سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   سقيفـــــــــة التمـــــيّز (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=19)
-   -   كتاب (( نثر وشعر من حضرموت )) للمستشرق روبرت سيرجنت ...!! (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=44821)

أبوعوض الشبامي 12-21-2008 09:25 PM

كتاب (( نثر وشعر من حضرموت )) للمستشرق روبرت سيرجنت ...!!
 
هذا الكتاب : مضى على طباعة كتاب (( نثر وشعر من حضرموت )) باللغة الانجليزية أكثر من سبع وخمسين عاما ، ومضت على ترجمته للعربية أكثر من سبع وعشرين عاما ، وطبعت الترجمة عام 1981م في نسخ قليلة ومحدودة على جهاز ( استنسل ) وبقي يتداول على نطاق محدود في اوساط المهتمين بالتراث الحضرمي، وبما أن هذا الكتاب من الأبحاث القيمة والمفيدة والقليلة جدا التي تتناول التراث الحضرمي بأسلوب علمي رصين وجاد ، نرى أنه ليس هناك أي موانع من إعادة نشره في سقيفة الشبامي عبر هذه الوسيلة الألكترونية ، خدمة لتاريخ التراث الحضرمي ، وليكون مرجعا مفيداً للقاري والباحث ، وننشره هنا في سقيفة التاريخ والتراث بناءا على رغبة وطلب الكثيرين من المهتمين بالتراث الحضرمي ..





تنفرد سقيفة الشبامي بنشر كتاب هذا الكتاب المهم والمطبوع باللغة الانجليزية (( نثرت وشعر من حضرموت )) للمستشرق الانجليزي الدكتور روبرت سيرجنت ترجمة الاستاذ سعيد دحي وهذا الكتاب المهم للدارس والباحث والمهتم بالتراث الحضرمي ، تنفرد سقيفة الشبامي بنشره على النت على حلقات نأمل أن تعم فائدته على الجميع.

مقدمة المؤلف

خلال عام 1947 - 1948 م تم اختياري عضوا باحثا في شؤو ن المستعمرات للقيام بالعمل في حضرموت ، فتوجهت بصحبة زوجتي إلى تريم عن طريق المكلاّ ، حيث مكثنا بها حوالي سبعة أشهر، قمنا خلالها بزيارة عينات وقسم وقبر هود وسيئون...... الخ ، ثم قفلنا عائدين إلى المكلا ، وقمنا بجولة في بلاد الواحدي زرنا فيها بلحاف وعزان وحبان وأحور وبير علي ، ثم عدنا إلى المكلا عن طريق ميفع وبروم ، وكنت في بداية عام 1948 م قد سافرت عن طريق مولى مطر والخريبـة ، إلى النجد وبلغت بذلك إلى وادي دوعـن ثم إلى المشهد وحريضـة وهينن والقطن عائدا إلى تريم ، كما قضيت أياما في المنطقـة الساحليـة زرت خلالها الحامي والشحر وغيل باوزير ، وكان الهدف من أبحاثي تلك هو تقديم دراسة عن مظاهر الحياة والحضارة في حضرموت من خلال اللغة التي يتحدث بها أهل تلك البلاد ، وتقديم حقائق وبيانات صحيحة وثابتة ذات صبغة موضوعية اكثر منها انطباعات ذاتية ، وتنفيذا لهذا الهدف ركزت على جمع قصائد من الشعر العامي وقمت بفحص ما عثرت عليه من مخطوطات في المكتبات ، كما قمت بشراء بعض النماذج والمواد ذات الطبيعـة الثقافية لضمها إلى مقتنيات متحف المعمار وعلم فصائل الأجناس بجامعـة كامبردج ، كما قمت أيضا بجمع مجموعة من الوثائق المتعلقـة بالقانون القبلي و التركيب الاجتماعي للبلاد ، وقـد أجريت تلك الأبحاث والدراسـات في مناطق الحضر الزراعية والمدن اكثر من المناطق البدوية القبلية.
لقد كانت أهدافي من هذه الزيارة قد حصرت بعد إمعان النظر بحيث أتجنب ضياع الجهد وبعثرته ففضلت التركيز على الشعر العامي اكثر من محاولة دراسة اللهجة المحليـة بشكل عام .
حيث أن هذه البلاد قد زارها العديد من الباحثين قبلي , وكانت أبرز دراسة حقيقية حول أي مظهر من مظاهر حضارتها هي تلك الدراسة التي قامت بها السيدة كايتون تومبسـون ,MissCaton thompson المتمثلة في الحفريات الرائعة ، لتي قامت بها في حريضه ، كما أنني أخترت أن أقوم بجمع الأشعار اكثر من دراسة لهجة تريم ، لأ نني اكتشفت أن السيدين ( محمد بن هاشم ، وعلي بن عقيل ) ، يقومان بجمع مواد لغوية تتعلق بالقاموس اللغوي المحلي، كما ان المحاضر البروفيسور ( سيف ابن السلطان حسين القعيطي ) من الجامعة العثمانية بحيدر أباد يقوم بعمل مماثل( 1) ، وسيكون من الإسهاب والزيادة قضاء عاما كاملا في عمل يقوم به دارسون منافسون من أهل البلاد ، وسأشير في الهوامش إلى أبحاثي المنشورة في هذا الجانب إذا مادعت الحاجة الى ذلك ، وكان في نيتي ان أضمّ الى الكتاب المدونة الخاصة بحضرموت ، منقولة من مخطوطي (مدونة جنوب غرب جزيرة العرب ) ، الا ان ذلك سيجعل هذا المجلد أكبرحجما مما يجب ، كما انه سيتم نشرهذه المدونة في مكان آخر . (2)


الطرق التي أتبعتها في جمع مواد الكتاب

لقد قمت بجمع مواد هذا الكتاب من النسخ المكتوبة لدى الحضارمة ، باستثناء بعض القطع القصيرة ، وقد اختيرت أكثر الأشعار من المجموعة الضخمة التي قام بجمعها عبدالله رحيّم المنتمي الى المشايخ آل بافضل(3) ، وهو رجل لم يلم بالثقافة العربيـة الكلاسيكية ، الا انه لا يفتقر إلى الاستئناس بالكتب ، وتحتوى المواد التي قام بجمعها على ما يجاوز الألفين صفحة مخطوطـة من الشعر والنثر تلقـفها سماعا من أهالي تريم ، أو نقلها كتابـة من الآخرين وقد قمت بمقارنـة ما اخترتـه من مجموعـة ( رحيّــم ) بنسخ مخطوطـة كلما تسنى لي ذلك ، ووجدت بعض القصائد في كتاب ( الوقائع ) ، او في الفهارس الملحقـة باسطوانات الجرمافون، وقد وجدت اختـلافا ملحـوظا بين بعض النصوص ، وقد نوقشت القطع الغامضـة مع اكبر عدد ممكن من الأفـراد الموثوق بهم ، وتم قبول تصحيحاتهم في بعض الأحيان اذا كان ذلـك متفقا مع سـياق النص الذي اعتراه التحريف ، وقد اقتضى الأمر ان تشـرح لي إحدى المقامـات الأدبيـة في حبّـان ، وهي بلدة تبعد مئـات الأميال عن مدينـة تريم التي قمت فيها بنقل تلك المقامات كتابيا ، وتشابه الظروف مع تلك التي واجهها( الهمداني ) عندما قام بجمع (أرجوزة الحج ) (5) الممتعة، والتي لازالت تفتقرالى الشرح الوافي وهي قصيدة تصف الطريق بين صنعاء ومكة ونجد ، وقد استمع الهمداني إلى أبيات تدور حول هذا الموضوع من العديد من البصريين والشعراء الآخرين .

وقد طرأ على تلك القصيدة التي استقاها من شخص يسمى ( الرداعي ) من رداع باليمن ، الكثير من التحريف لاسباب عديدة ولدوافع سياسية كما يبدو من قبل ( الأبناء ) والصنعانيين ، بحيث لم يوجد في صنعاء نفسها نص صحيح أو كامل وظل (الهمداني) مثابرا في بحثه عن النص الكامل حتى سمعها من ذلك ( الرداعي ) وهو رجل غير موال لأحد ولا تدفعه أي رغبة في التقليل من سمعة أحد ، وكان منذ صغره قد حفظ القصيدة بتكرارها عشرة أبيات بعد عشرة حتى استكمل استظهارها وثبتت في ذاكرته ، وقدمها الهمداني بأشكالها المختلفة أي ( بلغاتها ) ولكنه قام بتصحيح ماأعتراها من تحريف وشرح الكلمات التي لا يتيسرفهمها للجميع.

ولو أتيح الوقت الكافي لكان في مقدور المرء أن يقوم بما قام به ( الهمداني ) حتى يحصل على اكبر عدد من القصائد في موضوع تقليدي في حضرموت المعاصرة ، اما في خلال سنة واحدة فيستحيل عليه أن يقوم بهذا البحث في بلاد متراميـة الأطراف في سبيل الحصول على احسن القصائد التي تمثل موضوعا معينا ، ولهذا فسيجد القارئ أن بعض النصوص التي تحمل موضوعا ما هي في الواقع النصوص الوحيدة التي استطعت الحصول عليها كما انني بالطبع لم أحاول اكتشاف المزيد من الشعر السياسي ، وهو أكثر الأنواع الشعرية انتشارا في البلاد ، وقد تجنبت الخوض فيه متعمدا..

أما فيما يتعلق بالمواد المكتوبـة فقد قمت بنسخ القصـائد وقـام راويتي بقراءتهـا مرّة ومرتين ثم بوضـع حركاتها الصوتية أي تشكيلها وتصحيح أي خطا في النسخ ، وبعد ذلك أطلب من راويتي أن يقرأ علي النص سطـرا سطـرا ، وشرحـه لي بالعاميّـة ، وعلى هذه الشروحات يعتمد الجزء الثاني من الكتاب والذي يشتمل على مظاهر الحياة اليوميـة في حضرموت ، وبالرغم من اعتماد هذه الطريقة الشموليـة فقد بقيت بعض الكلمات والنقاط دون شرح .

وقد وجدت أنّ ( لاندبرج ) نفسه كان يقع في مثل هذا الارتبـاك بالـرغم من كـثرة معاونيه ورواته المأجورين والوقت الكافي للمراجعة ، وبعد ذلك قمت بتحليل بحور القصـائد عروضيا ، وأعتمد ت في هـذا على العرب كلما واجهت قطعة شابها الخطأ أو التضارب (6) ، وأني لذلك مقتنع بأن النصوص التي أوردتها قريبة من الصحة بقدر ما أستطعت كما لم يكن بمقدوري طبعا أن أقوم بمثل ما قام به ( لا ندبرج ) إذ يعتبر رائدا في دراسة الأدب العامي (7) .

ان فائدة تحليل النصوص من الناحيـة العروضيـة تكمن في الكشف عن الأخطاء والمتناقضات وحتى التحريفات ، وهي مسألـة يجب التأكيد عليها سواء كانت هذه الأمور تعود إلى عدم دقة الراوي أو الجامع ، وكان رحـيّم (8 ) وهو نفسه شاعر غير مشهور شديد الاهتمام بمحتويات كل سطر ، وبالرغم من عدم معرفتـه بالعروض الا أنه يستطيع أن يلحظ أي نقص أو زيادة قائلا : ( أن هذا السطر زائد أو ناقص أو مستو ) فأن أغلب الأشعار التي وردت هنا ملحنة على الموسيقى باستثناء بالطبع تلك القصائد التي تنظم في المناسبات الاجتماعيـة ، غير الزامل البدوي وكنت أودّ أن يكون عندي تسجيل لكل قصيدة من ذلك النوع حيث ان ذلك من شروط اكتمال التوثيق غير أن الظروف لم تسمح بذلك ، وأقتصر الأمر على أغاني جنـوب الجزيرة العربيـة المسجلة على أسطوانات الشمع التجاريـة ، وهي تشمل أغاني حضرمية ، والتي أملك بعضا منها ، وكان من المبادئ التي اتبعتها قبل تصحيحات رحيّم عندما تطرأ أخطاء في بعض الأبيات خصوصا في النصوص القديمة التي جعلها التحريف غير مفهومة إذ لا فائدة من نقل نصوص محرفـة حيث ان الحضارمة خلال عملية النقل والرواية بدّ لوا وغيروا تلك النصوص في مواضع كثيرة ، وما رحيّم الاّ أحد القائمين بهذا التقليد المتبع في بيئة اجتماعية يعيش فيها وهو جزءأً لا يتجزء منها.

بين الكتابة العربية وكتابتها بالأحرف الرومانية

لم تبذل أي محاولة لكتابة الشواهد والنصوص بالحروف الرومانيـة ولا يتيسر استعمال الحروف العالمية( 9) لغير الإنسان المتدرب عليها وهي غير مفهومـة للطالب والباحث العربي على الأغلب ، ناهيك بالعرب أنفسهم ، ومن المحتمل ان يكون النص المكتوب بالأحرف الرومانية ذا جدوى في إعطاء صورة عن نطق أحد المتكلمين ، الاّ انه لأسباب عديدة لم أقم بالمحاولـة وأول هذه الأسبـاب هي تكاليف الطباعة ، وثانيها الحاجة الى الزمن والحيز من مساحـة الورق ، وقد اتبعت نظاما يقترب بقدر الإمكان من النطق الذي سمعته وكما تسمح به الكتابـة العربية .
وكتابـة مثل هذا النوع من القصائد ، يشكل صعوبات كثيرة والكثير من هذه القصائد معروف لجميع الطبقات، كما انها منظومة بلهجـة محليـة يستعملها الكل، حتى العلماء الذين قد يستعملون العربيـة الفصحى في أحاديثهم العادية إلا انهم مع ذلك تربوا في أحضان النساء اللاتي لايتحدثن إلا بالعاميـة ويستقي هؤلاء العلماء من هذه القصائد المتعـة والتسلية كما انهم يستسقون منهاالأمثال المنظومة شعرا كالفلاحين ويقتبس السيد المتعلم مثلا سائرا من العاميـة يستعين به لتعزيز نقاشه وحجته، وقد ينظم كاملا على منواله ، وتجدر الأشاره الى ان هناك اختلافا لايستهان به في النطق بين مختلف الطبقات بل حتى بين الرجال والنساء حين يتحادثون (10) ولا يستطيع أحد أن يتجاهل الحرف الصوتي العريض الذي ينطقه الفلاح مقارنا بالطريقـة التي يتحـدث بها السيـد المتعلم .

وإضافة إلى ذلك، فقد كان بإمكاني بعد ستـة اشهر قضيتهـا في وادي حضرموت ان أميز بوضوح اللهجة السيئونية عن التريمية بينماتختلف لهجة أهل شبـام عن سيئـون وتـريم ، كما قيل لي، فإذا كان على المرء أن يكتب بالرموز الصوتيـة فأي نطق يختار من اللهجات.؟ مع العلم ان جميع القصائد قد نظمت لجميع أهل حضرموت ، اما الحركات، أي الأصوات اللينة القصيرة، فغالبا ما يكون مستحيلا على السامع التمييز بينها ولوسئل (رحيّم) نفسه عن هذه المسألة فمن المحتمل ان تكون إجابتـه بعد تفكير وامعان بأن حرفا صوتيا لينا مثلا يميل إلى صوت (الفتحـة) أو انه سيبدي عجزه عن التعريف للحرف الصوتي، ولغرض النطق يمكن للمرء ان يفترض بأن المعلومات التي لخصهـا وقدمهـا ووضبهـا لاندبرج يمكن ان تنطبق على هذه المادة أيضا وهذه دراسة لمادة عربيـة وليست فحصا أواختبارا للنطق في حضرموت وبشكل عام يمكن للمرء ان يقول بأن الـ Kaf ( أي الـ ك) قريبة من نطق حرف الـ (g ) في كلمة Gate الإنجليزية، أما الضاد والظاء فلا يمكن التمييز بينهماوكلاهما ينطقان بطريقة سكان جنوب الجزيرة (11) وينطق ( الجيم ) ياء في بعض المناطق وهو كالجيم الفصحى او كحرف J الإنجليزي في مناطق أخرى ويقترب من الحاء في النطق ، وتجـدر الإشارة أيضا إلى ان حرفي الذال والضاد ليس بعيدين عن الالتباس في الكتابـة، وان الفتحة والكسرة قـد يقومان مقام بعضهما في القافية في مثل العين ( بفتح العين) (بكسرها) لأن الأحرف المزدوجة Diphthohgs لا توجد في اللغة العربية.

أسس الاختيار

لقد كان الأساس الأول الذي تصورته في ذهني هو الحصول على القصا ئد التي تحتوي على معلومات عن حياة الحضرمي وعقليته وسلوكـه ، وقد حاولت أيضا ان أجمع اكثر النصوص اختلافا في موضوعاتها قدر الإمكان.
ولست أدعي الكمال في هذا الجانب ، وحاولت أيضا ان تضم هذه القصائد مواضيع ذات قيمة جمالية أو فنيةأومواد ذات قيمة في دراسة اللغة والثقافة، والأهم من ذلك كله هو تقصي العادات والتقاليد في هذه الأشعار واتخاذها شاهدا لا يقبل الجدل عند الحديث عن أي مظهرمن مظاهر الحياة في حضرموت وهكذا كنت متمثلا بالمثل الحضرمي ( خذ لك من كل سقاية مقدح ) أي خذ قدحا من الماء من كل سقاية.

بعض الملاحظات حول اللهجة الحضرمية

إني أدين بالفضل للسيد علوي بن طاهرالحداد مفتي جهوربالملايو ، للملاحظات التالية حول اللهجة الحضرمية ( ( تعتبر اللغة الدارجة اليوم في أسفل حضرموت أي حيث يسود العنصر الكثيري والنهدي ، لغة كنده أو حضرموت لأن هذين الشعبين كنده وحضرموت قد هزما وأكتسحا وهاجرأكثرهم من حضرموت الى أسفل اليمن وبيحان ، وذهب البعض الى صعيد مصر ، و برقـة ورافق البعض الآخر بني هلال الى المغرب الا بقية منهم انتشروا في قرى وادي دوعن ، كما هاجر أغلب أهل الصدف بوادي دوعن الى مصر والأندلس مع بداية الإسلام ، وهؤلاء الباقون في جبال دوعن ينتمي البعض منهم الى كنده اما الأغلبية فينتسبون الى حمير الأصغر وهم المعروفـون بأمة حضرموت،أن اللغة في الأماكن الكثيريـة هي الضنية وقد سادت بينهم لهجـة نجد، لأن مساكنهم الأولى كانت قريبة من نجد، أما لغة الحواضر بدوعن فتعتبر خالية من آثار قضاعه ( التقضـــع ).
اني أنشر هذه الآراء دون مناقشة لكل باحث في أوربا، وهو في حال يحتاج فيها إلى آراء باحث عظيم كالسيد علوي بن طاهر والذي يمتلك كثير من المخطوطات التي يجهلها الكثير من الباحثين والنظرة الناقدة والحكم الصائب.
__________________________________________________ _

الهوامش
______

(1 ) تضم هذه الأعمال:
( ا )اللغة الحضرمية:قاموس في 12 مجلدا.
( ب) خصائص اللغة الحضرمية.
( ج)الأمثال والأقوال الحضرمية.
( د ) فقه اللغة الحضرمية .
( ه ) العربية الحضرمية ومالها وما عليها ولا يعرف ان كانت هذه الأعمال ستخرج من الشكل المنسوخ الى المطبوع .
(2 ) لم أتمكن حتى إعداد هذه الدراسة من الاطلاع على كتاب مسز دين انجرامس( kظرة عامة حول الأحوال الاقتصادية والاجتماعية لمحمية عدن ) ( اسمرا 1949م ) وتبرز قيمتها على وجه الخصوص من ملاحظاتها الشخصية عن المرأة الحضرمية )
(3) انظر ترجمة حياته في فصل التراجم.
(4) انظر بروك Brock ص820 .
(5) جزيرة العرب تأليف دي . اتش ميللر( ليدن1884- 1891) ص234.
(6) أنني مدين هنا على وجه الخصوص ،للسيد محمد غانم وهو شاعر وصاحب ديوان بالشعر الكلاسيكي وشاعر بالعامية أمكنني معه مناقشة كثيرمن المسائل العروضية..
(7) يبدو ان لاندبرج اتبع نظاما يتلخص في استخدام معاونيه العرب يمدونه بالأشعار التي أخذوها من رجال القبائل الأميين ثم يستمع إليها إنشادا ثم يغنيها أفراد مختلفون من قبيلة الراوي وقد طبع النصوص بالعربية متخذا نظاما خاصا به في كتابتها بالحروف الرومانية وتقترب طريقته من المثالية والكمال ، ولكنه تحتاج الى باحث له نفس وسائله وامكاناته والى الفراغ ليتمكن من الجمع بمثل طريقته وبالاضافة الى ذلك فقد تحمل نفقات الطبع من ماله الخاص .
(8) يبدو لي ان( اتور روسي ) لم يقم بتحليل عروضي للنصوص التي ضمها كتابه الرائع( العربية الصنعانية ) وهو رائع في دقته ووضوحه وفائدته العلمية ، ولذلك يميل المرء في بعض الاحيان الى استفسار النصوص الشعرية وقد أشار السيد محمد عبده غانم الذي يحفظ بعض هذه القصائد عن ظهر قلب الى أن بعض الأبيات لاتخلو من الخطأ العروضي.
(9) اعترف نادما على عدم إجادتي استعمال هذه الحروف.
(10) استفسرت عما إذا كانت للنساء في تريم لغة خاصة يستعملونها فيما بينهنّ ويبدو انهنّ لايستعملن لغة خاصة ، الا انهن كما حكى لي أحد اصدقائي من السادة يستعملن بعض الكلمات والتعابير بينهن فقط فعندما يشعرن بالخوف والدهشة يعبرن عن ذلك بلفظة اعتراضية (( يُة )) وعندما لا تعجبهن كلمة او عبارة يعترضن على ذلك بقولهن ( ياخيلاه ) أو (( ياخشيباه )) ومن ناحية اخرى ولانهن اميات فلا يعرفن الا القليل من العربية المثقفة لذا لاداعي للاستفسار عن لغة (سرية ) للنساء.
(11) تنبه صديقي السيد علي بن عقيل الى ان الحروف الصوتية في العربية الفصحى لا تعبر عن جميع الفروق في الحروف الصوتية للعامية، وفي نطاق جمعه لنصوص من اللهجة الحضرمية استخدم نطاقا يضع فيه الحركات الصوتية العادية في مواقع متوسطة للإشارة الى هذه الفروق وهو نظام يترتب عليه صعوبات فنية طباعية. ولذا فاني اعتبر أنسب حل لذلك استعمال اقرب تشابه للحروف والحركات الصوتية معمول به الآن هنا.

أبوعوض الشبامي 12-21-2008 10:40 PM

الفصل الأول

الشعر المعاصر في جنوب الجزيرة
------------------------------------


يعتبر الشعر في حضرموت كماهو الحال في جميع البلدان الناطقة بالعربية، فنا من الفنون الرئيسية أو بالأحرى الفن السائد الذي تمارسه وتتذوقه كل الطبقات، وبهذا فانه يعتبر مظهرا من مظاهر الحياة وربما يكون أكثر المظاهر بروزا في مختلف الأنشطـة والاحتفالات الشعبية ، ونتيجـة لذلك أصبح من الممكن الحصول على معلومات كافية عن جميع مظاهر الحياة العربية تقريبا من الشعر العربي أو الشعر السائد في الحياة العربية أي الشعرالعامي حيث أن الشعـرالحديث ( الشعر الكلاسيكي ) يحتاج الى بعض الإيضاحات الضروريـة لبيـان مناسباتـه وأغراضه وأسلوب نظمه ، وبهذا يكون الشعر العامي الحضرمي بالنسبة للمختص في الدراسات اللغويـة العربية وثائق حافلة بالملاحظات المختزلـة عن مختلف مظاهر الحياة في جنوب الجزيـرة ، ويمكن توضيح ذلك من رسالة كتبها اليّ من باتايا السيد علي بن عبدالله التوي يقول فيها (1) ( الشعر الحميني هو صدى لمشاعر وأحاسيس الشعب يصدر عن الأفراد من شعرائـه، معبرين عن وجدان سواده تثيرهم لقولـه ابسط البواعث ) .
وهكذا يعبر الحضرمي عن قيمـة وتقديـر الشعر العامي ، وقد أصبح كل همي اكتشـاف العـادات والحـوادث والمعتقدات..الخ ، التي يتناولها الشعر العامي بالإشارة لتكـون مادة لـدراسـة المجتمع العربي في جنوب الجزيرة في الماضي والحاضر ، كما ان هذه المادة الموثقـة يمكن ان تكـون مرشدا وضابطا للدارس الاجتماعي الذي يبحث عن تفسير الكتابات واستنتاجاته التاريخية كما انها تمد الباحث اللغوي بمادة جديدة في الكلمات وقواعداللغة يمكن ان تساعده في دراسة الأدب العربي الكلاسيكي وقواعده ا للغوية (2) والأخذ بهذه المفاهيم العريضة من زاوية لغوية واسعـة وفسيحـة جاءت وتبلورت هذه المختارات ، ان ما تجمع من الأدب المطبـوع في جنوب الجزيرة ليس بالقدر الكبير ، ولا يمكن إغفال الإحاطـة والمعرفـة الواسعـة التي يمتلكها لاندبرج Landberg متوجة باحتكاكه ومعرفتـه المباشرة بالبلاد ، إذ ان الدراسات الحديثة في الشئون اللغوية العربيـة لم يتيسر لها الوقت والوسائل الكفيلـة بتحقيق ما أنجـزه لاندبرج في هذا المضمار ، كما لم يتوفرلها المال اللازم لطبـاعتها بشكل واسع ، والواقع أن النـصوص التي نشـرها لا ندبرج ليست بالحجم المتوقع إذا قورنت بتعليقاته وضخامة عمله المعجمي ، وقد جاءت معظم تلك النصوص من منطقـة دثينـه ، ولا يحتوي المجلد الخاص بحضرموت الا على قصائد قليلـة ، فإذا ما خطر للمرء ان يتفحص نظرياتـه فسيجد ان الحقائق التي أوردها لاتقبل الطعن .

أما المواد التي أوردها ( سنوك هير قرونجي ) فتبدو اقل دقة كما انها ليست بالقدر الكافي ، بينما تمكن ( آر روسي ) من الحصول على مختارات محدودة ولكنها تمتاز بالدقة وهي ثمينة أيضا ، وباستثناء اليهوديات أو الدراسات العربيـة اليهودية ، فان هذا هو المدىالذي وصلت إليها الدراسات حول الشعـر في جنوب الجزيرة.

اما فيما يتعلق بالمواد المطبوعة في الشرق الأقصى فأن أفضل ما يمكن أن يقوم بـه البـاحث هو الرجـوع الى القـوائم التي تصـنف الأغـاني والأشـعـار المسجـلـة في اسـطوا نـات الجرامفـون ( الحاكي ) ، والتي قامـت بطبعهـا في عدن شـركـة التاج العدني (3 ) ، حيث أن شركات الأسطوانات قد قامت بدون قصد بالطبع بتسجيل الشعر والأ لحان الشعبية ، كما قامت بطبع مجموعة لابأس بها من شعر الغزل ، ويمكن الحصـول على بعض من الأشعـار العاميـة من خلال ماكتبـه الكتّاب المحدثـون من أمثال صلاح البكري (4) ، الا ان أكثر مؤلفات الشعر الحضرمي فائدة هو كتاب ( الوقائع بما جرى بين تميم ويافع ) وهو كتاب يكاد يستحيـل الحصول عليه ناهيك عن اقتنائه(5) ، وكما سيتضح فيما بعد فإنني قمت بجمع مجموعـة القصائد من الرواة الذين اتصلت بهم وهي قصائد سيجدها القارئ في هذا الكتـاب .

ومن المحتـمل أن تكـون هناك مجموعـات أخرى من الأسطوانات التي طبعت في الهند واندنوسيا قد تعرضت للإندثار قبل رصدها وتسجيلها ويبدو أن هناك بعضا من الشعـر العامي الحضرمي في طريقـه إلي الطبع في الشرق الأقصى بالرغم من عدم إطلاعي على شئ منه إذ يقوم أخ لصديق قاضي حريضه ، وهو رجل متعدد النشاطات بطبع دواوين لبعض شعر العاميـة الحضارمـة في سنغفـوره ، ولسـت بعد هذا على معرفة بأي مؤلفات أخرى تحتوي على مواد يمنية أو حضرمية.

وفي عدن أمكننا الحصول على بعض الأعمال الجديدة المطبوعة وبالرغم من اعتقادي الأكيد بوجود نشرات كانت تصدر في عدن قبيل الحرب العالمية الثانية الا انه تنقصني المعلومات عن هذا النوع من الشعر ، وقد قام الأمير أحمد بن فضل العبدلي وهو أحد أفراد العائلة المالكة في لحج ( توفى منذ فترة ليست بعيدة كما أعتقد ) بطبع ديوان الأغاني اللحجية ( مطبعة الهلال عدن 1938م ) ، ونسخة موسعة من ( المصدر المفيد في غناء لحج الجديد ) حوالي عام 1943م وقصائد هذا الشاعر تشبه القصائد الحضرمية مع اختلاف الوضع ، وكذلك مع اختلاف طفيف في الأسلـوب ، كما هوالحال في اختلاف هذا الجزء من جنوب الجزيرة عن حضرموت(6) ، ولا أعتبر نفسي مجانبا للصواب إذا قلت ان القصائد اللحجيـة تمتاز بخيال اكثر ثراء من أغلب القصائـد المنتـشرة في حضرموت ، الا أنها مع هذا التميز تشترك مع النوع الحضرمي في الاستهلال والختام كما تستعمل نفس البحـور الشعريـة في المنطقتين ويمثل شعر احمد فضل ذلك الشعـر المحلي المطبوع بالثقافة المحليـة وبطابع المنطقة ، وهويختلف لغة عن ذلك النوع الذي ينظمه الفلاحون ، مثـل القصيدتين 33 و42 من الشواهد ( للعطاس وعسكول ) ويبدوان أحمد فضل كانت لديه فرقة موسيقية خاصة وله مقالة تدور حول تحليل العـود والرباب والتي سنتناولها فيما بعد ، وقد سجلت بعض قصائده التي نظمها للغناء.

حركة التحديث

يسود الميل بين الشباب في عدن الى نظام الشعر الفصيح ، والابتعاد عن تناول المواضيع الشعرية التقليدية ، وتجاهل الشعر المحلي ، خصوصا أولئك الشباب الذين عاشوا في أقطار عربية أخرى لتلقي العلم ولا شك ان الطلاب والمدرسين الذين شاركوا في ثورة 1948م في اليمن ، يتجهون الى نفس ألا تجاه ، ويعتبر الشاعرالمشهور علي محمد لقمان نموذجا بارزا للشعراء في عدن ، وهو صاحب ديوان أشجان الليل ( عدن 1945م ) وديوان الوتر المغمور ( عدن1944م ) ، وهو يعمل الآن في مطبعة والده ، وهذا الشاعر الشاب الذي درس في مصر متأثرا بكتابة الشعر الرقيق الشائع في منطقة الشرق الأدنى وللمفارقة بين قصائد هذه المجموعة وشعر هؤلاء الشباب ، يمكن للمرء أن يقرأ إحدى قصائد عن مطعم ( جزيرة الشاي ) في القاهرة ، مع الإشارة إلى رقصة الخد بالخد وهو يخاطب محبوبته بضمير التأنيث ، متحررا من المعاني التقليدية الشائعة ، مع أنني اعتقد أن بإمكانه أن ينظم شعرا بالأسلوب القديم ، وفي تصوري أن بعضا من قصائده جدير بالقراءة ، هذا بالرغم من أن غريبا مثلي لا يمكن أن يكون ناقـدا مميزا لهذا الشعر ، ولا تفـوتني الإشارة إلى صد يقي السـيد محمد عبده غانم صاحب ديوان الشاطئ المسحور(عدن1946م)، وهوالحائز على إحدى جوائز مسابقات إذاعة أل ( BBC ) الشعرية، بالرغم من أنه لم ينبهر بحركةالتحديث لذاتهـا، كما أنه يعتبر باحثا دارسا ولايسعني هنا أن أتناول الحركة الشعرية في عدن بأكثر مما قلت وهي حركة جديرة بالنظر .

أما عن الحركة الحديثة بين الحضرميين فلن أقول شيئا هنا أكثر مما هو ضروري للإشارة إلى ما يمكن أن يحدث من تطورات ، وآمل أن أتناول هذا الموضوع بشيء من الاستفاضة ، ولحضرموت وضع خاص ولها تقاليد في العلم أكثر عراقة من عدن التي لازال علماؤها في الماضي والحاضر من الحضرميين ، وقد بدأ ت الحركة الأدبية الحديثة في حضرموت قبل ما يقرب من خمسين عاما، وكان ذلك خارج حضرموت نفسها ، في الهند الشرقيـة وجاوه وسومطره وسنغفوره..الخ ، وقد نشر الحضارم(7) الكتب والصحف قبل أن يظهر شئ من ذلك في عدن ولم يكن في صنعاء نفسها غير الصحيفة العربية التركيـة التي تصدر عادة في كل عاصمة من عواصم الولايات التركيـة ، وشارك الشعراء الحضرميون في الحركات الحديثة في مصر وسوريا وذلك في مضمار تطويـر الأدب العربي المعاصر حتى وهم يكتبون عن مواضيع حضرميـة ، وقد نشر الشاعر صالح بن علي الحامد أشعاره في مجلة ( أبو لو ) الشعريـة بالقاهرة، ويعتبر ديوانه نسمات الربيع ( القاهرة 1936م) ذا مستوى حديث في أسلوبـه.

أمـا ديـوان أبو بكر بن شهـاب فلاشـك أنـه عـلامـة مميزة لأنشطـة الحضارمـة الشـعـريـة والأدبيـة في الـهند( 8 ) ، وهو يحـتوي في مجملـه على مدائح بالشعـر الكلاسيكي، وهو شاعر لا أشك أنه نظّم الشعـر العـامي (9) وتبـدو حضرمـوت اليوم مسرحا لنشاط أدبي عنيف، ولكن هذا النشاط لايزال مكتوبا بخط اليد لعدم وجود مطبعة في البلاد باستثناء مطبعة متداعية بالمكلا لا تتجاوز قدرتها طباعة نشرة إخبارية صغيرة شهريا.

الرجـوع الى كتاب ( تاريخ الشعـراء الحضرميين ) (11) لمعرفة الشعراء الذين كتبوا شعرا بالعامية ، إضافة إلى الشعر الكلاسيكي الفصيح ذلك الشعر الذي يشار إليه بالشعـر ( الحميني ) وصاحب الكتاب لم يورد أي شواهد من أن القصائد التي نشرها ( بامخرمه ) والمتعلقـة بالأحداث التاريخيـة التي جرت في حضرموت في فترة ( الفروسية عهد السلطان بدر أبو طويـرق الكثيري ) جديرة على وجه الخصوص بالجمع والنشر ، ولكنها ستكون مهمـة رهيبة.
وجمع عينات من الشعر العامي الحضرمي تعود إلى ماقبل أربعمائة سنـة أو خمسمائة سنة عمل لم أحاول القيام به في هذا الكتاب.

الشعر العامي في المخطوطات
تعتبر اليمن وحضرموت بلدا غنيا بالدواوين المخطوطـة في كل من الشعـر العامي والفصيح ، ولقد كان من الحكمـة عدم نشر دواوين الشعـر الكلاسيكي اليمني القديـم في أوربا، ذلك الشعـر الذي نظمـه شعـراء يمنيون في العصور الوسطى وذلك للصعـوبات التي سيواجهها الناشـرون والشارحون لتلك الدواوين وهي صعـوبات لايمكن حلها إلا بزيارة لبلاد اليمن، وقد قمت بعرض وتصنيف مجموعـة من الدواوين المخطوطـة التي شاهدتـها في حضرموت، وخصوصا تلك التي تحتوي على شعر باللهجة العامية(10) إلا ان هناك دواوين كثيرة غيرها ويمكن الرجـوع الى كتاب ( تاريخ الشعـراء الحضرميين ) (11) لمعرفة الشعراء الذين كتبوا شعرا بالعامية ، إضافة إلى الشعر الكلاسيكي الفصيح ذلك الشعر الذي يشار إليه بالشعـر ( الحميني ) وصاحب الكتاب لم يورد أي شواهد من أن القصائد التي نشرها ( بامخرمه ) والمتعلقـة بالأحداث التاريخيـة التي جرت في حضرموت في فترة ( الفروسية عهد السلطان بدر أبو طويـرق الكثيري ) جديرة على وجه الخصوص بالجمع والنشر ، ولكنها ستكون مهمـة رهيبة ، وجمع عينات من الشعر العامي الحضرمي تعود إلى ماقبل أربعمائة سنـة أو خمسمائة سنة عمل لم أحاول القيام به في هذا الكتاب.

___________________________


الهوامش
----------
(1) ناقشنا هذا المصطلح في الفصل الثاني.
(2) في القرن العشرين حان الوقت لأن نأخذ الشعر الكلاسيكي في عصور ماقبل الإسلام وصدره في البلاد العربية التي جاء منها، ثم يجري حولها النقاش . والتعليق ثم نرى ما يمكن الخروج منه من نتائج سلوك هذا المنهج مع الأخذ بالحيطة والحذر و بهذا يمكننا أن نحصل على شرح اكثر حيوية للشعر من ذلك الذي قدمه لنا أي نحوي من العصر العباسي ،إن النظريات التي جاءت نتيجة الدراسة كنظرية دي.اس مرجليون (أصول الشعر العربي)(J.R.A.S,1925 ) وما تلاهما إلى حد ما لطه حسين( في الشعر الجاهلي) وقد أنكرها الباحثون الحضارمة الذين هم على معرفة بالعرب الحاضرة والبادية ويقفون على مواقع ثابتة فبما يتعلق في شعر كنده الكلاسيكي.
( 3 ) أنظر صفحة( ص 103)
(4 ) تاريخ حضرموت السياسي (القاهرة1936م)
( 5) طبع في بومبي( عام 1315هجرية)
( 6) أنظر المقابلة التي أجريت معي في (المستمع العربي )لندن1943م العدد الخامس.
( 7 ) يبدوا أن وجود العرب الحضارمة بأندنوسيا يعود الى القرن السابع الميلادي وقد استطاعوا تغيير النظرة للإسلام من شكله الصوفي الهندي الى شكل قويم وكما ان لهم تأثيرا كبيرا في المنطقة أنظر سي. سنوك هركرنجي، وترجمة أ .دبليو. أس. أوسلوفان( (لندن 1905م وأول طبعة 4_1893م) عن الحضارمة في الجزر الهند الشرقية. ومحمد ابن أحمدزباره ( ملحق البدر الطالع القاهرة 1348 هجريه ص170) يشير فيها الى حضرمي هو علي بن عمر باعمرالذي ذهب الى الهند ثم جا وه توفى عام(1096 هجريه)وقد نقل الأمير شكيب أرسلان عن لوثروب ستودارد في كتابـه ( حاضر العالم الإسلامي ) القاهرة 1352 هجريـه الجزء الثالث صور جيده عن أولئك المهاجرين واورد أسماء العديد من المناطق التي أستقر بها الحضارمة.
(8 ) أنظر مقالتين نشرتهما تحت عنوان ( الحركة الأدبية في حضرموت ) في مجلة ( المستمع العربي) عام 1950م المجلد العاشر الأعداد 8 و9 للحصول على نبذة عن الشاعر المذكور.
(9 ) نشر ديوانه في ( بوقور ) ( بوتنزورج ) عام 1344 هجرية.
( 10) مواد من تاريخ جنوب الجزيرة العربية الجزء الثاني ( معهد الدراسات الشرقية والأفريقية(لندن 1950)المواد من رقم 28 إلى رقم30 (11) مؤلفه عبدالله بن حامد السقاف ( القاهرة حوالي 1349هجريه في خمسة أجزاء )

أبوعوض الشبامي 12-22-2008 02:19 PM

.

الفصل الأول

القصيدة الحضرمية

يميز الحـضرمي بين نوعـين من الشعـر ، هما الشعـر الحـميني والشعر الحكمي (1) وهما اصطلاحان لن أحاول تعريفهما ويحافظ الشعـر الحكمي على الروي والقافيـة والأسلوب الشعـري الخطابي والعبـارات العاطفية الوجدانية للشعر العربي الكلاسيكي ، كما أنه يعالج مواضيع مألوفة شائعة ، ويعتبر كتاب تاريخ الشعـراء الحضرميين بحق معجما للأعلام من الشعـراء ، ويحتوي على شواهد شعرية تجري على هذا المنوال ، إلا أن الشعـر الحكمي ليس موضوع دراستنا هذه ، وقد أفهمني الحضارمة أن الشعر العامي هو ما يعرف بالشعر الحميني ، ولكني أشك الآن في صحة هذا التعميم ، كما أن السيد محمد عبده غانم لا يوافق على اعتبار جميع القصائد الواردة في ملحق هذا الكتاب ، تندرج تحت ما يمكن أن يعتبره من الشعرالحميني ومن جهـة أخرى قام ( رحيّم ) بتعريف الشعر الحميني بأنه : (( الكلام العامي الذي يفهمه عامة الناس )) ويبدو أن ( رحيّم ) بهذا التعريف يقصد كل أنواع الشعر التي لاتندرج تحت فصيلة الشعر الحكمي ، كما أنه أشار إلى أن ناظم الشعر الحكمي يستحيل عليه نظم الشعر الحميني (3) وإذا كان هذا ينطبق على واقع اليوم فلا شك أنه ينطبق على الماضي دائما ، حيث أن كتاب ( تاريخ الشعراء الحضرميين ) (4) لا يخلو غالبا من الإشارة إلى شاعر نظم الشعر ( الحميني ) كإصطلاح يرادف ( الشعبي ) إلى جانب شعره ( الحكمي ) ويخامرني الشعور بان النـوع الأول الحميني أكثر قيمة من الناحية الجمالية من تلك الأعمال الشعريـة الرصينـة في التصوف والمراثي والتوحيد.... الخ ، وحدثني رحيّم أن الشاعر( النحوي ) هو القادر على نظم الشعر الحكمي ، ولا يستطيع ذلك بالطبع من لم يكن متمكنا من قواعـد اللغـة العربيـة ، كما أنه يجب الالتزام الصارم بالأوزان والبحور الشعرية ، بينما يسمح للشاعرالحميني ببعض التجاوزات(5) ولا يمكن اعتبار كلمـة ( حميني ) اصطلاحا حديثا بأي حال من الأحوال إذ توجد هناك إشارات إليه عند صاحب ( تاج العروس ) ، والذي أعتبره من أنواع البحورالجديدة المبتدعة وأنه كموشح يعتبر من الأوزان اليمنية ( 6 ) ، كما انه توجـد هنـاك من القصائـد المطبوعـة على منـواله وأوزانه ويفهم ( هارتمان ) Harthman الشعـر الحميني بهذا المفهوم (7) ، ويشير إلى ان محمد بن علي السويدي الهادي المتوفى عام 932 هجرية قد نظم شعرا من النوع الحميني إلى جانب الأشعار الكلاسيكية.

أنظر ( ديوان عبدالرحمن بن مصطفى العيدروس المسمى تنميق الأسفار فيما جرى له مع أخوان الأدب في بعض الأسفار ) القاهرة 1304 هجرية 1843 م وفي ملحق له يحتوي على ما يقابله حرفيا وماله من النظم ( الحميني ) ، أنظر أيضا تاريخ الشعراء الحضرميين ج2 ص189، ( مات هذا الشاعر في القاهرة حيت دفن عام 1192 هجريه )أنظر أيضا علي بن محمد الحبشي في ( الجوهر المكنون والسر المصون ) ( سوربايا 1843م) الجزء الأول منه يحتوي كله تقريبا على قصائد دينية ( حمينية ) ، ونشير إلى أن كلمة( حميني ) مصطلح معروف في فلسطين إلى اليوم ، وهناك كما هو معروف اختلاف بين عرب اليمن وعرب الشمال ولا يزال مستمرا ، ويقال ان الكلمة لازالت تستعمل في أحاديثهم وأغانيهم إلا ان مدى العلاقة بين استعمالها في اليمن واستعمالها في فلسطين من دلالات للمعنى أمر لا يزال ينتظر التمحيص ، قارن بكتاب أتش . قراند فست ( أحوال الزواج في قرية فلسطينية ) (Helsing Fors,19 ) ملحق الهوامش وإشارات أخرى تتعلق بقيس واليمن ...

وقد طرأت في عهد قريب أثناء النصف الأخيرمن هذا القرن بعض التغيرات في طريقـة نظم الشعر ( الحميني ) وذلك بتأثير العلاقات الأدبية مع الحركة الأدبية الحديثـة في مصر وسوريـا ، وقد أكد ذلك لي حسين عبد القادرالكاف واعتبر تلك التغيرات في نظم الشعر( الحميني ) تحسينا إذ أنـه بعد أن كان الشعراء يقتصرون على استعمال الكلمات المحلية ، حاول المحدثون منهم إدخال الكلمات الفصحى وقد أوردنا مقطعا من قصيدة ( لحداد بن حسن الكاف ) هو المقطع رقم واحد من شواهد القطع المتفـرقـة من الشعر العامي ، ويبلغ حداد بن حسن حوالي الأربعين من عمره وهو من سكان مدينة تريم ، وقد رأيت أسلوب نظم تلك القصيـدة لا يتميز كثيرا عن مجموعـات القصائـد المسجلة في كاتلوج الأسطوانات ويقولون أنها نموذج للشعر الحميني الحديث .

وكتذوق شخصي ، لا أجد نفسي ميالا لهذا النوع المكرر والمقلوب من الشعر الذي يقال له محسنا ، فهو يتبع قوالب نماذج معينة ويفتقر إلى ثراءالتعبير وغزارة المعاني والمفردات وهو فوق ذلك يفتقر إلى الدعابـة والظرف اللذين يجدها المتذوق في الشعر المحلي البعيد عن التكلف وما علينا الا أن نقارن بين الأبيـات القـوية الـزاخـرة لبـا مخـرمة ( ليست وارده من ضمن الشواهد في هذا الكتاب ، ) وبين تلك التي نظمهـا علي بن حسن العطاس صاحب المشهد لنرى تلك القوة الزاخرة في أسلوب الشعر العامي ( أبيات العطاس هي رقم33 في الشواهد ) .

شكل القصيدة الحضرمية

يستهل شعراء القصيدة الحمينية الحضرمية الأصيلة قصائدهم بما وصفه لي محدثي بأنه بالمناجاة الإلهية ، بالرغم إن هذا المصطلح لا يبدواصطلاحا فنيا شائعا ، وتحتوي ( الإلهية )على ذكر الله وصفاته ووحدانيته..الخ ويتبع ذلك ذكر الرسول والصـلاة عليـه وعلى الآل والأصحـاب(8) ، وتتضمن الإلهية إشارة إلى موضوع القصيدة ويسمى بـراعـة الاستهلال (9) والمثال الجيد لبراعة الاستهلال القصيدة رقم 34 من الشواهد وتبدأ الكثير من القصائد بعبـارة ( ابدي بربي ) أي أبـدأ بذكر ربـي أو( بـديت بالله ) أو ( يا للـه أبـديت بك).. الخ (10) والبعض يتخلص من شكـل الاستهلال الديني المتبع بقوله: ( وبعد ) أو ( ذا فصل ) أي هذا يكفي وفي أحد القصائد التي أوردها ( لا ندبرج ) تستعمل كلمة ( ساعة ) (11) *ثم يظهر موضوع القصيدة ويمكن أن يكون واحدا من المواضيع المألوفة في القصيدة العـربيـة الكلاسيكيـة كالرثاء أو المدح أو الغزل أو المجتمع ، وتنتهي القصيدة ( بالختم ) ، وهــو الأختام ويكون بعبارة و( الختم ) بسكون الـتاء أو بكسرها ، ويحتوي الخـتم على الدعـاء للرسول وآله واصحابـه ..الخ وجميع القصائد تقريبا تتـضمن أدعـيـة وبـركات بعدد قطرات المطر وحبـات الرمال أو بطـول ماغنَّى الحمام الزاجل ، وكما هو في الاستهلال تكون هناك إشارات إلى موضوع القصيدة في ( الختم ) أي أنه تكـون هناك علاقة بين مايشار إلى عـدده وبين ماورد ذكره في أبيات القصيدة من قبل وفي أحـيان كثيرة تكون القصيدة خـالية من المقدمـة والختم ، فيأتي أحد النساخ وبـنزعـة دينيـة، ليضيف إلى القصيدة مقدمة وختما من نظمه وذلك مـا واجهته في مخطوطتين لقصيدة واحدة من المخطوطات التي في حوزتي حيث كانت إحداهما خالية من الختم ، ومن البديهي أن كلا من الإلهـية والخـتم يعتبران من التقـاليد والإضافــات الإسلامية، وقد كان التقليد القـديم في الاستهلال هو قول الشاعر( فلان قال كـذا ) مثل: قال الحميد بن منصور ويقول ( باعيشه ) من بلدة قسم ومن المحتمل أن يكون حائكا.

ثم يقول بو سالم البارح الهاجس أقبل و هو زفـان
يبدع قوافـيه محكـومـه ينظم قصيده في الفنجـــان

ويمثل الهاجس التجسيد للاستثارة والتهيؤ لقول الشعر(12).

وكما سيظهر في الصفحات القادمة ، سنجد نوعا نوعا آخر من الاستهلال الذي يبدأ به الشعـراء قصائـدهم غـالبا مثل ( قال بـدّاع القـوافي ) ، وهذه الطريقة في الاستهلال هي الشائعة بين شعراء الشعـر المرتجل وهي ولاشك تمثل تقليدا قديما ، وقد يستهل بعض الشعـراء قصـائدهم بترحيب درامي تمثيلي وهو شبيـه بما يـرد في زوامل القبـائل التي سمعتها في محمية عدن الغربية مثل : ( ياحيـّا، يا مـرحيـب ياحيـّا.الخ )
وهذا أيضا من التقاليد الشعـرية الراسخة المرتبطـة بمجتمع أقرب إلى القبيلة منه بالمجتمع الوراعي المستقر ويرد في شعر عماره( هـ .دينبرج وعماره دويمن طبعة باريس 1902) الجزء 2 ص 646 بيت شبيـه بهذا ، ( حيّـاك يا عدن الحيـا حيّـاك ) وهو شطر يمكن اعتباره من الشعر الكلاسيكي الفصيح أو العامي دون أي تغيير في الوزن وسأتحدث في الصفحات القادمة عن شعر( بني مغـراة ) الذي من عادة الشعـراء فيه أن يدخلوا إلى موضوع القصيدة مباشرة.

وفي بعض الأحيان يستعمل الشاعـر ( التخلص ) ويكون في العادة اسما وهميا مستعارا مثل( بومعجب ) الذي يستعمله الشاعر يحيى عمر ومعظم الشعراء يطلقون على أنفسهم كلمة ( أخو فلان ، أوأبوفلان، أوأبن فلان ) مستعملين أسماء حقيقيـة (13).
وكثيرا من القصائد الواردة في الشواهد تحتوي على لازمة أو ترنيمة مما يشير بالطبع إلى علاقتها بالغناء بالرغم أن بعض القصائد نظمت لأغراض رسمية وليست للغناء .


الموضوع في القصيدة الحضرمية

لقد تم جمع الشواهـد الواردة بهـذا الكتاب تبـعا لموضـوعاتـها مع الحـرص على اشتمالها لمختلف مظاهر الحياة وأنماطها في حضرموت وقد أوردنا قصيدتين من القصائد السياسيـة بالرغم من أن الشعـر السياسي هو أكثر المواضيع تـناولا على وجه التقريب وهما قصيدتـان معروفـتان أحدهما تتـناول نجاح الكثيري والثانيـة تتـناول انتصـار القعيطي، وعلى كل حال فقد كان تركيز ( لاندبرج Landberg ) على القصـائد البطوليـّة وأغاني الغزل الشائعة بينما ركـزت أنا على شعـر المجتمعات المستقرة في مدن وقرى وادي حضرموت(14) .

ومن هذه الشواهد يستطيع القارئ الإلمام بزيارة هود وبعض المعلومات الجغرافية والزراعية والأطعمة والمشروبـات المألوفة في البلد ، وكيـفية اصطيـاد الوعـول في حضرموت ، وأحاسيـس الحضارمـة تجاه وطنهم وحفاظهم على التقاليد التي تجعله مرتبطا ومحافظا حتى على موقد قهوته القديم ، ورافضا أو غير متقبل من الناحية الذهنية على الأقـل لمشـروب الشاي المستحدث ، كما يشكـو ( عبيد باشـامخـه ) من انعـدام العدل الاجتماعي، ونكشف حقيقة مشاعره تجاه المرأة ، مقارنة بقصائد وأغانـي الغزل والحب ، ولنتعرف على أحاسيسه تجاه الحيوانات واحتقاره المشوب ببعض الخوف من قبائل البدو، وهو يفيض على كل هذه المعاني ثوبا من الطرافة والسخرية الطبيعية بطريقة لاذعة وذكية ، وذلك لأن الحضرمي قد فطرعلى النكتة العملية الصائبة ، وميال إلى خفة الدم وفي إمكاننا فعلا أن نربط روح السخـرية عنـده ببعض من الطبيعـة التشهيرية الميالة إلى التحدث عن الفضائح والعيوب، وكل من المقامات والقصائد يشوبها اللون الإسلامي ومصبوغة بالشعر الديني ، ويختلف نوع القصيدة اختلافـا واضحا ويعتمد هذا الاختلاف على نـوع الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الشاعر ( 15 ) وهوشيء بالغ الأهمية في حضرموت وغالبا ما يكتب السيد أو الشيخ ( من طبقة المشائخ ) الشعـر الحميني المتكلف أو المشوب بطابع الثقافة وذلك ماناقشناه قبل قليل أما المزارع أو الـفلاح فينظم قصائده بطريقـته الخـاصة وبلهجة عامية خالصة ويستقي الصور والأخيلة من واقع حياته اليومية.

أما البدوي أو رجل القبيلة فينظم شعره بلهجته العربية الخاصـة والتي تختلف بدورها عن لهجة السادة والمشائخ والفلاحين ومن ناحيـة أخرى قد يكتب السيد أو الشيخ باللهجة العامية عما يتعلق بالزراعة وهو أمر قد يتوجب عليه الإلمام به إذا كان من ملاك النخيل أوالابار الزراعية أما في مجتمع المتعلمين المهذب فقد تنـظم القصائـد باللهجـة العـاميـة في الشئون الاجتماعية التافهة كما حدث لصديقنا محمد بن هاشم عندما فقد جزءا مخـطوطا في التـاريخ كان مشغـول بتـأليفه، فكتب أصدقاؤه مسرحية هزليـة قصيرة يتهمونه فيها متندرين بأنه كان يتظاهر بتأليف كتـاب بينما هو في الواقع لم يضع قلما على طـرس ، ويتصل السادة ببعضهم البعض اتصالات ثقافية بالوسـائل المعهودة فـتمر القصائد من سيد إلى آخر داخل حضرموت أو خارجها إلى إندونيسيا.

وسيكون من غير الطبيعي رسم خط فاصل بين القصائد التي( للمساكين ) وتلك التي ينظمها العلماء ( من السـادة أو غيرهم ) وذلك لأنه إلى وقت قريب نسبيا كان السادة إلى حد ما يعملون في زراعة أرضهم بأنفسهم .

__________________________
الهوامش

(1)اى.روسي L Araboparlatoa sana (روما 1939ص102) ويسميه بكسر الحاء حكمي كما يفعل بروكلمان، ولكني سمعتها دائما تنطق بفتح الحاء حكمي.
(2) في الكتاب المذكور فراغ من أصل الكتاب المذكور.
(3) يعود تاريخ كلمة ( حميني ) إلى فترة مبكرة إلى عصر أبن الأثير الذي أشار إليها في كتابه ( اللباب في تهذيب الأنساب) (القاهرة 1357 هجرية ص 323
(4) تاريخ الشعراء الحضرميين ج3 ص 125.
(5) لايمكن بالأخذ برأي رحيم حرفيا في هذه المسألة
(6) ( تاج العروس) ج 9 ص184
(7) Martin Hartman Das Arabische Strophengedicht I.
Das Muwassah ( Weimar, 1896) p.20FT.note ) قارن بروكلمان فيما سبق ج2ص255.
(8) يلاحظ المرء انه من مميزات كثير من القصائد الحضرمية التكرار والإسهاب في الإشارة إلى الرسول(ص) وأسرته في المقدمة والختام.
(9) ( ينقل دوري في ملحقه Supplement)) ج2ص760 عن أبن خلدون براعة الاستهلال.
10) كتب الهمداني في صفة (جزيرة العرب) استهلالا لقصيدة شبيه بالقصائد الحضرمية،في قوله: ( أول ما أبدا من مقالي الحمد المنعم ذي الجلالي ).
وهناك استهلال مماثل بين شيوع هذا النوع من الاستهلال في كتاب الويس موسيل (عادات وتقاليد بدو الرولا ) نيويورك 1928مص289. ويمكن نقارن ملاحظاته حول المبنى الشعري بهذا الفصل( ص 283)
(11) كتاب (حضرموت) (طبعة ليدن 1901م ص7) لمصدر الهام الأشعار الحضرمية.
(*) ولعل الأصح ( وبعد يا لسّاع ) (المترجم).
12) قارن بما ذكره سي. آ . ستوري في كتاب الفاخر للفضل ابن سلمه طبعة ليدن 1915 م ص54 من شعر ممتع شبيه بالشعر الحضرمي المعاصر يقول الشاعر في أبيات له:
( وأن شيطاني أمير الجن يذهب في الشعر كل فن ) ويقول شاعر آخر ( أهذي بكلام الجن ) أي بعض الكلمات من عندي والبعض من عند الجن.
(13) أنظر ملاحظاتي عن 0بوريا) في الموضوع رقم 30 من مقالاتي في تاريخ جنوب الجزيرة ج2 B.S.O.S ( لندن 1950 م) الجمعية البريطانية للدراسات العربية.
(14) قصائد نشرها سي هركرنجي وهي منسوخة بالخط الروماني وبطريقة رديئة
(15) لمزيد من المعلومات عن الطبقات في حضرموت أنظر كتابي (مقابر تريم).

أبوعوض الشبامي 12-22-2008 03:04 PM

القصائد السياسية وعلاقتها بالأنواع الشعرية الأخرى

القصيدتان القريبتان من الشكل الكلاسيكي تعتبران من الشعر السياسي وهذا الأسلوب في النظم يفهمه حتى ( العمـال والفلاحين ) ، فقد سمعـت القصيدة(رقم6) في الشواهد أول مرة من ( عوض باحشوان ) ويعتبر من الحرفيين في بلدة تريم ، وهو ملم بالقراءة والكتابة ولكنه ليس متعلما أو مثقفا ، وقد قال أنه سمعها من والده ومن المحتمل أنه قد سمعها من مصدر ما عن طريق السماع ، ولاشك أن أسلافهما في تريم قد شاركـوا في الأحـداث التي وردت في القصيدة وحتى أولئـك المتعلمين من ( آل باعطوة ) لا يحتمل أن يكونوا قد درسوا ( الدواويـن ) القديمـة حتى ولو كانت في متناول أيديهم ليختاروا منها بعض العبارات القديمة لتزيين قصـائدهم بها أمـا القصيـدة الأخرى والقريبـة من الأسلوب العربي الكلاسيكي والتي كانت عن مغامرات ( أبو زيد الهلالي ) فقد حصلت عليها من شخص أمي تماما(16)...

وتحتوي القصائد السياسية الواردة في الشواهد على كلمات لا تنتمي إلى المعجم الكلاسيكي ، ولكنها تعتبر كلاسيكية قديمة لكونها تتساوى في القدم مع تلك الكلمات الكلاسيكية المعروفة ، كما أن كثيرا من هذه الكلمات لا تستعمل في لغة الحديـث اليومية ، وقد أصاب ( سنوك هير جروجي Snonk Hergroje )(17 ) عين الحقيقة عندما أشار إلى لغة ( آل باعطوة ) الشعرية ليست عـامية في الحقـيقة ، بالرغم من أن كثيرا من ( آل باعطوة ) أميـون الا أنهم يلمون بالتقاليد والأساليب الأدبية التي أكتسبوها عن طريق السماع حتى ولوكانت بشكـل مشـوه أو محـرف (18) وأذن فلدينا الآن أسلوب شعـري قريب من الأسـلوب الكلاسيكي في نظم القصيدة السياسـيـة يستخدمه شعــــراء من طبقـة الأميين معترف لهم بأنهم تعلموا نظم القصـــــــــــــائد من أســــلافهم ويمكنني أن أذهب في الظـن إلى حد القول بأن الشاعر الحضرمي المعروف لا ينظم بالبحــر الطويل(19) إلا في هذا النوع من الشعر على الوجه الأغلب ، بالرغم من إفتقارنا إلى الدليل الوثائقي الاأننا من الصعب أن نعتبر أنفسـنا مبالغين أو مخطئين إذا قلنا أن هذا التقليـد الشعري يمتد بالتواتـر إلى العصر الجاهلي، أن لغة الحماسـة والبطولة هي اللغـة التي يمكن أن تكون مفهومـة كثيرا أوقليلا في عموم شـبـه الجزيرة العربيـة بالرغم من طولـها أو عرضها ، وكما هو موجود في الشعـر العربي القـديم فأن لهذا النوع من الشعر قوالبه المعروفة ( Chlicles ) ، والتي تختلف بقدر ضئيل من شاعر إلى آخر ومثالنا على ذلك الأستعاره الشائعـة لومضـات البـرق في الحديث عن طلقات البندقية ، وهي استعارة تتكرر في الشعر في جميع أنحـاء جـنوب الجزيرة العربيـة ، ويمكنني التـأكيد على أن ما افترضـه المستشرقون حول شيوع ووجـود لغة شعرية بطولية في بلاد العـرب القديمة استقراؤه واستنباطه وفـق دراسـة الشعـر السياسي المعاصر المنظوم باللهجة العاميـّة أو اللهجـة القريبة منها ، وتقف هذه القصـائد السياسيـة وقصـائـد الغـزل الغنائيـة نفس الموقف وبنـفس العلاقة من الأنواع الأخرى من الشعـر العامي ، كما هو الحاصل بالنسبـة إلى نفس النـوع من القصائـد المنظومة في الجزيرة العربية قبل الإسلام .

ولا تزال الأحوال والأوضاع الاجتماعية التي كانت سائـدة منذ القدم في بلاد العـرب موجـودة في حضرمـوت فـالمدن وهي مراكز الحضارة والاتصال بالعالم الخارجي تحيط بها وتسـودها العلاقات القبلية ، ويعيش رجال القبائل أحيانا في المدن، كحكـام واداريين وهم مع ذلـك يتميزون بشـكل واضح عن أهل المدينة بكبريائهم وأصـولهم القبـلية ، ويـبـدو أن الإسـلام في بدايتـه أجتذب إليه العناصر غير القبلية ، غير أن رجال القبائل الذين حققوا انتصارات ونالوا الغلبة اهتموا بالأحفتـاظ بأصولهم وأنسابهم ، أما الآخرون الذين كانوا بلا شك يرافـقون رجال القبـائل في الحروب كتابعين وعاملين في المخيمات، فلم يكونوا مهتمين بذكـر أصولهم غير القبلية ، أو بتذكيرهم بأصولهم الفلاحية ، ولهذا فأنا أعتقد أن شعر الفلاحـين أو الشعر الذي ينتمي إلى الطبقات الغير قبلية قد تعرض للنسيان باستثناء بعض الأبيات المتناثرة هنا وهنـاك ، كما ضاعـت معه معالمه اللغوية وخصوصيات لهجته ، وفي الجانب الآخر تواترت رواية القصائد القصصية الطويلة بل وتم جمع بعضها في الكتب من قبل القبائل المعنية بهذه القصص(20)، وحتى هذا أيضا لم يبقى منها بالطبع إلا النزر اليسير ويدل على هذا قلة النصوص الشعرية الحضرمية بين أيدينا(21) ، إذ لم يبق من تلك الأشعار غير ديوان امرئ القيس الشاعر الكندي الذي ينتمي إلى سادات حضرموت من قبيلة كنده ، وهي التي تنتمي إليها قبيلة ( الصيعر ) القاطنة في شمال غرب حضرموت، ويضاف إلى ذلك القليـل من أشعار البطولة لغير امرئ القيس .


ولم يبق أثر يذكر لأغاني نزح الماء من ( السناوة ) وأغاني درس الحبوب وغير ذلك من الأغاني المتعلقة بأعمال الزراعة ، ولم تسلم من النسيان حتى أشعار الصيد ( بني مغراه ) ، والتي نعتقد إنها موغلة في القدم ولو كتب لهذه الأشعـار البـقاء لـكان في إمكاننـا دراسـة اللهجـات في الجزيرة العربية قبل الإسلام ، تلك اللهجات التي أشار إليها علماء اللغـة ولا نجد لها أثرا في الشعر الفصيح ، وهوأمر يحتاج إلى الدراسة والفحص ويمكنني أن أشير إلى مناسبة قريبـة تدل على الدور البارز الذي تـؤديه القصيدة السياسية في الأحداث اليومية الهامة في حضرموت ، ففي عام 1937م أرسل صلاح بن أحمد الأحمدي قصيدة إلى حضرموت يندد فيها بتفـريط السـلطات المحلية في السمـاح للبريطانيين بالدخـول إلى المنطقة (22) ، ولدي نسخة من هذه القصيدة ونسخـة أخرى معارضـة كتبها شاعر باسم مستعار هو ( الفرزدق العصري ) ويقال أن ذلك الشاعر لن يكن غير محمد بن هاشم ، ولا أستطيع أن أؤكد ذلك من الصحة ، و( الفرز دق ) هذا الاسم المستعـار لشـاعر ساخـر بـرز أسـمه في الأيام الأخيرة في حضرموت( * ) ولم يستطع أحد أن يدلي برأي مؤكـدا حول حقيقة هوية الشاعر، وقد نسبت إلى ذلك الاسم المستعار الكثير من القصائد الأخرى.

ومن المناسبات التي يقال فيها الشعـر ( الرسمي ) إن لم يكن السياسي، عيـد جلوس السلطان الكثيري أو تتويجه ، ويبدو أنه قد جرت العادة أن يكسى السلطان الجديد بثـوب كدليل على المباركة ، والتأييد من قبـل السـادة ( آل السقاف ) في سيئون ، وذلك يوم الجمعة في تمام الساعة السابعة صباحا يخرج السلطان في موكب من اتباعه وخدمه من قصره إلى المسجـد الجامع ، ويجلس محاطـا بالأعيان والعلمـاء من السـادة والمشائخ وتلقى الكلمات والخطـب والمـراثي في ذلـك الحفل الذي تقـدم فيه التعـازي بموت السلـطان السـابق وفروض الولاء والطـاعة للسلطان الجديد (23).

قصائد ألقاب القرى والبلدان Route Poetry

( قصائد القـرى والبلـدان ) Route Poetry. لقـد ألحقـت قصـيدتين من هذا النـوع من القصـائد وهما القصيدة التـاسعة والعـاشـرة بمجـموعـة الشـواهد ، كما إن جزءا من المقامـة الثالثـة يحتوي على نفـس المضمون ، ولا مجـال للتساؤل عن مدى عراقة هذا النوع من الشعـر ويمكن الرجوع إلى كثير من النماذج التي أوردها الهمداني (24) ، والقصيدتـان الملحقتـان بالشواهد تتناولان طريقـة الســـفر إلى زيـــــــارة هود (25) وغني عن السؤال هنـا عن المدى الذي يمتد إليه هذا النوع من القصائد وعمـّا إذا كانت معروفة قبل الإسلام ، ومما تتميز به هذه القصائد إنها تحتوي على ألقاب المواقع التي يمربها المسافر.

وفي الوقت الحاضر يطلق على كل بلـدة أو قرية في جنوب الجزيـرة لقب معين ، أحيانا اكثر من لقب (26) ، وقد سمعت هذه الأسماء والألقاب ينادي بها رفاقي في الرحلة التي قمت بها إلى( هود )1947م كلما مررنا بقرية من القرى ، ويوجد لمعظم هذه الألقاب مقابلة لا تقل فحشا وفظاظة عن سابقتهـا ، وتثير هذه الألقاب حفيظـة وغضب سكان المكان المعنى ، وقـد بدا لي ذلك واضحا عندما تقدمت بسـؤال بـرئ وللمعرفـة العلمية الخالصة ، إلى منصب عينات ليشرح لي مغزى لقب قريته ؟؟ فبادرني بالرفض وسألني بشيء من الغضب والحدّ ة عما إذا لم أكن أعرف لقب مدينة تريم التي اقطنها آنئذ واغلب المتعلمين يتناولون هذه الألقاب بشيء من التندر وهي تثير الضحك لدى المهاجرين من الحضارمة كما أشارت إلى ذلك صحيفـة ( النهضـة الحضرمية )(27) في مقال لها.

وتستخدم في مثل هذه القصائد عبارات سائدة كتلك التي يستهل بها الشاعر ( عبـود ) من الغرف قصائده بقـوله ( واقصد يلمـّا الى أمّـا ) أي أرحل إلى، وكذلـك في بعض الأبيات من قصيدة نشرهـا ( لاندبرج ) للشاعر ( بلخير ) ( 28 ) ويمكن مقارنة هذه الافتتاحيـات أو الأسـتهلالات بقول ( عسـكول )( أرجع تخـبر ) رقم القصيدة في الشواهد 42.

المنظومات القاموسية : Catalouge Poems

تعتبر بعض القصائد مثل رقم 32و34و42 ،الخ أكثر قليلا من كونها ( منظومات ) ، فقصيدة عسكول تتناول مختلف المهن والحرف في حضرموت أما قصيدة بن شهاب فتحتـوي على مصنف طويل بالتمور المعروفـة في حضرموت ، والشاعـر الأخير هو صاحب القصيدة الطويلـة التي تشمل على أسماء مختلف أنـواع الأسماك التي يمكن الحصول عليها في ساحل البحر العربي (29) ، وقد أطلعني ( رحيّم )على قصيدة تحث على صيانة المساجد في حضرموت وتحتوي أيضا على قائمة طويلـة بأسماء تلك المساجد ،وقـد نظمت الأبيات السائدة في الزراعـة على أراجيز ( سعد السويني ) ، كما استمعت إلى منظومات أخرى في النجوم والرياح وشئـون أخرى ، و ينقل الهمداني(30) قصيـدة تجري على نفس هذا المنوال، وتحتوي على قائمة بأسماء القبائل وأماكنهم وبهذا يمكن القول ان كل ما يتعلق بشئون الحياة اليومية قد تم تسجيله في تلك منظومات .

الشعر الديني : ReligiousVerse

سيجد القارئ إن الشواهد التي وردت بهذا الكتاب ينقصها هذا النوع من الشعـر ، ذلك لأنني لم اضمنهـا أية أشعـار تدور حـول الأولياء والسادة وأضرحتهم .... ..الخ ، كما أنني لم اضمنها أية أشعار حول التوحيد والتصوف بالرغم من النوع الأخير قد تناولته الأشعار الفصيحة الكلاسيكيـة وورد في كتاب ( تاريخ الشعراء الحضرميين )(31).
تسود النزعة الصوفيـة والفقهيـة كل أنحاء حضرموت ، وكان لذلك اثر في الشعر جعله مصبوغا وموسوما بالتصوف والفقه ، وتصف قصيدة شائعـة مدينة تريم وأولياءها ومدنا أخرى ، ولكن تريم لامتيازها وأفضليتها قد حازت على اكبر قدر من الأوصاف ، إذ لا تخلو قصيدة من الإشارة إلى قدسيتها.ويمكن القول بأنه يوجد هناك نوع من الشعر شبيه بأدب( الفضائل ) ، الذي نجده في الشعر الكلاسيكي وشعر البلدان، ويمكن عقد مقارنة بينه وبين أدب المقامة في ( الروضة وبيرالعزب ) (أنظر ص 110) ..
ومن تلك القصائد التي تعتبر نموذجا لقصائد تمجيـد الأوليـاء قصيـدة في ديوان أبى بكر بن شهاب(32) ، واعرض هنا قصيدة لأبي بكر بن سالم مولى عيديد حول قصيدة قيلت في عمر المحضار(33) اشهر أولياء تريم يستهلها بقوله: ( تريم قدحماها ذو الحمية ...... سلفها ذو الجياد المعنوية ) (34). وهي قصيدة تجعل من هؤلاء الأولياء حماة لتريم. ( بما في زمبل من بدرأنور ... وسكان الفريط والأهل أكدر )(35).

ويمكن ان تضم إلى نوع الشعر الديني مجموعة من القصائد المعروفـة بالمواعـظ أو( النصائح ) وهي بالطبع ليست دينيـة دائما ، وكذلك نضم إليها الحكم الشائعـة ل ( أبو عامر ) (المقطع 26) وهي تستحق الاقتناء، ولكنني لم أضم إلى الشواهد أي نوع من قصائد ( النصائح ) التي تحتوي على وصايا خلقيـة أو دينية لأنها قليلـة الأهمية في الفنون الشعبية.

_________________________
الهوامش

(15) لمزيد من المعلومات عن الطبقات في حضرموت أنظر كتابي( مقابرتريم ).
(16) أنظر صفحة(12) من كتاب المؤلف الشعر والأدب الشعبي في حضرموت.
(17)Zur Dichtkunst der Ba Atwah .
(18) لم يفهم راوي هرجروجي معنى ومدلول كلمة ( ليث ) ويبدوأن الراوي شخص يفتقر إلى . الإرشادات الكافية.
(19) تجدر الإشارة إلى أن خاتمة القافية في النص 6 تأتي حسب الضرورة العروضية.
(20) قارن ماكتبه( قولد يهر ) بعنوان دواوين القبائل العربية في مجلة (الجمعية الملكية) (لندن 1897ص334).
(21) قارن بما ورد في تاريخ الشعراء الحضرميين ج1.
(22) كانت إحدى احتجاجاته ضد البريطانيين ما ورد في شعره من( بحر الرجز ) قوله:

وشيـدوا فيـها الكنائس والبراكس للجنـود .......... آه على الأوطان ياغبني على مثوى الجدود

(*) الفرزدق العصري: أسم مستعار أطلقه ثلاثة شعراء من الحضارمة المهاجرين هم صلاح الأحمدي،وأبوبكر بن شهاب، وحسين القعيطي .
(24) ذكر الهمداني في صفة جزيرة العرب ج1 قصيدة ممتعة تستحق مزيد من البحث وللإطلاع على قصيدة أخرى من قصائد الرحلات أنظر مانشر(الرابطة العلوية) (باتافيا1347 هجري1928م بعنوان( الطريق فيما بين حضرموت واليمن) مع قصيدة للشاعر ابن عقبه الشبامي انظر ترجمته في كتاب البكري(تاريخ حضرموت السياسي) وهذه القصيدة لاتحتوي على ألقاب ولكنها تصف الطريق من الجوف إلى حضرموت. وفي(لاندبرج ( حضرموت )ص64 وفيما بعدها نجد قصيدة حديثه من هذا النوع إلا إنها .لاتمثل هذا النوع بكل ملامحه كما تمثلها تلك القصائد
(25 ) وهي قصائد اقصر وبعضها يصف كل البلاد في الطريق من حريضه إلى هود.
(26) لفت هركرنجي الانتباه إلى وجودهذه الألقاب إلا انه نشر القليل منها وفي 1947م تضاءل عدد الزائرين إلى هود حتى اصبحوا أفرادا لايتجاوزن أصابع اليد لأسباب تتعلق بإضطراب الأمن بصورة مؤ قته للخلافات التي نشبت مع قبيلة ( المناهيل ) سنذكر مزيدا من الملاحظات حول( هود ) في التعليق على القصائد وفي موضع آخر.
(27) انظر ماكتبه أحد السادة ( مجهول الاسم ) الذي يبدو انه شابا جادا في حديثه وذلك في مقال بعنوان ( سوق الألقاب بحضرموت ) في مجلة ( النهضة ) ( سنغفورة عام 1352 هجريه الموافق 1933م ) وذلك في الصفحة 15و16 ( المجلد الأول العدد العاشر )، ويعترض فيه عل استعمال الألقاب ولكن محرر الصحيفة لم يشاركه نفس الشعور.
(28) ( حضرمـوت ) تأليف لاندبرج في الكتاب سالف الذكر ص68 .
(29) اطلعت على هذه القصيدة ولم يكن عندي متسع في حينها من الوقت لنسخها وقد حاولت الحصول عليها منقولة فلم أوفق انظر ماكتبه( علي عبود العلوي بعنوان ( الأسماك في الشواطئ الحضرمية ) وذلك في مجلة ( الرسالة ) (القاهرة في التاسع من سبتمبر 1946م العدد688 وفي الصفحتين من1002الى1003 وفي 23 سبتمبر العدد690 في الصفحتين 1057 و1059 وهذان هما الجزآن الثاني والثالث ولم أطلع في الجزء الأول وقد اكتشفت أن هذه المقالات تفتقر إلى الحقيقة عندما سردت الأسماء الواردة مع ( (مقدم قرية بروم ) وهي إحدى قرى الصيادين ولذلك لايمكن الاعتماد على كل ما جاء فيها.
(30) ( الجزيرة) ص206 ( نعتقد ان المؤلف يقصد كتاب الهمداني ) (المترجم).
(31) الجزء الأول ص3.
(32) الديوان ص151.
(33) التخميس( وقوافيه أأأ ب ) والبيت الأخير من كل مقطع هو أصل عمر المحضار
وهذا النوع من الشعر يسمى ( تضمينا ) تتميم.
(34) من بحر الوافر.
(35) فريط وزمبل ، هما المقبرتان اللتان يدفن فيها الأوليـاء وكلاهما يطلق عليهمـا( آل بشـار ) كتاب الفوائـد السنيـة لعبـد الله بن علوي الحداد ص5 (أنـظر مقـالتي موضـوعات عن تاريـخ الجزيـرة العربيـة) الجزء الأول المقال رقم 5 ففي (ص121 أ ب) قصيدة في إطراء المناخ الحضرمي(يا وادي الروح والرحمة) ومرة أخرى(ص32 أ) هناك قصيدة في إطراء مناخ حضرموت.

أبوعوض الشبامي 12-22-2008 08:21 PM

المرأة والحب

لقد ميزت بين نوعين من الشعر المتعلق بالمرأة والقصيدتان الرابعـة والعشرون والخامسة والعشرون ، تمثلان بوضوح رأي الحضرمي في ربة بيتـه إلا أن أغاني الحب والغزل هي بالطبع الأكثر شيوعا وظهورا من التعليقات الساخرة التي يبديها الزوج الحضرمي ، والمرأة الجميلـة هي سلطان يتبعه الحراس ولها أنف دقيق كالخنجر وأرداف ترتج كالمركب المتـمايل وكعوب كالرمان وهو تشبيـه مجازي شائع بين العرب، ومن الصعب تطبيقه على البيئة الحضرميـة لندرة الـّرمان في حضرموت.
أما فمها فله مذاق عسل ( جرداني ) وشعرها حبشي السـواد ويسمى هذا الوصف في اليمن ( التشخيـص )(36).
وكما هو في الشعر القديم يستهل الشاعر قصيدته بشكوى الأرق لتعلقه وحبـّه لحبيبتـه، وقد أصبح هذا الاستهلال شـائعا حتى في غير قصائد الحب والغـزل .
والقصيدة السابعة عشـرة تمتاز بكونها من القصائد التقليدية وقد اختيرت لهـذا السبب .
وبينما تبدو القصائد المشابهة والمعتبرة أكثر تطورا في اليمن وعدن وحضرموت، متحفظة في لهجتها( 37 ) ، حتى حينما تعبر عن الهيام، فأن قصائد ( السـناوة )التي يتغنى بها الفلاحون وكذا أراجيز العمال، فتغلب عليها بطبيعة الحال الدعابـة الفاضحة التي تصطبغ بها أشعار الفلاحين في كافة أنحاء العالم كما هو الحال مثلا في القصائد المنسوبة إلى( سعد السويني ) وفي عدن خاصة تغنى قصائد غرامية صريحة بل بذيئـة ، لكن هذه لاتلقى قبـولا عند بعض القبائل المحتشمين،كما أن أغلب المثقفين ولا ريب لايستطيبونها ويقال لهذا النوع من الشعر(العشق)بمعناه الممجوج الذي يطلق على كلمة ( العاشق )( 38) ، وأن قصيدة( عمر الجميلة ) والمنافيـة بصراحة للأخلاق الإسلامية المعروفة تغنى في أرجاء حضرموت كلها، بيد أنني على يقين من أن الملتزمين لا يستطيعون إلا استهجانها ، وقد قرأت شكلا شعريا يوجد في عدن ولا ينتشر حضرموت(39) وهوعبا رة عن بيت من الشـعر يكـون في صيغـة الســؤال ثم يكون البيت الثاني جوابا عليه ، ويكون الأول من الرجل والثاني من المرأة وأعتقد أن هذا النوع من الشعر تطور كثيرا في اليمن، وهو معروف في بلاد فارس.
ويدفعني الاعتقاد إن هذا النوع من الشعـر يكون مرتبطا بالرقص ولكن ليس لدي ما يدعم هذا الاعتقاد. ومن ناحية أخرى هناك نوع آخر من الشعر يغلب عليه طابع الاتهام والدفاع كما في القصيدتين ( رقم 38 و 39 ) وكما هو في القصيدة ( 23 ) حيـث تعرض لنا قضية ثلاث نسـاء لكل واحدة لون بشـرتها الخاص وتحاول كل منهنّ أن تتفوق على الأخرى وهذا النوع من القصـائد ينقسم الى ثلاثة أقسام: الدعوى والنقض ثم يأتي حكم القاضي .

أنواع أخرى من الشعر

كثيرا ما يصادف المرء قصائد نظمت في القهوة ومناقبهـا لما نالتـه في الوقت الحاضر من مكانـة تسمو إلى حد ما من التقديس والتبجيـل ولكونهـا المشروب الشعبي ، رغم ما تعرضت له في البداية من حظر وزجر علماءالجزيرة العربية بما فيهم حسين بن أبي بكر بن سالم ( صاحب عينات ) وقد حصلت على عينـة من المخطوطـات التي كتبت عن القهوة من المشائخ ( آل باكثير ) في سيئون ولكني لم أضمها مع الشواهد لكثرة مايدور حول القهوة وشيوعها. ويستطيع المرء بالإضافة إلى ذلك أن يعود إلى ما نشر من قصائد عن القهوة في كتاب( النور السافر ) (41) ، ولدي أيضـا وثيقـة ضـد التدخين نقلهـا من مخطوطـة عنده لي ســيـد من ( آل باروم هو محمد بن حسين من بلاد الماء في دوعن الأيمن )(42)، كما يصادف المرء أيضا بعض القصائـد التي تهـاجم وتنتقـد تدخين التمبـاك ، وهناك قصائد متفرقة تتناول مواضيع جانبية للفكاهة والتندر(43).
ولعل مـن أغرب القطع الأدبيـة التي وجدتها لدى (رحيـّم ) ضمن مقتنيـاتـه تلك القطعـة التي قيـل أنهـا من منـظومـات أحد الجـن وأسمـه بالتحـديـد( شيخ عمر الجني) (44) ويبـدو أن (رحيّم) نفسه لايبدي قدرا كبيرا من التصديق بنسبة هذه القطعة إلى الجن، وقد علق عليهـا بالقول بأنهـا هـراء تتخـللـه بعض الكلمـات الغـامضـة هنـا وهنـاك. وعندما نسـتمع إليهـا سنجـد إنها تحتوي على إيقاع أجوف طنـّان كما في الأسطر التـاليـة التي تكفي عن الكـشف عن طبيعتهـا

أشجاك تشتت وشعب الحي
فأنـت لـه أرق و صـــــــــب
أجــل وجــل ملـل و فـلـل
عجـل حـلل نجـل تـعـــــــب (45)

دائرة ( بوزيد الهـــلالي )

كان بودي أن أضم إلى الشواهد إحدى قصائد ( بوزيد ) فقد التقيت برجل من قبيلة( نهـد ) ، يروي من ذاكرته ومحتوياته ما بين ثلاثين وأربعين قصيـدة من قصائد ( بوزيد ) وذلك في إحدى الليـالي التي قضيتها بهـينن، وقد كان في مقـدوري أن أنقل إحدى القصائد لولا أن النص كان ينقصه الضبط والدقة العروضية ، كما لم يكن لدي الوقت الكافي لدراسته بحيث لم أستطع أن أتأكد من صحتـه ، وقد كتبت القصيدة بأسلوب يقـترب من الشعر العربي الكلاسيكي ، ولا تبدو عليهـا الروح المحليـة كما أنها منظومـة ببحر( الطويل ) ، ولكنها من الثابت والمؤكد تنتمي إلى البيئة المحلية بشكل واضح ، والى هذه المنطقـة الواقعة في الغرب من هينن ينتمي بنو هلال كما يقال ، بالرغم من أن السلطان علي بن صلاح القعيطي من القطن أكـد لي انه احتمال بعيد ، حيث أن من المعروف ان بني هلال ينتمـون إلىالعدنانية في نجد ، وهذا قول مخالف للاعتقاد السـائد محليا الذي يؤكد إلى حد ما انتماء بني هلال إلى المنطقة بعض الأسماء للأماكن إذ يوجد في جنـوب ( حوره )على سبيـل المثـال مكان يسمى ( عرض أبوزيد) (46) وتعرف أطلال بني هلال باسم (النسييني) في وادي مرخه وباسم ( بن ماضي ) في وادي عمد ( وطمخه ) و( حبره ) و (الوجر )......الخ. كما أن شاهدا من الشعر (المقطع رقم2 ) يزودنا بهذه المعلومة وهو قول ( بوزيد الهلالي ) :

وسرنا وخلفنا النسيين صــــــــربه ......... طوال القنا يلقون طعن العباير
وســــرنا وخلّفنا النسيي وبن عذ به....... بالقار لي قد قال مانا بســـــــاير

وبن عذبه هو جدآل ماضي الذين يفتخرون في عزوتهم (47) بقولهم ( بلقار ) .
وجميع الأسماء الواردة في هذه القصائـد قد وردت في مجموعـات القصائـد المـتداولـة في الأقطـار العـربيـة وهي أسماء الولـد مـرعي، ويحي ويونس.. ألخ ) (48) وقد قـيل لي أنه لا يـوجـد غير رجلين أثنين في بلدة هينن ممن يحفظون كل أشعار بني هلال عن ظهر قلب ، وهما رجلان قد تخطيـا سن الشباب، ولا شك أن جمع وكتابـة هذه القصائد قبل فوات الأوان سـيكون عملا يستحق الجزاء إذا علمنا أن حياة هذا الأثر مرهون بحياتهما (49).

تأثير المهجر الإندونيسي

لقد كتبت بعض القصائد ذات المواضيع الحضرميـة في إندونيسـيا مثل قصيـدة ( باغريب ) في وصف الأطعمـة الحضرميـة ، وبالرغم من أنه يرسـم صـورة أزهى مما هـو عليـه في الواقع إذا قارنا هزال واقع الحيـاة
المعيشي بالنسبة إلى المناطق الأخرى في جنوب جزيرة العرب .

وقد أوردنا في الشواهـد قصيدتين تكشفان بوضوح اتجاهين متعارضين تجاه المهجـر الإنـدونيسي، إحداهما قصيدة ( الشعيرة ) (رقم 29) في ذم جاوا ردا ومعارضة لقصيدة ( بايعشـوت ) في مدح جاوا وسخرية من حضرموت وينقل لنا ( صلاح البكري ) قصيدة لمحمدبن حسن بن شهاب(50) شبيهه بذلك النوع، ينتقد فيها إندونيسـيا ( الملايو ) ويشـير بوجه الخصوص إلى التحلل الجنسي والاختلاط بين الجنسين، وهما من الأشيـاء التي يعتقد أهل حضرموت وجودهما في المهجر، كما أنهم يعيبون على المهاجرين ممارستهم للربا. وهناك قدر لا بأس به من الأدب المطبوع المتعلق بالحضارمة في جزرالهند الشرقية .


وتقاوم حضرموت التقاليد والعادات الإندونيسيـة وما يتعلق بها من أشياء ماديـة أو ثقافية بالرغم من توغل الحضارمـة إلى القرى البعيدة الداخـليـة في إندونيسيا وبينما نجد أن القصائد في مضمونها لا تسلم من تأثير الاتصال الإندونيسي على الحياة الاجتماعية في حضرموت، الاأن اللغة نفسها لم تتأثر بهذا الاتصال باستثناء تفاصيل معينة تتعلق بالمفردات وتقدم لنا صحيفة ( الرابطة العلوية ) (51) قائمـة بخمسين كلمة تشمل المواد الوافدة والتي أستعملت في حضرموت وهناك عدد معين من الكلمات الإنجليزية الشائعـة الاستعمال في حضرموت، ويأتي الوادي الكثير من الحضارمة الشباب المولودين من أمهات إندونيسيات( المولدين ) والذين لا يعرفون من اللغـة العربيـة شيئا فيتعلمون لغتهم الأم في بلاد الأباء والأجداد والبعض منهم لايستطيع التحدث بها بطلاقـة ولكنهم لا يلبثون إلا قليلا حتى يندمجوا اندماجا كليا بأهل البلاد ولعل أحسن المعالجات والمناقشات حول هذا الموضوع هو ماورد في كتاب الدكتور فان دير هويلن (52) ( من عدن إلى حضرموت ) (Aden to Hadramout ) ، الذي يشتمل على وصف جيد للحياة الاجتماعية .
ونستطيع القول ان الاتصال الإندونيسي لم يؤثر إلا على الجانب المادي أكثر من تأثيره على الحياة العقليـة والثقافيـة في حضرموت أما إذا شاء المرء أن يتتبع التأثيرات الثقافيـة الجديدة ويتناولها بالتحليل والوصف فما عليه الا أن ينظر إلى عوامل التأثيرات العربية وخاصة تلك القادمة من مصر وسـوريـا.


ملخص عـام
في إمكاننا أن نفهم مما سبق قوله، أن المواضيع التي يتناولهــا الشـعر الحضـرمي تـنتـمي إلى منـابع محـليـة تقليـد يـة كمـا أن كثيرا منهـا مواضيـع قـديمـة، ومع هـذا نسـتطيع أن نؤرخ للفترة التي قيـل فيهـا هـذا النـص أو ذاك في بعـض الأحيـان كما هو الحـال بالنسبة لقصـائد القهـوة واعتبارها مشـروبا شعبيـا وذلك في فترة قريبـة نسبيـا وحتى ذلك الموضـوع الغريب كالمنافسـة بين النسـاء الثلاث، البيضـاء، والصفراء، والخضراء، سنجـد له أصـلا في قصيدة للشاعـر بامخرمه ومنـذ قـرون خلت(53) يبـدو أن الشعر قـد ظـل مقصـورا على تنـويعـات محـدودة من المواضـع والصـور والأخيلـة المحليـة التقليديـة ولا شـك أن هنـاك برزخـا واسـعا وبعـدا حقيقيـا بين الشعـراء المحليين التقليدين وبين الشعـراء المحـدثين الذين حـولوا أنظـارهم إلى القـاهرة ورغم ذلك يمكنـنـا القـول أن الحضـارمة أبعد ما يكونون عن استهجـان موروث هم المحلي العامي كما هو الحـال في بعض الأقطـار العربيـة الأخـرى .
_____________________________
الهوامش

(36) أي. روسي،ص134 من الكتاب وعندي قصيدة نظمها حسين بن عبدالله الحداد، وقد جمعتها عندما كنت في (عـزّان) وهي منطقة قبلية ولذيها نفس النوع من التصوير والخيال مع اختلافات محلية طفيفة ، كشعر الغزل في حضرموت ذات الثقافة المتحضرة في كتاب (سي .ستوري C .Storey( وفي صفحة115 منه يعرض لنا مؤلفه تشبيها يكاد يكون مماثلا لأنف امرأة عربية جميلة يصفه الشاعر بأنه ( كحد السيف المصقول ) ويسمي الشاعر نفسه( خو سالم) وهناك قطعة عربية مثيرة لكاتب تركي من القرن الثامن عشر هو( فاضل باي Fagil Bey ترجمة J.A.Decourdemanche,Librede Femmes ( باريس عام 1879م ص45 لا يجد الكاتب في المرأة اليمنية أي جمال أو فضيلة وهذا هو بعيد عن الأنصاف.
37) أنظر كتاب(روسي) وكتالوجات الأسطوانات المسجلة المشار اليها في ص
(38) انظر على كل حال (ص53 من الأصل) حيث تحدثنا عن مقامة تطري النكاح دون الزناولا يبدو أن هناك اعتراضا على مناقشة الجنس كشيء بصورة مجردة تماما أما الحديث والتشهير بنساء أي رجل فمسألة مثيرةللأستنكار الشديد وعلى كل حال فالموقف يختلف اختلافأن نعيد إلى الأذهان أن اختلاطا بين الجنسين تجربة نسبية عند الفلاحين والقبائل أما بين طبقات السادة فيسود الحجاب الصارم.
(39) يصف شاعر من عدن، ما حدث حين فاجأ رجل بنتا تستحم فقال من البحرالبسيط:

تجـــردت ذات حـسن من ملابسهــــــا ........... فقلت مالك خضبت الأ ناملا
قالت: مسحت به ثغــــرا به عسل قلنا ....... صدقت وما للطرف مكحـــــلا

أنظر ( البدر الطالع ) لعلي الشوكاني ( القاهرة 1348هجريه ) على قصيدة صيغة بشكل مسألة وجوابها ذلك في ( ص53 ج1).
40) أنظر مقالي الأدب العصري في جنوب شبه ( جزيرة العرب )و(الأدب والفن) ( لندن 1944م) ج2 و3 ص14.
(41) انظر كتاب (النور السافر) لأبن العيدروس ( عبدالقادر بن شيخ بغداد1934م)
(42) بوا دي دوعن نبع ماء عجيب يظهر ويختفي بدون سبب ويعرف باسم( شاجي ماجي)(أي أجي ولاأجي) وبالرغم من أن السيد يملك مخطوطة كهذه الا انه يدخن(الرشبه (الشيشة) بإدمان وضحك من إشارتي إلى عدم التزامه الامتناع عن التدخين.
(43) نسخت قصيدة عن(البق) في حريضه وهي مثيرة للفكاهة والمرح ولكن لم أنشرها هنا لأنه لم يتيسر لي الوقت الكافي للاستيضاح عن بعض ماورد فيها من تعابير قبل مغادرتي حضرموت (44) يخاف الجن حتى كثير من المتعلمين وخصوصا ذلك النوع الذي يسمى(السّتكن) ومفرده (سـكني) وهي التي تسكن البيوت وهي معروفة في مكة أيضا كما ذكر(هر كرنجي) ولمعرفة بعض الحكايات عن سكان الهواء(*) الذين سرقوا لسان أحد الأولياء ويجعلونه يتلفظ بكلمات شيطانية أنظر ملحق( البدر الطالع) لمحمد بن محمد زباره .
(45) لست متأكدا من بحر البت الأول أما البت الثاني فمن بحر (المتدارك)
(*) هكذا في الأصل بالأحرف الرومانية( المترجم)
(46) هناك مثل عربي معروف في جنوب الجزيرة يقول(أبو زيد معروف بشمله) لمزيد من الملاحظات عن (بوزيد) هذا وعن النسيين وعن بني هلال، قارن بما ذكره لندبرج في كتابه(Arabica ) الجزء الرابع (ليدن 1897).
(47) للإطلاع على مزيد من الحديث حول العزوة (أوالصرخة) قارن بما ذكره هركرنجي.
(48) هناك أيضا نصوص حجازية وسورية، انظر أيضا ( مجلة اللغات الأفريقية والأسيوية ( برلين 1898) الجزء الرابع لم أحصل عليه وفيها مقال بعنوان( حكايات عن بني هلال )
(49) أنظر رسالة في أنساب الساكنين بحضرموت( احمد بن حسن العطاس مولى حريضه) يشير فيها إلى كثير من القبائل التي تنتمي إلى بني هلال ، ومنها آل باحكيم الساكنين بدوعن قارن بما ذكر في (موضاعات عن تاريخ جنوب الجزيرة العربية)ج1الموضوع15
(50) أنظر ( تاريخ حضرموت) الجزء الثاني ص178.
(51) (باتافيا عام 1347 هجريه الموافق 1928م) الجزء الأول والسادس ص370.
(52) (حضرموت ليدن 1932م) وكذلك ( من عدن إلى حضرموت ) (لندن1947م.
(53) قارن بماذكر في ( موضوعات عن تاريخ جنوب الجزيرة العربية) ج2 الموضوع28.

إحساس حضرمية 12-22-2008 09:25 PM

ألف شكر لك استاذنا الكريم *ابو عوض الشبامي*
على مجهودك في نشرهذا الكتاب الرائع لنا
سنكون من المتابعين وبلقرب حتى نستفيد ونستمتع ...

"تقبل كل تحياتنا وتقديرنا وكل شكرنا لك على هذا المجهود الطيب الذي تقوم به
وبالتوفيق داائماً لك"

بادحمان-الهجرين 12-22-2008 11:25 PM

والله شكرا على هذه المعلومات

أبوعوض الشبامي 12-23-2008 12:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إحساس حضرمية (المشاركة 307480)
ألف شكر لك استاذنا الكريم *ابو عوض الشبامي*


على مجهودك في نشرهذا الكتاب الرائع لنا
سنكون من المتابعين وبلقرب حتى نستفيد ونستمتع ...

"تقبل كل تحياتنا وتقديرنا وكل شكرنا لك على هذا المجهود الطيب الذي تقوم به

وبالتوفيق داائماً لك"

شكرا لاحساس حضرمية على التعقيب ولربما فائدة هذا الكتاب كثيرة للمهتم بالشعر والنثر الحضرمي
وللمهتم بالأغاني الحضرمية ، وقد بدل المستشرق روبرت سيرجنت جهودا كبيرا حتى وثق لنا هذا السفر
من الموروث الشعبي الحضرمي والذي تأتي بقية اجزاءه تباعا في هذه السقيفة .



ز


.

أبوعوض الشبامي 12-23-2008 12:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بادحمان-الهجرين (المشاركة 307508)
والله شكرا على هذه المعلومات

شكرا لأخينا بادحمان الهجرين القادم علينا من البلاد ، يتقصى من هذا الكتاب المفيد
من الأبحاث في الشعر والنثر الحضرمي .


.

أبوعوض الشبامي 12-23-2008 02:38 PM

الفصل الثالث

الأغنية الحضرمية موسيقاها ومكانها في المجتمع الحضرمي
الموسيقى في جنوب اليمن

عدا الموسيقى العسكرية لفرقة الأمام تعتبر الآلات الموسيقية وممارسة الطرب من الأشياء المحظورة في اليمن.
ويمارس الناس العزف على الآلات الموسيقية سـرا، وينطبق هذا بالمثل على الجرامافونات و يسمى الجرامافون في عدن ( صندوق الطرب وفي حضرموت الحاكي ) وتسمى الأسطوانات( صحون ) وفردها ( صحن ) وهناك معارضـة قـوية(1) ضد السينما في كلا الشطرين وحتى فيعدن نفسها ، وتسمع الموسيقى في المناسبات و هنـاك شعور مضاد وحاد لهـا إلى الحد الذي جعل أحمد فضل العبدلي يكتب رسالتـه التي سماها ( فصل الخطاب في إباحة العود والرباب ) (عدن طبعتان في عامي 1938و1941م تقريبا ) ، ومن محتوياتهـا قصيدة في شرعية العود وهي في مجملها مدعمة بالشواهد من الأحاديث النبوية.

وقد تكون المقالة المحمومة التي كتبها محسن بن محمد العطاس وهومن سادة حضرموت بعنوان ( رقيـة المصـاب بالعـود والـرباب ) (المطبعة العربيـة من الردود التي تهاجم الآلات الموسيقية .وكتب ( لاندبرج Landberg )(2) عن تلك الآلات ما يلي: ( لقد وقف الشوافع المتشددين موقفا معارضا رافضا لأفكار ذلك المطرب ( أحمد فضل العبدلي ) وقد أوعزوا لأحد السادة في عدن أن يكتب حول ذلك الموضوع وأمدوه بما يحتاج إليه من الدعم المادي لا تمام المشروع ). وأورد باصبرين من دوعن (3) بالتفصيل عددا من المحرمات المنافيـة للإسلام في حضرموت ومنها عزف ( العنفيطـة ) ( وهو المزمار ذو القصبتين ويستعمل في شرح العبيد على وجه الخصوص ) والمدروف ( الناي ) و القنبوس ( العود القديم ) والربابة وجميعها آلات للهو تمنعها المذاهب المعتمدة باستثناء تلك الموسيقى التي تستعمل للحرب واستنفار المماليك ( الجنود ) .
ويبدوأنه يوجد في تريم شئ من المنع قانونا أوعرفا على عزف تلـك الآلات أوعلى الأقل، عزفها علنا على سمع من الناس والمجتمع ولا أستطيع أن أؤكد إلى أي حد يسـود هذا المنـع. والآلة الوحيدة التي استمعنا إليها خلال الأشهر الستة التي أقمنهـا في تريم هي ( الطبل ) وكان يستعمل في الحي الذي نسكنـه لأغراض التسليـة ولا يستمع الناس للموسيقى عن طريق الإذاعة بالرغم من وجود أسطوانات الجرامافون ( الحاكي ) في بيوت السـادة الأغنياء وهم غالبا ما يكونون الأقل تحفظا وتزمتا، وعلى أي حال ففي مدينة تريم يوجد فنانون موسيقيـون محترفـون وهم من الرجال بالطبع، ولا أشك أنهم قد تحصلوا على اجر مجز وذلك في الرحلة( المندر ) الذي أقامه على شرفنا السيد جمل الليل الكاف الذي أستأجر أحد الفنانين طوال اليوم ، وقد اخبرنا هذا الفنان انه قد أعتاد على شرب الكحول( الخمر ) لمساعدة صوته على الأداء وأكد لنا أن ذلك لأغراض صحيـة بالطبع.

وقام بالغناء بمصاحبة العـود المصري وهوآلة ذات تجويف كبير وعنق أسـود وقد نقش في وسطها بالصدف وكتب أسمه عليها وقد غنى لنا أغاني حضرمية ويمنية ومصرية وهندية، ويبدوأن الموسيقى في سيئون ( بلاد الأنس والنغم ) ليست شيئا ممنوعا.وفي الوقت الذي زار فيه ( لاندبرج L andberg ) حضرموت يبدو أن القنبوس والمصنوع محليا، هو السائد ولاشك في بقية أجزاء الجزيرة ،اما في الأوساط الكبيرة الواسعة فقد عم استعمال العـود المصري والهندي كما تستعمل الآلات الموسيقية الغربية حيث في مدينة المكلا فرقة موسيقية عسكرية وفرقتان خاصتان ،وكما يقول صلاح البكري في كتابه( تاريخ حضرموت ) (4) أن الآلات (الموسيقية المستعملة في حضرموت هي ( المرواس ) طبل صغيرو( الهاجر ) طبل كبير، والعود،والمدروف والمزمار.

http://up.qatarw.com/get-12-2008-kr0aa3bl.jpg



وعندما استفسرت عن( العنفيطة ) التي ذكرها باصبرين قيل لي بأنها (الزيتي)(*) وهي كلمة تستعمل في عدن للصفارة العسكرية ويمكن ان تكون هذه الآلة التي يستعملها العبيد في حضرموت من نوع آلة( المزمار ) التي يستعملها( الحجور ) وهي كلمة تعني ( الصبيان في حضرموت) في منطقة ( خنفر بأبين ) ، وقد أقتنيت من شبام مزمارا محلي الصنع ليكون من معروضات متحف جامعة كمبردج لتاريخ المعمار وعلم الفصائل البشرية وقد سمعت كلمة ( القصبة ) تستعمل في دوعن للمزمار، وقد وصف ( لاندبرج ) بالرسم آلة القنبوس والمرواس والهاجر والمدروف ( الناي(5).

ومنها أنواع وكثيرا مارأينا الأطفال في شبام وتريم يستعملون تجويف قصب الذره ويؤسفني أنني لاأستطيع أن أعطي وصفا فنيا تخصصيـا لهذه الآلات الموسيقيـة والتي يبدو أنها توجد كثيرة .

وفي قيـدون بدوعن صادفت أثنين من جماعة الجوالة اليمنيين الذين يجولون أكثر البلاد ، ويعرفـون بـ ( آل بن علوان ) بالرغم من أنهم لايرتبطون ( بالولي )(6) الشهير بن علوان بأية صلة ويقال أنهم يأتون أحيانا من لواء البيضاء وقد قابلت أحدهم في ( مكيراس ) وأذكر أنه قد قيل لي أنهم من مجاذيب أبن علوان وينظر إليهم الناس بشئ من الحذر والخوف الروحي المرتبط بالاعتقادات الدينية ، ويحمل كل منهم طبلا ( ودفا ) طارا تعلق به صناجات تحدث صليلا عند الغناء وتساعد على الإيقاع أثناء اللعب بها ، والبعض من هؤلاء المغنين ( الدوشان ) يحملون سهاما يركزونها على جفونهم وعيونهم كما قد رأيت في( بيحان ) ويمكن ان يكن هؤلاء المغنون الجوالون من الوسائل التي تنقل بها الأشعار وتنتشر الألحان من منطقة الى أخرى في جنوب الجزيرة العربية ، وهناك فصائل أخرى من المغنيين والشعراء الجوالين ومنهم (الشاحتون(7) أو( الشحت ) جمع شاحت ، الذين في الإمكان أن يلقي البحث عن أصولهم بعض الضؤعلى الدور الذي يؤديه الراوي في بلاد العرب القديمة ، وأميل إلى التذكير في أن بعض الآراء القديمة التي أبداها الشارحون والدارسون حول هذه الطبقة قد تقبلها المختصون في أوربا بقدر كبير من التساهل وعدم التمحيص ويشير محمد بن هاشم(8) الىشحادين بغداديين ومغنيين في المكلا.

ويبدو أن البحث في الموسيقى الشعبية وأصول الموسيقى التي يغنى بها الشعر في جنوب الجزيرة سيفتح مجالا لدراسة خاصة ، وأشعر أن هناك نقصا مـا في كتابة القصائد بدون موسيقي المصاحبة لها عندما تغدو هذه القصائد من أغاني التراث(9).


http://up.qatarw.com/get-12-2008-r2c32jvy.jpg



المغنون وتابعوهم

كنا في ميناء بلحاف في نوفمبر1947م ، وقد دعى ( القائم ) عددا من البحارة الذين ترسوا سفنهم في مرسى المدينة ، وكان الحضور عددا من الرجال الحضارمة والعمانيين واليمنيين والصومال ، وخليط آخر من مختلف الأجناس ، وقد جلسوا على شكل مربع ملاصقين لجدران الغرفة ، ومع الشعور بالعطلة والتمباك ( الحمي ) اللاذع ، كان الجو متكهربا بالإثارة والمرح ، وكان المغني الأساسي تميميا من إحدى القرى المجـاورة لتريم ، وقد صـدح بالغنـاء المصري والعمـاني واليمني والحضرمي (10) ، وكان يغني بصوت قوي جميل ومنفعل ويمكن القول بأنه كان غناء حارا مشتعلا لولا حرارة ذلك المساء المفعم بالسرور ، ولولا أن الغرفة كانت أيضا حارة لكنا سهرنا حتى وقت متأخر(11) ، قد أستهل غناءه بغزف خفيف على القيتاره ( السمسمية) وبإيقاع خفيف على أثنين من ( الدنابق ) التي تسخن على موقد الفحم لكي يكون الجلد مشدودا ويصاحب الموسيقى تصفيق إيقاعي بتوقيت معين من قبل الحضور، وعندما بلغت النشوة بالحاضرين مبلغا كبيرا قام اثنان من ذوي الملامح الأفريقية ، أو صومالية أو من المحتمل أن تكون سواحلية ، وشرعا بعملية التحريك وهز الوركين ، وقد أحاط كل منهما بعمامة في وسطه وأمسك بطرفيها بيديه ، ويسمى الهز أو بالأحرى التحريك (اللوك الفعل : لاك ،يلوك ). أما تحريك الأكتاف فيسمى الرعش أو( النعش ) وكانت الضحكات تتعالى طوال السمر وصاح المغني الذي كان في غاية الاستمتاع والإنشاء بالغناء ( يامولى البحر) ، وقد كان صاحب صوت جميل رخيم وكان أحسن ما أستمعت اليه من الأغاني هي الأغاني الحضرمية التي أمتازت بقرار أو لازمة حزينة خلافا للأغاني المصرية البهيجة (12).

وقد كان هذا الغناء( الجماعي ) مختلفا جدا عن غناء مغن آخر استمعنا اليه في ( مسيلة آل بن يحي ) قرب تريم وذلك عندما أستدعي أحد المغنيين المزارعين ، وقد دعاه السيد علي بن عقيل إلى بيته احتفاء بنا ، وكان المغني ذو ملامح زنجية بعض الشيء إذ قارنا لون بشرته الداكن بلون بشرة الحاضرين وكان انفه عريضا أيضا إلا انه لايختلف كثيرا عن أي فلاح عادي .

وقد جلس على هيئة ( الحبوة ) وهي جلسة يربط الجالس فيها خصره وركبته بقطعة من القماش ورجلاه متقاطعتان بعض الشيء وهي المتعارف عليها والمميزة للمغني ، وكان يضع أصابع يديه اليمنى بإذنه اليمنى وإبهامه إلى داخل الأذن بعض الأحيان يرفع كلتا يديه إلى إذنيه وبدون هذه الحركة لا يتحفز المغني للغناء أي ( مايطلع الغــوا ) .

وفي البداية قد يكون المغني باردا ثم يبدأ بالهمهمة ( وينسنس أو يدنـدن ) وبعد هذه الهمهمة الخافتة ينطلق المغني بجدية كان شيئا حركه من الأعماق وقد كان هذا المغني غلاما قرويا خجولا ظل طوال الوقت خافضا بصره في خجل وارتباك يغني ( ينوح أوينغـق ) ، وقد غنى لنا نوعين من الغناء هما حسب الإصلاح الموسيقي:

1- علوى وهو غناء الجزء الذي يسمى ( علوا ) أي منطقة أعالي وادي حضرموت ويمتاز الحان هذا اللون من الغناء بالتطويل والتمديد .

2 - الجزعي من جزع ( بكسر الجيم وسكون الزاي ) أوجزع ( بفتح الجيم ) ويعني الأودية الفرعية او الجانبية في المنطقة الجنوبية ( الشق البحري ) وهي منطقة يقال إنها بين البدو والحضر ثقافيا ويمتاز الحان هذا اللون من الغناء بالسرعة والخفة والركض والعجلة(13). وقد غنى لنا ( سيد ) من تريم وهو غير متقيد بتلك الهيئة وقد يختلف الظرف هنا قليلا ويحتمل الا نجد هذا التقيد في أوساط الطبقة المتعلمة.

http://up.qatarw.com/get-12-2008-pd699gwc.jpg



___________________________________________
الهوامش

(1) هناك موسيقى عسكرية تابعة للحكومة اليمنية قارن بما ذكره( نزيه المؤيد العظم ) في كتابه رحلة في بلاد العربية السعيدة الجزء الأول ص48 وبما ذكره ( محمد حسن ) في قلب اليمن ( بغداد1947م ) ص165 وفيه يقول أن الغناء ممنوع في صنعاء وكذا الاستماع إلى موسيقى الإذاعات الأجنبية ، وكذلك امتلاك الجرامافونات ، ويعاقب المغنون طبقا للشريعة ويوجد الغناء الديني إلا أن الغناء الغزلي محظورا نهائيا وأي حفلات غنائية من النوع الآخر تقام في أماكن سرية خوفا من المخبرين ، إذ يجتمع عشاق اللهو في مخابئ للغناء ومن المستغرب أن يمنع اليمنيون الموسيقى بهذه الطريقة بغض النظر عن موسيقى الأمام وخصوصا أن اليمن مشهورة بالمغنيين من عهود تمتد للعصر الجاهلي إذ يذكر بن القفطي في كتابه( تاريخ الحكماء ) وقد قام بنشرهJ.Lipper1903م ص162 انه رأى رجلا تعلم العود في فارس واليمن، أما الشوكاني في كتابه ( البدر الطالع ) في ص 143 الجزء الأول (القاهرة 1348 هجريه ) يعرض لنا عملا كتابيا من أعمال الأمام أحمد بن يحي المتوفى عام840 هجريه( 1436م ) يعارض فيه الذين يجيزون الملاهي والمزمار ويحتمل وجود مؤلفات مماثلة أخرى في اليمن.
(2) الجزء الثالث من Arabica ( ليدن ص 3)
(3) الربانية يحمل رقم 49 في ص18 انظر (موضوعات عن تاريخ الجزيرة العربية) الجزء الثاني الموضوع رقم26 بداية الموسيقى العسكرية منA rabica( ليدن ص13مخطوط عندي بعنوان المرتكب من المناهي والطبول في حضرموت في فترة سبقت قليلا عام 1345هجريه.
(4) تاريخ (حضرموت) الجزء الثاني ص33و34 منه.
(5) Arabica الجزء3 ص29و33و34.
(*) ألتا شبه بعيد قليلا بين الزيتي وهي الصفارة العسكرية المصنوعة في الأغلب من مادة معدنية وبين العنفيطة المصنوعة من القصب (المترجم).
(6) يفترض أن بن علوان هو أبو العباس احمد بن علوان المذكورفي (طبقات الخواص لأحمد الشرجبي القاهرة1903م ص19. وهو مشهور بالشعر الصوفي ضريحه في يغرسقرب تعز). (7) انظر هركرنجي ( مكه) وقد ترجمه J.H.Monahan (ليدن1931 ص4 (8)( الرحلة ) ص55.
(9) لم يصل إلى متناول يدي من محاولات حول تدوين موسيقى جنوب الجزيرة غير مايلي (( بعض الألحان العربية للإذاعة البريطانية كما أن لدى( لاندبرج ) بعض الألحان في كتابه ( حضرموت ) وقام أتش هلفرتس بتسجيل بعض الأغاني وإذا كانت لاتزال في فينـّا فأنها لم تنشر بعد وهناك بعض العمال حول الألحان اليمنية اليهودية قارن بما ذكره آ.زد.دلسون، في كتابه (الألحان العبرية الشرقية ) بنفس المصدر بعنوان (الألحان اليمنية اليهودية ) ( لندن1917م ) الجزء السابع ومصادر أخرى ولا نتوقع أن يكون هناك أي اختلاف كبير بين الموسيقى اليهودية والعربية في المدن ، هذا بالرغم من إنني استمعت إلى ألحان عذبة جدا من أحد المعيدين اليهود في حبّان ، وهي تختلف تماما عن الموسيقى العربية إذ أن الأناشيد الدينية تمثل نوعا آخر من الموسيقى الشعبية ، انظر أيضا بعض الملاحظات حول العروض و الموسيقي فون لاندبرج ( ليدن1884)الشعبية ) لكاتبه دبليو إدريس جونز( جلاسجو محاضر جمعية الدراسات الشرقية بجامعة جلاسجو طبع عام 1934و1935 ) الجزء السابع الصفحات من10 الى16 أنظر أيضا( العالم الإسلامي ) ، ( هارتفورد1937م ) مجلد27 ج2 وأيضا كتاب (Kingdom Of Melchior ) مملكة الملوك ( لندن 1949) وفيه بعض الألحان من محمية عدن التي سجلت.
(10) تعود بي الذاكرة لأغنية مصرية استمعت اليها من أسطوانات جرامافون لأحد البحارة المصريين:

غني لي شويه شويه ........ غني لي وخد عـينيـه

(11) غالبا ماتغنى الأغاني الدينية على هذه الألحان الشعبية مع قلة الاهتمام بالكلمات. (12) قيل لي أن الألحان الحضرمية تلحن بناء على مقام موسيقى يسمى ( سيكا ) وأدين بالفضل للدكتور (آ . بيكر ) الذي قدم الملاحظات والمراجع التالية ( ظهور الموسيقى في العالم القديم ) لكاتبهCurt Sachs نيويورك 1944م ص285 والمقام هو في الأصل المكان الذي يقف عليه المغنون للأداء أمام الخليفة وهو مرادف لكلمة راجا (Raja ) الهندية وهو ضرب من الألحان يعتمد على مقاس مضبوط مع شئ من الانطلاق والتحرر من قيوده وحركة البداية هامة جدا ويبدأ مقام (الراست) من القرار ويمتاز الراست بالرزانة بينما المهر بالخفة اما البيات فيكون بضرب الرابع والسيكا بضرب الثالث تحت القرار قارن بماذكره في ص305 ومقام السيكا ذو القرار الثلاثي الذي يستخدم فيه درجة(ب) بدون دليل مقام_مي) يعطي باستمرار خامسا مضبوطا بشد النوتة.((**)((**)) تعليق للمترجم( مادة موسيقية يجب التأكد من محتوياتها من موسيقار مختص ).
(13) الملاحظات الميدانية مايو1947م.

ابوصالح 12-23-2008 11:19 PM

الفاضل الاستاذ القديرأبوعوض الشبامي الشكر قليل في حقكم لهذا المجهود الطوعي الكبير الذي تقدمونه لاظهار هذه الدرر المكنونه من المعلومات القيمه والجميله
نتابع ونقرأ مره تلو الاخرى لعلنا نستفيد ونحن في انتظار ماتبقى وخاصه القصائد والاشعار الغنائيه
وفقك الباري

أبوعوض الشبامي 12-24-2008 12:44 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوصالح (المشاركة 307774)
الفاضل الاستاذ القديرأبوعوض الشبامي الشكر قليل في حقكم لهذا المجهود الطوعي الكبير الذي تقدمونه لاظهار هذه الدرر المكنونه من المعلومات القيمه والجميله
نتابع ونقرأ مره تلو الاخرى لعلنا نستفيد ونحن في انتظار ماتبقى وخاصه القصائد والاشعار الغنائيه
وفقك الباري


شكرا لأبي صالح على مروره وهذا الكتاب القيم الذي ينشر لأول مرة في الشبكة العنكبوتية مترجما للعربية، يعتبر سابقة في سقيفة الشبامي وجب علينا أن نهتم به لأنه سجلا من سجلات موروث حضرموت الثقافي بنظرة مختلفة ...!!



.

شيخ القبايل. 12-24-2008 01:02 AM

عمنا ابو عوض

موضوعك يستحق المتابعة .. وجهد تبذله نعجز عن ايفائك الشكر عليه ..

تشويق ما بعده لانتظار المزيد من الصفحات المخباة

رغم ان الكتابة دقلة .. بغت نظارة ..

ربنا يكون بعونك يا عم .. والف الف شكر ..

أبوعوض الشبامي 12-24-2008 01:24 AM

الأغاني الحضرمية

بالإضافة إلى كون الشعر الحضرمي لونا من ألوان التعبيرالأدبي فأنه أيضا كظاهرة اجتماعية يرتبط بالعمل اليومي والشعائر الدينية ، وربما كانت في أغاني الفلاحين في الحقول مثالا على ذلك وبالرغم من ان هذه المختارات الشعرية التي أوردناها في دراستنا تضم كثيرا من قصائد اللهو والراحة اكثر من قصائد واغاني العمل الا ان هناك مقاطع شعرية تشير الى تلك الأغاني التي يغنيها الحضرمي أثناء الكدح والمرح ، وقد اعتمدنا في تصنيف هذه القصائد على محاضرة للأستاذ محمد بن هاشم الصحفي والمؤرخ المشهور التي قدمها إلى ناد من أندية الأشراف أو السادة الشباب اسمه( غرفة المطالعة ) في تريم ، وقد تمت دراسة الأنواع المختلفة من هذه القصائد مع صديقي الفاضل علي بن عقيل من ( مسيلة آل بن يحي ) (14) وتضمنت الأمثلة جميع الشروحات المتعلقة بأسماء الأطعمة كما قمت أنا بإضافة أنواع أخرى بمزيد من المعلومات كلما اكتشفت شيئا منها.



أغاني الجمالين ( الحدا )


‎‎‎‎يقول بن هاشم: للبدو هزيج وأنغام عربية تتخلل الأغاني التي يغنونها للجمال حين يحدونها للسير ويسمونها( غودره ) من الفعل ( يغودر ) .

ويؤدونها في بعض الأحيان بشيء من التطويل ( المط ) وتحتوي على كلمات يصعب على الأذن فهمها وتميزها ، ومن ناحية أخرى يقوم الجمالون في المناطق الحضرية بغناء الأغاني الشائعة لحث جمالهم على السير، والمقصود بالجمالين في المناطق الحضرية والذين ذكرهم بن هاشم البعض من طبقة المساكين ولا حاجة لتناول ( الحدا ) طالما ان ( لاندبرج ) قد تناوله بالنقاش وكما هو واضح في كتب الأدب العربي القديمة والحديثة الى حد مـا (15)..

http://up.qatarw.com/get-12-2008-za3ygzof.jpg


أغاني الرقص في الباديـة

يقول بن هاشم ( كل هذه الأغاني من أغاني الهزيج ، وتقدم بحرارة وحيوية حيث يحرك الراقص جسمه بين وقت وآخر حين يغنيها وتكون بمصاحبة المزمارأو( الهاجر ) ، ورقصات البادية كثيرة ومتنوعة ولاحاجة لنا بشرحها هنا ، وفي أغلب الرقصات التي شاهدتها يصف الراقصون بأيديهم ويحنــون ركبهم أويستقيمون خلال الموسيقى كما يفعل ( الكورس ) ويدور الراقصون هنـا وهنـاك في المـدارة .

الحان الرقص الحضرية

يصاحب أنغام الرقص الطبول العادية مثل ( الهاجر والمرواس ) وتقوم القبائل بأداء هذه الرقصة أيضا، ويرقص فيها اثنان في دائرة من المشاهدين الذين يقومون بدور الكرس والنوع الآخر هو رقصة ( الدحيفـه ) ويقوم بالرقص فيها أربعـة أشخـاص ، ويبـدو أنها معروفة في لحج(16) أيضا وقد نشر ( أحمد فضل ) أغنية من الأغاني التي تغنّى مع هذه الرقصة.
وهناك نوع آخر من الرقص تقوم به القبائل وهي رقصة ( الظاهري)(17) وفيه يرقص اثنان من الدائرة يجيئان ويذهبان معا وعندما يكونا الراقصان رجلا وامرأة يكون هناك تجاوب بين الصفين المتقابلين ينشد الأول كلمات المرأة والثاني كلمات الرجل وهو الأصل في هذا النوع من الشعر المشار إليه لاحقا وهذا هو نوع الرقص الذي أشار إليه (باصبرين) بقوله: (18) ( أن عادة اختلاط النساء مع الرجال في رقصة الدحيفه والقصبه من الأعمال المشينة في حضرموت ..) وكما علمت فأن كلمة ( القصبه ) هي مرادفة لكلمة ( الزفين ) (19) وهي رقصة يقوم بها اثنان يرقصان في دائرة جيئة وذهابا بمصاحبة العزف على القصب والطبول ويبدو أن كلمة القصبة اصطلاح دوعني وكما يعتقد الدوعنيون فأن رقصة الدحيفه مشابهة لرقصة القصــبه إذ يقوم بأدائها اثنان من الرجال وامرأة يرقصان حول دائرة ويكون أحدهما قائدا ويسمى هؤلاء الراقصون ( المدارجون ) وأحدهم ( مدارج ) أما نوع الغناء المصاحب لهذه الرقصة المختلطة ( وهو الموجود في تريم على أي حال فيسمى الجزعيه) وهو مشابه ( للدان ) ويردد كل صف بيتا من الشعر بالتناوب ثم ينضم الجميع في الغناء بشكل ( كورس ) فيغنون مثلا:

يا ساه ما حَد يحلش بعد ســالم علي (20)

يا نوب كلت العسل خليت جبحه خلي (21)

حبيت مخلوق من قلبي وهو مندري

كما يعبر الفلاح الحضرمي عن شقائه وكدحه ببيت يمثله أحسن تمثيل بقوله : ( ما راثي الآّ لمن ينزح ودلوه خلي ) (22)


الحـــان ( الرقص المتزن )

يقول بن هاشم : ( هذه هي الرقصة المحترمة المعتبرة وتعرف في العرف العام بـ ( الشرح الريض )(23) وقد سمي كذلك لاستطالة وامتداد إيقاعاتها ونبراتها أي أنها كثيرة ( التمطيط ) ويقوم بها كل من النساء والرجال كل بمعزل عن الآخر ويستعمل فيها ( الهاج ر) وثلاث مراويس تتجاوب خلال الإيقاع ويرافقها الموسيقى في رقصة الرجال أحيانا وذلك بالعزف على القصبة وغالباماتكون الألحان من الأغاني القديمة أذكرها من أيام طفولتي أي من قبل ستين عاما، وأكثر الألحان تغنى على البحر الذي أختاره( خوعلوي ) (24) في نظم أكثر أشعاره وقصائد ( خوعلوي ) من أكثر القصائد التي يغنىّ بها في ( الشرح الريض ) ، ورقصة الريض هي رقصة الصفوة رقصة السادة والمشائخ وهي بهذا تختلف عن المريكوز في ( البادية ) و( الظاهري ) التي يؤديها حملة السلاح ( القبائل المسلحة ) ، ومن العيب على السيد أن يشترك في رقصة الظاهري كما قيل لي ، بالرغم من أداء بعض القبائل للرقص المتزن أو الرقص الموزون ويؤدي السادة هذه الرقصة في الأعراس والأفراح والمناسبات ، أما البدو فيؤدونها في مواسم الزيارات مثل زيارة النبي هود ، وهي رقصة بطيئــة يصحبهـــا الرقص بالأيدي (25) ، ويجري الراقصــــون في محيط الدائرة(26) يثبون أحيانا في الهواء ويسمى هذا الوثب( طمره ) ، وينحنون أحيانا أخرى الى الأرض على الرجل اليمنى ويسمى هذا الأنحاء ( كرسعه ) ولا تقوم النساء بعملية الانحناء والوثب ولكنهن يتمايلن بشعورهن كما يفعل البقارة عندما تكون الرقصة في مرحلتها البطيئة(27).


الأصوات الشعبية الشائعة

يقول بن هاشم : (( في كل شهرين أومناسبة كبيرة تظهر الى الوجود الحان وأصوات شعبية ، يرددها كل الناس رجالا ونساء أو أطفالا في الجلسات المسائية في العمل ، وفي كل لحظة مباشرة ، يغنيها حتى الحمالين الحضريين ، وما ان تمضي فترة ليست بالقصيرة حتى تغيب وتتلاشى ، لتظهر أصوات جديدة غيرها )) ، وكما يقول علي بن عقيل فأن هذه الأصوات المشار إليها تنتمي إلى أغاني الدان والتي سنتناولها بعد قليل ، وينتشر الدان بين الطبقات الدنيا ، وأعتقد ان المتعلمين سيفضلون أغاني الغزل( الشعر الحميني ) على أغاني الدان تلك مثل:

ياشـبيـه القمر والله أنـك... ........ تصلح إلا تهـاوينا و هاويـك
يوم سني سوا مثل سنك ............ عـاد جـنسي كـما جنــســــك
ومثـواي مثـواك (28)

وهناك أيضا قصائد المساجلة ،كهذه القصيدة التي قيل أن بعض العلماء قد نظموها في ( مـندر ) رحلة لهم وساهم كل واحد منهم بمقطع ولغتها متأنقه وشديدة التكلف (29).
با لغواني قـلبي مـولــع هايم وفاني

حــــا ير يدير الفـكـــــر

كم يعاني في حب خرعوب سوس مباني

. في القلب له دور وحصون

في قوامه يشابه الغصن مثــل الحمــامـــــــه

إذا مــشى أو خطــر

من كلامه يتساقط اللول ما حلى أ بتسا مه

من ثغر به در مكنـون

__________________

الهوامش
(14) ينتمي الأستاذ علي بن عقيل وبن هاشم الى أسرة آل بن يحي وهي عائلة موهوبة وجدهم عثمان بن عبدالله بن عقيل ينتمي الأستاذ علي بن عقيل وبن هاشم إلى أسرة آل بن يحي وهم يل أسس مطبعة حجرية لطباعة الكتب الدينية وهناك أفراد آخرون من هذه العائلة برزوا في التاريخ والسياسة في حضرموت وكان علي بن عقيل رئيسا للبعثة التعليمية إلى دمشق وله اهتمامات دؤبة باللهجة العامية في بلاده .
(15)أنظر Glossaire Datinoisليدن 1920م لكاتبه لاندبرج عندما كان في بلاد الصبيحي حيث تربى أجمل الجمال قال لي أحدهم أن الجمال تتجاوب مع الزامل الذي يلقيه رجال القبائل وتخرج منطلقة، وفي منطقة الواحدي وغيرها من المناطق سمعت صاحب الجمال وهويغني لها بكلام غير واضح كما يقول بن هاشم وكان بذلك الغناء يتحسن سيرها.
(16) قارن بما جاء في (المصدر المفيد)ص65 وقارن بما ذكره صلاح البكري في (تاريخ حضرموت) ج2 ص200
(17) ويمكن أن يكون هجاء هذه الكلمة ضاهري حيث لايفرق الحضارمة بين مخرج الحرفين.
(18) ص17 من المخطوط رقم 46 عن اعتراضات با صبرين على الرقص هي اعتراضات شكلية لاختلاط الجنسين في الرقص ، ومهما توجد من حركات خليعة تقوم بها بعض من النساء أل… في عدن أوربما المكلا مثل حركات (الهز _اللوك راجع ص54) غير ان هذا لايمثل الرقص البسيط الذي يقوم به الفلاحين ولابد ان تكون الملاحظات الميدانية التالية التي كتبتها عن رقصة الدحيفه كما شاهدتها في (خنفر بأبين) إذ يقوم أحد الخدم (وهم طبقة مغمورة) وهذا الخادم من زبيد يقوم بأداء الموسيقى ومعه مزمار ونساء يحملن الدفوف وهي نوع من الطبول ويزدحم المكان بجمهور رجال القبائل والحجور، وترقص إحدى نساء الأخدام مع الرجال وتبدو حركة الرقص كأنها عملية ذهاب ومجيء داخل الدائرة الا إنها بالفعل حركات معقدة وتلقى النقود أمام الموسيقى ولابد أن يكون هناك أجرا أكثر يدفع قبل الاستمرار في الرقص وموسيقى الرقص مثيره كثيرة التكرار ولوازمها أو قراراتها عالية صاخبة والراقصون من القبائل يلعبون ( بالجنابي ) أي الخناجر ويرفسون بأرجلهم إلى أعلا في حركات بهلوانية ويدفعون بخناجرهم تحت افخا دهم ثم يخرجونها من الطرف الآخر ويرقص المحيطون رقصا موقعا ويريح الراقصون بعضهم بعضا ويعود الراقصون المجهدون الى الدائرة.
(19) قارن بما ذكره لندبرج في (حضرموت) ص598 وأيضا ما ذكره Gloss Dat ويبدو بعض الأحيان انها رقصة السيف الا انها ليست كذلك بالطبع .
(20) ساه في وادي عدم انظر صلاح البكري في الجزء الثاني ص169.
(21) كثيرا ما يرد ذكر ( النوب ) أي النحل في شعر جنوب الجزيرة وهناك كثير من القوالب الملحقة بهذا الموضوع.
(22) معنى هذا البيت أنني أشفق لمن يرهق نفسه، في العمل أ و يتجاوز الحد في حبه ثم لا يلقى مراده.
(23) يقدم لنا بن هاشم تحليلا تاريخيا لكلمة (ريث) الكلاسيكيةبابدال الثاء ضادا..، انظر لاندبرج فيGloss Dat
(24)أي بحرا من البحور يوصف بالسريع انظر القصائد رقم 18,26,27,وخصوصا 26 وهي قصيدة متهورة.
(25) (تاريخ حضرموت) ج2ص200.
(26) آر. سكني: الاحتفالات والرقص العربي السواحلي مجلة المعهد الملكي لدراسة الأجناس(لندن1917م) (المجلدXLV11 ص413_434) وقد جمعت مواد الدراسة من جزيرة زنجبار( شرق أفريقيا ).
(27) أي حضرموت الغربية ( قبله ) .
(28) مثـوى بمعنى القلعة أوالحصن ،والموطن الأصلي.
(29) عندي نسختان من هذه القصيدة ويقول( رحيّم ) أنه كان حاضرا ذلك المندر أوالنزهة.








أبوعوض الشبامي 12-24-2008 07:33 PM

والى جانب أغاني الحب والغزل نجد أن هناك أنواعا أخرى شائعة مثل أشعار الحماسة والفروسية والاجتماع والفخر وكمثال على أشعار الفخر هذه الأبيات :

والقبوله ما تصلح الاّ عند بن خالد عمـر ....... لي عامد الحول والغرفه ومثوى بامتين (30)

يقول بن هاشم ( تحتوي أغاني الدان على ألحان تمتاز بالقوة وقد ظهرت مؤخرا في الأوساط الحضرمية ، الحان يعشقها الشباب من الجنسين وأصبحت أداة تعبير عن العواطف والحب ووسيلة للتغريد بتباريح العشق والغرام وآهات العواطف ، وليس لأشعار الدان أوزان مستقرة مألوفة كما هو المعهود في غيره من الألحان ، ويبدأ صاحب اللحن بالتلحين مهمهما في البداية ثم يأتي دور الشاعر ليضع الكلمات ومن هنا اصبح شعر الدان قريبا من الشعر المنثور ) .
وقد أشار جميع الرحالة إلى الدندنة ويعتبر لاندبرج أكثر هؤلاء الرحالة (31) اهتماما بموضوع الدان في الأدب الشعبي وكتب مقالة طويلة حول هذا الموضوع ، وكمثال على الدواعي والمناسبات التي يغنى بها الدان ، نقتبس حرفيا الفقرة الآتية المنقولة عن رحيـّم ( عنــدما يجتمع جماعــة من قبـائـل الجـبال وهم البـاديـة يجـلسـون على شكـل دائرة ويبدأ أحـدهم في الدندنـة متشاغلا بلحن معين حتى يبدو عليهم الانسجام فيشاركه الآخرون بالدان ويهيئون أنفسـهم للغـناء وعندمـا تعلوا الأصوات ويسمعها الآخرون أفراد القبيلة فيبدءون بالتجمع واحـدا فواحـدا(32) فتتبعهم النساء في الانضمام إليهم أيضا ، ( فيشترحون ويزملون ) مصفقين بأيديهم توقيعا على الغناء بالـدان ( دان يادانـه ) ، ثم يأتي الشعراء من القبيلة وعندما يكون في لحظة الانسجام والاستثارة يبدأ بنظم قصيدة أو أبيات من الشعر كالأبيات التي سنوردها أدناه وعندما يكون هناك جماعة من الشعراء فقد يتتابع الشعر وغالبا ما يقتصر البدو على غناء مقطع واحد من الشعر طوال الليل كما يلي :

دا نـا دان يــا دانــا يــا دا ني دا نـا دانــا ......... هـب الـنـود بـعد الحـر
دا نــا دان يــا دانــا يــا داني دانــا دانــا ............. هب النـود بـعد الحـر
سعديه سرت تسمر للشـبـان تتمـختــر ............... هب النـود بعـد الحـر
دانـا دان يــا دانــا يا داني دانــا دانــا .............. هب الـنود بعـد الـحـر
سعديه كما البيضه مقروشه وسطها أصفر ...... هب الـنود بعـد الحـر

وكما يقول محمد سعيد الأصبحي (33) انه يبدو أن هناك نوعا من القياس المستعمل في اليمن يشبه نوعا ما هذه المقاطع من الدان: ( دا - يا - ني - با- بالي - لا - لي ) وقد جعل ذلك المقياس مطابقا للمقياس الموسيقي الأوربي ( دو- ري- مي - فا- صول - لا- مي ) ، ثم يقول أن بعض القبائل تقتصر على استعمال المقياس التالي: ( يا- دا- ني - لا - لي ) أو ( با لي - لا- ) أو (بال - با - لي ).
وسيكون من المفيد مناقشة ومدارسة الموسيقيين اليمنيين حول ماسبق ذكره وإيراده ، وعلى كل حال فأن أسم ال ( بالي - بال ) أو ( البال - بال ) قد ورد عن بامخرمه في تاريخ ( ثغر عدن ) ، أشار إلى نوع من الشعر له ميزان وبحر محدد ، وقد نقل مثالا ينظم على هذا الوزن بشكله الصحيح في العربية الدارجة وهي قصيدة في مدح عبد الرحمن بن راشد وقد نظمت في حوالي النصف الأخير من القرن السادس الهجري وهي متماثلة ومشابهة جدا في الأسلوب الشعري والعاطفة لكثير من القصائد التي طبعناها في هذا المجلد وصاحب هذه القصيدة شاعر من عدن أقام في الشحر.

http://up.qatarw.com/get-12-2008-vh51y3tt.JPG


غناء والحان (بني مغراه )

يقول بن هاشم ( يعتبر هذا النوع من الغناء من بين أقدم الأغاني في حضرموت والغرض الأساسي من قصائد بني مغراه هو إثارة حماس القناصة ورجال الطرد والمطاردة وأكثرها قصائد تقال وتغنى في ( الـوعـل ) والافتخار باصطياده و( المغراه ) هي كلاب خاصة تدرب على الصيد وتمارسه وأبناؤها ( بني ) وهم القناصة أما اخواتها فهي القصائد المغنـاة في المسـامرات المسـائية ، بالحان وأصوات خشنه يغنيها الرجال منفصلين عن النساء وأشعار بني مغراه تتناول مختلف مظاهر الحياة الاجتماعية كالغزل والصيد والسياسة وغيرذلك.
وفي الرقصة المسماة ( بني مغراه ) يأتي اثنان أوأربعـة رجال ويرقصـون في وسط الدائرة ويقف في جانب من الدائرة المغني بالمرواس والرقصة شبيهة برقصة الريض، ولكن الراقصين في بني مغراه يحملون العصا أو الجنبية . وقصائد بني مغراه تمثلها القصيدتان رقم 12و15 من هذا المجلد ويمكن التمثيل بهذا المقطع : المقطع (ص173) المقطع رقم (9).

بني مغـراه بوشيخ بات الليــل مشـتـق
وعـال النـوم لمـّا مثــار الديــك لــزرق
وأنا وديت قبل العول في الجول بادحـق
خدانا الحذق والمخ في السـاقين قدرق
وبندقي الفرنجي على راســـي معلـــق
إذا أمليت النظـــر فـيـه بالعبره تخـنق

وكمثال على الشعر السياسي يعرف لنا بن هاشم الأبيات التي يخص الشاعر فيها عبد القوي بن غرامه ( رئيس القطاع اليافعي في تريم في 1263هجريه ).
وكمثال على الشعر العاطفي من هذا الضرب المقطع رقم (12) وأيضا القصيدة الدينية (الموشح رقم 13 ).
ومن خصائص قصائد بني ( مغراه ) والتي لم يشر إليها بن هاشم ، هي أنها جميعها من بحر واحد ، ويمكن إثبات ماأورده بن هاشم عن قدم أسلوب قصائد (بني مغراه) بالرجوع إلى ديوان ( أبي نواس ) في القسم الخاص بقصائد الطرد أوالصيد ، والكثير من تلك القصائد في ديوانه تبدأ بعبارة ( أنعت كلبا أو أعددت كلبا ) بالرغم من أن مواضيع تلك القصائد تشير إلى حيوانات أخرى غير الكلاب ومن الصعوبة بمكان أن نشك في الرجوع بهذه القصائد إلى اصل أقدم من هذه الفترة .

السهرات الغنائية بالعود والكمنجة
يؤكد بن هاشم بأن أنغام العود في حضرموت شبيهة بأنغامها في اليمن والكويت(*) وكذلك تغنى بعض قصائد ( يحي عمر وهو شاعر توفى بالهند . ) على اللحن الصنعاني وكذلك على الموسيقى والأنغام الهندية وتحتوي قصيدة يحي عمر ( رقم 22 ) في هذا المجلد على عدد من الكلمات والتعابير الهندية)، وهناك شاعر آخر أشار إليه بن هاشم واحتمال أن يكون يافعيا أيضا، يجري على نفس منوال يحي عمر وهو الشاعر حسين زايد .


الشـَّـبواني
وصف لاندبرج (35) هذه الرقصة الجماعية وصفا مفصلا ،أما بن هاشم فيقول: ( انهم يرتجزون بمعنى انهم يغنون ببحر الرجز ، ولكن الشبواني الذي سجله لاندبرج ببحر البسيط مما يجعلنا لانشك ان هذا المصطلح قد أستعمل بشيء من التسامح والمرونة ليشمل الاثنين معا . أما سكيني( Skene ) فيقرر أن ( المكلاويين ) في شرق أفريقيا يرقصون رقصة الشبواني ، وتعتبر المكلا هذه الأيام هي المركز الرئيسي لهذه الرقصة ، وقد شاهدتها مرارا في الهواء الطلق ( في ملتقى شبه الجزيرة اليابسة ) وقد أطلقنا على المكان لقب (ميدان بيكادلي )، لوجود سارية منقوشة قائمة في وسط المكان (* ).

http://up.qatarw.com/get-12-2008-o129dz1o.jpg


والشبواني في الأساس هي رقصة الحضر ( من القرويين وأهل الحرف) والتجار والفلاحين والصيادين وجميع سكان ( الحارات ) والجدير بالذكر أن رقصة الشبواني وأغانيها مرتبطة ارتباطا وثيقا بحياة الحي ( الحارة ) إذ أن أغلب المدن الواسعة تنقسم إلى عدد من (الأحياء - الحارات) ولكل تنظيمه المستقل (36) ، وفي كل حي هناك رئيسان ( أبوان ) أحدهم ( أب ) للحضر والآخر ( أب ) للمزارعين والعاملين في البناء (الطين ) (37) ، لأنه في مدينة كبيرة كتريم أو سيئون يوجد الكثير من المزارع خارج أسوار المدينة ، ولكل ( حارة ) حدودها التي لا يجوز لغير سكانها عبورها بمواكب الاحتفالات الرسمية كالحفلات والصيد والشعائر الدينية، وباختصار عندما يقوم الحي بأي عمل جماعي يساعد كل أفراد الحي بعضهم البعض وبدون أجر في حالة ( غريق، حريق، انهيار بيت...... الخ ) أو أي مصاب آخر ، فأن جميع أفراد الحارة يهبون للنجده ، واذا هوجم أحد أفراد الحي من أحد أفراد الحارة الأخرى فأن جميع أفراد حارته يهبون للنجده ، وعندما تنطلق صرخة( يا حريقاه.. ياحريقاه ) معلنة حدوث مصيبة ( ما ) ، يهب حوالي مائة من الحي يحمل كل منهم ( صفيحة ) وتكون صرخة النجدة عادة بالعبارة القديمة المعروفة ( لبيك ..لبيك ) ويكون الجواب ( يامرحيب ..يا مرحيب ). وفي وقت الزواج يقوم أهل الحي بجميع الخدمات المتعلقة بالمناسبة بعد ان يبلغ صاحب الزواج ( أب الحارة) بموعد زواج ابنه ويقدم التفاصيل المتعلقة بعدد الضيوف المدعوين وعدد الذبائح ويتطلب مائة من المدعوين حوالي ثلاثة من ( الخرفان ) و( قهاول من الأرز ) ويأتي رئيس الحارة للتأكد من استكمال التحضيرات وكفاية كميات المؤن والطعام، وفي يوم الزواج يكلف( أبو ) الحارة رجلين لذبح ذبيحة واحدة وكل شئ مرتب ومنظم حسب العادات والتقاليد في مثل هذه المناسبة.

http://www.1ss1.com/2008/10/1ss1_0Pf3t8XGr.jpg


فواجبات الزواج تشمل على نزح الماء وجمع الحطب وخدمة المدعوين أثناء الحفل والسمر، ويحصل ألذ باح على الرأس ( والكوارع ) أما الخدمات الأخرى فهي مجانية، بالرغم من أصحاب الزواج يعطي البعض أجرا زهيدا ، وما زاد من طعام الوليمة يأخذونه ( عمال النخل ) إلى بيوتهم ، وكل هذه الإجراءات تتم تحت أشراف( الأبو ) ولا يسمح لأي شخص من حي آخر أن يقوم أو يتدخل في هذه الإجراءات ماعدا حضورهم للزواج كضيوف بالطبع (38). ثم يستأنف الرقص والغناء مرة أخرى وفي ختام الرقصة يذهبون كما جاؤا الى رئيس الحارة لابداء الأحترام .
ويضرب الطبل أمام بيت رئيس الحي بحيث يتجمع لاعبوالشبواني ومن هناك يمشون في مسيرة أوموكب يتقدمهم ( الأبـو )الذي يكون مسئولا عن ترتيب صفوفهم وتوجيههم واعطائهم اشارة التحرك والوقوف ومسؤولا عن جميع الإجراءات التي ستقام ، حتى يصلوا إلى مكان فسيح فيجتمعون في دائرة عريضة يقف في وسطها ثلاثة أوأربعة من الشعراء ومعهم حوالي نفس العدد من المغنين فيرتجلون الأشعار ويتنافسون في سرعة الارتجال والبداهة ، وبالفعل ما أن ينتهي أحدهم من الكلام حتى يسارع الآخر بالإجابة ، وتتناول أغاني الشبواني مجريات الأحوال السياسية في حضرموت ثم ينقسم الراقصون إلى صفين متقابلين ويحيط بهم المتفرجون ،ويبقى الشعراء بين المتفرجين ويتناول الصفان أبياتا من الشعر كما نظمت ويغنونها بالحان مختلفة ويغني المغنيان وسط الصفين بينما يتجول الشعراء بين صف وآخر، ويرتجلون الشعر في حين يلزم كل واحد الصمت والسكون أثناء ذلك.
وعندما ينتهون أو يكتفي الشعراء يقف صف من الصفوف ثم يلعبون بحركات معينة في الرقص ويميلون يمينا ثم يسارا ، وعندما ينتهون من هذه الحركة يتقدم أفراد أحد الصفوف أمام الصف الآخر ويفكون الأيدي وينحنون عندما يصلون إليهم، ثم يعودون بنفس النظام السابق، ومايلبث الصف الآخر أن يقوم بنفس العمل السابق، ثم تؤدى الحركة من الصفين مرة أو مرتين على التوالي ثم يكونون دائرة عريضة مرة أخرى ويظهر الشعراء والمغنون .
___________________________________
الهوامش
(30) ( القبوله ) الشرف القبلي (31) لندبرج Gloss Dat موضوع الدان؛ قارن بماذكره Arabica.الجزء الثالث (32) يبدو أن الظهور المفاجئ للبدو من حيث لايتوقع المرء ظهورهم صفة غريبة ملازمة لهم، وهذا ما لمسه الكثير ممن زاروا بلاد العرب.
(33) كتاب ( سلالة قحطان )(عدن1941م) ج1ص56 اما ج2 لم يظهربعد.
34) لقد شاهدت واستمعت إلى كثير من (الشبوانية) العلاقة لهذا الاسم بشبوة طبعا كماذكر بعض الرحالة، كما أن قول لاندبرج(بأن الشبواني صفة مرتبطة بشبوه) قول رفضه الحضارمة فهم يقولون ان الصفة هي (شبوى) وليست شبواني ولم يورط لاندبرج نفسه بالطبع في حديث عن العلاقة بين شبوه والشبواني وليس هناك من سبب يجعل مثل هذه البلدة البعيدة نسبيا تعطي اسمها لرقصة حضرمية وانما جاء ذلك في السنوات الأخيرة بعد أن أحيطت هذه البلدة من الهالة السحرية التي أصبحت قليلةالأهمية في الفترة الإسلامية على الأقل، وهناك غناء للصيادين يسمى (سوبان) وسنناقش فيما بعد (الخيبعان) وكذلك (الهـّداني) ويبدوان هذه الألوان الغنائية تشترك في حروف تسميتها ب (آن) أو انا فأرى أن الجـذر لكلمة (شبواني) يمكن أن يكون ؛؛ شاب ؛؛ ؛؛يشوب؛؛ بمعنى يختلط اوشبا يشبو بمعنى ؛؛ يتجه نحو؛؛ إلا إن هناك . حاجة لمزيد من البحث لالقاء الضؤ على اشتقاق هذه الكلمة.
(35 Arabica) ( ) الجزء الثالث ص5.
36) لمعرفة أسماء المدن الحضرمية والأغاني والأهازيج والتناصير المرتبطة بها أنظر مقالي بعنوان أحياء تريم وتنا صيرهم عام 1950م Museon Lx111 ولمعرفة أحياء الشحر انظر موضوعات عن تاريخ جنوب الجزيرة .الموضوع رقم 4. (37) للإطلاع على بعض عوائد وتقاليد الأحياء انظر موضوع ( مقابر تريم ).
(*) الجابيه والتاج ( المترجم).
(38) يقوم أفراد الحي أيضا بواجبات معينة في تجهيز الميت ودفنه ويترك الأموات في بعض الأحيان مبالغ نقدية للصرف على وليمة لأهل الحارة تعرف (بالتقدوم) وإذا لم يترك شئ لمثل هذا الغرض فأن ورثته يقومون بذلك الصرف وإذا كان الميت فقيرا معدما فلا تعمل تلك الوليمة مطلقا، وطبقا لمعلومات مأخوده عن (مقدم بتريم) ( الأبو) ان الحاكم هو الذي ينصب رئيس الحي بدون(مرتب ) أو أجر وعندما يريد الحاكم أن يعلن خبرا يقوم الرئيس بإحضار أحد العبيد للضرب على الطبل كما هو معروف في جميع أنحاء جنوب الجزيرة عند إصدار أي إعلان بأي خبر فينتبه الجميع في الحي لذلك ، ومن الوظائف الهامة أيضا تصفية وتنظيف آبار الماء وهذه الآبار في تريم موقوفة على المساجد فلا يدفع الناس ثمنا للماء الذي يستعملونه في البيوت أو الزراعة، ويحتاج الأمر إلى إزالة أي شئ يسقط في البئر ويفسدها ويتكفل رئيس الحي بهذا فيجمع الرجال وعدّة العمل من( حبال للبئر وعجـلة وغرب) وغيره وكل المتطلبات التي تأتي مساهمة من (عيال الحافة) وكلها أشياء يوفرها أهل الحي بحيث يدفع كل منهم مساهمة صغيرة لتغطية النفقات .



.

أبوعوض الشبامي 12-25-2008 08:49 AM

الـّرزيــح

يقول بن هاشم يلعب العمال ( ويعني بهم غير السادة والمشائخ والقبائل ) لعبة ( الرزيح ) لإدخال السرور إلى أنفسهم في ساعات المساء والسـهرات(39) ولهذه الرقصة ( الحان حضرمية أصيلة ممطوطة ) حيث يغني أحد الراقصين(40) فيجاوبه الآخرون بكلمات مرتجلة تحرك السامعين فتهتز الأرض من تحت أقدام الراقصين .
وقد شاهد سكني (Skene ) الرزحه في زنجبار يرقصها راقصون بالسيوف المجردة وقال أن فيها طبلا يسمى ( مرواس ) يصاحب تلك الرقصة ويرى أن الرقصة جاءت من مسقط .

وقد شاهدت الرزيح في سد النقره أثناء ( زيارة هود ) في شهر يوليو 1947م يقوم بها العمال الذين يعملون هناك وانقل هنا هذه الملاحظات التي سجلتها أثناء المشاهدة ، ( في وسط الدائرة هناك بعض الشلالين(41) ومعهم حوالي ثلاثة من( البقارة ) الحرث على الجانبين، ويحرك البقارة أجسامهم من منطقة الوسط ( الخصر ) ويحركون رؤوسهم ( فيتحرك الشعر )، ويحمل الرجال الآخرون نوعا من المناجل يسمى الملعب(42) والبعض يحمل العصيان إذا لم تتوفر( الملاعب ) وفي مرحلة من مراحل االرقصة يضع الراقصون العصي بين أرجلهم ويقومون بتمثيل حركات جنسية مع الآخرين، وهذا مما يثير الضحك والتعليقات اللاذعة ، وقد جاء الرعاة من تريم وهم يختلفون في ملامحهم عن ملامح ( الفلاحين ) ، وتبدو ملامحهم اقرب إلى الملامح البدوية شعورهم طويلة متموجة ، و من الواضح عليهم انهم أكثر أرستقراطية في الملامح من الفلاحين .

http://up.qatarw.com/get-12-2008-uj59d12z.png

وليس هناك ترتيب في وسط الدائرة ويمكثون في أماكنهم ثابتين ثم يدوسون بأرجلهم بقوة ويقفزون ويهزون الأرض في انسجام ، ولا يتحرك المحيطون بالدائرة كثيرا وتبقى حركتهم متناوبة إلى الأمام والى الخلف أثناء الرقص ، ويبدوالمغني أو( الشلال ) وكأن له خطوات منتظمة مع نظم الشعر ويحرك البقارة رؤوسهم مع إيقاعات اللحن ، وقد كانت الأغنية في هذه المناسبة ( هـا النبي ) ، أي يا نبي نظرا لأن ذلك هو موسم زيارة النبي هود ، وتستغرق كل رقصة من خمس إلى عشر دقائق قبل ان يتقدموا نحو الدائرة ويضربوا بأقدامهم على الأرض .

( والرزيح ) هي رقصة الفلاحين وخاصة البقارة وهم من يقومون بحرث الأرض بواسطة الأبقار، وهي في الأصل تتكون من دائرة تضم صفا من الشلالين في الوسط ويمكن اعتبار الشلال كقائد للجوقة أو الفرقة ويؤدي كل شلال قصيدة أو عددا من القصائد تنفرد كلماتها بلحنها الخاص، وتقام رقصة( الرزيح ) في الولائم أو في أيام العواد(43) أو الزيارات ومايشابهها ومناسبات الزواج .
ويجتمع الراقصون عند بيت رئيسهم ( الأبـو ) وهو في الغالب مقدم الحارة أوبيت المنصب في الاحتفالات الدينية (44) وغالبا يجتمعون عند بيت (الأبو) ثم يذهبون إلى بيت المنصب ، أو إلى بيت الزواج وقبل أن يبدءوا تحركهم يجتمعون في فرق تسمى في تريم ( خابه ) وجمعها ( خويب ) كما تسمى ( مرزحه ) ولكل فرقة ( شلال ) وينادي رجال ( النابه ) ( بغينا حد يشلنا ) ، أي نريد شخصا يغني لنا ويغني كل شلال لحنا مختلفا ( ينشد الشلال أبيات قصيدة ) ، يرددها رجال الفرقة نصف بيت بعد نصف بيت ، ويضيفون إليه تخميسات المتفق عليها ، ويتقدم دائما البقـّارة وقد قصوا شعور رؤوسهم قصّات قصيرة تصل إلى اسفل آذانهم وهم القائمون بأعمال الحراثة واكثر طبقات المزارعين تشريفا ويمشون متميزين في صف أو طابور طويل يتقدمهم ( الأبو ) يحركون رؤوسهم من جانب مع حركة و تمايل الشعر(45) إلى اليمين واليسار تبعا لإيقاع الموسيقى ، ويتقدم الآخرون في فرق أو صفوف تتكون من حوالي ستة أشخاص حاملين سكاكينهم ( شفارهم ) التي يستعملونها في لزوم الزراعة ، وتتكون الفرقة أو الصفوف الأولى من شيوخ المزارعين بينما تتكون الفرق الخلفية من الشباب وهم بهذا يأتون على شكل فرق غنائية إلى ساحة واسعة حيث يكونون حلقة الرقص وعادة ما ينشدون أشعار كهذه :

تـســلا يـاقـلـيبي شف الدنيا مخــــــلاه
وكم من مال يمسي لمولى غير مولاه

وعندما ينشد الشلال النصف الأول من بيت الشعر عادة مايجاوبه الآخرون بقرارمألوف مثل :

1- سبحان من لا يفنى ولا يزول ملكـه
2- يا للــه با لجـمــاله
3-- يا خـلّ بكيتنـا دمـوع

وإذا كان لهم ولي في الحي ، وعـادة مايكون ذلك فقد يرددون هذه الكلمات:

شيخنـا المشـهور عـلوي

شيخنـا المشـهور يحي

وقد ينشدون أغنية من نوع آخر مثل :

وكـريم يالله على واديك يا با عــلال (46)
لأجل الخراعيب والله مامعي فيك مال

اليوم يابيت نيل معلوم خيطك روى ( تخميس )(47)
ماليـوم..ماليوم…

وعندما يصلون إلى الساحة التي تكون في بعض الأحيان عند بيت ( الأبو )أو المنصب أو عند بيت الزوج يؤدون التنصوره أو ينصّرون ) ،مثلا قولهم:

وأدرك على صاحبـك وأبشــــر بمـا يسُّـــــــــرك

وعادة ما تختتم المسيرة بصيحات مثل ولاّ خب،و أ يـ يـ يـ يـ أيـ أيـ أيـ او أيـ يـ يـ يـ يـوه ، يرددها الراقصون مـرّة أو مرتين ثم تتكون حلقة أو( مدارة كما تسمى حلقات الرقص ) ويدخل المغنون أو ( الشلاله ) ويصطفون في صف يعرف بصف الشلاله وفي وسط الصف بالضبط يأتي شلاله البقـّاره، ويشرع شلال البقـّاره بالغناء أي ( يشل ) القصيدة وينشد نصف بيت فتجيبه كل الحلقة بقرار أو تخميس من تلك التخميسات التي تستعمل في المسيرة أو الموكب السابق( سبرا ) ويصحب ذلك حركات شائعة بالأرجل كنوع من التوقيع والرقص على الغناء ثم يأتي آخر وينشد قصيدته بلحن آخر وبتخميس خاص بهذا اللحن، ويستمر ذلك حتى يكون جميع الشلاله قد غنى كل منهم قصيده ، وإذا كان عليهم بعد نهاية الرقص أن يذهبوا فأنهم يذهبون إلى بيت( المنصب ) أو ( مقـّدم الحارة ) أو ( الأبو ) باستثناء البقـّاره فأنهم لا يذهبون وربما يكون السبب في ذلك أنهم لا يعتبرون أنفسهم من ( طبقة المساكين أو الضعاف ) (48) ويحمل الشباب ( الأبو ) وأحسن الشلالين على أكتافهم جيئة وذهـابا، ويحاول ( الأبو ) بشيء من التواضع المعروف بين سكان جنوب الجزيرة العربية، أن يمنعهم من معاملته بهذه الطريقة غير أنهم لا يزيدون ألا إصرارا.

http://up.qatarw.com/get-12-2008-8ortjvl9.jpg

الزامــل

قام كل من لاندبرج (49) وروسي بنشر أ كثـر عن الزامل، وكأغلب أغاني العمل والمواكب والأسفار تنظم قصـائد الزوامل على بحر الرجز وتغنى قصائد الزوامل ارتجالا كما هي العـادة وتنشرها القبيلة في مواكب الحرب أو العودة من المعارك ، أو رحلات الصيـد الموفقة أو في الأعراس والولائم.
وتعتبر قبيلتا ( نهـد )و( يافع ) أكثر القبائل إجادة للزوامل في حضرموت ، والزامل كما يقول لندبرج أكثر بطئـا من(المرجوزة) والقصة التالية تمثـل أحد المناسبات التي يقام فيها الزامل (( في أحد المناسبات ذهبت نهـد ويافـع إلى (الحكم بن عجاج ) المقيم في( قعوضه ) و(الحكم تقليد قبلي لحاكم يحكم حسب الأعراف القبلية والعادات المتوارثة..الخ ) ، وكان وصول نهـد قبل يافع وقد خشي اليافعيون من أن يكون الحكم قد تمت رشوته فأنشدت يافع هذا الزامل:

مــاشي بقش ماشي بقش
من لي يــهـزّون النمـش
يـافع كـمـا نـاب الـحـنـش
من عـضّته مـالـه طبـيـب

وأهتز حكم نـهـد وأخذته الغيرة على سمعته ، فأجاب على الفور لليافعيين بالجواب التالي :

مافي قعـوضه شـي وخـش (50)
أو عـال في رؤوس الحمـش (51)
لو تغـدي العظمان طـــــش
نحكم على الحكم الصليب

وكمثال آخر على الزامل :

يوم التقوا في المسحره العقل عا لشيبان ضاع(52)
شطيت ماشفت السما وطيت ما حصلت قـــــــاع

http://www.1ss1.com/2008/10/1ss1_vpOdEDQq3G.jpg

وحدث أن كان بعض من قبيلة العوامر يحاولون أن( يرتجزون أويزملون ) فطلبوا من بعض المشائخ ( آل الزبيدي) أن ينظم لهم أبيات زامل فأعتذر بداية الأمر غير أنه وبعد إلحاح شديد من قبيلة العوامر اقتنع أن يقول أبياتا للزامل وذلك بعد أن أعطي الأمان من القبيلة، لأنه كان أعزل من السلاح كغيره من المشائخ الذين كانوا يقتدون بالسادة ، ويذكر أنه نشبت حرب بين السلطان الكثيري والعوامر أدت إلى مقتل الكثير من قبيلة العوامر فأنشدهم الشاعر الزبيدي قائلا :

كل تكهف من سيول الصيف يوم الزبد رابط لســــاس الدار
وأهل الميازر ناكسين السيِّف يا من رفع راسه دقّه الغــار

وقد كان الشـاعر الزبيـدي يقصـد بسيـول الصيـف جنـود السـلطان الكثيري ، وأدرك العوامـر هـذا التلميح السـاخر بالطبـع ، وآثار ذلـك غضبهم وحفيظتهم على الشـاعر وهم الشبـاب ذوو الحميـة الزائـدة من العـوامر أن يقتلوه في الحـال فصـاح فيهم ( المقدم ) قائلا : ( في وجهي ) أي قسم على الشرف ، ويعني بذلك أن الشاعر قـد أصبـح تحـت حمايتـه فرفع شـباب العوامر أيديهم عنه.

المراجـيـــز


يقول بن هاشم : ( تقوم المراجيز بالنسبة إلى أبناء الحارة مقام الزامـل بالنسبة للقبائل ، و يتنافس أبناء الأحياء بها مما تثيره من حماس بينهم وعادة ما تبدأ بعبارة ( قـال بـداع القـوافـي ) .
وتعتبر المراجيز من أغاني أبناء الحضر من سكان الحارات في المدينة ، خصوصا عنـد عـودتهـم من الصـيد في مجموعات تعرف ( بالخبره ) وتتكون ( الخبره ) من حوالي عشرين شخصا من ( المساكين أو أبناء القبائل أو السادة ) تحت أشراف ( أبو الخبره ) وتتقدم جميع ( الخبر ) في نظام محدد بحيث لا تتقدم مجموعة على الأخرى وعند العودة إلى تريم ترتب كل مجموعة أفرادها في خط أو طابور طويل مع الاحتفاظ للقبائل بالمقدمة ويمسك أقوى رجل برأس (الوعل) على عصـا ويكون في مقدمة المجمـوعـة ويروح ويجئ من المقدمة إلى المؤخرة ويسـمى هذا ( الـزف ) ويكون لكل مجموعة أغنيتها الخاصة حيث يتقدم الشعراء من أي جانب من الخط بإلقاء الشعر عندما يتهيأ لهم المزاج ويتوقف الخط عن السير ليستمع إلى الشاعر الذي يقول أبياتا كـهذا البيت:

قـال بـداع القوافي بارق الجـودات رف

وفي هذه الحالة قد يثير رجال حي معين أبناء الحي الآخر بتعليقات ساخرة مثل:

قال بـداع القوافي خـابروا من لا عــرف
من خلقنا ما سمعنا زف عند أهل الغرف



أي أنهم لا يستطيعون اقامة موكب لصيد الوعول بأي حجم كان ، حيث أن الزف لايمكن أجراؤه الابوعل له أربعون حلقة في قرنه ويسمونها ( عجر ) ، أمااذاكان لقرنه عشرون( عجرة ) أواقل فلا يقام له زف أما الغزال فليس له شيئ يذكر بالطبع (53).
وهناك أبيات أخرى بالرجز يسخر فيها الشاعر من أهل ( السويري ) وهي قرية على مقربة من جنوب مدينة تريم الذي كما يقول الشاعر اشتهروا بالخفة والتقلب ، بحيث لايمكن الاعتماد عليهـم يقـول:

أهل السو يري كلهم عطابيش
لي الهبوب يشلهم كما الريش (54)

ولا يحق لغير أهل الحافة استعمال شـبكة الصـيد ، وهي عبارة عن قطعة سـوداء من صوف الماعز فيهـا عيـون وثـقوب يصل اتساع العين الواحدة إلى ثلاث بوصات مربعة (55) ، أما عند القبائل فالأمر يختلف بعض الشيء فكل جماعة من الصيادين أو( القناصة ) أوالقنيص رئيسا أكتسب الخبرة من أجداده في معرفة هذا الفن ويعرف مكان مرور الوعول في مختلف الممرات أو ( الشـّحر ) ويقوم هذا الرئيس بتعيين مواقع الرماة ببنادقهم ( الرميان ) ، ولاشك أن هذه المواقع كان يحتلها رماة النبال قديما إذ لازالت الأقواس المصنوعة من جريد النخيل يستعملها الأطفال من بين ألعابهم لرمي الطيور (56) ويأتي الضاربون على الطبول ، أو ( الشنانه جمع شن ) من خلف الجبل أو من جوانبه وهم يصرخون ويضربون على الصفائح المعدنية( التنك ) محدثين بذلك ضوضاء كثيرة ، وعادة ما يكون هؤلاء من غير حملة السلاح ويتخذ كل أثنين من ( الرميان ) موقعهما في الممر أو ( الشحره ) ، وتبدأ اللعبة بين الرميان ويضرب الرامـي ببندقيته على الحيوان عندما يمر في مجال رميه أي في ( الخطمه ) جمع خطم ، ولا يحق له أن يرمي إذا تجاوز الحيوان ( خطمته ) ، وظهر في خطمة جاره وإذا حدث أن تجاوز أحد الرماة مجاله وضرب الحيوان وهو في خطمة جاره ، فانه يحال إلى القضاء حيث يتقدم أهل الحافة إلى ( أبـو الحي ) وعندما يعجز عن إصدار حكم مقنع فأنهم يذهبون الى أهل ( مدوده ) وهي قرية تقع على مسافة ساعة شمال سيئون ، وهناك كما يقال يوجد نوع من المحاكم الخاصة لمشاكل القنيص واختلافات أهله ، حيث يعرض المتقاضون من الرميان قضيتهم فيحكم فيها أهل ( مدوده ) ويصدرون قرارا بذلك ، ولسؤ الحظ لم تتح لي فرصة لمزيد من البحث حول هذا الموضـوع ، وأما القبائل فلا يحتكمون لأهل ( مـدوده ) بل يقدمون شكواهم إلى ( مقادمتهم ) أو رؤسائهم.

والى جانب الرميان ( والضاربين على الشنان والتنك ) هناك الخـّداعه ، أو( المكمنين ) وهم أشخاص يكمنون للوعل بالسلاح الأبيض من خناجر وغيرها ، فمثلا هناك إذا رمى ( أ ) الحيوان وجرحه ، ثم رمى ( ب ) الحيوان وقتله فلا اعتبار لضربة ( ب ) وتحسب لصالح ( أ ) شريطة أن يكون ( أ ) قـد نبه الآخرين قائلا : ( وثلا ثي )(57) ، والمعنى من هذا التعبير الغير معروف ويبدو أنها تعني لقـد كـسبت انتصرت أو حزت النصر ، وفي حالة التنازع حول من ضرب الحيوان فيستطيع القاضي أو الحكم بالطبع أن يتعرف على الرامي بمعرفة نوع الطلقة تبعا لاختلاف لأنواع البنادق والرصاص ، وإذا حاول أحد أن يغش في اللعبة وهو أمر خاضع للمراقبة الشـديدة فأنه يفقـد نصيبه من الغنائم ، حيث يعتبر الصيد شيئـا مبجلا ، محترما وقـوانينه في الدرجة الثانية بعـد التشاريع الدينية ، وتوزع مهـام اللعبـة أي عملية الصيـد على جميع الرماة ، إلا أن أنجح الضاربين ينال نصيبا أوفر على وجه الاحتمال ولا شك أن هناك قانونا مقدسا في توزيع أجزاء الحيوان ( الوعل ) المصاب كما يحدث ذلك في تقسيم الذبيحة للضيف أو المجمـوعة من الضيوف فهناك طريقة محدده لتوزيع قطع اللحم بين الضيوف ثم بين سكان البيت عندما يأكل الضيوف ما يكفيهم ، وسنورد في الجزء التالي مزيدا من التفاصيل عن الصيد في حضرموت لأهمية ذلك في الكشف عن النقوش التي تعود إلى عهود ما قبل الإسلام ، وذلك في حديثنا عن القصائد الملحقة في الجزء الأخير من الكتاب.
وفي الوثائق التي توضح حقوق الحضر في حافة ( السوق ) في تريم ، هناك إشارة إلى الطرق المتبعة في الذهاب إلى الصيد وتلميحات إلى كثير من الأعمال الغريبة كذبح رأس الذبيحة على أحد أطراف شبكة الصيد إذا كانت الإصابة بالبندقية في مكان غير مناسب من جسم الحيـوان.

لقد تحدثنا حتى الآن بما فيه الكفاية عن الصيد لعلاقته بالمراجيز ، ولا تزال هناك مناسبات أخرى للمراجيز كوصول ( غريب ) من سفر ، والزواج وعقب صلاة العيد ، إذ يصطف رجال القبائل في صف أوصفين حسب العدد الموجود وتكون الشخصيات البارزة في الوسط من الصف الأول وبينهم المقدم أو الرئيس ، ولكل قبيلة شاعرا خاصا ، وغالبا ما يكون المقدم نفسه ، ويتقدم الموكب في خطوات وئيدة مع ضرب البنادق والغناء (58) ، وكما أشرنا سابقا فأن الشـاعر عندما يرغب في إلقاء الشعر يتقدم واجهة الصفوف فتقف القبيلة ، وقد يؤدون التنصوره متبوعة بأصوات( ولا خب أيـ يـ يـوه ) الخ. وكمثال على التنصورة مايلي:

نحن الأسـود الغـلاّ به .... كمن قبيلي كسرنا نابه

وإذا كانت المناسبة عيدا فعلى مثل هذه المواكب أن تذهب نحو بيت ( المنصب ) أو أي مكان آخر بعد أن يرتبوا أنفسهم في صف طويل ، وبعد ذلك أما أن يطلقوا وابلا من الرصاص أو يخطو المقدم إلى مؤخرة الصف ويشير عليهم بأن يطلقوا النار واحدا واحدا أو يؤلفون محيطا مستديرا (حافه) (59) يدورون فيها وهو عمل لابد أن يكون مشابها للطواف عند العرب القدماء وقد شاهدتهم يفعلون ذلك الدوران في اتجاه معاكس لحركة عقارب الساعة ، وبعد ذلك يقومون بأداء رقصة تسمى ( برعه ) (60) في دائرة تتكون من صف واحد من أفراد القبيلة ويدخل واحد أو اثنان يرقصان بالجنبيه ويكون الراقص الأول هو المقدم ، ويـؤدي رجال قبيلة يافع في حضرموت رقصة البرعه ( بالسيوف).

أناشيد المولد

يقول بن هاشم : (( لقصة المولد النبوي (61) والمدائح التي تقال في صاحب الرسالة شعرا خاصا ، يترنم به أولئك المشاركون في مراسيم المولد ، ويبدأ قائد المرتلين( الحادي ) بالغناء أي يحدوهم فيجيبه الحاضرون بتراتيل معينة ، ويحركون رؤوسهم بنشوة وارتياح ويحتوي كتاب المولد وأسمه ( مشرف الأنام ) على أكثر من عشرين قصيدة في مدح النبي ، ولكل قصيدة لحن حضرمي بهيج يردده المنشدون دائما ويذكر أنه قبل اكثر من ثلاثمائة سنه دخل الشيخ الفاضل علي باراس إلى الحرم المدني يتبعه حشد من الناس ( وقاموا ) بأداء مولد حافل دعا إليه أعيان المدينة بعد أن أقام بجمع الحضارمة الموجودين هناك وحداهم بقراءة مولد ( مشرف الأنام )(62) محافظا على الأداء بالطريقة الحضرمية في الإنشاد وقد عمت النشوة والسعادة جميع المشاركين وعاد سكان المدينة إلى بيوتهم وقد امتلأت صدورهم بمشاعر الإعجاب بتلك الألحان الرائعة )).
ولا يبدو هناك أي اختلاف كبير بين الموالد الحضرمية وغيرها في العالم الإسلامي إلا أن (مشرف الأنام) يتميز بكونه مولدا حضرميا خالصا ويذكر سنوك هير قرونجيSnouck Hurgronje (63) أن هناك مولدا شائعا في( جاوا ) لأحد البخاريين يسمى ( مولد شرف الأنام ) ومن المحتمل أن يكون نفس المولد الذي أشــار اليه بن هـاشم .
وفي يوم مولد الرسول في شهر ربيع الأول يجتمع الناس لقراءة المولد وعادة ما يكون مولدا قصيرا اسمه (مولد الدبيعي) أما في المدن الكبيرة فيقرأ (المشرف) في المساجد الرئيسية ويستغرق ذلك اليوم بأكمله (نهارا كاملا) ويتجمع الناس في جامع تريم قادمين من المناطق المحيطة حيث يبدأ المولد قبل غروب الشمس وتوجد في تريم عائلة من المشائخ هم ( آل باحرمي) الذين يشار إليهم كثيرا في التاريخ الحضرمي إذ منهم كثيرا من الدارسين المشهورين وأفراد هذه العائلة هم الذين يقرءون( المشرف) ويعرفون أنغامه وهم بالفعل مرتلو القرآن في مساجد تريم وعند تجمع الجمهور يشرعون في نشيـد المولد ، كما يقرأ المولد أحيانا في مناسبات الزواج للتبرك.

الحان ليـالي رمضـان

يقول بن هاشم: (( تحى ليالي شهر رمضان بعد صلاة التراويح في حضرموت وذلك بالأناشيد والأغاني الشجية التي تحتوي على قصائد في مدح الرسول وأهل البيت ، وقد لحنت هذه القصائد بالحان مؤثرة تحرك القلب والمشاعر وتثير عواطف الإنسان وذكرياته التي كادت أن تنسى مثال:

مرحبـا ياشهـر رمضــان مـرحـبـا شـهـر العبادة
عـــــــاده الـلـه عـلـيـنـــا و عـليكــم بـالسعـادة

وهكذا تبدأ قصائد وأناشيد شهر رمضان وهذان البيتان يستعملان كقرار للأناشيد التي يغنونها ولها ألحان خاصة بالرغم من أن هذه الألحان ليست قديمة وقصائده على شكل التخميس ولم أنقل منها شئ باعتبارها مبتذله وعادية غيرمتميزه(64).

أغاني السيول وإرتواء الحقـول

( الـرّايـه ) هي الاصطلاح الفني للحرث وبـذر الحقـول بعـد ارتوائـهـا من السيول المتدفقة من هضبة الوادي والأرض المروية (الجـرب .ج جروب) أو (شرج. ج شروج ) تعود ملكيتها إلى عائلات كثيرة ، وتتم حراثة الحقـول باستخدام الجمال التي يقودها ( الجمالة أي أصحاب الجمال ) المخصصة للعمل في الحرث ، أو استخدام الثيران التي يقودها (البقـّاره ) ويدفعـون الحلي وهي آلة خشبية على شكل( L ) منفرج نوعا ما لها مقبض للتوجيه وفي المقدمة الأمامية قطعة حديد عريضة على شكل رأس الحربة تغرس في الأرض لشق عمق التربة ، ويتبع أحدهم ولد ينثر البذور في الأخاديد التي حفرها المحراث ، أو يوضع نوع من الأنابيب تربط خلف المحراث تخرج منها البذور على الأخاديد وبعد ذلك تتم تسوية الأرض ( بالمخفاة ) وهكذا تزرع ذرة الموسم والسمسم ( الجلجل ) و( الدجر ) نوع من البقوليات و ( الفقوس ) الذي يستخرج منه نوع من المكسرات ( الحنظل ) ، أو مايعرف( ب اللب أو الفصفص ) ، وفي بعض الحقول الكبيرة تستخدم أحيانا عشرة من الجمال أوالثيران في عملية الحراثه ، وعندما يدفعها ( البقـّارة ) للعمل يقول البقـّارة لأحدها ( مـد لـك العافيـة ) أي لك الصحة الجيدة وغالبا ما يتغنون بأشعار شاعر قديم من شعراء العامية هو أبو عامر المولود في شبام وقد اشتهر بالحكمة ويقال أيضا أن شبام هي ( مدينة الحكمة ) وأقواله معروفه بين السكان:

يقول بوعامر خيار العلم قولت مادريت ............ إن شفت شي ماقلت شي وإن حد حكالي ماحكيت

وعندما يتغنى أحد الحرث ببيت من أبيات بوعامر يجيبه الآخر ببيت مختلف مستهل بعبارة ( يقول بوعامر ) ويجري كل ذلك أثناء الانشغال بالحراثة ومع حركة حيوانات الحرث ، وتشبه هذه الأغاني الى حد كبيرأغاني تلقيح النخل ( الفخطه ).
______________________________
الهوامش
(39) يحمل من المعنى في العربية الفصحى لكلمة( سمر ).
(40) وهو يعني بهذا (الشلال )سنشرح وظيفته في الصفحات القادمة.
(41) أنظر الصفحات القادمة.
(42) هو نوع من المناجل التي تقطع به الأشجار ويختلف عن(الشّريم) المصرب وهي آلة عمل قديمة جدا وقد وجدت في حفريات في اليمن اشتريت شريم لمتحف جامعة كمبردج للآثارأنظر ماكتبه(C.Rathyens H.V. Wissmann ).
(43) المعنى الحرفي أيام الزيارة من ( عاود أي زار) .
(44) عادة ما يكون المنصب في تريم من السادة وهوصاحب (حوطه) أي منطقة محمية مقدسة محاطة بالأسوار راجع بماذكر في المراجع المألوفة.
(45) يقوم أغلبية الحضر والفلاحين والطبقات العلياء في حضرموت بحلق الرأس أنظر(سونتان)في كتابه حضارة الصحراء باريس1949م) حول عادة تعقيد أو نسج الشعر.
(46) يقال أن وادي باعلال قرية جنوب الغرف ولكنني لااعرف موقعها كما لم أر لها أثر في خرائط (فسمان) أما قرية باعلال معروفه ومشهورة ولاتوجد قريه باسم وادي باعلال.
(47) المعلوم (جمعه معاليم(هوثوب نساء الفلاحين أو البدو) وبعض النساء يلبسن هذا النوع ولكن بتطريز ونقش تقليدي جميل وقد اقتنيت بعضا منها لمتحف جامعة كمبردج (المذكور) وعندما يصبغ الثوب حديثا بالنيل ويضرب ويكتسب منظرا براقا جميلا سرعان مايزول بالاستعمال ويخاطب الشاعر المرأة بيت النيل أي بيت (الصبغ) ويعني بذلك(ماأجملها وأحلاها في هذا اليوم) وكلمة اليوم لامعنى لها هنا وهي تتكرر ككلمة كورس وهي تشبه بالضبط تكرار كلمة ( يانوب ) أي النحل و( يوم ) مهمة هنا للقافية. وتعني كلمة ( مـال ) في حضرموت ( مزارع النخـيل ).
(48) لا يتزوج نساء الحضر إلا ناذرا من طبقة(المساكين) إلا أن الرجال يمكنهم ذلك ،ويعتبر البقاره في موقف أعلى من (المساكين) بالرغم من أنه يستطيع التزوج منهم طبعا ، والمبدأ الأساسي هو أنه لايمكن للمرأة أن تتزوج بمن أقل منها طبقيا أما الرجل فيستطيع الزواج من امرأة أدنى منه طبقيا وهذا هو المبدأ الرئيسي في النظام الاجتماعي.
(49) لاندبرج (حضرموت ) ص141 .
(50) يجب أن يكون الرد في الزامل بنفس الشكل العلروضي والقافية للزامل الأول الا انه فوق مقدوري ان أجد قوافي كافية بالإنجليزية وأن أحتفظ بالمعنى . (وخش) دسائس.
(51) الحمش: هي القمم العالية من الجبال وتعتبر البراكين من معالم حضرموت وهي تشمع عالية على السطح الممتد للجول.
(52) ترادف كلمة المسحره السهل الصحراوي ، وقد قيل انه موقع غربي شبام.
(53)عن صيد الوعول أنظر ماذكره ( انجرامس ) في كتابه( رقصة صيادي الوعول في حضرموت ) ( لندن1937م ) الصفحات من 12 الى13 وهي مزودة بالرسم مع الملاحظات عن عملية القنص، وقد علمت ان الحكومة الكثيرية قد أمرت بوقف ( الرعشـة ) أو الفنتازيا كما يسميها أهل سوريا التي تقام على القنص وكذلك المرازيح التي تقام بعد إطفاء حريق أو انقاد غريق، وأنظر ص27 حيث ( يرتزج أو ( يرتجز ) الناس في العادة ويؤدي ذلك إلى نشوب المشاجرات والإخلال بالأمن، أنظر ماكتبه A. Beeston)) فيThe Ritual Hunt ) لوفين 1948م الصفحات من 183 الى196 وكذلك ماكتبهG.Ryckmns) )حيث يشير الى أن الغزال الرمز المقدس ( للمقة ) سيد الغزلان، كما شاهدت بعض مناظر قنص منقوشة بالحفر في الحجرفي ( حصن العر ) وقد رسم إحداها فان دير مولن وذلك في كتابه( حضرموت ).
54) تصنع هذه العطابيش (السلال) من سعف النخيل وهي تشبه (الخبر )الصغيرة. (55) لقد شاهدت شبكة من هذا النوع في (عينات) وهو مكان مشهور بتربية كلاب الصيد. 56) ويعرف با سم (المنطب) وهناك عينة منه في متحف جامعة كمبردج للآثار.
(57) ويمكن أن تكون هذه الكلمة مستخرجة من ثلاث ومن السهل الافتراض بأن هذا القسم صادر عن عقيدة ( التثليث ).
(58) عندما تحركنا من رضوم إلى ميفعـه تفرق حراسنا من رجال القبائل إلى فريقين كل في خط وكان أحد الفريقين يتقدم بخطى سريعة رافعين أصواتهم بالمراجيز أومنشدين ( الزامل ) على الحان بسيطة بينما يتقدم الفريق الثاني بخطى متئدة ثم جاء دور الصف الثاني في الهرولة والإنشاد بينما رجع الصف الأول بهـدؤ ولزم الصمت .وعندما اقتربوا من حصن (اصبعون ) أطلقوا الأعيرة النارية في الهواء وهم يركضون .
(59) يقام أيضا محـفّ Mahaff باشتراك حيوانات الركوب في الاحتفال السنوي للشيخ عثمان الهاشمي الذي سميت بلدة الشيخ عثمان ( بقرب عدن) باسمه وقد شاهدت منها حميرا وجمالا ويعتقد الأوربيون بأنها مسابقات بين الجمال والحمير وليس ذلك صحيحا بالطبع فسباق الجمال شئ آخر وقد وصف (ألوي موسل Aloi Musil) في كتابه عادات وتقاليد بدو الروله (نيويورك 1928م) (الحفـّه ) بالركـض.
(60) للمزيد من التفصيل حول هذه الكلمة أنظر ( لندبرج) في(Gloss Dat Arabica) الجزء الرابع53 ، وكذلك صلاح البكري في كتابه (تاريخ حضرموت السياسي)ج2 ص200 وتقام هذه الرقصة في اليمن بمصاحبة الطبول ويحمل الراقصون البندقية بيد والخنجر باليد الأخرى.
(61) أنظر موسوعة دائرة المعارف الإسلامية، مادة مـولـد .
(62)أهديت لي نسخة من مولد بعنوان(مولد الرسول الأكمل محمد ) للسيد محمد بن أحمد الشاطري(القاهرة1348هجرية) وهناك مولد في عدن لمحمد بن سالم البيحاني( طيب الكلام عن مولد سيد الأنام ) ( عدن 1949م) ونستنتج من هذا ان تأليف الموالد الجديدة مستمر.
(63) أنظر كتاب Atcheh ج2 ص212.
(64) يشتمل الثرات الديني الواسع في حضرموت على أنواع كثيرة من الأناشيد طبعت مجموعة منها أشهرها (راتب الحداد)(ياقوي يامتين أكفنا شر الظالمين)وينشد في المساجد.

عيون المكلا 12-25-2008 08:58 AM

الف شكر استاذنا .تسجيل مرور ومتابعه قدر الامكان .

عفاف 12-25-2008 12:56 PM

فكرة طيبة تتطلب همّة وصبر وطول بال , توثيق لفن وهوية أمة حضرمية أصلها وجذورها ضاربة في عمق التأريخ الانساني ,, أتمنى أن أجد مقعد أمامي لاكون من أوائل القرّاء (بشغف) للموضوع المميّز وأتمنى من مشرفنا العام
أن يتقبله من ضمن المواضيع المميزة ويتم تثبيت الموضوع على الأقل.

تأثرت كثير بهذا الموضوع الجميل بمايحتويه من مواضيع كنّا نتمنى أن نقرأ عنها وهي لاتزيدنا الى فخر بأصالتنا
التي هي جزء من الآمة العربية والاسلامية ,,, نعم بلغت احاسيسي اسمى درجات التأثر المفرح والمفيد التي يعلمنا
إجلال الوطن والحفاظ عليه وعلى تراثه من نثر أو شعر أو غير ذلك .


أعانك الله نسأله ان يمدك بالصحة والعافية ,,, خالص المودة والتقدير والاحترام لشخصك الكريم استاذنا ابو عوض
الشبامي . شكر خاص للشبامي الاصيل عقيل بالربيعة لدعمه وتشجيعه بتوثيقه عبر موقعه هذا كل ماهو من التراث
والفن الاصيل .

عفاف 12-25-2008 01:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد باذيب (المشاركة 307814)
عمنا ابو عوض


رغم ان الكتابة دقلة .. بغت نظارة ..

ربنا يكون بعونك يا عم .. والف الف شكر ..

كلمة دقلة تضاف الى القاموس (اللهجة الحضرمية) ههههه ماشاء الله عليك.

أبوعوض الشبامي 12-25-2008 01:33 PM

تلقيح أناث النخل ( الفخطه )



يقول بن هاشم : (( ( الفخطه ) هي عملية تخصيب النخل ولم يترك أسلافنا الحضارمة الكادحون الجادون بارك الله فيهم عمتهم النخلة بـدون ألحان خاصة بها ولم يتجاهلوا ذكرها في الألحان الأخرى ، وخصوصا وأنها تعتبر من فخرهم واعتزازهم ، وقد وصف علي بن عقيل (( نغم الفخطه هذا بأنه عبارة عن صوت ( أوووووو ) يتخلله بعض الكلمات هنا وهناك ، ويأخذ خدام النخل وهو( القائم بخدمتها ) اللقاح من ذكر النخيل ، ويتركه حتى يجف ومن بعد يصعد إلى الأنثى ليلقحها به ، وقد شاهدت ذلك بنفسي في دوعن وذلك في أواخر شهر يناير ، ويقومون بالغناء وكذلك في وقت( دهن ) التمور بزيت نبات الخروع ، وينمو هذا النبات حول الآبار ، وقد شاهدت النوع البري من هذا النبات في السهل الممتد بين ( هينن وقعـوضه ). وعملية التزييت تتم في أنواع خاصة من التمور مثل مجموعة التي تندرج تحت اسم ( الصفاري ) ، وهو اسم يشمل أنواعا مختلفة(65) ويتخذ ملاك النخل الأثرياء (66) خادما مهمته الوحيدة هي رعاية النخيل وهم خدام النخيل أو(خدام الرتعه بمعنى الفخطه) ، وهو أيضا بالمناسبة الخادم الذي يقوم في حالة عدم انشغاله بنقل الأخبار السارة أي ( تبشير فلان بن فلان ) واستلام البشارة من الناس الذين نقل إليهم هذا الخبر السار وتقدم البشارة أو المكافأة بـ ( روبيه ) ويقوم كذلك في الأعراس والولائم والمناسبات بتقروب الماء وغيره للضيوف والطهاة في المطبخ .

قصائد زيارة هـود ( التهويد )

يقول بن هاشم : ( (عندما يحين موسم زيارة هود يبدأ التمهيد لها بأغنية أو لحن غريب ، يصاح به لبعث الرغبة في الناس للقيام بالزيارة ويسمى هذا اللحن ( التهويد ) ويحتوي على كلام أقرب إلى النثر منه إلى الشعر يحث سامعيه على القيام بزيارة شعب هود )) . وفي ليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من رجب بعد انصراف الناس من المساجد يقوم أفراد كل حي بالتجمع قرب المسجد للاستماع إلى قصة الإسراء والمعراج، ثم يصيح ( الشلال ) هـود يا هود ، وتلقى الأبيات من النوع القصيدة رقم 11 التي مطلعها:

يا غافل أذكر الله
وقل لا اله الا الله
دايم ولا الملك غير الله
الله الله الله

وفي السابع من شعبان تبدأ الرحلة إلى( شعب هود ) ، وتتم زيارة جميع الأولياء في الطريق ، ويكون التهويد طيلة تلك الأيام ، وأضاف الذين اتصلت بهم قولهم ( انه من الصعب فهم تلك الأشعار ، كتلك التي وردت في النص 11، في الوعد ببناء قبة للنبي ، وإهدائه عروسا إذا شمل المحاصيل برعايته شئ بالغ الغرابة وذلك في قولهم:

لا سلمت الهلباء من الطرف ليله
بنينا قبة وعروس للنبي
آه النبي آه النبي آه النبي

وبذل العلماء جهدهم في تطهير أدعية ومراسيم زيارة هود من الشوائب الوثنية ، ولازال البعض منها باقيا ، ولكني أؤجل الحديث عن ذلك في مكانه وذلك في التعليقات التي تناولت بها الشواهد والقصائد الملحقة ، وتوجد بمكتبة آل ( الكاف ) مخطوطة تشمل على أدعية ومواعظ كتبها أحمد بن حسن الحداد بعنوان( فائدة في زيارة قبر النبي هود ) ، وهي توضح مراسيم الزيارة ، ولكنها لا تشكل فائدة عظيمة ، وهناك في ضريح النبي هود توجد نسخة مطبوعة من الأدعية والمواعظ (67) ، غير أن البدو والفلاحين لا يعملون بها وهم أيضا مستمرون في أداء ( شعائر وثنيه ) ، وفي هذه الأيام تقام الزيارة في ليلة النصف من شعبان كما كانت عليه في الأزمنة الغابرة وليس هناك في الماضي البعيد ما يدل على هذا الموعــد .

الحـان السنا وه أي ( الري من الآبار )


تعتبر أغاني السناوة من أبرز الأغاني التي يرددها المزارعون في حضرموت، ولا يمكن أن ينسى أي زائر يزور تلك المنطقة ذلك الأنين الموسيقي الذي يسمعه طوال النهار ماعدا وقت الظهيرة في اشتداد الحر ، وكذلك خلال ليالي شهر رمضان ، ويعمل الجميع رجالا ونساءاً وحتى الأطفال في عملية السناوة أي في نزح الماء من الآبار بمساعدة الحيوانات أحيانا وبدونها أحيانا أخرى .

http://www.1ss1.com/2008/10/1ss1_7wibESKbs7.jpg

http://www.1ss1.com/2008/10/1ss1_KahZY4sNXu.jpg

وعندما ينزح الماء في الإناء ( الغرب ) وهوالدلو الكبير المصنوع من الجلد يسحب حبل من الحبال فينسكب الماء على الحوض المبني على حافة البئر ، ثم يتوزع الماء على القنوات لري النخيل ومحاصيل الحبوب والمزروعات الأخرى من خضار وغيرها ، وعندما تنمو الذرة وتحمل السنابل بالحبوب يسمع الإنسان أصوات المقاليع وتسمى ( النضف ) في اللهجة المحلية ، والتي يصوبها الأطفال نحو الطيور لأبعادها عن الحقل .



وعندما يهبط الفلاح الساني إلى ( المقود ) وهو المنحنى المنخفظ الطويل ( الذي يساعده في سهولة شد الحبل المتدلي في عمق البئر) فأنه ينادي على حماره ( هيـّا أندره ) أي أهبط وعندما يحين وقت الصعود يقول: أو..و..و..و..دي أي عودي ، كما يقولون أيضا ( اطلع بارك فيك ) أي إصعد لك البركة ، وعندما يهبطون يقولون ( قـوّة عافاك الله ) أي قوة أعطاك الله الصحة ، وبعد كل بيتين من الشعر يترنم الساني ( لما ليـالي يالما ليـالي ) وهي الدندنة المعروفة بالدندنة حق السناوة(68).
وكما أشرنا إلى أغاني العمل الأخرى فأن أشعار السناوة تنظم على بحر الرجز وتدورحول مختلف شئون الحياة من حب وحنين وأمثال وهزل وأغاني للزراعة ، والدين أحيانا،..الخ ومن المختارات الأخيرة نقتبس الأبيات التالية:

الله يشفي كبدتي وتبرا ......... باللحم والدبّه و حضن عذرا


ياسـادتي ياساده آقفولي ................... عسا تقع في سعفكم حمولي



ويقــول:
أن كنت تبغى الحرث يابن يعشوت

شــتـاك بـالـبلـده وبــرك الحــو ت

البــرمـن تـعـفـره وأنت مــرتـاب

خـا يـف من الحـلـه وجـمع لسـبـاب

أن قـد صـلح مـثل الـرصاص ينــداب

وأن مـا صلح بعـنـا البـقر والكــتاب

السـا ني يشـرد والطـبين طلاب (69)

وآخـر غـريم يـقبـض مـلانة البـاب


وتتضح أهمية وفائدة أغاني واشعار السناوة للقائمين بهذا العمل في إنها مهنة تعتمد في ماتدره من محاصيل ، على عضلات الساني وأشهر الناظمين لشعر السناوة هوبالطبع الشاعر العظيم( سعد السويني ) والذي باسمه نقلت الأشعار.


أناشيد أو ( نشايد ) الصوفيه

يقول بن هاشم : (( عندما تعقد مجالس العلم وحلقات الذكر تنشد القصائد التي تجعل الإنسان متواصلا مع ربه ، ومتوسلا ومتقربا إليه ، ويلقي المنشد تلك القصائد بلحن ينسجم معه الحضور ويتأثرون حتى يبكي البعض ويتحسر ويئن البعض ، ثم يقوم الواعظ في بعض الأحيان بإلقاء موعظـة )).
ويختلف ( الذكر ) في حضرموت عنه في أقطار عديدة ( وهو انه مرفوض إذ لم يكن ممنوعا عمليا في كثير منها ) ، باختلاف الطرق الصوفية فالطريقة التي نجدها في شمال أفريقيا غير معروفة شكلا في حضرموت بالرغم من أن وجود جمعيات تحمل أسم ( الطريقة ) كالطريقة العلوية المحصورة في السادة العلويين ، ومن المؤكد أنه لا توجد جمعيات من هذا النوع بين اليمنيين في المناطق الجنوبية ، وفي هذه الحلقات الحضرمية يجلس المنشد ، وبين يديه كتاب مخطوط به قصائد عامية ذات طابع ديني ، ويبدأ بقراءة آية من القرآن قبل أن يشرع في النشيد.

موسيقى أتباع آل السقاف

يقول بن هاشم ( لحضرة مولانا السقاف التي تقام بمسجده ( مسجد السقاف )(70) الحان خاصة بها ، وبمصاحبة الدفوف والمزامير ، والهدف من الحضرة هو إنعاش الروح وتنشد في الحضرة قصائد للسـودي (71) والعيدروس العدني(72) وآخرين ، وألحانها مغربية ومصرية في الأصل ).
وتقام الحضرة في المساجد مرتبطة بالأولياء وقد حضرت إحداها في ميفعه وقد أقامها آل العطاس في المساء ولكني لم أبحث عن أصل هذا الطقس الديني والحضرة في مسجد حريضه عبارة عن إنشاد يصاحبه الطار، وفي كتاب (الفوائد السنية) تعريف للحضرة (إنها اجتماع الناس ساعة لذكر الله والصلاة وقراءة مولد النبي محمد وحصول البركة من ذلك الاجتماع، ) والسقاف هو عبدالرحمن السقاف وقد تأسس مسجد السقاف في سيئون عام 1166هجريه ، وكان من عادة السقاف أن يستمع إلى الأناشيد فيه يوم الاثنين والخميس مسـاءا كما هو الآن،ويؤدي الغناء أتباع السقاف الذين كما يقول بن هاشم يؤدونها في الأفراح بألحان مصرية الأصل ، ووصف بن هاشم هذه الألحان بأنها تختلف عن الحضرة ، وهم كذلك يتقدمون نعش السيد يلهجون بذكر الله بطريقة منغمة ولكن بدون استعمال آلاتهم الموسيقية.

وأتباع السقاف مرتبطون ارتباطا مباشرا بالسادة ولايمكن للطبقات الأخرى استخدامهم، وتقام الحضرة هذه الأيام كل أثنين وخميس ولمدة ساعتين تقريبا يستعمل فيها ( أتباع السقاف الدفوف والشبابات والطبول ( الطيران ) ذات الجلد من جانب واحد ) وتشبه الشبابات المذكورة سلفا المزامير ، ويحصل هؤلاء الأتباع على الصدقة ولا يحصلون على أجور مقابل الحضرة ، وغالبا مايناولهم الناس القهوة أثناء الحضرة في أناء يسمىّ ( دلـّه ) ، ويتغنى الأتباع بمدح السقاف أو العيدروس العدني ، ولهم قائد ( أبـو ) يقودهم في الإ نشاد ( حادي ) فيتبعه الآخرون بالموسيقى ، ويبلغ عدد هؤلاء الأتباع بين الأربعين والخمسين ، وهم من طبقة المساكين وينتمون إلى عائلتين هما عائلة ( آل باشـعويث ) وعائلة ( آل بامصري ) ، وهم تابعون قضائيا لمنصب ( ثبي) (73) ، الذي يفصل بينهم في المنازعات .

وفي حالة زواج أحد السادة يكلفون سبعة منهم لأحياء الحفل، أربعة بالدف وثلاثة ( بالشبابات ) وتبلغ أجرتهم أربعة عشر روبية ( 7ريالات ) ، ولهم طعام في بيت العريس والعروس ، ويقومون بإحياء حفلات الزواج للسادة في تريم والقرى المجاورة مثل ( عينات ) ، وفي حالة مشاركتهم في جنازة سيد (74) يستلمون( قهاول ) من الذرة يقتسمونه بينهم ، وعندما يأتي أحد السادة من الخارج يستقبله أصدقاؤه وأقاربه بموسيقى أتباع السقاف و( شحاته ) ، أي مغنية معها عشرة أو عشرين من النساء يقمن بإطلاق الزغاريد ( الحجير ) أو يؤدين صوت( الغطرفه ) في الوادي( قدلايكون هذا الاسم شائعا في الأماكن الأخرى)(75).

وقد قيل أن أتباع السقاف هؤلاء جاءوا من مصر(76) ومن المحتمل أن يكون عبدالرحمن السقاف هو الذي أحضرهم بنفسه ، ويبدو أنه في وقت ما كان هناك شعر صوفي يتغنى به المنشدون في مساجد حضرموت وذلك لما أورده الحداد وقد كتب ذلك في النصف الأول من القرن الثامن عشر ، من أن علوي محمد الحداد قد سئل : مارأيك في حلقات الغناء التي تراها في مساجدكم والتي تنشد فيها الأشعار الغزلية بالأنغام المطربة والألحان الموزونة ؟؟
فأجاب: أن مساجد حضرموت تخلوا من الذكر فتم السماح لهذه الأناشيد ولكن يستحسن أن تترك..! وقد أقتصر بن هاشم في حديثه عن الحان أتباع السقاف على أنواعها الثلاثة في الحضرة والزواج وتشييع الجنائز ، وأغفل ذكر الألوان أو الفصائل الموسيقية التي تشملها تلك الأنواع التي ذكرها ، فهناك على أي حال ألوان أخرى من الأغاني لم يشر إليها وبالرغم أني لا أستطيع التحدث عن ألحانها ونغماتها التي استمعت ألي كثيرا منها إلا أني سأقوم بوصف لبعض هذه الأغاني .

وهناك من الغناء يسمى ( الهـدهده ) ، ويقدم لي محدثي أمثلة لهذا النوع وتشير مجلة تريم( عكاظ ) إلى نوع يسمى ( الأرحيـّة ) وهومن أغاني النساء ، وبالرغم من استفساراتي حول هذه الأغنية لم يستطع أحد أن يحدد لي ماهيتها.
ومن بين أغاني العمل والتي لا توجد لها أمثله محدودة هنا والتي غالبا ما تكون من بحر الرجز البسيط ، تلك الأغاني التي يغنيها العاملون أثناء تنظيف ( تقليف) التمور وهوعمل يقوم به العمال ، وذلك بفتح التمور بالأسنان ولفظ النوى وتجميعه في كوم ورصه ليستعمل علفا للحيوانات ( رضيح ) وقد شاهدت بنفسي هذه العملية في إحدى الغرف من بيوت السادة.

أغاني النخالة

خلال عملية ضرب الجبس( صباطة النوره ) التي تستعمل في البناء وأيضا خلال ضرب ونخالة بعض الحبوب ، تغنى بعض الأغاني الخاصة بنخل القمح في الهواء الطلق ( ذلاحه )، وعادة ماتقوم النساء بهذه المهمة وذلك بسكبه من ( الزنابيل ) فوقه جذع نخلة ، ويعرف هذا ( بمدومة البر )(77)


وكمثال على بعض الأغاني خلال هذا العمل:

عـبيـد شـاعـر قال مرثاتي لمن ذريه بنـــــات ................ يدعي لهن بالموت لوهن عراوس مسندات

وعبيد هو صاحب البنات ويقال أنه أحد القدماء من أمثال الحميد بن منصور وأبوعامر..الخ ، وهناك العديد من الأغاني التي تنسب إليه وهو يترحم على والد البنات لأن تزويجهن مصدر متاعب وقلق خاصة أنه لا يملك المال للعناية بهن وبقائهن عنده ، ولعل كلمات هذين البيتين تعبر عن مرارة الفلاح الحضرمي واذاكان نصيب الفلاح في الرزق ضئيلا ، فأن نصيب المرأة يكون اقل بالطبع ، ولكن هناك شيء من العزاء فها هو الفلاح الحضرمي يغني:

عبيـد لام الله من يلـومك......... لوجات عيشه فرجت همومك

ويعني عبيد هنا انه إذا لمح زوجته ( عيشه ) وهو في الحقل يكد ويشقى ، قادمة اليه تحمل معها وجبة الطعام ( الغداء ) وتعينه أثناء قسط الراحة، فأن ذلك هو الفرج من هموم العمل والحياة.




أغاني أولاد المدارس

عندما يتم أحد التلاميذ حفظ القرآن أي يختم الختمة(78) ، فأن جميع الأولاد يذهبون في إجازة مدتها سبعة أيام، وفي كل يوم من أيام الإجازة يخرجون في موكب من ( العلمه ) مدرسة القرآن وهي ( الكتاب ) في مصر ، بعد أن يقرءوا شيئا من القرآن هناك ويتوجهون إلى بيت أبو الولد الخاتم منشدين ويرزحون بهذه الكلمات المتناغمة:

تمْ تم تــلاه كـلـّــه تم تم ماشي تعلام (79)

وعندما يصلون إلى البيت ينالون الهدايا من الحلوى والسمسم ، إذا كان ذلك في استطاعة أهل البيت ويحدث هذا الموكب كل يوم وفي اليوم السابع يقيم الأب( ضيافة ) يدعوا فيها الأقارب والجيران وبعض الإجلاء ( الصالحين ) والأولاد أنفسهم ، ثم يقرأ المولد وفي حالة أن يكون الولد من السادة يحضر أتباع السقاف باعلوي ، ويرافق المحتفى به ستة من الأولاد يلبسون البنانيس ( ج.بنوس ) وهو قطعة من القماش محشوة من القطن ومغطاة بالحرير الأخضر والأصفر والأزرق ، ومزين بالأزرة ورباط تحت الحلق ويحتفظ المعلم بهذا البنوس لمثل هذه المناسبات ، ويمر عليهم خادم حاملا لوحا منقوشا عليه بحروف بارزة سورة الفاتحة وآية الكرسي .

_______________________________________
الهوامش
(65) إشارة إلى القول المأثور (أكرموا عمتكم النخلة) انظر إلى A.W.Lane في المعجم (66) انظر القصيدة رقم 47 وبها ذكر لأنواع التمور ويذكر أن هناك ثلاثمائة نوع من النخيل في حضرموت ويذكر أنها ستون نوعا ومن هذا يستنتج مكانة النخيل في تفكير الفلاحين .
(67) كتاب( وسيلة الصب الودود إلى الإله المعبود بصدد زيارة نبي الله هود) لأبي بكر بن علي بن شهاب الدين (1343 هجريه) طباعه حجريه (طبعه عبدالله بن يحي في باتا فيا .
(68) لمزيد من المعلومات عن (السناوة) أنظر كتاب لندبرج (حضرموت ص284 وخصوصا ص 289 ،حيث يقدم عينة من أشعار السنا وة التي وصفتها وهي أكثر اكتمالا من مجموعة الأبيات التي جمعتها.
(69) الطبين بمعنى مالك الأرض أما( البلده والحوت والزبره) هي أسماء لنجوم الزراعة.
(70) أنظر الصورة الشمسية في كتاب (تاريخ الشعراءالحضرميين) ج2 ص101 (71) محمد علي السودي أنظر ترجمه له في ( النور السافر لأبن عيدروس ص155 ) وهو يمني وله ضريح يزار في تعز
(72) هو أبو بكر بن عبدالله العيدروس له مسجد وضريح في عدن أشتهر بالعدني.
(73) لم أسأل عن ذلك ولكن كانت نقابة العلويين بحضرموت ولعدة قرون في آل عيدروس في ثبي ويبدوأن تنظيم النقابة في هذه الأيام فقد فعاليته إلى حد ما ولا أرغب في إبداء الرأي حول موضوع لم أدرسه ويمكن الرجوع إلى دراسات (الرابطة العلوية) للفائدة.
(74) أنظر كتابي ( مقابر تريم ) (75) تستعمل كلمة غطرفة في الحجاز أيضا انظر ماذكر هركرنجي في كتابه(مكه) Mecca (76) تجدر الأشاره إلى أن أحد عائلاتهم يسمون آل با مصري.
(77) من ( دام ..يدوم ) أي نخل الحبوب وغربلها في الهواء والساحة التي تتم فيها العملية تسمى (مدو مه ).
(78) سمعت هذه الكلمة بين البدو لتعني (القرآن) نفسه.
79) من بحر مستفعلن فعولن .

باجرش 12-25-2008 01:41 PM

حفظكم الله ورعاكم دمت لنا رافداً متميزاً بالعطاء هذا جهد نعجز عن شكركم فيه ..يوثق للموروث ..ويعمق فينا القناعة بتميزكم ....نندم على كل موضوع لكم لم نطلع عليه في هذه السقيفة

أبوعوض الشبامي 12-26-2008 11:59 AM

الترانيم ( ترانيم الصيادين )
لم أجد وقتا لدراسة فئة الصيادين و لهجتهم العامية وليست هناك دراسة متفحصة إلى حد ما ، وعلى أي حال يبدوا أن للبحارة نوعا من الترانيم يسمى سـوبان ، وهو بلاشك منظوم على بحر الرجز ويتناصف مع إيقاع التجديف وأعمال الملاحة البحرية وهناك صلات وثيقة بين صيادي المكلا وبحارتها من جانب، وبين البحارة العمانيين المعروفين بآل صور من جانب آخر ويمكن مشاهدة أهل صور بأعداد كبيرة في سوق المكلا ومن المحتمل ان يكون(السوبان) هو ذلك الغناء الذي يسمعه المرء كل يوم حين يمر القارب على مقربة من المرفأ لجلب الماء ، والذي يسمعه أيضا مع دقات الطبول، والغناء أثناء تكسير المحار البحري، وقد أخبرني الميجو ( رآي. سنلMajor.I.Sael ) وهو رجل على صلة وثيقة ومعرفة جيدة بهذه الأمور أكثر مني أن لكل مركب شراعي ضاربا خاصا على الطبل أثناء مختلف الأعمال في البحر وهو رجل من الأهمية بمكان بحيث يأتي في الترتيب الثالث بين أصحابه الملاحين بعد الربان ونائبه(79).


الخيبعان

لم يشر بن هاشم إلى الخيبعان في محاضرته ومن المحتمل أن يكون سبب ذلك انه لا توجد ألحان خاصة بالخيبعان وهناك احتمال أقوي من ذلك وهو السرية التي تحيط بهة ، حيث أن الخيبعان تؤديه نساء البيوت بالإشارة وذكر الأسماء وهو ( عيب ) يحتل الدرجة الأولى من الخطورة في جنوب الجزيرة العربية والنموذج الموجود هنا كان في الحقيقة قصيدة حصلت عليها زوجتي ، ومثل هذه القصائد ينظمها في الغالب شعراء من الرجال قد يكونوا أيضا ( من السادة أو المشائخ ) ولكنهم لا يقرون بنظمه حتى لاتلحق بهم الشائنة وهكذا هو الحال مع ان كثيرا من الناس يدركون الحقيقة ويعرفون ذلك الشخص بعينه الذي يقيم في جناح النساء ولهذا السبب لم أورد أسم ذلك البيت أو أسم الشاعر الذي نظم تلك القصيدة مع أن الاثنين معروفان لدي .ويوجد في عدن((80) نوع من الغناء في المحيط النسائي فقط وفي مناسبات الزواج يؤدى بطريقة المجموعة أو( الكورس ) هو (هديّاني واهدان ودان) والذي يبدو مطابقا للخيبعان ويمكن القول بأن كاتب مجلة (عكاظ ) التريمية كان يفكر في شئ من هذا عندما أشار إلى أغنية اسمها (الهداني) ، رغم أني لم اسمعها في حضرموت وللرجال أيضا غـنـاء يمدحـون فيه العريس واقاربه ويبدو أنها عـادة عربية مشتركة في المدن، حيث أن Snouck Hurgronje (81) قد سجل أغنية تغنيها البنات بمكة في مدح العريس ، وفي الحقيقة هناك حفلان من حفلات الزواج أحدهما في بيت العريس ويسمى ( المريه) والآخر في بيت العروس ويسمى (حكا)(82) ولا يسمع الرجل ما قيل في عروسه من مدح إلا إذا قامت العروس بترديد ذلك له بعد الزواج.
,إذا لم يكن هناك أحد الأقارب ممن يستطيع نظم الشعر فأنه يطلب مثلا إلى أحد المتشاعرين أن ينظم لهم ( الخيبعان ) بصورة سرية ويستلم أجرا مقابل ذلك، والمثال الذي أوردناه هنا هو من القصائد المنظومة لأحد البيوت الغنية وهو يحتوي في مجمله على أبيات بعيدة قليلا عن الطابع المحلي الذي يسود في قصائد شعراء الحضر وقد كان هذا ( الخيبعان ) منظوما على شكل حوار بين فتاتين صغيرتين من أهل البيت ولكنه لم يقدم بهذا الشكل عند الغناء فقد غنته مغنية واحدة ويبدوان شكل الحوار الغنائي كان شائعا وتوقف العمل به بعد ذلك ويحتمل أن يكون ( الخيبعان ) بشكل حوار غنائي في المناطق البعيدة من المدن .

تجتمع النساء وتشكل عادة دائرة في إحدى غرف الاستقبال وتضم الدائرة ثلاث نساء تحمل الطبول( هاجر كبير ومرواسين)( 83 ) وتحمل الكبرى منهن ( الهاجر) وهي الرئيسة ( الأم ) لهؤلاء النسوة المعروفات باسم ( المشترحات ) وهؤلاء المغنيات يعرفن نوع أغاني ( خوعلوي ) وتحصل هؤلاء النسوة المغنيات على الأجر النقدي والطعام مقابل أحياء حفل الزواج، وقبيل الزواج تردد المرأة المغنية أبيات ( الخيبعان ) حتى تتمكن من حفظها ، يمكن أن تكون هذه المرأة منتمية الى أي طبقــة من طبقت المجتمع ، وقد تكون من السادة كما هو الحال مع القصيدة التي أوردناها ، وحاليا توجد في تريم إحدى نساء المساكين معروفة بإجادة غناء ( الخيبعان ) ويبلغ اجرها على الحفلة روبيتين أو ثلاثة روبيات، ومن الطبقات الميسورة تحصل على اجر أعلى إلى جانب ثوب أو ثوبين مع الطعام.

ويقمن النساء ويرقصن على (الخيبعان) بخطوات إلى الأمام والى الخلف ثم يتوقفن ليتمايلن بشعورهن كما يفعل المزارعون أو الحرث (البقارة) في ( الرزيح ) ويسمى هذا ( نعيش ) من الفعل ( ينعش ) وتسمى هذه الرقصة في (الخيبعان) ( الزفين ) وبعد غناء نصف كل بيت يردد الكورس ( ياخيبعان ) أربع مرات وتكون الأولوية في الزفين لنساء السادة وأثنتان من نساء أهل بيت الزوج هنّ ( أمهات الدار) (84) وعندما يكتفين تحلّ امرأتان أخريتان وهكذا يستمر الزفين وأما في (عينات) فتقوم امرأتان من نساء بيت ( المنصب ) الحاضرات في الزواج لافتتاح (الزفين) وكذلك الحال في (حوطة ثبي) قرب تريم وفي بقية( المنصبات ) ويحضرن أيضا حاملات بخور اللبان في وعاء البخور يسمى المبخرة أو المقطرة وهو أناء أزرق يميل إلى السواد من الخزف الرقيق(85) وهذه من الكلمات الشائعة في المخطوطات التي تعود إلى ما قبل الإسلام وتردد حاملة البخور ( صلي على محمد ) كما تمتدح الحاضرات ، والدور التي تؤديه حاملة البخور ذو جوانب مختلفة وهي تسمى ( الشحاته ) وتقوم با لتبريك أو المباركة وخدمة المبخرة ومدح الحاضرات ويؤدين إطلاق ( الزغاريد ) ( الحجير) تعبيرا عن الفرح

وتصرخ النساء أيضا في الأعراس ( بالحجير) وهو صوت لا أستطيع الإفصاح عنه إلا بشكل تقريبي مثل : ( ألولولولويو يـ يـ يـوى يـ يـ ) وفي منطقة (علواء ) (86) يؤدي النساء صوتا يشبه الغطرفة وهو اصطلاح مستعمل في محمية عدن الغربية ويقابل (الزغروطة) في الأقطار العربية الأخرى ويسمع (الحجير) في المنطقة من ( سيئون إلى عينات) في المناسبات البهيجة، والولادة والختان، والرحلات ،والزواج، ووصول( المنصب ) وعند مجيء السيل..الخ أما في المناسبات الحزينة فيكون ( العويل ) .

وتردد الشحاته القول ( صلي على محمد ) مرتين أو ثلاثة مرات ثم تقول ما أترجمه بالفصحى ( على نسـل فلان بن فلان العمـر الطـويل والخير الجزيـل والعافية للأطفـال وبلـوغ الآمال (87) وهي بالطبع تستلم أجرا على ذلك، وتحضر أيضا في (الخطرة ) وهي وليمة كبيرة ( ضيافة) يقيمها والد العروس لجميع أقارب العريس بعد حوالي شهر من الزواج.وبالرغم من قصيـد (الخيبعان) المضجر والممل إلا أن مشاهدته على الطبيعة شئ جميل ورائع كما قيل لي.

________________________________

الهوامش


(79) للاطلاع على المزيد من الاغاني القصيرة الساحلية انظر ما كتبه دبليو كلاين W Clane في مقالة بعنوان الامثال واغاني الاطفال في جنوب الجزيرة العربية في المجلة الامريكية للغات السامية ( شيكاغو يوليو 1940م ص291.
(80) للمزيد من المعلومات عن الزواج في عدن أنظر( عادات الزواج عند العرب لكاتبه خان صاحب سيد حـمود حسن (التواهي عدن1934م) بالانجليزية وقام روسي Rossi بمعالجة هذا الموضوع عن ( الزواج باليمن ) لدرجو ما. وكذلك التسجيلات الصوتية التي جمعتها ولم تنشر بعد هي تسجيلات عن هذا الموضوع.

81) كتاب( مكة Mecca) لصاحبه هركرنجي ص137 كما يشير محمد محسن في ص157 من نفس الكتاب انه من عادات الزواج في اليمن يقوم ( النشاد ) بغناء قصائد من نوع شعر الغزل القديم وخصوصا تلك التي تختتم بمدح الرسول محمد ( ص ).
<H1 dir=rtl style="MARGIN: 12pt 0cm 3pt">(82) رأي أحدهم يقول: (يحكون للعروس) أي يقومون بعملية ( الحكا ) للعروس.

(83) جمع( مراويس ) روّس أي يضرب على الطبل.

<H1 dir=rtl style="MARGIN: 12pt 0cm 3pt">(84) قارن بما ذكره صلاح البكري في الجزء الثاني ص199من كتابه تاريخ حضرموت

(85) انظر G Ryckmans في كتابه Rtes e hnoyance ص 170 كلمة ( مقطر Mgtr يوجد احدها في متحف كامبردج .

</H1></H1>(86) قيل لي أن علوا (تعني الجزء الاعلى من وادي حضرموت وحدراء تعني الجزء الأسفل من الوادي وتعني علواء ما فوق سيئون ويستعمل هذا الاصطلاح علوى ليعني الجهة الغربية.

(87) تقول الشحاته : ( على نسل فلان بن فلان العمر الطويل لحياته وكثر عـداتـه وسـلّم أولاده وبلغـه آ مـالـه ومقاصده ).

أبوعوض الشبامي 12-26-2008 12:25 PM

أخترت لكم هذا النماذج لعلاقتها بمضمون الكتاب ...!!

http://www.youtube.com/watch?v=R5DATYV6ONQ



http://www.youtube.com/watch?v=wUtZO...eature=related


http://www.youtube.com/watch?v=xw9do...eature=related



http://www.youtube.com/watch?v=k0CPp...eature=related



http://www.youtube.com/watch?v=zUhhe...eature=related



http://www.youtube.com/watch?v=tdVu8...eature=related



http://www.youtube.com/watch?v=l09Nc...eature=related



http://www.youtube.com/watch?v=Zqx9F...eature=related




http://www.youtube.com/watch?v=g6Ymo...eature=related



http://www.youtube.com/watch?v=bjZlj...eature=related


http://www.youtube.com/watch?v=Hngfh...eature=related

بن الطيب الشبامي 12-26-2008 06:03 PM

كلمة شكر قليله في حقك استاذ ابو عوض
جهد جبار يستحق التقدير والثناء وخلع القبعه عالطريقه الامريكيه
دمت لنا ذخرا

الشبامي 12-27-2008 02:36 AM

هرم السقيفه الكبير
أستاذنا القدير أبوعوض الشبامي
ماذا عسانا نقول أمام هذا الجهد الجبّار والمضني لتوثيقه للأجيال سوى دعوه لكم في جوف الليل بأن الله يوفقكم دنيا وآخره ،،
أتمنى منكم الإطلاع على الخاص للأهميه ،،
دمتم للسقيفه ولحلانها ذخرا وعونا ونبراسا مضيئا ،،

أبوعوض الشبامي 12-29-2008 05:52 PM

.
الفصل الرابع

التسجيلات التجارية لأغاني جنوب الجزيرة العربية

شهدت جنوب الجزيرة العربية أول تسجيلات تجارية للموسيقى مع الأشعار العامية والفصحى التي لحنت بالألحان التراثية ، أو الألحان الشعبية الشائعة كاليمنية وخاصة الصنعانية والحضرمية ، ومع بعض من تلك الألحان التي توصف بأنها شحرية أو لحجية أو عدنية أودوعنية أو يافعية (1) وكان ذلك التسجيل أبان الحرب العالمية الثانية.

وأول مجموعة من الاسطوانات ظهرت في سوق عدن كانت تحت اسم ( بارلو فون ) Parlo Phone وكانت علامتها التجارية(& ) وقد صنعت في ألمانيا ولكني لم أتمكن من مشاهدة أي منها.

وأعقبت هذه المجموعة، اسطوانات ( أوديون Odeon ) التي كانت واسعة الانتشار في سوق عدن 1938م ، وتبعتها اسطوانات ( جعفر فون ) التي تم تسجيلها في عدن وطبعت اسطواناتها في بريطانيا ، وأعقبتها في السنوات الأخيرة من الحرب ( اسطوانات التاج العدني ) التي امتلك منها مجموعتين ، وقد تم الإعلان عن هذه الاسطوانات في البحرين ومن المحتمل أن تكون طبعت في العراق ، وتشمل كل من اسطوانات ( أوديون والتاج العدني ) على أغان حضرمية.

وقد قامت شركة أوديـون بالتسجـيل في إندونيسيا أيضا وخصوصا مع أوركسترا سورابايا الحضرمية ،وقد استمعت إلى العديد من هذه التسجيلات وأشهـر الذين سـجلـوا لشـركـة ( أوديـون ) في اندونيسـيـا اسمه (محمد البار) وينتمي إلى ( السادة العلويين ) من سكان ( القرين بدوعن ) ، وتصاحبه اوركسترا عربية تسمى ( فرقة أوركسترا الشباب العرب في سورابايا وجاو ا).
وتوصف تلك الموسيقى البهيجة التي تعزفها تلك الفرقة وتلك الأوركسترا بأنها موسيقى حضرمية محرفة ، أي أنها ممزوجة بالتأثير الأوربي الجاوي ، وهي تتميز عن الموسيقى الحضرمية التي استمعت إليها في حضرموت وتحمل نفس المواصفات المرتبطة بالفرق العربية السورية المتواجدة في أمريكا ، والتي تقوم بنفس الدور الذي تقوم به هذه الفرق في الفلكلور السوري(2) .

ولا أشك أن اليافعيين العائدين من حيدر آباد احضروا معهم عددا من الاسطوانات الهندية كما شاهدت في العديد من المناسبات اسطوانات اندونيسية في حضرموت ، وهي تختلف كلية عن تلك التي يغنيها الحضارمة العائدون من إندونيسيا ، وخصوصا أغاني شعراء مثل يحي عمر، ومنذ سنوات يستمع الحضارمة الآن إلى الموسيقى التي تقدمها الإذاعات العربية ، ولهذه الاسطوانات ووسائل نقل الأغاني والموسيقى أهمية كبيرة للباحث وهي عامل هام من عوامل تطور الثقافة في حضرموت (3).

_________________
الهوامش

( 1) كتلوج اسطوانات التاج العدني - إصدار الصافي وإخوانه (عدن غير مؤرخ إلا ب 1939م ) وتوجد لديهم قصيدتان دوعنيتان جيدتان ضمن المجموعة رقم ( 39 و 41).
(2) عناوين أخرى لاحظتها ( يقول الهاشمي شعب الخضيره..الخ ) (3) كتلوجات أخرى:
( أ ) الكتلوج العمومي الجامع لكافة اسطوانات اوديون عدن مطبعة الهلال 1938م إصدار الصافي وإخوانه.
( ب ) هلال العيد مطبعة النجاح بغداد 1938 طبع لحساب شركة البحرين.
( ج ) طبعة مبكرة من تسجيلات عدن كانت قد طبعت مع نهاية عام 1937م وبداية 1938 م




الفصل الخـامس
أدب المقـامـة

تعتبر المقامة الحضرمية خليطا من اللهجة المحلية والفصحى ، ولا تخلو من أخطاء نحوية كنت أقوم بتصحيحها أحيانا إذا لم يؤثر ذلك في النص(1) ، والثابت أن أسلوب ( المقامة الأدبية ) قد شاع واستعمل منذ زمن طويل باللهجة المحلية في جنوب الجزيرة ، ولدينا عينة جيدة لهذا النوع من الأدب في كتاب ( أقراط الذهب في المفاخرة بين الروضة وبير العزب ) لعبدالله بن علي الوزير(2) ، وتوجد نسخة جميلة من هذا الكتاب في المكتبة ( معهد الدراسات الشرقية والأفريقية ) ، وتضم مكتبة ( جون رايلا ندز ) مقامة من تلك المقامات كتبها أحد الحضارمة في الهند(3) ، ويبدو أن يهود اليمن قد مارسوا هذا الشكل الأدبي (4).

وأكثر المقامات الخمس التي أوردناها في الشواهد من هذا الكتاب لم يكتبها رجال متعلمون ، بل كتبها مشائخ وقبائل وهي تحتوي على إشارت تحمل طابع التقاليد والعادات المحلية بحيث يتعذر على القارئ العادي تفهمها إذ لم تشرح من قبل أحد المواطنين الحضارمة ، ويعالج المتعلمون أيضا كتابة ( المقامة ) إلا أنهم يبتعدون عن المواضيع المألوفة ذات الطابع المحلي .

واهم ما في المقامة هو هيكلها العام الذي تبني عليه ، إذ يقدم كاتب المقامة نفسه كشاهد على عراك يدور بين مجموعة من الحضور أو كمجادل متعصب لرأي أو قبيلة معينة ، أو أن أصدقاءه طلبوا منه أن يكتب للتسلية أو تقديم المعلومات عن موضوع ما ، وتعتبر مقامة المناظرة القبلية قريبة إلى الحياة والسلوك العام .

والمقامات من هذا النوع مقبولة ومفهومة للأشخاص الأميين الذين عندما تقرأ لهم يقابلونها بضحكات الاستحسان ، ويمكن للمرء الذي يريد أن يتعرف على الحياة في جنوب الجزيرة أن يتعلم الشيء الكثير عن المقامات إذ يكتشف كيف تبدأ المنازعات وكيف يتم حلها وإنهاؤها وهو شيء ثابت كغيره من الأشياء في حياة أهل الجنوب والحياة العربية عموما ، فالعلاقات الاجتماعية تمتاز بالصرامة والنمطية والثبات ،كما أن الفعل السياسي يقود إلى سلسلة من الأفعال المتوقعة والمتعارف عليها(5) ، ويبدو أن المواضيع الذي تتناولها المقامة مواضيع تقليدية مثلها مثل الأغراض التي يتناولها الشعر، إذ هناك بعض الحالات التي نكتشف فيها نسخا مختلفة لنفس المقامة ، أو حول ذات الموضوع لعدد من الكتاب كما هو الحال بالنسبة للنص الخامس من الشواهد فقد أخبرني الأستاذ محمد بن هاشم بأن لديه نسخة أخرى تدور حول الخصام والحوار الدائر بين الشاي والقهوة ، ومن المؤسف أن كثيرا من المقامات المكتوبة باللهجة العامية قد تعرضت للضياع خلال مئات السنين وقد حدثني الشيخ عبدالله الناخبي أنه أطلع على مقامة باللهجة وكانت غاية في الطرافة ، والإمتاع تدور حول مرور الصومال بالمكلا أثناء رحلاتهم لجمع اللبان ، وتصف عملية جمع اللبان بطريقة مثيرة و ساخرة متهكمة ، ولقد مات كاتب المقامة نفسها ولم يتمكن الناخبي من الحصول على نسخة منها مما يثير الحسرة والندم ، فقد يمكن الحصول على معلومات قيمة حول هذا الموضوع ، وقد كتب المقامة الثانية أحد السادة وهم غالبا ما يكونون ملاكا لمساحات واسعة من أراضي النخيل ، والمقامة تندد بالظلم والمنكر والاستبداد الذي يمارسه القبائل بدعوى حماية النخيل وحراستها،(*) مقابل ضريبة تفرض على محصول التمر هي في الواقع وسيلة للتشهير والدعاية المضادة كتبت بذكاء للتأليب وكسب تأييد الأوساط المتعلمة في الساحة والمقامة شأنها شأن الشعر وسيلة من وسائل التعبير في الشئون السياسية والاجتماعية ، وتنتمي الخطبة إلى هذا النوع من النثر وتصاغ على شكل موعظة أوخطاب يتناسب مع من يوجه إليهم وأحتفظ بواحدة من تلك الخطب لخطيب مجهول من تريم وهي خطبة تتناول( الجنس ) ولكن صراحتها وحسن مقصدها وسخريتها يتغلب على طابعها ( الشهواني )، وهي تكشف عن المعتقدات الغريبة المتعلقة بالجنس والشائعة في البيئة الحضرمية ، وقد احتوت هذه الخطبة على استشهادات من القرآن ويبدو أن الحضرمي لا يرى أي حرج في مواجهة الناس بخطبة قد لا تلقى استحسانهم ولم يكن في نيتنا نشر هذه الخطبة الأخيرة باعتبار أن هذا الكتاب ينشر للقراءة العامة ، وقد يستنتج قارئ المقامات الواردة في هذا الكتاب أن كاتبيها قد تأثروا على الأقل بمقامات بديع الزمان إلا أني أميل إلى الاعتقاد بأن المقامة الحضرمية المعاصرة تميل إلى أصول قديمة تعود إلى ما قبل الإسلام فصاحب كتاب ( الحبوب ) وكاتب المقامة( رقم 5) بالرغم من ثقافة الأخير فأن كاتبها على شيء من الإطلاع على الأدب العربي القديم وقد لا يكون إطلاعه واسعا إلا أننا نستطيع أن نلتمس هذه الأصول في الأسلوب القديم( المفاخرة) وهو شكل أدبي لا يحتاج التدليل على قـدمه .

أما السجع أو سجع ( الخطبة ) فتنتمي إلى فترة قديمة تعود إلى ما قبل الإسلام، وما هذه النماذج إلا محاكاة له وفي استطاعة المرء أيضا أن يدلل على ذلك بخطب السجع التي كان يلقيها (مدعو النبوة) المعاصرون للرسول محمد صلى الله عليه وسلم .

والسجع فن من فنون الأدب(7) وهناك قصة وردت في كتاب ( الأمالي للقالي ) (8) ، لشيوخ من علماء قضاعة وبالتحديد من ثلاثة فروع من القبائل المنتمية إلى قضاعة الذين كانوا يسكنون ما بين الشحر وحضرموت ( ولا أشك أنها الأرض الممتدة من الساحل إلى الوادي ) الذين حكوا عن مولاة من العبيد تدعى ( زبراع )( Zabra) وهي أيضا امـه ( وهي كلمة لازالت تستعمل إلى الآن لتعني المملوكة الزنجية ) وكانت كاهنة تتكلم بالسجع ويجاوبونها بذلك.

ولا يمكننا أن نستسيغ عقليا عدم وجود أشكال فنية في المدن الكبرى التي تأسست قبل الإسلام وهي ذات حضارات عريقة متقدمة حتى لو تعرضت هذه الأشكال الفنية للنسيان والزوال.

وقد أشرت في حديث سابق أن كثيرا من الأنواع الشعرية قد زالت خصوصا ذلك الشعر الذي يخص الطبقات الدنيا التي يشار إلى المنتمي إليها باسم ( ناقص ) وهو اسم شائع في جنوب الجزيرة ويعني الإنسان الذي لا ينتمي إلى منبت كريم أو عمل شريف،ولا يوجد من ذلك النوع من الشعر ألا أبيات مبعثرة هنا وهناك ، ولا اشك أن وثائق النشاط القبلي وصكوك البيع والتمليك..الخ..والتي لا تزال موجودة بين الأميين من القبائل قد كان لها شكل فني من أشكال النثر وبديباجة مسجوعة أو منظومة (9) وهذا الأمر لا يبعد كثيرا عن شكل المقامة رغم إني أعتقد أن المقامة شكل فني أزدهر في المدن حيث يمكن كتابتها.

ولمعالجة موضوع ( شكل المقامة) الذي وصلت إليه في القرن الرابع الهجري يمكن الرجوع إلى ما تناوله بإسهاب الدكتور زكي مبارك ومن المؤكد أن مقامات ( بديع الزمان ) التي كتبها بعد عام 382 هجرية تكشف عن كاتب يمارس شكلا فنيا بلغ مستوى رفيعا في أسلوبه وأسسه وتقاليده الفنية مما يدل على أن هذا الفن يستند على أصول وأعمال فنية مماثلة سابقة كما يرى ( زكي مبارك )(10) أجل أن المقامة في العصر الوسيط من الممكن أن تكون مزيجا من العديد من الموضوعات والفنون الأدبية كمقطوعات ألقاب القرى والبلدان أو شعر الأسفار والرحلات والحكايات الشعبية(11) التي تتخذ لها شخصية أو بطلا شعبيا مثل ( جحا ) في العصور المتأخرة وشعر المفاخرة..الخ كل هذه الفنون نمت وازدهرت وبلغت مستوى عالي من الإجادة والإتقان في البيئة الثقافية والأدبية الزاهرة لمدينة بغداد.

ولهذا نستنتج بصورة مؤقتة أن المقامة في جنوب الجزيرة تستند في حبكتها وشكلها على أسس تمتد إلى عصر سابق لبديع الزمان وكان مسرح هذا التطور هو شبه الجزيرة العربية ، وهذا بالرغم من اقتناعنا من أن مبدع هذا الشكل الفني في النثر العربي قد ترك بصماته دون شك على المقامة الحضرمية إلى حد ما ، ولم يعد شكل المقامة في الوقت الحاضر شكلا مقبولا إذ يبدو أن المقامة قد بدأت في الانسحاب تاركة مكانها التيارات الأدبية الحديثة كما هو الحال في البلاد الأخرى، ولا أظن أن السادة سيمارسون هذا اللون من الفن بعد أن انصرفت أنظار الأوساط المتعلمة متجهة إلى الخارج .

______________________________
الهوامش
(1) أعتقد ان مثل هذا المشروع هو ما سيفعله أي حضرمي وقد يذهب ابعد من ذلك فيعيد كتابة الأبيات غير الصحيحة نحويا.
(2) أنظر ما كتبهFlouit عن النصف الأول من القرن الثاني عشر في حضرموت، وكذلك ما كتبه بروكلمان في كتابه الأدب العربي العام G A L الصفحات من 281 إلى 399 الخ. وقد كتب ذلك عام 1123هـ 1711م . انظر أيضا ما كتبه ( الشوكاني ) في كتابه (البدر الطالع القاهرة1348 ج1ص 390).
(3) أنظر ما أوردA.Mingana في مدونة المخطوطات العربية cat of Arabic mainuscripts the john rylands library وقد كتب المقامة أبو بكر بن محسن الباعودي العلوي الحضرمي عام 1735م تقريبا ويبدو أن هناك لبسا في نسبه وقد يكون الصحيح هو باعبودي وتسمى كل مقامة على اسم احد المدن الهندية. وهو تأثر واضح ببديع الزمان وهي تختلف نوعا من مقامتنا المحلية.
(4) انظر ما كتبه واي آ كلاوسننر Y.A. KLAUSNER
Saluatcn R0mae in yemente B ook Of Maqamqs Kirjath Sephen Oet 1945 xx11 NO 2 P172
(5)انظر مقالتي ( قضيتان من القضايا القانونية القبلية ) في المجلة الملكية للدراسات الآسيوية (لندن 1951م) .
(6) لاشك أن زوال الأدب الحضرمي لفترة ما قبل الإسلام يعود إلى طبيعة المواد التي كتب عليها فهي مواد قابلة للتلف إلا أن العثور على نسخ قديمة من القرآن بالخط الكوفي في( حوراء ) أنظر مواضيع في تاريخ جنوب الجزيرة العربية يشير إلى إمكانية العثور هناك على مواد مكتوبة قبل الإسلام.
(*) الشراحة (المترجم ..
(7) فيما يتعلق بهذا الأمر وجدت من الصعب الاعتقاد بأن الذين يستطيعون الكتابة كانوا أندر مما هو عليه اليوم في بلاد العرب لوجود كثير من الكتابات المحفورة في الطرق الهامة
(8) أنظر كتاب (الأمالي ) للقالي(القاهرة 1926م ) الجزء الأول ص129
(9) يفاجأ المرء كثيرا بما يجده من عبارات وثائقية ورسمية ( واكليشات ) فنية وسجع بين وقت وآخر في الوثائق القبلية.
(10)أنظر كتاب( النثر الفني في القرن الرابع لزكي مبارك القاهرة1934 م) خصوصا الكتابات الرائدة لبديع الزمان، وقد تجنبت الإشارة إلى مكانة القرآن في الأدب العربي حيث كتب الكثير حول هذا الموضوع ، إلا انه يمكن الرجوع إلى ما أورده زكي مبارك في كتابه المذكور.
(11) أنظر ص9 من كتاب الهمداني ومنظومته الرحلات ص 235.

أبوعوض الشبامي 12-29-2008 06:28 PM

الفصل السـادس

القصيدة الكلاسيكية والشعر العامي العربي

عند ظهور الإسلام كان شعر البطولة العربية الذي تضمنته القصيدة الكلاسيكية قد بلغ مستوى من التطور خلال تاريخ طويل ، ومن خصائص القصيدة الكلاسيكية إنها تعالج أغراضا تقليدية على نسق متوارث مسلسل حتى تصل إلى الغرض الرئيسي الذي يريد الشاعر أن يعبر عنه، وليس من الضروري الآن الدخول في بحث مستفيض حول هذا الشكل الفني المعروف إلا أنني وأنا أتناول هذه المادة الأدبية الحيـّة الحضرميـّة ، أعتقد أنني سأقدم أسـسـا للبحث حول ما كانت عليه القصيدة الكلاسيكية قبل أن تصل إلى شكلها المكتمل.

أن البحث حول تاريخ القصيدة الحضرمية بالاستناد على لهجة عربية لأي بلد عربي غير الجزيرة العربية سيكون قائما على أرضية هشة ، كما أن الاعتماد على ما يسود في مدن الحجاز حيث حدثت تطورات تاريخية كثيرة يجعل المرء يشك فيما يحصل عليه من مواد يعتقد أنها من الأشياء التي لم تندثر ، بينما هي في الواقع ليس إلا تطورات وتأثيرات سائدة دخلت على اللغة العربية الفصحى ، أما في جنوب الجزيرة العربية فقد بقيت معالم الحياة والحضارة العربية القديمة كما هي باستثناء تغييرات طفيفة ، وهي حقيقة يمكن توضيحها بمقارنة المواد الثقافية المعاصرة بالعاديات الحميرية في متاحفنا ، وقد كان السفر إلى( بيحان ) قبل عشر سنوات يعني الدخول إلى العصور الوسطى أو بالأحرى الدخول إلى العالم القديم ، ولا تزال كنده التي أنجبت أحد أعظم الشعراء القدماء تعيش في المناطق العربية من حضرموت( أنظر ص31من المقدمة ) كما لا يزال اسم( دمون ) الذي يشير إليه إمرؤ القيس في أشعاره باقيا كاسم البلدة في ضواحي تريم ، ولازال الحضارمة يرددون أن امرأ القيس كان ينتمي إلى هذا المكان ولم أجد ما يدعوني إلى الشك في هذا الرأي.

ومن خلال تناولنا للأغاني والقصائد أعتقد أنني سأقدم دلائل كافية وشواهد تشير إلى أن البعض منها عريق جدا وموغل في القدم ، وسنجد أن العامل الديني هو عامل إسلامي حديث نسبيا ، ولا أعني بذلك الأشعار نفسها بل أعني التقليد المتبع في نظمها وهذا يطابق ما نقوله عن المعمار في حضرموت ، فإذا لم يكن هناك بناء قديم جدا فأن الأسلوب المعماري هو المقصود بالعراقة والقدم ، وهو نفس الحال بالنسبة إلى الأضرحة والشعائر والطقوس الدينية المتعلقة بها والتي تمثل بدون شك شيئا قديما حقا.

وقد دار نقاش مستفيض بين العلماء والباحثين حول وجود وموطن لهجة ما قبل الإسلام والجزيرة العربية ، وحول الظاهرة الغريبة في عدم وجود آثار كافية الوضوح عن اللهجة السائدة في شعر ما قبل الإسلام ، وقد تم افتراض النظرية المتعلقة بوجود أسلوب شعري عام تأسس وساد قبل الإسلام ، وتم التوصل إلى هذه النظرية كما أعتقد من مقارنة الأسلوب الشعري لدى شعراء من مختلف بلاد العرب القديمة ، ومن الأشياء التي أثارت دهشتي أثناء استعادتي لقراءة شعر ( الروله Rwala ) في مجموعة موسل الشعرية اكتشاف أن معظم شعر( الرولة ) يمكن أن يكون مفهوما لدى الحضارمة الأميين في أسلوبه وعاطفته ، إذا تجاوزنا الاختلاف بين الشعر الفصيح والمعاصر والقديم ، وشعر الحماسة والبطولة العامي ، يمكن بقدر كبير استعمال حركات الأعراب ، وأعتقد أيضا أنه في الإمكان نظم أشعار يمكن قراءتها باعتبارها عامية أو فصحى ومع التزام الأسس العروضية لكل من الشعر الفصيح والعامي ، وأن ذلك مبادئ تكميلية أكثر من كونها متعارضة مع المبادئ العروضية للشعر العربي القديم ( الكلاسيكي )، ومن السخف أن نشك في صحة الشعر العربي القديم أما مقالة مرجليوت فأنها قد مست الموضوع مسا رقيقا ، كما أن الاحتمالات التي وردت بها تدحضها أقل المحاولات للتعرف على جزيرة العرب المعاصرة، بحيث يجعل تلك المقالة غير جديرة بالدفاع عنها، فـلـو نظرنا إلى قصـــيدة ( بني مغراه ) ، وهو نوع من الشعر تبدو أسباب قدمه وعراقته متوفرة ، سنجد أن براعة استهلال الشعر يتناول أحيانا مواضيع مختلفة مثل الدخول في موضوع القصيدة ، وغالبا ما يكون هذا الاستهلال تقليدا متعارفا عليه حيث يستهل الشاعر قصيدته بقوله: ( بني مغراه ) ثم يدخل في حديث الغزل ، والقصيدة في هذه الطريقة تشبه القصيدة الكلاسيكية التي غالبا ما تشتمل على تلك الموضوعات المألوفة وتمر عليها مرورا سريعا حتى يبدأ الموضوع الأساسي ، ولا يقتصر الأمر على قصيدة ( بني مغراه ) فقط في التزام هذه الموضوعات المألوفة قبل الدخول في الموضوع بل يتعداه إلى كثير من أنواع القصائد الأخرى.

وقد كنت بين الحين والآخر أشير إلى عراقة موضوع شعري بعينه فمثلا أشرت إلى الفترة الزمنية المتعلقة بقوم ( أبي زيد الهلالي ) ، والتي من الممكن أن تكون بدايتها في هذه المنطقـة من الجزيرة العربيـة وهي أيـام لازال الحديث مستـمرا عنها عن طريق الروايـة الشفويـة المنقولـة أبا عن جد.
وهناك ( التهويد ) (رقم 11) وهو نص ليس له علاقة مباشرة ببقية النصوص على أية حال وقد أشرت إلى أمثال هذه النصوص لمجرد التأكيد على بقـاء واستمرارية تناقل بعض الآثار الأدبية بالتواتر والرواية الشعرية.

وهناك مجموعة من المواضيع الشعرية تـتـناولها قصائد مستقلة وأحيانا أخرى بشكل تستهل بها القصيدة قبل الدخول في الموضوع المقصود ، ومن هذه القصائد الشعر الذي يدور حول المطر والسيول ، التي تروي الحقول ، وقد أورد الهمداني قصيدة من هذا النوع ولذي أيضا قصيدة عن ( السيل ) حصلت عليها من بلاد( الصبيحي ) ( المحمية الغربية ) ، ولكنني لم أقم بنشرها هنا، وكثير من قصائد جنوب الجزيرة العربية يستهلها الشاعر بإشارات إلى السيل خصوصا تلك التي أشار إليها أحمد بن فضل العبدلي(1) ..

ومن الشواهد الواردة بهذا الكتاب كثير من الإشارات إلى السيول والغيث أو السحاب والمطر والرعد ، وفي القصيدة الثانية عشر يلاحظ المرء إشارات خاطفة إلى موضوعين في قول الشاعر مثلا:

بني مغراة تحوَّ ل ولو خاطرك محنـُون

فالتحويل ( الحول ) لا يكون إلا بهبوط السيل وهي مناسبة للعزاء والسلوان ، مما يشير إليه الشاعر بنفس الدرجة من الاختصار وهو انشغال القلب وانزعاجه وهي إشارة مختصرة جدا إلى السهر والأرق الذي يعاني منه من شدة الوجد والحب ، أما قصيدة الأسفار والبلدان فهي موضوع آخر ربما نجد له أصولا وجذورا في القصيدة العربية الكلاسيكية.

ويظهر هذا الخليط من المواضيع التقليدية فالقصيدة التي تحصلنا عليها من ( رحيّم ) وهي القصيدة العاشرة تدور حول ( زيارة هود ) ، ولكن الشاعر يستهلها بمقدمة دينية إسلامية البيت ما قبل الخامس ، ثم إشارة إلى السهر والأرق ، ثم إلى رجاء ( الرحمة )، (وهي كلمة تعني المطر) ، ثم إشارة إلى ( السلف الصالح ) ، أما قصيدة ( عبدالحق ) ( رقم13) فتحتوي إلى إشارة إلى المطر والسيل وتوسل إلى الله و إشارة إلى النبي والصحابة ، ثم يعالج جزء من القصيدة موضوع ( الصيد ) ، والجزء الآخر موضوع ( المحبوبة ) أما القصيدة السادسة والعشرون وهي أشهر القصائد في الشعر الشعبي فتعالج عددا من الموضوعات أيضا ، ومع اعتبار شكل القصيدة وتكوينها فأنه من المألوف أن تعتبر القصائد التي تعالج مواضيع منفردة ( مقطوعات شعرية ) ، أو أجزاء من قصائد بل كأنها مجزوءة من قصائد كاملة ، ويبدو من المعقول أن نعتبر القصيدة مكونة من عدّة قطع ولنتذكر أن معظم القصائد القديمة كان تنظم مصحوبة بالغناء ، فيشرع الشاعر في تناول مواضيع مألوفة وبعبارات جاهزة يرددهـا الشاعر وينشدها المستمعون معه بصورة تلقائية

حتى يكون الشاعر قد تهيأ عاطفيا وسرت فيه حرارة الشعر فيدخل في موضوعه بقوة ودقة وتصويب ، ولا أعني بهذا أن القصيدة الكلاسيكية منذ بداية الإسلام كانت تنظم بهذه الطريقة إذ يبدو أن الشعراء ينظمون أشعارهم في لحظة التهيؤ والاستثارة ، فتكون لديهم قطع شعريــة كما هو متـوقع من مجتمـع بلغ درجة عالية من التطور الحضاري غير معتمدين على الأداء الارتجالي وحده ، على أن شكل القصيدة يعتمد أساسا على الظروف المواتية للشعر في لحظة الارتجال ، واليوم تقف القصيدة ذات الموضوع الواحد جنبا مع جنب مع القصيدة الكلاسيكية الفصحى وشعر ( بني مغراه ) ، وأعتقد أن النوعين الأخيرين هما نتاج تطوير مختلف ومن مصدر شعري عام ومشترك ، ومن التهور إصدار حكم في أسبقية أحدهما على الآخر.

والقضية التي أريد أن أطرحها وباختصار هي أن القصيدة العربية الكلاسيكية شكل شعري متطور كما نعلم تحتوي على مجموعة من المواضيع منسقة تنسيقا متعارفا عليه ولكنها مأخوذة بأكملها من المواضيع المبسطة في الزامل البدوي، و( الدان ) و( الرجز ) ويكاد أن يكون كل مابقي من شعر ما قبل الإسلام ، وهو شعر البطولة والفروسية الحربية وشعر الغزل الذي نظمه شعراء القبائل البارزون مسبوكا بأسلوب شعري ولغة فصيحة ليست متداولة في الحياة اليومية ومن خصائص شعر البطولة والحرب والمهاجاة أن يكون مفهوما بشكل عام كما انه في نفس الوقت يبتعد عن العامية التي قد يعتقد أن بها شيئا من الإسفاف والهلهلة. وأعتقد أن ضياع كثير من الشعر العامي ، شعر الفلاحين والباعة والذي يمتد إلى ما قبل الإسلام يعود إلى أسباب اجتماعية ، ويعود أيضا إلى أن مجموعة من الحضر قد رافقوا القبائل في هجرتهم إلى خارج الجزيرة العربية ولم يبق إلا القليل من ذلك الشعر الذي خرج عن نطاق شبه الجزيرة العربية(2)، وعندما يتوفر لدينا قدر أكبر من الشعر العامي في بلاد العرب فسيكون في مقدورنا تصور ومعرفة الشكل الحقيقي والذي كانت عليه القصيدة قبل الإسلام واختبار هذه الآراء التي بنيناها على دراسة شعر جنوب الجزيرة المتوفر لدينا الآن.(3)
_________________________________

الهوامش
(1) أنظر كتاب ( المصدر المفيد ).
(2) يمكن الافتراض طبعا أن ( الحضر) كانوا ( موالي ) للقبائل عند خروجهم من بلاد العرب أنظر الفصل الثاني. حين تناولنا التقسيم الطبقي وشعر ما قبل الإسلام.
(3) أنظر ما ذكره لا ندبرج في اللغة العربية ولهجاتها La Langue Arabe of Sel Dialects (ليدن1905م) حيث أن قراءة لك ذلك متعلق بهذا الفصل.























.

أبوعوض الشبامي 12-30-2008 01:29 PM

الفصل السابع
( التراجم ) أو بعض معلومات عن أصحاب النصوص الواردة في الشواهد


( 1 ) أحمد بن عبد الله بركات ( صاحب المقامات رقم,1,3,4والقصيدة رقم 24 ) من أهالي شبام وهو قروي مهنته لحام نحاس يقوم بتبييض الأواني النحاسية ، له أخوان يشتغلون بالتجارة (توفى عام 1348هجرية ) 1930م في شبام ، حيث لازالت ذكراه كشاعر ساخر باقية وقد تمكنت بفضل مصطفى بن سميط من الإطلاع على مجموعة مقاماته في شبام وقيل لي انه كتب شعرا يسخر فيه من ( آل باعطوة ) الشعراء المحترفين المكتسبين بالشعر ولكني لم أتمكن من الإطلاع على شئ من ذلك.

( 2 ) السيـد طاهر بن حسين بن طاهر العلوي: صاحب لنص ( رقم2) ، أورد كتاب ( تاريخ الشعراء الحضرميين ) (1) أن السيد طاهر من مواليد عام1184هجرية (1770م) ويزودنا بتفاصيل مستفيضة عن حياته وأعماله كما أنه يشير إلى أن السنوات ما بين 1116 الى1275 هجرية (1704الى 1848م) كانت فترة حالكة السواد في حضرموت، وتعتبر صفحة سوداء في تاريخها حيث كانت القبائل المتصارعة في تلك الفترة اضطهدوا سكان البلاد وأدت الفوضى المتفشية نتيجة للصراعات العنيفة بين يافع وقبائل حضرموت إلى نزوح المصلحين والتجائهم إلى المناطق القريبة ومنهم والد السيد طاهر الذي اشتهر بعلمه وورعه إلا انه لم يتقاعس عن حمل السلاح لمقاومة النهب والسلب الذي كان يقوم به رجال القبائل وخصوصا آل تميم الذين كانوا يتحرشون بهم. وبالرغم من أن السادة العلويين قد تركوا حمل السلاح ونذروا أنفسهم لخدمة الدين (2) لم يتردد في أن يكون رجلا مدافعا عن مصلحة أسرته وفي قيادة ( المقاومة ضد الذين يغيرون على حضرموت) مخالفا رأي معارضيه .
سافر السيد طاهر إلى أكثر مناطق بلاده كما زار الحجاز وكانت وفاته عام 1241هجرية (1825م) في المسيلة وله قبر يزار، وهو أحد أجداد صديقي علي بن عقيل، وجد الكاتب المعروف والمؤرخ وأحد الشخصيات السياسية في بلاد العرب وجزر الهند الشرقية ( محمد بن هاشم ) .

( 3 ) السيد أحمد بن محمد المحضار صاحب النص ( رقم 3 ) ، يقول ( رحـيّم ) أن هذا الكاتب من أهل القويره بوادي دوعن وهو ينتمي إلى آل الشيخ بوبكر ، وهو أحد الأولياء المعروف ب ( ولي القويره) ، وأميل إلى التساؤل في نسبة هذه المقامة إليه حيث أنه من سكان القويره بينما تشير المقامة إلى ( حبان ) ، ومن المحتمل أن يكون من ( المحا ضير ) أهل حبان وهم في الأساس ينتمون إلى ( عينات ) استقروا في حبان من مدة تقارب الثلاثمائة سنة ، وكذلك في ( الوجا ) ، وهما منطقتان في سلطنة الواحدي ، لا أعرف شيئا عن هذا الكاتب.

( 4 ) عبد القادر بن عمر بن مبارك ( أي المبارك ) بن شيبان المعروف (بالشعيرة) صاحب النصوص رقم5,19,25,29, 39,40 . ينتمي الشعيرة (أي الشاعر الصغير أوالشعـرور ) إلى قبيلة ( تميم ) التي تقطن المنطقة المجاورة ( لحوطة ثبي ) حيث ولد الشعيرة ، وقد ورد أسمه بين الموقـّعين على أحدى الوثائق التي قمت بجمعها وأتأهب لنشرها وهي وثيقة تتعلق ( بحوطة ومنصبة ثبي) مؤرخة بعام 1341 للهجرة (1922م) وقد سافر إلى جاوا مرتين على الأقل ثم عاد إليها بعد فترة من توقيع ( وثيقة ثبي ) حيت وافته المنية في سورابايا عام 1342 للهجرة (1923م) ، وفي نشاطه السياسي كان من المناصرين للسلطان القعيطي ضد الكثيري ، كما انه كان مناوئا للإرشاديين في إندونيسيا ، وقد ساهم بنثره وشعره في الدعاية ضد الإرشاديين المناوئين للسادة العلويين في جاوا وسنغـفوره ، والذين كانوا يعارضون أحقية السادة في التميز الديني والاجتماعي الخاص بفضل انتمائهم وانتسابهم إلى الرسول ( ص ) ، وما لبث أبناء ( الشعيره ) أن وقفوا موقفا معارضا لمذهبه وأصبحوا إرشاديين ، وأتلفوا آثار أبيهم الأدبية وخصوصا تلك التي تتعلق بالدعاية ضدهم ومهاجمتهم.
وقد علمت من ( رحيـّم ) أنه لازالت توجد دواوين مخطوطة من شعره في حضرموت إلا أنها تختلف في محتوياتها لعدم وجود ديوان معتمد موحد وأظن سبب وجود مجموعات شعرية مختلفة المحتوى لديوان ( بامخرمه ) وهو من الأعلام السياسيين في قرون سابقة يعود إلى العصبية والتحامل السياسي الذي أدى إلى طمس بعض القصائد وانتحال البعض الآخر(3) .
وقد نشرت هنا عددا من قصائد ( الشعيرة ) اخترتها من بين خمس وسبعين قصيدة كان قد حصل عليها ( رحيم ) وهي قصائد تمتاز بجودة وطرافة مختص بها ، ويكنى الشعيره نفسه في ( التخلص ) بـ ( أبو صالح ).

(5) ربيـّع بن سليم ( صاحب النص رقم 7) ينتمي هذا الشاعر إلى عائلة ( بادييخ ) وهي واحدة من أربع فئات أو مكاتب ( مفردها مكتب ) تنمي إليها فئة الدلالين (4) بتريم ، وهناك عداء تقليدي مستحكم بين الدلالين وبعض من السادة على الأقل .
وليس عندي إلا القليل من التفاصيل عن حياة ( ربيـّع ) الذي نالت قصيدته الكثير من الحفاوة والاهتمام في وادي حضرموت ، والتي لا يزال ويذكرها ويحفظها الكثير من أهالي تريم ، وقد حكى لي محدثي حكاية شبيهة بتلك التي يرويها سكان بلاد العرب وقد جرت أحداث هذه الحكاية بين الشاعر ربيع وشاعر حضرمي آخر هو الشاعر ( باجراده )، الذي توطدت بينهما أواصر الصداقة في سنقفوره ، ودفعت الضائقة المالية الشاعر ربيّع أن يستدين بعض المال من أحد الصينيين هناك وعجز ربيّع عن وفاء دينه فأقام الصيني عليه الدعوى وحكمت المحكمة عليه بالسجن ، وكان يعيش في سنقفوره عدد كبير من السادة الأغنياء من أمثال ( السري وآل الجنيد وآل الكاف وآل السقاف..الخ ، وقد أستنجد ( باجراده ) بهم وحثهم على تسديد دين ربيّع ولكنهم رفضوا ولم يكن أمام ( باجراده ) إلا اللجؤ إلى الحيلة لإقناع هؤلاء السادة بضرورة زيارة ربيع للتخفيف عن مصابه (مؤانسته) كحضرمي مثلهم وعندما ضمهم المجلس مع الشاعرين أنشد باجراده قائلا:

قد قلت لك يا ر بيّع لا تقس .... واليوم حبلى وبانت بها شواء

فرد عليه الشاعر ( ربيّع ) ملمحا إلى السادة :

عسى الولاده تقع في يوم زين ......... والكوبره ما تقصر في الدواء(5)


وقد نظمت القصيدة المنشورة بالشواهد بمناسبة هزيمة يافع الذين كانوا يدعمهم القعيطي وانتصار الكثيري عليهم ، وقد كانت ليافع السلطة على تريم حتى عام 1847 م فسقطت المدينة من أيديهم (7) ، وهناك جواب عليها في قصيدة للشاعر سعيد علي باجراده وعندي نسخة منها إلا أنها لاتجاري قصيدة ( ربيّع ) في الإجادة والإمتاع. وكما ورد في كتاب ( الوقائع ) يقال أن ربيع قد نظم تلك القصيدة في جاوا حال وصول الأخبار بأحداث تريم.

عمر بن محمد باعطـوه ( صاحب النص رقم 7 ) ، تعتبر عائلة ( باعطوه ) عائله موثقه توثيقا جيدا ، فقد خصص ( سي سنوك هركرنجي ) مقالا كاملا عن هذه العائلة ودعم مقالته بقائمة وراثيه توضح أنساب هذه العائلة وجذورها(8) التي تشعبت فروعها في مختلف أجزاء حضرموت ، وكان كل ذلك في حديثه المفصل عن عمر بن محمد باعطوه نفسه وقام ( لندبرج ) (9) بتحقيق ونشر قصائد باعطوه ، وقد قابلت أفراد أحد هذه العائلة في شبام، وهو رجل ملم بالكتابة وهو الذي كتب لي هذه القصيدة المنشورة هنا مع قصيدتين أخريين كانت إحداهما لعوض بن عمر وقد ذكره لندبرج أيضا(10) رغم وجود اختلافات واضحة بين النصين.
أما (هرش)Hirsch (11 ) فقد مدحه باعطوه في قصيدة مقابل أجر عليها وهي لدي، وأشار صلاح البكري(12) إلى الروح الموسيقية أو الطابع الغنائي في أشعار باعطوه ، وهذا صحيح إذا علمنا أن أكثر أشعار باعطوه كانت منظومة على الأغاني الشعبية ، خصوصا القصائد التي نظمها آل باعطوه في وصف الحروب بين يافع والكثيري ، وتلك المتعلقة بالشعر الغنائي أو الغزلي، ويزعم آل باعطوه أنهم ينتمون إلى بني هلال وهي أشهر قبائل حضرموت كما أنه عشق الموسيقى وجعل منها حرفة له.
وليس لدي ما أضيفه إلى هذه المصادر غير قولي أن آل باعطوه كانوا يرافقون قبائل المنطقة في مناطق استقرارها وحروبها ، ولكنهم ليسوا من حملة السلاح ، وهذا يقودنا إلى الاستنتاج بأن شعراء آل باعطوه كانوا يتقاسمون أدوارهم بين الأطراف في وقت واحد ، وأشار محدثي الشبامي وهو من آل باعطوه إلى إن أحد أجداده قد رافق ألمانيا يدعى ( فرنسيس ) إلى ( بير برهوت ) مارا بالأودية الشمالية وراء الحدود الكثيرية ، وقال قصيدة في ذلك الألماني ، ويبدو أن هذه الحكاية تشير إلى( هرش ) .

(7) عمر كـرامـه (صاحب النص رقم 8 ) ، من ( بور ) وهي بلدة بين سيئون وتريم في الجانب الشمالي من الوادي ، وهو شاعر متسول معروف في حضرموت ويعتبرونه نصف مجنون ، وكان يحمل سيفا وعصا وسكينا يشتم الحكومة والقبائل وأعيان البلاد تارة وتارة أخرى يمتدحهم ، وأحيانا يلتمس نزاع أو مشاجرة فيتشاجر ويبدو في المحيط العام بأن له شخصية شادة متميزة بالغرابة كما هي حال بعض الشعراء في بلاد العرب ، وكان الناس يتقبلون منه هذه الغرابه ويتحملون منه غرائبه لما تثيره عندهم من تسلية وتفكه ، وأخبرني رحيّم عام 1947م أن عمر كرامه مات قبل حوالي ثلاث سنوات وكان رحيّم يذكره وعلى وجهه علامات الضحك ، وشعر عمر كرامه أكثر محلية بالطبع من شعر الشاعرين السابق ذكرهما.

(8) عبـود الغـرف ( صاحب النص رقم 9 ) ، لم يتمكن محدثي أن يحكي شيئا عن هذا الشاعر ، ومن المحتمل أن تكون القصيدة قد نظمت قبل بضع مئات من السنين إذ يبدو ذلك من تكرار بعض العبارات المألوفة ، ويروى عن الشاعر انه تقدم يطلب يد فتاه من بلدة السويري فقوبل طلبه بالرفض فأنشأ هذه القصيدة يهجوهم بها ، وأتجه إلى تاربه حيت تمكن من تحقيق طلبه وتزوج هناك ، ويبدو أن هذه الحكاية مستقاة من القصيدة نفسها (الأبيات من 11 إلى 19).

(9) الشيخ عبدالله بن حسين با فضل التريمي الملقب (رحيـّم) ( بتشد يد الياء ) النص10) ، كان هذا الشخص مصدري الرئيسي في تريم ، وهوذو طاقة عظيمة في الإطلاع على جميع ما يتعلق بمجريات الحياة في حضرموت ، ويبدو أنه وقت لقائي به لم يتجاوز أواخر الثلاثينيات من عمره وهو من سكان حارة ( السوق ) في حوطة الشيخ حسين ، ولا أستطيع مقاومة الرغبة في رسم صورة عن شخصية هذا الرجل بشيء من التفصيل باعتباره شخصية حضرمية صميمة نموذجية.
وينتمي ( رحيّم ) إلى مشائخ آل بافضل بتريم ، وهي العائلة من العائلات العريقة التي يتصل نسبها بأحد أصحاب الرسول(13) وأنجبت هذه الأسرة كثيرا من العلماء والكتاب ، ولازال هناك العديد من مشاهير شيوخ العلم في تريم ممن ينتمون إلى هذه الأسرة وهي عائلة تحتفظ بعلاقة الود الدائم مع السادة ورغم أن ( رحيّم ) رجل فقير، إلا انه مواظب على التزين بلباس العلماء حتى ولو كان مرقعا ، وهو يعيش على الكفاف ويملك عددا ضئيلا من النخيل، وضاع كل ماله في التجارة التي لم يصادف فيها حظا ، وقد زار وادي دوعن مرة وبئر برهوت عدة مرات وخلال مجاعة 1944م كان يعيش على الرمق ، وقد استخدمته الحكومة مدة قصيرة.
وكان رحيـّم يحصل على ما يقرب من أربعة ريالات شهريا من أسرة ( آل الكاف ) وانخفض هذا المبلغ حتى أصبح روبية واحدة تبعا لانخفاض ثروة ( آل الكاف ) ، ويبدو أن هذا المبلغ كان يدفع له تقديرا لنشاطه الأدبي وهو نشاط يستحوذ على كل وقته ويستغرق كل حديثه ، وهو يجمع كل ما يصادفه ويسمعه من أدب بدون تمييز، ويعمل الآن ( ملقنا ) في القبور ويتركني في أوقات معينة للذهاب إلى المسجد ليؤذن للصلاة ، وهو من أعماله ، ويشير إلى نفسه ( بالفقير ) ، وهو لقب له علاقة بالتقاليد الإسلامية ، وقد كان يلبس ثوبه الأبيض العادي وأخبرني أن هذا الثوب يلبسه للعيد فقط بحيث خلق لدي انطباعا بأنه لبس هذا الثوب بمناسبة قدومي ومرافقته لي وعندما جاءني في اليوم التالي بالفعل كان لا يلبس هذا الثوب فعلمت بهذا كيف كان زري الهيئة مهلهل الثياب ولعل أفضل ما يتميز به رحيـّم هو ما يعبر عنه بكلمة ( خراط ) أي ثرثار وهي صفة نفعتني في مهمتي فهو إذا شرع في موضوع يتحدث عنه دون توقف متشعبا فيه شعابا شتى ، وهو أيضا لا يفتقر إلى النكتة في حديثه فقد تمنى مرة أن يحصل على دواء يحد من حديثه وثرثرته وعندها يكون كل شئ على ما يرام ثم عقب بقوله: ( صدق والله ) وفي مرة شرح لي المثل القائل ( سكوت تسلم فيه خير من كلام تندم عليه ) وفي شرحه لهذا المثل لم ينس أن يدور في حديثه هنا وهناك فيتحدث عن أشياء كالتمر مثلا وتوقع ان يقدم لي السادة هدية من التمور لاقتراب الموسم وأشار علي بأن أحضر بعضا منها ليفصل لي أسماءها ويشرح فوائدها وهو طبعا يستطيع أن يحصل على تلك التمور إذا طلبها لي ، وطلب مرة مني أعدادا قديمة من جريدة ( التا يمز ) ليبيعها في السوق مقابل الحصول عل كمية من ( البلاشان ) (14) يستعملها ايداما لخبزه ، وكانت الكمية لا تتجاوز ملء قارورة الحبر كم هم فقراء هؤلاء الحضارمة ، ومن النادر أن يطلب الحضرمي شيئا بطريقة مباشرة كطلب الحصول على قلم رصاص ليقوم بأداء خدماته للأدب والتاريخ وهو طلب كان موعودا بالحصول عليه ، ولكنه لم يتسلمه وهو يستطيع تحقيق رغباته بالمداورات الكلامية فيورد أنواعا من الأمثلة لكلمة معينة هي المقصودة للتعبير عما يريده وأكثر الذين يأتون إليه لاكتساب المعلومات هم في الواقع لصوص ففي سرائرهم انهم يريدون الحصول على ما جمعه من مواد استغرق في جمعها 26 عاما بدون مقابل خدمة لوطنه انهم مخادعون ودنيئة أنفسهم أولئك الذين لا يهبونه شيئا مقابل خدماته ، ولكنه لا يدع دفاتره تفلت من بين يديه لأي شخص ماعداي ، وهو ينكر معرفته الكثيرمن العربية الفصحى إلا انه يبدي معرفته بأشياء منها عندما يكون بين العلماء ، اما معرفته باللهجة العامية فشئ مثير للدهشة والمدى الذي وصل إليه بعيد المرمى وكثيرا ما يحدثني بكلام مسجوع ، أو مستعملا عبارات وجملا صيغت بها الأمثال وهو كثير الاعتقاد في ( الحسد ) كغيره من الحضارمة حتى المتعلمين منهم ، والذين يعتقدون أيضا في العين الشريرة وهو يخشاها من كل قلبه ، وهو يعتقد ان شخصا مـا كان يحمل عليه حسدا مما سبب له ارتعاشا في يده عندما يشرع في الكتابة والتدوين ويعـوقه ذلك في الكتابة بالشكل المطلوب ولا أنسى قصر نظره الذي أعاقه عن الكتابة على ورقة كانت أمام عينيه والناس يضحكون عليه أيضا ويعتبرونه ( مجذوبا ) .

إن رحيم روح تقية ورعة ، وصاحب قلب طيب رغم ظروف حياته البائسة وقد وكل أمره لأرادة الله في كل لحظة يشكو فيها إليه واثقا من جزاء الله وجنته ، ومن الغريب انه مؤمن من أننا نحن النصارى معرضون للعنة والطرد من رحمة الله ، ولكنه مع ذلك يتحمل وجودنا وقد وفى بكل أمانة بالاتفاق الذي تم بيني وبينه ، ومن المحتمل ألا تكون أشعاره ذات شهرة وإتقان إلا أنني أدرجتها بالشواهد لقيمتها العلمية.

(10) سعيد عبد الحق الدموني ( النص رقم 12و13و14) ، يبدو أن هذا الشاعر كان شهيرا في أيامه ، إلا أنني لم أحصل الاعلى قدر ضئيل من المعلومات عن حياته وقد أشار إليه بركلمان( في الجزء2 ص820 ) با سم سعيد بن عبيد ويضيف إلى ذلك ان شهرته كانت بين عامي 1254الى 1289(1838 الى1872م ) ، وهو من أهالي دمون عل مقربة من تريم وهي البلد التي ينتسب إليها أمرؤ القيس ، وكان سعيد عبد الحق معروفا بلقب ( المعلم ) أكتسب العلم وتضلع فيه وتزيا بزي المشائخ يحتفظ لاندبرج (15) بنسخة من مخطوطة ديوانه .



(11) السيد حسين بن عبدالرحمن الكاف ( صاحب النص رقم15) ، يقول رحيم عن الشاعر حسين بن عبدالرحمن الكاف بأنه كبير عائلة آل الكاف قبل المرحوم عبدالرحمن بن شيخ ، وكان معروفا ( بالحليم ) ، ويعتقد أن وفاته كانت حوالي عام 1347 هجرية (1928م) ، وفي الإمكان تصحيح هذا التاريخ بالرجوع إلى سجل شجرة عائلة آل الكاف ، والأبيات الواردة في الشواهد قالها الشاعر في إحدى نسائه من بنات تريم الجميلات ، وغالبا أن تكون أحدى زوجاته ، وتبدو هذه الأبيات أكثر رقة ورهافة في الأسلوب من أغلب القصائد الواردة في الشواهد.



(12) عبيد با شامخه ( التريمي )( صاحب النص رقم 16) ، بناء من طبقة العمال ومن سكان ( حافة الخليف) في تريم ومن المشتغلين( بالطين) البناء و( النوره ) الجبس الأبيض لصبغ البيوت ، وهو كما يصفه ( رحيّم ) شيخ يلتحي بلحية بيضاء ومن المعروفين بالمرح والنكتة وهو أمي لم يأخذ بنصيب من العربية الفصحى ويسمي نفسه ( الشميخي ) وقصيدته المنشورة هنا موجهه إلى أبي بكر بن شيخ الكاف ضد محاولة قام بها الأغنياء لتخفيض أجور عمال البناء.

_____________________________________

الهوامش

(1)أنظر كتابه الجزء الثالث3 ص111 هناك عينات من نثره وشعره مع قائمة بمؤلفاته.

(2) لقد أخد سادة المسيلة آل بن يحي زمام المبادرة كما فعل أسلافهم في المشهورون من سنوات ، وذلك عندما هاجمهم بعض رجال القبائل ونهبوا أغنامهم فامتشقوا السلاح وطاردوهم واستعادوا ماشيتهم المسلوبة، وقد أنجبت عائلة آل بن يحي عددا من الرجال الموهوبين بصورة متميزة من العلماء والسياسيين رغم انهم في الجانب السياسي كانوا ( طائر السنوء ) الذي يمعن كثيرا في الطيران.
(3) أنظر موضوعاتي عن تاريخ جنوب الجزيرة الجزء الثانيB.S.O.A.S, (لندن1950م) الموضوع رقم 28.
(4) تعني كلمة ( دلال ) السمسار عادة ، وهو وكيل القبيلي في البيع ومضيفه عند قدومه الى المدينة والقائم بمهمة الوساطة في اوقات الحرب كما يقوم بوظائف أخرى ويبدو أنه يقوم بدور المحتكر في تعامله مع بعض القبائل وأرى أن دراسة مكانة الدلل في المجتمع الحضرمي بمجالها الواسع يمكن ان تكون بالاطلاع على وثائق مدينة ( ثبي )
(5) الكوبره هي المرأة التي تعني بأمور العروس من لباس وتسريح الشعر ..الخ وهي نوع من النساء المزينات من طبقة المساكين ، وغالبا ما تكون تابعة كخادمة بصفة دائمة لأحد البيوت البيرة وهي تقوم بمختلف الخدمات للنساء ، ويقولون: حين اردت عقدت صفقة ناجحة ما ( الكوبره زينه) أي انسب وسيط لك ، والقائم ووصيفه بأمر العروس في عدن تسمى ( المكدي ة) ( السيد حمود حسن في عادات الزواج عند العرب ( عدن 1934م ص11 ) وفي اليمن يذكر محمد حسن في كتابه ( قلب اليمن ) بغداد 1947م ص158 بأن الوصيفة تسمى ( الشارعة ) وهي تبقى عند العروس أربعين يوما .
(7) سنتناول هذه الحادثة الشهيرة في التاريخ الحضرمي باستفاضة في الجزء الثاني من هذه الدراسة من خلال ملاحظتنا على الترجمة .
(8) أنظر ( حول الفن الشعري عند باعطوه في حضرموت.)
Zur Doht Kunst der Ba Atwah in Hadramout
كتبه (تيودور فولوكس جيسن )Giessen 1906م ص97 الى107.
( Arabica) (9) أنظر( الجزء الثالث ( ليدن 1895م )
(10) ص 112HADRAMOUT) أنظر كتاب
(11) أنظر (رحلة في جنوب جزيرة العرب من بلاد المهرة وحضرموت)( ليدن1879م )
(12) أنظر كتاب (تاريخ حضرموت السياسي) (القاهرة 1936م)ج2ص195و196.
(13) انظر ما كتبته عن آل بافضل في كتابي ( مقابر تريم ) .
(14) يعني بلاشان بالملايو هومعجون صيد الروبيان بعد ملحه وتجفيفه في الشمس ثم غليه مرة أخرى وتجفيفه حتى يتخمر.

(15) انظر تاريخ حضرموت السياسي ( لصلاح البكري الجزء الثاني 194 ( لندن 1909م الجزء الثاني ص558. Etudes Sur Les Dialectes


أبوعوض الشبامي 12-31-2008 04:51 PM

(13) السيد حسين الشيخ بن عبدالله بن مصطفى العيدروس ( صاحب النص رقم 17 ) ،، ليس لدي معلومات كافية عن هذا الشاعر رغم شهرته المتواترة عند السادة ، ويقال أنه توفى حوالي عام 1300 للهجرة على وجه التقريب(1882م).

(14) السيد زين بن عبدالله الحداد المعروف بـ ( زين العباد ) ( صاحب النصوص رقم 18 و26و27 ) ،هناك الكثير مما كتب عن هذا الشاعر وأورد (كتاب تاريخ الشعراء الحضرميين)(16) تفاصيل عن هذا الشاعر المولود ( بحافة الحاوي ) في تريم عام 1105 للهجرة الموافق 1693م ، وهو أحد أبناء عبدالله بن علوي الحداد الذي كان من الشخصيات المعروفة ، وقد رزق بابنه زين في سن شيخوخته (17) ، وزارشاعرنا العراق وعمان توفى في بلدة صير عام1157من الهجرة الموافق لعام 1744م وله ضريح هناك وشهرته كباحث وعلامة تعادل شهرته كشاعر، وذكر عنه صاحب كتاب ( تاريخ الشعراء الحضرميين ) أنه كان مشهورا بقصائده الحمينية التي تحتوي على ذكريات سيئون وأشعار الحب والغرام في بناتها الجميلات ، وكانت سيئون لها شهرة ذائعة بالموسيقى والأغاني والنساء الجميلات، ويقول ( رحيم ) أن ( خوعلوي ) كان مغرما بالغناء والمغنيات من النساء، مما حدا بابيه أن يحتجزه في البيت للصلاة معه ووافق على أداء الصلوات مع أبيه ولكنه كان يستطيع بأعجوبة أن يفتح الباب كل ليلة ويمتطي بغلته ويذهب إلى سيئون ليقابل صديقاته هناك ويستمتع بمجالستهن ثم يعود في الصباح الباكر إلى بيته بتريم لينام.
وقد مر زمن طويل قبل ان يلحظ أبوه شيئا ولكنه اكتشف ذلك أخير فقال لابنه أنه سمع ( قنبوسه ) يقول ( تب تنجو، تب تربح ) وذلك على نغمة الوتر ، ويشار إلى إن جميع زياراته لصديقاته في سيئون كانت تتم دون ممارسة الحرام ، ويؤكد رحيّم أن ( خوعلوي ) قد نظم بضعا وأربعين قصيدة ، ويملك لاندبرج(18) ديوانا يحتوي على قصائده وقد سجلت شركة ( أوديون)(19) ، القصيدة رقم 26 على شكل مقاطع غنائية وقامت أيضا مؤسسة أخرى في البحرين (20) مع قصائد أخرى غيرها سجلت على اسطوانات الشمع ، وهناك نسخ عديدة لهذه القصيدة وقد نشرت بشكل قد يكون مماثلا لها في كتاب الوقائع (21) منسوبة إلى حسن بن عبدالله بن علوي الحداد مستهلة بعبارة ( يقول خوعلوي ) ولم يشر كتاب ( تاريخ الشعراء الحضرميين ) إلى حسن هذا والذي من المحتمل أن يكون أحد أبناء عبدالله بن علوي وأخا للشاعر زين إذا وجد مثل هذا الأخ.

(15) السيد حسين بن مصطفى بن عبدالله العيدروس( صاحب النص رقم2) ، لا يشير كتاب ( تاريخ الشعراء الحضرميين ) إلى هذا الشاعر وسنأتي على بعض التفاصيل عن حياته في التراجم الخاصة بالسادة الحضارمة الذين ورد ذكرهم في قائمة خاصة بهم(22) وهو معروف بحسين الشيخ ومن سكان تريم وقد توفى بها قبل حوالي 150 سنة والأبيات الواردة بالشواهد قالها الشاعر عند مشاهدته لإحدى البدويات.



(16) السيد حسين الشيخ بن مصطفى العيدروس ( صاحب النص رقم 21) ) ، لدي الشك أن هذا الشاعر مثيل للشاعر السابق ولكن ( رحيم ) أخبرني أنه عاش قبل بضع وخمسين عاما ودفن بمقابر تريم ، وهو ينحدر من عائلة العيدروس ولي عدن المعروف بالعدني.

(17) يحي عمر يا فعي (المعروف ب ( أبو معجب ) صاحب النص رقم 22و23 ) ، يحي عمر هو أحد أشهر الشعراء في جنوب الجزيرة الاّ أنني لم يتوفر لدي الاّ القليل من المعلومات الموثوق بها عن حياته ماعدا أنه يعرف حيدرآباد ويتقن اللغة الأردية كما يتضح ذلك من الكلمات الهندية التي يستعملها في أشعاره وأستطاع دي.سي. فيلوت(23)D.C.Phillott أن يجمع بعض الحكايات عنه ، وقد حكى عنه أحد الحضارم بقوله: أن يحى عمركان في صنعاء ثم عزم للسفر إلى الهند فوصل( بارودا ) حيث تزوج هناك ولم يمكث مع زوجته أكثر من خمسة عشر يوما ثم طلقها وغادر تلك المنطقة إلى هندستان ومن هناك قصد ( كلكتا ) ومنها إلى ( مدراس ) وبعد غياب دام ستة عشر عاما عاد أدراجه إلى ( بارودا ) وعاش هناك في الحي العربي ويستطرد الحضرمي في حكايته حتى يأتي على ذكر زواج يحي عمر بإحدى الفتيات هناك فيقول:( لقد كان من عادته ألا ينام حتى يقضي وقتا في العزف والغناء وكثيرا ما يكرر أسمