا ذلك الأمر على نظر العلم أولاً ووزنوه بميزان العقل، فإن رأوه منابذاً للعلم مخالفاً للعقل مضراً بالناس تحققوا أنه مما لا يرضى به الله ورسوله...».

وحدد باكثير في خطبته أن مجتمعه ابتلي بداءين نتيجةً لداء «التسرع» في الحكم بدون علم وهما داء «الجمود» وداء «التقليد». وعدّ الجمود أكبر خروج على منهج السلف لأنه يقتصر في العلوم الشرعية على الفقه وفي العربية على النحو، وسد النوافذ دون بقية العلوم الدينية والدنيوية، ورد على الذين يرفضون العلوم الأخرى وخاصةً تلك التي أدخلها في مدرسة النهضة بقوله: «إن التاريخ هو ديوان العبر وإن جزءاً كبيرا من كتاب الله تعالى تاريخ. وإنه لمن العيب الفاضح والعار الشائن على الرجل المسلم أن لا يعرف تاريخ الإسلام وما تقلب فيه من الأدوار... ولو تأملنا قليلاً لعرفنا أن فن الإنشاء من أهم الفنون، وأن العالم الذي لا يستطيع أن يعبر عما في ضميره أو يكتبه بعبارة فصيحة لا ينتظر أن ينتفع بعلمه أحد ولو بلغ من سعة العلم والبسطة فيه ما بلغ». وروى للمستمعين قصة مقاومة مصطفى لطفي المنفلوطي لشيوخه الأزهريين الذين حاولوا إبعاده عن الأدب واستشهد بقوله عن شيوخه الأزهريين: «وهم لا يعلمون ـ أحسن الله إليهم ـ أنهم وجميع من يدور به جدار مسجدهم حسنة من حسنات الأدب الذي ينقمون منه.. فلولا الأدب ما استطاع أئمتهم فهم آيات الكتاب المنزل واستنباط تلك الأحكام التي دونوها لهم وتركوها بين أيديهم.. ولولاه لما استطاع علماؤهم اللغويون أن يورثوهم هذه العلوم اللغوية التي يدرسون اليوم نحوها وتصريفها وبيانها في مجالس علمهم...».

أما آفة التقليد فهاجمها بضرب المثل بالذين يتبعون آراء غيرهم في الحكم على علماء الإسلام المحدثين دون ترو أو تمحيص فيصيبون رجاله بجهالة. ودافع عن الإمام محمد عبده الذي سماه « الشيخ الإمام حكيم الإسلام » وبرأه من الافتراءات التي كتبها عنه الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني صاحب كتاب (جامع كرامات الأولياء) وتصديق بعض الناس في حضرموت لهذه الافتراءات وتبنيها دون التأكد من صحتها. ونافش باكثير جمهوره بمنطق بسيط يحقق إنصاف الإمام محمد عبده فقال: «... هل تعرفون حقيقة الشيخ النبهاني تماماً؟ الجواب: لا نعرف عنه إلا أنه من كبار العلماء وأعيان الصالحين. من أين لكم معرفة ذلك؟ الجواب: أننا عرفنا ذلك من مطالعة كتبه فكلها نافعة وغالبها في مدح النبي (صلى الله عليه وسلم). أرأيتم لو كتب عنه أحد العلماء بمصر بأنه زائغ مبتدع وفاسق ماذا كنتم صانعين في أمره؟ الجواب: لا نبالي بذلك، فقد عرفناه عالماً صالحاً بكتبه. إذن لماذا لم تفعلوا ذلك في حق الشيخ محمد عبده فتطالعوا كتبه أولاً وتقرؤوا رسائله وكتاباته في الدفاع عن الإسلام...»(12).

وسنجد أن هذه المفاهيم والمؤثرات جميعاً تظهر بوضوح في شعره فهو في رثاء حافظ إبراهيم يذكر الإمام محمد عبده ويشيد بدور جمال الدين الأفغاني والتكامل الذي شكلاه حين يقول:



وقفتُ بين رسوم الدين أندُبُه




وقوف باك على آثار مُرتحلِ!




وقلتُ: لولا (جمال الدين) قام به




لما وقفتُ على رسم ولا طللِ




ولو تخلف عنه (عبدُهُ) نفساً




لطَارَ طائره من قبضةِ الأملِ




يا روّح الله أرواحاً سمتْ صُعداً




من بعد ما حَلَّت الإسلام من عطل




واستخرجته نقياً من معادِنهِ




كالتبر ما فيه من طبعٍ ولا دخلِ



ثم يدافع في القصيدة نفسها عن العقيدة السلفية النقية، ويرفض تهمة تعيير دعاتها بالوهابية:



والمصلحون إذا ما ذكروا اتهموا




من ماجن غزل أو شارب ثملِ




يُعيرون (بوهابيةٍ) خَلُصتْ




أنقى من اللبن السلسال والعسل




وبينهم علماء السُّوءِ في دَعَة




بالدجلِ عن واجب التذكير في شغل(13)



وبمقدار ما عانى باكثير في حضرموت على مستوى العقيدة والفكر ولم يلن عوده ولم تقهره العقبات والاعتراضات فقد عانى على مستوى العاطفة والقلب، ولم تسهل له الطريق في الزواج ممن أحب ولم تقهره العقبات عن هذا الجانب وإنما قهره الموت، فما كادت تمر على هذه السعادة والحيوية والنشاط ثلاث سنوات ونيف حتى تصاب ملهمته وزوجه الحبيبة بمرض عضال أقعدها لما يزيد عن ستة شهور حتى وفاتها في 15/1/1351هـ الموافق 20/5/1932م، ولهذا قرر الهجرة من حضرموت فوصل عدن قادما من المكلا عبر البحر في 21/ 2/ 1351هـ الموافق 25/ 6/1932م. وغادر عدن التي أقام بها تسعة شهور إلى الحجاز بالمملكة العربية السعودية في 29/11/1351هـ الموافق10/3/1933م، وذلك وفق وثيقة سفر حكومة الشحر والمكلا (السلطنة القعيطية الحضرمية فيما بعد) التي وصل بها عدن، وجواز السفر الهندي البريطاني الذي خرج به من عدن إلى الحجاز التي أقام بها حوالي أحد عشر شهراً ليلقي بعصا التسيار في مصر التي وصلها في 28/10/1352هـ الموافق 13/2/1934م. وهكذا كانت حياة باكثير العاطفية والفكرية في حضرموت مأساة مؤلمة ظلت آثارها مرتسمة على حياته وأدبه حزناً ودمعاً وشعراً، وسيكون لنا مع قصة الحب ومأساة الموت في حضرموت وقفة مستقلة، طويلة ومتأنية إن شاء الله >

الهوامش:

(1) مسرحية (همام أو في بلاد الاحقاف)، الطبعة الأولى،المطبعة السلفية،1934م، القاهرة،ص31.




(2) المصدر السابق ص52.




(3) من قصائده المخطوطة التي سننشرها في الطبعة الثانية من ديوان (أزهار الربا في شعر الصبا). تحقيق د.محمد أبوبكر حميد، دار المناهل بيروت، ط1، 1987م، ص87.




(4) صحيفة التهذيب، العدد 6 الصادر في 1/1/1350هـ، مجموعة السنة الأولى، المطبعة السلفية، القاهرة،ص115.




(5) مسرحية همام أو في بلاد الاحقاف، مصدر سابق، ص28.




(6) جعفر محمد السقاف، حديث شخصي في سيئون بحضرموت في 15/8/1985م، راجع قصيدة باكثير (الأخلاق عند الغزالي) بديوان أهار الربا في شعر الصبا، ص229.




(7) البقية المخطوطة لديوان (أزهار الربا في شعر الصبا).




(8) باكثير، علي أحمد، ديوان (سحر عدن وفخر اليمن)، تحقيق د.محمد أبوبكر حميد، ط1، مكتبة المعرفة جده،2008م،ص103.




(9) البقية المخطوطة لديوان (أزهار الربا في شعر الصبا).




(10) ديوان (سحر عدن وفخر اليمن)، ص98.




(11) باكثير، علي أحمد، ديوان (أزهار الربا في شعر الصبا)،




(12) صحيفة التهذيب، العدد الأول 1/8/1350هـ، مجموعة السنة الأولى، ص16.




(13) ديوان (سحر عدن وفخر اليمن)، مصدر سابق، ص154


حد من الوادي 01-25-2010 02:09 AM


موقع المكلا اليوم زاره في منزله وينفرد بنشر تفاصيل حكايته
بعد صراع مع المرض لأربع سنوات موهبة الرسم الخارقة عبد الرحمن الجابري ينطلق للعالمية من تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م


المكلا اليوم / قيس سالم الدوعني


تبدأ فصول حكاية موهبة الرسم الخارقة عبد الرحمن عيظة بن قحيز الجابري من العام 2003م حين ترك مقاعد الدراسة في الصف السادس بعد أن ساءت حالته النفسية وتدهورت بنية جسمه وأصيب بالهزال حتى وصل وزنه إلى (18) كيلو جرام لامتناعه عن الأكل والشرب لأيام متواصلة تصل أحيانا إلى أكثر من ثلاثة أيام.



ويضيف الأستاذ المتقاعد من سلك التربية والتعليم بمديرية ساه محافظة حضرموت عيظة سالم بن قحيز الجابري والد عبد الرحمن أن ابنه في سنوات دراسته الأولى كان طبيعيا كبقية اقرأنه حتى وصل للصف السادس في هذه المرحلة داهمه المرض فأصبح منعزلاً وانطوائيا يتحاشى مخالطة الآخرين
وقمنا بعد ذلك بعرضه على أطباء مختصين هنا في اليمن لكن دون جدوى بعد ذلك قصدنا المملكة العربية السعودية للعلاج ودخلنا مستشفى الدكتور سليمان فقيه حيث بدأت حالته الصحية تتحسن شيئاً فشيئاً إلى أن عافاه الله عدنا بعد ذلك وتحديدا في نهايات العام 2007م إلا أن رغبة عبد الرحمن في مواصلة التعليم لم تشفى ويواصل الأستاذ عيظة الجابري حديثه ( في هذه الفترة لاحظت ميول عبد الرحمن للرسم فكان يرسم الكثير من القصص التي يألفها من خياله ويعرضها عليّ وتطورت هذه الموهبة يوماً بعد آخر إلى أن قمنا بشراء جهاز كمبيوتر فانتقل عبد الرحمن من الرسم اليدوي إلى الرسم باستخدام برنامج الرسام رغم أنه حديث عهد باستخدام الكمبيوتر ألا أنه أتقن بسرعة وبمهارة فائقة الرسم عبر برنامج الرسام .

عبد الرحمن كان ضمن مئات الأطفال الذين عانوا من ويلات كارثة أكتوبر من العام 2008م حين انهار منزل أسرته بسبب تلك الجائحة وفقد جهاز الكمبيوتر الخاص به ألا أن ما يسلي عبد الرحمن عن مصيبته أنه استطاع رسم منزله ويحتفظ به ولو على الورق ورغم ضيق ذات اليد عمل الأستاذ عيظة الجابري على إعادة بناء منزله المنهار على حسابه الخاص ولم ينتظر صندوق الأعمار الذي تأخر كثيراً في صرف التعويضات ليعود عبد الرحمن تحت سقف منزله ويواصل ألقه وإبداعه .


ويكشف الأستاذ عيظة عن سر التحول في مسيرة عبد الرحمن الإبداعية حين قال له عبد الرحمن ذات يوم أنه ليس لديه الرغبة لمواصلة التعليم ولكن تجتاحه رغبة عارمة لإبراز موهبته في مجال الرسم يقول فاحترت في أمر ابني ماذا افعل فأنا أعرف تماما أنه لا يهتم لأمر مثل هذه المواهب وأنني لن أجد آذاناً صاغية ولكنه لاحت في الأفق فرصة نادرة قلما تتكرر عندما تم اختيار تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م قلت في نفسي ربما يشفع ذلك لموهبة ابني بالبروز والظهور

صورة المنزل القديم الذي تهدم في كارثة اكتوبر
فأخذت نماذج من أعماله وذهبت به إلى مكتب وزارة الثقافة بالوادي والصحراء وبالفعل كان في استقبالنا الأستاذ أحمد بن دويس مدير مكتب وزارة الثقافة بوادي حضرموت والصحراء ومن خلال حفاوة استقباله لنا شعرت أن ما نصبو إليه في طريقه للتحقق ووعد بإقامة معرض له ضمن فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م ولهذا الحدث يعكف عبد الرحمن على رسم عدة لوحات إضافة إلى (300) لوحة انتهى من تجهيزها وينوي عبد الرحمن نقل التراث والعادات والتقاليد في مسقط رأسه مديرية ساه عبر لوحات مستوحاة من الإرث الحضاري الكبير الذي تزخر منطقته وكذا بعض المناظر من أحداث كارثة الفيضانات والسيول التي شهدتها مديرية ساه في أكتوبر من العام 2008م ولا شك أن الحس المرهف والخيال الذي يتمتع به فناننا المبدع سيخطف الأنظار وسيشق طريقة بإذنه نحو العالمية في أسرع وقت.

يوم الجمعة الماضية كان للمبدع عبد الرحمن الجابري لقاء مع معالي وزير الثقافة الدكتور عبد الرحمن المفحلي الذي زار تريم للإطلاع عن كثب عن الاستعداد للحدث الأبرز في تاريخ المدينة العتيقة مدينة العلم والعلماء وخلال اللقاء عبر معالي الوزير عن إعجابه بموهبة عبد الرحمن وأوصى بإلحاقه بالدورة الخاصة التي تقيمها وزارة الثقافة لمجموعة من الرسامين في العاصمة صنعاء كم وعد الوزير بدعوة عبد الرحمن للمشاركة في مسابقة عالمية تقام في العصمة صنعاء لم يحدد موعدها بعد . تحدث الموهبة عبد الرحمن الجابري للمكلا اليوم على خجل وقال إن طموحاته ليس لها سقف محدد فأحلامه تتعدى الحدود فهو يطمح للمشاركة في معارض تبرز موهبته وتعطيها حقها.

منزل عبد الرحمن الذي تهدم خلال كارثة السيول
إذن عبد الرحمن موعود بأن يقام له معرض ضمن فعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م ولكن تبقى تكاليف إقامة المعرض ورعايته في غيابات جب الانتظار فإلى اللحظة لم تتكفل أي جهة كانت رسمية أو شعبية التكاليف الأمر الذي يهدد عبد الرحمن بفقدان بصيص الأمل الذي لاح له على حين غرة.

والده دائما إلى جانبه

اجمالي التعليقات 18
--------------------------------------------------------------------------------

1)- ابن المكلا (المكلا) 24-01-2010 في مجتمعنا الحضرمي نوابغ تنتظر التنبيش عنها عبد الرحمان مبدع يستحق التقدير ويستحق الدعم اللامحدود من قبل اصحاب الاموال وغيره الكثيرون ممن رزقهم الله بمواهب عظيمه لكنهم يحتاجون الى من ينمي هذه المواهب ,, كل الشكر لموقع المكلا اليوم على تسليط الضوء على هذه الفئة من الناس اتمنى لكم التوفيق والنجاح دوما ً.

2)- صالح عسكول (المكلا) 24-01-2010 اخي وعزيزي قيس انته مبدع وشكرا لك على هذا اللقاء لهذه الموهبه القادمه الى الساحه الحضرمية.

3)- يماني (اليمن) 24-01-2010 مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية، وكذلك مؤسسة مبادرة الشباب هما الاجدر بتبني هذه الموهبة، وكذلك متابعة دراسة الطالب، وابتعاثة مستقبلا، اما الحكومة فلديها هوايات اخرى مشغوله فيها في الوقت الحاضر والمستقبلي..

4)- تهنئة ال بن صبيح بن بن قحيز الجابري (غيل باوزير القارة ) 24-01-2010 نبارك لال بن قحيز تقدم ابنهم عبدالرحمن في هذا امجال الرائع ونتمنى له التقدم الدائم باذن الله .

5)- عمر عبيد بن صبيح (غيل باوزير القارة ) 24-01-2010 ابارك لاخي عبد الرحمن تقدمة واهني العم عبضة فوز ابنه وبروزه في هذ1 المجال الى الامام دائما .

6)- نائل عبيد بن صبيح (غيل باوزير القارة ) 24-01-2010 اهني دميع ال بن قحيز تفوق الابن عبدالرحمن واخص بذلك العم عيضة والاخ عبد الرحمن وكل اخوانه والى الفوز والتقدم الباهر باذن الله وحفظكم الله .

7)- نايف عبيد بن صبيح (غيل باوزير القارة ) 24-01-2010 ابارك لاخي عبدالرحمن فوزه وبروزه وابارك للعم عيضة والى كل ال بن قحيز وبالتوفيق دائما .

8)- ناجي عبيد بن صبيح (غيل باوزير القارة ) 24-01-2010 ابارك لال العم عيضة بن قخيز لابنهم هذا الفن الراقي والى التقدم الباهر باذنالله وحفظكم الله .

9)- نجيب عبيد بن صبيح (حضرموت غيل باوزر القارة ) 24-01-2010 أهني اسرة العم عيضة سالم عوض بن قحيز الجابري لبروز اخي عبدالرحمن في هذا المجال الفني والذوق الرائع ونتمنى له دوام التقدم والازدهار وأقول لاخي عبدالرحمن سر الى الامام واسال الله ان يحفظك من الحاسدين والى نجاحات اكبر باذن الله .........

10)- شوقي باغوزة (ساه- حضرموت) 24-01-2010 كفيت و وفيت اخي وزميلي قيس الدوعني على هذة التغطيه و وضعت النقط على الحروف وما يبقى هو العمل والتفاعل الجاد من الجهات المختصة حتى ينال الرسام المبدع عبدالرحمن حقة من الظهور والدعم وربنا يعوضه على كل مافاته من ايام صعبه عاشها في اكناف المرض والحمدلله عاد عبدالرحمن بالابداع والمعجزات . اللهم احفظه لاهله ولاحبابه .....والى الامام..

11)- الحضرمي (حضرموت) 24-01-2010 اتمنى من لفته كريمة من اصحاب الاموال ان يتبنى اقامة هذا المعرض للفنان المبدع الطفل عبدالرحمن فهو خير دليل لنا وللعالم للتعريف بارض حضرموت وعادتنا وتقاليدنا وهو في ذلك دافع كبير للمبدعين في هذا الوطن .

12)- معماري (المكلا) 24-01-2010 ماشاء الله على هذه الموهبه .. ابداع باليد وابداع حتى ببرنامج الرسام البسيط والبدائي .. فكيف لو رسم ببرامج الرسم المتطورة مثل الثري دي والاوتوكاد ؟؟ اكيد ان الابداع سيبلغ ذروته ماشاء الله .. بس نصيحتي لوالد هذه الموهبه ان يهتم بولده ويعمل على صقل موهبته ليصل الى العالميه باذن الله.

13)- جلال باجابر (الاردن ) 24-01-2010 يجب الاهتمام بمثل هذه المواهب ليس فقط في المناسبات الموسمية ولكن على مدار العام .. .

14)- شفيق سعيد (المكلا ) 24-01-2010 ما شاء الله الله يحفظك ويرعاك .

15)- ناصر العولقي (مانشستير (بريطانيا)) 24-01-2010 ايش الحكومة عاده ببتكفله في تريم عاصمة الثقافة الاسلامية إذا لم تتكفل مثل هذه الموهبة ..... .

16)- عمر بن حدجه (غيل عمر (ساه)) 24-01-2010 نتمنى من القائمين على شؤن الثقافة الاهتمام بمثل هذه المواهب وإظهارها للعالم .... إلى الامام يا عبد الرحمن ويحفظ ربي .

17)- صالح أحمد الجابري (ساه - الصيقة ) 24-01-2010 يحفظ الله من عيون الحاسدين يابني يا عبد الرحمن ..... تحياتي خالك صالح .

صالح عبد السيد مبارك (الخامره (مديرية ساه) ) 24-01-2010 ماشاء الله نبارك الله مزيدا من التالق والإبداع عزيزي عبد الرحمن .

للمشاهدة للرسوم والصورعلى الرابط التالي

المكلا اليوم | تفاصيل الخبر

حد من الوادي 01-29-2010 01:22 AM


كتاب أضاف رصيدا غنيا من البيانات والمعلومات عن حضرموت :

الخميس , 28 يناير 2010 م

ملاحظات وتعليق السلطان غالب بن عوض القعيطي على كتاب " حضرموت الغربية بحث ميداني اثنوغرافي " تأليف الباحث الروسي ميخائيل رودينوف

ترجمها عن الانجليزية : محمد سالم قطن

استند هذا الموضوع المنشور عن أطروحة الدكتوراه للمؤلف ميخائيل رودينوف ، على ثماني سنوات من البحث الميداني وتجميع المواد الاثنوغرافية ، اضطلع بها المؤلف يساعده فريق من الباحثين خلال الفترة من عام 1983 م وحتى عام 1991م .
ومثل هذا العمل ، لايمكن وصفه إلا باعتباره إضافة تستحق الترحيب ، خاصة وإنها تلامس مجالاً يعاني من نقص وندرة في الأدبيات المتوفرة عنه في كل اللغات. ويستحق المؤلف كل التقدير لقيامه بحفظ وصيانة سجل بيانات اثنوغرافية – كانت في طريقها للإهمال والنسيان في مجتمع متواضع له أولوياته الخاصة. ومثل هذا الإرث الطيب في أسلوب التعامل مع الموضوعات المتعلقة بحضرموت ، بدأت ريادته منذ أعمال " فان دين بيرج" التي نشرت عام 1886م، مرورا بالتقرير الشامل الذي أعدته " دورين انجرا مز" عام 1937م ، وأضاف إليه البريق " البروفيسور ر.ب. سيرجنت" عبر إسهاماته المتنوعة. ولنا أن نشير إلى أن التوجه الأول نحو هذا الاتجاه بدأه الباحث الوطني صلاح البكري .

وهذا الكتاب ، إضافة إلى كونه رصيدا جديدا يضاف إلى رصيد غني من المعلومات والبيانات عن حضرموت ، يحتوي أيضاً على شيء ما يعود بنا لنتذكر ماسطره " ديكسون " في كتابه الموسوم " عرب الصحراء " المنشور عام 1949م. على الرغم من أن المؤلف هنا قد قدم كتابه وفقا والنمط الوقور لأكاديمي روسي ؛ حيث كتب يقول :ــ ( لقد تعامل فريقنا البحثي مع مجتمع تقليدي خضع لعملية جراحية راديكالية ضمن تجربة اشتراكية) .

في وصفه للمنطقة أتبع المؤلف ما اقترحه العالم الأرمني " يوري مكروتوميان" من قبل. اذ قسّم الثقافة الاثنية إلى أربعة أقسام تغطي أساسا مجالات :ــ المهن التقليدية، بنية الحياة وأشكال المعيشة، أنماط سلوك وعادات الجماعات، وأخيراً المبادئ الإيديولوجية للأفراد. وكل هذه الأقسام الأربعة وفقا للعالمين " اروتونوف" و" مكروتوميان" لها درجاتها الخاصة من الاثنية . وتنقسم إلى " تقنيات مادية" و " خبرات اجتماعية" .

وكم أوضح المؤلف " روديونوف" بأنه طالما أنه كان يوجد ضمن فريقه البحثي باحثون يقدم كل منهم دراساته التفصيليه في ميدانه ، الأمر الذي أتاح له شخصياً الاهتمام بتقديم رؤية واسعة وشاملة لموضوع البحث ككل، دون الحاجة إلى التركيز على التفاصيل. وهذا بالتأكيد يفسر المجال الواسع الذي طرقه مؤلف الكتاب والطموح الذي حققه. وتنوع وتعداد المواد المطروحة على الرغم من تفاوت اهتمامه من مادة عن أخرى و احتفاظه باختياراته الخاصة. وقد أشار هو نفسه عن موضوع البحث هذا واصفا إياه بأنه " معاصرة اثنوغرافية". فهو يقول ــ " الشروع باتجاه الماضي يفقده دقته، لكنه بالمقابل يصبح أكثر تلوناً وأغزر تعبيرا"

ونراه ينتقل في الفصل الثاني من كتابه إلى ما أسماه ( الثقافة ماضياً).

هناك في الكتاب ستة عشر فصلا من هذه الفصول موزعه ضمن ثلاثة أبواب. مع وفرة في العناوين والعناوين الفرعية ، كل منها ينتهي بخلاصة، تليها خلاصات عامة. كما توجد قرابة ثلاثة ملاحق ومسرد للكلمات عربي انجليزي الخ وكذلك مسرد مفصل للكتب والمراجع وفهارس وعدد من الرسوم التوضيحية ولكن لا توجد خريطة لحضرموت تعطي للكتاب كينونته في القائمة. على الرغم من وجود رسومات صغيرة لوديان حضرموت وعمد والكسر ودوعن مع وادي العين. كما يضاف إلى رصيد المؤلف اعتذاره بشجاعه عن أي أخطاء ملحوظة في المادة العلمية وفي الكلمات العربية وترجماتها، وكلها متوقعه أن تحصل في كتاب هذه طبيعة موضوعه وهذا مجاله.

وفي هذا الجانب نشير الى إغفال من جانب المؤلف لوضع جدول ترجمة يوضح فيه النهج الذي أتبعه. كذلك هناك مثير صغير يمكن أن يسبب إثارة للقراء المطلعين على اللغة العربية يتمثل في استخدام المؤلف لمرات عدة، اداة التعريف الانجليزية the إضافة الى مكافئها العربي معا ، مثال من صفحة 66 ( the al – Quite sultanate ) التي تعني القعيطي. وكذلك الخطأ في تفسيره لمعنى الاسم الآخر لحضرموت الموجود في القرآن الكريم كاسم لسورة كاملة من سوره هي سورة الاحقاف . فالاحقاف فسرها المسلمون وغير المسلمين بمعنى أرض الرمال المذراة أو الكثبان المعوجة وليس كما يقول هو أنها الأرض المتشققة. وكذلك يخطئ في تفسيره لأوج ذروة عصر البطولات في الدراسات الحضرمية .

ولتوضيح قوة الكلمة المطبوعة ــ بالصحيح أو بالخطأ ــ يسقط المؤلف " روديونوف" في ذات الفخ مثله مثل غيره من الانثربولوجيين المستشرقين ومن غير العرب قبله وذلك عندما أورد كلاماً لم يدعيه حتى " انجرا مز" نفسه :ـ ( وبعد أن قام الممثل السياسي البريطاني في الثلاثينات بتوقيع اتفاقيات الصلح والسلام مع المئات من رؤساء القبائل ) . وحقيقة الأمر أن " انجرامز" لم يقم بالتوقيع على هذه الاتفاقيات . حيث أن حكومته سبق لها أن اعترفت بالسلطانين القعيطي والكثيري .

الشيء الذي أداه "انجرامز" بذكاء هو الاستفادة من حضوره كضيف شرف وممثل لدولة عظمى لتتشجيع أولئك الرؤساء المتخاصمين مع بعضهم البعض على تجديد مواثيق السلام فيما بينهم والموافقة على تمديد فترة وثيقة صلح سابقة فيما بينهم لعدة سنوات قادمة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات. ومثل هذا التجديد للصلح سبق وأن قام به رؤساء القبائل قبل زمن بعيد ، على شرف زيارة السلطان عمر بن عوض القعيطي لهم . يضاف إلى ذلك إننا نعرف أن من بين خصائص طريقة عمل " انجرامز" هو تأكيده بأنه في كل خطوة يتخذها يحرص عادة على أن تنال موافقة وإجازة من السلاطين ، أولاً، بحيث تبدو وكأنها صادرة منهم. ( أنظر مقدمة كتابه " الجزيرة العربية والجزرــ طبعة عام 1966م وكذلك كتاب صفحات من التاريخ الحضرمي لسعيد باوزيرصفحة 250 )

وعلى صلة بالمجال الذي طرقه " عبد الله بوجرا" في دراسته القيّمة المنشورة عن دار كلا ريندون تحت عنوان " سياسة التصنيف الطبقي" يكشف " رودينوف" بأنّ " بوجرا" اعتمد على أطروحة دكتوراه غير منشورة للباحث " جي . ه. هارتلي" معنونه ب " النظام السياسي للقبيلة العربية في حضرموت" . وأنّ كبار أهل حريضه مازالوا حتى يومنا هذا ينتقدون " بوجرا" على استنتاجاته المضادة للسادة. لكن الذي أتذكره بشان دراسة " بوجرا" المشار إليها بعيدة كل البعد عن اعتبارها مضادة للسادة الذين قدموا له المساعدة وقاموا باستضافته . وهو أي " بوجرا" هو الذي أعطى أعلى درجات التقييم لمنصب العطاس في حريضة ومؤسسته وأظهرها كأنها مستقلة عن سلطة الحكومة القعيطية، في وقت كان فيه وزير السلطنة ينتمي لآل العطاس.

لقد كان من المفيد أن يستند المؤلف إلى الدراسة الدقيقة التي قام بها العالم النمساوي الكبير " والتر دوستال" صاحب أدق الدراسات وأغناها عن البدو ، ومن بينها الدراسة الدقيقة عن قبائل البدو في المهرة وحضرموت المعنونة بالألمانية " داي بيدونين في سوداربيان" والمنشورة عام 1967م. وفي هذا الجانب ، يبدو جليا اهتمامه الخاص بابتكار وسائل جديدة لتصنيف وتقسيم هؤلاء البدو الى مجموعتين أثنيتين ثقافيا . هما ( شاد) أو ( شادا) كما أسماها هو والثانية ( حولاني) اعتمادا على اسمي نوعين من سروج الجمال . يعكس كل منهما طبيعة نشاط هذه المجموعه ويميزها عن الأخرى.

أحد أبرز المجالات التي سلطت عليها الاهتمام دراسة " رود ينوف" هذه ، هو مجال التقسيمات الاجتماعية القديمة في المجتمع الحضرمي . وهذا المجال اعتمد فيه على دراسات وضعت خلال عقود التجربة الاشتراكية في المنطقة. مثل تلك التي وضعها " عبد القادر الصبان" من سيؤون ،وغالبا ماتكون مثل هذه الدراسات مبنية على عادات وتقاليد لها علاقة بمسألة التكافؤ في الزواج فقط . ويحاول الباحثون الاجتماعيون توسيعها وإعادة تطبيقها وتعميمها متجاوزين الحقيقة والواقع بناء على أقاويل تقدم وكأنها كانت تحدث في الماضي.

دعونا الآن ، اختصارا للمساحة والوقت، أن نكتفي بالرد العام على الآراء الوارده في الكتاب ، دون الرجوع في كل حالة منها الى إعادة ذكر ما قاله المؤلف نفسه. بدلا من مراجعة ومناقشة محتوياته واستعراضها الواحد بعد الآخر. ففيما يتعلق بالرق وتجارة العبيد . علينا أن نعرف بأن الحكام المحليين كانوا قد وقّعوا على اتفاقيات مع البريطانيين في عام 1873م تحّرم تجارة العبيد في مقاطعاتهم. وهم ـ أي ا لحكام ـ ماكانوا سيقدمون على مخالفة ماوقعوا عليه ، دون تقدير وحاجة للنية الحسنة للبريطانيين في هذا الشأن. على الرغم من أن أولئك العبيد لم يتم عتقهم ، في حين يحث القرآن الكريم على المعاملة الحسنة للعبيد وينظم إمكانية عتقهم وطرق هذا العتق. ولم يكن ماقام به الحكام بالنسبة لهذه المسألة مبنيا على تخوفهم من رد فعل ا لبريطانيين مثلما حدث قبل ذلك عندما نهبت بضائع السفينة المتحطمة بالقرب من الشاطئ، والتي تعود ملكيتها الى رعايا بريطانيين.

لقد حظي الكثير ممن ينحدرون من فئة الرقيق ، بما فيهم أولئك الذين وردوا في القائمة التي كتبها " الصبان" بمناصب عالية في الحكومة القعيطية، فمنهم من شغل مناصب نواب السلطان ووزراء ونوابهم ومدراء إدارات وحكام ومفتشي مقاطعات وقضاة وضباط في الجيش النظامي . أي أنهم حظوا بما يشبه أن حظي به المماليك في مصر وسوريا وغيرها من البلدان .

وفي الحقيقة، فأنّ السلطنة القعيطية جرى تأسيسها على كتفي رجلين من هؤلاء الرقيق، هما "الماس عمر" و " عنبر عبيد" الذين كان يقومان بالمهام والأعمال تحت إشراف وتوجيه سيدهما " عمر بن عوض القعيطي" الموجود حينها في " حيدر أباد". وفي الواقع فقد كادت أن تحدث مأساة عشائرية في زمن لاحق ، لولا إن السلطنة كانت تدار برجال من مثل هذه الخلفية الرقيقية. وبكل أسف فقد تمت بقيادة من بعض أعضاء العائلة القعيطية الحاكمة . فقد طالب حسين بن عبد الله القعيطي ، الذي ظل لفترة طويلة نائبا للسلطان وحاكما على الشحر، أن يجري تقسيم السلطنة الى نصفين . يكون له ولأخيه منصرأحدهما، ويكون النصف الآخر لعمهما السلطان عوض بن عمر. ثم فيما بعد ، تجددت مثل هذه المأساة في قصة علي بن صلاح القعيطي ، الذي جرى تعيينه في منصب نائب السلطنة وحاكم شبام ، إلا أنه جرى إعفاؤه فيما بعد نتيجة لتعرضه للاتهام بالاشتراك في تمرد " بن عبدات" وخيانته لثقة عمه السلطان صالح . هذان اسمان من الأسرة القعيطية الحاكمة يمكن الاستشهاد بهما في مثل هذا المآسي. كما يمكن لنا أن نستشهد ببعض ما صاغه هذان القعيطيان من أشعار :ـ

يقول حسين في مقطع شعري له يعبر عما يضمره من مشاعر معادية:ـ
باجار محبوب ما باجار باعامر والدون ماباه وأحسن حكم بو شتره
وبغيت قسمي وعند الناس باخابر مابا حكومة مخارش وباصرة


بينما نرى علي بن صلاح يكتب في شكوى بعث بها الى الشيخ صلاح بن احمد لحمدي :ـ( ولا عاد شيء تمام ولا شرف خلف الدولة القعيطية إلا اسم)
لقد تم التعامل مع علي بن صلاح بعد فشل تمرد بن عبدات باحترام كبير فبدلا عن نفيه جرى وضعه في سكن تابع للحكومة (دار بوبك) في الشحر،قبل أن يعطى له السماح بالسفر الى عدن للعلاج لمدة خمسة أشهر، وأخيرا تم تلبية طلبه في العودة الى منطقته بالقطن.وعندما اشتكى بأن منزله في القطن لم يعد قادرا على استيعاب عائلته لتكاثر عددها ، تم منحه حصن الدولة هناك ليستعمله كسكن واستخدام مسكنه الأصلي كمقر للسلطة الحكومية لفترة مؤقته، وأخيرا جرى اعادة هذا السكن لعائلته فيما بعد.

أما مايتعلق بتمرد " بن عبدات" ومسألة وضع السيناريو الذي جرى به في حجمها الصحيح ، فأن القراء سيعجبون عندما يكتشفون بأن " هارولد انجرا مز وزوجته دورين " تم تكريمهما سابقا كضيوف شرف لدى عائلة بن عبدات في اندونيسيا . وقد أخبرتني " دورين انجرا مز " ذات مرة بأنّ بوابتي بلدة الغرفة المحصنة المتقابلتين " مقر بن عبدات" كانتا تحرسان بواسطة حارس واحد فقط في أوقات السلم، على الرغم من أن لدى بن عبدات العديد من الأتباع والخدم. ويستطيع الواحد أن يفهم ببساطة ، كيف أن بن عبدات وهو ينتمي لأل كثير أيضا، نظرا لكونه أكثر ثروة من سلطانه الأعلى الكثيري، لايريد أن يبقى في درجة أقل من ذلك السلطان . ولهذا صار يطمح للاعتراف به متميزا ك(راجا )مستقل وهذا الشيء هو الذي لم يكن يوافق عليه البريطانيون .

لأنه يعني ضمنيا السماح بتوالد الدويلات وتكاثر السلطات في زمن كانوا فيه يعملون على انجاز عكس هذا المفهوم في المنطقة بأسرها. ولأنّ بن عبدات لم يستوعب ذلك ، نراه يلتمس الملاذ والملجأ راميا بكل ثقله هنا وهناك من أجل إيصال الأمورالى قمة التوتر واثبات قدرته على الإزعاج وبالتالي تكون النتيجة حصوله على الاعتراف. وهذه المحصلة من الحسابات الخاطئة هي التي قادت " بن عبدات" الى هاوية السقوط.

مرة أخرى نعود الى موضوع الجداول المتعددة عن الطبقات الاجتماعية ومضامينها الحقيقية . فبالإضافة الى ماسبق طرحه والإشارة إليه عن اعتماد وضع لأناس من درجات متنوعه في هذا السلم الطبقي ليشغلوا مختلف المواقع المتقدمة في السلك الحكومي . متجاهلين جانبا، مسألة التكافؤ الاجتماعي في الزيجات البينيه ، وهي حالة تتضاءل وتتناقص ظهورا اليوم . أود أن ألفت انتباه القراء هنا الى آية قرآنية كريمة هي الآية 60 من سورة النساء ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فأن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرُ وأحسن تأويلا) .

فما يتضمنه هذا التوجيه الإلهي للكل ، وبصورة خاصة حول قضية إبراز التقدير والاحترام المطلوب نحو اولي الأمر يستحق أن نفهمه ونمارسه هنا يبدو أن "رودينوف"يعاني أيضا من تشويش في الفهم حول الخلفية الحقيقية والوضع التقليدي لعائلتي كل من " بن علوان" و " باعطوة" . نتيجة لأنهما أي العائلتين لم تتلاءما وتتطابقا بدقة مع أقسام الإطارات الاجتماعية الموضوعة من قبل أولئك الباحثين الاجتماعيين الذين سبق منا الحديث عنهم. ف"بن علوان" دون شك، أتى من شمال اليمن ويمارس الرقص بمهارة مستخدما السلاح الأبيض ( جنبيه)التي يقذفها في خفة إلى أعلى ليعود لالتقاطها باليد بسرعه في رشاقة وهكذا لعدة مرات خلال أيام الأعياد والمواسم . أما " باعطوة" فهي جماعه أكثر تعقيدا في نسيجها الاجتماعي ، فهم يرجعون بأصولهم القبلية إلى قبيلة بني هلال .

وهي القبيلة الشهيرة بهجرتها إلى الشمال الإفريقي مع الموجات الأولى من موجات الفتوح الإسلامية ، حيث أقامت مستوطناتها هناك. وهم في حضرموت يمتهنون أساسا مهنة الدلالة ، ومفردها دلال وجمعها دلالين. أي الوسطاء في عمليات البيع والشراء. ويشتغلون كذلك بتقديم الخدمات في الأفراح والمناسبات وتقديم المأوى والضيافة وتسلية المعروفين من ضيوف المنطقة وعابري السبيل في المواسم التي تنعقد هناك . وتكون تسليتهم بتقديم القصص والحكايات الجديد منها والقديم وكذلك انشاد القصائد الرائعه التي يحفظونها وفقا وطبيعة المناسبة والموسم. كما يجري الاستفادة منهم كرسل موثوقين لذلاقة ألسنتهم وحسن تعبيرهم, وعرف عنهم بأنهم خبراء في التأثير على القبائل ببث الروح والمشاعر القبلية.

وفي التاريخ نجد أن احد أعضاء هذه العائلة ويدعى " سعيد باعطوه" قد استعان به الوفد اليافعي واصطحبوه معهم في رحلتهم الشهيرة إلى حيدرأباد عام 1844م من أجل المساعدة في التأثير على " عمر بن عوض القعيطي" للقبول بمنصب القيادة اليافعية من أجل مواجهة التحدي الكثيري الذي كان يستهدف اجتثاث الوجود اليافعي برمته من حضرموت.وقد حبكت الحيلة في صورة مشهد درامي جرى تطبيقه لدى دخول الوفد إلى مجلس عمر بن عوض في حيدر أباد ، بأن يقوم احد رجالات يافع المرموقين من أعضاء الوفد بحرق عمامته على قدمي عمر بن عوض، في إشارة واضحة إلى انخفاض شرفهم وغرق عزتهم وقدرهم ، على أن يدخل " باعطوة" بعد هذا المشهد بدقائق واضعا يده على أنفه وهو يقول متأوهاً :ــ

أنني أشم رائحة مستنكرة للحم بشري محروق". وفي ذلك القول تلميح والماع تذكيرا لعمر بن عوض بحادث هلاك اثنتين من عمّاته في حضرموت عندما فجّر عبيد الحاكم الكثيري القلعه التي كنّ يسكن فيها في شبام.وقد كان مثل ذلك ا لحادث والفعلة الشائنة اهانة بالغة واستفزاز ، لم يقم " عمر بن عوض " أوغيره برد فعل مناسب تجاهه حتى هذه اللحظة، وهذا أمر يتعارض مع جوهرمباديء الشرف القبلي.

وعلى الرغم من أن " رودينوف" يعتبر مثل هذه الموضوعات بأنها لاتتجاوز عمليات تجميل و صبغ الوجه ، الا أننا نراه مستغربين يتجاهل انشاء وتطوير مؤسسات تعليم الفتيان والفتيات . والذي كانت السلطنة القعيطية تنفق عليه زهاء ثلث ميزانيتها، إضافة إلى ماكانت تحصل عليه لهذا الهدف من معونات ودعم بريطاني وخارجي. لماذا؟ بعد عامين فقط من اعتلائه السلطنه ، يصرح السلطان صالح القعيطي في مقابلة مع " مجلة العرب" بأن ما اعتمدته السلطنه في ميزانيتها للتربية والتعليم يعادل ضعف المبلغ المخصص لهذا الغرض في مستعمرة عدن البريطانية .

بعد ذلك ، نرى "رودينوف" يدّعي أنه يستشهد بآراء من وصفهم ب(ممثلو المجتمع الحضرمي الثوري وبالاسم تحديدا باوزير، الشاطري،المقطري) ويقوم بدون مراجعه كافية بإقصاء وتغييب الخطوات الواسعة التي قطعها المجتمع الحضرمي في مجالات عديدة خلال تلك الفترة ، على الرغم من وجود العقبات والتحديات المختلفة. معتبرا تلك الانجازات وذلك التطور الذي جرى بأنها قليلة وغير كافية ( صفحة 66) ولا أعرف بالضبط ماهو المعيار الذي استخدمه في فهم وتقييم التقدم الذي تم أبان الفترة موضوع القضية، مع اعترافنا بأن تلك التطورات لم تجري بنفس السرعة التي جرى بها التقدم في البلدان المجاورة ذات القدرات الماليه.وسوف تكون ممارسة وتمرين ممتع لتقدير كم هو عدد الحضارمة الذين يمكن أن يعتبروا أنفسهم راضين بأن يطلق عليهم وصف الانتماء لهذا المصطلح الغريب (المجتمع الحضرمي الثوري أو المثوّر جذريا) وهم في غالبيتهم حتى الآن سكان مدن محافظين أو أفراد قبائل أو أهل باديه .

ويمكن أن "رودينوف" لم يطلّع أو يدري بأن الشاطري كان قاضيا دينيا قد فرّ مبكرا نحو المملكة العربية السعودية بعد الثورة عام 1967م مباشرة ليقضي فيها أكثر من ثلاثة عقود قبل وفاته. وسعيد باوزير الذي كان سكرتيرا ل علي بن صلاح القعيطي ، على الرغم من وفاته بالغيل ، الا أنه هو الآخر قد قضى بالمملكة سنوات طويلة. وإذا لم تخني الذاكرة فأن حال المقطري لم تختلف عن هذين. وكل من الكاتبين السابقين ( الشاطري وباوزير) قد عبرا في كتاباتهما عن أقصى درجات التقدير والاعتزاز نحو السلطان صالح وعصره والانجازات التي حققها في حضرموت. من هنا، فأن السؤال الذي لا ينبغي إغفاله :ـ ماهي الانجازات والتغيرات التي يتوقع مدّعو الراديكالية والثورية أن يتم تحقيقها من خلال المصادر المتوفرة في البلاد الحضرمية في تلك الفترة؟ ثانياً :ـ هل حصل أن توصلوا أو اقتربوا من انجاز تلك الأهداف التي كانوا يطمحون اليها بعد تغير نظام الحكم ؟ هذا اذا كانوا يعلمون ماهي تلك الأهداف؟

طوّح " رودينوف " وشطح بعيدا لدى عرضه لمسألة الدور الاجتماعي الذي لعبه الشعراء عندما قال:ــ ( يتذكر الحضارم المقولة القرآنية بأن الشاعر الحقيقي يستمد مادة شعره من أصوات خارقة للطبيعة أما من الشياطين " الجن"أو اذا كان هذا الشاعر من المسلمين الطيبين فأنه يستمدها من الروح الأمين) ويضيف :ــ ( أنه إلى اليوم مازالوا يعتقدون بأن الشاعر يمتلك قوة استبصار ليكشف أحداث الماضي والمستقبل) .

أنني أحب أن أؤكد هنا بأنّ المرجع الذي حاول الاستناد إليه لتدعيم هذا الرأي الغريب الذي ذكرناه سلفا يتعارض كليا مع فاذهب إليه. وهذا المرجع هو آيات كريمات من سورة الشعراء هي الآيات من 192 وحتى 196 وهي كلها عن الوحي الكريم من رب العالمين الذي يتنزل به جبريل عليه السلام على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم ( وانه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين. وانه لفي زبر الأولين )

وأخيرا ، فأن هذا الكتاب الذي ناقشناه في الصفحات الماضية ، قد أخرج بعناية فائقة على الرغم من أنه يعاني كغيره من علل الطباعة في عصر الكمبيوتر، كما وجدنا فيه بعض الضعف في الترجمة من العربية إلى الانجليزية وليس بالضرورة في اختياراته للمادة . مثلاً " جمل يعصر وجمل يأكل التخ" هو المثل الحضرمي الصحيح وليس كما فسره وترجمه المؤلف على أنه " جمل يعصر ولهذا الجمل يأكل التخ".

حد من الوادي 01-31-2010 08:05 PM


كتاب: المحضار بأقلام عشاقه

السبت , 30 يناير 2010 م

ضمن برنامج اتحاد الأدباء بالمكلا لإحياء الذكرى العاشرة لرحيل المحضار

دمون نت / المكلا / خاص :

أعدت سكرتارية اتحاد أدباء حضرموت بالمكلا برنامجاً خاصاً لإحياء الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار الموافقة :5 فبراير 2010م، ضمنته فقرات نوعية، بدعم وتمويل من السيد محسن بن علي المحضار.

وأوضح د.سعيد الجريري رئيس الاتحاد أن البرنامج يحتوي على:

1- إصدار كتاب كتاب تذكاري بعنوان المحضار بأقلام عشاقه يقع في 295 صفحة من القطع المتوسط ، يتضمن دراسات ومقالات مختارة لعشرين ناقداً وكاتباً من حضرموت،تناولت المحضار بوصفه ظاهرة واستكنهت تجربته الإبداعية الثرية.
2- إقامة حفل ثقافي – فني تكريمي مساء يوم الأربعاء: 3 فبراير2010م، بمركز بلفقيه الثقافي، تحضره شخصيات أدبية وثقافية وفنية واجتماعية وعامة وجمع من محبي المحضار وعشاق فنه، و يشترك فيه، بتقديم وصلات غنائية مختارة ، عدد من الفنانين الذين ترنموا بأغنيات المحضار في مراحل مختلفة، ومنهم: كرامة مرسال وسعيد عبدالمعين ومفتاح سبيت كندارة وعبدالله مخرج وعمر غيثان ( وكان من المتوقع مشاركة الفنان محفوظ بن بريك لولا سفره إلى الخارج)، وسوف يكرم الاتحاد الفنانين المشاركين والأستاذ أحمد مفتاح ( سي أحمد ) بدرع الذكرى العاشرة لرحيل المحضار، وكذا تكريم أعضاء الفرقة الموسيقية المصاحبة المؤلفة من أبرز العازفين المهرة بالمحافظة.
3- تنظيم أمسية خاصة بالدان بمقر الاتحاد في الأسبوع القادم الموافق:10 فبراير، يشترك فيها عدد من الشعراء الشعبيين الذين تساجلوا مع المحضار وجمعتهم به سمرات وجلسات ومواقف.
4- تنظيم محاضرات عن المحضار وشعره ضمن البرنامج الثقافي : من 6- 10 فبرابر، في المدارس الثانوية بالمديريات فضلاً عن النشاط الأسبوعي بمقر الاتحاد،.
واختتم الجريري تصريحه بالشكر الجزيل باسم سكرتارية اتحاد الأدباء بالمحافظة للسيد محسن بن علي المحضار على دعمه وتمويله برنامج احتفائية الاتحاد بهذه المناسبة، وفاء لذكرى اشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار، فضلاً عن تفاعله المستمر مع أنشطة الاتحاد الثقافية خدمة للأدب والثقافة والتراث.

حد من الوادي 02-02-2010 10:40 PM


مآثر تريم الإسلامية.. في انتظار قطار التأهيل والاعمار

الثلاثاء, 02 فبراير 2010 16:54 حضرموت اليوم /تريم/عبدالله باخريصه

منذ أن أعلن رسميا حصول مدينة تريم على لقب "عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2010"، ابيضت وجوه اليمنيين جميعا، وبالأخص أهالي المدينة التي يطلق عليها "الغنّاء"، لأنهم وأخيرا أحسوا بل وأيقنوا أن العالم لم ينس مدينة تراثية تقع في وادي حضرموت تأخذ هذا الاسم، وتكتنز بين جنباتها كثيرا من ملامح التراث والتاريخ العتيق، الضارب بجذوره أعماق التاريخ..


وعليه، سارعت اللجان الثقافية والسياحية والعمرانية المعنية للاستعداد لهذا الحدث الكبير، رغم تأخرها بعض الشيء في العمل، إلا أننا وبحق نرى اليوم أن العمل يمضي بالمدينة على قدم وساق، غير أن هذا الأمر هو من الواجب وليس في الأمر خلاف، لكن المفاجأة كانت كبيرة! حتما كبيرة! ليمتعض بعدها كثير من أهالي مدينة تريم وتتحير عقولهم أمام هذا الأمر!

"السياسية" لحقت الموكب واستطلعت في شأن المدينة لتتعرف عن قرب عن هذه الأعمال، وهل هي في مكانها أم لا.

تريم.. عاصمة إسلامية

تريم الغناء، هي مدينة العلم والعلماء منذ القدم، ولسنا هنا بصدد سرد تاريخها الإسلامي الكبير، حيث هو الآخر لا يحتاج إلى تنويه أو تعريف، وهو أيضا أشهر من نار على علم، ولذا خلّف هذا التراث العلمي الكبير جملة من الآثار والمواقع التاريخية الإسلامية من مساجد ومعالم ودور علم ونهضة، مما جعلها أكبر المدن التاريخية والإسلامية في العالم، وتفوز بلقب "عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2010".

ما معنى عاصمة للثقافة الإسلامية؟

إن اختيار تريم كان تنفيذا لقرارات المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة للدول الإسلامية، الذي انعقد بالجزائر في العام 2004، حينما أقرت المنظمة الإسلامية للعلوم والتربية والثقافة (إسيسكو) ترشيح ثلاث مدن عربية لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2010، لتفوز بها في الأخير مدينة تريم، لفضلها وتاريخها الإسلامي المشرف في نشر الإسلام إلى ربوع المعمورة شرقا وغربا.

والقرار في حد ذاته يخص الجانب الإسلامي أكثر منه العربي؛ لأن بالمقابل هناك احتفالات تقام بعواصم الثقافة العربية، وقد حازت عليه العاصمة صنعاء في العام 2004، حيث يهتم هذا الجانب بكل ما للعروبة من صلة، أما العواصم الثقافية الإسلامية فتهتم ما للمعالم الإسلامية ذات الطابع الثقافي من صلة أخرى.



ومن هنا، فالأهالي في مدينة تريم أخذتهم الدهشة والعجب، حينما كانت مدينتهم التي حازت على لقب العاصمة الإسلامية لم تهتم الجهات المعنية بالمآثر والمواقع الإسلامية! بل كان الاهتمام وبكثافة بالطابع العربي.

سرعة وإتقان في العمل

تتسارع هذه الأيام وتيرة العمل بارتفاع في مدينة تريم، وذلك لقرب إعلان احتفاليتها الإسلامية الكبيرة "تريم عاصمة الثقافة الإسلامية"، وقد أخذت الأعمال تنافس بعضها بعضا بين القصور البارزة في المدينة بتزيينها وتشييدها وإعادة إبراز ألوانها ومعالمها التي أخفتها عوامل الطبيعة، والطرقات التي اكتحلت مساحاتها وجوانبها بالإسفلت والرصف الحجري الجميل، ونتمنى أن تستمر في ذلك العمل الجودة والإتقان، حتى تتجنب المدينة وأهلها كل المخاطر، والقدر المحتوم لله.



اطمئنان لنجاح الفعالية

استبشرت خيرا عندما قرأت حوارا للأستاذ معاذ الشهابي، مدير المكتب التنفيذي لفعاليات "تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010"، بهذه الصحيفة الطيبة في عددها 20854 ليوم السبت الموافق 30 يناير 2010، وقرأه مجموعة من أبناء تريم واستبشروا خيرا لما فيه من اطمئنان بمستوى العمل في المدينة وتعاون أهلها وقيادة المحافظة، كما يتمنى الأهالي أيضا من كل المعنيين بالأمر أن يكون الاهتمام أكثر بالآثار الإسلامية، التي تحمل من الإرث التاريخي ما يؤهلها لأن تكون وجهة لزوار المدينة والباحثين عن التراث.

اهتمام بالقصور.. وتجاهل للآثار الإسلامية

وعلى أساس تلك الوتيرة العالية هبت الجهات المسؤولة عن إعادة الإعمار والاستعداد لهذه الاحتفالية بتريم بإعادة هيكلة وتصميم وتشييد القصور التراثية في مدينة تريم، والتي من بينها "قصر الكاف" (عشة) و"دار السلام" و"قصر الرياض" وغيرها، وهي خطوة عظيمة، غير أن الدهشة بالمقابل عظمت عندما وجدت الآثار الإسلامية والمعالم التاريخية نفسها بعيدة عن النظر والاهتمام، فهناك أكثر من 40 مسجدا في مدينة تريم، له من التاريخ والثقافة الإسلامية الشيء الكبير لكن لم تعر تلك الجهات الخاصة بالإعمار أي نظرة أو اهتمام، كما أنها لم تُطلَ لأي منها بقعة.. بهذه المناسبة، رغم اعتبارها الأحق بالعمارة دون غيرها من القصور!

من جانب آخر فإن القصور التي أعيد تأهيلها هي قصور مازالت تابعة لأشخاص وليس للدولة، وكثير من أوقاف الدولة الأثرية لم تذكر بعد ولم يكشف عنها وعن الحديث عن تاريخها، فهل نسينا أن تريم عاصمة للثقافة الإسلامية؟ أم اختلطت علينا الأوراق لنسحبها إلى عاصمة للثقافة العربية؟!

صحابة وعظماء بحضرموت.. أين هم؟

لقد أكرم تراب حضرموت عامة وتريم بشكل خاص بإقدام وحوافر فرسان كثير من الصحابة رضوان الله تعالى عنهم، بل وطابت تربتها بدفن عدد منهم –كما هو في كتب التاريخ– فبعد اعتناق أهالي تريم دين الإسلام، بعد عودة وفد حضرموت من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة المنورة، وذلك في السنة العاشرة من الهجرة، أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أول عامل على حضرموت من قبله وهو الصحابي الجليل زياد بن لبيد البياضي الأنصاري، وبعد وفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتولي أبي بكر الصديق رضي الله عنه إمارة المسلمين أرسل كتابه إلى لبيد الأنصاري فقرأه على أهل تريم فبايعوا أبا بكر الصديق، وارتد نفر من كندة فقاتلتهم جيوش المسلمين، كما كان لأهل تريم الثابتين على الإسلام دور كبير في قتال المرتدين، وحدثت معركة فاصلة انتصر فيها جيش المسلمين بـ"حصن النجير" الذي يقع شرقي تريم، وخلفت هذه المعركة جرحى من الصحابة فقدموا تريم للتداوي بها فماتت جماعة منهم ودفنوا بها.

وعلى هذه الحادثة الإسلامية العظيمة لم نر إلى الآن كثرة اهتمام بهذه الشواهد والأماكن التي حدثت فيها هذه الأمور، رغم اعتقاد الأهالي في تريم بأن الزوار حين قدومهم أول ما سيسألون عنه هذه الآثار الإسلامية الكبيرة وليس على القصور وتشييدها.

"مجاري".. ولا غالب إلا الله

ونعود أيضا إلى قصتنا القديمة الجديدة، فقبل أشهر حينما بدأ العمل في مدينة تريم ظن الجميع أن أول ما سيبدأ به هي المجاري التي تسيح في الطرقات والشوارع العامة، والتي يأس منها ومن منظرها أهل المدينة، بل وأصبحت عادة لا بد منها –كما قال أحد العجزة حين وقف أمامها ناظرا متحيرا في حيلة يجتاز بها إلى مقدمة الطريق– إلا أننا وإلى اليوم لم نر تحسنا ملحوظا في هذا المجال، رغم كلام الشارع الذي يتوسم إلى اللحظة رغم اليأس الخير في أصحاب الشأن والمسؤولية، ولذا نطلقها صرخة أخرى للالتفات لهذه النقطة، وإلا فإن القذارة والنجاسة طاغية على الأهالي ولا غالب لها من بعد إلا الله.



في الأخير.. حبا لتريم لا كرها لها

في نهاية المطاف نبقى مع كلمة بسيطة، هي في الأساس رأي شخصي لي، وهي أنه قد سبق وبينت سابقا في استطلاع بهذه الصحيفة القيّمة بعض القصور والتأخير في العمل بمدينة تريم، وذلك قبل أشهر، مما أثار حفيظة بعض الناس وقوبل الموضوع بالرفض والنكران، رغم أن كل الذي بينته هي وقائع واضحة كعين الشمس لا يمكن إنكارها أو إخفاؤها، لكن الأمر يظل بين وجهات النظر، وها نحن اليوم والحمد نرى كثيرا من التقدم في العمل وهذا ما لمسناه، غير أن هذا العمل لا نريده أن ينخرط في طريق التيه، وما المواضيع التي تناولناها في هذا التحقيق إلا ما يرويه الشارع وأهله بل والعقل والمنطق في مدينة تريم، ولذا وكما سبق أن اتُّهِمنا بأننا بكلامنا لا نحب تريم ولا نريد لها الخير.. فأقول وأتساءل: من يحب تريم أكثر من أبناءها وأهلها؟ أم أن من يبصّر الناس عن أمور واقعة في بلده أو منطقته يعتبر كارها لها؟! فتريم بجهود أبنائها وتعاون محبيها من كل محافظات الجمهورية اليمنية الحبيبة هم من سيبنيها ويستقبل زوارها ويحافظ على ممتلكاتها.

حد من الوادي 02-03-2010 01:28 AM


وزير الثقافة يختزل تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010 م في اربعة مجسمات

سيئون / حضرموت برس /خاص التاريخ: الأربعاء 03 فبراير 2010 - 4:06 صباحاًً

افاد مصدر إعلامي بمدينة سيئون لـ"حضرموت برس" ان الدكتور محمد أبوبكر المفلحي وزير الثقافة مصر على تجاوز السلطة المحلية بوادي حضرموت من خلال اختيار بعض الكادرات للادارة التنفيذية لفعالية تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010 من خارج المحافظة وهو ماقوبل بالرفض من قبل الأخ عمير مبارك عمير وكيل محافظ حضرموت لشئون مديريات الوادي والصحراء جاء ذلك في اطار لقاء جمع الوزير والمحافظ بمدينة سيئون الاسبوع الماضي لمناقشة فعالية تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م وهو الموقف الذي تفاجئ به الوكيل بوجود نوايا مبيته لدى قيادة وزارة الثقافة في فرض اجندة خارج اطار السلطة المحلية بوادي حضرموت وتمثل ذلك في رؤية الوزير باعتماد تصميم وبناء اربعة مجسمات في مدينة تريم تصل التكلفة الإجمالية لها نحو خمسة وثلاثون مليون ريال في الوقت الذي تحتاج المدينة مشاريع خدمية كمركز ثقافي يليق بمكانتها التاريخية في عمق الثقافة الإسلامية ،

مراقبون في وادي حضرموت اعتبروا منحى وزير الثقافة واختزاله تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م في اربعة مجسمات هو تشخيص بغيض للبعد التاريخي والوطني للمكانة التي تحتلها تريم بمحافظة حضرموت ليس على مستوى اليمن فحسب وانما على صعيد الوطن العربي والإسلامي

حد من الوادي 02-03-2010 03:51 PM


حضرموت التاريخ حضرموت الحضارة حضرموت الفن حضرموت الشعرحضرموت العسل حضرموت الأدب حضرموت الأمانة حضرموت الخلق الكريم
حضرموت التواضع والعشرة الحسنة؟


فليفخرابناء حضرموت بذالك ويحافظون على مكتسباتهم واصالتهم؟
المحضار الكل في الجزيرة العربية خاصة والوطن العربي عامة يعرفون من هوالمحضارومن اين هوالمحضارواين ولد المحضارواين وطن المحضار؟
واين دفن المحضار؟

في الذكرى العاشرة لوفاتة كتب الكتاب والفت الكتب للابن الباروالشاعرالحضرمي المحضار؟
اترككم ان تعرفوماقيل في المحضارعلى هذا الرابط

حضرموت والمحضار متلازمان - سقيفة الشبامي

حد من الوادي 02-05-2010 01:26 AM


الحلقه الاولى من اربع حلقات
المهاجرين الحضارم وعلاقتهم بالوطن الاصلي ... ماقبل عام 1967 م


2010/2/4 المكلا اليوم / صالح مبارك بازياد

قيل قديما لاتشرق الشمس على ارض الا وفيها حضرميا، فاذا كان ذلك في الماضي البعيد فيجدر بنا الان ان نقول لاتشرق الشمس على ارض ليس بها مئات الحضارم وذلك لاشك يدل على انتشار وهجرة الحضارم في مختلف ارجاء المعمورة منذ وقت مبكر

وان كان ذلك قيل في وقت كانت حضرموت تمر بمرحله صعبه في تاريخها حيث كان الفقر والجهل والحروب بين القبائل منتشره مما كان احد الاسباب لحدوث تلك الهجرات القديمه ولكن ذلك لايمثل الحقيقه وحدها، فالهجرة الحضرمية طوال تلك السنين الكثيره وما احدثه الحضارم المهاجرون من نجاح في البلدان التي هاجرو اليها الى جانب التاثير الديني والاجتماعي والسياسي في تلك المجتمعات تجزم بان ثمة مزايا يتمتع بها الحضارم ميزتهم عن غيرهم من مختلف الجاليات في بلدان المهجر فقد تحلى الحضارمه بقدرة كبيرة على الاندماج في مجتمعات المهجر وتكيفوا معها

كما انهم تفردوا ايضا بارتباطهم الوثيق بوطنهم الام وتواصلهم الدائم والمستمر مع اهلهم في حضرموت ولقد كان لذلك التواصل بين المهاجرين الحضارم واهلهم في حضرموت الاثر البالغ في اعانة السكان في حضرموت حيث كانت احوال الناس في حضرموت تتحسن باستمرار الدعم الحضرمي الخارجي لهم وتسيئ احوالهم عندما ينقص وحتى تنشأ بعض المجاعات وكانت احوال الناس في حضرموت تتغير بتغير احوال مهاجريهم وماحدث خلال الحرب العالميه الثانيه خير مثال على ذلك.(حدوث مجاعة في حضرموت خلال الحرب العالمية الثانية نتيجة لانقطاع التواصل بين المهاجرين الحضارم واهلهم في الداخل).

ولم يكن تاثير المهاجرين الحضارم على وطنهم الاصلي مقتصرا على الجوانب الاقتصاديه والخدماتيه والاجتماعية فقط بل امتد الى الجانب السياسي وهو الذي مهد الطريق للكثيري والقعيطي ليقيموا سلطنتيهما في حضرموت، وعلى مدى سنوات طويلة استطاع الحضارم القيام بتدبير شؤنهم وتحديد خياراتهم الدينيه والاقتصاديه والاجتماعيه والسياسيه برغم حدوث بعض الاختلافات في بعض المراحل ولكن سر قوتهم وتماسكهم يكمن في قوة شبكة الاتصال فيما بينهم في المهجر وكذلك مع اهلهم في وطنهم الام حضرموت حيث كانت الثقة والتعاون باديان للعيان بين مختلف الاسر والفئات الاجتماعية ولقد كان المهاجرين ملتزمين وسباقين لخدمة الوطن الام وحرصهم الدائم على تنميتة وازدهارة مبرهنين على ذلك بالدعم السخي اتجاه الداخل والذي لعب دورا محوريا في بقاء حضرموت كيانا قابلا للحياة كما كان يتمتع المهاجرون الحضارم بروح معنوية عاليه واحساس منقطع النظير بالمسؤلية كما كانوا حريصين ان يبقى اسم حضرموت عاليا ساعين باذلين جهودهم في سبيل ذلك.

اتجه الحضارم في بدايات هجراتهم الخارجيه صوب جنوب شرق اسيا (اندونيسيا. ماليزيا.سنغافورة) كما اتجه جزء منهم نحو شبة القارة الهنديه حيث نجحوا في الدعوة الى الاسلام كما حققوا نجاحات متميزة في ميادين التجارة والعلم والسياسة وكان لهم التاثير السياسي الواضح على الداخل الحضرمي وانشأو دولتين انذاك(السلطنه القعيطية والسلطنة الكثيرية) بتاثير مباشر واحيان اخرى غير مباشر من المهاجرين الحضارم.

اما الحضارمة المهاجرون في دول الخليج العربي (السعودية والامارات على وجه الخصوص حيث يوجد بهما اكبر الجاليات الحضرمية) فقد حققو نجاحات متميزة في الجوانب التجارية واخذ الكثير منهم جنسيات تلك الدول التي استوطنو فيها كما ان غالبيتهم من اهل وادي دوعن المعروفين بخبراتهم العريقة في عالم الاعمال وتمكنوا من اغتنام فرصة الطفرة النفطية التي شهدتها دول الخليج والسعودية بشكل خاص خلال عقد السبعينيات من القرن الماضي حيث كونوا ثروات مرموقة على المستوى الاقليمي والدولي . ومنهم بقشان وبن محفوظ والعمودي وبن لادن وغيرهم كثير.

وخلال السيتينيات والسبعينيات من القرن الماضي ومابعدها اصبح للمهاجرين الحضارم المغتربون في السعودية التاثير الاكثر على الداخل الحضرمي مع كون ذلك التاثير محدودا دونما اثر سياسي او اقتصادي واضح على المدى الطويل وذلك يرجع للتغيير الذي حصل في حضرموت بعد زوال السلطنتين القعيطية والكثيرية واصبحت محافظة حضرموت جزء من اليمن الجنوبي يحكمها نظام اشتراكي ماركسي لاشبيه له في الوطن العربي.

تاثير ذلك على المهاجرين الحضارم وبلدهم الام سيكون محور الجزء الثاني ان شالله تعالى.

[email protected]

حد من الوادي 02-06-2010 04:50 PM


أعتمد له 360 مليون ولم يرمم بعد
قصر المعين بالمكلا يحتضر !!!!فهل من معين ؟؟؟ ومن قصر معمور سابقاً إلى مرتع للغربان


2010/2/4 المكلا اليوم / ياسر لرضي


قصر المعين بالمكلا يندب حاله لما وصل له اليوم من إهمال من قبل الجميع وفي مقدمتهم السلطة المحلية بالمحافظة والمجلس المحلي بالمديرية الذي يمثل أبناء المديرية والمتحدث باسمهم, فيبكي كل من رآه من الخارج ، أما من يدخله فيتحول بكاؤه إلى نحيب لا يتوقف بسبب ما وصل له حال هذه التحفة المميزة والتي سميت بقصر 14 أكتوبر بعد الاستقلال تيمناً بثورة الرابع عشر من اكتوبر عام 1963م ، ومازال أسمه كذلك اليوم ، وقصر السلطان أو القصر السلطاني بحسب التسمية الشعبية أو قصر المعين بحسب تسمية من أسسه وهو السلطان عمر بن عوض القعيطي عام 1925م.


وبعد الثورة تحول جزءاً منه إلى متحف يضم مقتنيات السلطان وبعض القطع الأثرية التي أدخلت فيه والجزء الآخر تحول إلى مكاتب حكومية بعد الثورة وأصبح هذا الجزء مغلقاً حالياً ، ولم يبقى من قصر المعين سوى المتحف الذي أصبح في حالة يرثى لها.



اعتماد مبلغ (360) مليون ريال يمني لغرض ترميم القصر

وعند زيارتنا للقصر السلطاني 14أكتوبر بالمكلا التقينا بنائب مدير الهيئة العامة للآثار الذي قال أن الهيئة تتبع وزارة الثقافة والسياحة والتي تشرف على جزء من القصر السلطاني وأكد أنه تم اعتماد مبلغ (360) مليون ريال يمني لغرض ترميم القصر في عهد المحافظ السابق عبدالقادر هلال وبعد تغيير المحافظ هلال لم نلمس أي ترميم لهذا القصر الذي تابعنا مراراً وتكراراً لترميمه ، وليصبح قبلة للسياح الوافدين لمدينة المكلا مثل قصر السلطان الكثيري بسيئون ،ومعظم زوار المتحف حالياً من طلبة المدارس والذين يدخلون مجاناً ونخاف أن يقع على رؤوسهم ورؤوسنا هذا المبنى في يوم من الأيام .



إيرادات المتحف (58ألف ريال يمني ) سنوياً

لا نستطيع الترميم هذا ما قاله صراحة نائب مدير الهيئة العامة للآثار من إيرادات المتحف بسبب ضعفها وشحتها حيث بلغت إيرادات المتحف السنوية مبلغ (58ألف ريال يمني ) بسبب ضعف إيرادات المتحف والتي يتم توريد (20%) منها لصندوق التراث الذي لا يقدم لنا شيئاً يذكر ، وبسبب العمليات الإرهابية في اليمن تقلص عدد السواح الأجانب بشكل كبير جداً ومثلما ترى أن القصر خاويا على عروشه بالرغم من أن هذه الشهور تعتبر شهور سياحية وهي نوفمبر وديسمبر ويناير،ومعظم مقتنيات المتحف نهبت بعد حرب صيف 94م.



وأضاف أنه في عام 2007م قامت منظمة اليونسكو بوضع ( رفع هندسي ) للقصر بالكامل وهو جاهز ولكنه يحتاج إلى تمويل،وآخر بعثة زارتنا مختصة بالآثار عام 2005م بعثة أمريكية وكانت تنقب في (وادي سنا).



وبنبرة حزينة يقول نائب مدير الهيئة العامة للآثار أصبحنا اليوم في حالة يرثى لها ونخاف على أنفسنا من أن ينهار المبنى فوق رؤوسنا ونصبح شهداء الواجب دون واجب يذكر ، حتى مسئولي السلطة المحلية لا يكلفون أنفسهم عناء الزيارة للمتحف أو القصر والذين لاتفصلنا عنهم سوى أقدام معدودة هكذا اختتم صالح سعيد العطاس نائب مدير هيئة الآثار حديثه لنا.



إن حال قصر المعين اليوم يرثى لها فتحول من قصر معمور في يوم من الأيام إلى مرتع للغربان،وكأنه ينطبق عليه قول الشاعر(ياحصن محلى ركونك...خيفان بعد الزوامل ينعق عليك الغراب).

هذا ما وصل له اليوم حال هذه التحفه الفنية التي إن استغلت سياحياً لذرت الملايين من الريالات سنوياً ، ولكن لا حياة لمن تنادي فهذا حال معظم الآثار في حضرموت التي اندثر الكثير منها والآخر في طريقه إلى الموت.


لمشاهدة القصر على الرابط التالي

المكلا اليوم | تفاصيل الخبر

حد من الوادي 02-09-2010 10:04 PM


على خلفية تغطيتهما لاحتفائية الذكرى العاشرة لرحيل المحضار

الثلاثاء , 9 فبراير 2010 م

اتحاد الأدباء بالمكلا يتساءل: لماذا يا ملحق الثورة ويا خيل نت ؟

دمون نت / المكلا / خاص :

استهجن أدباء ومثقفون ومتذوقون لإبداع المحضار الطريقة التي تعامل بها ملحق الثورة الثقافي (الحكومي) الصادر في صنعاء، وموقع الخيل نت ( التابع للمؤتمر الشعبي العام بساحل حضرموت ) في تغطية احتفالية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالمكلا بالذكرى العاشرة لرحيل المحضار التي دشنت بالحفل الفني والتكريمي مساء الأربعاء:3 فبراير 2010 بمركز بلفقيه الثقافي بالمكلا.


وتساءل آخرون عن العلة التي تجعل ملحقاً ثقافياً تابعاً لصحيفة حكومية يميل إلى تلفيق الخبر وتزوير الحقيقة بالنبط العريض في صفحته الأخيرة من عدد الاثنين:8 فبراير2010م، فينسب حفلاً أقامه اتحاد الأدباء بالمكلا إلى فرع الاتحاد في سيئون، في الوقت الذي نقل فيه المادة أصلاً من مواقع إلكترونية كانت أمينة في تغطيتها.
وفي اتصال مع د.سعيد الجريري رئيس فرع الاتحاد بالمكلا، قال: ليس لدينا تفسير محدد، لكننا نستغرب أن يُجري المحرر قلمه فيضع سيئون محل المكلا، ثم يترك المادة المكتوبة لتفيد بأن الحدث في المكلا!.

وأضاف: لقد حرصنا في سكرتارية الاتحاد أن يكون الاحتفاء باسم الاتحاد في حضرموت وليس المكلا أو سيئون، لأن المحضار لا تحده جغرافيا المكان، أو التقسيم الإداري للفروع، لكننا نستغرب أن يعمد المحرر إلى مثل هذا التزوير المتعمد بالنبط العريض.

وقال: يبدو أن حرصنا على الاحتفاء بالذكرى قد أغاظ البعض، ولم يرضهم أن نحتفي بالذكرى العاشرة بهذه الطريقة التي تركت صدى طيباً، وبالمناسبة فليس ملحق الثورة الثقافي وحده هو الذي نسب الفعالية لغير الاتحاد في المكلا، وإنما هناك موقع اسمه الخيل نت ( تابع للمؤتمر الشعبي العام بساحل حضرموت) هو الآخر لم يرضه ما أعده الاتحاد بالمكلا لذكرى المحضار، فأخذ تغطية خبرية من أحد المواقع بالمحافظة، وتعمد حذف الجهة المنظمة للاحتفال وهي اتحاد الأدباء بالمكلا.

ولأن الشيء بالشيء يذكر كما يقال فقد نسبت صحيفة 26 سبتمبر إلى مدير الثقافة بالمكلا قوله: ( شكلت وزارة الثقافة والمجلس المحلي بمحافظة حضرموت بالتعاون مع اتحاد الأدباء لجنة تحضيرية لإعداد البرنامج الاحتفالي الخاص بالذكرى العاشرة لرحيل الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار الذي سيقام في 11-12فبراير المقبل). وهنا ينبغي لنا تأكيد أن ليس لاتحاد الأدباء بالمكلا أية صلة بأية لجنة تحضيرية في هذا السياق، وأن برنامج الاتحاد (من 3 إلى 10 فبراير ) مستقل وخاص به ومنسق مع السيد محسن بن علي المحضار الذي دعمه وموّله حباً ووفاءً للشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار.

وأضاف رئيس الاتحاد بالمكلا قائلاً:إن ما نقوم به من نشاط ثقافي في إطار الاتحاد لا نبتغي من ورائه جزاءً ولا شكوراً، وكنا نحرص على العمل الثقافي بصمت وجدية طوال المدة الماضية وسنظل كذلك، بتآزر المخلصين والحريصين على الفاعلية الثقافية، ونأمل أن يرتقي المشتغلون في الحقل الإعلامي إلى مستوى أمانة الكلمة، شاكراً الصحف والإذاعات والوكالات التي تواصلت مع الاتحاد بالمكلا لتغطية برنامج الاحتفال بالذكرى العاشرة لرحيل المحضار، منوهاً على وجه الخصوص بإذاعتي عدن و المكلا، ووكالة سبأ ووكالة أنباء الشعر العربي، وصحيفة السياسية والثقافية وملحق فنون الثورة ( الذي قدم تغطية منصفة للحفل على عكس الملحق الثقافي ) والمواقع الإلكترونية ولاسيما المكلا اليوم ودمون نت وحضرموت برس وجدارية وعناوين ثقافية وسقيفة الشبامي ومنتديات الشحر وموقع مدينة الشحر ، والحامي، ووادي عمر، والملتقى الثقافي الحضرمي، وسلامتك...إلخ، مؤكداً أن تفاعلهم الأمين يمثل لحظة وفاء منهم للمحضار وإبداعه الخالد.

وعبّر في ختام حديثه عن عدم فهمه لأن تصدر صحيفة المسيلة ( في المكلا ) يوم السبت من دون إشارة خبرية للاحتفال الذي أقيم مساء الأربعاء السابق في المكلا وليس خارجها- وهو سبق لها في العرف الصحفي لو أرادت- بالرغم من دعوة محرريها بالاسم وحضورهم الفعلي لوقائع الحفل!!، في حين نشرت خبراً عن فعالية خميسية في غيل باوزير!!

وأكد : إن برنامج الاتحاد المتمثل في الحفل الفني والتكريمي للفنانين الذين عاصروا المحضار وترنموا بأغانيه، والكتاب التذكاري ( المحضار بأقلام عشاقه ) ، وأمسية الدان الخاصة بمساجِلي المحضار وكذا المحاضرات في المدارس والاتحاد ، إنما هو جهد المقِل على أية حال، لكنه في ظل غياب الآخرين عن الاحتفال بالمناسبة بدا مزعجاً للبعض - أراحهم الله جميعاً- فعبروا عن شعورهم بتلك الطريقة التي لا تليق إلا بهم، وكل إناء بما فيه ينضح. قال تعالى:أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

روابط:
الخيل نت - الرئيسية option=com_content&task=view& id=3007&Itemid=1

http://www.26september.info/ home/index.php?option=com_ content&task=blogcategory&id= 3046&Itemid=148

404 Not Found. php?action=showDetails&id=2780


302 Found. php?name=News&file=article& sid=31319

موقع الحامي - - - www.al-hami.com showthread.php?t=12106

الجمهورية نت - الرئيسية atach.php?id=27795

المكلا اليوم | الصفحة الرئيسية
Details.aspx?ID=7057

جدارية.. مجلة ثقافية إليكترونية تصدر من مدينة عدن

http://www.salamtk.org//////////// showthread.php?t=7011

مرحبا بكم في موقع الملتقى الثقافي الحضرمي

موقع الشبامي saqifa/showthread.php?t=63258

ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط´ط/////ط±

حد من الوادي 02-15-2010 12:24 AM


الشحر وأسمائها

الكاتب عبد الله صالح حداد
الثلاثاء, 21 أكتوبر/تشرين أول 2008 10:31

اعتاد أهالي حضرموت ومنهم أهالي الشحر أن يطلقوا أسماء وألقاب لمدنهم وقراهم فمدينة تريم يطلقون عليها ( الغناء ) ومدينة سيؤون يطلقون عليها ( الطويلة ) ، ومدينة شبام ( الصفراء ) ، والديس الشرقية ( وادي عمر ) ، والمكلا ( الخيصة ) ، والبعض من هذه المدن لها أكثر عدد من التسميات ، ولعلنا هنا نحاول أن نأتي على أغلب أسماء الشحر التي اشتهرت بها بين الناس مع ذكر أسبابها إن وجدت ، ومراجعنا في ذالك كتاب الأستاذ محمد عبد القادر بامطرف المتوفى سنة 1988 م

الشحر :

و الشحر في الواقع هي المنطقة الساحلية الممتدة بين عمان وأبين ، وينطقا أهالي الشحر بضم الشين وسكون الحاء ، ( شحرة ) وعناها مسيل الماء الجاف ، وذالك لكثرة المساييل الجافة بها ، ولكن بامخرمة في تاريخه يقول : (سميت الشحر لان سكانها جيلا من مهرة يسمون الشحرا ) . ففي فترة من الزمن أستطاع المهرة إخضاع هذه المنطقة الساحلية وأقاموا لأنفسهم على الضفة الشرقية لـمسيال ( دفـيقـة ) سوقا إلى جانب مـن جـبل ( ظبظب ) ، المطل على الشحر من الشمال الشرقي لمنافسة السوق القديمة التي تقام هناك ، وأطلق العرب الذين كانوا يرتادون هذه المنطقة للتجارة اسم ( سوق المهرة ) . ولكنها فشلت ولم تستطع المضي قدما في منافسة السوق القديمة ، ولا نعرف كم عمرت هذه السوق ثم أنهم سيطروا على السوق القديمة واطلقوا عليها أسم الشحر ــ بامطرف (( الشحر )) ــ ولكننا يجب أن نعيد للأذهان أن قبيلة الشحارة تسكن جبال ظفار ، وتتكلم لغة تعرف بالشحرية ، وهي والمهرية والسقطرية تعود إلى أصل واحد ، وهي اللغة اليمنية القديمة ــ بامطرف (( ملاحظات على الهمداني )) ــ فهل كانت قبائل الشحارة تجوب أو تسكن منطقة الشحر وتسمت بالمنطقة التي تسكنها ؟ ربما : أن القبائل كثيرة التنقل ، وان قبيلة غراب التي كانت تسكن حصن الغراب ( بئر علي حاليا ) انتقلت في وقت مضى إلى منطقة شرمة في شرق حضرموت .

السوق :

وهي أحد الأسواق العربية العشرة الشهيرة في الجزيرة العربية ، كسوق عكاظ بالحجاز ، وسوق صحار بعمان ، وسوق المشقر بالبحرين ، وسوق دومة الجندل بشمال الجزيرة وغيرها ، وكانت سوق قنطرة طليعة للتبادل التجاري بين الهند والخليج العربي ومصر وشرق أفريقيا من جهة وبين المناطق الحضرمية في الداخل ، وكانت تجارة هذه السوق ذات طابع اقتصادي متنوع ، إضافة إلى كونها ميناء مرور ، ولعبة دورا هاما في تجارة اللبان ــ (( السبعة )) أن لفظ السوق ظل لاصقا بمدينة الشحر إلى اليوم ، فأهالي القرى المجاورة والبادية الساكنون حول المدينة يطلقون هذه اللفظة إلى الآن .
لقد قال الشاعر الشعبي سالم بن عوض بامساطر بيتيه المشهورين في السلطان عوض بن عمر القعيطي ، حين ما أراد غزو منطقة وادي حجر وضمها إلى سلطته عام 1320 هـ قال الشاعر بامساطر :
قل للقعيطي ما كفتك ( السوق ) عادك تبا جحر الزبينة
قل له بعد من أرضنا مر فوق هندي ولا نفهم رطينة
وياتي ذكر السوق في كثير من الأشعار الشعبية ويصفونها بأنها :

سوق سمعون ( سوق الكحيلة ) :

وكانت هذه السوق تقام ومخيمات التجار والتجمعات الحرفية تنتشر في المواسم التجارية على طول الساحة الواقعة ما بين مسيال ( دفيقة ) شرقي هذه السهل ، ومسيال ( سمعون ) الواقع غربي هذا السهل ، وعلى ساحل هذه المنطقة يقع مرسى السفن وها هو حالها إلى اليوم .

ولما كانت هذا الوادي أو المسيال الجاف المعروف بسمعون التي تقع على دلته حيث يخترقها ويقسمها إلى ثلاثة أقسام ، فقد أطلق الأهالي على مدينتهم أسم ( سمعون ) ، وقيل إن سمعون أسم لملكة قضاعية حكمت قبيلتها الساكنة في المدينة وحولها قبل الإسلام ، بل وقبل أن تفيء كندة إلى حضرموت ، ومنها مدينة الشحر ، وهي بهذا المعنى تكون ( سوق الملكة سمعون ) ولم يكن لفظ الكحيلة ألا نعتا لتلك الملكة التي عرفت بجمالها ، ورد ذلك في كثير من الأشعار الشعبية ومنها على سبيل المثال أبيات قصيدة الشاعر أحمد عبدالله باحميد ( الشحر ت 1327 هـ ) وجهها لصديقه الشاعر الشعبي فرج أحمد بلسود ( الشحر ت 1350 هــ ) ذكر فيها النزاع الذي حدث بين أفراد الأسرة القعيطية الحاكمة ما بين ( 1896 ــ 1902 ) حيث قال :

وادخل إلى الشحر ذي منها الشرف ينبع سعاد لي شيد للمولى مبانيها
سوق الكحيلة عليها النور يتلمع لي يبست فتنة القعطة مراعيها
وقع لها يا رفيقي حال ما ينفع وين المربي الذي هو بايربيه
من كثر جور المشقة عينها تدمع ولعاد لحقت مداوي لي يداويها
وقال الشاعر الشعبي الشاب ثابت عبد الله السعدي وكان حينها بالمعلا :
هنا جسمي وقلبي في الزبية بلا مرصان فيها راصينه
كحيلة أسمها والكحل زينه وكل الناس بالزينه يفرحون



سمعون :

ويحلو للبعض أن يسمي المدينة سمعون فقط ، والأهالي إلى الأن يطلقون على محلاتهم التاجرية والخدمية هذه اللفظة ، فنجد كازينو سمعون ، وأستوديو سمعون وصالون سمعون ومطعم سمعون ونادي سمعون بدلا من نادي الشحر ، وعندما رثى الشاعر الشيخ الأخضر باهرمز السلطان عبد الله بن جعفر الكثيري المعروف بالسلطان العادل المتوفى بالشحر عام 950 هــ قال :

رحمة الله على من حل في حصن سمعون رحمة واسعة والعفو مرجو ومسهون
وسوف نجد الكثير من ديوان شعر المحضار حول هذه التسمية ومنها الغنائية التي قالها وهو مغترب :
لولا علائم شوق تبدى نورها ما اختفى يظهر علي من قدى ( سمعون ) في الليل وقت المنام

ويقال أنها سوق الأحقاف :

جاء في (( سبائك الذهب )) قوله : وللعرب سوق كانوا يقصدونها في السنة . إلى أن قال ثم يرتحلون نحو عمان فيقوم سوقهم ، ثم نحو قرى الشحر فيقوم سوقهم بها .
ولهذا قال الشاعر الصوفي المشهور عمر عبد الله بامخرمة المتوفى بسيؤون ( 952 هـ )
والذي مكث بالشحر تحث الإقامة الجبرية ، قال بعد أن أطلق سراحة وتوجه إلى سيؤون :
فانشرح وأذكر أحباب القلوب التي ثم في البلاد التي في سوقها كل مغنم
ذي في أطرافها وأوساطها الصفو خيم بين روكب وباغشوة إذا كنت تفهم
( سوق لحقاف ) لي يحوي على كل مغنم قول ما مثلها شي في القرى والله أعلم
فان فيها وحق الله من الزين شيء جم كلما قاله القائل في وصفها تم

ــ (( تاريخ باحسن )) ــ

وجاء هذا الاسم أيضاء في أحد منظومتي الربان باطايع ، وهي الخاصة بالأرشادات الملاحية من مسقط إلى بندر المخا ، والتي نظمها في عام 1220 هـ ( 1805 م ) يقول في الرباعية الثامنة والثلاثون :

في ( سوق لحقاف ) العدل فيها والأنصاف
أمان منخاف بأهل السلف محتمية

ــ (( الرفيق النافع )) ــ لبا مطرف ــ .

ولربما كانت كذلك لأن السوق تقام في منطقة رملية أو لأنها الميناء الأساسي الممول للمناطق الحضرمية الواقعة بين وادي عرمة في داخل حضرموت ، ومدينة ديحوث شرق حضرموت ، ولذلك قيل عنها إنها :
سدة الوادي : وينفرد أهالي حضرموت الداخل بأطلاق هذا الاسم عليها ، ولقد كانت كذلك منذ فجر التاريخ ، ولهذا سعت كل الدويلات التي قامت في مدن ونواحي تلك المنطقة على الحرص على أن يكون لهم منفذ بحري يسيطرون عليه في ساحل حضرموت ، ويرون أن مدينة الشحر هي المنفذ الطبيعي لذلك الجزء من حضرموت ، والذي يسيطرون عليه .
أو أن منطقة الشحر هي أرض الأحقاف . رغم أن الحضارمة في تاريخ وسيط أطلقوا على وادي حضرموت الأحقاف . لكن أهالي الشحر يتمسكون بذلك ، وجاء في أشعارهم أن مدينتهم هي :

مدينة آل عاد :

وهذا الاسم وارد إلى الساعة ، ففي إحدى قصائد المحضار الأخيرة ما يؤكد ذلك . قال المحضار :
يا مدينة آل عاد الأثر والرسم عاده
جل خلاق العباد لي جعل حبك عباده
وقد تسرب هذا الاسم من رؤية قديمة تنسب إلى قتادة بن دعامه البصري ، وكان مفسرا وملما بأيام العرب وأنبائهم (( أنظر ترجمته في مراتب النحويين )) حيث يزعم أهالي الشحر أن مدينة الشحر هي مدينة عاد ، وأن منطقة الشحر هي أرض الأحقاف . وهو زعم لا يقوى على الوقوف أمام النقد العلمي ( بامطرف ((ملاحظات على الهمداني )) ) .

الأسعاء :

الاسم القديم للمدينة ويرد في كثير من المؤلفات التاريخية للحضارمة والأجانب كــ (( تاريح حضرموت )) للحامد و (( العدة المفيدة )) لابن حميد ، و (( جواهر تاريخ الأحقاف )) لبا حنان و (( تاريخ ثغر عدن )) لبا مخرمة و (( أحسن التقاسيم )) للبشاري إلى أخره ، ونعتقد أنه جاء من أسم ملكها (العزيلط ) أو ( العز اليازوس ) كما يطلق عليه البطالسة ، ولعل هذا هو أشهر الأحوال وأرجحها ، فقد وضع الرحالة بطليوس سنة 140 ميلادية خريطة ذكر فيها أسم مدينة الأسعاء المركز التجاري على الموقع الذي تقوم فيه مدينة الشحر ــ بامطرف (( ملاحظات على الهمداني )) ــ وليرجع من أراد الأطلاع عليها إلى الجزء الثالث من كتاب (( تاريخ العرب قبل الإسلام )) للدكتور جواد علي وهي مثبتة أمام الصفحة ( 535 ) .

وقد جاء في ترجمة أبي حنيفة أحمد النقيب العدني الشاعر أن له ديوان ومعظمه في مدح السلطان عبد الرحمن بن راشد بن أقبال صاحب الشحر ، الذي أستولى عليها في عام 638 هجرية ، وكان نقيبا لفقراء جوهر بعدن وأن أشعاره مستحسنة ، غالبها في البال بال . ومن جيد شعره قوله ردا على من عاتبه من عدن على اختيار الشحر :
عنفوني وقالوا أطلت التغرب وأوحشت الوطن وتعوضت عن صيرة بصيغت وأعتضت الأسعاء عن عدن

وبسمعون والصرحة وتناسيت حقات والخات والخان والحسن

ولاتدري هل كان لفظة الأشغا من فعل النساخ ، وعلى أي حال فإننا نحيل القارئ إلى تاريخ بامخرمة (( تاريخ ثغر عدن )) حول الأس وأسماء أخرى للمدينة أوردها المؤلف .
ولكن أشهر الأسماء والذي يتردد اليوم هو :

سعاد :

ولا يعرف في أي وقت من الأوقات تحول أسمها من الأسعاءإلى سعاد ، ففي وثائق ال أبن أسماعيل الشحريين ، انه مع مرور الزمن تحول أسمها السعة وذالك شدة حرارة هذه المنطقة ذات الكثبان الشديدة الحرارة من فعل حرارة الشمس ، ثم حرفت إلى ( سعاد ) وهو الأسم المشهور من بين كل الأسماء إلى اليوم .

قال المحضار :

قابليني ياسعاد وألبسي توب السعاده
عدت لك والخير عاد عود الله كل عاده
بعد ماطال البعاد بيننا والشوق زاد
أجتمعنا والتقينا واللقاء كان بالأحضان

وقال في غناءة أخرى :

باشل حبك معي بالقيه زادي ومرافقي في السفر
وباتلذذ بذكرك في بلادي في مقيلي والسمر
وانت عسى عاد با تذكر ودادي وان قد تناسيت ياما ناس جم مثلك تناسوا الوداد
في خير أنت ونا با نلتقي في سعاد

قال الشاعر عبد الله محمد باحسن ( الشحر ت 1347 هــ ) :
ما خترت الإقامة في ( سعاد ) غير حبك وان كانت وطن

وفي أخر يقول :

ما بهند فتنت بل بسعاد مد سبتني بحسنها الوقادي
غير أن أهالي مدينة الشحر يقولون أيضا أن مدينتهم هي :

أم اليتامى :


ويدعي بعضهم أن هذا الأسم أنما لكونها أدت فروض تجاه أبنائها ومن لاذ بها في المجاعات التي حدثت في حضرموت أكثر من مرة فقد توجه إليها من أرغمه الجوع والفاقة ، فكفلته ووفرت له ما يسد رمقه .
وفضل بعضهم الإقامة بها ، وقيل لكونها أكبر وأعظم مدن المنطقة الحضرمية في ذالك العهد ، وقيل لأن هذا دأبها منذ ان عرفت ، وتؤكد ذالك الموروثات الشعبية خاصة الأشعار فقال الشيخ عبود باوزير الذي أستوطن الشحر وتوفي عام 1969 م ، وذالك بعد أن أنتهى مشروع كهرباء الشحر وتم توزيع أنابيب المياه إلى أربعة مواقع في المدينة في الستينات قال :

صارت مدينتنا كما عين الحياة تملأ شوارعها أنابينب المياه
ونورها يزداد من بعد الغروب
سعاد يا أم اليتامى ياخيرة البلدان في أرض الجنوب

ويقولون بما أنها مدينة كبيرة ومركز تجاري هام في المنطقة ، فلا تسال عن الوارد إليها ، ولا المنصرف عنها ويجد المسكين والفقير واليتيم والقاصضر والمعتوه والمتخلف عقليا ،عيشه بسلام ووداعة ، إضافة إلى كرم أهلها وسماحتهم ، وقال الشعر سعيد سالم زحفان الشحر المتوفي ( 1389 هـ ) .

دا خرج فصل والثاني ورا الأم ركت قل لبنها عويلتها في البخص والهون
ربت الكل في الأوال وهي ماتمنت عاد حد بايعبرها من الخوف للمان .

وعلى أي حال فإن أهالي الشحر يتمسكون بما جاء من الأخباريين بأن العرب السابقين لم تكن تسمى أحد تُبعا حتى يملك اليمن مع حضرموت والشحر .


بقلم الأستاذ والباحث / عبد الله صالح حداد


حد من الوادي 02-15-2010 12:58 AM


الشحر في تاريخ بامطرف
الكاتب محمد عبدالقادر بامطرف
الثلاثاء, 21 أكتوبر/تشرين أول 2008 10:55
المختصر في تاريخ حضرموت العام
للاستاذ / محمد عبدالقادر بامطرف


الفصل الاول : لمحة من تاريخ اليمن القديمة .

لابد من الاشارة هنا الى ان الكثيرين من العرب والمسلمين الذين ارخو لممالك اليمن القديمة انما كانوا منطلقين غاليا من معلومات اسطورية ، او مما رواه بعض مفسري القران الكريم الذين اقحموا على تفسير بعض ايات الله البينات امورا ماانزل الله بها من سلطان ، او انهم كانوا مندفعين بعوامل عاطفية . ولذلك تجنب بعض المؤرخين الخوض في تاريخ اليمن القديمة .
وعلى العموم كانت التواريخ اليمنية القديمة عشوائية في تعاملها مع الاخبار التي كانت سائدة في اليمن ،ولذلك كاد ان يكون تاريخ اليمن الحقيقي قد اهمل في اكثر جوانبه وخاصة من قبل ابناء اليمن انفسهم .
ولم يظهر بعض تاريخ اليمن القديم الصحيح الا من خلال الاكنشافات الاثارية على ايدي المستشرقين من امثال ادوارد جلازر Edward Glazar وكارستين نيبور C.Nibur ويوسف هاليفي J.Halevy وغيرهم .

ان الآثار المطمورة والنقوش التي لا تزال مستورة تحت الرمال والانقاض لهي المصادر يؤمل ان تميط اللثام عن الكثير والكثير مما ظل خافيا الى اليوم من تاريخ اليمن القديم ، وان لمن المؤسف القول بأن المصادر الآثارية اليمنية القديمة ، وخاصة الواح النقوش ، اما قد تعرضت للطمس او التحطيم او التشويه او بادخالها في عمارة بعض الحصون او المساجد في العصور الوسطى داخل اليمن ، لكن الواجب من القول ان حكومتي ثورتي اليمن المجيدتين في جنوب اليمن وشماله ، لهما الفضل الاكبر في فتح الابواب المغلقة امام العلماء النزهاء للبحث والتنقيب عن اثار اليمن والاهتمام الكبير بالموجود منها على سطح الارض ، ليستدل بها على تاريخ عهد او عهود من تاريخ اليمن القديمة ظلت مجهولة الهوية والمعالم في معظم جوانبها الى اليوم .
أقسام اليمن الطبيعية
النصوص الآثارية المكتشفة لممالك العربية الجنوبية لم تثبت لليمن حدودا، ولكن المؤرخين على أي حال تعارفوا على تقسيم اليمن طبيعيا الى ثلاثة اقسام ، وهي كما يلي:ـ
1ـ منطقة تهامــة :
ذات المناخ الحار، وتمتد من باب المندب جنوباالى منطقة حرض شمالا (حاليا) وتمتاز بأن بعض مناطقها خصبة وبها مياه جوفية وسطحية ذات غزارة.
2ـ المنطقة الجبيلة :
أو مايسميها بعضهم (الهضبة الوسطى) وهي ذات مناخ معتدل ، وتمتد من سلسلة جبال(السروات) التي تبتدى من منطقة المعافر (اليمن الأسفل أو الحجرية) جنوبا الى عسير ثم الطائف شمالا ويتراوح ارتفاعها عن سطح البحر من 1000 الى 3600 متر، وهي من أهم مناطق اليمن الزراعية انتاجا للبن وأنواع الحبوب وأنواع الفاكهة ، وتهطل على بعض اجزاء هذه المنطقة أمطار غزيرة في الصيف وفي الشتاء ، الا أن امطار الشتاء أقل غزارة.

3ـ المنطقة الصحراوية الشرقية :

وتمتد من محافظة حضرموت جنوبا، وأطراف الربع الخالي شمالا، وعمان شرقا. وفي هذه المنطقة توجد آثار مملكة معين ، وممالك حضرموت ، وسبا، وقتبان ، وحمير، وقد حظيت هذه المنطقة في الماضي بازدهار عظيم في المجالات التجارية والزراعية والعمرانية والسياسية، وتعد من أقدم المناطق في العالم التي عرفت اساليب الري المتطورة التي كانت تعتمد على السدود ، وكان بها العديد من بقايا القصور والمحافد (الحصون والمعسكرات) والمعابد مما يرجع انشاء بعض منها الى ماقبل (3500)عام تقريبا.
ان اعلى قمة في الهضبة الوسطى اليمنية لهي قمة جبل حضور (ويسمى ايضا جبل النبي شعيب) غرب مدينة صنعاء وارتفاعها حوالي (3700) متر عن سطح البحر ، وفي محافظة حضرموت فأن اعلى قمة لهي (كورسيبان)، وارتفاعها حوالي 1900 متر عن سطح البحر.


مملكة معين:

لقد جهل المؤرخون الاسلاميون القدامى هذه المملكة لعدم ذكر اسمها في القران الكريم . ولقد ظل تاريخ هذه المملكة مجهولا حتى عام 1174 هـ (1760) م حينما عثر مستشرقون على نقوش معينية مكنتهم من معرفة بدء قيام هذه المملكة واستمرار بقائها، ثم تاريخ اندثارها على وجه التقريب ، وذلك لعدم العثور على مايكفي من المستندات الزمنية، وقد برهنت الاثار المكتشفة ان مدينة (قرناو) كانت العاصمة الأولى لمملكة معين ، وأن مدينة (معين ) صارت في وقت لاحق العاصمة الثانية لها. وتقع العاصمتان المذكورتان في المنطقة الشرقية مما يلي الجوف كما اسلفنا .

ودلت الاثار المكتشفة ان هذه المنطقة (الجوف) من اغنى البقاع بالاثار في اليمن ، وبالمملكة هذه مدن أخرى منها، على سبيل المثال ، مدينة (براقش) وقد تذكر في الاثار باسم (يشل) ايضا وكانت مركزا للثقافة المعينية ومركزا هاما من مراكز القوافل البرية القديمة، وقد زرتها في شهر يوليو من عام 1980م فوجدت اغلب اجزاء سورها القديم قائما وكذا الحوائط الخارجية لبعض معابدها وقصورها.
أما ملوك هذه المملكة فيقال أن عددهم اثنان وعشرون ملكا يكونون خمس أسر هي :ـ

أسرة أليفع ، وهم أربعة ملوك
أسرة وقه ، وهم أربعة ملوك
أسرة أب يدع ، وهم ثلاثة ملوك
أسرة يثع آل صديق ، وهما ملكان
أسرة كرب ، وعم تسعة ملوك
من أراد الاطلاع على قوائم اسماء هولاء الملوك فليرجع الى المطولات التاريخية وهي على أي حال قوائم غير متفقه لا على الاسماء ولا على عدد وأزمان هؤلاء الملوك .
هذه المملكة هي أول من تفنن في اليمن القديمة في بناء القصور والهياكل (المعابد) ووضع نظام الضرائب على التجارة والزراعة وسن توزيع الايرادات العامة على الدولة والخاصة الملكية وعلى المشائخ والاعيان ، وقررت أن تصرف الدولة من حصتها على بناء الابراج والحصون ، وحفر الخنادق ، والجيش ، وتعبيد الطرقات وما شابه ذلك من المرافق والمؤسسات العامة .
وكانت دولة معين هي أول من وضع قاعدة الضرائب على اساس العشر نقدا او عيننا وهي التي جعلت للذكر مثل حظ الانثيين في المواريث وقد اخذ الاسلام بهاتين القاعدتين في الخروج والارث.

واليمنيون القدامى هم اول من سن انظمة المجالس التشريعية في بلاد العرب وكانوا يسمونها (المزاود) مفردها مزود او(مساود) مفردها (مسود) .
وكانت لدولة (معين) صلات تجارية باليونان ومصر وفارس والهند والصين ، وهذه الدولة هي التي انشأت مواني (غزة) و(عسقلان) بفلسطين وميناء (صور) في لبنان ، منافذ لصادراتها الى اقطار حوض البحر الابيض المتوسط ، وكانت هذه المواني همزة وصل بين القوافل البرية والتي تأتي من الاسعاء (الشحر) والقنا (بئر علي) وأدونوم عدن .
ويزعم بعض المؤرخين ان حدود هذه المملكة امتدت الى اعالي الحجاز وجنوب وغرب فلسطين وغرب لبنان ، وربما اماطت اللثام أثار قد يتم اكتشافها في المستقبل عن تأكيد هذه المزعم.


مملكة حـضرمـــوت:

حضرموت هي المنطقة اليمنية القديمة الوحيدة التي لاتزال تفتخر الى اليوم بأحتفاظها باسمها وحدودها ومدنها منذ ثلاثة الاف سنة وأكثر. أما بقية الممالك اليمنية القديمة فلا تعرف الى الآ على وجه التحديد مناطقها ولا أهلها ولا حدودها باستثناء عواصمها أو بعض المدن في بعض منها. ويروق لبعض الاخباريين تسمية حضرموت بالاحقاف وذلك لأن كلمة الاحقاف ذكرت في القران الكريم عند ذكر آل عاد. ولكن القران لم يحدد مكان الأحقاف ولا مكان آل عاد. ولم تدل النقوش الآثارية المكتشفة على مكان سمي الاحقاف . ولذلك نرى بعض واضعي الخرائط يطلقون أسم الأحقاف على مواقع عديدة في الجزيرة العربية ، وقد تناولنا هذا الموضوع بالتصحيح في ملاحظتنا على الهمداني (نشرها المركز اليمني للأبحاث في شهر أكتوبر1982 بمناسبة عيد الاستقلال) .

ولقد ذكرت بعض النقوش أسماء مدن حضرموت مثل (شبام) و(سيئون) و(تريم) واتفق الاثاريون على ان مدينة (شبوة) ليس غيرها كانت عاصمة مملكة حضرموت القديمة ومركز هاما للقوافل ، وقد ظلت مركزا للقوافل الى عهد السلطان (بدر بو طويرق) في القرن التاسع الهجري (السادس عشر الميلادي) .
وفي صفحة سابقة ذكرنا ان مملكة حضرموت كانت سنة 1020قبل الميلاد ، ولكن هناك من المؤرخين من ذكر انها قامت سنة 1500 قبل الميلاد أي انها كانت موجودة في اليمن قبل قيام دولة معين وأن قدوم الحضارم الى اليمن كان من شمال الجزيرة العربية وجنوب فلسطين ، ولذلك عدت أول الممالك اليمنية القديمة في التاريخ.

وتدل النقوش الآثارية أن مملكة حضرموت دخلت في حرب طاحنة مع جاراتها الممالك اليمنيات المعاصرات لها الى ان انتهى ألأمر بالجزء الاكبر منها الى الاضمحلال سنة 115قبل الميلاد بعد أن تغلبت عليها مملكة حمير ، واصبحت سنة 275 بعد الميلاد تعرف كجزء من مملكة سباء وريدان وحضرموت ويمنات .
أن كلمة ( يمنات) أو ( يمنت) كانت تطلق على المنطقة الساحلية الواقعة شرق باب المندب الى ظفار ، وهي مقابلة لكلمة تهامة التي سبق ذكرها ، والتي تطلق على الساحل الغربي لبلاد العرب


كانت حدود حضرموت الشرقية تشمل المهرة وظفار ، وكان يطلق على ملوكها أسم ملوك أرض اللبان ، لأن اكثر واردات اللبان والمر ولأفاوية (أي اشجار الطيب )كانت تنتج في ظفار وفي وسقطرى ، وكانت جزيرة سقطرى جزاءا من أراضي ملوك اللبان كما تدل على ذلك النقوش الفرعونية المكتشفة في (الدير البحري) في منطقة الأقصر جنوب مصر ، الذي أنشأته الملكة الفرعونية (حتشبسوت) التي كان اسطولها التجاري البحري يشتري اللبان والمر والآفاوية من جزية سقطرى قبل ثلاثة الاف عام.
وأختلف المؤرخون حول عدد ملوك حضرموت وأسمائهم ومدد حكمهم ، فمنهم من جعلهم ثمانية عشر ملك ومنهم من جعلهم سبعة عشر ملك ، والمامؤل أن يحسم هذا الاختلاف باكتشافات اثارية جديدة ، ومن أشهر ملوك حضرموت الذين ذكرهم المستشرقون، رغم اختلافهم في مابينهم :

1. معدي كرب بن اليفع يثع الذي بدأ حكمه حوالي سنة 980 قبل الميلاد، وقد ألحقت حضرموت بعد موته بمملكة معين الى حوالي 650 قبل الميلاد.
2. يدع آل بيين بن سمة يفع ، وبعده دخلت حضرموت ضمن مملكة سبأ الى سنة 180 قبل الميلاد.
3. يدع أل بيين رب شمس ، وهو مؤسس أسرة جديدة في العاصمة شبوة ، ولا يعرف زمن حكمه.
4. العزيلط بن عم ذخر بن العز ، وهو الذي أسره في الحرب شعر أوتر ملك سبأ وريدان الذي حكم بين عام 80 و50 قبل الميلاد.
5. العزيلط يثع الذي انفرد بالجزء من منطقة حضرموت التي لم تستطع التغلب عليها سبأ ، وكانت في الساحل ، وعاصمته (الشحر) ولا يعرف أين موقع هذه الشحر، وهو الذي دام حكمه الى سنة 65 بعد الميلاد كما ذكرنا من قبل .
اما الشحر الحديثة فقد تحدثت عنها بما فيه الكفاية في كتابي ( الشهداء السبعة) .


مملكة ســبأ:

أختلف المؤرخون حول أصل السبئيين ، فقال بعضهم انهم جاؤا من شمال الجزيرة العربية الى اليمن حوالي عام 1200 قبل الميلاد أي بعد قدوم حضرموت ومعين الى اليمن ، وقال اخرون انهم اصلا من اليمن .
هذه الاختلافات لم تحسم بعد لكننا سوف نسير في هذا الكتاب على رأي من قال أن اصلهم من اليمن وان هذه المملكة بدأت عام 850 قبل الميلاد وانتهت عام 115 قبل الميلاد ، وذلك لكي لا يتشعب بنا الحديث

وتذكر التواريخ أن السبئيين غزوا وأخضعوا أغلب مناطق ـ جنوب اليمن ـ (حول المحافظتين أبين ولحج) وعلى الرغم من ان اخبار غزوهم هذا جاء في نقوش ، الا انها أخبار ، كما يبدو مبالغ فيها ، وهذا يدل على ان المعلومات الواردة في بعض النقوش اما مزيفة أو مبالغ فيها، وكان من العادت السيئة عند اليمنيين القدامى انهم اذا تغلبوا على اعدائهم اليمنيين الآخرين حطموا نقوشهم أو زيفوها . وهذا العبث بالاثار كان معملا به عند الفراعنة كما كان معملا به في العصر الاسلامي الاول أيام العداء المستحكم بين الأمويين والعباسيين .
والسبئييون كان اول من بدل اسماء ملوكهم من مكاربة (أي ملوك كهنوتيين ) الى ملوك (أي اصحاب سلطة زمنية لا علاقة لهم بالمعابد والطقوس الدينية ) .

سـد مـارب :

وأهم حدث في تاريخ سبأ هو أنشأ سد مارب الشهير، وكان من اعظم اعمال هندسة الري في اليمن القديمة، ويقع هذا السد على بعد 192 كيلو متر الى الشرق من صنعاء وقد بني بين جبلين يقال لاحدهما جبل البلق الايمن، ويقال للاخر جبل البلق الايسر، ولم يتفق المؤرخون على من بنى هذا السد وان كان بعضهم يرجعون بناءه الى ماقبل 2700عام تقريبا.

وأهم عمل هندسي في السد هي مصارف الماء الواقعة على يمين السد وشماله . وأما السد ذاته ويسمى(العرم) فهو حاجز ماء ترابي مطعم بالحجارة ، ولذلك فهو كثيرا ماحطمه ضغط ماء السيول فيعيد السبئييون بناءه . اما المصارف والسواقي الرئسية والفرعية فهي باقية منذ ان انشائها اليمنيون لاول مرة الى يومنا هذا وقد زرت منطقة عام 1980م بترتيب من حكومة الشمال التي سهلت لي الرحلة الى منطقة (مارب ) ولقد بهرني ماشاهدنه من آثار اولئك العمال المهندسين اليمنيين القدامي الذين كانوا يتمتعون بقدرة وكفائة فائقتين في التعامل مع الاحجار الصلدة الكبيرة فيحيلونها الى كتل حجرية تكاد تكون مصولة ثم يرصونها (بدون مؤنة) بعضها على بعض في اشكال هندسية تسر الناظرين والواقع ان من ينظر الى تشييد تلك الاحجار المنحوتة ( لا يعرف الى الان الادوات التي كانوا ينحتون الحجارة بها) لا يشك في ان العمال المهرة فرغوا بالامس من صنعها وبنائها انها من مفاخر اليمن . ومن اعظم الجاذبيات السياحية ، وهي في نظري اكثر ابداعا من بعض اعمال الري المصرية التي شاهدتها في منطقة الاقصر في مصر .

ويقدر بعض المؤرخين المعاصرين مساحة ( الجنتين) أي الارض الشمالية والارض اليمينية اللتين كانتا مصارف في السد تسقيها بحوالي 30 ميل مربع ، وبما ان الميل المربع يساوي 640فدانا ، فان مساحة الجنتين ينبغي ان تكون ( 192) الف فدان ، وهذا التقدير تخميني لان الخراب في أي مرفق ، حيثما وجد ، لا يعطي صورة حقيقية لما كان عليه ذلك المرفق ايام ازدهاره .

كان ملوك سبأ ياخذون اتاوة من محاصيل ارض السد تقدر بحوالي 30% هذا اضافة الى ماتاخذه المعابد والكهنة والدولة والاقطاعيون والمرابون من المحاصيل ، وليت شعري ماهو الذي يتبقى للعامل المظلوم من جهده في هذه الارض ، وقد قدرت مايحصل عليه العامل (الفلاح) في اليوم (صاحب الاسرة المكونة من 5 افراد) فهو يحصل على ثلاثة ارطال من الدقيق وعلى ثلاث اوقيات من الدبس والسمن وعلى اوقية ونصف من اللحم ، هذا بالاضافة الى ماقد يحصل عليه يوميا هو واسرته من التمر والبقول والثمار الاخرى من الارض التي يفلحها . ، وهذا مجرد احتمال . وقد استنتجت هذه المقادير من نقش كتب ايام ابرهة بن الصباح الحبشي حاكم اليمن (ايام الغزو الحبشي الثاني باليمن وساتحدث عنه في صفحة قادمة ) الذي اعاد بناء السد الترابي عام 542 ميلادية . والترميم الذي قام به ابرهة لم يعمر طويلا ، لان السد كان قد تهدم قبل البعثة النبوية عام 610ميلادية وبعد ذلك لم يهتم احد باعادة بناء السد كما سنذكر الاسباب لذلك في صفحة قادمة .

ويقدر بعضهم طول سد العرم في الساحة الواقعة بين جبلي البلق سالفي الذكر ، بحوالي 800 قدم ، وارتفاعة حوالي 250 قدم وعرضه في قمته حوالي 60 قدما اما عرضه عند القاعدة تصوره الان ، وقد شاهدت جزءا بسيطا من السد مازال قائما ، ولكن هذا الجزء لا يدل على حقيقة ماكان عليه السد عند القاعدة من عرض .


مملكة سبأ وريدان وحضرموت ويمنات:

هذه المملكة تسمى ايضا المملكة الحميرية ، وبعضهم يسمونها مملكة التبابعة وانما اسم (المملكة الحميرية) غالب عليها وهي أخر المماليك اليمنية حكمت جنوب الجزيرة العربية ، واوضح الممالك اليمنية القديمة تاريخا ، وقد دامت بين عام 115 قبل الميلاد وعام 535 بعد الميلاد ويتكون ملوك هذه المملكة من طبقتيتن :

الطبقة الاولى :

وهي التي حكمت اليمن من عام 115 قبل الميلاد الى عام 275 بعد الميلاد ، وعدد ملوكها ثمانية عشر ملكا اولهم ( علهان نهفان بن يرم ايمن ) الذي حكم من 115 قبل الميلاد الى عام 80 قبل الميلاد ، واخرهم (غمدان يهقبض) الذي حكم عدة سنين ( غير معروفة بالضبط ) الى عام 275 بعد الميلاد على وجه التقريب .

الطبقة الثانية :

هم ملوك التبابعة . ان تسمية ( التبابعة) تسمية اسلامية لان ملوك هذه الطبقة لم يكونوا يعرفون هكذا في القديم . وفي عهد هؤلا انحط الحكم في اليمن وتمزقت البلاد الى مناطق صغيرة تسيطر عليها العشائر الضعيفة وهم الذين يطلقون عليهم أسماء ( الاذواء ) و(المشامنة) الى اخره.وكانوا سببا في تلاشي القوة اليمنية ، وعدد ملوك هذه الطبقة اربعة عشر ملكا أولهم شمر يهرعش الذي حكم بين 275 بعد الميلاد تقريبا الى 300 بعد الميلاد ، واخرهم ذو يزن الذي حكم بين عام 525 بعد الميلاد الى عام 533 بعد الميلاد.

ويزعم بعض المؤرخون أن بلقيس بنت الهدهاد التي حكمت بين عام 330 و345 بعد الميلاد كانت ملكة بين ملوك هذه الطبقة الثانية، وأن الاحباش غزو اليمن للمرة الاولى (سيأتي تفصيل ذلك في صفحة قادمة) في عهدها. ويرى مؤرخون اخرون أن بلقيس هذه كانت ملكة بين ملوك مملكة سبأ الاولى. (وقد مر بنا ذكر أخبارها) وأنماهي التي عناها القران الكريم في سورة النمل وقص اتصالها مع النبي سليمان الذي يرجع تاريخه الى مابين 961ـ 922 قبل الميلاد . وكما قد مر بنا في هذا الكتاب فان مملكة سبأ الاولى بدأت عام 850 قبل الميلاد .وان هذا الخلط في التواريخ من اليمنيين المعاصرين ، لذلك فلا باس ان يطلع القاري على هذه التناقضات التي يحتمل ان توضحها وتحققها مكتشفات آثارية في المستقبل. أما ماكان يسمى ( محرم بلقيس) في مأرب ، فان علماء الاثار يذكرون أنه (محرم المقه) ومعناه (معبدالقمر) وليس محرم بلقيس ، ويذهب اثاريون اخرون الى ان (المقه) بكسر الميم وفتح القاف معناه اله الحرب أو اله الخصب والنماء ، وليس معناه (القمر).

وأهم مدن هذه المملكة (ظفار حمير) و (صرواح) و(وذمار) و(صنعاء) ، وفي سبيل تمجيد ملوك هذه المملكة وخاصة التبابعة منهم تمجيدا وهميا ومزيفا ، ودخلت الكثير من الاساطير والخرافات في التاريخ اليمني القديم . ويحتمل أن تكشف الاثار المطمورة صورا حقيقة لما كانت عليه هذه المملكة اليمنية.


الرومان يغزون اليمن:

في أواخر عهد الطبقة الاولى من هذه المملكة غزا الرومان اليمن بغية السيطرة على تجارتها، وكان قائد الحملة حاكم مصر اليوناني اليوس جاليوس ، وهناك اختلاف كبير بين المستشرقين حول المحلات التي نزلت فيها هذه الحملة اة اتجهت اليها في الجزيرة العربية والذي يترجح عندنا أن الحملة الرومانية أتت من راس بناس في جنوب مصر الشرقي على الساحل الغربي للبحر الاحمر ، ونزلت في ميناء ينبع في الحجاز ، ثم اتجهت صوب الجنوب الى نجران ومنها الى منطقة (براقش) والملاحظ أن الكتابات اليونانية والرومانية أنهم يكتبون أسماء المواقع العربية بصورة غريبة جدا من ذلك انهم على سبيل المثال يكتبون (شبوة) سوبوتا ، ويكتبون (رأس فرتك) سيارجورس ، والاسمان الوحيدان في نظرنا ، اللذان كتبهما اليونان والرومان كتابة صحيحة هم قرية (بروم) وثغر (شرمة) . هذا الخلط في كتابة الاسماء جعل المؤرخون العرب في حيرة من أمرهم ، ولسنا ندري هل مااستنتجه العرب من القراءات اليونانية والرومانية كان كله صحيحا ؟ هذا مانشك فيه.

على كل حال اتجهت الحملة الرومانية سالفة الذكر من براقش الى مأرب وهنا لم يكن في مقدور الجيش الروماني ، الذي كان عدد رجاله حوالي عشرة آلاف ، أن يخطوا خلف مارب بالنظر الى ماكان قد اصاب هذا الجيش من أمراض، وما كان قد تعرض له من قتل على ايدي بعض القبائل اليمنية المقاومة له . فعاد الجيش الروماني الى مصر ، ولم يتحقق حلم الامبراطور الروماني أوغسطس (حكم بين عام 31 قبل الميلاد الى عام 14 قبل الميلاد) الذي أمر بتجريد هذه الحملة الى بلاد العرب . ولا تذكر السجلات الرومانية الطريق التي سلكها هذا الجيش في عودته الى مصر. والغريب في الامر أن كل الموارد الاسلامية لم تذكر هذه الحملة الرومانية ، كما ان المكتشفات الاثارية التي عثر الى اليوم لم تذكر هذه الحملة الخائبة.

تجارة اليمن القديمة

كانت اليمن منذ عصر مملكة معين الى القرن الاول بعد الميلاد همزة وصل تجارية بين الشرق والغرب . فقد كانت الصادرات اليمينة مثل اللبان والمر وأشجار الطيب ، وكذا البضائع التي تستوردها اليمن من الهند وكمبوديا والملايو وجاوة والصين ، تنتقل بوساطة القوافل البرية اليمنية الى فلسطين وجنوب لبنان ومنها الى اليونان وروما. وقد حافظت الدول اليمنية على مركزها التجاري ببقاء البحر الاحمر مغاقا في وجوه الملاحين الاخرين ، على ان يبقى لها نفوذها المطلق على المواني البحرية فيه .

وفي القرن الأول بعد الميلاد اهتدى أحد البحارة اليونان وأسمه هيبالوس ( Hipalus) (بين عام 275و300بعد الميلاد) الى معرفة اتجاهات الرياح الموسمية في المحيط الهندي ، واكتشف أن هبوب هذه الرياح نحو الغرب ونحو الشرق لا يكون الا في فصول معينة من السنة ، وكان لهذا الاكتشاف الخطير أثره البالغ في تحويل الطريق البحرية حينما أخذت السفن اليونانية تشق طريقها عنوة في البحر الاحمر ومنه الى بحر العرب ثم الى المحيط الهندي متجاوزة المواني اليمنية ، وفي تلك الاثناء يزعم بعض المؤرخون أن اليونان احتلوا عدن ليجعلوا منها مصدر توزيع (ترانزيت) لتجارة الشرق وخزنها، فتحولت التجارة الشرقية من الشرق رأسا او عن طريق عدن الى مواني البحر الابيض المتوسط دون ان تمر على مواني اليمن ، فكان ذلك التحول التجاري ضربة قاضية على اليمنيين وخاصة من يسمونهم التبابعة الذين كانوا منهمكين في الحروب الداخلية والتطاحن فيما بينهم ، فاهملوا التجارة وبسبب ذلك تهدمت سدودهم الزراعية ومن بينها سد مارب ، وفترت حركة القوافل اليمنية فدخل اليمنيون ، ولكن اليمنيون كانوا اكثر كفاءة في أساطيلهم التجارية فلم تستطع السفن اليمنية مجاراتها في هذا المضمار، زد على ذلك ان نقل البضائع بالقوافل البرية كان يكلف اكثر من نقلها على طريق البحر ، ولم يحاول اليمنيون تطوير انفسهم...
وقبل أن يتهدم سد مارب اخذت احوال اليمن الداخلية تسير من سيء الى اسواء ، فضاقت سبل العيش باليمنيين في بلادهم ، فاخذوا يهاجرون الى عمان والى سواحل الخليج وسواحل فارس ، والسواحل الافريقية ، زرافات ووحدانا، بحثا عن كسب عيش لهم ولأهليهم الذين خلفوهم وراءهم في اليمن .


هجرة اليهود الى اليمن:

في عام 70 ميلادية وفد من فلسطين ، وفرار من حكم الامبراطور الروماني تيتوس (Titus) كثير من اليهود الي اليمن ووجدوا قطرا امنا يأوون اليه ، ومكانا حصينا يقيمون فيه ، وبعد مضي فترة قصيرة من الزمن تمكنوا من السيطرة على مرافق اليمن التجارية، وكان اليمنيون في شغل شاغل بأنفسهم وبحروبهم الداخلية وتدمير بعضهم بعضا.
وكان اول من اعتنق اليهودية من ملوك اليمن المتأخرين الملك أسعد الكامل الذي حكم اليمن بين عام 385 الي 415 بعد الميلاد ، وتبعه جماعة من اصحابه في اعتناق اليهودية.
ثم اعتنق اليهودية ملك آخر من ملوك التبابعة وهو يوسف ذو نواس الذي حكم اليمن عام 515 وعام 524 بعد الميلاد ، وقد ادى تعصب ذي نواس للدين اليهودي الى ايقاعه بنصارى نجران في حادثة (الاخدود) المذكورة في القران الكريم ، سنة 523 ميلادية.
وسبب تلك الحادثة انه ثار نزاع بين يهود ونصارى نجران فهب ذو نواس بجيشه الى نجران وهناك حفر اخدودا ملأه بالنار وخير نصارى نجران بين اعتناقهم اليهودية أو القائهم في النار ، فأبى كثير من نصارى نجران الرجوع عن دينهم فأحرقهم .

ولقد كان هذا الفعل الشنيع مثارا لا ستنكار النصارى في أوربا والحبشة اصبحت بعده اليمن مسرحا للنزاع والحروب بين اليهودية وعلى راسها ذو نواس وبين المسيحية ومن ورائها قيصر الروم ونجاشي الحبشة وبايعاز من ملك الروم جرد نجاشي الحبشة ( وهذا كان الغزو الحبشي الثاني لليمن) حملة عسكرية من جهته مكونة من اربعة الاف مقاتل للقضاء على (ذي نواس ) وأتباعه اليهود ، وجرت بين الفريقين معارك دامية كانت الغلبة فيها للاحباش مما اضطر ذا نواس الى الانتحار ، وذلك بأن القى نفسه في البحر كما يقال.
وهكذا انتهت دولة الحميريين واستولى الاحباش على اليمن عام 525 ميلادية .

وبعد صراع بين القادة الاحباش انفسهم استطاع احد قادة الجيش الحبشي وأسمه ابرهة بن الصباح الأشرم (وقد تقدم ذكره لدى حجيثنا عن ترميم سد مارب) بتنصيب نفسه ملكا على اليمن . وقد عمل ابرهة على تنصير المزيد من اليمنيين . ومن أعماله انه ارغم العرب على الحج الى كنيسة بناها في صنعاء (تعرف الآن بغرفة القليس) بدلا عن الحج الى البيت الحرام في مكة، وهو صاحب قصة الفيل المذكورة في القران الكريم، وكان عام الفيل سنة 571 ميلادية .

المسيحية في اليمن:

لا يعرف متى كانت النصرانية قد تفشت بين بعض القبائل العربية حتى وصلت الى نجران في اليمن ، ولكن المعروف ان بعض أهالي اليمن اعتنقوا المسيحية عند احتلال الاحباش لليمن في المرة الاولى بين عام 340وعام 374 ميلادية .
والحقيقة أن اتصال اليمنيين بالحبشة كان اتصالا اقتصاديا واجتماعيا قديما جدا. ومن المؤرخين من يؤكد أن الخط الاثيوبي المستعمل الان في اثيوبيا ماهو الا صورة معدلة من الخط المسند اليمني القديم، ويزعمون ان كلمة (الحبشة) مأخوذة من اسم قبيلة (حبشية ) الحضرمية الاصل ذات المنطقة التي تعرف باسمها الي اليوم وهي (جبل حبشية) جنوب منطقة ثمود في محافظة حضرموت.

ويذكر مؤرخون ان اتصال اليمن بالحبشة كان على عهد مملكة اوسان وقد كونوا لهم في الحبشة مستعمرة تعرف بأسم (أكسوم) كما قد ذكرنا ذلك.
وبحكم الاقتراب بين الشاطئين اليمني والحبشي في أسفل البحر الاحمر كان الاحباش واليمنيون يتبادلون الاتصالات التجارية.

وكان الغزو الحبشي الاول لليمن الذي اشرنا اليه غزوا اقتصاديا لكنه لم يدم طويلا.
اما الغزو الحبشي الثاني فقد كان غزوا تأديبيا جزاء ماقام به ذو نواس ضد نصارى نجران ، وفي سنة 599 ميلادية قام سيف بن ذي يزن بثورته ضد الغزو الحبشي الثاني ، وبذلك انتهى هذا الاحتلال الذي دام 74 عاما بمساعدة الفرس الذين استقدمهم سيف بن ذي يزن الى اليمن بمساعدة أحد أكاسرة الفرس.
وقد تولى سيف بن ذي يزن بعد طرده الاحباش من اليمن ، أمر اليمن من قبل كسرى فارس ووفدت اليه الوفود العربية وكان من بينهم عبدالمطلب بن هاشم جد النبي (صلى الله عليه وسلم) (وكان ذلك قبل البعثة النبوية بما يقرب من عشرين عاما، اذ كانت أول سنة للهجرة في 16يوليو عام 622 ميلادية).
وبعد موت سيف بن ذي يزن ، تولى المرزبان بن وهرز الفارسي حكم اليمن ، عاملا من قبل كسرى ، ثم تولى بعده التيجان بن الرزبان ، ثم خسرو بن التيجان ، ثم باذان ، وقد بقي باذان واليا على اليمن حتى الهجرة النبوية عام 622 ميلادية ودخل في الاسلام مع اهل اليمن ، ومع باذان هذا جرت حكاية الاسود العنسي


لمحة من تاريخ حضرموت العام
(من السنة الاولى للهجرة الى السنة الحادية عشرـ 622ـ632م)

عندما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ، (610م) كانت اقاليم اليمن مشتتة وغير خاضعة لحكم مركزي واحد، وكان اهل كل ناحية قد ملكوا عليهم رجلا منهم. وكذلك كان الحال في مختلف المناطق الحضرمية ، وكانت هجرته الى المدينة المنورة سنة 622م .

وكان الفرس يحكمون اليمن الاعلى ، وكان عاملهم على صنعاء ونواحيها (باذان) الفارسي ،فدعاه الرسول الكريم الى الاسلام فامتثل بدون تردد وأسلم معه من كان بصنعاء من الفرس. وكان ذلك سنة عشر للهجرة . وابقى النبي صلى الله عليه وسلم (باذان) اميرا عنه على جميع اليمن ومخاليفه وهي كثيرة .وكانت اشهر مخاليف اليمن (أي أقسامها الادارية) مخلاف عسير ومخلاف صنعاء ومخلاف الجند (اليمن الاسفل) ومخلاف تهامة ومخلاف حضرموت.

ومات باذان في هذه السنة ، فقسم النبي صلى الله عليه وسلم مخاليف اليمن على عمال من قبله ، وجعل صنعاء لشهر بن باذان . وبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) خالد بن الوليد الى قبائل اليمن يدعوهم الى الاسلام فبقى بها ستة اشهر ولم ينجح في مهمته، فبعث النبي علي بن ابي طالب وأمره ان يرد خالدا ومن معه الا من رغب في البقاء معه . فلما انتهى الى انتهى الى اوائل اليمن قراء علي بن ابي طالب عليهم كتاب الرسول فأسلمت همدان ثم تتابع أهل اليمن على الاسلام وكان ذلك سنة عشر للهجرة .
ولما بلغ النبي (صلى الله عليه وسلم) اسلامهم سجد لله شكرا على ذلك.
وفي تلك السنة بعث النبي (صلى) معاذ بن جبل ، وكان من شباب الانصار ، قاضيا أو واليا على اليمن ومعلما، بقي معاذ بن جبل باليمن الى ان توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت وفاته عام 11هجرية ، 632ميلادية.

وقد حاول باذان ، بعد اسلامه ، الاتصال بالرسول ولكن الاسود العنسي تعقبه وقتله . ثم استفحل شأن الأسود وكثر جمعه حتى اخرج عمال النبي (صلى الله عليه وسلم) من التهائم. ثم زحف على صنعاء واستولى عليها وقتل شهر بن باذان وتزوج امراته . فامر النبي (صلى الله عليه وسلم) الى من بقى من عماله أن يتلافوا الامر بالقضاء على الاسود العنسي ، فانتدب لذلك (فيروز الديلمي) ابن عم أمراة شهر بن باذان التي غدت زوجة للاسود العنسي ، ووضعت خطة لقتله بمساعدة هذه الزوجة ، فقتلوه.
وعاد عمال النبي (صلى الله عليه وسلم) الى اعمالهم ، وكان ذلك قبل وفاته صلى الله عليه وسلم، وورد الخبر بمقتل الاسود الى المدينة قبل وفاة الرسول صلى الله وسلم ، بليلة او ليلتين ، وكانت وفاته عام 11 هجرية = 632ميلادية.
وحدث أن قام بصنعاء متمرد آخر اسمه (قيس بن مكشوح) وجمع فلول جند الاسود العنسي اليه وذلك بعد أن ولي الخليفة ابو بكر أمر المسلمين. فولى ابو بكر (فيروز الديلمي) وأمر الناس بطاعته . فاجتمع لديه من المسلمين عدد غير قليل قاتل بهم قيس بن مكشوح حتى هزمه. واستقر اليمن تحت ظل الخلافة الاسلامية .

كتب النبي صلى الله عليه وسلم الى أهل اليمن وحضرموت
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد كتب الى ملوك اليمن ـ وكانوا في واقع الأمر رؤساء قبال وأصحاب مخاليف ـ كتابا عاما في الوقت الذي كتب النبي (صلى الله عليه وسلم) كتبه الى عموم ملوك العرب ومن جاورهم من ملوك العجم.
وكان كتاب النبي صلى الله عليه وسلم الى اليمن موجها الى الحارث بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال والنعمان قيل بن ذي رعين، وهمدان والمعافر(1)

أنبأهم فيه أنه حمد الله على دخولهم الاسلام، وحثهم على اطاعة الله ورسوله واقامة الصلاة وايتاء الزكاة ، وأمرهم بما بجمع ماعندهم من الصدقة والجزية وتبليغها اليه . وكان دعاة الرسول صلى الله عليه وسلم قد اوضحوا لليمنيين وغيرهم مايلزمهم من زكاة وغيرها من الواجبات الاخرى . وكان كتاب الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام اليهم قد اشتمل عليها. وذكر لهم في كتابه أن رسله اليهم هم معاذ بن جبل ، وعبدالله بن زيد ، ومالك بن عبادة ، وعتبة بن نمر ، ومالك بن مرة وأصحابهم .

أما كتاب الرسول (صلى الله عليه وسلم) الى قبيلة حضرموت فقد وجهها الى وائل بن حجر وسائر أقيال حضرموت ، وذكر فيه ماعليهم دفعه من الزكاة ، وبعث بكتاب مماثل الى أبناء معشر وأبناء ضمعج أهل شبوة ، وبكتاب الى الجعفيين أهل وادي جردان ، ولم تثبت المراجع التاريخية كتاب النبي (صلى الله عليه وسلم) الاول لجميع سكان حضرموت ، وكان قد ارسله اليهم بيد يسلم بن عمرو الانصاري ، بيد أن اليعقوبي (2) ذكر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كتب لهم بمثل ماكتب الى كسرى ، وفيما يلي نص الكتاب الموجه الى كسرى:ـ

ـ*(من محمد رسول الله الى كسرى عظيم فارس سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له أن محمدا عبده ورسوله الى الناس كافة لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ، فأسلم تسلم ، فان أبيت فان عليك اثم المجوس.)ـ* .

وفادة أهل حضرموت على النبي (صلى الله عليه وسلم)

تسمى سنة عشر من الهجرة سنة الوفود، اذ وفد على النبي (صلى الله عليه وسلم) فيها وفود من بقى من العرب ممن لم يسلم بعد.
ولم تكن وفادة العرب على الرسول صلى الله عليه وسلم كلها رغبة في اعتناق الاسلام وانقيادا لدعوته ـ وان كان اغلبها كذلك ـ بل كانت بعض الوفادات
لنيل الرفد والاحسان، وبعضها لترشيح انفسهم للرئاسة على اقوامهم ، ومن ذلك ان بني تميم وفدوا على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال لهم :ـ ( اقبلوا البشرى يابني تميم) ففسر بنو تميم كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم تفسيرا ماديا بحتا وقالوا له بشرتنا فأعطنا ، فكررها لهم ، وهم يقولون : بشرتنا فأعطنا ، ولم يكتفوا بذلك ، بل صاروا يلحون عليه لذلك وينادونه من وراء حجرات ازواجه حتى شق عليه ذلك ، وفي ذلك قوله تعالى *( ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعلمون)* وقوله تعالى *( الأعراب أشد كفرا ونفاقا)* .
وقد جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم ، وفد بني عامر وعليهم عامر بن الطفيل ، واربد بن قيس ، وماكان في نيتهم الاسلام ، بل ازدادوا بعد وفادتهم اصرار على كفرهم ، حتى انهم تآمروا على قتل النبي (صلى) فلم يقدروا . وقال عامر ابن الطفيل مخاطبا النبي (صلى الله عليه وسلم) (لأ ملانها عليك خيلا ورجلا ) وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطاوعه على اعطائه طلبه الرفد والميرة من تمر المدينة.
ويروي التاريخ حكايات كثيرة عن حرص بعض الوافدين من اجلاف العرب على الرئاسة والمال والطعام ، ولم يكن غرضهم الدخول في الاسلام .
وربما عتنقت قبيلة الاسلام عنادا واغاضة لقبيلة اخرى لم تعتنقه كما كان الحال بين كندة ومراد. وذلك لما كان بين هاتين القبيلتين من خصوصية جاهلية . على أن كندة دخلت الاسلام في تاريخ متأخر .


وفد قبيلة حضرموت:

يذكر التاريخ أن وائل بن حجر بن ربيعة وكان ابوه من اقيال اليمن ، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد فادناه النبي اليه وبسط له رداءه وأجلسه معه ، ثم صعد النبي (صلى ) المنبر وقال، :ـ ( ايها الناس هذا وائل بن حجر سيد الاقيال ، أتاكم من أرض بعيدة ـ يعني حضرموت ـ راغبا في الاسلام . فقام وائل وقال : ( يارسول الله بلغني ظهورك وأنا في ملك عظيم ، فتركته واخترت دين الله : فقال النبي : صدقت ، اللهم بارك في وائل وولده .

وفد كندة :
وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم ، الاشعث بن قيس في عدد من اصحابه .

وفد تجيب :

وقدم على النبي وفد تجيب (وهم من قبيلة السكون) وقد ساقوا معهم صدقات أموالهم التي فرضها الله عليهم ، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وأكرم نزلهم ، وقالوا يارسول الله سقنا اليك حق الله عزوجل في أموالنا ، فقال رسول الله : ردوها فاقسموها على فقرائكم ، فقالوا ما قدمنا الابما فضل من فقرائنا . فقال ابوبكر رضي الله عنه : ماوفد علينا وفد من العرب بمثل ماوفد هؤلاء الحي من تجيب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ان الهدى بيدالله عز وجل ، فمن أراد به خيرا شرح صدره للاسلام.).
وفد الصدف والجعفيين :

وقدمت على النبي قبيلة الصدف ، كما قدم عليه وفد الجعفيين وهم سكان وادي جردان من حضرموت .

ويدل تعدد الوفود اليمنية الى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، أن اليمن كانت ممزقة تحت العديد من الرئاسات العشائرية ولم تكن تحكمها حكومات مركزية موحدة .
عمال النبي صلى الله عليه وسلم على حضرموت
كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث بأمرائه وعماله على الصدقات الى كل بلد دخل أهله الاسلام . ومن أولئك العمال الذين عينوا بحضرموت :ـ

المهاجر بن أبي أمية المخزومي ........ وهو شقيق أم سلمة (رضي الله عنها) زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان أسمه (الوليد) فسماه النبي صلى الله عليه وسلم (المهاجر).

زياد بن لبيد الانصاري ................ وهو أشهر رجل ولي بلاد حضرموت من الصحابة . كان عاملا للنبي على حضرموت ومنها بلاد كندة واسكون والصدف . ولما ولي ابو بكر رضي الله عنه ولاه قتال أهل الردة من كندة حتى ظفر بالاشعث بن قيس ، فبعث به اسيرا الى ابي بكر كما سياتي تفصيل ذلك .
عكاشة بن ثور ...................... كان واليا على السكاسك ومعاوية من كندة ، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان عماله على بلاد حضرموت :1ـ المهاجر على كندة
زياد على قبيلة حضرموت
عكاشة على السكاسك والسكون.


حضرموت في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم

بعد ان استقر الاسلام بحضرموت في السنة العاشرة من الهجرة (631م) رضخت له القبائل القاطنة بحضرموت من كندة والسكاسك والسكون والصدف وتجيب وحضرموت والجعفيين وغيرها من سكان تلك الناحية اليمنية تحت رئاسة من رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم ، عليهم ومنهم الاشعث بن قيس على كندة ، ووائل بن حجر على حضرموت ، وقيس بن سلمة بن شرحبيل على الجعفيين . وكان لهذه القبائل ملولك ورؤساء عديدون أصبحوا بالاسلام في عداد سائر الناس مروؤسين لاولئك النفر الذين عينهم انبي صلى الله عليه وسلم ، عليهم .، والظاهر ان بعضا من أولئك الملوك والرؤساء انما سكت على مضض واستكان على ضغينة لما سلبه من الرئاسة الجاهلية كما دلت على ذلك الحوادث .لذلك لما قام الاسود العنسي باليمن واعلن الردة واستولى على صنعاء في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يتوان بعض رؤساء سكان حضرموت ، ولاسيما كندة ـ ومنهم بني وليعة من بني عمرو بن معاوية ـ عن اغتنام الفرصة بتلبية دعوة الاسود العنسي ، بل سرعان مااعلنوا الردة وناصبوا عمال النبي (صلى ) العداوة ، وذلك في آخريات ايام حياته (ولما بلغ الخبر الى المدينة بردة بني وليعة وملوكهم لعنهم النبي ) ، ولم تدم فتنة العنسي طويلا اذ قتله المسلمون الذين باليمن ، وقد وردت البشرى بمقتله الى النبي وقد اشتد به المرض فلم يبق بعدها سوى ليلة واحدة حتى لحق بالرفيق الاعلى ، وكان ذلك في ربيع الاول في السنة الحادية عشرة للهجرة .

صدى وفاة النبي بحضرموت

وعندما بلغ خبر وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) الى حضرموت الى عامله عليها زياد بن لبيد الانصاري ، وكان حينها في مدينة تريم مع اقرار ابي بكر رضي الله عنه له على عمله ، لم يلبث حتى خطب الناس معلنا لهم خبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وداعيا للبيعة لابي بكر ، فلبى نداءه بعض الحضارم ، وامتنع عن البيعة من في قلبه مرض ومن لم يطمئن قلبه بالايمان كالاشعث بن قيس الكندي ومن انحاز الى جانبه من كندة ومنهم ـ كما ذكرناــ بنو وليعة من بني عمرو بن معاوية ومن مال اليهم .
وبما أن الاشعث بن قيس كان احد ملوك كندة ، وكان صاحب (مرباع)(3) حضرموت فقد كتب زياد الى البي بكر رضي الله عنه بالموقف في حضرموت وطلب منه المدد ، فبادر ابو بكر لاجابته وقال له في رسالته اليه تلك الجملة المشهورة عن الصديق( استعن بمن أقبل على من أدبر) .
ردة أهل حضــرمــوت
كانوا المرتدون الحضارمة أربعة أصناف :ـ
1ـ صنف عادوا الى عبادة الاوثان .
2ـ وصنف تبعوا مسيلمة والاسود العنسي ، وكان كل منهم قد ادعى النبوة قبل موت النبي (صلى الله عليه وسلم) فصدق مسيلمة أهل اليمامة وجماعة غيرهم ، وصدق الاسود أهل صنعاء وجماعة غيرهم ومنهم ملوك بني وليعة الذين سوف يأتي ذكرهم .. فقتل الاسود قبيل موت النبي ، وبقي بعض من آمن به فقتلهم عمال النبي (صلى الله عليه وسلم) في خلافة ابي بكر ، واما مسيلمة فجهز اليه ابو بكر جيشا بقيادة خالد بن الوليد فقتلوه.
3ـ وصنف ثالث استمروا على الاسلام ولكنهم جحدوا الزكاة وتأولوا بأنها خاصة بزمن النبي ، وهم الذين ناظر عمر بن الخطاب ابابكر في قتالهم . والى هذه الفئة ينسب البيتان المشهوران :ـ
أطعنا رسول الله مادام بيننا **** فيا قوم ماشأني وشأن أبي بكر
أيورثها بكرا اذا كان بعده **** فتلك لعمر الله قاصمة الظهـــر
4 ـ وصنف توقف ولم يطع احدا من الطوائف الثلاث وتربص لمن تكون الغلبة .
ويستطاع القول ان هذه الاصناف الاربعة تمثل كافة المرتدين العرب لا الحضارم وحدهم ، وكان المرتدون الحضارمة متمثلين أصلا في كندة ، وكانت رئاسة كندة في بني وليعة بالذات وهؤلاء فرعان :
الفرع الاول
بنو عمرو بن معاوية ، ولهم ملوك أربعة هم :
جمد ، ومخوس ، ومشرح ، وأبضعة ، تشاركهم في الذكر والرئاسة أختهم العمردة .
الفرع الثاني :

بنو الحارث بن معاوية ، ولهم ملكان هما :
السمط بن الاسود ، والاشعث بن قيس وهو آخر ملوكهم .
ولقد كانت ردة كندة حركة رجعية دفعت اليها عدة عوامل أظهرها:ـ
1. الحنين الى ظلم الجاهلية وبطشها وجبروتها وانانيتها.
2. عجز رؤسا المرتدين عن مزاحمة المتنورين بتعاليم الاسلام .
3. قعود جهلهم بهم عن التأهيل لاحتلال المراكز المهمة والوظائف الاسلامية العالية ، بعد أن سلبوا الرئاسة الوراثية التقليدية ، وغدا الاسلام يأبى أن يتبوأها الا من كان كفوا لها بعلمه وقوة ايمانه وسابقته من الاسلام .
وبالنظر الى العداء القديم المستحكم ، بين قبيلتي حضرموت وكندة فقد انحازت حضرموت الى جانب زياد وناصروه على كندة وبقية المرتدين ، على انه انحاز الى المرتدين افراد اشقياء من قبيلة حضرموت ومن السبيع الهمدانية وقبيلتي السكون والسكاسك .

ودارت رحى الحرب بين المسلمين والمرتدين في موضع ، لا يعرف مكانه اليوم ، يقال له (محشر الزرقان) فهزمت كندة وانسحبت الى موطن اعوانها من قبيلة حضرموت ولاذت بحصن (النجير) الواقع شرقي مدينة تريم (4) وهو حصن لقبيلة حضرموت استولى عليه اولئك الافراد من قبيلة حضرموت الذين انحازوا الى المرتدين .
وداهم المسلمون حصن النجير وحدثت به معركة تاريخية مشهورة كانت نتجتها أن انهز م المرتدون هزيمة منكرة وكانت نصرا عظيما للمسلمين ، وكان بين قتلى المرتدين ملوك بنو عمرو بن معاوية الاربعة واختهم العمردة ، والسمط بن الاسود أحد ملكي بني الحارث بن معاوية . اما الملك الاخر وهو الاشعث بن قيس رأس الفتنة فكان بين الاسرى .
ويذكر ان زيادا بعث بالاسرى ومنهم الاشعث الى ابي بكر فمن عليهم بالحياة بعد تجديد اسلامهم .

المرتدون من المهرة :

اما المرتدون من منطقة المهرة الحضرمية ، فقد سار اليهم عكرمة بن ابي جهل في جيش من المسلمين الذين كانوا يقاتلون المرتدين في عمان ، ودارت بين المهرة وبين المسلمين معركة فاصلة في مكان سماه المؤرخون ( جيروت) ولعله (حبروت) كسر فيه المهرة المرتدون واسر قائدهم (شخريث) وبعث به عكرمة الي ابي بكر مع جمع من اسرى المهرة ، وانتهت فتنة الردة الحضرمية /المهرية . واستقرت حضرموت تحت ظل الخلافة الاسلامية .


العمال على حضرموت في عهد الراشدين

توفي الخليفة ابوبكر (رضي الله عنه) لثمان بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث عشرة للهجرة ، فكانت ولايته سنتين وثلاثة اشهر وعشر ليال . وولي بعده عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وبقيت حضرموت جزءا لاينفصل عن اليمن ، وقطعة من الدولة الاسلامية الفتية .

كانت حضرموت على عهد الخلفاء الثلاثة في أغلب الاحوال تحت حكم من يتولى على اليمن ، بيد ان ولاة اليمن ربما جعلوا عليها نوابا ، ويذكر أن احد الخلفاء استعمل في حضرموت عاملا من قبله .

يعلي بن منية :
ولما توفي ابو بكر وولي عمر استعمل على اليمن يعلي بن منية (نسبة الى امه ) اما ابوه فهو أمية بن ابي عبيدة بن همام التميمي حليف قريش . واتهم يعلي باستغلال مركزه فعزله الخليفة عمر (5) .

ولما بويع عثمان (6) استعمل يعلي على اليمن ، ويقال انه عاد الى استغلال مركزه من جديد ، ويقال ايضا انه مات ولديه ثروة قدرت بستمائة الف دينار.
عدي بن نوفل :
وعلى الرغم أن يعلي كان مستقلا بالامارة على اليمن ، فان أمر حضرموت لم يكن اليه بل ان الخليفة بالمدينة استعمل عليها عاملا خاصا من قبله وهو عدي بن نوفل ، اذ استعمله عمر بن الخطاب على حضرموت ، ثم عمل لعثمان بعده ايضا ، وعدي هذا هو اخو ورقة بن نوفل ابن عم السيدة خديجة رضي الله عنها.
أما في عهد الخليفة علي فقد كان عامله على اليمن عبدالله بن العباس ابن عبدالمطلب ، وقد بقي في منصبه حتى وفاة الامام الامام علي كرم الله وجهه (7) وكانت حضرموت ابان عمالته تابعة لليمن الاعلى من الناحية الادارية.
وينبغي ان يلاحظ ان الحضارم كانوا في كل مناطق حضرموت ، مستقلين بشؤونهم الداخلية يديرونها بوساطة رؤساء عنهم وفق عاداتهم وتقاليدهم وعقيدتهم الجديدة ، وكانت واجبات عمال النبي صلى الله عليه وسلم وعمال الخلفاء الراشدين من بعده منحصرة في الاشراف على اداء الزكاة واقامة الفرائض الدينية الاخرى .

الهجرة الحضرمية في عهد الفتوح الاسلامية

كانت حرب الردة في عهد ابي بكر ، والفتوح في عهد عمر من بعده ، من بواعث هجرة القبائل الساكنة بحضرموت ، شانهم في ذلك شأن بقية القبائل الذين هاجروا من جهات اخرى من جزيرة العرب ، صوب الحجاز اولا حيث تعبأ الجيوش وتجهز البعوث الى شتى نواحي الارض ، ثم ذهابهم ثانيا الى الثغور ،في سبيل نشر الدين الاسلامي والقضاء على مناوئيه .

فهب رجال بلاد حضرموت وعليهم اقيالهم وملوكهم ورؤساؤهم أمثال وائل بن حجر ، والاشعث بن قيس وغيرهم من زعماء قبائل حضرموت وكندة والصدف والسكون والجعفيين .
وكان عمر بن الخطاب قد استنفر من اهل اليمن رجالهم وذوي الشان والنجدة لتلبية صوت الجهاد ونفير الاسلام ، فرجل جمع غفير من أهل جهة حضرموت بأسرهم وذراريهم ــ كسائر العرب ـــ لاداء واجبهم نحو دينهم وعروبتهم ، ثم توطنوا فيما بعد ثغور الاسلام ، فنزحت قبائل من حضرموت عن وطنها الاصلي الى غير رجعة ، فاستبدلوا لهم في البلدان الخصبة اهلا بأهل وجيرانا بجيران . فأثرت هذه الهجرة على بلاد حضرموت ، اذ نقص عدد سكانها نقصا كبيرا.

ونزح الحضارم والى الكوفة (العراق) والى الشام والى مصر في اعداد كبيرة ، واشتركوا في جيوش الفتح الاسلامي قادة وجنودا ومنهم من تولى بتلك الاقاليم الاسلامية وغيرها ـــ ملك شمال افريقيا والاندلس ــ الرئاسة والحكم والقضاء والافتاء وشاركوا ــ كما شارك ابناؤهم واحفادهم من بعدهم ـ في مختلف نواحي النشاط العسكري والاداري والفكري . وبرز منهم رجال تحدث عنهم التاريخ حديث اجلال واكبار (راجع كتاب (الجامع) للمؤلف) .

فبالاضافة الى ابادة حروب الردة ، كانت الهجرة ضربة على حضرموت افقتدها اكثر سكانها . وقد اصيبت حضرموت بضربات عنيفة وقاسية في العهدين الاموي والعباسي كما سياتي ذكره . ونتج عن ذلك خواء بعض النواحي الحضرمية من اهلها . وخراب بعض بلدانها وقراها. وتدهور الحالة الاجتماعية والاقتصادية بها.
لذلك لم يعد لبلاد حضرموت من الشان مايجعل الولاية عليها أمرا يستحق الذكر . فلم يحفظ التاريخ اسم أحد المتوليين عليها الا نادرا ، واكتفى المؤرخون بما عرف من أنها قطعة من اليمن مضافة الى عمالة من يتولى صنعاء من قبل الدولة .

حضرموت في العهد الأموي

لما ولي معاوية بن ابي سفيان ولي على صنعاء ــ قاعدة اليمن ــ فيروز الديلمي ، احد الفرس الذين كانوا باليمن ، وقد سبق ذكر فيروز هذا بمناسبة مشاركته في قتل الاسود العنسي الكذاب ، وبقي باليمن حتى توفي سنة53 هـ (672م) في عهد معاوية .
وفي عهد عبدالله بن الزبير، تولى على حضرموت من قبله عمارة بن عمرو بن حزم ، ويحتمل انه كان نائبا لعامل صنعاء عبدالله بن عبدالرحمن بن مخزوم وكان عاملا لعبدالله بن الزبير على اليمن .

ولما أضيفت اليمن الى ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 72هـ (691م) ولى الحجاج على حضرموت الحكم بن مولى الثقفي .
وتذكر روايات تاريخية أن الولاة الأمويين الحقوا بأهل اليمن وحضرموت من الجور والعسف ماأثار الحفائظ واضرم الصدور غيظا عليهم ، الامر الذي ادى الى ثورة عبدالله بن يحيى الكندي ، والملقب بـ (طالب الحق) وانضمام جانب كبير من الحضارم تحت رايته مما سياتي ذكره ، وكان على حضرموت حينئذ من قبل الامويين ابراهيم بن جبلة بن مخرمة الكندي .


ثورة عبدالله بن يحيى الكندي بحضرموت

شاخت الدولة الاموية ، وبداء التصدع في جوانبها من عهد الوليد بن يزيد ، ولم يكن اليمانية ــ وهو أعظم جند الشام ــ راضيين عنه .ومن المعروف أن جند الشام هم الذين ارتكزت على اسنتهم وحرابهم الدولة الاموية . فجرؤت النفوس على الخروج على الملك الاموي ، ونجمت قرون الفتن والاحزاب والمؤامرات السرية ضد الدولة ، وانتشرت المناوشات الدامية في شتى انحاء المملكة الاموية ، وغدت بها اوصال الدولة اشلاء مقطعة بايدي الطامعين والثائرين والحاقدين مما اوقع في النفوس يقينا انهيارها وقرب اضمحلالها.
هذه الحالة التي كانت عليها الدولة الاموية جرأت أبا حمزة الحروري الاباضي على التآمر مع عبدالله بن يحيى الكندي للقيام بثورة في حضرموت وعموم اليمن ضد الحكم الاموي ، لاسيما ان عبدالله بن يحيى كان في طليعة المتذمرين من الحالة السيئة التي عمت اليمن وحضرموت على ايدي الامويين.

وكان ابو حمزة المختار بن عوف الازدي السلمي (واحيانا يسمى الحروري الاباضي) أحد أهل البصرة ممن لبى دعوة عبدالله بن اباض التميمي الخارجي . وتتلخص دعوة عبدالله بن اباض في ان (أهل القبلة) أي المسلمين ، هم غير كفار ، ولكنهم غير مشركين ، فمناكحتهم وموارثتهم جائزة الا ان أموالهم من السلاح والعتاد عند الحرب حلالان ، وأن مرتكبي الكبائر ليسوا بمؤمنين ، ولكنهم موحدون ، وان مرتكب الكبيرة كافر كفر النعمة لا كفر الملة ، وانهم لا يتولون من الخلفاء الاربعة غير الخليفتين ابي بكر وعمر وان الخليفتين عليا وعثمان قد خالفا ــ حسب زعمهم ــ سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، الى غير ذلك (9) . وقد سميت هذه الفرقة بالاباضية نسبة الى عبدالله بن اباض المذكور ، وهي احد فرق الخوارج.
والحقيقة ان وجود الخوارج بحضرموت كان قديما، وأول اتصالهم بحضرموت كان في بداية النصف الثاني من القرن الاول من الهجرة ، (685م ) فقد بعث اتباع نجدة بن عامرالحنفي الخارجي ، المتغلب على اليمامة والبحرين ، بأنصارهم الى حضرموت سنة (66هـ) (685م) وولوا ابا فديك لقبض الصدقة باسم الفرقة النجدية (نسبة الى نجدة بن عامر المذكور) ، وكان هذا أول اتصال الخوارج بحضرموت ، وقد أحدث ذلك جوا صالحا لتلقي نحلة الاباضية بالقبول والاذعان .

وكان اباحمزة المختار يتردد على مكة كل عام ويدعوا الى الثورة ضد مروان بن محمد الاموي ، والى اعتناق المذهب الاباضي .
وفي سنة 128هــ (745م) اتصل ابو حمزة في مكة بعبد الله بن يحيى الكندي من اهل حضرموت وشرح له فكرته الثورية ومذهبه الاباضي ، فاستحسن عبدالله بن يحيى ماقاله ابو حمزة وخرج ابو حمزة وعبدالله بن يحيى وجماعة من انصار ابي حمزة الى حضرموت وهنا اعلنوا الثورة على مروان بن محمد ودعوا البيعية لعبدالله بن يحيى ولقبوه (( طالب الحق)) .

كان ذلك سنة 129هـ (746م) وكان هذا أول وجود المذهب الاباضي بحضرموت .

فكثر انصار (طالب الحق) لا سيما ان الناس قد برموا بالحالة في حضرموت من عمال بني امية وظلمهم وعسفهم كما تذكر الروايات التاريخية .
وكان على حضرموت من قبل الامويين ابراهيم بن جبلة بن مخرمة الكندي ، (10) فاعتقله انصار (طالب الحق ) ردحا من الزمن ثم اخلوا سبيله .
وكتب عبدالله بن بحيى الى من كان على مذهبه في صنعاء في الفين من رجاله الحضارم واستولى عليها ثم بسط سلطانه على اليمن , وأقام عبدالله بن يحيى بصنعاء شهرا كان الخوارج (الشراة) يأتون خلاله اليه من كل مكان حتى كثر جمعه ، الامر الذي شجعه على الاستيلاء على مكة والمدينة ، وكان ذلك سنة 130هــ (747م) اذ انه فعلا وجه الى تلك المدينتين الشريفتين اباحمزة المختار واخرين من انصاره على راس جيش كثيف واستولى ابو حمزة على مكة والمدينة .

ولما بلغ مروان بن محمد الاموي (11) خبر استيلاء ابو حمزة على مكة والمدينة جرد له من الشام حملة عسكرية قوية بقيادة عبدالملك بن عطية السعدي . فكانت معركة بين الامويين والاباضيين في مكة قتل فيها ابو حمزة وأكثر انصاره . أما الباقون من انصار ابي حمزة فقد لاذوا بالفرار الى صنعاء.
وتحرك عندئذ عبدالله بن يحيى (طالب الحق ) بجيش من صنعاء ضم فلول جيش ابو حمزة . والتقى بجيش ابن عطية السعدي في الطائف ودارت بين الفريقين معركة في الطائف قتل فيها (طالب الحق ) وجمع كبير من انصاره وتوجه ابن عطية الى صنعاء لمقاتلة من بقى فيها من الخوارج وتمكن من قمع ثورتهم وكسر شوكتهم .
عند ذلك فر من بقى من الاباضيين على قيد الحياة الى حضرموت فتعقبهم ابن عطية وقضى عليهم واحتل مدينة شبام وكانت مركزا هاما لهم .
ثم أتى ابن عطية كتاب من مروان ابن محمد يأمره بالذهاب على عجل الى مكة ليحج بالناس ، فصالح ابن عطية اهل حضرموت ، وذهب الى مكة ومعه جماعة من الحضارم فلما كان ببلاد مراد قتله الاباضية .

فلما علم ابن اخي عبدالله بن عطية (12) وهو بصنعاء خبر قتل عمه ، أرسل شعيبا البارقي على راس جيش الى حضرموت ، فاوقع بالاباضية الذين كانوا بها . الا ان قسوته تجاوزت الحدود فقد قتل صبيانهم وبقر بطون نسائهم وأتلف اموالهم واخرب ونهب قراهم .
واخمدت ثورة الاباضية بحضرموت سنة 130هـ ( 747م) ، وللمؤرخين الحضارم وغيرهم عن شخصية (طالب الحق ) وعن ثورته وأهدافها احاديث مطولة ومتضاربة لونتها الاهواء بأصباغها.

حضرموت في العهد العباسي

كانت الدولة الاموية تلفظ أنفاسها الاخيرة في عهد مروان بن محمد الجعدي . فكتب اليه نصر بن يسار رسالة يعلمه فيها عن مغزى دعوة ابي مسلم الخراساني وضمها الابيات التالية وهي مشهورة في التاريخ الاموي ، والابيات لأبي مريم البجلي :ـ
أرى خلل الرماد وميض نار ** ويوشك أن يكون لها ضرام
فان النار بالعودين تذكــــــى ** وأن الحر اولها الكــــــــلام
لئن لم يطفها عقلاء قـــــــوم ** يكون وقودها جثث وهــــام
أقول من التعجب ليت شعري** أأيقاظ أمية أم نــــــــــــــيام
فأن كانوا لحينهم نيامـــــــــا ** فقل قوموا فقد حان القـــــيام .
وفي سنة 133هـ (750م) انهزم مروان بن محمد الجعدي عسكريا امام طليعة الحركة العباسية الصاعدة ، ففر بفلول جيشه الى مصر وقتل في قرية (بوصير) المصرية .
وتولى الحكم ابو العباس السفاح ، أول خلفاء بني العباس ، فولى على اليمن عمه داوؤد بن علي فتوفي في السنة نفسها. فعين مكانه ابن خاله محمد بن يزيد بن عبد المدان الحارثي ، وفي سنة 134 هـ (753م) عين السفاح على اليمن علي بن الربيع بن عبدالمدانالحارثي .

وتوفي السفاح سنة 136هـ ( 753م) وتولى بعده ابو جعفر المنصور ، فاستعمل على اليمن عبدالله بن الربيع بن عبدالمدان الحارثي ، فثار اهل اليمن سنة 142هـ (759م) فعزله المنصور وولى مكانه معن بن زائدة ولما قدم معن اليمن قتل اهلها قتلا فاحشا ، وقد استعمل على بعض مخاليفه ، ومنها حضرموت ، بعض اقربائه . وكان بعض اقرابته فسقة ظالمين ، فقتل اهل المعافر (13) أحدهم وقتل الحضارمة آخر منهم ، فشدد معن بن زائدة في الانتقام من أهل المعافر ومن الحضارم الا ان القتل في الحضارم كان فظيعا حتى بلغ عدد القتلى خمسة عشر الفا كما يذكر المؤرخ الديبع (14) وذلك لأن الحضارم حاربوه وقاوموه .، وذكر الديبع ايضا ان معن بن زائدة عاقب اهل اليمن بأمور اخرى غير القتل وذلك بأن البسهم السواد وقد مدح الشاعر مروان بن ابي حفصة معن بن زائدة بقصيدة على ماصنع بأهل حضرموت ، ومن تلك القصيدة الاربعة الابيات المشهورة التالية:ـ
لقد اصبحت في كل شرق ومغرب ** بسيفك اعناق المريبين خضعا
وطئت خدود الحضرميين وطا ة ** لها انهد ركن منهم فتضعضعــا
فأقعوا على الاذناب اقعاء معشــــر** يرون لزوم السلم أبقى وأنفعـــا
فلو مدت الايدي الى الحرب كلهــا ** لكفوا ومامدوا الى الحرب اصبعا
وبقى معن واليا على اليمن تسع سنين حتى ولاه المهدي العباسي (158ــ 169هـ‘) (774ـ 785م) سجستان بأرض العجم ، واستخلف على اليمن ابنه زائدة بن معن ، فمكث واليا بها ثلاث سنين (15).
بيد ان الحضارم بعثوا الى معن بن زائدة من يغتاله في مستقر حكمه ببيست (سجستان) . وهكذا توالى خلفاء بني العباس على الحكم في بغداد ، وتوالى عمالهم على اليمن ، وكانت اليمن تموج بالفتن والاضطرابات والاطماع السياسية .
وكانت الحالة العام بحضرموت ليست باحسن ولا بأهداء مما هي عليه في مخاليف اليمن الاخرى .
ثم تولى الحكم الخليفة المأمون سنة 198هـ (813م) .
وعلى اثر تولي الحكم الخليفة المامؤن سنة 198هـ (813م) . وعلى اثر تمرد قبيلة اشاعر باليمن عين المامؤن عاملا له على تهامة هو محمد بن عبدالله بن زياد سنة 202هـ (817م) .




دولة بني زياد
فأخضع ابن زياد الاشاعر واعاد الامور الى نصابها وجعل مدينة زبيد عاصمة حكمه سنة 204هـ (819م) وفي سنة (205هـ) (820م) أنشاء محمد بن زياد هذا (دولة بني زياد) باليمن ، وقد سماها المؤرخ بها ء الدين الجندي (صدر الدولة اليمنية الحديثة ) اذ كانت أول دولة تقام في اليمن مستقلة عن النفوذ العباسي .
وحكم محمد بن زياد اليمن زهاء اربعين سنة حتى توفي ، وخلفه على الحكم أبنه ابراهيم سنة 242هـ (856م) . وقد دامت دولة بني زياد مايقرب من مئة وسبع وتسعين سنة ، كان آخر حكامها الحسين بن سلامة ( 391ـ 402هـ ) (1000ـ 1011م ) وهو مولى بني زياد ، وقد تولى الحكم حيث لم يبق من بني زياد غير طفل صغير اسمه ابو الجيش .

دولة بني يعفر

وخلال حكم بني زياد في تهامة ، قامت سنة 225 هـ (839م) دولة بني يعفر في شبام (16) اولا ثم في (صنعاء) . وقد أنشاها ابراهيم بن يعفر ، وكان والده يعفر بن عبدالرحيم الحوالي الحميري قد عين عاملا على صنعاء سنة 262هـ (876م) من قبل الخليفة العباسي المعتمد بن المتوكل 256ــ 279هـ (869 ــ 892م)
وتلاشت دولة بني يعفر سنة 393هـ وكان اخر حكامها اسعد بن عبدالله ( 387 ـ 393 هـ ) ( 997 ــ 1002م) ، وفي عهد هذه الدولة غزاء القرامطة اليمن سنة 292 هـ (905م) بزعامة علي بن الفضل القرمطي .
وعلي بن الفضل هذا يمني وهوشخصية شاذة برزت على مسرح الاحداث اليمنية في اليمن الاعلى ، وكان اول ظهوره في يافع بصفته داعيا لعبيد الله المهدي من ذرية عقيل بن ابي طالب . وقد تمكن ابن الفضل من الظهور بالزهد والصلاح فالتف حوله اناس كثيرون . ثم استطاع جمع اموال طائلة سخرها في الفتن والاطماع السياسية ، فراح يغزو الاقاليم اليمنية . وفي (المذيخرة) (17) التي جعلها قصبة ملكه نشر مذهبه الاباحي الذي أجمله في قصيدة مشهورة ، منها قوله :ـ

خذي الدف ياهذه واقــــــربي ** وغني هذاديك (18) ثم اطـــــربي
تولى نبي بني هاشـــــــــــــم ** وهذا نبي بني يعــــــــــــــــــــــرب
لكل نبي مضى شــــرعـــــــة ** وهاتا شريعة هذا النـــــــــــــــــبي
فقد حط عنا فروض الصــــلاة ** وفرض الصيام فلم نتعـــــــــــــــب
اذا الناس صلوا فلا تنهضي ** وان صاموا فكلي واشــــــــــــربي
ولا تطلبي السعي عند الصفا ** ولا زورة القبر في يثــــــــــــــرب
ولا تمنعي نفسك المعرســين ** من الاقربين او الاجنـــــــــــــــبي
بماذا حللت لهذا الغريـــــــب ** وصـــــــرت محـــــرمـــــــة للاب
اليس الــــــــغراس لمن ربه ** وأسقاه في الزمـــــــــــن المجــدب
وما الخمــر الاكماء السمــاء ** يحل فقد ســـت من المــــذهــــــــب (19)
وقد هاجم القرامطة حضرموت في بداية القرن التاسع الهجري ( 913م) وبقى لهم نفوذ بها فترة من الزمن ، وكان المذهب القرمطي ، الذي أول ماظهر في العراق ، قد انتشر في بعض انحاء العالم العربي . ولم تدم الحركة القرمطية اكثر من ثلاثين عاما على وجه التقريب .

الامامة في اليمن

وفي سنة 284هـ (897م) بويع الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم (من ذرية الحسن بن علي بن ابي طالب ) أول امام في اليمن ، وكان مستقره (صعدة) . وكان بعض أهل شمال اليمن الاعلى قد استدعاه من المدينة المنورة حيث عرف بالعلم والعبادة والتقوى والصلاح . وله مؤلفات منها (الاحكام) وقد نهج فيه نهج الامام مالك في (الموطا) وكذا (المنتخب ) و(الفنون) في الفقه.
ومعظم ائمة اليمن قد انفصلت عن الحكم العباسي . ودارت بين الامام الهادي وبني يعفر وغيرهم من ذوي السلطة السياسية في اليمن معارك عديدة ، كما أن اصطدامات دموية جرت بينه وبين علي بن الفضل القرمطي .

حالة حضرموت بين 402ـ 662 هـ (750ـ 1010م)

في خلال هذه الفترة التاريخية ظلت حضرموت تحت حكم اليمن الاعلى اسميا . فكان أهله في واقع الامر ، هم الحكام الفعليون لها، وكانت البلاد الحضرمية مجزأة الى مناطق عشائرية يتحكم في كل منطقة منها رئيس عشائري من ذوي القوة والمنعة .
ومن المؤسف له أن المؤرخين أهملوا تاريخ حضرموت عن تلك الفترة . وكلما يعرفهم عنها هو قولهم (ان الحاكم الزيادي أو اليعفري بسط حكمه على حضرموت ) ولا اكثر من ذلك .
والحقيقة ان استقلال حضرموت بشئونها كان متسقا مع طبيعة الاشياء ذلك ان الحكام في شمال اليمن كانوا في شاغل بفتنهم المستعرة فيما بينهم ، بل انهم في الواقع كانوا حكام قرى ومدن او مناطق قبلية محدودة ، ولم يكن أحد منهم من ذوي الشوكة والنفوذ الواسعين ، ومنهم من كان (يعدل) (21) بلاده للحكام الاجانب .

قدوم المهاجر أحمد بن عيسى الى حضرموت

ومن أهم ماحدث في حضرموت ابان العهد الزيادي قدوم السيد احمد بن عيسى جد العلويين بحضرموت . وكان قد قدم من البصرة سنة 318هـ (930م) يرافقه ابنه عبيد الله وحفيده بصري بن عبيدالله وجماعة من عائلته وأتباعه.
قدم المهاجر اولا الى قرية (الجبيل) بوادي دوعن ، ولم تطل اقامته بها ، فغادرها الى مدينة الهجرين، ثم اتجه منها الى قارة (بني جشير) وهي احدى قرى كندة القديمة . وتقع هذه القرية بالقرب من قرية (بور) .
وكان لقدوم المهاجر الى حضرموت ولاحفاده من بعده أثر عظيم في تاريخ حضرموت السياسي والاجتماعي والمذهبي ، وقد غدا أحفاد المهاجر الى اليوم من أهم مصادر التصوف في حضرموت.
فقد كانت الاضطرابات الثورية في جنوب العراق خلال الحكم العباسي وهذا السبب نفسه هو الذي دفع من قبل بأئمة اليمن الى الفرار من العراق الى المدينة المنورة . كما دفع بجد آل باوزير الى الفرار من العراق الى المكلا.

أما سبب قدوم المهاجر الى حضرموت واختياره لها دارا بعد ان طاف بالحجاز واليمن الاعلى بعد مغادرته وطنه الاصلي العراق ، وكذا قبره ومذهبه ونواح أخرى من نشاطه وتاريخ حياته بصورة عامة فقد كتب عن كل ذلك المهتمون بتاريخ هذا السيد الجليل الصفحات العديدة ، وهي ممتعة ومفيدة لمن يهمه الاطلاع عليها، وقد توفي المهاجر بالحسيسة سنة 345هـ (956م) ودفن بها .

ويعرف احفاد المهاجر في حضرموت بالعلوين نسبة الى جدهم الاعلي علوي بن عبيدالله بن احمد بن عيسى المهاجر.
وفي رأينا أن احدا من الذين تديروا حضرموت ، في تاريخها المعروف ، حكاما او محكومين ، قادة او اتباعا ، لم يترك من المعالم البارزة في هذه البلاد ماتركه السيد المهاجر وبعض الاكابر من احفاده (22) فقد كان تأثيرهم على سير الاحداث بحضرموت أقوى من تاثير مشائخ حضرموت ،على ما للمشائخ من نفوذ وسمو مقام عند الحضارم. ومما وقفنا عليه من تاريخ حياة المهاجر وبعض من احفاده أن ابرز ما تميزت به عهودهم أنهم لم يسعوا الى ملك او سيطرة سياسية في حضرموت ولكنهم انما كان بعضهم بحق ، ورغم كل المكاره التي صادفتهم ، دعاة خير الى الطرائق السوية ، وكان مشهورهم تغمره بركة مستورهم كما قد قيل قديما عنهم .

دولة بني نجاح

بعد وفاة الامير الحسن بن سلامة ،آخر ولاة بني زياد ، استولى على الحكم نجاح الحبشي ، احد موالي بني زياد، واستقل بالسلطة في تهامة وجعل مقر حكمه مدينة زبيد.
واستمرت دولة بني نجاح في خضم من الفتن والصراع على السلطة ، مع الصليحيين وغيرهم من عام 403ــ 555 هـ (1012ــ1160م) الا انها دولة كانت منحصرة في تهامة .

ومن أمراء بني نجاح ( جياش بن نجاح) وكان يلقب بالعادل بن الطامي ، وهو مؤلف كتاب (المفيد عن اخبار زبيد) . وقد حكم الامير جياش من سنة (486ـ 498 هـ) (1090 ــ 1104م) ، وآخر امراء بني نجاح الامير فاتك بن محمد بن فاتك (540ــ 555 هـ) (1145 ــ 1160م) .



دولة الصليحيين

أنشاء هذه الدولة الامير علي بن محمد الصليحي (439ــ 458هـ ) (1047ـ 1065م) وكان مقره الاول جبل مسار ثم تمركز بصنعاء .
ويقال ان ملك الصليحيين امتد الى حضرموت ساحلها وداخلها . الا اننا لانعلم شياء عن طبيعة ذلك الحكم ولا عن كيفية استيلاء الصليحيين على حضرموت . على انه من المعروف ان الحكام الصليحيين بوصفهم حكام من الشيعة ، قد ساعدوا على توطين مركز العلويين في درجة الاباضيين الذين كانوا مناوئين لهم في حضرموت ، وساعدوا على تقليص النفوذ الاباضي (23).

وكانت عدن حين برز الصليحيون على مسرح الاحداث ، تحت حكم بني معن (علاقة لهم بمعن بن زائدة الشيباني) حين كانوا عمالا عليها من قبل بني يعفر.
وعندما استولى الصليحيون على عدن أبقوا بني معن نوابا عليها تحت اشراف الامير احمد بن جعفر بن موسى الصليحي والد السيدة ( التي عرفت منذ صغرها بلقب أروى وهو لقب يعني الظبية وقد غلب على اسمها) وبقي الامير احمد بعدن حتى مات في حادثة انهدام منزله عليه .
وكانوا بني معن يدفعون للصليحيين جزءا من ايرادات عدن السنوية .
وكانت لبني معن علاقات تجارية قوية مع الساحل الحضرمي ، وهي العلاقات التقليدية القديمة بين عدن والشحر . فلما استولى الصليحيون على عدن امتد نفوذهم عن طريق بني معن الى حضرموت ساحلها وداخلها.

وقد جعل الصليحيون لهم نوابا على حضرموت ، هم ، كما يقال محليا، آل فارس على الشحر ، وال الدغار على شبام ، وآل قحطان على تريم، وهؤلا جميعهم من الحضارم ، وكانوا من ذوي السلطة في مناطقهم ،
ولما زوج الاكير علي بن محمد الصليحي ابنه المكرم بالسيدة أروى بنت أحمد الصليحية ، جعل صداقها جزءا من ايرادات عدن ، فاستمر بنو معن يدفعون هذا الخراج المقرر عليهم .
وعندما امتنع بنو معن عن دفع الخراج ، داهم المكرم بن علي الصليحي وطردهم من عدن ، وولاها بعض اقاربه ، وهم العباس والمسعود أبناء المكرم الهمداني ، بعد ان قسم (عدن) الى قسمين بينهما، اذ جعل للعباس حصن التعكر (24) ومايأتي من البر، وللمسعود حصن الخضراء (25) ومايليه من البحر . واستخلفهما للسيدة أروى على ان يسوق كل منهما اليها خمسين الف دينار كل عام . وقد استمرا على ذلك ، كما استمر من جاء بعدهما من اولادهما الى وفاة السيدة أروى.
ومن حكام الصليحيين المشهورين السيدة أروى بنت أحمد سالفة الذكر وقد حكمت معظم البلاد اليمنية بعد أن شاركت زوجها المكرم في تدبير شؤون الدولة منذ قيامه حتى مات ، وقبضت على ازمة الامور في البلاد من سنة 484ـ 532 هـ ( 1091ــ 1137م) .
ويذكر التاريخ السيدة أروى بالفضل والدهاء ، وسمو التفكير وسداد الرأي ، ولها محاسن في اليمن كثيرة ، منها بناء جامع (ذي جبلة) وعمارة الجناح الشرقي للجامع الكبير بصنعاء ، وغير ذلك من المساجد ومعاهد العلم والوقفيات الكبيرة ، والصدقات ورواتب العلماء والمرشدين والمدرسين ، وقد توفيت السيدة أروى بمدينة (ذي جبلة) (26) سنة 532هـ (1137م) ودفنت بجامعها الشهير بعد ان اسندت ويتها الى آل زريع حيث تولى أمر سباء بن أبي السعود بن زريع الملقب بـــ (الداعي).

دولة بني زريع وبني حاتم وبني مهدي

لما توفي العباس بن المكرم الهمداني خلفه ابنه زريع بن العباس على ماكان متوليا عليه من عدن ، وقد سميت الدولة الزريعية بأسمه ، وامتد حكم بني زريع من سنة 470ــ 569 هــ ( 1077ــ 1173م) .
وقد اشترك بنو زريع الى جانب الصليحيين في صراعهم ضد بني نجاح وحققوا انتصارات لها شان في التاريخ ، وبعد ان ضعف شأن الصليحيين بوفاة السيدة أروى بنت أحمد امتد نفوذ بني زريع الى خارج عدن ، فاستولوا على المعافر وتهامة في حياة الداعي سباء ابن ابي السعود . وقد توفي الداعي سنة 533هــ (1138م) بحصن الملوة.
وكان اخر أمراء بني زريع أبو الدر جوهر العظمي ، وقد حكم بين سنة 560و569هـ (1164ــ 1173م) ومنه انتزع الايوبيون ملك اليمن .
وخلال عهد الصليحيين والزريعيين قامت في اليمن الاعلى دولتان هما دولة بني حاتم (492ــ569م) (1098ــ 1173م) ودولة بني مهدي ( 553ــ 569هـ ) 1158ــ 1173م) ولم يكن لهما أية علاقة بحضرموت .
وقد جرف التيار الايوبي هذه الدول الثلاث كما سيأتي ذكر ذلك في الفصول القائمة .





الايوبيين في اليمن

قامت دولة الايوبيين في مصر على انقاض الحكم الفاطمي ، الذي انتهى سنة 566 هـ (1170م) . وقد اسس هذه الدولة صلاح الدين بن نجم الدين ابو الشكر ايوب ، وباسمه سميت الدولة ، ومن طموحات الايوبيين في الحكم القضاء على الشيعة في مصر ، واحلال السنة محلها واشعال الحرب ضد الصليبيين .
وقد تمكن صلاح الدين الايوبي من قهر الصليبيين في عدة وقائع شهيرة ، منها وقعة (حطين) ، كما تمكن من فتح القدس الشريف ، ومن الحاق الهزيمة بالحملات العسكرية الصليبية التي كان يقودها رتشارد (قلب الاسد) ملك بريطانيا.
وقد انتشر نفوذ الايوبيين الى العراق وسوريا والحجاز واليمن ، ومن مآثر صلاح الدين الايوبي الخالدة بناؤه مدرسة الازهر الشريف ، لتدريس المذاهب الاربعة ، اما الازهر فقد كان بناؤه في عهد الفاطميين .

وقد انتهت دولة الايويين سنة 650هـ (1252م) بقيام دولة المماليك في مصر التي بدأت بالملكة شجرة الدر سنة 648هـ (1250م) .
أما قدوم الايوبيين الى اليمن فكان سببه أن الفوضى العشائرية استبدت باليمن ، فاستنجد اهلها بالخليفة الفاطمي بمصر ( وذلك قبل قيام دولة الايوبيين) فأمر وزيره صلاح الدين الايوبي بنجدة اليمنيين ، فبعث صلاح الدين أخاه توران شاه على رأس جيش كبير الى اليمن، فوصل (زبيد) في شهر شوال سنة 569هـ (1974م) وقضى على الفوضويين ، وانهى من تبقى من حكام الصليحيين وبني حاتم وبني مهدي .
وهكذا كان قدوم الايوبيين الى اليمن خاتمة كل الدويلات التي كانت قائمة في اليمن الاعلى ، .. ثم اتجه الايوبيون نحو عدن فازالوا عنها وعن نواحيها حكم بني زريع .



حضرموت تستقل بأمرها عن اليمن الأعلى

وبأنتهاء حكم الصليبيين في اليمن حضرموت تحت ولاتها السابقين المحليين مستقلة بأمرها في بداية النصف الثاني من القرن الخامس عشر الهجري (1059م) .
وتقسم حضرموت الى ثلاث امارات او اكثر ، أحداها أمارة آل قحطان ، ومركزها مدينة تريم ، والثانية أكارة آل الدغار ومركزها شبام ، والثالثة امارة ال فارس ومركزها مدينة الشحر.
وقد مكثت حضرموت بين هذه الامارات الثلاث تتخبط في ظلام الفوضى والتطاحن بينها، كما تعرضت لاتفاضات الثائرين وغارات القبائل مدة من الزمن ، واستمرت كذلك الى ان استولى عليها عثمان الزنجيلي ، نائب الايوبيين على عدن ونواحيها، سنة 576هـ ( 1180م) ، وقد بقيت هذه الامارات تحت سلطة الزنجيلي ردحا من الزمن ثم انتفضت عليه ، وعادت من جديد تصارع الاقدار ، وكأن لم يكن لاهلها الا الاقتتال فيما بينهم والاقتتال مع الاخرين ، وليس ذلك بمستغرب من حكام عشائريين ينظم علاقاتهم الداخلية والخارجية قول عشائري ماثور وهو ( من عز بز).

امارة بني قحطان

أول أمراء هذه الامارة هو قحطان بن العوام بن أحمد القحطاني ، ويرجع بنسبه الى فهد بن القيل بن يعفر بن مرة بن حضرموت بن سباء الاصغر .
ولا يعرف بالضبط التاريخ الذي أقيمت فيه هذه الامارة أو لعهدها والاحتمال القوي أنها أقيمت في النصف الثاني من القرن السادس الهجري (القرن الثاني عشر الميلادي) .
ومن سلاطين هذه الامارة السلطان عبدالله بن راشد بن شجعنة القحطاني ، وهو الامير المشهور الذي ينسب وادي حضرموت الرئيسي اليه ، فيقال وادي ابن راشد ، وكان هذا فقيها عادلا ، وكان مولده بتريم سنة 553هــ (1158م) . وقد توفي سنة 616هـ ( 1219م) . وأخر سلاطينها، فهد بن عبدالله ، وقد تولى الحكم في حياة ابيه سنة 603هـ (1206م) .

امارة بني الدغار

أول أمراء هذه الامارة الدغار بن أحمد الهزيلي . والهزيليون أمراء شبام يلتقون في النسب في آل قحطان عند فهد بن القيل يعفر بن مرة بن حضرموت بن سباء الاصغر . وفيهم قال نشوان بن سعيد الحميري :ـ
وبني الهزيل وآل فهد منهم *** من كل هش للندى مرتاح
وقد قامت هذه الدولة في شبام ، بعد زوال السلطة الاباضية منها وكان آخر سلاطينها راشد بن احمد النعمان ، وفي عهده استولى آل يماني على شبام وكانت نهاية امارة بني الدغار ، وذلك سنة 605هـ (1208م) وبعد طردهم من شبام اقام آل الدغار امارة صغيرة لهم في وادي حجر في العام نفسه .

امارة آل فارس بن اقبال

لا يعرف الأمير الاول الذي أنشاء هذه الامارة ، ولكن عبدالباقي بن فارس بن اقبال كان اول أمير ذكرته التواريخ ، وقد توفي بمارب سنة 547هـ (1152م)
ومن أمراء آل اقبال الأمير عبدالرحمن بن راشد بن اقبال سلطان الشحر واختلف المؤرخون حول نسبه ، فبعضهم يزعم انه من آل فارس بن اقبال وبعضهم الاخر يزعم انه من آل قحطان ، ويبدو لنا انه من آل قحطان الذين استولوا على الشحر بعد أن انتزعوها من آل فارس . وفيها يقول الشاعر الشعبي العدني ابو حنيفة النقيب :ـ

أنت أنت الذي ان عادلوا بك ملوك الورى لم يعـــــــــدلوك
أنت في البر وهاب القرى ، أنت في البحر وهاب الفلـــوك
ان مدح بالكرم معطي المية ، فبما يمتدح موطي اللكـــــوك
كل ملاك (قحطان) الورى بكفالة ملكهم قــد كفلـــــــــــــوك (28)
وقد استولى على عدد من مدن وقرى وادي حضرموت بالشراء من ولاتها سنة 633هـ (1235م) ولكنها ــ وذلك مايحدث دائماــ خرجت من يده بعد ثلاث سنين من شرائها. وشراء البلدان عادة نقليدية في حضرموت ــ كما كانت في نواحي اخرى من العالم ــ واستمرت الى القرن الثالث عشر الهجري (29).

وقد توفي عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالرحمن بن راشد سنة 664هـ (1265م) ودفن بالشحر ، وقيل انه مدفون بناخية أخرى من حضرموت، أن تواريخ قيام وزوال هذه الامارات غير محققة ، اما من الناحية السياسية فلعل اصدق واوجز وصف اطلعنا عليه لهذه الامارات ماقاله الشاطري عنها وهو: ( ان دولة كل من هؤلا الأسر التي توارثت السلطنة على حضرموت لها مد وجزر وابساط وانكماش وقد يعتريها الضعف حتى يكاد يقضي عليها ، ثم تنبعث مرة اخرى من جديد ويتجدد شبابها ، كما ان نهاية زمن السابقة يكون بداية زمن اللاحقة ، وقد يطول هذا الزمن المشترك بينهما يتنازعان فيهما البقاء حتى تتغلب القوية على الضعيفة ، كما يقع هذا كثيرا في التاريخ (وخاصة في تاريخ الدولة اليمنية الشمالية التي مر ذكرها في الفصول السابقة ) .
كل هذا مع عدم خلو المطاف دوما بحضرموت من أشخاص وأسر وقبائل وأخرى تتجاذب الحبل أيضا مع هذه السلطنات في عهودها (30)
واذا كانت هذه الامارات تتنازع السلطة فيما بينها ومع الطامعين والفوضويين الآخرين في شرقي حضرموت وساحلها، فأن غربي حضرموت ظل مسرحا للصراع العشائري بين قبائل أخرى أهمها قبيلة خيثمة (نهد) ، التي كانت شوكة في جنب الامارات الثلاث سالفة الذكر .
عثمان الزنجيلي يغزو حضرموت ( 31)

السبب الذي دفع بعثمان الزنجيلي الى غزو حضرموت غير معروف ، فمن المؤرخين من يقرر أن السبب كان (الطمع في الاستيلاء على حضرموت)(32) ومنهم من يرى متأكدا (أن الخوارج هم الذين جاؤوا بالغز(33) الى حضرموت للقضاء على الشيعة وعلى أنصارهم كما يبدو.
وفي سنة 575هــ ( 1179م) جهز الايوبيين جيشا من اليمنيين والشماليين ومن الاكراد والاتراك الذين عرفوا في التاريخ الحضرمي بـ (الغز) تحت قيادة عثمان الزنجيلي فأحتل الزنجيلي الشحر ، وبعدها احتل تريم وشبام،

فازال بهذا الاحتلال عن هذه المدن سلطان آل قحطان وآل فارس وآل دغار . وفي غزوه هذا ارتكب الزنجيلي بعض الفظائع منها قتل بعض الفقهاء الحضارم. وعاد الزنجيلي الى عدن بعد ان ترك اخاه (الاسود) او (السويد) (24) الزنجيلي واليا على حضرموت .
وثارت قبائل حضرموت في عهد السويد الزنجيلي ولم يستطع كبح جماحها وعادت أمارات آل قحطان وآل اقبال وآل الدغار الى الظهور . ولا يعرف ماذا كان مصير (السويد) فأرسل الايوبيين الى حضرموت جيشا كثيفا بقيادة عمرو بن مهدي اليمني لاخضاع الامارات الثلاث . فاستولى ابن مهدي على الشحر وتريم وشبام بعد مجازر رهيبة .
وفي سنة 621هـ (1224م) ثارت قبيلة نهد على ابن مهدي في وادي شحوح وهاجمت ابن مهدي في شبام وقتلته . وكان في ذلك نهاية وجود الايوبيين بحضرموت .

دولــــــة آل يمــــــــــاني

أنشاء هذه الدولة الأمير مسعود بن يماني بن لبيد الضني سنة 621هـ (1224م) على اثر اندحار الايوبيين من حضرموت ، واستولى على معظم مدن وقرى حضرموت الداخل بعد أن طرد منها حكامها الصغار . وقد حاول مسعود الاستيلاء على الشحر ، ولكن حكامها آل اقبال استعصوا عليه فصالحهم على الصداقة المتبادلة وعاد ادراجه الى الداخل .
وبما ان (بني ضنه) و(نهد) يرجعون بنسبهم الى رابطة واحدة هي عشيرة بني حرام بن ملكان بن كنانة من قضاعة ، فان (نهد) ساعدوا آل يماني في توطيد دعائم دولتهم أو انهم في الاقل ، لم يعرقلوا نموها وتوسعها.
وفي بداية هذه الدولة بدأ شان آل كثير يظهر كقبيلة قوية في حضرموت يرجع اصلها ايضا الى (بني حرام) ، وكان آل كثير قد عمروا مدينة (عينات) سنة 629هـ (1231م) في وادي برح (وهي عينات القديمة لا الجديدة التي اختطها الشيخ أبو بكر بن سالم العلوي ).



دولة الرسوليين باليمن الأعلى

في سنة 626هــ (1228م) قامت دولة بني رسول ، وينتهي نسبهم الى محمد بن هارون احد وزراء الايوبيين بمصر (وهو من الاكراد) وكان لمحمد هذا حضوة عند الخليفة العباسي ، وكان قد ارسله الى مصر والشام في عدة مناسبات وبهذا اطلق عليه اسم رسول ، وكان أمراء هذه الدولة المنصور بن عمر بن علي بن رسول . وقد انابه المسعود الايوبي ( آخر أمراء بني أيوب) في اليمن (612ـ 626هـ) (1215ــ 1228م) عندما توجه الى مصر سنة 615هـ (1218م) .
وقد ظلت دولة بني رسول في حروب مستمرة مع ائمة اليمن رغم تمكن الرسوليين من الاستيلاء على تعز واب وصنعاء وجانب من المقاطعات الشمالية اليمنية .
وبالنظر الى الصعوبات التي صادفها مسعود بن يماني في ارساء قواعد دولته ، فقد استعان بالمنصور الرسولي . وقدم الرسولي المدد العسكري لابن يماني ولكنه لم يكن مددا بما فيه الكفاية .
ومات مسعود بن يماني سنة 648هـ (1250م) وبنيت على قبره أول قبه تقام بمقبرة الفريط بتريم .
وتولى عمر بن مسعود بن يماني الحكم بعد أبيه ، وظلت صلاته ببني رسول مستمرة ، وتولى بعد عمر بن مسعود أمراء عديدون من آل يماني كانت عهودهم كلها صراعا مع الحوادث الدامية .

ســـــالم بن ادريس الحــــــبوضي

في سنة 673هـ (1274م) ظهر على مسرح الاحداث الحضرمية سالم بن أدريس الحبوضي الظفاري المولد الاحضرمي الاصل .
وهو سالم بن أدريس محمد بن أحمد بن محمد بنأحمد الحبوضي نسبة الى قرية حبوضه الواقعة شمال غرب سيئون أو شرقي تريم .
كان جده الاكبر محمد بن أحمد عاملا للسلطان محمد بن أحمد الاكحل المنجوي (35) أمير مرباط . فلما مات الاكحل ولم يترك عقبا تولى أمارته بعد محمد بن أحمد البوضي . فلما مات محمد تولى بعده أبنه أحمد الذي بناء مدينة ظفار سنة 625هـ (1227م) وأمر أهل مرباط أن ينتقلوا اليها . وبعد وفاة أحمد تولى بعده ابنه محمد ثم ادريس ثم سالم بن ادريس موضوع حديثنا.

وعلى أساس الفتن الضاربة اطنابها في بحضرموت حاول سالم بن ادريس توسيع امارته ، فقدم الى حضرموت سنة 673هـ (1274م) واشترى مدينة شبام واستعمل اخاه موسى عليها. ثم هاجم واحتل مدينة سيئون ودمون . وحاصر مدينة تريم وكانت يومها تحت حكم الامير عمر بن مسعود بن يماني . وحاول ابن يماني الاستعانة ببني رسول ولكنه لم يفز منهم بطائل . ومع ذلك صمد آل يماني في وجه الحصار الحبوضي الذي دام عدة أشهر .. وطال صمود ابن يماني فيئس الحبوضي من الاستيلاء على مدينة تريم وعاد الى مدينة شبام، ثم غادر حضرموت الى ظفار تاركا آل كثير عمالا على ممتلكاته الحضرمية .

ويذكر التاريخ ان سالم بن ادريس الحبوضي ، خلال تملكه بحضرموت أوقف الكثير من الاراضي والنخيل في مقاطعات وادي عمد وحريضة وهينن وحورة والهجرين ودوعن ورخية وغيرها على المحتاجين من الغرباء المنقطعين وأبناء السبيل ولا تزال هذه الصدقة الخالدة الى الان معروفة بين الحضارم بـ ( صدقة الحبوضي) الا انها مع الاسف اشبه بالصدقة الضائعة أو هي ضائعة فعلا.
وعندما احتل بنو رسول الشحر سنة 677هـ (1278م) وأرغموا حاكمها راشد بن شجعنة بن اقبال على الفرار منها. جهز الحبوضي حملة بحرية وبرية ضدهم لاستعادة الشحر ولكنه لم يفلح في محاولته .

ثم جرى بين الرسوليين والحبوضي ماجعل الرسوليين يجهزون على الحبوضي حملة عسكرية الى ظفار . ودارت بين بني رسول والحبوضي معركة في قرية ريسوت القريبة من بلدة ظفار حيث قتل سالم بن ادريس الحبوضي وانهزم جيشه . فاحتل الرسوليين ظفار سنة 678هـ (1279م) وظل بنو رسول يحكمون ظفار حتى سنة 807هـ (1404م) حين اخرجهم منها آل كثير (26).
اما حكم الرسوليين للشحر فقد استمر حتى سنة 836هـ (1432م) حين انتزع الشحر منهم الامير محمد بن سعيد أبو دجانة الكندي الذي سيأتي ذكره .
وانتهت دولة بني رسول في اليمن الاعلى بالامير مسعود أبي القاسم سنة 858هـ (1454م) .

الدولــــة الكــــــثيرية الأولى

كان آل كثير ، بعد ان اقاموا مستقرا لهم في عينات قد شرعوا يتناجون فيما بينهم للقضاء على جميع السلطات الفوضوية في البلاد الحضرمية وتشييد (دولة كثيرية) على انقاضها، وطفقوا يجمعون حولهم الانصار ويستعينون بشتى الوسائل للوصول الى هدفهم .
ولما قدم الحبوضي الى حضرموت انتهزوا هذه الفرصة فاظهروا له الولاء والطاعة وقاموا بالدعاية له وترويج سياسته ، وتولوا اعماله العسكرية ، فلما عاد الى ظفار مقر مملكته أناب عنه في الديار الحضرمية آل كثير يحكمون بأسمه ، كما تقدم ، وكان ذلك سنة 675هـ (1276م) .
وبعد قتل الحبوضي في ظفار تشبث آل كثير بما في ايديهم من البلدان التي كانوا يحكمونها بأسم الحبوضي ، وضاعفوا من جهودهم بالقرب من رجال الدين من علويين ومشائخ فقام هؤلاء بنصرة آل كثير والدعاية لهم بين الجماهير .
واستولى آل كثير على معظم المدن والقرى الحضرمية في بداية القرن الثامن الهجري ، واستطاعوا مع الزمن أن يقلصوا امارة آل يماني حتى حصروها في تريم وكان حاكمها محمد بن أحمد بن سلطان آخر أمراء آل يماني .

وفي سنة 926هـ (1519م) استولى السلطان بدر بن عبدالله (بو طويرق) على تريم فخلصت حضرموت ــ ساحلها وداخلها ــ لآل كثير وتقوضت دعامة دولة آل يماني بعد ان دامت اكثر من ثلاثمائة سنة بين قوة وضعف ومد وجزر ، حتى خارت قواها والت الى ماآلت اليه ، بعد ان كان قد سرى فيها سوس الانشقاق والتناحر الداخلي .
لكن آل يماني وفصائلهم الاخرى كآل تميم والمناهيل أصبحوا في تاريخ متأخر ، من اقوى العوامل في تدمير الدولة الكثيرية عند بزوغ فجر الدولة القعيطية ، كما سيأتي تفصيل ذلك .
وفي الثمانينيات في القرن الثامن الهجري (حوالي 1380م) ولد علي بن عمر بن جعفر الكثيري ، وهو أول رئيس يحول الرابطة الكثيرية من قبيلة الى دولة ، وهو أول من نودي به سلطانا (37) من آل كثير على حضرموت ، وقد توفي علي بن عمر الكثيري سنة 825هـ ( 1421م) .

دولـــــــة أبي دجــــــــــانة(38)

هو الامير محمد بن سعيد بن فارس الكندي المكنى أبو دجانة . وهو كندي الاصل وأمه ابنة معاشر المهري ، وكان مقر دولته مدينة (حيريج) بالاقليم المهري .. ولا يعرف كيف نشأت هذه الدولة .

وفي سنة 736هـ (1432م) هاجم أبو دجانة الشحر بمساعدة أخواله المهرة فانتزعها من حكامها الرسوليين ، وبقي الحاكم بها قرابة ربع قرن من الزمن .
وفي سنة 858هـ (1454م) التجأ الى الشحر عدد كثير من يافع برئاسة الشيخ مبارك الكلدي ، وكان الطاهريون قد طردوهم من عدن بعد ان استولوا عليها .
وحسن اليافعيون لابي دجانة الاستيلاء على عدن ووعدوه بالمساندة وكان هو يخشى ان يداهم الطاهريون الشحر طمعا في الاستيلاء عليها كما قد فعل من سبقهم من حكام عدن من امثال الايوبيين والرسوليين . فهاجم عدن بحملة عسكرية مكونة من المهرة والحموم ويافع وكلد . لكن عاصفة بحرية شتت اسطوله الغازي حول عدن فهزمه الطاهريون واسروه ، وكان ذلك سنة 862هـ (1457م) .

ثم أرسل الطاهريون كما قد توقع أبو دجانة ــ جيشا لاحتلال الشحر فاحتلوا جانبها الشرقي وبقيت والدة ابي دجانة تدافع مع من عندها من جنود ابي دجانة من جانب الشحر الغربي . فصالحها الطاهريون على اطلاق سراح ابنها من الأسر على أن تغادر الشحر هي وجماعتها الى حيريج حيث سيصل ابنها رأسا من عدن . فقبلت ولم تغادر الشحر الا بعد أن جاءها نبأ بوصول ابنها الى حيريج . واحتل الطاهريون كل الشحر سنة 862هـ (1457م).

دولــــــــــــة بني طاهـــــــــر

كان علي بن طاهر تاج الدين بن معوضة الاموي القرشي وأخوه عامر بن طاهر واليين على عدن من قبل السلاطين بني رسول . وعند انتهاء الدولة الرسولية باليمن 858هـ (1454م) احتل الطاهريون عدن احتلالا رسميا وطردوا منها بعض الفصائل اليافعية التي كانت مسيطرة بها كآل أحمد وآل كلد فالتجا آل كلد الى الشحر عند أميرها أبي دجانة .

وفي سنة 864هـ ( 1456م) تمكن الطاهريون من الاستيلاء على الشحر ودحر ابي دجانة عنها.
فبادر آل كثير وذلك على عهد سلطانهم بدر بن محمد بن عبدالله الكثيري (توفي سنة 868هـ ــ 1462م) وأنشاوا مع الطاهريين علاقات ودية .
وبالنظر الى الفتن التي ثارت على الطاهريين في اليمن ، أقام الطاهريون السلطان بدر بن محمد بن عبدالله الكثيري عاملا لهم على الشحر سنة 868هـ ( 1462م) . وكان هذا أول اتصال لآل كثير بالشحر.

وفي سنة 886هـ (1478م) جاء سعد بن مبارك أبي دجانة ( ابن اخي محمد بن سعيد) وانتزع الشحر من يد السلطان بدر بن محمد الكثيري . وكانت تلك نهاية سيطرة الطاهريين على الشحر .

وفي سنة 901هـ (1495م) هاجم الكثيريون الشحر بقيادة السلطان جعفر بن عبدالله بن علي الكثيري وطردوا أبا دجانة منها ، وكانت هذه نهاية حكم آل ابي دجانة بالشحر .
وظلت العلاقات الحسنة قائمة بين آل كثير والطاهريين وكان الكثيريون يدفعون خراجا ــ رمزا للولاء ـ للطاهرين قدره اربعة آلاف اشرفي ذهبا (من ذوات الثمان قطع) وعشرين رطلا من العنبر الاصلي وكميات من المواد الغذائية .
ومنبين عمال الطاهريين على عدن الامير مرجان الظافري الذي استطاع بحنكته ودهائه أن يجنب عدن العديد من النكبات ، وفي مقدمتها صد الغزو البرتغالي (39) عنها سنة 923هـ (1517م) وكان هذا الامير على علاقات طيبة جدا مع الحضارم عموما ، حكاما ومحكومين .

السلطان بدر بو طويرق الكثيري (40)

هو بدر بن عبدالله بن علي بن عمر الكثيري ، وكنيته المحلية (بوطويرق). وهو أشهر سلاطين آل كثير على الاطلاق ، ولد سنة 905هـ ـ (1496م) أي بعد أن احتل جده جعفر الشحر بعام واحد .
وكان أخوه محمد ( هو جد الأمراء آل عبدالودود حلان الريدة الشرقية التي كانت تسمى ريدة آل عبدالودود بالمشقاص ) قد تولى السلطنة بعد ابيه سنة 910هـ (1504م) لكن طموح اخيه بدر لم يترك له مجالا للتحرك . فما ان وافت سنة 927هـ (1520م) حتى كان ابو طويرق الحاكم الفعلي لحضرموت ، وبقى اخوه محمدا حاكما على ظفار . لكن ابو طويرق انتزع ظفار من أخيه سنة 947هـ ـــ( 1540م) واستقل بأمر الدولة الكثيرية كلها بعد أن جعل أخاه محمدا حاكما على مدينة الشحر .

وفي عهد ابي طويرق هاجم البرتغاليون مدينة الشحر 929 هـ (1522م) في سلسلة غاراتهم الانتقامية الموجهة ضد الحامي والشحر وعدن .
وكانت لابي طويرق علاقات ودية مع الدولة التركية التي عبرت عن صداقاتها له بأن ارسلت له ثلة من الجنود الاتراك الى الشحر لمساعدته تحت قيادة رجب التركي .
ورغم اصلاحات اجتماعية لها شان أقامها ابو طويرق في عهده ، فقد كان ميالا لفتح ابواب الفتن بينه وبين رؤساء المقاطعات الحضرمية حتى المسالمين منهم ، لذلك كانت المشاحنات الدموية مشتعلة بينه وبين الحضارم طيلة أيام حكمه .
وكان موقفه من اعيان الحضارم وبعض الزعماء الدينيين ــ كالشيخ معروف بن عبدالله باجمال والشيخ عمر بن عبدالله بامخرمة ــ موقفا اتسم بالتعسف وقص النظر ، الأمر الذي افسد علاقاته حتى بأفراد اسرته الذين ضاقوا ذرعا في النهاية بتصرفاته الهوجاء فخلعوه عن الحكم وألقوا به في سجن سيئون حيث مات سنة 977هـ 1569م).

الشهـــداء السبعــــة والغــــزو البرتـغال

من ابرز معالم التاريخ الوطني بحضرموت تلك المقاومة الباسلة التي أبداها أهل الشحر العزل من السلاح في وجه الحملة الانتقامية التي شنها البرتغاليون على مدينتهم . بعد ان انهزم البرتغاليون المستعمرون أمام الامير مرجان الظافري في عدن سنة 923هـ (1517م) أدركوا ان الشحر هي احد الروافد الرئيسية التي تمد عدن بجانب من قوتها ومنعتها. وبما ان البرتغاليين رغم هزيمتهم أمام الامير مرجان ظلوا طامعين في الاستيلاء على عدن ، فقد قرروا ان يدمروا اولا امكانيات الشحر المادية والبشرية حتى لا تتمكن في المستقبل من تقديم أي عون مادي لعدن ، وذلك لكي تصبح عدن سهلة السقوط في ايديهم .فوصل من الهند البرتغالية الى الشحر صباح يوم الخميس التاسع من شهر ربيع الاول سنة 929هـ (1523م) أسطول برتغالي مكون من ثماني سفن حربية واتصل قائده البرتغالي . (لويز دي متريس) بحاكم الشحر الامير مطران بن منصور مطالبا السلطان بدر الكثيري ( بوطويرق) بممتلكات شخص برتغالي زعم انه مات بالشحر وأن السلطان المذكور استولى على تركته . وطلب القائد البرتغالي تسليم المتوفي اليه في الحال والا فانه سوف ياخذها بالقوة. وكان هذا الطلب سببا مفتعلا لغزو الشحر.. فنفى الامير مطران علمه بالشخص المتوفي وبتركته واخبر القائد ان السلطان بدرا في حضرموت الداخل وانه سوف يعود الى الشحر بعد ايام قليلة وانه سوف يعرض الامر عليه . فأصر القائد على تلبية طلبه فاتضح للامير مطران ولاهل الشحر أن البرتغاليون يبيتون أمرا لهم ، وكان من جملة ماقرروه ، أن استعدوا لمنازلة البرتغاليين مهما كلفهم الامر ، وبعثوا برسالة مستعجلة للسلطان بدر أحطاوه فيها علما بالموقف ، كما وجهوا رسالة اخرى الى الامير عطيف بن علي بن دحدح ، قائد منطقة المشقاص ، بطلب النجدة العسكرية السريعة لان حامية الشحر كانت قد ذهبت الى حضرموت الداخل بصحبة السلطان بدر ولم يبق من الجند بالشحر الا بعض المسنين حراسا على بعض المؤسسات الرسمية .وفي بكرة يوم الجمعة العشر من شهر ربيع الاول سنة 929هـ (1523م) نزل الى الشحر سبعمائة من المقاتلين البرتغاليين والهنود ومعهم كل مااستطاعوا توفيره لأنفسهم من آلات التدمير والقتل ، وأبتدأوا يطلقون النار على كل من يصادفونه ، ويضرمون النار في المنازل والمستودعات والاكواخ ،وامتدت أيديهم بالنهب في المحلات التجارية .ودارت معارك في الشحر ثلاثة أيام متوالية استشهد فيها المئات من أبناء الشحر وأحرقت مئات المنازل والاكواخ . وكان قادة المقاومة سبع اشخاص هم :ــ

1. الفقيه العلامة الشيخ يعقوب بن صالح الحريضي .
2. الفقيه الشيخ أحمد بن عبدالله بلحاج بافضل
3. الشيخ سالم بن صالح باعوين .
4. الشيخ حسين بن عبدالله الجمحي (الملقب بــ العيدروس)
5. الشيخ أحمد بن رضوان بافضل
6. الشيخ فضل بن رضوان بافضل .
7. الامير مطران بن منصور حاكم مدينة الشحر .
وقد استشهد هؤلاء السبعة في معارك (الايام الثلاثة) ، ودفن ستة منهم في قبر واحد بالشحر يعرف الى اليوم بأسم (قبر السبعة) . أما الشهيد السابع فهو الشيخ أحمد بن عبدالله بافضل فقد دفن في قبة والده الشيخ عبدالله بلحاج بافضل .
وفي صباح ثالث أيام المعركة (أي الاحد الثاني عشر من ربيع الاول ) جاء جيش المشقاص بقيادة عطيف بن دحدح لنجدة أهل الشحر فلاذ البرتغاليون بالفرار في سفنهم .
فكانت هذه المعركة أول مقاومة تهب في وجه الاطماع الاستعمارية الاوربية في اليمن أو ربما في العالم العربي بأسره عام 1523م.
وظلت ذكرى هذه البطولة الوطنية نبراسا يضيء سبيل الفداء والشرف والكرامة عبر صفحات التاريخ الحضرمي .
وقد أراد الله أن تسير الحوادث على غير ماأراد البرتغاليون المعتدون فلم يتمكنوا على عدن بعد هذه الحادثة .


الدولـة الكثيريـة بعـد أبي طـويرق

انقسم سلاطين آل كثير على أنفسهم بعد وفاة أبي طويرق ودخلوا في تطاحن لا نهاية له على السلطة ،حتى كان عام 1024هـ (1615م) عندما استولى على السلطة بدر بن عمر بن بدر بن أبي طويرق . فاستعان هذا الامير بالامام المتوكل على الله اسماعيل بن القاسم.
فاشاع عنه منافسوه انه اعتنق المذهب الزيدي فأدت هذه الاشاعة الى أنقسام الناس بين مؤيد له ومؤيد بين ابن أخيه السلطان بدر بن عبدالله بن عمر ابن بدر أبي طويرق .والى السلطان عبدالله بن عمر هذا تنسب (دولة آل عبدالله) وهي الدولة الكثيرية الثانية التي سوف نتحدث عنها في فصل قادم .
وفبي سنة 1070هـ (1659م) تدخل امام اليمن بجيش جرار تحت قيادة القاضي الصفي أحمد بن حسين الحيمي لنصرة السلطان بدر بن عمر ضد مناوئه ابن أخيه بدر بن عبدالله .
وكانت النتيجة ، في آخر الامر ، أن تلاشت سلطة آل كثير جميعهم ، واصبح النهي والأمر في حضرموت لزعماء الجيش الامامي الذين ارغموا أئمة المساجد أن يزيدوا في الاذان جملة (حي على خير العمل) فأمتثل بعض الائمة ورفض الآخرون .
وفي سنة 1113هـ (1701م) على عهد السلطان بدر بن محمد المعروف انقسم الزيود ويافع (جند الجيش الامامي) ، وعمت البلاد موجات من الجور والاقتتال بين الزيود ويافع ومن كان في صف كل جانب منهما.
وفي سنة 1117هـ (1705م) وذهب السلطان بدر الى يافع وبتأييد من العلويين لاستقدام مجندين يافعيين (لانقاد من بها من أهل السنة) (42) وعاد بسته الاف مقاتل وطرد الزيود من حضرموت .

لكن يافع مالبثوا ان استبدوا بالامر ، واستولوا على املاك الدولة الكثيرية واقتسموها بين عشائرهم . فصارت (سيئون) لال الضبي و(تريم) لال اللبعوس و(تريس) لآل النقيب و(شبام) لآل الموسطة ..... واستقلت قبائل آل تميم بسلطة في قراهم ، ووصعوا أيديهم في ايدي يافع ضد البقية الباقية من الأمراء الكثيريين ، اذ لم ينس آل تميم أن آل كثير هم الذين قوضوا دولتهم ــ دولة آل يماني ــ بني ضنه .
وأخذت الدولة الكثيرية تترنح تحت هذه الضربات المتلاحقة ، ثم أنكفأت على نفسها تلفظ انفاسها الاخيرة رغم محاولات بذلها بعض سلاطين آل كثير لبث الحياة في جسمها المتداعي .
وانتهت الدولة الكثيرية الاولى في بداية النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري (1738م) على عهد السلطان جعفر بن عمر بن جعفر الكثيري.
وكان آل كثير قد فقدوا ظفار سنة 1135 هـ (1722م) .



حكم الطوائف اليافعية بساحل حضـرموت

بعد ان تضعضع حال الدولة الكثيرية الاولى ، استولت كل حامية كثيرية ، (وكانت مؤلفة بصورة رئيسية من الجند اليافعيين) متمركزة في ساحل حضرموت ، على السلطة في المكان التي كانت متمركزة فيه وانفردت بالحكم فيه .

وكانت تلك الحاميات اليافعية تعرف بـ (المكاتب السبعة) ، ويقصد بالمكتب (الحامية) وهي :ــ
1. مكتب آل كساد في قريتي الديس والحامي ويرجع آل كساد وآل بريك بنسبهم الى ذي ناخب اليافعيين .
2. مكتب آل النشادي في قرية عرف.
3. مكتب آل بريك في حصن خرد وفي القسم الشرقي من مدينة الشحر المعروف بـ (رباط بن جوبان) .
4. مكتب آل البطاطي في حارة الرملة في مدينة الشحر.
5. مكتب ابن عاطف جابر في حارة الجزيرة في مدينة الشحر .
6. مكتب ابن معوضة في حارة الخور من مدينة الشحر وفي منطقة حرير الواقعة غربي الشحر.
7. مكتب آل الشيخ علي بن هرهرة في قرية تبالة .
وبعد زوال حكم السلطان بدر بن عمر الكثيري أستأثرت هذه الطوائف اليافعية بحكم المناطق التي كانت تحميها، على ان بعض هذه (المكاتب) كان يظهر ولاء لسلاطين آل كثير الذين تعاقبوا على حكم الساحل الحضرمي أملا منهم في احياء الامجاد الكثيرية الماضية .

امــــــارة آل بــريــك

وفي عام 1081هـ (1670م) اصبح (مكتب) آل بريك قوة نامية طغت على بقية (المكاتب) اليافعية الموجودة بالشحر واخضعتها لسيطرتها .
وفي سنة 1129هـ (1716م) استولى السلطان جعفر بن عمر بن بدر الكثيري على الشحر فارعن له آل بريك بالشحر لكن ملك السلطان جعفر هذا مالبث ان تدهور ، وهنا اعلن ال بريك امارتهم بالشحر سنة 1165هـ (1751م) .
وكانت الاسرة البريكية الاقوى تكمن بين الاسر البريكية المتعددة ، اسر الشيخ عمر بن عبدالرب بن بريك متمثلة في ابنائه السبعة هم : ناجي ، وسعيد ، وعبود ، ومرعي ، واحمد ، وجابر ، وشيخان . ومن هنا كان اول حاكم بريكي على الشحر ونواحيها الامير ناجي ابن عمر بن عبدالرب بن بريك وذلك سنة 1165هـ (1751م).

امارة آل كســــــاد

وفي قرية الديس والحامي ، قام آل كساد يشيدوا لهم امارة . وكان الكساديين مكونين من اسرتين ، احداهما اسرة النقيب حسن بن صلاح الكسادي وكان مقرها قرية الديس ، والثانية أسرة النقيب أحمد بن على الكسادي وكان مقرها في الحامي .
ومن الكساديين حلان الديس برز سالم بن صلاح ، ربان سفينة شراعية ، وكان يتردد للتجارة على ميناء المكلا ، ثم طابت به الاقامة بها فجعلها مستقره وكان محبوبا بين الناس وجاء بعده ابنه أحمد فأنشاء الامارة الكسادية بالمكلا سنة 1115هـ (1702م) وهي أول امارة يافعية تقام بحضرموت .

غزو الوهابيين لوادي حضرموت

الوهابيون هم اتباع الداعية الاسلامي الشهير محمد بن عبدالوهاب النجدي ، وقد تأسس هذا المذهب في اواسط القرن الثامن عشر الميلادي ، في حوالي عام 1221هـ (1806م) على عهد السلطان الكثيري جعفر علي بن عمر بن بدر (ينطقه الحضارم امبدر) ، جاء الوهابيون عن طريق العبر الى وادي حضرموت في حملة استطلاعية عسكرية ، ثم عادوا ادراجهم الى نجران .
وفي سنة 1224هـ (1809م) جاء الوهابيون للمرة الثانية غزاة لحضرموت ، وفي هذه المرة ناصرتهم جماعات كبيرة حضرمية من قبائل نهد ويافع والنفر الناقمين على الخرافات الصوفية في حضرموت .

وتعرف هذه الحملة العسكرية بحملة (ابن قملا) وهو أحد رؤساء قبيلة دهم اليمانية ، وكان مرشد للجيش الوهابي في توجيهه الى حضرموت ، كان ذلك على عهد السلطان الكثيري علي بن عمر بن جعفر بن بدر.
وبما أن عقائد الوهابيين تستنكر ماتعود عليه الحضارم من التبرك بقبور الموتى ، واقامة القباب عليها ، وتقديم النذور ، واقامة الزيارات لها ، فقد هدم الوهابيون كل قباب القبور الموجودة في تريم . واحرقوا بعض الكتب المتداولة في الاوساط الصوفية في مدينة تريم ، اذ ان الوهابيين يعتقدون انها مخالفة لعقيدة التوحيد الاسلامية وخاصة تلك الكتب المليئة بحكايات الكرامات المنسوبة الى بعض العلويين والمشائخ المعتقد فيهم عند الحضارم .

ومنع الوهابيون قراءة الراوتب واقامة الحضرات والزيارات للقبور ، وقد مكثوا في حضرموت زهاء اربعين يوما ، ويذكر بعض المؤرخين ، ان فرقة من الجيش الوهابي توجهت الى الشحر لما بلغهم عن ان بالشحر من الخرافات التي التي يلصقها بعضهم بالدين مايشابه ماكان موجودا في تريم ، واقامت هذه الفرقة العسكرية معسكرا لها في منطقة الخور ، ولكنهم كما يقال ـ لم يهدموا شيئا من القباب في الشحر ، وكان ذلك في عهد السلاطين آل بريك .
ثم عاد الوهابيون الى نجران مارين بالعبر ، والوهابيون هم الذين حفروا بئر عساكر المشهورة في الاطراف الشرقية لرملة السبعين. وهم الذين مهدوا الطريق المعروفة بدرب الامير ( قائد الجيش الوهابي ) الواقعة في منطقتي قبيلتي الصيعر ودهم في اطراف الصحراء .





الغــــــــزو العثمــــــــاني

في عام 945هـ (1538م) كانت الامبراطورية العثمانية قد بلغت الذروة في القوة والنفوذ الواسع ، وكان قد خضع لها الكثير من اقطار الشرق الاوسط وافريقيا وبعض البلدان في شرق اوروبا، وكانت اليمن احدى امنيات السلاطين الاتراك لاهميتها من الناحية العسكرية وموقعها الاستراتيجي المهمين على شواطي البحرين العربي والاحمر بحيث يمكن الاتراك من غزو منطقة الشرق الاقصى بما فيها (الهند) .

كان الاحتلال التركي لليمن يمثل ثلاث مراحل :

الاولى : غزو الاتراك لليمن سنة 1538م وقد قاومتها قوات الامام شرف الدين ثم ابنه المطهر ، وانهزم الاتراك سنة 1568م ، ولم يبق منهم سوى نقطة ارتكاز واحدة في زبيد .
وعاد الاتراك ليحتلوا اليمن سنة 976هـ ( 1569م) وانزلوا قواتهم في زبيد ، وبعد مقاومة دامية بقيادة الائمة انهزموا عام 1045هـ ( 1636م) وبذلك انتهت المرحلة الثانية .

وفي النصف الاول من القرن التاسع عشر حاول الاتراك اقامة مركز نفوذ لهم في الساحل الحضرمي وخاصة في الشحر وشرمة ، بوساطة آل كثير ومساعي بعض العلويين ولكن قوة يافع المتحدة (آل كساد وآل بريك) انزلوا الهزيمة بالقوة البحرية التي ارسلوها الى الساحل الحضرمي .
وبعد ان احتل الانجليز عدن في عام1839م عاد الاتراك فاحتلوا اليمن سنة 1265هـ (1849م) ولكن الصراعات استمرت معخم داخل اليمن واشتدت مقاومة اليمنيين لهم بقيادة الائمة حتى كانت هزيمة تركيا في الحرب العالمية الاولى عام 1918م ، وكانت هذه اخر هزيمة للاتراك في اليمن .



دولة آل عبدالله (أو) الدولة الكثيرية الثانية


آل عيسى بن بدر :

بعد مضي فترة من الزمن انزوى فيها آل كثير في وادي تاربة كأفراد عاديين بعد ان فقدوا دولتهم التي كانت اعظم دولة قامت في حضرموت واطولها امدا، استطاع السلطان جعفر بن علي بن عمر الكثيري ، بعد عودته من الى حضرموت من اندونسيا طرد يافع الموسطة من شبام والاستيلاء عليها سنة 1218هـ (1803م) .
لكن آل كثير مالبثوا أن تنازعوا السلطة بينهم في شبام الى ان انتهى بهذه المدينة العريقة الصابرة الى السقوط سنة 1239هـ (1823م) في يد آل عيسى بن بدر (ينطقها الحضارم عيسى آمبدر) آل كثير، وكان اول سلاطينها عمر بن جعفر بن عيسى بن بدر الكثيري . وتوفي السلطان هذا سنة 1244هـ (1828م)
فتولى امر شبام بعده ابنه منصور بن عمر الذي كان بطشه واستفزازه ليافع (43) ، أحد اسباب قيام الدولة القعيطية .
وفي سنة 1249هـ ( 1833م) شن يافع الموسطة حملة على شبام واحتلوا نصفها ثم قام الصلح بينهم وبين حاكمها الكثيري السلطان منصور بن عمر ، وهدأت الحالة بعض الشيء ، وفي سنة 1250هـ (1834م) هجم آل كثير على تريس واستولوا عليها وكان بها ابن النقيب السعيد اليافعي وطردوه منها .



آل عبدالله :ـ
وفي سنة 1261هـ (1845م) ظهر السلطان غالب بن محسن الكثيري على المسرح السياسي الحضرمي ، فاشترى قرية الغرف من آل تميم فكانت هذه القرية نواة دولة آل عبدالله ، وكان مولد غالب بن محسن سنة 1223هـ (1808م) . وفي سنتي 4/5 1226هـ (7/1848م) استطاع غالب بن محسن القضاء على السلطة اليافعية في مدينتي تريم وسيئون.

وفي سنة 1283هـ (1866م) طرد آل كثير الامير علي بن ناجي الثاني من الشحر واحتلوها وأنهوا بهذا الاحتلال الاماراة البريكية .
وفي السنة نفسها حاول آل كثير الاستيلاء على المكلا وانها دولة الكسادي بها ولكنهم فشلوا .

وفي السنة نفسها استطاع التحالف الكسادي/القعيطي انتزاع الشحر من آل كثير ، وبذلك اصبحت الشحر جزاء من املاك القعيطي كما اتفق على ذلك مسبقا بين الكسادي والقعيطي ، وفي سنة 1284هـ (1867م) حاول آل كثير استعادة الشحر من القعيطي ولكنهم فشلوا .
وفي سنة 1285هـ (1868م) حاول القعيطي والكسادي القضاء على دولة آل عبدالله في تريم وسيئون ونواحيها ولكنهم فشلوا ، ومات السلطان غالب بن محسن سنة 1287هـ (1870م) .

وفي سنة 1336هـ (1918م) خضعت الدولة الكثيرية ، في عهد السلطان منصور بن غالب ، لمعاهدة الحماية البريطانية التي كان قد ابرمها الانجليز مع القعيطي سنة 1306هـ (1888م).
وفي سنة 1358هـ (1939م) في عهد السلطان جعفر بن منصور أبرم آل كثير معاهدة الاستشارة مع الانجليز.
وفي اكتوبر سنة 1387هـ (1967م) انتهت الدولة الكثيرية بالانتفاضة المحلية التي سبقت استقلال الجنوب اليمني كله في نهاية نوفمبر سنة (1967م) 1387هـ ، وكان اخر سلاطينها حسين بن علي بن منصور الكثيري.

الـــــــدولة القعــيطــية

نشأت هذه الدولة بشراء عمر بن عوض القعيطي قرية (الريضة) بالقطن من آل العيدروس سنة 1255هـ (1939م) .
وفي سنة 1275هـ (1858م) اشترى القعيطي نصف مدينة شبام من حاكمها السلطان منصور بن عمر الكثيري .
وفي السنة نفسها قتل القعيطيون السلطان منصور في شبام (44) وأصبحت المدينة خالصة لآل القعيطي .
وفي سنة 1282هـ (1865م) توفي عمر بن عوض القعيطي مؤسس الدولة القعيطية وخلفه على الحكم ابناؤه الخمسة محمد وصالح وعبدالله وعوض وعلي ، وكان عوض ابرزهم.

وفي سنة 1283هـ ( 1866م) آل حكم الشحر الى القعيطي على أثر الحملة المشتركة التي شنها آل القعيطي بمساندة النقيب صلاح بن محمد الكسادي حاكم المكلا . وفي سنة 1299هـ (1881م) استولى القعيطي على المكلا وبروم وبذلك تم القضاء على الامارة الكسادية بمساعدة الانجليز في عهد الامير عمر بن صلاح الكسادي . وابرمت بين القعيطي والانجليز معاهدة صداقة سنة 1300هـ 1883م) .

وفي سنة 1356هـ ( 1937م) ابرم السلطان صالح بن غالب القعيطي معاهدة الاستشارة مع الانجليز .
وفي سبتمبر 1387هـ (1967م) انتهت الدولة القعيطية بالانتفاضة المحلية التي سبقت الجنوب اليمني كله في نهاية نوفمبر 30/11/1967م ــ 28/8/1387هـ . وكان آخر سلاطينها غالب بن عوض بن صالح القعيطي .

دولة آل العمودي

تميزت هذه الدولة ، دون اية دولة أخر قامت على حضرموت بأنها قامت بالدمع بين السلطتين الروحية والزمنية .
ولد الشيخ سعيد بن عيسى العمودي ، الذي ينتسب اليه المشائخ آل العمودي سنة 600هـ (1203م) في مدينة (قيدون) بدوعن ، وكان أميا لايعرف القراءة والكتابة ، ولكنه كان ذكي الفؤاد وقد وهبه الله قدرة على الرياضة وسلوك طريق الصوفية ، وقد استطاع هذا الامي ، بفضل قوة شخصيته أن يخلق له مكانة مرموقة بين رجال الدين والتصوف في عصره ، وأن يجمع حوله الانصار والمريدين ، وأن يصبح أحد مشاهير الدعاة الى الله بين البادية والحضر ، وأن يؤسس له في دوعن نفوذا روحيا تطور على مدى الزمن حتى اصبح نفوذا سياسيا لعب دورا هاما في تاريخ حضرموت . وقد سماه معاصروه من رجال التصوف في حضرموت (عمود الدين) .

وتوفي الشيخ سعيد بن عيسى بقيدون سنة 671هـ (1272م) ودفن بها، وقد خلف من بعده أبنه محمد فثبت مكان أبيه في نفوس الناس . وتوارث هذا المنصب اولاده واحفاده ، والتف حولهم رؤسا القبائل وكثير من حملة السلاح، وقد بلغت درجة النفوذ الروحي عند آل العمودي حدا جعلهم بفضلها لا يشعرون بالولاء والطاعة لاية سلطة سياسية في البلاد ، ولهذا فكروا في الاستقلال السياسي وبسط نفوذهم المادي الى جانب نفوذهم الروحي .

ثم ألت السلطة الى الشيخ عبدالله بن عثمان بن سعيد العمودي ، وكان أول من استعمل نفوذه السياسي على بلدة الخريبة في دوعن سنة 838هـ (1433م).
وخلفه الشيخ عثمان بن أحمد العمودي في النصف الاول من القرن العاشر الهجري . وقد عاصر الشيخ عثمان السلطان بدر ابا طويرق الكثيري ، ونشأت بين هاتين الشخصيتين خصومة ولدتها القوة الذاتية الكامنة في كل منهما.

وقد تسلح آل العمودي (بالبنادق) ربما قبل الوقت الذي تسلح به جنود ابي طويرق . لذلك كان العمودي ينازل ابا طويرق على قدم المساواة في السلاح . وعندما عقد أبو طويرق علاقات ودية مع الاتراك ، أعلن العمودي عدم موافقته على تصرفات بدر وانحاز الى أمام الزيدية في اليمن وكون في اليمن جبهة سياسية معارضة لسياسة ابي طويرق .
وفي الوقت الذي كان ابو طويرق يتودد فيه الى البرتغاليين ويسكت عن قرصنتهم ضد السفن الحضرمية في أعالي البحار ، كان العمودي ينادي بالجهاد ضد البرتغاليين المعتدين .
وامعانا في احراج ابي طويرق وأظهاره بمظهر السلطان المتخاذل الممالي للافرنج القراصنة ، شن العمودي سنة 930هـ (1531م) غارة على بلدة تبالة بالشحر ، وكان تجار الشحر يخزنون بها أموالهم خيفة مهاجمة البرتغاليين الشحر وعدم قدرة ابي طويرق الدفاع عنهم وعن أموالهم ، ونهب العمودي تلك الاموال . ثم استولى على وادي دوعن (الأيمن) ثم على وادي دوعن (الأيسر) وكانا تابعين لابي طويرق .

وكان رد الفعل من أبي طويرق أن هاجم مدينة آل العمودي المقدسة (قيدون) ، التي بها قبر الشيخ سعيد بن عيسى العمودي ، ونهبها وهدم خزان المياه الذي بها واذاق جند أهلها صنوفا من التعذيب والعسف . وتخت أغراء المال أنحاز رئيس جند العمودي الى أبي طويرق ، وقد حاول ابو طويرق أن يحيل (قيدون) الى قرية صغيرة حيث انه أمر تجارها وأعيانها بالانتقال الى المدن المجاورة ، وفي سنة 949هـ (1542م) هاجم ابو طويرق مدينة (بضة) مقر السلطة العمودية ، ولكنه لم يستطع التغلب عليها .

وفي سنة 955هـ (1548م) حاصر ابو طويرق (بضة) للمرة الثانية بجيش يحت قيادة الامير يوسف التركي والامير علي بن عمر الكثيري . وأخذ الكثيريون يرمون (بضة) بالمدافع .. لكن هذا الحصار انحسر عن (بضة) بسبب انتفاضات قامت ضد أبي طويرق في مناطق أخرى من سلطنته الحضرمية ، وبمساندة القبيلة النهدية هاجم العمودي (شبوة) التي كانت من املاك ابي طويرق وقد حاول الامير علي بن عمر الكثيري ــ عامل بدر في شبوة ــ فك الحصار فلم يفلح ، فدخل جنود العمودي شبوة ونهبوا ماكان بها من أموال .
وفي سنة 956هـ (1549م) عقد السلطان بدر صلحا مع العمودي بعد ان بأت بالفشل محاولاته للقضاء على سلطة العمودي ، وقد دام هذا الصلح الى ان القى ابناء ابي طويرق القبض على ابيهم والزج به في السجن .

وفي اجواء سنة 1014هـ (1605م) شبت الفتنة من جديد بين آل كثير وآل العمودي . وظل آل العمودي موالين لأئمة اليمن مدة حكمهم السياسي في دوعن ، ففي سنة 1070هـ (1659م) عقد الامام في صنعاء ولاية رسمية للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن العمودي ، بناء على طلب الأخير.

ولما غزا الزيود حضرموت في العام نفسه ، بقيادة الصفي أحمد بن حسن الحيمي ، في عهد الامام المتوكل اسماعيل بن القاسم ، قدم الشيخ عبدالله العمودي ، بوساطة ابنه محمد ، المواد الغذائية ووسائل النقل من جمال وحمير للجيش الزيدي الزاحف على آل كثير.
ودارت الايام دورتها ، وقد توسعت شقة الخلاف بين رؤساء آل العمودي في أواخر القرن الثاني عشر الهجري (1784م) .
وقد ادى هذا التناحر فيما بينهم الى لجوء بعضهم الى الكسادي أمير المكلا مستنصرا به على منافسيه من أبناء عمومته ، فارسل الكسادي سنة 1286هـ (1869م) جنودا بقيادة مجحم بن علي الكسادي فاستولى على اكثر وادي دوعن .

لكن آل العمودي ،بعد أن تضايقوا من تصرفات جنود الكسادي عادوا فتضامنوا للتخلص من هذا الاحتلال ودارت بينهم وبين الكسادي معارك انتهت بجلاء الكسادي عن دوعن .
والممتع في الأمر ان آل كثير اعداء العمودي القدامى وقفوا ال جانبهم ضد الكسادي اليافعي ، نصيرهم بالامس ، كما وقف الى جانبهم خصم جديد للكسادي هو القعيطي اليافعي ، والايام تلد العجائب !!

لكن التطاحن بين آل العمودي ظل مشتعلا ، وقد اكتوى به سكان الوادي العزل من السلاح فالتجأوا الى القعيطي وطالبوه بأنقاذهم .
فاستقدم القعيطي الى المكلا الشيخ عبدالرحمن بن علي بن عبدالكريم العمودي أحد رؤساء آل مطهر ، واتفق معه على أن تكون السلطة القعيطية هي المسؤولة الاولى في منطقته عن الامن وقرر له مرتبا شهريا على ان ينحصر نفوذ العمودي في داخل منطقته ، فكان ذلك بداية التدخل القعيطي وبداية النهاية لحكم آل العمودي .

لكن الشيخ عبدالرحمن ظل مرها الرعايا بالضرائب الفادحة لاشباع حاجته الى المال الذي يقدمه وقودا للفتن والدسائس ضد الرؤساء والاخرين من آل العمودي.
فاضطر القعيطي الى حرب الشيخ عبدالرحمن ، ففر العمودي الى جهة الوديان الغربية (القبلة) حيث جمع عسكرا من البادية وهاجم بلدة الخريبة واستولى عليها وأكثر النهب والسلب في الوادي .

فهاجمه القعيطي مرة اخرى ، مستعينا بقبائل الوادي ، وانتهى الأمر بهزيمة العمودي سنة 1317هـ (1899م) . واحتل القعيطي الخريبة والقرى والقرى التي كانت تحت نفوذ ( ابن عبدالكريم العمودي) .
واسند القعيطي حكم وادي دوعن ( أيمنه وايسره) الى المقدم عمر بن احمد باصرة الخامعي السيباني الذي قدم للجيش القعيطي مساعدة فعالة في حربه ضد العمودي .



دولـــــة نهــــــــــد

كانت قبيلة (خيثمة) أشهر قبائل (نهد) وأكثرها عددا واصعبها مراسا، وهي التي كانت تترأس الحركات التي تقوم بها القبائل المنسوبة حقيقة أو اسما الى نهد.
وفي القديم ، كانت القبائل الوافدة الى اليمن او من عمان الى حضرموت يقال لها (نهد) وذلك لانطواء تلك القبائل النازحة عن اوطانها تحت لواء خيثمة .
وفي القرن السابع الهجري (حوالي 1252م) آلت رعاية خيثمة الى عامر بن شماخ ، واخيه فضالة بن شماخ ، وابنه عمر بن عامر بن شماخ ، وعمر هذا هو جد آل عامر المعروفين منذ ذلك العهد الى اليوم .

اما فضالة بن شماخ فهو ابو عامر بن فضالة بن شماخ جد آل عبدالله وآل بشر المتوفي سنة 681هـ (1282م) ببلدة عمد وقبره بها معروف وفي سنة 636هـ (1238م) تجمعت خيثمة ومن تبعها من نهد تحت رائيسها عامر بن شماخ المذكور فاجتاحت حضرموت واستولت على شبام وسيئون وتريم .
وقد تشجع (نهد) على هذا العمل قتلهم عمر بن مهدي اليمني ــ قائد جيش الايوبيين ــ سنة 621هـ (1224م) ، فكانوا يرون ان دولة آل يماني في شرقي حضرموت ماقامت الا على كواهلهم .
وعندما احتل الرسوليون جانبا من حضرموت سنة 637هـ (1239م) هادنتهم نهد ، وبذلك ضمنوا تاييد الرسوليين لهم لكن نهد عادت وانقلبت على الرسوليين عندما احست بضعفهم واقامت (دولة نهد) في مناطق حضرموت الغربية جاعلت بلدة (السور) قاعدة لها.

وصارت الزعامة على هذه الدولة حينئذ لآل عامر نسل عمر بن عامر بن شماخ بن عبيدالله بن عمر الروضاني النهدي . وسميت بلدة (السور) لذلك ( سور آل عامر) .
وعندما بزغ نجم الدولة الكثيرية دخل رجالها في صراع مرير مع (نهد) ، وانتزع علي بن عمر جعفر الكثيري مدينة شبام منهم سنة 824هـ (1421م)
وبعد ذلك حصر (نهد) اهتمامهم بمنطقتهم الواقعة غربي حضرموت ، وظلوا مسيطرين على مناطق الكسر والهجرين ووادي عمد حتى هاجمهم ابو طويرق سنة 937هـ (1530م) وضم هذه المناطق ، وماجاورها غربا الى شبوة ، الى الدولة الكثيرية ، باستثناء وادي عمد.
وفي سنة 947هـ (1540م) استولى ابو طويرق على منطقة وادي عمد ونواحيها وقتل المتولي بها وهو فارس بن عبدالله بن علي العامري النهدي .
لكن نهد لم يهداء لها بال فراحت تشن الغارات التي يسيطر عليها آل كثير في شرقي وغربي حضرموت .

وبعد وفاة ابي طويرق سنة 977هـ (1569م) عاد رجال نهد وفرضوا سيطرتهم على مناطقعه القديمة في غربي حضرموت وخاصة على منطقة الكسر وبحران ، وظل حالهم على ذلك المنوال حتى قيام الدولة القعيطية التي عقدت صلحا مع (نهد) على ان تكون لها السيطرة الداخلية في شؤونهم.
وعندما ابرم القعيطي معاهدة الاستشارة مع الحكومة البريطانية سنة 1356هـ (1937م) اخضع الانجليز نهدا للقعيطي ، فصاروا من جملة رعايا الدولة القعيطية . ومما هو جدير بالذكر فانه الى حكام (نهد) يرجع حكام قبائل حضرموت لا ستئناف احكامهم حسب العوائد والسوالف العشائرية ، كما يرجع الى حكام نهد القول الفصل في الاختلاف الذي ينشاء بين القبائل الحضرمية حول قضايا (العيب) .

دولة ابن مقيص

بالنظر الى اليأس الذي استقر في نفوس الدعاة الى الاصلاح من تصرفات السلطات اليافعية والكثيرية القائمة حينذاك في تريم وسيئون وشبام ونواحيها ، وبالنظر الى اضطرابات الأمن وتفشي الظلم والجور والقتل في وادي حضرموت في النصف الاول من القرن الثالث عشر الهجري (1786م). فقد أجمع بعض العلويين ، من دعاة الاصلاح ، وفي مقدمتهم أحمد بن عمر ابن سميط ، وعبدالله بن حسين بن طاهر ، وحسن بن صالح البحر الجفري ، على محاولة انشاء دولة تعيد الحق الى نصابه ، وتبث الاطمئنان الى النفوس ، وتوطد دعائم الامن والاستقرار في ربوع الوادي الذي بحكامه وقبائله.

ووقع اختيار اولئك العاملين على نصرة الحق على الشيخ عبدالله بن عمر بن مقيص الاحمدي اليافعي ، أحد سكان قرية (بيت جبير) ليكون أميرا لدولتهم المرجوة .
وكان اولئك العلويين شانهم شان الغريق الذي يتشبث بالقشة رغبة منه في النجاة ، فقد راوا ان ابن مقيص ، وجماعته الصغيرة من آل الاحمدي جديرون بالنهوض بمهام الدولة المنتظرة .
فعرضوا الخطوط العريضة للفكرة على ابن مقيص ورهطه ، فأبدى استعداده للعمل أميرا يؤيد الشرع الشريف ، وانه سوف يعمل بما يشير عليه العلويين وعلماؤهم شريطة ان يمدوه بالمال ويعضدوه بنفوذهم .

ثم فكر العلويين في (قاعدة حربية) لهذه الدولة تكون منطلقا لحركتها العسكرية ، ونرسانة لمهام الغزو والفتح ، فاشترى العلويون لابن مقيص (حصن مطهر) من آل مطهر اليافعيين ، ويقع هذا الحصن في سفح تل صغير يقال له (حيد قاسم) جنوب مدينة تريم ، ووضعوا فيه مدفعا باروديا توكيدا منهم لهيبة الدولة المرتقبة ، وبعدها فكر العلويون في وزير كفء للامير المنتظر ، فتم الاختيار على عبدالله بن ابي بكر عيديد ليكون وزيرا ومشيرا للامير .

وفي شهر ربيع الثاني سنة 1243هـ (1827م) اعلن قيام دولة ابن مقيص الفتية بقرية بيت جبير وكأن عناصر الملك الهامة قد اكتملت لها بنظر بناتها.
وتعثرت الدولة منذ اليوم الاول لقيامها ، وحاول القوم جهدهم أن يدفعوا بأميرها المستجد الى الامام ، الى الغزو الى الفتح ، الى قهر الظالمين ، الى ايقاف الباطل عند حده ، الى رفع لواء العدل ، الى ، الى ، الى آخره ، ولكن مجهوداتهم ذهبت سدى .

ولسنا ندري السبب الحقيقي خلف الاحجام الفاضح ، ولكن التاريخ يذكر ان هذا التعثر وذلك الاحجام كان سبب ( ماحل بقلب الامير ابن مقيص من التردد والاضطراب وماحل بقلوب قبيلته من التردد والخور ) (45) .
وانهارت الدولة ولما تمض على انشائها سنتان . وتحطمت آمال العلويين ومن كان يشاطرهم تلك الامال من الحضارم ، في استتباب الامن ونشر العدل بين الناس على يد ابن مقيص .

وفي هذه الدولة وفي اميرها قال وزيرها السيد عبدالله بن ابي بكر عيديد من قصيدة طويلة :ـ
ولما رأيت لهاة الهياج ** حسبتك فحلا وأنت خصـــــي
تبرقع فانك مثل النساء ** وصغ لك عقدين من بصبص
لقد هانها الله من دولة ** تربت على الدجـــر والحنبص

الى قوله :ـ
فخلوا البنادق لاربابها ** وشلوا بديل البنادق عصـــــــي
وقولوا على الله ينصف لنا** ويرجم أعدائنا بالحصــــــي .

ومات السيد عيديد ، تغمده الله برحمته ، ولم تذكر لنا مصادر هل كان يعني ببيتيه الاخرين العلويين بناة الدولة ، أم كان يعني أميرها ابن مقيص ورجاله ! ويبدو أن الشاعر كان ذا روح فكاهية باسمة تضحك في وجه المكاره وعندما يرين الفشل على النفوس . لقد كان له على أي حال ، نصيب من (دولة الدجر والحنبص ) بحكم وزارته لها.
مشروع الدولة العولقية بحضرموت

في الجيش العربي التابع لنظام حيدر اباد بالهند كانت تتنازع السلطة والنفوذ ثلاث شخصيات هي :ـ
الحاج عمر بن عوض القعيطي وكانت رتبته العسكرية (شمشير الملك) وعبدالله بن علي العولقي وكانت رتبته العسكرية (سيف الدولة) وغالب بن محسن الكثيري ، وكانت رتبته العسكرية (غالب الدولة) .

وكانت هذه الشخصيات الثلاث مقربة من نظام حيدر اباد ، وكان لكل منها أتباعه وانصاره في اوساط المهاجرين اليمنيين بالهند ، الا ان القعيطي كان اكثرهم انصارا مالا واوسعهم نفوذا .
وكانوا هؤلاء الثلاثة يملكون الاقطاعيات الواسعة في ولاية حيدر اباد ، وكان التنافس بينهم شديدا ، وبسبب الحسد السائد بينهم ، كون العولقي والكثيري جبهة ضد القعيطي الذي كان اكثر طموحا في التسلط والرئاسة من منافسيه ، وقد بلغ به التهور درجة جعلته يتطاول حتى على النظام نفسه .

وفي سنة 1274هـ (1857م) عندما كان تمرد الجيش الهندي ........... (I NDIAN MUTINY) على اشده ضد الانجليز في الهند ، خطط القعيطي بانقلاب عسكري في حيدر اباد . لاسقاط حكم النظام والاستيلاء على مملكته واقامة دولة ( حضرمية) في الهند ، وكادت الخطة ان تنجح لولا ان خبرا عن المؤامرة القعيطية تسرب الى خصمه العولقي الذي كشف اسرار الخطة للنظام ، وفشلت المؤامرة . وقد اعدم النظام مئات من المتآمرين ولكنه لم يستطع ان ينال القعيطي بسوء نظرا للعصبية العربية والهندية القوية التي كانت تسنده ، وعلى أي حال فان افتضاح أمر القعيطي على يد العولقي زاد نار الخصومة اشتعالا بين القعيطي من جهة ومنافسيه العولقي والكثيري من جهة أخرى ، وقد فكر الكثيري في الانسحاب من هذه المعركة ، وكان يخشى ان يطرده النظام من حيدر اباد ويستولى على اقطاعياته بسبب المؤامرة القعيطية التي جعلت النظام يتوجس خيفة حتى من اقرب المقربين اليه من الرؤساء الحضارم ، وبادر الكثيري وباع جانبا كبيرا من اقطاعياته بأثمان بخسة ووظف الحصيلة في احياء الدولة الكثيرية ، وفي ذلك يقول المعلم عبد الحق ساخرا من القعيطي والكثيري معا ومن تنكر الحضارم لافضال النظام عليهم قال المعلم من قصيدة طويلة :ـ

ولا سبب غالب سوى حيلة عمر ** خرجته من الولاية خـــالي
أحوال صارت منهم يخشى الحليم** منها وتضحك الجهــــــالي

لم تكن هذه الشخصيات الثلاث قائمة بالخدمة العسكرية بحيدر اباد وامتلاك الضياع الواسعة بها في كتف النظام فحسب ، بل ان كل واحد من هؤلاء الثلاثة كان يحلم ايضا بالملك وكان يسعى سعيا حثيثا الى انشاء دولة له في حضرموت ولسنا نعلم لماذا فكر العولقي في انشاء دولة في حضرموت ولم يحاول اقامتها في البلاد العولقية .

وعندما اشترى الحاج عمر بن عوض القعيطي قرية (الريضة) في القطن سنة 1255هـ (1839م) تمهيدا لانشاء الدولة القعيطية ، واشترى غالب بن محسن الكثيري قرية (الغرف) سنة 1261هـ (1845م) تمهيدا لاحياء الدولة الكثيرية ، قام العولقي بشراء قرية (الصداع) وهي من ضواحي بلدة غيل باوزير ، من آل بريك حكام الشحر ونواحيها سنة 1280هـ (1863م) واقام بها حصنا متين البناء عالي الاركان توطئة منه للاستيلاء على الغيل واقامة دولته العولقية بها .
ومات الحاج عمر بن عوض القعيطي سنة 1282هـ (1865م) وخلفه ابناؤه الخمسة وعلى راسهم الجمعدار عوض بن عمر القعيطي وكان هو الآخر ضابطا كبيرا بجيش النظام العربي ، وكانت رتبته العسكرية به (نواز جنج) .

ثم مات عبدالله بن علي العولقي سنة 1284هـ (1867م) وخلفه ابنه محسن الضابط بجيش النظام العربي برتبة (مقدم جنج) .
ولم يكن العولقي متسترا على عدائه للقعيطي ، بل انه كان يجاهره بأنه سوف يعمل لاجلاء يافع عن حضرموت ساحلها وداخلها ، وكان القعيطي يتوعد العولقي بانه سوف يحطم آماله في الحكم ، وأنه سوف يدمر حصنه الكائن بالصداع وسيأتي ببعض تراب انقاضه الى حيدر اباد لينثره في وجهه . وراح كل جانب يغزل الدسائس والمؤمرات ضد الجانب الآخر . واستطاع العولقي كسب صداقة قبيلة آل عمر العوابثة التي كانت قوة مسلحة لها شأنها في غيل باوزير .

وعندما جرى النزاع بين النقيب عمر بن صلاح الكسادي والجمعدار عوض بن عمر القعيطي على اتفاقية مناصفة مدينة المكلا ، كان محسن العولقي اول من حرض الكسادي على نقض هذه الاتفاقية (المفروضة) وأمده بستين الف ريال في السنة ليمكنه من الصمود في وجه الاطماع القعيطية . وقد دخل العولقي في تحالف عسكري مع الكسادي والكثيري لزحزحة القعيطي عن مدينة الشحر . وقد قام هذا التحالف سنة 1291هـ (1874م) بغزو الشحر ولكن القعيطي هزمهم في وقعة (المشراف) المشهورة (46).
وابتداء القعيطي يتحرك بسرعة ضد (المشروع) العولقي . فهو بعد ان وطد نفسه في الشحر راح واحتل شحير . ثم داهم غيل باوزير واحتلها بعد ان طرد آل عمر باعمر منها،ثم داهم حصن العولقي بقرية الصداع ، ولكن الحصن قاوم الهجوم القعيطي فاكتفى القعيطي بضرب حصار حوله دام عدة اشهر اضطرت حامية من رجال العوالق البواسل خلال مدة الحصار الى اكل الجلود وشرب دماء الحيوان ، ثم اضطرت الحامية الى التسليم . وعندها نسف الجمعدار عوض حصن العولقي بالبارود وحاله الى كوم من التراب ،كماهو مشاهد اليوم، وأخذ بعض ترابه وحثاه في وجه محسن بن عبدالله العولقي في حيدر اباد.
وتبخرت أحلام العولقي في تكوين دولة عولقية بحضرموت ، وكان ذلك سنة 1293هـ (1876م) ، وبذلك انتهى الوجود العولقي بحضرموت .



تاريخ ماأهمله التاريخ
دولة آل الأعلم في شبام:

هؤلاء لا ينتمون الى بني ضنه . وقد أقاموا دولة لهم في مدينة شبام سنة 605هـ (1208م) . وترأس هذه الدولة راشد بن الاعلم وخلف راشد على السلطة يماني بن الأعلم . وبعد موته سنة 613هـ (1216م) تولى الحكم اخوه عبدالعزيز بن الاعلم.
وظل عبدالعزيز في صراع مع قبائل الوادي المحيطة بشبام حتى زالت سلطته عنها سنة 616هـ (1219م) عندما قدم جيش الايوبين الى حضرموت بقيادة عمر بن المهدي .
وامعانا في الكيد لآل الأعلم ، ناصرت قبائل الوادي وفي مقدمتها (نهد) عمر بن مهدي ضد آل الأعلم ، فاحتل بن مهدي شبام
واستنصر عبدالعزيز الاعلم ببعض القبائل املا منه في معونتها له ليستعيد ولاية آبائه ولكنها خذلته . وفي سنة 619هـ (1222م) قتل عبدالعزيز بناحية بيحان وانتهت هذه الدولة .


دولة بني سعد في شبام :

بنو سعد قبيلة حضرمية اختلف المؤرخون في نسبتها . فقيل انها من بني ضنه ، وقيل انها من نهد بالانتساب ، وقيل انها من آل قحطان .
وعندما اشتدت الفتن ضد بني يماني في منطقة شبام سلم بني يماني أمر المدينة لبني سعد سنة 623هـ (1226م) فملكوها حتى انتزعها جيش الرسوليين منهم سنة 637هـ (1239م) . ثم استعاد نصار بن جميل السعدي شبام من الرسوليين سنة 644هـ ونصار السعدي هذا هو الذي بنى حصن العذ الواقع جنوبي تريم سنة 655هـ (1257م) .
وبقيت شبام تحت حكم بني سعد حتى اشتراها سالم بن ادريس الحبوظي سنة 673هـ (1274م) . وبذلك استدل الستار على تاريخ هذه الدولة .

دولة الأسداس في شبام :

بعد قتل سالم بن ادريس الجبوظي في ظفار تولى على شبام من قبل الرسوليين ، محمد بن محمد بن ناجي سنة 673هـ (1274م) . وبعد محمد بن محمد بن ناجي تولى ابنه حسن . وبعد وفاة حسن تولى بعد أبناؤه الستة . وقد سميت هذه الدولة بـ (دولة الاسداس ) لاشتراك ابناء حسن الستة في السيطرة على المدينة ، اذ كان لكل واحد منهم سدس من أجزاء البلدة ومن ايراداتها يتصرف فيه كما شاء .

وفي سنة 734هـ (1333م) انتزع آل جميل شبام من آل ناجي ، وبذلك انتهت دولة الاسداس .



دولة آل جميل في شبام :

وتسمى هذه الدولة ايضا (دولة آل حسن ، وآل جميل) وهما قبيلتان من بني سعد السابق ذكرهم ، كلهم أبناء عمومة تولوا السلطة في شبام بعد أن ازالوا منها دولة الاسداس . بيد أن التنافس بين أبناء العمومة هؤلاء أدى الى تدخل الاجانب في شئونهم ، ولقد فضل آل جميل الرضوخ لآل عامر (نهد) في حكم شبام تشفيا في بني عمهم الاقوياء آل حسن ، واستمر حالهم على هذا المنوال اجلالهم آل كثير عن شبام ، عما بقى بأيديهم من قرى (سواد بني ضنه) . والمقصود بسواد بني ضنه المنطقة التي يسكنها آل كثير اليوم بين تريس وشبام، وقد انتزع آل كثير من آل جميل سنة 824هـ (1421م) . وبذلك انتهت هذه الدولة .



مــــــشائـــــخ حضـــــــرمــــوت

المشائخ بحضرموت يشكلون كالعلويين طبقة اجتماعية عرف بعض رؤسائها بالصلاح والتفقه في الدين والتصوف والنفوذ السياسي ، وكانوا موضع تجلة واحترام الحكام ورؤساء القبائل الذين منحوا بعضهم امتيازات خاصة كالاعفاء من العوائد ، وقبول شفاعاتهم واعتبار قراهم مناطق مأمونة ، وبالمقابل كان المشائخ وخاصة آل عباد وآل باوزير وآل العمودي يقفون الى جانب القبائل . وينظر العوام الى المشائخ نظرة تقدير ويتبركون بقبور الصالحين من اجدادهم كتبركهم من بقبور الصالحين من العلويين ، ويقيمون لها الزيارات الموسمية وكان الحكام ورؤسا العشائر يستعينون بالمشائخ ، كما يستعينون بالعلويين ، لنشر الدعاية لهم ، ولتثبيت نفوذهم بين الناس وللسعي في اصلاح ذات البين بينهم ، وللقيام بخفارة القوافل والمسافرين على السبل العامة ايام الفتن بين الحكام والقبائل .

ومن المشائخ و كذلك كان العلويون من يحمل السلاح وخاصة أولئك الذين يسكنون المناطق البدوية وفي نظام الطبقات (47) السائد بحضرموت يعد المشائخ في الدرجة الثانية ، بعد العلويين ، في السلم الاجتماعي .
وفي مجال التمايز الطبقي الرجعي ، فان المشائخ ، على أي حال ، أقل تزمتا من العلويين من حيث التزاوج (رجالا ونساء) مع القبائل وغيرهم من طبقات المجتمع الحضرمي الأخرى .

ومن المشائخ وهذا هو شان القبائل ـ من يترك بنفسه بسبب الفقر أو الضعف الى طبقة الفلاحين أو الحرفيين أو العمال المساكين . وعندما قدم جد العلويين ـ المهاجرـ الى حضرموت كان المشائخ في طليعة المرحبين به والمناصرين له ،كما كانوا من المؤيدين لأحفاد المهاجر عندما طلبهم بعض الحضارهم باثبات نسبتهم الى البيت النبوي (48) ، وكان ذلك بحوالي قرنين ونصف من السنين بعد وفاة المهاجر .

ومن أظهر مشائخ حضرموت آل بافضل وآل باوزير وآل العمودي وآل باعباد وآل الخطيب وآل باهرمز وآل باسهل وآل بامخرمة وآل جابر وآل الزبيدي وآل باجمال وغيرهم كثيرون ذوي الجاه والذين لا يغض من قدرهم عدم ذكرهم في هذا (المختصر) .
والمشائخ الذين لعبوا ادوار هامة وخطيرة في تاريخ حضرموت السياسي ينتمون الى اسر ثلاث هي :ـ
أسرة آل العمودي ( وقد سبق ذكرهم ، وآل باعباد ، وآل باوزير .



آل باعـــباد

يرجع نسب هذه الاسرة الى الشيخ عبدالله بن محمد باعباد المشهور بـ (القديم) ولد الشيخ القديم بمدينة شبام وتوفي بالمحلة (الغرفة) ودفن بمقبرة شبام سنة 687هـ (1288م) ، اما والده فقد توفي بالشحر سنة 622هـ (1225م) ودفن بمقبرة الشيخ عمرو بن احمد بالشحر .
وكان الشيخ القديم يتمتع ، في كثير من جهات حضرموت وما جاورها ، بالجاه الواسع والكلمة النافذة والمريدين الكثيرين .
وقد اعتاد القديم قضاء ايام الخريف (خريف التمر والرطب) خارج شبام في مكان بمنطقة (الحول) يطلق عليه اسم المحلة وكلمة المحلة يستعملها حضارمة الداخل الى اليوم على المكان الذي يقضون فيه فصل الخريف ، واقام القديم بمحلته مسجده المعروف .
ثم تحول القديم من شبام الى قرية (الغريب) على اثر نزاع ثار بينه وبين والي شبام حينئذ الامير محمد بن محمد ناجي . فانشاء دار له بالمحلة سماها (الغرفة) وتديرها طيلة ايام السنة .

وبعد وفاة القديم جاء خلفه الشيخ محمد بن عمر بن عبدالرحمن باعباد وبنى دار الى جوار (الغرفة) سنة 701هـ (1301م) فتكاثرت الديار من حولها وكانت النتجة ان قامت مدينة سميت (الغرفة) أي الجنة نسبة الى الدار الاولى التي بناها في محلته الصيفية الشيخ القديم ، وأصبحت (الغرفة) المقر الرئيسي لمشائخ آل عباد.
ومن هذه المدينة المباركة انتشر آل باعباد في الربوع الحضرمية ، ولهم في بعض نواحيها مشاهد واضرحة مشهورة .



آل باوزيـــــــــــر

في بداية القرن السادس الهجري (1107م) ولد في مدينة (بغداد) يعقوب بن يوسف بن علي بن طراد .

توفي والد يعقوب وهو صبي صغير فكفله جده علي بن طراد وكان وزيرا ( ومن هنا جاءت تسمية آل باوزير) لأحد الخلفاء العباسيين . ومات جده سنة 538هـ (1143م) .
وهاجر يعقوب بن يوسف هو وابناؤه عمر ، عبدالله ، ويوسف، وحفيده سالم بن عبدالله الى حضرموت ، ونزلوا بقرية (المكلا) وكانت هذه القرية حين قدوم آل الوزير ( أو آل باوزير) اليها مكونة من عدة اكواخ للصيادين مقيمين بها ، وتقع القرية الى جنوب كثيب ابيض ، يطوق المنطقة المعروفة بحي الشهيد خالد ، ومات يعقوب بالمكلا سنة 553هـ (1158م) ودفن بكثيبها الابيض ( الذي يعرف اليوم بتربة يعقوب) واقيمت على قبره ، في تاريخ متأخر غير معروف قبته المشهورة القائمة الى يومنا هذا .

وقد اقام احد سلاطين آل كساد مقبرة لتكون مدفنا لامواته بجوار قبر الشيخ يعقوب . ولم تطب الاقامة لابناء يعقوب بن يوسف بقرية المكلا فارتحلوا الى مدينة الشحر وكانت حينئذ مدينة عامرة على الساحل الحضرمي ، ومن الشحر ودفن بمنطقة الخور . ولم يخلف عقبا . ومات عبدالله (وكان يلقب بالشيرازي) (49) بالشحر . وهو المعروف (بمولى المحطة) وقبره معروف وقائم الى اليوم . وخلف عبدالله ابنا اسمه (محمد) ، وهو الجد الأول لآل باوزير جميعهم وهو ايضا المعروف بـ ( مولى عرف) (50) وخلف محمد ثلاثة ابناء هم :ـ

1. أبو بكر ، وهو جد آل باوزير بمنطقة حورة والنقعة المجاورة لها، وصاحب المسجد الجامع بحورة والصدقات والاوقاف التي بتلك المنطقة .
2. سعيد ، وهو جد آل باوزير سكان قرية (النقعة) المجاورة لمدينة (غيل باوزير) وقد خلف سعيد ابنا اسمة احمد وهو صاحب القبر الذي تقام له زيارة النقعة المشهورة عند البدو والحضر .

3. عمر ، وهو المدفون بالغيل الاسفل سنة (712هـ) (1312م) والذي عرف فيما بعد بأسم (غيل عمر) بوادي عدم . ومات عمر بالغيل الاسفل ودفن بها وقبره يزار الى اليوم . وخلف عمر ابنا اسمه عبدالرحيم وهو المدفون بمدينة الغيل والتي عرفت فيما بعد بغيل باوزير سنة 706هـ ( 1306م) . وقد توفي عبدالرحيم بغيل باوزير سنة 747هـ (1346م) والى هؤلاء المشائخ ينتمي بقية المشائخ آل باوزير المنتشرون في الجهات الحضرمية وخارجها . ومما اشتهر به المشائخ آل باوزير ويذكر لهم بكل خير ، ديار الصدقة لعابري السبيل في ارجاء متعددة من أودية حضرموت ، وكانوا يوقفون النخيل والاراضي الزراعية على هذه الديار لتصرف ايراداتها في ايواء المسافرين والغرباء واطعامهم مجانا ولوجه الله ويعينون على نفقة الوقف رجالا معروفين بلامانة والنزاهة (ليقوموا بواجب الضيافة لعابري السبيل).

الهوامـــــش:


1. انظر الهامش رقم 13
2. هو المؤرخ احمد ابن ابي المعروف بابن واضح الاخباري والمشهور بلقب اليعقوبي له تاريخ اسلامي في ثلاثة مجلدات .
3. المراد بصاحب مرباع حضرموت الرئاسة العامة على قبيلة حضرموت وغيرها من القبائل وهو مايعرف اليوم (بالأب الطائلة) وكان من حقه الحصول على ربع الفيء والغنيمة ، قال الشاعر:ـ لك المرباع (أ) منها والصفايا (ب)
وحكمك والنشيطة (ج) والفضول (د)
(أ‌) ربع الغنيمة .....(ب) مايصطفيه الرئيس لنفسه من القسيمة (ج) مااصاب الرئيس في الطريق قبل ان يصل الى مقر القوم ......... (د) مافضل من القسمة مما لايصح قسمته على الغزاة كالبعير والفرس .

4. موقع الحصن بين قرية خباية ومسيال عدم شرقي تريم ، ومن المسلمين المشهورين الذين قتلهم المرتدون عباد بن بشر الاوسي جد المشائخ آل الخطيب هكذا لتوارثهم الخطابة الى اليوم.

5. قتل عمر بن الخطاب ليلة الاربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة سنة 23هـ (644م).
6. قتل عثمان سنة 35هـ (655م)
7. قتل علي بن ابي طالب ليلة 17رمضان سنة 40هـ (660م).
8. للمزيد من المعرفة عن الهجرة انظر كتابنا (الهجرة اليمنية).
9. ص 161ج1 تاريخ حضرموت للحامد، وللشهرستاني كلام مماثل ومطول عن الاباضية بصفحتي 141ـ 142 من الجزء الاول من كتابه (الملل والنحل) .
10. كان مقره مدينة دمون.
11. كان الناس يلقبونه بالجعدي لانه تعلم من الجعد بن درهم مذهبه في القول بخلق القران . وبويع له بالخلافة في دمشق سنة 127هـ .
12. وهو عبدالرحمن بن يزيد بن عطية السعدي .
13. اقليم المعافر هو مايعرف اليوم بالحجرية في اليمن الاسفل ،وقديما كانت عاصمته (جبا) ثم (الدلموة) .
14. عبدالرحمن بن علي الديبع الزبيدي صاحب كتاب (الفضل المزيد في أخبار زبيد) وغيره.
15. جاء ان معن بن زائدة قضى على سطوة الاباضية في حضرموت ، ومابقي منها ودمرها محمد بن ابي يعفر الحوالي (الحداد في جني المشاريخ ).
16. شبام باليمن الاعلى ويقال لها شبام حمير ، وهي غير شبام حضرموت .
17. المذيخرة مدينة قديمة في تهامة .
18. هذاديك أي مرة بعد أخرى.
19. لعل تصوير المذهب القرطمي بهذه الصورة فيه مبالغة من وضع أعداء القرامطة ، وعلى أي حال فان هذه الابيات ينبغي ان تؤخذ بتحفظ شديد ويجب الا ينظر اليها كقضية مسلمة والجدل يطول في هذا المجال.

20. كان آخر أئمة اليمن البدر بن أحمد بن يحي وقد اطاحت به الثورة اليمنية في 26/9/1962م.
21. (عدل المدينة الفلانية) تعني حيث تذكر في التواريخ الحضرمية أن حاكمها جعلها وثيقة على الوفاء لحاكم آخر بالسمع والطاعة او عدم الاعتداء.
22. أشهر أحفاد المهاجر محمد بن علي بن محمد العلوي (574 ـ 653هـ ـ 1178ــ 1254م) الملقب بـ ( الامام الفقيه المقدم) . لم يكن أول متصوفة حضرموت ولكن التصوف غلب على حضرموت منذ عهده ، وله سيرة من الخير الاطلاع عليها.
23. الحامد: في تاريخ حضرموت . أنظر الهامش رقم 15
24. التعكر هو جبل حديد المطل على المعلا وفيه باب عدن الرئيسي .
25. الخضراء هو الجبل ال الذي تمر بأسفله ألآن الطريق البحرية من خور مكسر الى كريتر . والجبل المواجه لجبل صيرة يقال له جبل المنظر وهو مفصول عن جبل صيرة بفج صغير .

26. هذه المدينة لم يبق منها اليوم الا بعض خرائبها.
27. بعض التواريخ تستعمل (الدعار) بالعين المهملة ولعله تصحيف.
28. (ثغر عدن) لابي مخرمة
29. اشترى آل باحميد قرية مدودة من آل كثير 886هـ ــ 1481م. ،أشترى آل كثير قرية الغرف من آل تميم سنة 1262هـ ـ 1858م. ... ، اشترى العوالق قرية (الحزم) الصداع من آل بريك سنة 1280هـ 1863م. ....، أشترى القعيطي نصف المكلا من آل كساد سنة 1290هـ ــ 1873م. ...، كل هذا على سبيل المثال لا الحصر.

30. ص 165 من كتابه (أدوار التاريخ الحضرمي) جزء (1).
31. نسبة الى قرية (زنجيلة ) بسوريا.
32. ص 81 من (صفحات من التاريخ الحضرمي) لباوزير.
33. عقود الالماس لعلوي بن طاهر الحداد.
34. من أسم هذا الوالي جاء المثل الشهبي الحضرمي ( قبضها سويد ونم ) أي (أي دع الامور في يدي السويد زاطمئن) وهو مثل يقال في مقام التهكم.
35. من آل المنجوي الامير حارثة الذي مدحه الشاعر التكريتي العدني بقصيدته المشهورة بالتكريتية سنة 593هـ (1196م) والتي مطلعها:ـ
عج برسم الدار فالطل ** فالكثيب الفرد فـــــالأثل
فبمأوى الشادن الغزل ** بين ظل الضال والجبل
ومنها:ـ
الهزبر المنجوي اذا ** ألقت الحرب العوان أذل
هو تاج الملوك حذا ** بل حضيض وهو كالقلل
والبيت الأخير أثار الامير طغتكين الايوبي على الشاعر في حكاية معروفة في التاريخ .
1. 36.زار ابن بطوطة ظفار (في رحلته التي بتدأها سنة 725هـ ـ (1324م) أيام ملكها المغيث الرسولي المتولي عليها من قبل اخيه المظفر الذي قتل سنة 775هـ (1373م) .
36.
37. سنة 814هـ (1411م).
38. بعض التواريخ تذكر أنه من (نهد) وليس من كندة .
39. راجع كتابنا (السبعة الشهداء).
40. كلمة طويرق تصغير طارق وهو الشخص الذي يجوب طرقات الارض . وكان ذلك شأن بدر في غزواته ضد رؤساء المقاطعات الحضرمية . فكناه الحضارم (ابو طويرق) تهكما به .

41. من الذين رفضوا عبدالله بن عمر بارضوان بافضل المؤذن في مسجد باعلوي بتريم.
42. هدية الزمن لأحمد فضل العبدلي.
43. من ذلك نسفه دار ابن معمر الخلاقي على سكانه ، وكان من بينهم عمات عمر بن عوض القعيطي بالقطن ، ومحاصرته اخواله آل علي جابر بخشامر ، ومحاولته اغتيال عوض بن عمر القعيطي ، بأن وضع كيس بارود تحت البساط الذي أقام عليه وليمة له ، ولكنه لم يحضر.
44. دعاه أحد اتباع عوض بن عمر القعيطي الى وليمة غداء وعندما قدم اليها مع اعوانه أمسك بيده سالم بن علي بن هرهرة مصافحا وأجهز عليه يافع فقتلوه هو ومعيته من آل عيسى بن بدر .

45. عبارة محمد بن هاشم مؤلف كتاب (تاريخ الدولة الكثيرية) .
46. راجع كتابنا (في سبيل الحكم) .
47. للمزيد من نظام الطبقات بحضرموت اقرأ كتابنا (نظام الطبقات بحضرموت).
48. سار حفيد المهاجر علي بن أحمد بن جديد (توفي بمكة سنة 620هـ (1223م) . الى البصرة وأثبت نسبهم عند قاضيها وأشهد القاضي نحو مائة شاهد ممن يريد السفر الى الحج ورقب بمكة حجاج حضرموت على أولئك الشهود . وممن أيد صحة نسبتهم من المشائخ محمد بن أبي الحب (توفي سنة 611هـ ) وفضل بن عبدالله بافضل.
49. لأنه كان قد سافر من بغداد الى شيراز وتزوج بها أم ابنه سالم.
50. لأنه ولد وتوفي بها.


حد من الوادي 02-15-2010 12:58 AM


الشحر في تاريخ بامطرف
الكاتب محمد عبدالقادر بامطرف
الثلاثاء, 21 أكتوبر/تشرين أول 2008 10:55
المختصر في تاريخ حضرموت العام
للاستاذ / محمد عبدالقادر بامطرف


الفصل الاول : لمحة من تاريخ اليمن القديمة .

لابد من الاشارة هنا الى ان الكثيرين من العرب والمسلمين الذين ارخو لممالك اليمن القديمة انما كانوا منطلقين غاليا من معلومات اسطورية ، او مما رواه بعض مفسري القران الكريم الذين اقحموا على تفسير بعض ايات الله البينات امورا ماانزل الله بها من سلطان ، او انهم كانوا مندفعين بعوامل عاطفية . ولذلك تجنب بعض المؤرخين الخوض في تاريخ اليمن القديمة .
وعلى العموم كانت التواريخ اليمنية القديمة عشوائية في تعاملها مع الاخبار التي كانت سائدة في اليمن ،ولذلك كاد ان يكون تاريخ اليمن الحقيقي قد اهمل في اكثر جوانبه وخاصة من قبل ابناء اليمن انفسهم .
ولم يظهر بعض تاريخ اليمن القديم الصحيح الا من خلال الاكنشافات الاثارية على ايدي المستشرقين من امثال ادوارد جلازر Edward Glazar وكارستين نيبور C.Nibur ويوسف هاليفي J.Halevy وغيرهم .

ان الآثار المطمورة والنقوش التي لا تزال مستورة تحت الرمال والانقاض لهي المصادر يؤمل ان تميط اللثام عن الكثير والكثير مما ظل خافيا الى اليوم من تاريخ اليمن القديم ، وان لمن المؤسف القول بأن المصادر الآثارية اليمنية القديمة ، وخاصة الواح النقوش ، اما قد تعرضت للطمس او التحطيم او التشويه او بادخالها في عمارة بعض الحصون او المساجد في العصور الوسطى داخل اليمن ، لكن الواجب من القول ان حكومتي ثورتي اليمن المجيدتين في جنوب اليمن وشماله ، لهما الفضل الاكبر في فتح الابواب المغلقة امام العلماء النزهاء للبحث والتنقيب عن اثار اليمن والاهتمام الكبير بالموجود منها على سطح الارض ، ليستدل بها على تاريخ عهد او عهود من تاريخ اليمن القديمة ظلت مجهولة الهوية والمعالم في معظم جوانبها الى اليوم .
أقسام اليمن الطبيعية
النصوص الآثارية المكتشفة لممالك العربية الجنوبية لم تثبت لليمن حدودا، ولكن المؤرخين على أي حال تعارفوا على تقسيم اليمن طبيعيا الى ثلاثة اقسام ، وهي كما يلي:ـ
1ـ منطقة تهامــة :
ذات المناخ الحار، وتمتد من باب المندب جنوباالى منطقة حرض شمالا (حاليا) وتمتاز بأن بعض مناطقها خصبة وبها مياه جوفية وسطحية ذات غزارة.
2ـ المنطقة الجبيلة :
أو مايسميها بعضهم (الهضبة الوسطى) وهي ذات مناخ معتدل ، وتمتد من سلسلة جبال(السروات) التي تبتدى من منطقة المعافر (اليمن الأسفل أو الحجرية) جنوبا الى عسير ثم الطائف شمالا ويتراوح ارتفاعها عن سطح البحر من 1000 الى 3600 متر، وهي من أهم مناطق اليمن الزراعية انتاجا للبن وأنواع الحبوب وأنواع الفاكهة ، وتهطل على بعض اجزاء هذه المنطقة أمطار غزيرة في الصيف وفي الشتاء ، الا أن امطار الشتاء أقل غزارة.

3ـ المنطقة الصحراوية الشرقية :

وتمتد من محافظة حضرموت جنوبا، وأطراف الربع الخالي شمالا، وعمان شرقا. وفي هذه المنطقة توجد آثار مملكة معين ، وممالك حضرموت ، وسبا، وقتبان ، وحمير، وقد حظيت هذه المنطقة في الماضي بازدهار عظيم في المجالات التجارية والزراعية والعمرانية والسياسية، وتعد من أقدم المناطق في العالم التي عرفت اساليب الري المتطورة التي كانت تعتمد على السدود ، وكان بها العديد من بقايا القصور والمحافد (الحصون والمعسكرات) والمعابد مما يرجع انشاء بعض منها الى ماقبل (3500)عام تقريبا.
ان اعلى قمة في الهضبة الوسطى اليمنية لهي قمة جبل حضور (ويسمى ايضا جبل النبي شعيب) غرب مدينة صنعاء وارتفاعها حوالي (3700) متر عن سطح البحر ، وفي محافظة حضرموت فأن اعلى قمة لهي (كورسيبان)، وارتفاعها حوالي 1900 متر عن سطح البحر.


مملكة معين:

لقد جهل المؤرخون الاسلاميون القدامى هذه المملكة لعدم ذكر اسمها في القران الكريم . ولقد ظل تاريخ هذه المملكة مجهولا حتى عام 1174 هـ (1760) م حينما عثر مستشرقون على نقوش معينية مكنتهم من معرفة بدء قيام هذه المملكة واستمرار بقائها، ثم تاريخ اندثارها على وجه التقريب ، وذلك لعدم العثور على مايكفي من المستندات الزمنية، وقد برهنت الاثار المكتشفة ان مدينة (قرناو) كانت العاصمة الأولى لمملكة معين ، وأن مدينة (معين ) صارت في وقت لاحق العاصمة الثانية لها. وتقع العاصمتان المذكورتان في المنطقة الشرقية مما يلي الجوف كما اسلفنا .

ودلت الاثار المكتشفة ان هذه المنطقة (الجوف) من اغنى البقاع بالاثار في اليمن ، وبالمملكة هذه مدن أخرى منها، على سبيل المثال ، مدينة (براقش) وقد تذكر في الاثار باسم (يشل) ايضا وكانت مركزا للثقافة المعينية ومركزا هاما من مراكز القوافل البرية القديمة، وقد زرتها في شهر يوليو من عام 1980م فوجدت اغلب اجزاء سورها القديم قائما وكذا الحوائط الخارجية لبعض معابدها وقصورها.
أما ملوك هذه المملكة فيقال أن عددهم اثنان وعشرون ملكا يكونون خمس أسر هي :ـ

أسرة أليفع ، وهم أربعة ملوك
أسرة وقه ، وهم أربعة ملوك
أسرة أب يدع ، وهم ثلاثة ملوك
أسرة يثع آل صديق ، وهما ملكان
أسرة كرب ، وعم تسعة ملوك
من أراد الاطلاع على قوائم اسماء هولاء الملوك فليرجع الى المطولات التاريخية وهي على أي حال قوائم غير متفقه لا على الاسماء ولا على عدد وأزمان هؤلاء الملوك .
هذه المملكة هي أول من تفنن في اليمن القديمة في بناء القصور والهياكل (المعابد) ووضع نظام الضرائب على التجارة والزراعة وسن توزيع الايرادات العامة على الدولة والخاصة الملكية وعلى المشائخ والاعيان ، وقررت أن تصرف الدولة من حصتها على بناء الابراج والحصون ، وحفر الخنادق ، والجيش ، وتعبيد الطرقات وما شابه ذلك من المرافق والمؤسسات العامة .
وكانت دولة معين هي أول من وضع قاعدة الضرائب على اساس العشر نقدا او عيننا وهي التي جعلت للذكر مثل حظ الانثيين في المواريث وقد اخذ الاسلام بهاتين القاعدتين في الخروج والارث.

واليمنيون القدامى هم اول من سن انظمة المجالس التشريعية في بلاد العرب وكانوا يسمونها (المزاود) مفردها مزود او(مساود) مفردها (مسود) .
وكانت لدولة (معين) صلات تجارية باليونان ومصر وفارس والهند والصين ، وهذه الدولة هي التي انشأت مواني (غزة) و(عسقلان) بفلسطين وميناء (صور) في لبنان ، منافذ لصادراتها الى اقطار حوض البحر الابيض المتوسط ، وكانت هذه المواني همزة وصل بين القوافل البرية والتي تأتي من الاسعاء (الشحر) والقنا (بئر علي) وأدونوم عدن .
ويزعم بعض المؤرخين ان حدود هذه المملكة امتدت الى اعالي الحجاز وجنوب وغرب فلسطين وغرب لبنان ، وربما اماطت اللثام أثار قد يتم اكتشافها في المستقبل عن تأكيد هذه المزعم.


مملكة حـضرمـــوت:

حضرموت هي المنطقة اليمنية القديمة الوحيدة التي لاتزال تفتخر الى اليوم بأحتفاظها باسمها وحدودها ومدنها منذ ثلاثة الاف سنة وأكثر. أما بقية الممالك اليمنية القديمة فلا تعرف الى الآ على وجه التحديد مناطقها ولا أهلها ولا حدودها باستثناء عواصمها أو بعض المدن في بعض منها. ويروق لبعض الاخباريين تسمية حضرموت بالاحقاف وذلك لأن كلمة الاحقاف ذكرت في القران الكريم عند ذكر آل عاد. ولكن القران لم يحدد مكان الأحقاف ولا مكان آل عاد. ولم تدل النقوش الآثارية المكتشفة على مكان سمي الاحقاف . ولذلك نرى بعض واضعي الخرائط يطلقون أسم الأحقاف على مواقع عديدة في الجزيرة العربية ، وقد تناولنا هذا الموضوع بالتصحيح في ملاحظتنا على الهمداني (نشرها المركز اليمني للأبحاث في شهر أكتوبر1982 بمناسبة عيد الاستقلال) .

ولقد ذكرت بعض النقوش أسماء مدن حضرموت مثل (شبام) و(سيئون) و(تريم) واتفق الاثاريون على ان مدينة (شبوة) ليس غيرها كانت عاصمة مملكة حضرموت القديمة ومركز هاما للقوافل ، وقد ظلت مركزا للقوافل الى عهد السلطان (بدر بو طويرق) في القرن التاسع الهجري (السادس عشر الميلادي) .
وفي صفحة سابقة ذكرنا ان مملكة حضرموت كانت سنة 1020قبل الميلاد ، ولكن هناك من المؤرخين من ذكر انها قامت سنة 1500 قبل الميلاد أي انها كانت موجودة في اليمن قبل قيام دولة معين وأن قدوم الحضارم الى اليمن كان من شمال الجزيرة العربية وجنوب فلسطين ، ولذلك عدت أول الممالك اليمنية القديمة في التاريخ.

وتدل النقوش الآثارية أن مملكة حضرموت دخلت في حرب طاحنة مع جاراتها الممالك اليمنيات المعاصرات لها الى ان انتهى ألأمر بالجزء الاكبر منها الى الاضمحلال سنة 115قبل الميلاد بعد أن تغلبت عليها مملكة حمير ، واصبحت سنة 275 بعد الميلاد تعرف كجزء من مملكة سباء وريدان وحضرموت ويمنات .
أن كلمة ( يمنات) أو ( يمنت) كانت تطلق على المنطقة الساحلية الواقعة شرق باب المندب الى ظفار ، وهي مقابلة لكلمة تهامة التي سبق ذكرها ، والتي تطلق على الساحل الغربي لبلاد العرب


كانت حدود حضرموت الشرقية تشمل المهرة وظفار ، وكان يطلق على ملوكها أسم ملوك أرض اللبان ، لأن اكثر واردات اللبان والمر ولأفاوية (أي اشجار الطيب )كانت تنتج في ظفار وفي وسقطرى ، وكانت جزيرة سقطرى جزاءا من أراضي ملوك اللبان كما تدل على ذلك النقوش الفرعونية المكتشفة في (الدير البحري) في منطقة الأقصر جنوب مصر ، الذي أنشأته الملكة الفرعونية (حتشبسوت) التي كان اسطولها التجاري البحري يشتري اللبان والمر والآفاوية من جزية سقطرى قبل ثلاثة الاف عام.
وأختلف المؤرخون حول عدد ملوك حضرموت وأسمائهم ومدد حكمهم ، فمنهم من جعلهم ثمانية عشر ملك ومنهم من جعلهم سبعة عشر ملك ، والمامؤل أن يحسم هذا الاختلاف باكتشافات اثارية جديدة ، ومن أشهر ملوك حضرموت الذين ذكرهم المستشرقون، رغم اختلافهم في مابينهم :

1. معدي كرب بن اليفع يثع الذي بدأ حكمه حوالي سنة 980 قبل الميلاد، وقد ألحقت حضرموت بعد موته بمملكة معين الى حوالي 650 قبل الميلاد.
2. يدع آل بيين بن سمة يفع ، وبعده دخلت حضرموت ضمن مملكة سبأ الى سنة 180 قبل الميلاد.
3. يدع أل بيين رب شمس ، وهو مؤسس أسرة جديدة في العاصمة شبوة ، ولا يعرف زمن حكمه.
4. العزيلط بن عم ذخر بن العز ، وهو الذي أسره في الحرب شعر أوتر ملك سبأ وريدان الذي حكم بين عام 80 و50 قبل الميلاد.
5. العزيلط يثع الذي انفرد بالجزء من منطقة حضرموت التي لم تستطع التغلب عليها سبأ ، وكانت في الساحل ، وعاصمته (الشحر) ولا يعرف أين موقع هذه الشحر، وهو الذي دام حكمه الى سنة 65 بعد الميلاد كما ذكرنا من قبل .
اما الشحر الحديثة فقد تحدثت عنها بما فيه الكفاية في كتابي ( الشهداء السبعة) .


مملكة ســبأ:

أختلف المؤرخون حول أصل السبئيين ، فقال بعضهم انهم جاؤا من شمال الجزيرة العربية الى اليمن حوالي عام 1200 قبل الميلاد أي بعد قدوم حضرموت ومعين الى اليمن ، وقال اخرون انهم اصلا من اليمن .
هذه الاختلافات لم تحسم بعد لكننا سوف نسير في هذا الكتاب على رأي من قال أن اصلهم من اليمن وان هذه المملكة بدأت عام 850 قبل الميلاد وانتهت عام 115 قبل الميلاد ، وذلك لكي لا يتشعب بنا الحديث

وتذكر التواريخ أن السبئيين غزوا وأخضعوا أغلب مناطق ـ جنوب اليمن ـ (حول المحافظتين أبين ولحج) وعلى الرغم من ان اخبار غزوهم هذا جاء في نقوش ، الا انها أخبار ، كما يبدو مبالغ فيها ، وهذا يدل على ان المعلومات الواردة في بعض النقوش اما مزيفة أو مبالغ فيها، وكان من العادت السيئة عند اليمنيين القدامى انهم اذا تغلبوا على اعدائهم اليمنيين الآخرين حطموا نقوشهم أو زيفوها . وهذا العبث بالاثار كان معملا به عند الفراعنة كما كان معملا به في العصر الاسلامي الاول أيام العداء المستحكم بين الأمويين والعباسيين .
والسبئييون كان اول من بدل اسماء ملوكهم من مكاربة (أي ملوك كهنوتيين ) الى ملوك (أي اصحاب سلطة زمنية لا علاقة لهم بالمعابد والطقوس الدينية ) .

سـد مـارب :

وأهم حدث في تاريخ سبأ هو أنشأ سد مارب الشهير، وكان من اعظم اعمال هندسة الري في اليمن القديمة، ويقع هذا السد على بعد 192 كيلو متر الى الشرق من صنعاء وقد بني بين جبلين يقال لاحدهما جبل البلق الايمن، ويقال للاخر جبل البلق الايسر، ولم يتفق المؤرخون على من بنى هذا السد وان كان بعضهم يرجعون بناءه الى ماقبل 2700عام تقريبا.

وأهم عمل هندسي في السد هي مصارف الماء الواقعة على يمين السد وشماله . وأما السد ذاته ويسمى(العرم) فهو حاجز ماء ترابي مطعم بالحجارة ، ولذلك فهو كثيرا ماحطمه ضغط ماء السيول فيعيد السبئييون بناءه . اما المصارف والسواقي الرئسية والفرعية فهي باقية منذ ان انشائها اليمنيون لاول مرة الى يومنا هذا وقد زرت منطقة عام 1980م بترتيب من حكومة الشمال التي سهلت لي الرحلة الى منطقة (مارب ) ولقد بهرني ماشاهدنه من آثار اولئك العمال المهندسين اليمنيين القدامي الذين كانوا يتمتعون بقدرة وكفائة فائقتين في التعامل مع الاحجار الصلدة الكبيرة فيحيلونها الى كتل حجرية تكاد تكون مصولة ثم يرصونها (بدون مؤنة) بعضها على بعض في اشكال هندسية تسر الناظرين والواقع ان من ينظر الى تشييد تلك الاحجار المنحوتة ( لا يعرف الى الان الادوات التي كانوا ينحتون الحجارة بها) لا يشك في ان العمال المهرة فرغوا بالامس من صنعها وبنائها انها من مفاخر اليمن . ومن اعظم الجاذبيات السياحية ، وهي في نظري اكثر ابداعا من بعض اعمال الري المصرية التي شاهدتها في منطقة الاقصر في مصر .

ويقدر بعض المؤرخين المعاصرين مساحة ( الجنتين) أي الارض الشمالية والارض اليمينية اللتين كانتا مصارف في السد تسقيها بحوالي 30 ميل مربع ، وبما ان الميل المربع يساوي 640فدانا ، فان مساحة الجنتين ينبغي ان تكون ( 192) الف فدان ، وهذا التقدير تخميني لان الخراب في أي مرفق ، حيثما وجد ، لا يعطي صورة حقيقية لما كان عليه ذلك المرفق ايام ازدهاره .

كان ملوك سبأ ياخذون اتاوة من محاصيل ارض السد تقدر بحوالي 30% هذا اضافة الى ماتاخذه المعابد والكهنة والدولة والاقطاعيون والمرابون من المحاصيل ، وليت شعري ماهو الذي يتبقى للعامل المظلوم من جهده في هذه الارض ، وقد قدرت مايحصل عليه العامل (الفلاح) في اليوم (صاحب الاسرة المكونة من 5 افراد) فهو يحصل على ثلاثة ارطال من الدقيق وعلى ثلاث اوقيات من الدبس والسمن وعلى اوقية ونصف من اللحم ، هذا بالاضافة الى ماقد يحصل عليه يوميا هو واسرته من التمر والبقول والثمار الاخرى من الارض التي يفلحها . ، وهذا مجرد احتمال . وقد استنتجت هذه المقادير من نقش كتب ايام ابرهة بن الصباح الحبشي حاكم اليمن (ايام الغزو الحبشي الثاني باليمن وساتحدث عنه في صفحة قادمة ) الذي اعاد بناء السد الترابي عام 542 ميلادية . والترميم الذي قام به ابرهة لم يعمر طويلا ، لان السد كان قد تهدم قبل البعثة النبوية عام 610ميلادية وبعد ذلك لم يهتم احد باعادة بناء السد كما سنذكر الاسباب لذلك في صفحة قادمة .

ويقدر بعضهم طول سد العرم في الساحة الواقعة بين جبلي البلق سالفي الذكر ، بحوالي 800 قدم ، وارتفاعة حوالي 250 قدم وعرضه في قمته حوالي 60 قدما اما عرضه عند القاعدة تصوره الان ، وقد شاهدت جزءا بسيطا من السد مازال قائما ، ولكن هذا الجزء لا يدل على حقيقة ماكان عليه السد عند القاعدة من عرض .


مملكة سبأ وريدان وحضرموت ويمنات:

هذه المملكة تسمى ايضا المملكة الحميرية ، وبعضهم يسمونها مملكة التبابعة وانما اسم (المملكة الحميرية) غالب عليها وهي أخر المماليك اليمنية حكمت جنوب الجزيرة العربية ، واوضح الممالك اليمنية القديمة تاريخا ، وقد دامت بين عام 115 قبل الميلاد وعام 535 بعد الميلاد ويتكون ملوك هذه المملكة من طبقتيتن :

الطبقة الاولى :

وهي التي حكمت اليمن من عام 115 قبل الميلاد الى عام 275 بعد الميلاد ، وعدد ملوكها ثمانية عشر ملكا اولهم ( علهان نهفان بن يرم ايمن ) الذي حكم من 115 قبل الميلاد الى عام 80 قبل الميلاد ، واخرهم (غمدان يهقبض) الذي حكم عدة سنين ( غير معروفة بالضبط ) الى عام 275 بعد الميلاد على وجه التقريب .

الطبقة الثانية :

هم ملوك التبابعة . ان تسمية ( التبابعة) تسمية اسلامية لان ملوك هذه الطبقة لم يكونوا يعرفون هكذا في القديم . وفي عهد هؤلا انحط الحكم في اليمن وتمزقت البلاد الى مناطق صغيرة تسيطر عليها العشائر الضعيفة وهم الذين يطلقون عليهم أسماء ( الاذواء ) و(المشامنة) الى اخره.وكانوا سببا في تلاشي القوة اليمنية ، وعدد ملوك هذه الطبقة اربعة عشر ملكا أولهم شمر يهرعش الذي حكم بين 275 بعد الميلاد تقريبا الى 300 بعد الميلاد ، واخرهم ذو يزن الذي حكم بين عام 525 بعد الميلاد الى عام 533 بعد الميلاد.

ويزعم بعض المؤرخون أن بلقيس بنت الهدهاد التي حكمت بين عام 330 و345 بعد الميلاد كانت ملكة بين ملوك هذه الطبقة الثانية، وأن الاحباش غزو اليمن للمرة الاولى (سيأتي تفصيل ذلك في صفحة قادمة) في عهدها. ويرى مؤرخون اخرون أن بلقيس هذه كانت ملكة بين ملوك مملكة سبأ الاولى. (وقد مر بنا ذكر أخبارها) وأنماهي التي عناها القران الكريم في سورة النمل وقص اتصالها مع النبي سليمان الذي يرجع تاريخه الى مابين 961ـ 922 قبل الميلاد . وكما قد مر بنا في هذا الكتاب فان مملكة سبأ الاولى بدأت عام 850 قبل الميلاد .وان هذا الخلط في التواريخ من اليمنيين المعاصرين ، لذلك فلا باس ان يطلع القاري على هذه التناقضات التي يحتمل ان توضحها وتحققها مكتشفات آثارية في المستقبل. أما ماكان يسمى ( محرم بلقيس) في مأرب ، فان علماء الاثار يذكرون أنه (محرم المقه) ومعناه (معبدالقمر) وليس محرم بلقيس ، ويذهب اثاريون اخرون الى ان (المقه) بكسر الميم وفتح القاف معناه اله الحرب أو اله الخصب والنماء ، وليس معناه (القمر).

وأهم مدن هذه المملكة (ظفار حمير) و (صرواح) و(وذمار) و(صنعاء) ، وفي سبيل تمجيد ملوك هذه المملكة وخاصة التبابعة منهم تمجيدا وهميا ومزيفا ، ودخلت الكثير من الاساطير والخرافات في التاريخ اليمني القديم . ويحتمل أن تكشف الاثار المطمورة صورا حقيقة لما كانت عليه هذه المملكة اليمنية.


الرومان يغزون اليمن:

في أواخر عهد الطبقة الاولى من هذه المملكة غزا الرومان اليمن بغية السيطرة على تجارتها، وكان قائد الحملة حاكم مصر اليوناني اليوس جاليوس ، وهناك اختلاف كبير بين المستشرقين حول المحلات التي نزلت فيها هذه الحملة اة اتجهت اليها في الجزيرة العربية والذي يترجح عندنا أن الحملة الرومانية أتت من راس بناس في جنوب مصر الشرقي على الساحل الغربي للبحر الاحمر ، ونزلت في ميناء ينبع في الحجاز ، ثم اتجهت صوب الجنوب الى نجران ومنها الى منطقة (براقش) والملاحظ أن الكتابات اليونانية والرومانية أنهم يكتبون أسماء المواقع العربية بصورة غريبة جدا من ذلك انهم على سبيل المثال يكتبون (شبوة) سوبوتا ، ويكتبون (رأس فرتك) سيارجورس ، والاسمان الوحيدان في نظرنا ، اللذان كتبهما اليونان والرومان كتابة صحيحة هم قرية (بروم) وثغر (شرمة) . هذا الخلط في كتابة الاسماء جعل المؤرخون العرب في حيرة من أمرهم ، ولسنا ندري هل مااستنتجه العرب من القراءات اليونانية والرومانية كان كله صحيحا ؟ هذا مانشك فيه.

على كل حال اتجهت الحملة الرومانية سالفة الذكر من براقش الى مأرب وهنا لم يكن في مقدور الجيش الروماني ، الذي كان عدد رجاله حوالي عشرة آلاف ، أن يخطوا خلف مارب بالنظر الى ماكان قد اصاب هذا الجيش من أمراض، وما كان قد تعرض له من قتل على ايدي بعض القبائل اليمنية المقاومة له . فعاد الجيش الروماني الى مصر ، ولم يتحقق حلم الامبراطور الروماني أوغسطس (حكم بين عام 31 قبل الميلاد الى عام 14 قبل الميلاد) الذي أمر بتجريد هذه الحملة الى بلاد العرب . ولا تذكر السجلات الرومانية الطريق التي سلكها هذا الجيش في عودته الى مصر. والغريب في الامر أن كل الموارد الاسلامية لم تذكر هذه الحملة الرومانية ، كما ان المكتشفات الاثارية التي عثر الى اليوم لم تذكر هذه الحملة الخائبة.

تجارة اليمن القديمة

كانت اليمن منذ عصر مملكة معين الى القرن الاول بعد الميلاد همزة وصل تجارية بين الشرق والغرب . فقد كانت الصادرات اليمينة مثل اللبان والمر وأشجار الطيب ، وكذا البضائع التي تستوردها اليمن من الهند وكمبوديا والملايو وجاوة والصين ، تنتقل بوساطة القوافل البرية اليمنية الى فلسطين وجنوب لبنان ومنها الى اليونان وروما. وقد حافظت الدول اليمنية على مركزها التجاري ببقاء البحر الاحمر مغاقا في وجوه الملاحين الاخرين ، على ان يبقى لها نفوذها المطلق على المواني البحرية فيه .

وفي القرن الأول بعد الميلاد اهتدى أحد البحارة اليونان وأسمه هيبالوس ( Hipalus) (بين عام 275و300بعد الميلاد) الى معرفة اتجاهات الرياح الموسمية في المحيط الهندي ، واكتشف أن هبوب هذه الرياح نحو الغرب ونحو الشرق لا يكون الا في فصول معينة من السنة ، وكان لهذا الاكتشاف الخطير أثره البالغ في تحويل الطريق البحرية حينما أخذت السفن اليونانية تشق طريقها عنوة في البحر الاحمر ومنه الى بحر العرب ثم الى المحيط الهندي متجاوزة المواني اليمنية ، وفي تلك الاثناء يزعم بعض المؤرخون أن اليونان احتلوا عدن ليجعلوا منها مصدر توزيع (ترانزيت) لتجارة الشرق وخزنها، فتحولت التجارة الشرقية من الشرق رأسا او عن طريق عدن الى مواني البحر الابيض المتوسط دون ان تمر على مواني اليمن ، فكان ذلك التحول التجاري ضربة قاضية على اليمنيين وخاصة من يسمونهم التبابعة الذين كانوا منهمكين في الحروب الداخلية والتطاحن فيما بينهم ، فاهملوا التجارة وبسبب ذلك تهدمت سدودهم الزراعية ومن بينها سد مارب ، وفترت حركة القوافل اليمنية فدخل اليمنيون ، ولكن اليمنيون كانوا اكثر كفاءة في أساطيلهم التجارية فلم تستطع السفن اليمنية مجاراتها في هذا المضمار، زد على ذلك ان نقل البضائع بالقوافل البرية كان يكلف اكثر من نقلها على طريق البحر ، ولم يحاول اليمنيون تطوير انفسهم...
وقبل أن يتهدم سد مارب اخذت احوال اليمن الداخلية تسير من سيء الى اسواء ، فضاقت سبل العيش باليمنيين في بلادهم ، فاخذوا يهاجرون الى عمان والى سواحل الخليج وسواحل فارس ، والسواحل الافريقية ، زرافات ووحدانا، بحثا عن كسب عيش لهم ولأهليهم الذين خلفوهم وراءهم في اليمن .


هجرة اليهود الى اليمن:

في عام 70 ميلادية وفد من فلسطين ، وفرار من حكم الامبراطور الروماني تيتوس (Titus) كثير من اليهود الي اليمن ووجدوا قطرا امنا يأوون اليه ، ومكانا حصينا يقيمون فيه ، وبعد مضي فترة قصيرة من الزمن تمكنوا من السيطرة على مرافق اليمن التجارية، وكان اليمنيون في شغل شاغل بأنفسهم وبحروبهم الداخلية وتدمير بعضهم بعضا.
وكان اول من اعتنق اليهودية من ملوك اليمن المتأخرين الملك أسعد الكامل الذي حكم اليمن بين عام 385 الي 415 بعد الميلاد ، وتبعه جماعة من اصحابه في اعتناق اليهودية.
ثم اعتنق اليهودية ملك آخر من ملوك التبابعة وهو يوسف ذو نواس الذي حكم اليمن عام 515 وعام 524 بعد الميلاد ، وقد ادى تعصب ذي نواس للدين اليهودي الى ايقاعه بنصارى نجران في حادثة (الاخدود) المذكورة في القران الكريم ، سنة 523 ميلادية.
وسبب تلك الحادثة انه ثار نزاع بين يهود ونصارى نجران فهب ذو نواس بجيشه الى نجران وهناك حفر اخدودا ملأه بالنار وخير نصارى نجران بين اعتناقهم اليهودية أو القائهم في النار ، فأبى كثير من نصارى نجران الرجوع عن دينهم فأحرقهم .

ولقد كان هذا الفعل الشنيع مثارا لا ستنكار النصارى في أوربا والحبشة اصبحت بعده اليمن مسرحا للنزاع والحروب بين اليهودية وعلى راسها ذو نواس وبين المسيحية ومن ورائها قيصر الروم ونجاشي الحبشة وبايعاز من ملك الروم جرد نجاشي الحبشة ( وهذا كان الغزو الحبشي الثاني لليمن) حملة عسكرية من جهته مكونة من اربعة الاف مقاتل للقضاء على (ذي نواس ) وأتباعه اليهود ، وجرت بين الفريقين معارك دامية كانت الغلبة فيها للاحباش مما اضطر ذا نواس الى الانتحار ، وذلك بأن القى نفسه في البحر كما يقال.
وهكذا انتهت دولة الحميريين واستولى الاحباش على اليمن عام 525 ميلادية .

وبعد صراع بين القادة الاحباش انفسهم استطاع احد قادة الجيش الحبشي وأسمه ابرهة بن الصباح الأشرم (وقد تقدم ذكره لدى حجيثنا عن ترميم سد مارب) بتنصيب نفسه ملكا على اليمن . وقد عمل ابرهة على تنصير المزيد من اليمنيين . ومن أعماله انه ارغم العرب على الحج الى كنيسة بناها في صنعاء (تعرف الآن بغرفة القليس) بدلا عن الحج الى البيت الحرام في مكة، وهو صاحب قصة الفيل المذكورة في القران الكريم، وكان عام الفيل سنة 571 ميلادية .

المسيحية في اليمن:

لا يعرف متى كانت النصرانية قد تفشت بين بعض القبائل العربية حتى وصلت الى نجران في اليمن ، ولكن المعروف ان بعض أهالي اليمن اعتنقوا المسيحية عند احتلال الاحباش لليمن في المرة الاولى بين عام 340وعام 374 ميلادية .
والحقيقة أن اتصال اليمنيين بالحبشة كان اتصالا اقتصاديا واجتماعيا قديما جدا. ومن المؤرخين من يؤكد أن الخط الاثيوبي المستعمل الان في اثيوبيا ماهو الا صورة معدلة من الخط المسند اليمني القديم، ويزعمون ان كلمة (الحبشة) مأخوذة من اسم قبيلة (حبشية ) الحضرمية الاصل ذات المنطقة التي تعرف باسمها الي اليوم وهي (جبل حبشية) جنوب منطقة ثمود في محافظة حضرموت.

ويذكر مؤرخون ان اتصال اليمن بالحبشة كان على عهد مملكة اوسان وقد كونوا لهم في الحبشة مستعمرة تعرف بأسم (أكسوم) كما قد ذكرنا ذلك.
وبحكم الاقتراب بين الشاطئين اليمني والحبشي في أسفل البحر الاحمر كان الاحباش واليمنيون يتبادلون الاتصالات التجارية.

وكان الغزو الحبشي الاول لليمن الذي اشرنا اليه غزوا اقتصاديا لكنه لم يدم طويلا.
اما الغزو الحبشي الثاني فقد كان غزوا تأديبيا جزاء ماقام به ذو نواس ضد نصارى نجران ، وفي سنة 599 ميلادية قام سيف بن ذي يزن بثورته ضد الغزو الحبشي الثاني ، وبذلك انتهى هذا الاحتلال الذي دام 74 عاما بمساعدة الفرس الذين استقدمهم سيف بن ذي يزن الى اليمن بمساعدة أحد أكاسرة الفرس.
وقد تولى سيف بن ذي يزن بعد طرده الاحباش من اليمن ، أمر اليمن من قبل كسرى فارس ووفدت اليه الوفود العربية وكان من بينهم عبدالمطلب بن هاشم جد النبي (صلى الله عليه وسلم) (وكان ذلك قبل البعثة النبوية بما يقرب من عشرين عاما، اذ كانت أول سنة للهجرة في 16يوليو عام 622 ميلادية).
وبعد موت سيف بن ذي يزن ، تولى المرزبان بن وهرز الفارسي حكم اليمن ، عاملا من قبل كسرى ، ثم تولى بعده التيجان بن الرزبان ، ثم خسرو بن التيجان ، ثم باذان ، وقد بقي باذان واليا على اليمن حتى الهجرة النبوية عام 622 ميلادية ودخل في الاسلام مع اهل اليمن ، ومع باذان هذا جرت حكاية الاسود العنسي


لمحة من تاريخ حضرموت العام
(من السنة الاولى للهجرة الى السنة الحادية عشرـ 622ـ632م)

عندما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ، (610م) كانت اقاليم اليمن مشتتة وغير خاضعة لحكم مركزي واحد، وكان اهل كل ناحية قد ملكوا عليهم رجلا منهم. وكذلك كان الحال في مختلف المناطق الحضرمية ، وكانت هجرته الى المدينة المنورة سنة 622م .

وكان الفرس يحكمون اليمن الاعلى ، وكان عاملهم على صنعاء ونواحيها (باذان) الفارسي ،فدعاه الرسول الكريم الى الاسلام فامتثل بدون تردد وأسلم معه من كان بصنعاء من الفرس. وكان ذلك سنة عشر للهجرة . وابقى النبي صلى الله عليه وسلم (باذان) اميرا عنه على جميع اليمن ومخاليفه وهي كثيرة .وكانت اشهر مخاليف اليمن (أي أقسامها الادارية) مخلاف عسير ومخلاف صنعاء ومخلاف الجند (اليمن الاسفل) ومخلاف تهامة ومخلاف حضرموت.

ومات باذان في هذه السنة ، فقسم النبي صلى الله عليه وسلم مخاليف اليمن على عمال من قبله ، وجعل صنعاء لشهر بن باذان . وبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) خالد بن الوليد الى قبائل اليمن يدعوهم الى الاسلام فبقى بها ستة اشهر ولم ينجح في مهمته، فبعث النبي علي بن ابي طالب وأمره ان يرد خالدا ومن معه الا من رغب في البقاء معه . فلما انتهى الى انتهى الى اوائل اليمن قراء علي بن ابي طالب عليهم كتاب الرسول فأسلمت همدان ثم تتابع أهل اليمن على الاسلام وكان ذلك سنة عشر للهجرة .
ولما بلغ النبي (صلى الله عليه وسلم) اسلامهم سجد لله شكرا على ذلك.
وفي تلك السنة بعث النبي (صلى) معاذ بن جبل ، وكان من شباب الانصار ، قاضيا أو واليا على اليمن ومعلما، بقي معاذ بن جبل باليمن الى ان توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت وفاته عام 11هجرية ، 632ميلادية.

وقد حاول باذان ، بعد اسلامه ، الاتصال بالرسول ولكن الاسود العنسي تعقبه وقتله . ثم استفحل شأن الأسود وكثر جمعه حتى اخرج عمال النبي (صلى الله عليه وسلم) من التهائم. ثم زحف على صنعاء واستولى عليها وقتل شهر بن باذان وتزوج امراته . فامر النبي (صلى الله عليه وسلم) الى من بقى من عماله أن يتلافوا الامر بالقضاء على الاسود العنسي ، فانتدب لذلك (فيروز الديلمي) ابن عم أمراة شهر بن باذان التي غدت زوجة للاسود العنسي ، ووضعت خطة لقتله بمساعدة هذه الزوجة ، فقتلوه.
وعاد عمال النبي (صلى الله عليه وسلم) الى اعمالهم ، وكان ذلك قبل وفاته صلى الله عليه وسلم، وورد الخبر بمقتل الاسود الى المدينة قبل وفاة الرسول صلى الله وسلم ، بليلة او ليلتين ، وكانت وفاته عام 11 هجرية = 632ميلادية.
وحدث أن قام بصنعاء متمرد آخر اسمه (قيس بن مكشوح) وجمع فلول جند الاسود العنسي اليه وذلك بعد أن ولي الخليفة ابو بكر أمر المسلمين. فولى ابو بكر (فيروز الديلمي) وأمر الناس بطاعته . فاجتمع لديه من المسلمين عدد غير قليل قاتل بهم قيس بن مكشوح حتى هزمه. واستقر اليمن تحت ظل الخلافة الاسلامية .

كتب النبي صلى الله عليه وسلم الى أهل اليمن وحضرموت
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد كتب الى ملوك اليمن ـ وكانوا في واقع الأمر رؤساء قبال وأصحاب مخاليف ـ كتابا عاما في الوقت الذي كتب النبي (صلى الله عليه وسلم) كتبه الى عموم ملوك العرب ومن جاورهم من ملوك العجم.
وكان كتاب النبي صلى الله عليه وسلم الى اليمن موجها الى الحارث بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال والنعمان قيل بن ذي رعين، وهمدان والمعافر(1)

أنبأهم فيه أنه حمد الله على دخولهم الاسلام، وحثهم على اطاعة الله ورسوله واقامة الصلاة وايتاء الزكاة ، وأمرهم بما بجمع ماعندهم من الصدقة والجزية وتبليغها اليه . وكان دعاة الرسول صلى الله عليه وسلم قد اوضحوا لليمنيين وغيرهم مايلزمهم من زكاة وغيرها من الواجبات الاخرى . وكان كتاب الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام اليهم قد اشتمل عليها. وذكر لهم في كتابه أن رسله اليهم هم معاذ بن جبل ، وعبدالله بن زيد ، ومالك بن عبادة ، وعتبة بن نمر ، ومالك بن مرة وأصحابهم .

أما كتاب الرسول (صلى الله عليه وسلم) الى قبيلة حضرموت فقد وجهها الى وائل بن حجر وسائر أقيال حضرموت ، وذكر فيه ماعليهم دفعه من الزكاة ، وبعث بكتاب مماثل الى أبناء معشر وأبناء ضمعج أهل شبوة ، وبكتاب الى الجعفيين أهل وادي جردان ، ولم تثبت المراجع التاريخية كتاب النبي (صلى الله عليه وسلم) الاول لجميع سكان حضرموت ، وكان قد ارسله اليهم بيد يسلم بن عمرو الانصاري ، بيد أن اليعقوبي (2) ذكر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كتب لهم بمثل ماكتب الى كسرى ، وفيما يلي نص الكتاب الموجه الى كسرى:ـ

ـ*(من محمد رسول الله الى كسرى عظيم فارس سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له أن محمدا عبده ورسوله الى الناس كافة لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ، فأسلم تسلم ، فان أبيت فان عليك اثم المجوس.)ـ* .

وفادة أهل حضرموت على النبي (صلى الله عليه وسلم)

تسمى سنة عشر من الهجرة سنة الوفود، اذ وفد على النبي (صلى الله عليه وسلم) فيها وفود من بقى من العرب ممن لم يسلم بعد.
ولم تكن وفادة العرب على الرسول صلى الله عليه وسلم كلها رغبة في اعتناق الاسلام وانقيادا لدعوته ـ وان كان اغلبها كذلك ـ بل كانت بعض الوفادات
لنيل الرفد والاحسان، وبعضها لترشيح انفسهم للرئاسة على اقوامهم ، ومن ذلك ان بني تميم وفدوا على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال لهم :ـ ( اقبلوا البشرى يابني تميم) ففسر بنو تميم كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم تفسيرا ماديا بحتا وقالوا له بشرتنا فأعطنا ، فكررها لهم ، وهم يقولون : بشرتنا فأعطنا ، ولم يكتفوا بذلك ، بل صاروا يلحون عليه لذلك وينادونه من وراء حجرات ازواجه حتى شق عليه ذلك ، وفي ذلك قوله تعالى *( ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعلمون)* وقوله تعالى *( الأعراب أشد كفرا ونفاقا)* .
وقد جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم ، وفد بني عامر وعليهم عامر بن الطفيل ، واربد بن قيس ، وماكان في نيتهم الاسلام ، بل ازدادوا بعد وفادتهم اصرار على كفرهم ، حتى انهم تآمروا على قتل النبي (صلى) فلم يقدروا . وقال عامر ابن الطفيل مخاطبا النبي (صلى الله عليه وسلم) (لأ ملانها عليك خيلا ورجلا ) وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطاوعه على اعطائه طلبه الرفد والميرة من تمر المدينة.
ويروي التاريخ حكايات كثيرة عن حرص بعض الوافدين من اجلاف العرب على الرئاسة والمال والطعام ، ولم يكن غرضهم الدخول في الاسلام .
وربما عتنقت قبيلة الاسلام عنادا واغاضة لقبيلة اخرى لم تعتنقه كما كان الحال بين كندة ومراد. وذلك لما كان بين هاتين القبيلتين من خصوصية جاهلية . على أن كندة دخلت الاسلام في تاريخ متأخر .


وفد قبيلة حضرموت:

يذكر التاريخ أن وائل بن حجر بن ربيعة وكان ابوه من اقيال اليمن ، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد فادناه النبي اليه وبسط له رداءه وأجلسه معه ، ثم صعد النبي (صلى ) المنبر وقال، :ـ ( ايها الناس هذا وائل بن حجر سيد الاقيال ، أتاكم من أرض بعيدة ـ يعني حضرموت ـ راغبا في الاسلام . فقام وائل وقال : ( يارسول الله بلغني ظهورك وأنا في ملك عظيم ، فتركته واخترت دين الله : فقال النبي : صدقت ، اللهم بارك في وائل وولده .

وفد كندة :
وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم ، الاشعث بن قيس في عدد من اصحابه .

وفد تجيب :

وقدم على النبي وفد تجيب (وهم من قبيلة السكون) وقد ساقوا معهم صدقات أموالهم التي فرضها الله عليهم ، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وأكرم نزلهم ، وقالوا يارسول الله سقنا اليك حق الله عزوجل في أموالنا ، فقال رسول الله : ردوها فاقسموها على فقرائكم ، فقالوا ما قدمنا الابما فضل من فقرائنا . فقال ابوبكر رضي الله عنه : ماوفد علينا وفد من العرب بمثل ماوفد هؤلاء الحي من تجيب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ان الهدى بيدالله عز وجل ، فمن أراد به خيرا شرح صدره للاسلام.).
وفد الصدف والجعفيين :

وقدمت على النبي قبيلة الصدف ، كما قدم عليه وفد الجعفيين وهم سكان وادي جردان من حضرموت .

ويدل تعدد الوفود اليمنية الى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، أن اليمن كانت ممزقة تحت العديد من الرئاسات العشائرية ولم تكن تحكمها حكومات مركزية موحدة .
عمال النبي صلى الله عليه وسلم على حضرموت
كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث بأمرائه وعماله على الصدقات الى كل بلد دخل أهله الاسلام . ومن أولئك العمال الذين عينوا بحضرموت :ـ

المهاجر بن أبي أمية المخزومي ........ وهو شقيق أم سلمة (رضي الله عنها) زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان أسمه (الوليد) فسماه النبي صلى الله عليه وسلم (المهاجر).

زياد بن لبيد الانصاري ................ وهو أشهر رجل ولي بلاد حضرموت من الصحابة . كان عاملا للنبي على حضرموت ومنها بلاد كندة واسكون والصدف . ولما ولي ابو بكر رضي الله عنه ولاه قتال أهل الردة من كندة حتى ظفر بالاشعث بن قيس ، فبعث به اسيرا الى ابي بكر كما سياتي تفصيل ذلك .
عكاشة بن ثور ...................... كان واليا على السكاسك ومعاوية من كندة ، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان عماله على بلاد حضرموت :1ـ المهاجر على كندة
زياد على قبيلة حضرموت
عكاشة على السكاسك والسكون.


حضرموت في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم

بعد ان استقر الاسلام بحضرموت في السنة العاشرة من الهجرة (631م) رضخت له القبائل القاطنة بحضرموت من كندة والسكاسك والسكون والصدف وتجيب وحضرموت والجعفيين وغيرها من سكان تلك الناحية اليمنية تحت رئاسة من رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم ، عليهم ومنهم الاشعث بن قيس على كندة ، ووائل بن حجر على حضرموت ، وقيس بن سلمة بن شرحبيل على الجعفيين . وكان لهذه القبائل ملولك ورؤساء عديدون أصبحوا بالاسلام في عداد سائر الناس مروؤسين لاولئك النفر الذين عينهم انبي صلى الله عليه وسلم ، عليهم .، والظاهر ان بعضا من أولئك الملوك والرؤساء انما سكت على مضض واستكان على ضغينة لما سلبه من الرئاسة الجاهلية كما دلت على ذلك الحوادث .لذلك لما قام الاسود العنسي باليمن واعلن الردة واستولى على صنعاء في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يتوان بعض رؤساء سكان حضرموت ، ولاسيما كندة ـ ومنهم بني وليعة من بني عمرو بن معاوية ـ عن اغتنام الفرصة بتلبية دعوة الاسود العنسي ، بل سرعان مااعلنوا الردة وناصبوا عمال النبي (صلى ) العداوة ، وذلك في آخريات ايام حياته (ولما بلغ الخبر الى المدينة بردة بني وليعة وملوكهم لعنهم النبي ) ، ولم تدم فتنة العنسي طويلا اذ قتله المسلمون الذين باليمن ، وقد وردت البشرى بمقتله الى النبي وقد اشتد به المرض فلم يبق بعدها سوى ليلة واحدة حتى لحق بالرفيق الاعلى ، وكان ذلك في ربيع الاول في السنة الحادية عشرة للهجرة .

صدى وفاة النبي بحضرموت

وعندما بلغ خبر وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) الى حضرموت الى عامله عليها زياد بن لبيد الانصاري ، وكان حينها في مدينة تريم مع اقرار ابي بكر رضي الله عنه له على عمله ، لم يلبث حتى خطب الناس معلنا لهم خبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وداعيا للبيعة لابي بكر ، فلبى نداءه بعض الحضارم ، وامتنع عن البيعة من في قلبه مرض ومن لم يطمئن قلبه بالايمان كالاشعث بن قيس الكندي ومن انحاز الى جانبه من كندة ومنهم ـ كما ذكرناــ بنو وليعة من بني عمرو بن معاوية ومن مال اليهم .
وبما أن الاشعث بن قيس كان احد ملوك كندة ، وكان صاحب (مرباع)(3) حضرموت فقد كتب زياد الى البي بكر رضي الله عنه بالموقف في حضرموت وطلب منه المدد ، فبادر ابو بكر لاجابته وقال له في رسالته اليه تلك الجملة المشهورة عن الصديق( استعن بمن أقبل على من أدبر) .
ردة أهل حضــرمــوت
كانوا المرتدون الحضارمة أربعة أصناف :ـ
1ـ صنف عادوا الى عبادة الاوثان .
2ـ وصنف تبعوا مسيلمة والاسود العنسي ، وكان كل منهم قد ادعى النبوة قبل موت النبي (صلى الله عليه وسلم) فصدق مسيلمة أهل اليمامة وجماعة غيرهم ، وصدق الاسود أهل صنعاء وجماعة غيرهم ومنهم ملوك بني وليعة الذين سوف يأتي ذكرهم .. فقتل الاسود قبيل موت النبي ، وبقي بعض من آمن به فقتلهم عمال النبي (صلى الله عليه وسلم) في خلافة ابي بكر ، واما مسيلمة فجهز اليه ابو بكر جيشا بقيادة خالد بن الوليد فقتلوه.
3ـ وصنف ثالث استمروا على الاسلام ولكنهم جحدوا الزكاة وتأولوا بأنها خاصة بزمن النبي ، وهم الذين ناظر عمر بن الخطاب ابابكر في قتالهم . والى هذه الفئة ينسب البيتان المشهوران :ـ
أطعنا رسول الله مادام بيننا **** فيا قوم ماشأني وشأن أبي بكر
أيورثها بكرا اذا كان بعده **** فتلك لعمر الله قاصمة الظهـــر
4 ـ وصنف توقف ولم يطع احدا من الطوائف الثلاث وتربص لمن تكون الغلبة .
ويستطاع القول ان هذه الاصناف الاربعة تمثل كافة المرتدين العرب لا الحضارم وحدهم ، وكان المرتدون الحضارمة متمثلين أصلا في كندة ، وكانت رئاسة كندة في بني وليعة بالذات وهؤلاء فرعان :
الفرع الاول
بنو عمرو بن معاوية ، ولهم ملوك أربعة هم :
جمد ، ومخوس ، ومشرح ، وأبضعة ، تشاركهم في الذكر والرئاسة أختهم العمردة .
الفرع الثاني :

بنو الحارث بن معاوية ، ولهم ملكان هما :
السمط بن الاسود ، والاشعث بن قيس وهو آخر ملوكهم .
ولقد كانت ردة كندة حركة رجعية دفعت اليها عدة عوامل أظهرها:ـ
1. الحنين الى ظلم الجاهلية وبطشها وجبروتها وانانيتها.
2. عجز رؤسا المرتدين عن مزاحمة المتنورين بتعاليم الاسلام .
3. قعود جهلهم بهم عن التأهيل لاحتلال المراكز المهمة والوظائف الاسلامية العالية ، بعد أن سلبوا الرئاسة الوراثية التقليدية ، وغدا الاسلام يأبى أن يتبوأها الا من كان كفوا لها بعلمه وقوة ايمانه وسابقته من الاسلام .
وبالنظر الى العداء القديم المستحكم ، بين قبيلتي حضرموت وكندة فقد انحازت حضرموت الى جانب زياد وناصروه على كندة وبقية المرتدين ، على انه انحاز الى المرتدين افراد اشقياء من قبيلة حضرموت ومن السبيع الهمدانية وقبيلتي السكون والسكاسك .

ودارت رحى الحرب بين المسلمين والمرتدين في موضع ، لا يعرف مكانه اليوم ، يقال له (محشر الزرقان) فهزمت كندة وانسحبت الى موطن اعوانها من قبيلة حضرموت ولاذت بحصن (النجير) الواقع شرقي مدينة تريم (4) وهو حصن لقبيلة حضرموت استولى عليه اولئك الافراد من قبيلة حضرموت الذين انحازوا الى المرتدين .
وداهم المسلمون حصن النجير وحدثت به معركة تاريخية مشهورة كانت نتجتها أن انهز م المرتدون هزيمة منكرة وكانت نصرا عظيما للمسلمين ، وكان بين قتلى المرتدين ملوك بنو عمرو بن معاوية الاربعة واختهم العمردة ، والسمط بن الاسود أحد ملكي بني الحارث بن معاوية . اما الملك الاخر وهو الاشعث بن قيس رأس الفتنة فكان بين الاسرى .
ويذكر ان زيادا بعث بالاسرى ومنهم الاشعث الى ابي بكر فمن عليهم بالحياة بعد تجديد اسلامهم .

المرتدون من المهرة :

اما المرتدون من منطقة المهرة الحضرمية ، فقد سار اليهم عكرمة بن ابي جهل في جيش من المسلمين الذين كانوا يقاتلون المرتدين في عمان ، ودارت بين المهرة وبين المسلمين معركة فاصلة في مكان سماه المؤرخون ( جيروت) ولعله (حبروت) كسر فيه المهرة المرتدون واسر قائدهم (شخريث) وبعث به عكرمة الي ابي بكر مع جمع من اسرى المهرة ، وانتهت فتنة الردة الحضرمية /المهرية . واستقرت حضرموت تحت ظل الخلافة الاسلامية .


العمال على حضرموت في عهد الراشدين

توفي الخليفة ابوبكر (رضي الله عنه) لثمان بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث عشرة للهجرة ، فكانت ولايته سنتين وثلاثة اشهر وعشر ليال . وولي بعده عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وبقيت حضرموت جزءا لاينفصل عن اليمن ، وقطعة من الدولة الاسلامية الفتية .

كانت حضرموت على عهد الخلفاء الثلاثة في أغلب الاحوال تحت حكم من يتولى على اليمن ، بيد ان ولاة اليمن ربما جعلوا عليها نوابا ، ويذكر أن احد الخلفاء استعمل في حضرموت عاملا من قبله .

يعلي بن منية :
ولما توفي ابو بكر وولي عمر استعمل على اليمن يعلي بن منية (نسبة الى امه ) اما ابوه فهو أمية بن ابي عبيدة بن همام التميمي حليف قريش . واتهم يعلي باستغلال مركزه فعزله الخليفة عمر (5) .

ولما بويع عثمان (6) استعمل يعلي على اليمن ، ويقال انه عاد الى استغلال مركزه من جديد ، ويقال ايضا انه مات ولديه ثروة قدرت بستمائة الف دينار.
عدي بن نوفل :
وعلى الرغم أن يعلي كان مستقلا بالامارة على اليمن ، فان أمر حضرموت لم يكن اليه بل ان الخليفة بالمدينة استعمل عليها عاملا خاصا من قبله وهو عدي بن نوفل ، اذ استعمله عمر بن الخطاب على حضرموت ، ثم عمل لعثمان بعده ايضا ، وعدي هذا هو اخو ورقة بن نوفل ابن عم السيدة خديجة رضي الله عنها.
أما في عهد الخليفة علي فقد كان عامله على اليمن عبدالله بن العباس ابن عبدالمطلب ، وقد بقي في منصبه حتى وفاة الامام الامام علي كرم الله وجهه (7) وكانت حضرموت ابان عمالته تابعة لليمن الاعلى من الناحية الادارية.
وينبغي ان يلاحظ ان الحضارم كانوا في كل مناطق حضرموت ، مستقلين بشؤونهم الداخلية يديرونها بوساطة رؤساء عنهم وفق عاداتهم وتقاليدهم وعقيدتهم الجديدة ، وكانت واجبات عمال النبي صلى الله عليه وسلم وعمال الخلفاء الراشدين من بعده منحصرة في الاشراف على اداء الزكاة واقامة الفرائض الدينية الاخرى .

الهجرة الحضرمية في عهد الفتوح الاسلامية

كانت حرب الردة في عهد ابي بكر ، والفتوح في عهد عمر من بعده ، من بواعث هجرة القبائل الساكنة بحضرموت ، شانهم في ذلك شأن بقية القبائل الذين هاجروا من جهات اخرى من جزيرة العرب ، صوب الحجاز اولا حيث تعبأ الجيوش وتجهز البعوث الى شتى نواحي الارض ، ثم ذهابهم ثانيا الى الثغور ،في سبيل نشر الدين الاسلامي والقضاء على مناوئيه .

فهب رجال بلاد حضرموت وعليهم اقيالهم وملوكهم ورؤساؤهم أمثال وائل بن حجر ، والاشعث بن قيس وغيرهم من زعماء قبائل حضرموت وكندة والصدف والسكون والجعفيين .
وكان عمر بن الخطاب قد استنفر من اهل اليمن رجالهم وذوي الشان والنجدة لتلبية صوت الجهاد ونفير الاسلام ، فرجل جمع غفير من أهل جهة حضرموت بأسرهم وذراريهم ــ كسائر العرب ـــ لاداء واجبهم نحو دينهم وعروبتهم ، ثم توطنوا فيما بعد ثغور الاسلام ، فنزحت قبائل من حضرموت عن وطنها الاصلي الى غير رجعة ، فاستبدلوا لهم في البلدان الخصبة اهلا بأهل وجيرانا بجيران . فأثرت هذه الهجرة على بلاد حضرموت ، اذ نقص عدد سكانها نقصا كبيرا.

ونزح الحضارم والى الكوفة (العراق) والى الشام والى مصر في اعداد كبيرة ، واشتركوا في جيوش الفتح الاسلامي قادة وجنودا ومنهم من تولى بتلك الاقاليم الاسلامية وغيرها ـــ ملك شمال افريقيا والاندلس ــ الرئاسة والحكم والقضاء والافتاء وشاركوا ــ كما شارك ابناؤهم واحفادهم من بعدهم ـ في مختلف نواحي النشاط العسكري والاداري والفكري . وبرز منهم رجال تحدث عنهم التاريخ حديث اجلال واكبار (راجع كتاب (الجامع) للمؤلف) .

فبالاضافة الى ابادة حروب الردة ، كانت الهجرة ضربة على حضرموت افقتدها اكثر سكانها . وقد اصيبت حضرموت بضربات عنيفة وقاسية في العهدين الاموي والعباسي كما سياتي ذكره . ونتج عن ذلك خواء بعض النواحي الحضرمية من اهلها . وخراب بعض بلدانها وقراها. وتدهور الحالة الاجتماعية والاقتصادية بها.
لذلك لم يعد لبلاد حضرموت من الشان مايجعل الولاية عليها أمرا يستحق الذكر . فلم يحفظ التاريخ اسم أحد المتوليين عليها الا نادرا ، واكتفى المؤرخون بما عرف من أنها قطعة من اليمن مضافة الى عمالة من يتولى صنعاء من قبل الدولة .

حضرموت في العهد الأموي

لما ولي معاوية بن ابي سفيان ولي على صنعاء ــ قاعدة اليمن ــ فيروز الديلمي ، احد الفرس الذين كانوا باليمن ، وقد سبق ذكر فيروز هذا بمناسبة مشاركته في قتل الاسود العنسي الكذاب ، وبقي باليمن حتى توفي سنة53 هـ (672م) في عهد معاوية .
وفي عهد عبدالله بن الزبير، تولى على حضرموت من قبله عمارة بن عمرو بن حزم ، ويحتمل انه كان نائبا لعامل صنعاء عبدالله بن عبدالرحمن بن مخزوم وكان عاملا لعبدالله بن الزبير على اليمن .

ولما أضيفت اليمن الى ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 72هـ (691م) ولى الحجاج على حضرموت الحكم بن مولى الثقفي .
وتذكر روايات تاريخية أن الولاة الأمويين الحقوا بأهل اليمن وحضرموت من الجور والعسف ماأثار الحفائظ واضرم الصدور غيظا عليهم ، الامر الذي ادى الى ثورة عبدالله بن يحيى الكندي ، والملقب بـ (طالب الحق) وانضمام جانب كبير من الحضارم تحت رايته مما سياتي ذكره ، وكان على حضرموت حينئذ من قبل الامويين ابراهيم بن جبلة بن مخرمة الكندي .


ثورة عبدالله بن يحيى الكندي بحضرموت

شاخت الدولة الاموية ، وبداء التصدع في جوانبها من عهد الوليد بن يزيد ، ولم يكن اليمانية ــ وهو أعظم جند الشام ــ راضيين عنه .ومن المعروف أن جند الشام هم الذين ارتكزت على اسنتهم وحرابهم الدولة الاموية . فجرؤت النفوس على الخروج على الملك الاموي ، ونجمت قرون الفتن والاحزاب والمؤامرات السرية ضد الدولة ، وانتشرت المناوشات الدامية في شتى انحاء المملكة الاموية ، وغدت بها اوصال الدولة اشلاء مقطعة بايدي الطامعين والثائرين والحاقدين مما اوقع في النفوس يقينا انهيارها وقرب اضمحلالها.
هذه الحالة التي كانت عليها الدولة الاموية جرأت أبا حمزة الحروري الاباضي على التآمر مع عبدالله بن يحيى الكندي للقيام بثورة في حضرموت وعموم اليمن ضد الحكم الاموي ، لاسيما ان عبدالله بن يحيى كان في طليعة المتذمرين من الحالة السيئة التي عمت اليمن وحضرموت على ايدي الامويين.

وكان ابو حمزة المختار بن عوف الازدي السلمي (واحيانا يسمى الحروري الاباضي) أحد أهل البصرة ممن لبى دعوة عبدالله بن اباض التميمي الخارجي . وتتلخص دعوة عبدالله بن اباض في ان (أهل القبلة) أي المسلمين ، هم غير كفار ، ولكنهم غير مشركين ، فمناكحتهم وموارثتهم جائزة الا ان أموالهم من السلاح والعتاد عند الحرب حلالان ، وأن مرتكبي الكبائر ليسوا بمؤمنين ، ولكنهم موحدون ، وان مرتكب الكبيرة كافر كفر النعمة لا كفر الملة ، وانهم لا يتولون من الخلفاء الاربعة غير الخليفتين ابي بكر وعمر وان الخليفتين عليا وعثمان قد خالفا ــ حسب زعمهم ــ سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، الى غير ذلك (9) . وقد سميت هذه الفرقة بالاباضية نسبة الى عبدالله بن اباض المذكور ، وهي احد فرق الخوارج.
والحقيقة ان وجود الخوارج بحضرموت كان قديما، وأول اتصالهم بحضرموت كان في بداية النصف الثاني من القرن الاول من الهجرة ، (685م ) فقد بعث اتباع نجدة بن عامرالحنفي الخارجي ، المتغلب على اليمامة والبحرين ، بأنصارهم الى حضرموت سنة (66هـ) (685م) وولوا ابا فديك لقبض الصدقة باسم الفرقة النجدية (نسبة الى نجدة بن عامر المذكور) ، وكان هذا أول اتصال الخوارج بحضرموت ، وقد أحدث ذلك جوا صالحا لتلقي نحلة الاباضية بالقبول والاذعان .

وكان اباحمزة المختار يتردد على مكة كل عام ويدعوا الى الثورة ضد مروان بن محمد الاموي ، والى اعتناق المذهب الاباضي .
وفي سنة 128هــ (745م) اتصل ابو حمزة في مكة بعبد الله بن يحيى الكندي من اهل حضرموت وشرح له فكرته الثورية ومذهبه الاباضي ، فاستحسن عبدالله بن يحيى ماقاله ابو حمزة وخرج ابو حمزة وعبدالله بن يحيى وجماعة من انصار ابي حمزة الى حضرموت وهنا اعلنوا الثورة على مروان بن محمد ودعوا البيعية لعبدالله بن يحيى ولقبوه (( طالب الحق)) .

كان ذلك سنة 129هـ (746م) وكان هذا أول وجود المذهب الاباضي بحضرموت .

فكثر انصار (طالب الحق) لا سيما ان الناس قد برموا بالحالة في حضرموت من عمال بني امية وظلمهم وعسفهم كما تذكر الروايات التاريخية .
وكان على حضرموت من قبل الامويين ابراهيم بن جبلة بن مخرمة الكندي ، (10) فاعتقله انصار (طالب الحق ) ردحا من الزمن ثم اخلوا سبيله .
وكتب عبدالله بن بحيى الى من كان على مذهبه في صنعاء في الفين من رجاله الحضارم واستولى عليها ثم بسط سلطانه على اليمن , وأقام عبدالله بن يحيى بصنعاء شهرا كان الخوارج (الشراة) يأتون خلاله اليه من كل مكان حتى كثر جمعه ، الامر الذي شجعه على الاستيلاء على مكة والمدينة ، وكان ذلك سنة 130هــ (747م) اذ انه فعلا وجه الى تلك المدينتين الشريفتين اباحمزة المختار واخرين من انصاره على راس جيش كثيف واستولى ابو حمزة على مكة والمدينة .

ولما بلغ مروان بن محمد الاموي (11) خبر استيلاء ابو حمزة على مكة والمدينة جرد له من الشام حملة عسكرية قوية بقيادة عبدالملك بن عطية السعدي . فكانت معركة بين الامويين والاباضيين في مكة قتل فيها ابو حمزة وأكثر انصاره . أما الباقون من انصار ابي حمزة فقد لاذوا بالفرار الى صنعاء.
وتحرك عندئذ عبدالله بن يحيى (طالب الحق ) بجيش من صنعاء ضم فلول جيش ابو حمزة . والتقى بجيش ابن عطية السعدي في الطائف ودارت بين الفريقين معركة في الطائف قتل فيها (طالب الحق ) وجمع كبير من انصاره وتوجه ابن عطية الى صنعاء لمقاتلة من بقى فيها من الخوارج وتمكن من قمع ثورتهم وكسر شوكتهم .
عند ذلك فر من بقى من الاباضيين على قيد الحياة الى حضرموت فتعقبهم ابن عطية وقضى عليهم واحتل مدينة شبام وكانت مركزا هاما لهم .
ثم أتى ابن عطية كتاب من مروان ابن محمد يأمره بالذهاب على عجل الى مكة ليحج بالناس ، فصالح ابن عطية اهل حضرموت ، وذهب الى مكة ومعه جماعة من الحضارم فلما كان ببلاد مراد قتله الاباضية .

فلما علم ابن اخي عبدالله بن عطية (12) وهو بصنعاء خبر قتل عمه ، أرسل شعيبا البارقي على راس جيش الى حضرموت ، فاوقع بالاباضية الذين كانوا بها . الا ان قسوته تجاوزت الحدود فقد قتل صبيانهم وبقر بطون نسائهم وأتلف اموالهم واخرب ونهب قراهم .
واخمدت ثورة الاباضية بحضرموت سنة 130هـ ( 747م) ، وللمؤرخين الحضارم وغيرهم عن شخصية (طالب الحق ) وعن ثورته وأهدافها احاديث مطولة ومتضاربة لونتها الاهواء بأصباغها.

حضرموت في العهد العباسي

كانت الدولة الاموية تلفظ أنفاسها الاخيرة في عهد مروان بن محمد الجعدي . فكتب اليه نصر بن يسار رسالة يعلمه فيها عن مغزى دعوة ابي مسلم الخراساني وضمها الابيات التالية وهي مشهورة في التاريخ الاموي ، والابيات لأبي مريم البجلي :ـ
أرى خلل الرماد وميض نار ** ويوشك أن يكون لها ضرام
فان النار بالعودين تذكــــــى ** وأن الحر اولها الكــــــــلام
لئن لم يطفها عقلاء قـــــــوم ** يكون وقودها جثث وهــــام
أقول من التعجب ليت شعري** أأيقاظ أمية أم نــــــــــــــيام
فأن كانوا لحينهم نيامـــــــــا ** فقل قوموا فقد حان القـــــيام .
وفي سنة 133هـ (750م) انهزم مروان بن محمد الجعدي عسكريا امام طليعة الحركة العباسية الصاعدة ، ففر بفلول جيشه الى مصر وقتل في قرية (بوصير) المصرية .
وتولى الحكم ابو العباس السفاح ، أول خلفاء بني العباس ، فولى على اليمن عمه داوؤد بن علي فتوفي في السنة نفسها. فعين مكانه ابن خاله محمد بن يزيد بن عبد المدان الحارثي ، وفي سنة 134 هـ (753م) عين السفاح على اليمن علي بن الربيع بن عبدالمدانالحارثي .

وتوفي السفاح سنة 136هـ ( 753م) وتولى بعده ابو جعفر المنصور ، فاستعمل على اليمن عبدالله بن الربيع بن عبدالمدان الحارثي ، فثار اهل اليمن سنة 142هـ (759م) فعزله المنصور وولى مكانه معن بن زائدة ولما قدم معن اليمن قتل اهلها قتلا فاحشا ، وقد استعمل على بعض مخاليفه ، ومنها حضرموت ، بعض اقربائه . وكان بعض اقرابته فسقة ظالمين ، فقتل اهل المعافر (13) أحدهم وقتل الحضارمة آخر منهم ، فشدد معن بن زائدة في الانتقام من أهل المعافر ومن الحضارم الا ان القتل في الحضارم كان فظيعا حتى بلغ عدد القتلى خمسة عشر الفا كما يذكر المؤرخ الديبع (14) وذلك لأن الحضارم حاربوه وقاوموه .، وذكر الديبع ايضا ان معن بن زائدة عاقب اهل اليمن بأمور اخرى غير القتل وذلك بأن البسهم السواد وقد مدح الشاعر مروان بن ابي حفصة معن بن زائدة بقصيدة على ماصنع بأهل حضرموت ، ومن تلك القصيدة الاربعة الابيات المشهورة التالية:ـ
لقد اصبحت في كل شرق ومغرب ** بسيفك اعناق المريبين خضعا
وطئت خدود الحضرميين وطا ة ** لها انهد ركن منهم فتضعضعــا
فأقعوا على الاذناب اقعاء معشــــر** يرون لزوم السلم أبقى وأنفعـــا
فلو مدت الايدي الى الحرب كلهــا ** لكفوا ومامدوا الى الحرب اصبعا
وبقى معن واليا على اليمن تسع سنين حتى ولاه المهدي العباسي (158ــ 169هـ‘) (774ـ 785م) سجستان بأرض العجم ، واستخلف على اليمن ابنه زائدة بن معن ، فمكث واليا بها ثلاث سنين (15).
بيد ان الحضارم بعثوا الى معن بن زائدة من يغتاله في مستقر حكمه ببيست (سجستان) . وهكذا توالى خلفاء بني العباس على الحكم في بغداد ، وتوالى عمالهم على اليمن ، وكانت اليمن تموج بالفتن والاضطرابات والاطماع السياسية .
وكانت الحالة العام بحضرموت ليست باحسن ولا بأهداء مما هي عليه في مخاليف اليمن الاخرى .
ثم تولى الحكم الخليفة المأمون سنة 198هـ (813م) .
وعلى اثر تولي الحكم الخليفة المامؤن سنة 198هـ (813م) . وعلى اثر تمرد قبيلة اشاعر باليمن عين المامؤن عاملا له على تهامة هو محمد بن عبدالله بن زياد سنة 202هـ (817م) .




دولة بني زياد
فأخضع ابن زياد الاشاعر واعاد الامور الى نصابها وجعل مدينة زبيد عاصمة حكمه سنة 204هـ (819م) وفي سنة (205هـ) (820م) أنشاء محمد بن زياد هذا (دولة بني زياد) باليمن ، وقد سماها المؤرخ بها ء الدين الجندي (صدر الدولة اليمنية الحديثة ) اذ كانت أول دولة تقام في اليمن مستقلة عن النفوذ العباسي .
وحكم محمد بن زياد اليمن زهاء اربعين سنة حتى توفي ، وخلفه على الحكم أبنه ابراهيم سنة 242هـ (856م) . وقد دامت دولة بني زياد مايقرب من مئة وسبع وتسعين سنة ، كان آخر حكامها الحسين بن سلامة ( 391ـ 402هـ ) (1000ـ 1011م ) وهو مولى بني زياد ، وقد تولى الحكم حيث لم يبق من بني زياد غير طفل صغير اسمه ابو الجيش .

دولة بني يعفر

وخلال حكم بني زياد في تهامة ، قامت سنة 225 هـ (839م) دولة بني يعفر في شبام (16) اولا ثم في (صنعاء) . وقد أنشاها ابراهيم بن يعفر ، وكان والده يعفر بن عبدالرحيم الحوالي الحميري قد عين عاملا على صنعاء سنة 262هـ (876م) من قبل الخليفة العباسي المعتمد بن المتوكل 256ــ 279هـ (869 ــ 892م)
وتلاشت دولة بني يعفر سنة 393هـ وكان اخر حكامها اسعد بن عبدالله ( 387 ـ 393 هـ ) ( 997 ــ 1002م) ، وفي عهد هذه الدولة غزاء القرامطة اليمن سنة 292 هـ (905م) بزعامة علي بن الفضل القرمطي .
وعلي بن الفضل هذا يمني وهوشخصية شاذة برزت على مسرح الاحداث اليمنية في اليمن الاعلى ، وكان اول ظهوره في يافع بصفته داعيا لعبيد الله المهدي من ذرية عقيل بن ابي طالب . وقد تمكن ابن الفضل من الظهور بالزهد والصلاح فالتف حوله اناس كثيرون . ثم استطاع جمع اموال طائلة سخرها في الفتن والاطماع السياسية ، فراح يغزو الاقاليم اليمنية . وفي (المذيخرة) (17) التي جعلها قصبة ملكه نشر مذهبه الاباحي الذي أجمله في قصيدة مشهورة ، منها قوله :ـ

خذي الدف ياهذه واقــــــربي ** وغني هذاديك (18) ثم اطـــــربي
تولى نبي بني هاشـــــــــــــم ** وهذا نبي بني يعــــــــــــــــــــــرب
لكل نبي مضى شــــرعـــــــة ** وهاتا شريعة هذا النـــــــــــــــــبي
فقد حط عنا فروض الصــــلاة ** وفرض الصيام فلم نتعـــــــــــــــب
اذا الناس صلوا فلا تنهضي ** وان صاموا فكلي واشــــــــــــربي
ولا تطلبي السعي عند الصفا ** ولا زورة القبر في يثــــــــــــــرب
ولا تمنعي نفسك المعرســين ** من الاقربين او الاجنـــــــــــــــبي
بماذا حللت لهذا الغريـــــــب ** وصـــــــرت محـــــرمـــــــة للاب
اليس الــــــــغراس لمن ربه ** وأسقاه في الزمـــــــــــن المجــدب
وما الخمــر الاكماء السمــاء ** يحل فقد ســـت من المــــذهــــــــب (19)
وقد هاجم القرامطة حضرموت في بداية القرن التاسع الهجري ( 913م) وبقى لهم نفوذ بها فترة من الزمن ، وكان المذهب القرمطي ، الذي أول ماظهر في العراق ، قد انتشر في بعض انحاء العالم العربي . ولم تدم الحركة القرمطية اكثر من ثلاثين عاما على وجه التقريب .

الامامة في اليمن

وفي سنة 284هـ (897م) بويع الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم (من ذرية الحسن بن علي بن ابي طالب ) أول امام في اليمن ، وكان مستقره (صعدة) . وكان بعض أهل شمال اليمن الاعلى قد استدعاه من المدينة المنورة حيث عرف بالعلم والعبادة والتقوى والصلاح . وله مؤلفات منها (الاحكام) وقد نهج فيه نهج الامام مالك في (الموطا) وكذا (المنتخب ) و(الفنون) في الفقه.
ومعظم ائمة اليمن قد انفصلت عن الحكم العباسي . ودارت بين الامام الهادي وبني يعفر وغيرهم من ذوي السلطة السياسية في اليمن معارك عديدة ، كما أن اصطدامات دموية جرت بينه وبين علي بن الفضل القرمطي .

حالة حضرموت بين 402ـ 662 هـ (750ـ 1010م)

في خلال هذه الفترة التاريخية ظلت حضرموت تحت حكم اليمن الاعلى اسميا . فكان أهله في واقع الامر ، هم الحكام الفعليون لها، وكانت البلاد الحضرمية مجزأة الى مناطق عشائرية يتحكم في كل منطقة منها رئيس عشائري من ذوي القوة والمنعة .
ومن المؤسف له أن المؤرخين أهملوا تاريخ حضرموت عن تلك الفترة . وكلما يعرفهم عنها هو قولهم (ان الحاكم الزيادي أو اليعفري بسط حكمه على حضرموت ) ولا اكثر من ذلك .
والحقيقة ان استقلال حضرموت بشئونها كان متسقا مع طبيعة الاشياء ذلك ان الحكام في شمال اليمن كانوا في شاغل بفتنهم المستعرة فيما بينهم ، بل انهم في الواقع كانوا حكام قرى ومدن او مناطق قبلية محدودة ، ولم يكن أحد منهم من ذوي الشوكة والنفوذ الواسعين ، ومنهم من كان (يعدل) (21) بلاده للحكام الاجانب .

قدوم المهاجر أحمد بن عيسى الى حضرموت

ومن أهم ماحدث في حضرموت ابان العهد الزيادي قدوم السيد احمد بن عيسى جد العلويين بحضرموت . وكان قد قدم من البصرة سنة 318هـ (930م) يرافقه ابنه عبيد الله وحفيده بصري بن عبيدالله وجماعة من عائلته وأتباعه.
قدم المهاجر اولا الى قرية (الجبيل) بوادي دوعن ، ولم تطل اقامته بها ، فغادرها الى مدينة الهجرين، ثم اتجه منها الى قارة (بني جشير) وهي احدى قرى كندة القديمة . وتقع هذه القرية بالقرب من قرية (بور) .
وكان لقدوم المهاجر الى حضرموت ولاحفاده من بعده أثر عظيم في تاريخ حضرموت السياسي والاجتماعي والمذهبي ، وقد غدا أحفاد المهاجر الى اليوم من أهم مصادر التصوف في حضرموت.
فقد كانت الاضطرابات الثورية في جنوب العراق خلال الحكم العباسي وهذا السبب نفسه هو الذي دفع من قبل بأئمة اليمن الى الفرار من العراق الى المدينة المنورة . كما دفع بجد آل باوزير الى الفرار من العراق الى المكلا.

أما سبب قدوم المهاجر الى حضرموت واختياره لها دارا بعد ان طاف بالحجاز واليمن الاعلى بعد مغادرته وطنه الاصلي العراق ، وكذا قبره ومذهبه ونواح أخرى من نشاطه وتاريخ حياته بصورة عامة فقد كتب عن كل ذلك المهتمون بتاريخ هذا السيد الجليل الصفحات العديدة ، وهي ممتعة ومفيدة لمن يهمه الاطلاع عليها، وقد توفي المهاجر بالحسيسة سنة 345هـ (956م) ودفن بها .

ويعرف احفاد المهاجر في حضرموت بالعلوين نسبة الى جدهم الاعلي علوي بن عبيدالله بن احمد بن عيسى المهاجر.
وفي رأينا أن احدا من الذين تديروا حضرموت ، في تاريخها المعروف ، حكاما او محكومين ، قادة او اتباعا ، لم يترك من المعالم البارزة في هذه البلاد ماتركه السيد المهاجر وبعض الاكابر من احفاده (22) فقد كان تأثيرهم على سير الاحداث بحضرموت أقوى من تاثير مشائخ حضرموت ،على ما للمشائخ من نفوذ وسمو مقام عند الحضارم. ومما وقفنا عليه من تاريخ حياة المهاجر وبعض من احفاده أن ابرز ما تميزت به عهودهم أنهم لم يسعوا الى ملك او سيطرة سياسية في حضرموت ولكنهم انما كان بعضهم بحق ، ورغم كل المكاره التي صادفتهم ، دعاة خير الى الطرائق السوية ، وكان مشهورهم تغمره بركة مستورهم كما قد قيل قديما عنهم .

دولة بني نجاح

بعد وفاة الامير الحسن بن سلامة ،آخر ولاة بني زياد ، استولى على الحكم نجاح الحبشي ، احد موالي بني زياد، واستقل بالسلطة في تهامة وجعل مقر حكمه مدينة زبيد.
واستمرت دولة بني نجاح في خضم من الفتن والصراع على السلطة ، مع الصليحيين وغيرهم من عام 403ــ 555 هـ (1012ــ1160م) الا انها دولة كانت منحصرة في تهامة .

ومن أمراء بني نجاح ( جياش بن نجاح) وكان يلقب بالعادل بن الطامي ، وهو مؤلف كتاب (المفيد عن اخبار زبيد) . وقد حكم الامير جياش من سنة (486ـ 498 هـ) (1090 ــ 1104م) ، وآخر امراء بني نجاح الامير فاتك بن محمد بن فاتك (540ــ 555 هـ) (1145 ــ 1160م) .



دولة الصليحيين

أنشاء هذه الدولة الامير علي بن محمد الصليحي (439ــ 458هـ ) (1047ـ 1065م) وكان مقره الاول جبل مسار ثم تمركز بصنعاء .
ويقال ان ملك الصليحيين امتد الى حضرموت ساحلها وداخلها . الا اننا لانعلم شياء عن طبيعة ذلك الحكم ولا عن كيفية استيلاء الصليحيين على حضرموت . على انه من المعروف ان الحكام الصليحيين بوصفهم حكام من الشيعة ، قد ساعدوا على توطين مركز العلويين في درجة الاباضيين الذين كانوا مناوئين لهم في حضرموت ، وساعدوا على تقليص النفوذ الاباضي (23).

وكانت عدن حين برز الصليحيون على مسرح الاحداث ، تحت حكم بني معن (علاقة لهم بمعن بن زائدة الشيباني) حين كانوا عمالا عليها من قبل بني يعفر.
وعندما استولى الصليحيون على عدن أبقوا بني معن نوابا عليها تحت اشراف الامير احمد بن جعفر بن موسى الصليحي والد السيدة ( التي عرفت منذ صغرها بلقب أروى وهو لقب يعني الظبية وقد غلب على اسمها) وبقي الامير احمد بعدن حتى مات في حادثة انهدام منزله عليه .
وكانوا بني معن يدفعون للصليحيين جزءا من ايرادات عدن السنوية .
وكانت لبني معن علاقات تجارية قوية مع الساحل الحضرمي ، وهي العلاقات التقليدية القديمة بين عدن والشحر . فلما استولى الصليحيون على عدن امتد نفوذهم عن طريق بني معن الى حضرموت ساحلها وداخلها.

وقد جعل الصليحيون لهم نوابا على حضرموت ، هم ، كما يقال محليا، آل فارس على الشحر ، وال الدغار على شبام ، وآل قحطان على تريم، وهؤلا جميعهم من الحضارم ، وكانوا من ذوي السلطة في مناطقهم ،
ولما زوج الاكير علي بن محمد الصليحي ابنه المكرم بالسيدة أروى بنت أحمد الصليحية ، جعل صداقها جزءا من ايرادات عدن ، فاستمر بنو معن يدفعون هذا الخراج المقرر عليهم .
وعندما امتنع بنو معن عن دفع الخراج ، داهم المكرم بن علي الصليحي وطردهم من عدن ، وولاها بعض اقاربه ، وهم العباس والمسعود أبناء المكرم الهمداني ، بعد ان قسم (عدن) الى قسمين بينهما، اذ جعل للعباس حصن التعكر (24) ومايأتي من البر، وللمسعود حصن الخضراء (25) ومايليه من البحر . واستخلفهما للسيدة أروى على ان يسوق كل منهما اليها خمسين الف دينار كل عام . وقد استمرا على ذلك ، كما استمر من جاء بعدهما من اولادهما الى وفاة السيدة أروى.
ومن حكام الصليحيين المشهورين السيدة أروى بنت أحمد سالفة الذكر وقد حكمت معظم البلاد اليمنية بعد أن شاركت زوجها المكرم في تدبير شؤون الدولة منذ قيامه حتى مات ، وقبضت على ازمة الامور في البلاد من سنة 484ـ 532 هـ ( 1091ــ 1137م) .
ويذكر التاريخ السيدة أروى بالفضل والدهاء ، وسمو التفكير وسداد الرأي ، ولها محاسن في اليمن كثيرة ، منها بناء جامع (ذي جبلة) وعمارة الجناح الشرقي للجامع الكبير بصنعاء ، وغير ذلك من المساجد ومعاهد العلم والوقفيات الكبيرة ، والصدقات ورواتب العلماء والمرشدين والمدرسين ، وقد توفيت السيدة أروى بمدينة (ذي جبلة) (26) سنة 532هـ (1137م) ودفنت بجامعها الشهير بعد ان اسندت ويتها الى آل زريع حيث تولى أمر سباء بن أبي السعود بن زريع الملقب بـــ (الداعي).

دولة بني زريع وبني حاتم وبني مهدي

لما توفي العباس بن المكرم الهمداني خلفه ابنه زريع بن العباس على ماكان متوليا عليه من عدن ، وقد سميت الدولة الزريعية بأسمه ، وامتد حكم بني زريع من سنة 470ــ 569 هــ ( 1077ــ 1173م) .
وقد اشترك بنو زريع الى جانب الصليحيين في صراعهم ضد بني نجاح وحققوا انتصارات لها شان في التاريخ ، وبعد ان ضعف شأن الصليحيين بوفاة السيدة أروى بنت أحمد امتد نفوذ بني زريع الى خارج عدن ، فاستولوا على المعافر وتهامة في حياة الداعي سباء ابن ابي السعود . وقد توفي الداعي سنة 533هــ (1138م) بحصن الملوة.
وكان اخر أمراء بني زريع أبو الدر جوهر العظمي ، وقد حكم بين سنة 560و569هـ (1164ــ 1173م) ومنه انتزع الايوبيون ملك اليمن .
وخلال عهد الصليحيين والزريعيين قامت في اليمن الاعلى دولتان هما دولة بني حاتم (492ــ569م) (1098ــ 1173م) ودولة بني مهدي ( 553ــ 569هـ ) 1158ــ 1173م) ولم يكن لهما أية علاقة بحضرموت .
وقد جرف التيار الايوبي هذه الدول الثلاث كما سيأتي ذكر ذلك في الفصول القائمة .





الايوبيين في اليمن

قامت دولة الايوبيين في مصر على انقاض الحكم الفاطمي ، الذي انتهى سنة 566 هـ (1170م) . وقد اسس هذه الدولة صلاح الدين بن نجم الدين ابو الشكر ايوب ، وباسمه سميت الدولة ، ومن طموحات الايوبيين في الحكم القضاء على الشيعة في مصر ، واحلال السنة محلها واشعال الحرب ضد الصليبيين .
وقد تمكن صلاح الدين الايوبي من قهر الصليبيين في عدة وقائع شهيرة ، منها وقعة (حطين) ، كما تمكن من فتح القدس الشريف ، ومن الحاق الهزيمة بالحملات العسكرية الصليبية التي كان يقودها رتشارد (قلب الاسد) ملك بريطانيا.
وقد انتشر نفوذ الايوبيين الى العراق وسوريا والحجاز واليمن ، ومن مآثر صلاح الدين الايوبي الخالدة بناؤه مدرسة الازهر الشريف ، لتدريس المذاهب الاربعة ، اما الازهر فقد كان بناؤه في عهد الفاطميين .

وقد انتهت دولة الايويين سنة 650هـ (1252م) بقيام دولة المماليك في مصر التي بدأت بالملكة شجرة الدر سنة 648هـ (1250م) .
أما قدوم الايوبيين الى اليمن فكان سببه أن الفوضى العشائرية استبدت باليمن ، فاستنجد اهلها بالخليفة الفاطمي بمصر ( وذلك قبل قيام دولة الايوبيين) فأمر وزيره صلاح الدين الايوبي بنجدة اليمنيين ، فبعث صلاح الدين أخاه توران شاه على رأس جيش كبير الى اليمن، فوصل (زبيد) في شهر شوال سنة 569هـ (1974م) وقضى على الفوضويين ، وانهى من تبقى من حكام الصليحيين وبني حاتم وبني مهدي .
وهكذا كان قدوم الايوبيين الى اليمن خاتمة كل الدويلات التي كانت قائمة في اليمن الاعلى ، .. ثم اتجه الايوبيون نحو عدن فازالوا عنها وعن نواحيها حكم بني زريع .



حضرموت تستقل بأمرها عن اليمن الأعلى

وبأنتهاء حكم الصليبيين في اليمن حضرموت تحت ولاتها السابقين المحليين مستقلة بأمرها في بداية النصف الثاني من القرن الخامس عشر الهجري (1059م) .
وتقسم حضرموت الى ثلاث امارات او اكثر ، أحداها أمارة آل قحطان ، ومركزها مدينة تريم ، والثانية أكارة آل الدغار ومركزها شبام ، والثالثة امارة ال فارس ومركزها مدينة الشحر.
وقد مكثت حضرموت بين هذه الامارات الثلاث تتخبط في ظلام الفوضى والتطاحن بينها، كما تعرضت لاتفاضات الثائرين وغارات القبائل مدة من الزمن ، واستمرت كذلك الى ان استولى عليها عثمان الزنجيلي ، نائب الايوبيين على عدن ونواحيها، سنة 576هـ ( 1180م) ، وقد بقيت هذه الامارات تحت سلطة الزنجيلي ردحا من الزمن ثم انتفضت عليه ، وعادت من جديد تصارع الاقدار ، وكأن لم يكن لاهلها الا الاقتتال فيما بينهم والاقتتال مع الاخرين ، وليس ذلك بمستغرب من حكام عشائريين ينظم علاقاتهم الداخلية والخارجية قول عشائري ماثور وهو ( من عز بز).

امارة بني قحطان

أول أمراء هذه الامارة هو قحطان بن العوام بن أحمد القحطاني ، ويرجع بنسبه الى فهد بن القيل بن يعفر بن مرة بن حضرموت بن سباء الاصغر .
ولا يعرف بالضبط التاريخ الذي أقيمت فيه هذه الامارة أو لعهدها والاحتمال القوي أنها أقيمت في النصف الثاني من القرن السادس الهجري (القرن الثاني عشر الميلادي) .
ومن سلاطين هذه الامارة السلطان عبدالله بن راشد بن شجعنة القحطاني ، وهو الامير المشهور الذي ينسب وادي حضرموت الرئيسي اليه ، فيقال وادي ابن راشد ، وكان هذا فقيها عادلا ، وكان مولده بتريم سنة 553هــ (1158م) . وقد توفي سنة 616هـ ( 1219م) . وأخر سلاطينها، فهد بن عبدالله ، وقد تولى الحكم في حياة ابيه سنة 603هـ (1206م) .

امارة بني الدغار

أول أمراء هذه الامارة الدغار بن أحمد الهزيلي . والهزيليون أمراء شبام يلتقون في النسب في آل قحطان عند فهد بن القيل يعفر بن مرة بن حضرموت بن سباء الاصغر . وفيهم قال نشوان بن سعيد الحميري :ـ
وبني الهزيل وآل فهد منهم *** من كل هش للندى مرتاح
وقد قامت هذه الدولة في شبام ، بعد زوال السلطة الاباضية منها وكان آخر سلاطينها راشد بن احمد النعمان ، وفي عهده استولى آل يماني على شبام وكانت نهاية امارة بني الدغار ، وذلك سنة 605هـ (1208م) وبعد طردهم من شبام اقام آل الدغار امارة صغيرة لهم في وادي حجر في العام نفسه .

امارة آل فارس بن اقبال

لا يعرف الأمير الاول الذي أنشاء هذه الامارة ، ولكن عبدالباقي بن فارس بن اقبال كان اول أمير ذكرته التواريخ ، وقد توفي بمارب سنة 547هـ (1152م)
ومن أمراء آل اقبال الأمير عبدالرحمن بن راشد بن اقبال سلطان الشحر واختلف المؤرخون حول نسبه ، فبعضهم يزعم انه من آل فارس بن اقبال وبعضهم الاخر يزعم انه من آل قحطان ، ويبدو لنا انه من آل قحطان الذين استولوا على الشحر بعد أن انتزعوها من آل فارس . وفيها يقول الشاعر الشعبي العدني ابو حنيفة النقيب :ـ

أنت أنت الذي ان عادلوا بك ملوك الورى لم يعـــــــــدلوك
أنت في البر وهاب القرى ، أنت في البحر وهاب الفلـــوك
ان مدح بالكرم معطي المية ، فبما يمتدح موطي اللكـــــوك
كل ملاك (قحطان) الورى بكفالة ملكهم قــد كفلـــــــــــــوك (28)
وقد استولى على عدد من مدن وقرى وادي حضرموت بالشراء من ولاتها سنة 633هـ (1235م) ولكنها ــ وذلك مايحدث دائماــ خرجت من يده بعد ثلاث سنين من شرائها. وشراء البلدان عادة نقليدية في حضرموت ــ كما كانت في نواحي اخرى من العالم ــ واستمرت الى القرن الثالث عشر الهجري (29).

وقد توفي عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالرحمن بن راشد سنة 664هـ (1265م) ودفن بالشحر ، وقيل انه مدفون بناخية أخرى من حضرموت، أن تواريخ قيام وزوال هذه الامارات غير محققة ، اما من الناحية السياسية فلعل اصدق واوجز وصف اطلعنا عليه لهذه الامارات ماقاله الشاطري عنها وهو: ( ان دولة كل من هؤلا الأسر التي توارثت السلطنة على حضرموت لها مد وجزر وابساط وانكماش وقد يعتريها الضعف حتى يكاد يقضي عليها ، ثم تنبعث مرة اخرى من جديد ويتجدد شبابها ، كما ان نهاية زمن السابقة يكون بداية زمن اللاحقة ، وقد يطول هذا الزمن المشترك بينهما يتنازعان فيهما البقاء حتى تتغلب القوية على الضعيفة ، كما يقع هذا كثيرا في التاريخ (وخاصة في تاريخ الدولة اليمنية الشمالية التي مر ذكرها في الفصول السابقة ) .
كل هذا مع عدم خلو المطاف دوما بحضرموت من أشخاص وأسر وقبائل وأخرى تتجاذب الحبل أيضا مع هذه السلطنات في عهودها (30)
واذا كانت هذه الامارات تتنازع السلطة فيما بينها ومع الطامعين والفوضويين الآخرين في شرقي حضرموت وساحلها، فأن غربي حضرموت ظل مسرحا للصراع العشائري بين قبائل أخرى أهمها قبيلة خيثمة (نهد) ، التي كانت شوكة في جنب الامارات الثلاث سالفة الذكر .
عثمان الزنجيلي يغزو حضرموت ( 31)

السبب الذي دفع بعثمان الزنجيلي الى غزو حضرموت غير معروف ، فمن المؤرخين من يقرر أن السبب كان (الطمع في الاستيلاء على حضرموت)(32) ومنهم من يرى متأكدا (أن الخوارج هم الذين جاؤوا بالغز(33) الى حضرموت للقضاء على الشيعة وعلى أنصارهم كما يبدو.
وفي سنة 575هــ ( 1179م) جهز الايوبيين جيشا من اليمنيين والشماليين ومن الاكراد والاتراك الذين عرفوا في التاريخ الحضرمي بـ (الغز) تحت قيادة عثمان الزنجيلي فأحتل الزنجيلي الشحر ، وبعدها احتل تريم وشبام،

فازال بهذا الاحتلال عن هذه المدن سلطان آل قحطان وآل فارس وآل دغار . وفي غزوه هذا ارتكب الزنجيلي بعض الفظائع منها قتل بعض الفقهاء الحضارم. وعاد الزنجيلي الى عدن بعد ان ترك اخاه (الاسود) او (السويد) (24) الزنجيلي واليا على حضرموت .
وثارت قبائل حضرموت في عهد السويد الزنجيلي ولم يستطع كبح جماحها وعادت أمارات آل قحطان وآل اقبال وآل الدغار الى الظهور . ولا يعرف ماذا كان مصير (السويد) فأرسل الايوبيين الى حضرموت جيشا كثيفا بقيادة عمرو بن مهدي اليمني لاخضاع الامارات الثلاث . فاستولى ابن مهدي على الشحر وتريم وشبام بعد مجازر رهيبة .
وفي سنة 621هـ (1224م) ثارت قبيلة نهد على ابن مهدي في وادي شحوح وهاجمت ابن مهدي في شبام وقتلته . وكان في ذلك نهاية وجود الايوبيين بحضرموت .

دولــــــة آل يمــــــــــاني

أنشاء هذه الدولة الأمير مسعود بن يماني بن لبيد الضني سنة 621هـ (1224م) على اثر اندحار الايوبيين من حضرموت ، واستولى على معظم مدن وقرى حضرموت الداخل بعد أن طرد منها حكامها الصغار . وقد حاول مسعود الاستيلاء على الشحر ، ولكن حكامها آل اقبال استعصوا عليه فصالحهم على الصداقة المتبادلة وعاد ادراجه الى الداخل .
وبما ان (بني ضنه) و(نهد) يرجعون بنسبهم الى رابطة واحدة هي عشيرة بني حرام بن ملكان بن كنانة من قضاعة ، فان (نهد) ساعدوا آل يماني في توطيد دعائم دولتهم أو انهم في الاقل ، لم يعرقلوا نموها وتوسعها.
وفي بداية هذه الدولة بدأ شان آل كثير يظهر كقبيلة قوية في حضرموت يرجع اصلها ايضا الى (بني حرام) ، وكان آل كثير قد عمروا مدينة (عينات) سنة 629هـ (1231م) في وادي برح (وهي عينات القديمة لا الجديدة التي اختطها الشيخ أبو بكر بن سالم العلوي ).



دولة الرسوليين باليمن الأعلى

في سنة 626هــ (1228م) قامت دولة بني رسول ، وينتهي نسبهم الى محمد بن هارون احد وزراء الايوبيين بمصر (وهو من الاكراد) وكان لمحمد هذا حضوة عند الخليفة العباسي ، وكان قد ارسله الى مصر والشام في عدة مناسبات وبهذا اطلق عليه اسم رسول ، وكان أمراء هذه الدولة المنصور بن عمر بن علي بن رسول . وقد انابه المسعود الايوبي ( آخر أمراء بني أيوب) في اليمن (612ـ 626هـ) (1215ــ 1228م) عندما توجه الى مصر سنة 615هـ (1218م) .
وقد ظلت دولة بني رسول في حروب مستمرة مع ائمة اليمن رغم تمكن الرسوليين من الاستيلاء على تعز واب وصنعاء وجانب من المقاطعات الشمالية اليمنية .
وبالنظر الى الصعوبات التي صادفها مسعود بن يماني في ارساء قواعد دولته ، فقد استعان بالمنصور الرسولي . وقدم الرسولي المدد العسكري لابن يماني ولكنه لم يكن مددا بما فيه الكفاية .
ومات مسعود بن يماني سنة 648هـ (1250م) وبنيت على قبره أول قبه تقام بمقبرة الفريط بتريم .
وتولى عمر بن مسعود بن يماني الحكم بعد أبيه ، وظلت صلاته ببني رسول مستمرة ، وتولى بعد عمر بن مسعود أمراء عديدون من آل يماني كانت عهودهم كلها صراعا مع الحوادث الدامية .

ســـــالم بن ادريس الحــــــبوضي

في سنة 673هـ (1274م) ظهر على مسرح الاحداث الحضرمية سالم بن أدريس الحبوضي الظفاري المولد الاحضرمي الاصل .
وهو سالم بن أدريس محمد بن أحمد بن محمد بنأحمد الحبوضي نسبة الى قرية حبوضه الواقعة شمال غرب سيئون أو شرقي تريم .
كان جده الاكبر محمد بن أحمد عاملا للسلطان محمد بن أحمد الاكحل المنجوي (35) أمير مرباط . فلما مات الاكحل ولم يترك عقبا تولى أمارته بعد محمد بن أحمد البوضي . فلما مات محمد تولى بعده أبنه أحمد الذي بناء مدينة ظفار سنة 625هـ (1227م) وأمر أهل مرباط أن ينتقلوا اليها . وبعد وفاة أحمد تولى بعده ابنه محمد ثم ادريس ثم سالم بن ادريس موضوع حديثنا.

وعلى أساس الفتن الضاربة اطنابها في بحضرموت حاول سالم بن ادريس توسيع امارته ، فقدم الى حضرموت سنة 673هـ (1274م) واشترى مدينة شبام واستعمل اخاه موسى عليها. ثم هاجم واحتل مدينة سيئون ودمون . وحاصر مدينة تريم وكانت يومها تحت حكم الامير عمر بن مسعود بن يماني . وحاول ابن يماني الاستعانة ببني رسول ولكنه لم يفز منهم بطائل . ومع ذلك صمد آل يماني في وجه الحصار الحبوضي الذي دام عدة أشهر .. وطال صمود ابن يماني فيئس الحبوضي من الاستيلاء على مدينة تريم وعاد الى مدينة شبام، ثم غادر حضرموت الى ظفار تاركا آل كثير عمالا على ممتلكاته الحضرمية .

ويذكر التاريخ ان سالم بن ادريس الحبوضي ، خلال تملكه بحضرموت أوقف الكثير من الاراضي والنخيل في مقاطعات وادي عمد وحريضة وهينن وحورة والهجرين ودوعن ورخية وغيرها على المحتاجين من الغرباء المنقطعين وأبناء السبيل ولا تزال هذه الصدقة الخالدة الى الان معروفة بين الحضارم بـ ( صدقة الحبوضي) الا انها مع الاسف اشبه بالصدقة الضائعة أو هي ضائعة فعلا.
وعندما احتل بنو رسول الشحر سنة 677هـ (1278م) وأرغموا حاكمها راشد بن شجعنة بن اقبال على الفرار منها. جهز الحبوضي حملة بحرية وبرية ضدهم لاستعادة الشحر ولكنه لم يفلح في محاولته .

ثم جرى بين الرسوليين والحبوضي ماجعل الرسوليين يجهزون على الحبوضي حملة عسكرية الى ظفار . ودارت بين بني رسول والحبوضي معركة في قرية ريسوت القريبة من بلدة ظفار حيث قتل سالم بن ادريس الحبوضي وانهزم جيشه . فاحتل الرسوليين ظفار سنة 678هـ (1279م) وظل بنو رسول يحكمون ظفار حتى سنة 807هـ (1404م) حين اخرجهم منها آل كثير (26).
اما حكم الرسوليين للشحر فقد استمر حتى سنة 836هـ (1432م) حين انتزع الشحر منهم الامير محمد بن سعيد أبو دجانة الكندي الذي سيأتي ذكره .
وانتهت دولة بني رسول في اليمن الاعلى بالامير مسعود أبي القاسم سنة 858هـ (1454م) .

الدولــــة الكــــــثيرية الأولى

كان آل كثير ، بعد ان اقاموا مستقرا لهم في عينات قد شرعوا يتناجون فيما بينهم للقضاء على جميع السلطات الفوضوية في البلاد الحضرمية وتشييد (دولة كثيرية) على انقاضها، وطفقوا يجمعون حولهم الانصار ويستعينون بشتى الوسائل للوصول الى هدفهم .
ولما قدم الحبوضي الى حضرموت انتهزوا هذه الفرصة فاظهروا له الولاء والطاعة وقاموا بالدعاية له وترويج سياسته ، وتولوا اعماله العسكرية ، فلما عاد الى ظفار مقر مملكته أناب عنه في الديار الحضرمية آل كثير يحكمون بأسمه ، كما تقدم ، وكان ذلك سنة 675هـ (1276م) .
وبعد قتل الحبوضي في ظفار تشبث آل كثير بما في ايديهم من البلدان التي كانوا يحكمونها بأسم الحبوضي ، وضاعفوا من جهودهم بالقرب من رجال الدين من علويين ومشائخ فقام هؤلاء بنصرة آل كثير والدعاية لهم بين الجماهير .
واستولى آل كثير على معظم المدن والقرى الحضرمية في بداية القرن الثامن الهجري ، واستطاعوا مع الزمن أن يقلصوا امارة آل يماني حتى حصروها في تريم وكان حاكمها محمد بن أحمد بن سلطان آخر أمراء آل يماني .

وفي سنة 926هـ (1519م) استولى السلطان بدر بن عبدالله (بو طويرق) على تريم فخلصت حضرموت ــ ساحلها وداخلها ــ لآل كثير وتقوضت دعامة دولة آل يماني بعد ان دامت اكثر من ثلاثمائة سنة بين قوة وضعف ومد وجزر ، حتى خارت قواها والت الى ماآلت اليه ، بعد ان كان قد سرى فيها سوس الانشقاق والتناحر الداخلي .
لكن آل يماني وفصائلهم الاخرى كآل تميم والمناهيل أصبحوا في تاريخ متأخر ، من اقوى العوامل في تدمير الدولة الكثيرية عند بزوغ فجر الدولة القعيطية ، كما سيأتي تفصيل ذلك .
وفي الثمانينيات في القرن الثامن الهجري (حوالي 1380م) ولد علي بن عمر بن جعفر الكثيري ، وهو أول رئيس يحول الرابطة الكثيرية من قبيلة الى دولة ، وهو أول من نودي به سلطانا (37) من آل كثير على حضرموت ، وقد توفي علي بن عمر الكثيري سنة 825هـ ( 1421م) .

دولـــــــة أبي دجــــــــــانة(38)

هو الامير محمد بن سعيد بن فارس الكندي المكنى أبو دجانة . وهو كندي الاصل وأمه ابنة معاشر المهري ، وكان مقر دولته مدينة (حيريج) بالاقليم المهري .. ولا يعرف كيف نشأت هذه الدولة .

وفي سنة 736هـ (1432م) هاجم أبو دجانة الشحر بمساعدة أخواله المهرة فانتزعها من حكامها الرسوليين ، وبقي الحاكم بها قرابة ربع قرن من الزمن .
وفي سنة 858هـ (1454م) التجأ الى الشحر عدد كثير من يافع برئاسة الشيخ مبارك الكلدي ، وكان الطاهريون قد طردوهم من عدن بعد ان استولوا عليها .
وحسن اليافعيون لابي دجانة الاستيلاء على عدن ووعدوه بالمساندة وكان هو يخشى ان يداهم الطاهريون الشحر طمعا في الاستيلاء عليها كما قد فعل من سبقهم من حكام عدن من امثال الايوبيين والرسوليين . فهاجم عدن بحملة عسكرية مكونة من المهرة والحموم ويافع وكلد . لكن عاصفة بحرية شتت اسطوله الغازي حول عدن فهزمه الطاهريون واسروه ، وكان ذلك سنة 862هـ (1457م) .

ثم أرسل الطاهريون كما قد توقع أبو دجانة ــ جيشا لاحتلال الشحر فاحتلوا جانبها الشرقي وبقيت والدة ابي دجانة تدافع مع من عندها من جنود ابي دجانة من جانب الشحر الغربي . فصالحها الطاهريون على اطلاق سراح ابنها من الأسر على أن تغادر الشحر هي وجماعتها الى حيريج حيث سيصل ابنها رأسا من عدن . فقبلت ولم تغادر الشحر الا بعد أن جاءها نبأ بوصول ابنها الى حيريج . واحتل الطاهريون كل الشحر سنة 862هـ (1457م).

دولــــــــــــة بني طاهـــــــــر

كان علي بن طاهر تاج الدين بن معوضة الاموي القرشي وأخوه عامر بن طاهر واليين على عدن من قبل السلاطين بني رسول . وعند انتهاء الدولة الرسولية باليمن 858هـ (1454م) احتل الطاهريون عدن احتلالا رسميا وطردوا منها بعض الفصائل اليافعية التي كانت مسيطرة بها كآل أحمد وآل كلد فالتجا آل كلد الى الشحر عند أميرها أبي دجانة .

وفي سنة 864هـ ( 1456م) تمكن الطاهريون من الاستيلاء على الشحر ودحر ابي دجانة عنها.
فبادر آل كثير وذلك على عهد سلطانهم بدر بن محمد بن عبدالله الكثيري (توفي سنة 868هـ ــ 1462م) وأنشاوا مع الطاهريين علاقات ودية .
وبالنظر الى الفتن التي ثارت على الطاهريين في اليمن ، أقام الطاهريون السلطان بدر بن محمد بن عبدالله الكثيري عاملا لهم على الشحر سنة 868هـ ( 1462م) . وكان هذا أول اتصال لآل كثير بالشحر.

وفي سنة 886هـ (1478م) جاء سعد بن مبارك أبي دجانة ( ابن اخي محمد بن سعيد) وانتزع الشحر من يد السلطان بدر بن محمد الكثيري . وكانت تلك نهاية سيطرة الطاهريين على الشحر .

وفي سنة 901هـ (1495م) هاجم الكثيريون الشحر بقيادة السلطان جعفر بن عبدالله بن علي الكثيري وطردوا أبا دجانة منها ، وكانت هذه نهاية حكم آل ابي دجانة بالشحر .
وظلت العلاقات الحسنة قائمة بين آل كثير والطاهريين وكان الكثيريون يدفعون خراجا ــ رمزا للولاء ـ للطاهرين قدره اربعة آلاف اشرفي ذهبا (من ذوات الثمان قطع) وعشرين رطلا من العنبر الاصلي وكميات من المواد الغذائية .
ومنبين عمال الطاهريين على عدن الامير مرجان الظافري الذي استطاع بحنكته ودهائه أن يجنب عدن العديد من النكبات ، وفي مقدمتها صد الغزو البرتغالي (39) عنها سنة 923هـ (1517م) وكان هذا الامير على علاقات طيبة جدا مع الحضارم عموما ، حكاما ومحكومين .

السلطان بدر بو طويرق الكثيري (40)

هو بدر بن عبدالله بن علي بن عمر الكثيري ، وكنيته المحلية (بوطويرق). وهو أشهر سلاطين آل كثير على الاطلاق ، ولد سنة 905هـ ـ (1496م) أي بعد أن احتل جده جعفر الشحر بعام واحد .
وكان أخوه محمد ( هو جد الأمراء آل عبدالودود حلان الريدة الشرقية التي كانت تسمى ريدة آل عبدالودود بالمشقاص ) قد تولى السلطنة بعد ابيه سنة 910هـ (1504م) لكن طموح اخيه بدر لم يترك له مجالا للتحرك . فما ان وافت سنة 927هـ (1520م) حتى كان ابو طويرق الحاكم الفعلي لحضرموت ، وبقى اخوه محمدا حاكما على ظفار . لكن ابو طويرق انتزع ظفار من أخيه سنة 947هـ ـــ( 1540م) واستقل بأمر الدولة الكثيرية كلها بعد أن جعل أخاه محمدا حاكما على مدينة الشحر .

وفي عهد ابي طويرق هاجم البرتغاليون مدينة الشحر 929 هـ (1522م) في سلسلة غاراتهم الانتقامية الموجهة ضد الحامي والشحر وعدن .
وكانت لابي طويرق علاقات ودية مع الدولة التركية التي عبرت عن صداقاتها له بأن ارسلت له ثلة من الجنود الاتراك الى الشحر لمساعدته تحت قيادة رجب التركي .
ورغم اصلاحات اجتماعية لها شان أقامها ابو طويرق في عهده ، فقد كان ميالا لفتح ابواب الفتن بينه وبين رؤساء المقاطعات الحضرمية حتى المسالمين منهم ، لذلك كانت المشاحنات الدموية مشتعلة بينه وبين الحضارم طيلة أيام حكمه .
وكان موقفه من اعيان الحضارم وبعض الزعماء الدينيين ــ كالشيخ معروف بن عبدالله باجمال والشيخ عمر بن عبدالله بامخرمة ــ موقفا اتسم بالتعسف وقص النظر ، الأمر الذي افسد علاقاته حتى بأفراد اسرته الذين ضاقوا ذرعا في النهاية بتصرفاته الهوجاء فخلعوه عن الحكم وألقوا به في سجن سيئون حيث مات سنة 977هـ 1569م).

الشهـــداء السبعــــة والغــــزو البرتـغال

من ابرز معالم التاريخ الوطني بحضرموت تلك المقاومة الباسلة التي أبداها أهل الشحر العزل من السلاح في وجه الحملة الانتقامية التي شنها البرتغاليون على مدينتهم . بعد ان انهزم البرتغاليون المستعمرون أمام الامير مرجان الظافري في عدن سنة 923هـ (1517م) أدركوا ان الشحر هي احد الروافد الرئيسية التي تمد عدن بجانب من قوتها ومنعتها. وبما ان البرتغاليين رغم هزيمتهم أمام الامير مرجان ظلوا طامعين في الاستيلاء على عدن ، فقد قرروا ان يدمروا اولا امكانيات الشحر المادية والبشرية حتى لا تتمكن في المستقبل من تقديم أي عون مادي لعدن ، وذلك لكي تصبح عدن سهلة السقوط في ايديهم .فوصل من الهند البرتغالية الى الشحر صباح يوم الخميس التاسع من شهر ربيع الاول سنة 929هـ (1523م) أسطول برتغالي مكون من ثماني سفن حربية واتصل قائده البرتغالي . (لويز دي متريس) بحاكم الشحر الامير مطران بن منصور مطالبا السلطان بدر الكثيري ( بوطويرق) بممتلكات شخص برتغالي زعم انه مات بالشحر وأن السلطان المذكور استولى على تركته . وطلب القائد البرتغالي تسليم المتوفي اليه في الحال والا فانه سوف ياخذها بالقوة. وكان هذا الطلب سببا مفتعلا لغزو الشحر.. فنفى الامير مطران علمه بالشخص المتوفي وبتركته واخبر القائد ان السلطان بدرا في حضرموت الداخل وانه سوف يعود الى الشحر بعد ايام قليلة وانه سوف يعرض الامر عليه . فأصر القائد على تلبية طلبه فاتضح للامير مطران ولاهل الشحر أن البرتغاليون يبيتون أمرا لهم ، وكان من جملة ماقرروه ، أن استعدوا لمنازلة البرتغاليين مهما كلفهم الامر ، وبعثوا برسالة مستعجلة للسلطان بدر أحطاوه فيها علما بالموقف ، كما وجهوا رسالة اخرى الى الامير عطيف بن علي بن دحدح ، قائد منطقة المشقاص ، بطلب النجدة العسكرية السريعة لان حامية الشحر كانت قد ذهبت الى حضرموت الداخل بصحبة السلطان بدر ولم يبق من الجند بالشحر الا بعض المسنين حراسا على بعض المؤسسات الرسمية .وفي بكرة يوم الجمعة العشر من شهر ربيع الاول سنة 929هـ (1523م) نزل الى الشحر سبعمائة من المقاتلين البرتغاليين والهنود ومعهم كل مااستطاعوا توفيره لأنفسهم من آلات التدمير والقتل ، وأبتدأوا يطلقون النار على كل من يصادفونه ، ويضرمون النار في المنازل والمستودعات والاكواخ ،وامتدت أيديهم بالنهب في المحلات التجارية .ودارت معارك في الشحر ثلاثة أيام متوالية استشهد فيها المئات من أبناء الشحر وأحرقت مئات المنازل والاكواخ . وكان قادة المقاومة سبع اشخاص هم :ــ

1. الفقيه العلامة الشيخ يعقوب بن صالح الحريضي .
2. الفقيه الشيخ أحمد بن عبدالله بلحاج بافضل
3. الشيخ سالم بن صالح باعوين .
4. الشيخ حسين بن عبدالله الجمحي (الملقب بــ العيدروس)
5. الشيخ أحمد بن رضوان بافضل
6. الشيخ فضل بن رضوان بافضل .
7. الامير مطران بن منصور حاكم مدينة الشحر .
وقد استشهد هؤلاء السبعة في معارك (الايام الثلاثة) ، ودفن ستة منهم في قبر واحد بالشحر يعرف الى اليوم بأسم (قبر السبعة) . أما الشهيد السابع فهو الشيخ أحمد بن عبدالله بافضل فقد دفن في قبة والده الشيخ عبدالله بلحاج بافضل .
وفي صباح ثالث أيام المعركة (أي الاحد الثاني عشر من ربيع الاول ) جاء جيش المشقاص بقيادة عطيف بن دحدح لنجدة أهل الشحر فلاذ البرتغاليون بالفرار في سفنهم .
فكانت هذه المعركة أول مقاومة تهب في وجه الاطماع الاستعمارية الاوربية في اليمن أو ربما في العالم العربي بأسره عام 1523م.
وظلت ذكرى هذه البطولة الوطنية نبراسا يضيء سبيل الفداء والشرف والكرامة عبر صفحات التاريخ الحضرمي .
وقد أراد الله أن تسير الحوادث على غير ماأراد البرتغاليون المعتدون فلم يتمكنوا على عدن بعد هذه الحادثة .


الدولـة الكثيريـة بعـد أبي طـويرق

انقسم سلاطين آل كثير على أنفسهم بعد وفاة أبي طويرق ودخلوا في تطاحن لا نهاية له على السلطة ،حتى كان عام 1024هـ (1615م) عندما استولى على السلطة بدر بن عمر بن بدر بن أبي طويرق . فاستعان هذا الامير بالامام المتوكل على الله اسماعيل بن القاسم.
فاشاع عنه منافسوه انه اعتنق المذهب الزيدي فأدت هذه الاشاعة الى أنقسام الناس بين مؤيد له ومؤيد بين ابن أخيه السلطان بدر بن عبدالله بن عمر ابن بدر أبي طويرق .والى السلطان عبدالله بن عمر هذا تنسب (دولة آل عبدالله) وهي الدولة الكثيرية الثانية التي سوف نتحدث عنها في فصل قادم .
وفبي سنة 1070هـ (1659م) تدخل امام اليمن بجيش جرار تحت قيادة القاضي الصفي أحمد بن حسين الحيمي لنصرة السلطان بدر بن عمر ضد مناوئه ابن أخيه بدر بن عبدالله .
وكانت النتيجة ، في آخر الامر ، أن تلاشت سلطة آل كثير جميعهم ، واصبح النهي والأمر في حضرموت لزعماء الجيش الامامي الذين ارغموا أئمة المساجد أن يزيدوا في الاذان جملة (حي على خير العمل) فأمتثل بعض الائمة ورفض الآخرون .
وفي سنة 1113هـ (1701م) على عهد السلطان بدر بن محمد المعروف انقسم الزيود ويافع (جند الجيش الامامي) ، وعمت البلاد موجات من الجور والاقتتال بين الزيود ويافع ومن كان في صف كل جانب منهما.
وفي سنة 1117هـ (1705م) وذهب السلطان بدر الى يافع وبتأييد من العلويين لاستقدام مجندين يافعيين (لانقاد من بها من أهل السنة) (42) وعاد بسته الاف مقاتل وطرد الزيود من حضرموت .

لكن يافع مالبثوا ان استبدوا بالامر ، واستولوا على املاك الدولة الكثيرية واقتسموها بين عشائرهم . فصارت (سيئون) لال الضبي و(تريم) لال اللبعوس و(تريس) لآل النقيب و(شبام) لآل الموسطة ..... واستقلت قبائل آل تميم بسلطة في قراهم ، ووصعوا أيديهم في ايدي يافع ضد البقية الباقية من الأمراء الكثيريين ، اذ لم ينس آل تميم أن آل كثير هم الذين قوضوا دولتهم ــ دولة آل يماني ــ بني ضنه .
وأخذت الدولة الكثيرية تترنح تحت هذه الضربات المتلاحقة ، ثم أنكفأت على نفسها تلفظ انفاسها الاخيرة رغم محاولات بذلها بعض سلاطين آل كثير لبث الحياة في جسمها المتداعي .
وانتهت الدولة الكثيرية الاولى في بداية النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري (1738م) على عهد السلطان جعفر بن عمر بن جعفر الكثيري.
وكان آل كثير قد فقدوا ظفار سنة 1135 هـ (1722م) .



حكم الطوائف اليافعية بساحل حضـرموت

بعد ان تضعضع حال الدولة الكثيرية الاولى ، استولت كل حامية كثيرية ، (وكانت مؤلفة بصورة رئيسية من الجند اليافعيين) متمركزة في ساحل حضرموت ، على السلطة في المكان التي كانت متمركزة فيه وانفردت بالحكم فيه .

وكانت تلك الحاميات اليافعية تعرف بـ (المكاتب السبعة) ، ويقصد بالمكتب (الحامية) وهي :ــ
1. مكتب آل كساد في قريتي الديس والحامي ويرجع آل كساد وآل بريك بنسبهم الى ذي ناخب اليافعيين .
2. مكتب آل النشادي في قرية عرف.
3. مكتب آل بريك في حصن خرد وفي القسم الشرقي من مدينة الشحر المعروف بـ (رباط بن جوبان) .
4. مكتب آل البطاطي في حارة الرملة في مدينة الشحر.
5. مكتب ابن عاطف جابر في حارة الجزيرة في مدينة الشحر .
6. مكتب ابن معوضة في حارة الخور من مدينة الشحر وفي منطقة حرير الواقعة غربي الشحر.
7. مكتب آل الشيخ علي بن هرهرة في قرية تبالة .
وبعد زوال حكم السلطان بدر بن عمر الكثيري أستأثرت هذه الطوائف اليافعية بحكم المناطق التي كانت تحميها، على ان بعض هذه (المكاتب) كان يظهر ولاء لسلاطين آل كثير الذين تعاقبوا على حكم الساحل الحضرمي أملا منهم في احياء الامجاد الكثيرية الماضية .

امــــــارة آل بــريــك

وفي عام 1081هـ (1670م) اصبح (مكتب) آل بريك قوة نامية طغت على بقية (المكاتب) اليافعية الموجودة بالشحر واخضعتها لسيطرتها .
وفي سنة 1129هـ (1716م) استولى السلطان جعفر بن عمر بن بدر الكثيري على الشحر فارعن له آل بريك بالشحر لكن ملك السلطان جعفر هذا مالبث ان تدهور ، وهنا اعلن ال بريك امارتهم بالشحر سنة 1165هـ (1751م) .
وكانت الاسرة البريكية الاقوى تكمن بين الاسر البريكية المتعددة ، اسر الشيخ عمر بن عبدالرب بن بريك متمثلة في ابنائه السبعة هم : ناجي ، وسعيد ، وعبود ، ومرعي ، واحمد ، وجابر ، وشيخان . ومن هنا كان اول حاكم بريكي على الشحر ونواحيها الامير ناجي ابن عمر بن عبدالرب بن بريك وذلك سنة 1165هـ (1751م).

امارة آل كســــــاد

وفي قرية الديس والحامي ، قام آل كساد يشيدوا لهم امارة . وكان الكساديين مكونين من اسرتين ، احداهما اسرة النقيب حسن بن صلاح الكسادي وكان مقرها قرية الديس ، والثانية أسرة النقيب أحمد بن على الكسادي وكان مقرها في الحامي .
ومن الكساديين حلان الديس برز سالم بن صلاح ، ربان سفينة شراعية ، وكان يتردد للتجارة على ميناء المكلا ، ثم طابت به الاقامة بها فجعلها مستقره وكان محبوبا بين الناس وجاء بعده ابنه أحمد فأنشاء الامارة الكسادية بالمكلا سنة 1115هـ (1702م) وهي أول امارة يافعية تقام بحضرموت .

غزو الوهابيين لوادي حضرموت

الوهابيون هم اتباع الداعية الاسلامي الشهير محمد بن عبدالوهاب النجدي ، وقد تأسس هذا المذهب في اواسط القرن الثامن عشر الميلادي ، في حوالي عام 1221هـ (1806م) على عهد السلطان الكثيري جعفر علي بن عمر بن بدر (ينطقه الحضارم امبدر) ، جاء الوهابيون عن طريق العبر الى وادي حضرموت في حملة استطلاعية عسكرية ، ثم عادوا ادراجهم الى نجران .
وفي سنة 1224هـ (1809م) جاء الوهابيون للمرة الثانية غزاة لحضرموت ، وفي هذه المرة ناصرتهم جماعات كبيرة حضرمية من قبائل نهد ويافع والنفر الناقمين على الخرافات الصوفية في حضرموت .

وتعرف هذه الحملة العسكرية بحملة (ابن قملا) وهو أحد رؤساء قبيلة دهم اليمانية ، وكان مرشد للجيش الوهابي في توجيهه الى حضرموت ، كان ذلك على عهد السلطان الكثيري علي بن عمر بن جعفر بن بدر.
وبما أن عقائد الوهابيين تستنكر ماتعود عليه الحضارم من التبرك بقبور الموتى ، واقامة القباب عليها ، وتقديم النذور ، واقامة الزيارات لها ، فقد هدم الوهابيون كل قباب القبور الموجودة في تريم . واحرقوا بعض الكتب المتداولة في الاوساط الصوفية في مدينة تريم ، اذ ان الوهابيين يعتقدون انها مخالفة لعقيدة التوحيد الاسلامية وخاصة تلك الكتب المليئة بحكايات الكرامات المنسوبة الى بعض العلويين والمشائخ المعتقد فيهم عند الحضارم .

ومنع الوهابيون قراءة الراوتب واقامة الحضرات والزيارات للقبور ، وقد مكثوا في حضرموت زهاء اربعين يوما ، ويذكر بعض المؤرخين ، ان فرقة من الجيش الوهابي توجهت الى الشحر لما بلغهم عن ان بالشحر من الخرافات التي التي يلصقها بعضهم بالدين مايشابه ماكان موجودا في تريم ، واقامت هذه الفرقة العسكرية معسكرا لها في منطقة الخور ، ولكنهم كما يقال ـ لم يهدموا شيئا من القباب في الشحر ، وكان ذلك في عهد السلاطين آل بريك .
ثم عاد الوهابيون الى نجران مارين بالعبر ، والوهابيون هم الذين حفروا بئر عساكر المشهورة في الاطراف الشرقية لرملة السبعين. وهم الذين مهدوا الطريق المعروفة بدرب الامير ( قائد الجيش الوهابي ) الواقعة في منطقتي قبيلتي الصيعر ودهم في اطراف الصحراء .





الغــــــــزو العثمــــــــاني

في عام 945هـ (1538م) كانت الامبراطورية العثمانية قد بلغت الذروة في القوة والنفوذ الواسع ، وكان قد خضع لها الكثير من اقطار الشرق الاوسط وافريقيا وبعض البلدان في شرق اوروبا، وكانت اليمن احدى امنيات السلاطين الاتراك لاهميتها من الناحية العسكرية وموقعها الاستراتيجي المهمين على شواطي البحرين العربي والاحمر بحيث يمكن الاتراك من غزو منطقة الشرق الاقصى بما فيها (الهند) .

كان الاحتلال التركي لليمن يمثل ثلاث مراحل :

الاولى : غزو الاتراك لليمن سنة 1538م وقد قاومتها قوات الامام شرف الدين ثم ابنه المطهر ، وانهزم الاتراك سنة 1568م ، ولم يبق منهم سوى نقطة ارتكاز واحدة في زبيد .
وعاد الاتراك ليحتلوا اليمن سنة 976هـ ( 1569م) وانزلوا قواتهم في زبيد ، وبعد مقاومة دامية بقيادة الائمة انهزموا عام 1045هـ ( 1636م) وبذلك انتهت المرحلة الثانية .

وفي النصف الاول من القرن التاسع عشر حاول الاتراك اقامة مركز نفوذ لهم في الساحل الحضرمي وخاصة في الشحر وشرمة ، بوساطة آل كثير ومساعي بعض العلويين ولكن قوة يافع المتحدة (آل كساد وآل بريك) انزلوا الهزيمة بالقوة البحرية التي ارسلوها الى الساحل الحضرمي .
وبعد ان احتل الانجليز عدن في عام1839م عاد الاتراك فاحتلوا اليمن سنة 1265هـ (1849م) ولكن الصراعات استمرت معخم داخل اليمن واشتدت مقاومة اليمنيين لهم بقيادة الائمة حتى كانت هزيمة تركيا في الحرب العالمية الاولى عام 1918م ، وكانت هذه اخر هزيمة للاتراك في اليمن .



دولة آل عبدالله (أو) الدولة الكثيرية الثانية


آل عيسى بن بدر :

بعد مضي فترة من الزمن انزوى فيها آل كثير في وادي تاربة كأفراد عاديين بعد ان فقدوا دولتهم التي كانت اعظم دولة قامت في حضرموت واطولها امدا، استطاع السلطان جعفر بن علي بن عمر الكثيري ، بعد عودته من الى حضرموت من اندونسيا طرد يافع الموسطة من شبام والاستيلاء عليها سنة 1218هـ (1803م) .
لكن آل كثير مالبثوا أن تنازعوا السلطة بينهم في شبام الى ان انتهى بهذه المدينة العريقة الصابرة الى السقوط سنة 1239هـ (1823م) في يد آل عيسى بن بدر (ينطقها الحضارم عيسى آمبدر) آل كثير، وكان اول سلاطينها عمر بن جعفر بن عيسى بن بدر الكثيري . وتوفي السلطان هذا سنة 1244هـ (1828م)
فتولى امر شبام بعده ابنه منصور بن عمر الذي كان بطشه واستفزازه ليافع (43) ، أحد اسباب قيام الدولة القعيطية .
وفي سنة 1249هـ ( 1833م) شن يافع الموسطة حملة على شبام واحتلوا نصفها ثم قام الصلح بينهم وبين حاكمها الكثيري السلطان منصور بن عمر ، وهدأت الحالة بعض الشيء ، وفي سنة 1250هـ (1834م) هجم آل كثير على تريس واستولوا عليها وكان بها ابن النقيب السعيد اليافعي وطردوه منها .



آل عبدالله :ـ
وفي سنة 1261هـ (1845م) ظهر السلطان غالب بن محسن الكثيري على المسرح السياسي الحضرمي ، فاشترى قرية الغرف من آل تميم فكانت هذه القرية نواة دولة آل عبدالله ، وكان مولد غالب بن محسن سنة 1223هـ (1808م) . وفي سنتي 4/5 1226هـ (7/1848م) استطاع غالب بن محسن القضاء على السلطة اليافعية في مدينتي تريم وسيئون.

وفي سنة 1283هـ (1866م) طرد آل كثير الامير علي بن ناجي الثاني من الشحر واحتلوها وأنهوا بهذا الاحتلال الاماراة البريكية .
وفي السنة نفسها حاول آل كثير الاستيلاء على المكلا وانها دولة الكسادي بها ولكنهم فشلوا .

وفي السنة نفسها استطاع التحالف الكسادي/القعيطي انتزاع الشحر من آل كثير ، وبذلك اصبحت الشحر جزاء من املاك القعيطي كما اتفق على ذلك مسبقا بين الكسادي والقعيطي ، وفي سنة 1284هـ (1867م) حاول آل كثير استعادة الشحر من القعيطي ولكنهم فشلوا .
وفي سنة 1285هـ (1868م) حاول القعيطي والكسادي القضاء على دولة آل عبدالله في تريم وسيئون ونواحيها ولكنهم فشلوا ، ومات السلطان غالب بن محسن سنة 1287هـ (1870م) .

وفي سنة 1336هـ (1918م) خضعت الدولة الكثيرية ، في عهد السلطان منصور بن غالب ، لمعاهدة الحماية البريطانية التي كان قد ابرمها الانجليز مع القعيطي سنة 1306هـ (1888م).
وفي سنة 1358هـ (1939م) في عهد السلطان جعفر بن منصور أبرم آل كثير معاهدة الاستشارة مع الانجليز.
وفي اكتوبر سنة 1387هـ (1967م) انتهت الدولة الكثيرية بالانتفاضة المحلية التي سبقت استقلال الجنوب اليمني كله في نهاية نوفمبر سنة (1967م) 1387هـ ، وكان اخر سلاطينها حسين بن علي بن منصور الكثيري.

الـــــــدولة القعــيطــية

نشأت هذه الدولة بشراء عمر بن عوض القعيطي قرية (الريضة) بالقطن من آل العيدروس سنة 1255هـ (1939م) .
وفي سنة 1275هـ (1858م) اشترى القعيطي نصف مدينة شبام من حاكمها السلطان منصور بن عمر الكثيري .
وفي السنة نفسها قتل القعيطيون السلطان منصور في شبام (44) وأصبحت المدينة خالصة لآل القعيطي .
وفي سنة 1282هـ (1865م) توفي عمر بن عوض القعيطي مؤسس الدولة القعيطية وخلفه على الحكم ابناؤه الخمسة محمد وصالح وعبدالله وعوض وعلي ، وكان عوض ابرزهم.

وفي سنة 1283هـ ( 1866م) آل حكم الشحر الى القعيطي على أثر الحملة المشتركة التي شنها آل القعيطي بمساندة النقيب صلاح بن محمد الكسادي حاكم المكلا . وفي سنة 1299هـ (1881م) استولى القعيطي على المكلا وبروم وبذلك تم القضاء على الامارة الكسادية بمساعدة الانجليز في عهد الامير عمر بن صلاح الكسادي . وابرمت بين القعيطي والانجليز معاهدة صداقة سنة 1300هـ 1883م) .

وفي سنة 1356هـ ( 1937م) ابرم السلطان صالح بن غالب القعيطي معاهدة الاستشارة مع الانجليز .
وفي سبتمبر 1387هـ (1967م) انتهت الدولة القعيطية بالانتفاضة المحلية التي سبقت الجنوب اليمني كله في نهاية نوفمبر 30/11/1967م ــ 28/8/1387هـ . وكان آخر سلاطينها غالب بن عوض بن صالح القعيطي .

دولة آل العمودي

تميزت هذه الدولة ، دون اية دولة أخر قامت على حضرموت بأنها قامت بالدمع بين السلطتين الروحية والزمنية .
ولد الشيخ سعيد بن عيسى العمودي ، الذي ينتسب اليه المشائخ آل العمودي سنة 600هـ (1203م) في مدينة (قيدون) بدوعن ، وكان أميا لايعرف القراءة والكتابة ، ولكنه كان ذكي الفؤاد وقد وهبه الله قدرة على الرياضة وسلوك طريق الصوفية ، وقد استطاع هذا الامي ، بفضل قوة شخصيته أن يخلق له مكانة مرموقة بين رجال الدين والتصوف في عصره ، وأن يجمع حوله الانصار والمريدين ، وأن يصبح أحد مشاهير الدعاة الى الله بين البادية والحضر ، وأن يؤسس له في دوعن نفوذا روحيا تطور على مدى الزمن حتى اصبح نفوذا سياسيا لعب دورا هاما في تاريخ حضرموت . وقد سماه معاصروه من رجال التصوف في حضرموت (عمود الدين) .

وتوفي الشيخ سعيد بن عيسى بقيدون سنة 671هـ (1272م) ودفن بها، وقد خلف من بعده أبنه محمد فثبت مكان أبيه في نفوس الناس . وتوارث هذا المنصب اولاده واحفاده ، والتف حولهم رؤسا القبائل وكثير من حملة السلاح، وقد بلغت درجة النفوذ الروحي عند آل العمودي حدا جعلهم بفضلها لا يشعرون بالولاء والطاعة لاية سلطة سياسية في البلاد ، ولهذا فكروا في الاستقلال السياسي وبسط نفوذهم المادي الى جانب نفوذهم الروحي .

ثم ألت السلطة الى الشيخ عبدالله بن عثمان بن سعيد العمودي ، وكان أول من استعمل نفوذه السياسي على بلدة الخريبة في دوعن سنة 838هـ (1433م).
وخلفه الشيخ عثمان بن أحمد العمودي في النصف الاول من القرن العاشر الهجري . وقد عاصر الشيخ عثمان السلطان بدر ابا طويرق الكثيري ، ونشأت بين هاتين الشخصيتين خصومة ولدتها القوة الذاتية الكامنة في كل منهما.

وقد تسلح آل العمودي (بالبنادق) ربما قبل الوقت الذي تسلح به جنود ابي طويرق . لذلك كان العمودي ينازل ابا طويرق على قدم المساواة في السلاح . وعندما عقد أبو طويرق علاقات ودية مع الاتراك ، أعلن العمودي عدم موافقته على تصرفات بدر وانحاز الى أمام الزيدية في اليمن وكون في اليمن جبهة سياسية معارضة لسياسة ابي طويرق .
وفي الوقت الذي كان ابو طويرق يتودد فيه الى البرتغاليين ويسكت عن قرصنتهم ضد السفن الحضرمية في أعالي البحار ، كان العمودي ينادي بالجهاد ضد البرتغاليين المعتدين .
وامعانا في احراج ابي طويرق وأظهاره بمظهر السلطان المتخاذل الممالي للافرنج القراصنة ، شن العمودي سنة 930هـ (1531م) غارة على بلدة تبالة بالشحر ، وكان تجار الشحر يخزنون بها أموالهم خيفة مهاجمة البرتغاليين الشحر وعدم قدرة ابي طويرق الدفاع عنهم وعن أموالهم ، ونهب العمودي تلك الاموال . ثم استولى على وادي دوعن (الأيمن) ثم على وادي دوعن (الأيسر) وكانا تابعين لابي طويرق .

وكان رد الفعل من أبي طويرق أن هاجم مدينة آل العمودي المقدسة (قيدون) ، التي بها قبر الشيخ سعيد بن عيسى العمودي ، ونهبها وهدم خزان المياه الذي بها واذاق جند أهلها صنوفا من التعذيب والعسف . وتخت أغراء المال أنحاز رئيس جند العمودي الى أبي طويرق ، وقد حاول ابو طويرق أن يحيل (قيدون) الى قرية صغيرة حيث انه أمر تجارها وأعيانها بالانتقال الى المدن المجاورة ، وفي سنة 949هـ (1542م) هاجم ابو طويرق مدينة (بضة) مقر السلطة العمودية ، ولكنه لم يستطع التغلب عليها .

وفي سنة 955هـ (1548م) حاصر ابو طويرق (بضة) للمرة الثانية بجيش يحت قيادة الامير يوسف التركي والامير علي بن عمر الكثيري . وأخذ الكثيريون يرمون (بضة) بالمدافع .. لكن هذا الحصار انحسر عن (بضة) بسبب انتفاضات قامت ضد أبي طويرق في مناطق أخرى من سلطنته الحضرمية ، وبمساندة القبيلة النهدية هاجم العمودي (شبوة) التي كانت من املاك ابي طويرق وقد حاول الامير علي بن عمر الكثيري ــ عامل بدر في شبوة ــ فك الحصار فلم يفلح ، فدخل جنود العمودي شبوة ونهبوا ماكان بها من أموال .
وفي سنة 956هـ (1549م) عقد السلطان بدر صلحا مع العمودي بعد ان بأت بالفشل محاولاته للقضاء على سلطة العمودي ، وقد دام هذا الصلح الى ان القى ابناء ابي طويرق القبض على ابيهم والزج به في السجن .

وفي اجواء سنة 1014هـ (1605م) شبت الفتنة من جديد بين آل كثير وآل العمودي . وظل آل العمودي موالين لأئمة اليمن مدة حكمهم السياسي في دوعن ، ففي سنة 1070هـ (1659م) عقد الامام في صنعاء ولاية رسمية للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن العمودي ، بناء على طلب الأخير.

ولما غزا الزيود حضرموت في العام نفسه ، بقيادة الصفي أحمد بن حسن الحيمي ، في عهد الامام المتوكل اسماعيل بن القاسم ، قدم الشيخ عبدالله العمودي ، بوساطة ابنه محمد ، المواد الغذائية ووسائل النقل من جمال وحمير للجيش الزيدي الزاحف على آل كثير.
ودارت الايام دورتها ، وقد توسعت شقة الخلاف بين رؤساء آل العمودي في أواخر القرن الثاني عشر الهجري (1784م) .
وقد ادى هذا التناحر فيما بينهم الى لجوء بعضهم الى الكسادي أمير المكلا مستنصرا به على منافسيه من أبناء عمومته ، فارسل الكسادي سنة 1286هـ (1869م) جنودا بقيادة مجحم بن علي الكسادي فاستولى على اكثر وادي دوعن .

لكن آل العمودي ،بعد أن تضايقوا من تصرفات جنود الكسادي عادوا فتضامنوا للتخلص من هذا الاحتلال ودارت بينهم وبين الكسادي معارك انتهت بجلاء الكسادي عن دوعن .
والممتع في الأمر ان آل كثير اعداء العمودي القدامى وقفوا ال جانبهم ضد الكسادي اليافعي ، نصيرهم بالامس ، كما وقف الى جانبهم خصم جديد للكسادي هو القعيطي اليافعي ، والايام تلد العجائب !!

لكن التطاحن بين آل العمودي ظل مشتعلا ، وقد اكتوى به سكان الوادي العزل من السلاح فالتجأوا الى القعيطي وطالبوه بأنقاذهم .
فاستقدم القعيطي الى المكلا الشيخ عبدالرحمن بن علي بن عبدالكريم العمودي أحد رؤساء آل مطهر ، واتفق معه على أن تكون السلطة القعيطية هي المسؤولة الاولى في منطقته عن الامن وقرر له مرتبا شهريا على ان ينحصر نفوذ العمودي في داخل منطقته ، فكان ذلك بداية التدخل القعيطي وبداية النهاية لحكم آل العمودي .

لكن الشيخ عبدالرحمن ظل مرها الرعايا بالضرائب الفادحة لاشباع حاجته الى المال الذي يقدمه وقودا للفتن والدسائس ضد الرؤساء والاخرين من آل العمودي.
فاضطر القعيطي الى حرب الشيخ عبدالرحمن ، ففر العمودي الى جهة الوديان الغربية (القبلة) حيث جمع عسكرا من البادية وهاجم بلدة الخريبة واستولى عليها وأكثر النهب والسلب في الوادي .

فهاجمه القعيطي مرة اخرى ، مستعينا بقبائل الوادي ، وانتهى الأمر بهزيمة العمودي سنة 1317هـ (1899م) . واحتل القعيطي الخريبة والقرى والقرى التي كانت تحت نفوذ ( ابن عبدالكريم العمودي) .
واسند القعيطي حكم وادي دوعن ( أيمنه وايسره) الى المقدم عمر بن احمد باصرة الخامعي السيباني الذي قدم للجيش القعيطي مساعدة فعالة في حربه ضد العمودي .



دولـــــة نهــــــــــد

كانت قبيلة (خيثمة) أشهر قبائل (نهد) وأكثرها عددا واصعبها مراسا، وهي التي كانت تترأس الحركات التي تقوم بها القبائل المنسوبة حقيقة أو اسما الى نهد.
وفي القديم ، كانت القبائل الوافدة الى اليمن او من عمان الى حضرموت يقال لها (نهد) وذلك لانطواء تلك القبائل النازحة عن اوطانها تحت لواء خيثمة .
وفي القرن السابع الهجري (حوالي 1252م) آلت رعاية خيثمة الى عامر بن شماخ ، واخيه فضالة بن شماخ ، وابنه عمر بن عامر بن شماخ ، وعمر هذا هو جد آل عامر المعروفين منذ ذلك العهد الى اليوم .

اما فضالة بن شماخ فهو ابو عامر بن فضالة بن شماخ جد آل عبدالله وآل بشر المتوفي سنة 681هـ (1282م) ببلدة عمد وقبره بها معروف وفي سنة 636هـ (1238م) تجمعت خيثمة ومن تبعها من نهد تحت رائيسها عامر بن شماخ المذكور فاجتاحت حضرموت واستولت على شبام وسيئون وتريم .
وقد تشجع (نهد) على هذا العمل قتلهم عمر بن مهدي اليمني ــ قائد جيش الايوبيين ــ سنة 621هـ (1224م) ، فكانوا يرون ان دولة آل يماني في شرقي حضرموت ماقامت الا على كواهلهم .
وعندما احتل الرسوليون جانبا من حضرموت سنة 637هـ (1239م) هادنتهم نهد ، وبذلك ضمنوا تاييد الرسوليين لهم لكن نهد عادت وانقلبت على الرسوليين عندما احست بضعفهم واقامت (دولة نهد) في مناطق حضرموت الغربية جاعلت بلدة (السور) قاعدة لها.

وصارت الزعامة على هذه الدولة حينئذ لآل عامر نسل عمر بن عامر بن شماخ بن عبيدالله بن عمر الروضاني النهدي . وسميت بلدة (السور) لذلك ( سور آل عامر) .
وعندما بزغ نجم الدولة الكثيرية دخل رجالها في صراع مرير مع (نهد) ، وانتزع علي بن عمر جعفر الكثيري مدينة شبام منهم سنة 824هـ (1421م)
وبعد ذلك حصر (نهد) اهتمامهم بمنطقتهم الواقعة غربي حضرموت ، وظلوا مسيطرين على مناطق الكسر والهجرين ووادي عمد حتى هاجمهم ابو طويرق سنة 937هـ (1530م) وضم هذه المناطق ، وماجاورها غربا الى شبوة ، الى الدولة الكثيرية ، باستثناء وادي عمد.
وفي سنة 947هـ (1540م) استولى ابو طويرق على منطقة وادي عمد ونواحيها وقتل المتولي بها وهو فارس بن عبدالله بن علي العامري النهدي .
لكن نهد لم يهداء لها بال فراحت تشن الغارات التي يسيطر عليها آل كثير في شرقي وغربي حضرموت .

وبعد وفاة ابي طويرق سنة 977هـ (1569م) عاد رجال نهد وفرضوا سيطرتهم على مناطقعه القديمة في غربي حضرموت وخاصة على منطقة الكسر وبحران ، وظل حالهم على ذلك المنوال حتى قيام الدولة القعيطية التي عقدت صلحا مع (نهد) على ان تكون لها السيطرة الداخلية في شؤونهم.
وعندما ابرم القعيطي معاهدة الاستشارة مع الحكومة البريطانية سنة 1356هـ (1937م) اخضع الانجليز نهدا للقعيطي ، فصاروا من جملة رعايا الدولة القعيطية . ومما هو جدير بالذكر فانه الى حكام (نهد) يرجع حكام قبائل حضرموت لا ستئناف احكامهم حسب العوائد والسوالف العشائرية ، كما يرجع الى حكام نهد القول الفصل في الاختلاف الذي ينشاء بين القبائل الحضرمية حول قضايا (العيب) .

دولة ابن مقيص

بالنظر الى اليأس الذي استقر في نفوس الدعاة الى الاصلاح من تصرفات السلطات اليافعية والكثيرية القائمة حينذاك في تريم وسيئون وشبام ونواحيها ، وبالنظر الى اضطرابات الأمن وتفشي الظلم والجور والقتل في وادي حضرموت في النصف الاول من القرن الثالث عشر الهجري (1786م). فقد أجمع بعض العلويين ، من دعاة الاصلاح ، وفي مقدمتهم أحمد بن عمر ابن سميط ، وعبدالله بن حسين بن طاهر ، وحسن بن صالح البحر الجفري ، على محاولة انشاء دولة تعيد الحق الى نصابه ، وتبث الاطمئنان الى النفوس ، وتوطد دعائم الامن والاستقرار في ربوع الوادي الذي بحكامه وقبائله.

ووقع اختيار اولئك العاملين على نصرة الحق على الشيخ عبدالله بن عمر بن مقيص الاحمدي اليافعي ، أحد سكان قرية (بيت جبير) ليكون أميرا لدولتهم المرجوة .
وكان اولئك العلويين شانهم شان الغريق الذي يتشبث بالقشة رغبة منه في النجاة ، فقد راوا ان ابن مقيص ، وجماعته الصغيرة من آل الاحمدي جديرون بالنهوض بمهام الدولة المنتظرة .
فعرضوا الخطوط العريضة للفكرة على ابن مقيص ورهطه ، فأبدى استعداده للعمل أميرا يؤيد الشرع الشريف ، وانه سوف يعمل بما يشير عليه العلويين وعلماؤهم شريطة ان يمدوه بالمال ويعضدوه بنفوذهم .

ثم فكر العلويين في (قاعدة حربية) لهذه الدولة تكون منطلقا لحركتها العسكرية ، ونرسانة لمهام الغزو والفتح ، فاشترى العلويون لابن مقيص (حصن مطهر) من آل مطهر اليافعيين ، ويقع هذا الحصن في سفح تل صغير يقال له (حيد قاسم) جنوب مدينة تريم ، ووضعوا فيه مدفعا باروديا توكيدا منهم لهيبة الدولة المرتقبة ، وبعدها فكر العلويون في وزير كفء للامير المنتظر ، فتم الاختيار على عبدالله بن ابي بكر عيديد ليكون وزيرا ومشيرا للامير .

وفي شهر ربيع الثاني سنة 1243هـ (1827م) اعلن قيام دولة ابن مقيص الفتية بقرية بيت جبير وكأن عناصر الملك الهامة قد اكتملت لها بنظر بناتها.
وتعثرت الدولة منذ اليوم الاول لقيامها ، وحاول القوم جهدهم أن يدفعوا بأميرها المستجد الى الامام ، الى الغزو الى الفتح ، الى قهر الظالمين ، الى ايقاف الباطل عند حده ، الى رفع لواء العدل ، الى ، الى ، الى آخره ، ولكن مجهوداتهم ذهبت سدى .

ولسنا ندري السبب الحقيقي خلف الاحجام الفاضح ، ولكن التاريخ يذكر ان هذا التعثر وذلك الاحجام كان سبب ( ماحل بقلب الامير ابن مقيص من التردد والاضطراب وماحل بقلوب قبيلته من التردد والخور ) (45) .
وانهارت الدولة ولما تمض على انشائها سنتان . وتحطمت آمال العلويين ومن كان يشاطرهم تلك الامال من الحضارم ، في استتباب الامن ونشر العدل بين الناس على يد ابن مقيص .

وفي هذه الدولة وفي اميرها قال وزيرها السيد عبدالله بن ابي بكر عيديد من قصيدة طويلة :ـ
ولما رأيت لهاة الهياج ** حسبتك فحلا وأنت خصـــــي
تبرقع فانك مثل النساء ** وصغ لك عقدين من بصبص
لقد هانها الله من دولة ** تربت على الدجـــر والحنبص

الى قوله :ـ
فخلوا البنادق لاربابها ** وشلوا بديل البنادق عصـــــــي
وقولوا على الله ينصف لنا** ويرجم أعدائنا بالحصــــــي .

ومات السيد عيديد ، تغمده الله برحمته ، ولم تذكر لنا مصادر هل كان يعني ببيتيه الاخرين العلويين بناة الدولة ، أم كان يعني أميرها ابن مقيص ورجاله ! ويبدو أن الشاعر كان ذا روح فكاهية باسمة تضحك في وجه المكاره وعندما يرين الفشل على النفوس . لقد كان له على أي حال ، نصيب من (دولة الدجر والحنبص ) بحكم وزارته لها.
مشروع الدولة العولقية بحضرموت

في الجيش العربي التابع لنظام حيدر اباد بالهند كانت تتنازع السلطة والنفوذ ثلاث شخصيات هي :ـ
الحاج عمر بن عوض القعيطي وكانت رتبته العسكرية (شمشير الملك) وعبدالله بن علي العولقي وكانت رتبته العسكرية (سيف الدولة) وغالب بن محسن الكثيري ، وكانت رتبته العسكرية (غالب الدولة) .

وكانت هذه الشخصيات الثلاث مقربة من نظام حيدر اباد ، وكان لكل منها أتباعه وانصاره في اوساط المهاجرين اليمنيين بالهند ، الا ان القعيطي كان اكثرهم انصارا مالا واوسعهم نفوذا .
وكانوا هؤلاء الثلاثة يملكون الاقطاعيات الواسعة في ولاية حيدر اباد ، وكان التنافس بينهم شديدا ، وبسبب الحسد السائد بينهم ، كون العولقي والكثيري جبهة ضد القعيطي الذي كان اكثر طموحا في التسلط والرئاسة من منافسيه ، وقد بلغ به التهور درجة جعلته يتطاول حتى على النظام نفسه .

وفي سنة 1274هـ (1857م) عندما كان تمرد الجيش الهندي ........... (I NDIAN MUTINY) على اشده ضد الانجليز في الهند ، خطط القعيطي بانقلاب عسكري في حيدر اباد . لاسقاط حكم النظام والاستيلاء على مملكته واقامة دولة ( حضرمية) في الهند ، وكادت الخطة ان تنجح لولا ان خبرا عن المؤامرة القعيطية تسرب الى خصمه العولقي الذي كشف اسرار الخطة للنظام ، وفشلت المؤامرة . وقد اعدم النظام مئات من المتآمرين ولكنه لم يستطع ان ينال القعيطي بسوء نظرا للعصبية العربية والهندية القوية التي كانت تسنده ، وعلى أي حال فان افتضاح أمر القعيطي على يد العولقي زاد نار الخصومة اشتعالا بين القعيطي من جهة ومنافسيه العولقي والكثيري من جهة أخرى ، وقد فكر الكثيري في الانسحاب من هذه المعركة ، وكان يخشى ان يطرده النظام من حيدر اباد ويستولى على اقطاعياته بسبب المؤامرة القعيطية التي جعلت النظام يتوجس خيفة حتى من اقرب المقربين اليه من الرؤساء الحضارم ، وبادر الكثيري وباع جانبا كبيرا من اقطاعياته بأثمان بخسة ووظف الحصيلة في احياء الدولة الكثيرية ، وفي ذلك يقول المعلم عبد الحق ساخرا من القعيطي والكثيري معا ومن تنكر الحضارم لافضال النظام عليهم قال المعلم من قصيدة طويلة :ـ

ولا سبب غالب سوى حيلة عمر ** خرجته من الولاية خـــالي
أحوال صارت منهم يخشى الحليم** منها وتضحك الجهــــــالي

لم تكن هذه الشخصيات الثلاث قائمة بالخدمة العسكرية بحيدر اباد وامتلاك الضياع الواسعة بها في كتف النظام فحسب ، بل ان كل واحد من هؤلاء الثلاثة كان يحلم ايضا بالملك وكان يسعى سعيا حثيثا الى انشاء دولة له في حضرموت ولسنا نعلم لماذا فكر العولقي في انشاء دولة في حضرموت ولم يحاول اقامتها في البلاد العولقية .

وعندما اشترى الحاج عمر بن عوض القعيطي قرية (الريضة) في القطن سنة 1255هـ (1839م) تمهيدا لانشاء الدولة القعيطية ، واشترى غالب بن محسن الكثيري قرية (الغرف) سنة 1261هـ (1845م) تمهيدا لاحياء الدولة الكثيرية ، قام العولقي بشراء قرية (الصداع) وهي من ضواحي بلدة غيل باوزير ، من آل بريك حكام الشحر ونواحيها سنة 1280هـ (1863م) واقام بها حصنا متين البناء عالي الاركان توطئة منه للاستيلاء على الغيل واقامة دولته العولقية بها .
ومات الحاج عمر بن عوض القعيطي سنة 1282هـ (1865م) وخلفه ابناؤه الخمسة وعلى راسهم الجمعدار عوض بن عمر القعيطي وكان هو الآخر ضابطا كبيرا بجيش النظام العربي ، وكانت رتبته العسكرية به (نواز جنج) .

ثم مات عبدالله بن علي العولقي سنة 1284هـ (1867م) وخلفه ابنه محسن الضابط بجيش النظام العربي برتبة (مقدم جنج) .
ولم يكن العولقي متسترا على عدائه للقعيطي ، بل انه كان يجاهره بأنه سوف يعمل لاجلاء يافع عن حضرموت ساحلها وداخلها ، وكان القعيطي يتوعد العولقي بانه سوف يحطم آماله في الحكم ، وأنه سوف يدمر حصنه الكائن بالصداع وسيأتي ببعض تراب انقاضه الى حيدر اباد لينثره في وجهه . وراح كل جانب يغزل الدسائس والمؤمرات ضد الجانب الآخر . واستطاع العولقي كسب صداقة قبيلة آل عمر العوابثة التي كانت قوة مسلحة لها شأنها في غيل باوزير .

وعندما جرى النزاع بين النقيب عمر بن صلاح الكسادي والجمعدار عوض بن عمر القعيطي على اتفاقية مناصفة مدينة المكلا ، كان محسن العولقي اول من حرض الكسادي على نقض هذه الاتفاقية (المفروضة) وأمده بستين الف ريال في السنة ليمكنه من الصمود في وجه الاطماع القعيطية . وقد دخل العولقي في تحالف عسكري مع الكسادي والكثيري لزحزحة القعيطي عن مدينة الشحر . وقد قام هذا التحالف سنة 1291هـ (1874م) بغزو الشحر ولكن القعيطي هزمهم في وقعة (المشراف) المشهورة (46).
وابتداء القعيطي يتحرك بسرعة ضد (المشروع) العولقي . فهو بعد ان وطد نفسه في الشحر راح واحتل شحير . ثم داهم غيل باوزير واحتلها بعد ان طرد آل عمر باعمر منها،ثم داهم حصن العولقي بقرية الصداع ، ولكن الحصن قاوم الهجوم القعيطي فاكتفى القعيطي بضرب حصار حوله دام عدة اشهر اضطرت حامية من رجال العوالق البواسل خلال مدة الحصار الى اكل الجلود وشرب دماء الحيوان ، ثم اضطرت الحامية الى التسليم . وعندها نسف الجمعدار عوض حصن العولقي بالبارود وحاله الى كوم من التراب ،كماهو مشاهد اليوم، وأخذ بعض ترابه وحثاه في وجه محسن بن عبدالله العولقي في حيدر اباد.
وتبخرت أحلام العولقي في تكوين دولة عولقية بحضرموت ، وكان ذلك سنة 1293هـ (1876م) ، وبذلك انتهى الوجود العولقي بحضرموت .



تاريخ ماأهمله التاريخ
دولة آل الأعلم في شبام:

هؤلاء لا ينتمون الى بني ضنه . وقد أقاموا دولة لهم في مدينة شبام سنة 605هـ (1208م) . وترأس هذه الدولة راشد بن الاعلم وخلف راشد على السلطة يماني بن الأعلم . وبعد موته سنة 613هـ (1216م) تولى الحكم اخوه عبدالعزيز بن الاعلم.
وظل عبدالعزيز في صراع مع قبائل الوادي المحيطة بشبام حتى زالت سلطته عنها سنة 616هـ (1219م) عندما قدم جيش الايوبين الى حضرموت بقيادة عمر بن المهدي .
وامعانا في الكيد لآل الأعلم ، ناصرت قبائل الوادي وفي مقدمتها (نهد) عمر بن مهدي ضد آل الأعلم ، فاحتل بن مهدي شبام
واستنصر عبدالعزيز الاعلم ببعض القبائل املا منه في معونتها له ليستعيد ولاية آبائه ولكنها خذلته . وفي سنة 619هـ (1222م) قتل عبدالعزيز بناحية بيحان وانتهت هذه الدولة .


دولة بني سعد في شبام :

بنو سعد قبيلة حضرمية اختلف المؤرخون في نسبتها . فقيل انها من بني ضنه ، وقيل انها من نهد بالانتساب ، وقيل انها من آل قحطان .
وعندما اشتدت الفتن ضد بني يماني في منطقة شبام سلم بني يماني أمر المدينة لبني سعد سنة 623هـ (1226م) فملكوها حتى انتزعها جيش الرسوليين منهم سنة 637هـ (1239م) . ثم استعاد نصار بن جميل السعدي شبام من الرسوليين سنة 644هـ ونصار السعدي هذا هو الذي بنى حصن العذ الواقع جنوبي تريم سنة 655هـ (1257م) .
وبقيت شبام تحت حكم بني سعد حتى اشتراها سالم بن ادريس الحبوظي سنة 673هـ (1274م) . وبذلك استدل الستار على تاريخ هذه الدولة .

دولة الأسداس في شبام :

بعد قتل سالم بن ادريس الجبوظي في ظفار تولى على شبام من قبل الرسوليين ، محمد بن محمد بن ناجي سنة 673هـ (1274م) . وبعد محمد بن محمد بن ناجي تولى ابنه حسن . وبعد وفاة حسن تولى بعد أبناؤه الستة . وقد سميت هذه الدولة بـ (دولة الاسداس ) لاشتراك ابناء حسن الستة في السيطرة على المدينة ، اذ كان لكل واحد منهم سدس من أجزاء البلدة ومن ايراداتها يتصرف فيه كما شاء .

وفي سنة 734هـ (1333م) انتزع آل جميل شبام من آل ناجي ، وبذلك انتهت دولة الاسداس .



دولة آل جميل في شبام :

وتسمى هذه الدولة ايضا (دولة آل حسن ، وآل جميل) وهما قبيلتان من بني سعد السابق ذكرهم ، كلهم أبناء عمومة تولوا السلطة في شبام بعد أن ازالوا منها دولة الاسداس . بيد أن التنافس بين أبناء العمومة هؤلاء أدى الى تدخل الاجانب في شئونهم ، ولقد فضل آل جميل الرضوخ لآل عامر (نهد) في حكم شبام تشفيا في بني عمهم الاقوياء آل حسن ، واستمر حالهم على هذا المنوال اجلالهم آل كثير عن شبام ، عما بقى بأيديهم من قرى (سواد بني ضنه) . والمقصود بسواد بني ضنه المنطقة التي يسكنها آل كثير اليوم بين تريس وشبام، وقد انتزع آل كثير من آل جميل سنة 824هـ (1421م) . وبذلك انتهت هذه الدولة .



مــــــشائـــــخ حضـــــــرمــــوت

المشائخ بحضرموت يشكلون كالعلويين طبقة اجتماعية عرف بعض رؤسائها بالصلاح والتفقه في الدين والتصوف والنفوذ السياسي ، وكانوا موضع تجلة واحترام الحكام ورؤساء القبائل الذين منحوا بعضهم امتيازات خاصة كالاعفاء من العوائد ، وقبول شفاعاتهم واعتبار قراهم مناطق مأمونة ، وبالمقابل كان المشائخ وخاصة آل عباد وآل باوزير وآل العمودي يقفون الى جانب القبائل . وينظر العوام الى المشائخ نظرة تقدير ويتبركون بقبور الصالحين من اجدادهم كتبركهم من بقبور الصالحين من العلويين ، ويقيمون لها الزيارات الموسمية وكان الحكام ورؤسا العشائر يستعينون بالمشائخ ، كما يستعينون بالعلويين ، لنشر الدعاية لهم ، ولتثبيت نفوذهم بين الناس وللسعي في اصلاح ذات البين بينهم ، وللقيام بخفارة القوافل والمسافرين على السبل العامة ايام الفتن بين الحكام والقبائل .

ومن المشائخ و كذلك كان العلويون من يحمل السلاح وخاصة أولئك الذين يسكنون المناطق البدوية وفي نظام الطبقات (47) السائد بحضرموت يعد المشائخ في الدرجة الثانية ، بعد العلويين ، في السلم الاجتماعي .
وفي مجال التمايز الطبقي الرجعي ، فان المشائخ ، على أي حال ، أقل تزمتا من العلويين من حيث التزاوج (رجالا ونساء) مع القبائل وغيرهم من طبقات المجتمع الحضرمي الأخرى .

ومن المشائخ وهذا هو شان القبائل ـ من يترك بنفسه بسبب الفقر أو الضعف الى طبقة الفلاحين أو الحرفيين أو العمال المساكين . وعندما قدم جد العلويين ـ المهاجرـ الى حضرموت كان المشائخ في طليعة المرحبين به والمناصرين له ،كما كانوا من المؤيدين لأحفاد المهاجر عندما طلبهم بعض الحضارهم باثبات نسبتهم الى البيت النبوي (48) ، وكان ذلك بحوالي قرنين ونصف من السنين بعد وفاة المهاجر .

ومن أظهر مشائخ حضرموت آل بافضل وآل باوزير وآل العمودي وآل باعباد وآل الخطيب وآل باهرمز وآل باسهل وآل بامخرمة وآل جابر وآل الزبيدي وآل باجمال وغيرهم كثيرون ذوي الجاه والذين لا يغض من قدرهم عدم ذكرهم في هذا (المختصر) .
والمشائخ الذين لعبوا ادوار هامة وخطيرة في تاريخ حضرموت السياسي ينتمون الى اسر ثلاث هي :ـ
أسرة آل العمودي ( وقد سبق ذكرهم ، وآل باعباد ، وآل باوزير .



آل باعـــباد

يرجع نسب هذه الاسرة الى الشيخ عبدالله بن محمد باعباد المشهور بـ (القديم) ولد الشيخ القديم بمدينة شبام وتوفي بالمحلة (الغرفة) ودفن بمقبرة شبام سنة 687هـ (1288م) ، اما والده فقد توفي بالشحر سنة 622هـ (1225م) ودفن بمقبرة الشيخ عمرو بن احمد بالشحر .
وكان الشيخ القديم يتمتع ، في كثير من جهات حضرموت وما جاورها ، بالجاه الواسع والكلمة النافذة والمريدين الكثيرين .
وقد اعتاد القديم قضاء ايام الخريف (خريف التمر والرطب) خارج شبام في مكان بمنطقة (الحول) يطلق عليه اسم المحلة وكلمة المحلة يستعملها حضارمة الداخل الى اليوم على المكان الذي يقضون فيه فصل الخريف ، واقام القديم بمحلته مسجده المعروف .
ثم تحول القديم من شبام الى قرية (الغريب) على اثر نزاع ثار بينه وبين والي شبام حينئذ الامير محمد بن محمد ناجي . فانشاء دار له بالمحلة سماها (الغرفة) وتديرها طيلة ايام السنة .

وبعد وفاة القديم جاء خلفه الشيخ محمد بن عمر بن عبدالرحمن باعباد وبنى دار الى جوار (الغرفة) سنة 701هـ (1301م) فتكاثرت الديار من حولها وكانت النتجة ان قامت مدينة سميت (الغرفة) أي الجنة نسبة الى الدار الاولى التي بناها في محلته الصيفية الشيخ القديم ، وأصبحت (الغرفة) المقر الرئيسي لمشائخ آل عباد.
ومن هذه المدينة المباركة انتشر آل باعباد في الربوع الحضرمية ، ولهم في بعض نواحيها مشاهد واضرحة مشهورة .



آل باوزيـــــــــــر

في بداية القرن السادس الهجري (1107م) ولد في مدينة (بغداد) يعقوب بن يوسف بن علي بن طراد .

توفي والد يعقوب وهو صبي صغير فكفله جده علي بن طراد وكان وزيرا ( ومن هنا جاءت تسمية آل باوزير) لأحد الخلفاء العباسيين . ومات جده سنة 538هـ (1143م) .
وهاجر يعقوب بن يوسف هو وابناؤه عمر ، عبدالله ، ويوسف، وحفيده سالم بن عبدالله الى حضرموت ، ونزلوا بقرية (المكلا) وكانت هذه القرية حين قدوم آل الوزير ( أو آل باوزير) اليها مكونة من عدة اكواخ للصيادين مقيمين بها ، وتقع القرية الى جنوب كثيب ابيض ، يطوق المنطقة المعروفة بحي الشهيد خالد ، ومات يعقوب بالمكلا سنة 553هـ (1158م) ودفن بكثيبها الابيض ( الذي يعرف اليوم بتربة يعقوب) واقيمت على قبره ، في تاريخ متأخر غير معروف قبته المشهورة القائمة الى يومنا هذا .

وقد اقام احد سلاطين آل كساد مقبرة لتكون مدفنا لامواته بجوار قبر الشيخ يعقوب . ولم تطب الاقامة لابناء يعقوب بن يوسف بقرية المكلا فارتحلوا الى مدينة الشحر وكانت حينئذ مدينة عامرة على الساحل الحضرمي ، ومن الشحر ودفن بمنطقة الخور . ولم يخلف عقبا . ومات عبدالله (وكان يلقب بالشيرازي) (49) بالشحر . وهو المعروف (بمولى المحطة) وقبره معروف وقائم الى اليوم . وخلف عبدالله ابنا اسمه (محمد) ، وهو الجد الأول لآل باوزير جميعهم وهو ايضا المعروف بـ ( مولى عرف) (50) وخلف محمد ثلاثة ابناء هم :ـ

1. أبو بكر ، وهو جد آل باوزير بمنطقة حورة والنقعة المجاورة لها، وصاحب المسجد الجامع بحورة والصدقات والاوقاف التي بتلك المنطقة .
2. سعيد ، وهو جد آل باوزير سكان قرية (النقعة) المجاورة لمدينة (غيل باوزير) وقد خلف سعيد ابنا اسمة احمد وهو صاحب القبر الذي تقام له زيارة النقعة المشهورة عند البدو والحضر .

3. عمر ، وهو المدفون بالغيل الاسفل سنة (712هـ) (1312م) والذي عرف فيما بعد بأسم (غيل عمر) بوادي عدم . ومات عمر بالغيل الاسفل ودفن بها وقبره يزار الى اليوم . وخلف عمر ابنا اسمه عبدالرحيم وهو المدفون بمدينة الغيل والتي عرفت فيما بعد بغيل باوزير سنة 706هـ ( 1306م) . وقد توفي عبدالرحيم بغيل باوزير سنة 747هـ (1346م) والى هؤلاء المشائخ ينتمي بقية المشائخ آل باوزير المنتشرون في الجهات الحضرمية وخارجها . ومما اشتهر به المشائخ آل باوزير ويذكر لهم بكل خير ، ديار الصدقة لعابري السبيل في ارجاء متعددة من أودية حضرموت ، وكانوا يوقفون النخيل والاراضي الزراعية على هذه الديار لتصرف ايراداتها في ايواء المسافرين والغرباء واطعامهم مجانا ولوجه الله ويعينون على نفقة الوقف رجالا معروفين بلامانة والنزاهة (ليقوموا بواجب الضيافة لعابري السبيل).

الهوامـــــش:


1. انظر الهامش رقم 13
2. هو المؤرخ احمد ابن ابي المعروف بابن واضح الاخباري والمشهور بلقب اليعقوبي له تاريخ اسلامي في ثلاثة مجلدات .
3. المراد بصاحب مرباع حضرموت الرئاسة العامة على قبيلة حضرموت وغيرها من القبائل وهو مايعرف اليوم (بالأب الطائلة) وكان من حقه الحصول على ربع الفيء والغنيمة ، قال الشاعر:ـ لك المرباع (أ) منها والصفايا (ب)
وحكمك والنشيطة (ج) والفضول (د)
(أ‌) ربع الغنيمة .....(ب) مايصطفيه الرئيس لنفسه من القسيمة (ج) مااصاب الرئيس في الطريق قبل ان يصل الى مقر القوم ......... (د) مافضل من القسمة مما لايصح قسمته على الغزاة كالبعير والفرس .

4. موقع الحصن بين قرية خباية ومسيال عدم شرقي تريم ، ومن المسلمين المشهورين الذين قتلهم المرتدون عباد بن بشر الاوسي جد المشائخ آل الخطيب هكذا لتوارثهم الخطابة الى اليوم.

5. قتل عمر بن الخطاب ليلة الاربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة سنة 23هـ (644م).
6. قتل عثمان سنة 35هـ (655م)
7. قتل علي بن ابي طالب ليلة 17رمضان سنة 40هـ (660م).
8. للمزيد من المعرفة عن الهجرة انظر كتابنا (الهجرة اليمنية).
9. ص 161ج1 تاريخ حضرموت للحامد، وللشهرستاني كلام مماثل ومطول عن الاباضية بصفحتي 141ـ 142 من الجزء الاول من كتابه (الملل والنحل) .
10. كان مقره مدينة دمون.
11. كان الناس يلقبونه بالجعدي لانه تعلم من الجعد بن درهم مذهبه في القول بخلق القران . وبويع له بالخلافة في دمشق سنة 127هـ .
12. وهو عبدالرحمن بن يزيد بن عطية السعدي .
13. اقليم المعافر هو مايعرف اليوم بالحجرية في اليمن الاسفل ،وقديما كانت عاصمته (جبا) ثم (الدلموة) .
14. عبدالرحمن بن علي الديبع الزبيدي صاحب كتاب (الفضل المزيد في أخبار زبيد) وغيره.
15. جاء ان معن بن زائدة قضى على سطوة الاباضية في حضرموت ، ومابقي منها ودمرها محمد بن ابي يعفر الحوالي (الحداد في جني المشاريخ ).
16. شبام باليمن الاعلى ويقال لها شبام حمير ، وهي غير شبام حضرموت .
17. المذيخرة مدينة قديمة في تهامة .
18. هذاديك أي مرة بعد أخرى.
19. لعل تصوير المذهب القرطمي بهذه الصورة فيه مبالغة من وضع أعداء القرامطة ، وعلى أي حال فان هذه الابيات ينبغي ان تؤخذ بتحفظ شديد ويجب الا ينظر اليها كقضية مسلمة والجدل يطول في هذا المجال.

20. كان آخر أئمة اليمن البدر بن أحمد بن يحي وقد اطاحت به الثورة اليمنية في 26/9/1962م.
21. (عدل المدينة الفلانية) تعني حيث تذكر في التواريخ الحضرمية أن حاكمها جعلها وثيقة على الوفاء لحاكم آخر بالسمع والطاعة او عدم الاعتداء.
22. أشهر أحفاد المهاجر محمد بن علي بن محمد العلوي (574 ـ 653هـ ـ 1178ــ 1254م) الملقب بـ ( الامام الفقيه المقدم) . لم يكن أول متصوفة حضرموت ولكن التصوف غلب على حضرموت منذ عهده ، وله سيرة من الخير الاطلاع عليها.
23. الحامد: في تاريخ حضرموت . أنظر الهامش رقم 15
24. التعكر هو جبل حديد المطل على المعلا وفيه باب عدن الرئيسي .
25. الخضراء هو الجبل ال الذي تمر بأسفله ألآن الطريق البحرية من خور مكسر الى كريتر . والجبل المواجه لجبل صيرة يقال له جبل المنظر وهو مفصول عن جبل صيرة بفج صغير .

26. هذه المدينة لم يبق منها اليوم الا بعض خرائبها.
27. بعض التواريخ تستعمل (الدعار) بالعين المهملة ولعله تصحيف.
28. (ثغر عدن) لابي مخرمة
29. اشترى آل باحميد قرية مدودة من آل كثير 886هـ ــ 1481م. ،أشترى آل كثير قرية الغرف من آل تميم سنة 1262هـ ـ 1858م. ... ، اشترى العوالق قرية (الحزم) الصداع من آل بريك سنة 1280هـ 1863م. ....، أشترى القعيطي نصف المكلا من آل كساد سنة 1290هـ ــ 1873م. ...، كل هذا على سبيل المثال لا الحصر.

30. ص 165 من كتابه (أدوار التاريخ الحضرمي) جزء (1).
31. نسبة الى قرية (زنجيلة ) بسوريا.
32. ص 81 من (صفحات من التاريخ الحضرمي) لباوزير.
33. عقود الالماس لعلوي بن طاهر الحداد.
34. من أسم هذا الوالي جاء المثل الشهبي الحضرمي ( قبضها سويد ونم ) أي (أي دع الامور في يدي السويد زاطمئن) وهو مثل يقال في مقام التهكم.
35. من آل المنجوي الامير حارثة الذي مدحه الشاعر التكريتي العدني بقصيدته المشهورة بالتكريتية سنة 593هـ (1196م) والتي مطلعها:ـ
عج برسم الدار فالطل ** فالكثيب الفرد فـــــالأثل
فبمأوى الشادن الغزل ** بين ظل الضال والجبل
ومنها:ـ
الهزبر المنجوي اذا ** ألقت الحرب العوان أذل
هو تاج الملوك حذا ** بل حضيض وهو كالقلل
والبيت الأخير أثار الامير طغتكين الايوبي على الشاعر في حكاية معروفة في التاريخ .
1. 36.زار ابن بطوطة ظفار (في رحلته التي بتدأها سنة 725هـ ـ (1324م) أيام ملكها المغيث الرسولي المتولي عليها من قبل اخيه المظفر الذي قتل سنة 775هـ (1373م) .
36.
37. سنة 814هـ (1411م).
38. بعض التواريخ تذكر أنه من (نهد) وليس من كندة .
39. راجع كتابنا (السبعة الشهداء).
40. كلمة طويرق تصغير طارق وهو الشخص الذي يجوب طرقات الارض . وكان ذلك شأن بدر في غزواته ضد رؤساء المقاطعات الحضرمية . فكناه الحضارم (ابو طويرق) تهكما به .

41. من الذين رفضوا عبدالله بن عمر بارضوان بافضل المؤذن في مسجد باعلوي بتريم.
42. هدية الزمن لأحمد فضل العبدلي.
43. من ذلك نسفه دار ابن معمر الخلاقي على سكانه ، وكان من بينهم عمات عمر بن عوض القعيطي بالقطن ، ومحاصرته اخواله آل علي جابر بخشامر ، ومحاولته اغتيال عوض بن عمر القعيطي ، بأن وضع كيس بارود تحت البساط الذي أقام عليه وليمة له ، ولكنه لم يحضر.
44. دعاه أحد اتباع عوض بن عمر القعيطي الى وليمة غداء وعندما قدم اليها مع اعوانه أمسك بيده سالم بن علي بن هرهرة مصافحا وأجهز عليه يافع فقتلوه هو ومعيته من آل عيسى بن بدر .

45. عبارة محمد بن هاشم مؤلف كتاب (تاريخ الدولة الكثيرية) .
46. راجع كتابنا (في سبيل الحكم) .
47. للمزيد من نظام الطبقات بحضرموت اقرأ كتابنا (نظام الطبقات بحضرموت).
48. سار حفيد المهاجر علي بن أحمد بن جديد (توفي بمكة سنة 620هـ (1223م) . الى البصرة وأثبت نسبهم عند قاضيها وأشهد القاضي نحو مائة شاهد ممن يريد السفر الى الحج ورقب بمكة حجاج حضرموت على أولئك الشهود . وممن أيد صحة نسبتهم من المشائخ محمد بن أبي الحب (توفي سنة 611هـ ) وفضل بن عبدالله بافضل.
49. لأنه كان قد سافر من بغداد الى شيراز وتزوج بها أم ابنه سالم.
50. لأنه ولد وتوفي بها.


حد من الوادي 02-16-2010 12:36 AM


احتفاء بتريم عاصمة للثقافة الإسلامية
تحويل قصر الرناد ودار باكثير بحضرموت إلى مراكز للتنمية الثقافية


حضرموت برس\خاص التاريخ: الثلاثاء 16 فبراير 2010 - 2:35 صباحاًً

قال الأخ معاذ الشهابي مدير المكتب التفيذي ل (تريم عاضمة الثقافة الإسلامية 2010م ) ل(حضرموت برس ) أن كل الجهود لإنجاح هذه الفعالية والأرتقاء بها ليس على مستوى الصعيد المحلي بل كعاصمة عالمية ، مؤكدا انه سيبدا الأسبوع القادم بعقد مؤتمرا صحافياً حول الاستعدادات الجارية لتدشين هذه التظاهرة الإسلامية والثقافية الكبيرة ,وسينظم المكتب بهذه المناسبة جولة استطلاعية لمندوبي وسائل الإعلام للاطلاع على معالم تريم التاريخية والحضارية.. كما سيتم تدشين حملة نظافة للمدينة وإعلان جائزة لأجمل حي.

وأكد الأخ معاذ الشهابي مدير المكتب التنفيذي ل «تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م» إن العمل جار حالياً لإعادة تأهيل قصر الرناد بتريم ليصبح احد اكبر مراكز التنمية الثقافية في اليمن..مشيراً إلى أن تأهيل مكونات القصر ستستكمل في نهاية ابريل ليكون جاهزاً لإقامة جزء كبير من الفعاليات التي ستقام بهذه المناسبة..وأضاف الأخ معاذ الشهابي بأن كماً هائلاً من أمهات الكتب الإسلامية والتراثية والتاريخية والأدبية ستنقل من مكتبة المطبوعات قصر الرناد لتكون في متناول الباحثين والمهتمين..وقال:

أن دار الأديب الراحل علي احمد باكثير بمدينة سيئون والذي يشارف العمل في إعادة تأهيله على الانتهاء سيصبح ضمن مراكز التنمية الثقافية إلى جانب تخصيص جزء منه متحفا لمقتنيات وأعمال الأديب الراحل باكثير ..ونوه الشهابي إلى أن المكتب قام بتأثيث وتجهيز عدد من المراكز المشابهة للتنمية الثقافية في مدينة شبام حضرموت وذلك في إطار تهيئة البنية التحتية للاحتفاء بتريم عاصمة للثقافة الإسلامية


الساعة الآن 09:49 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas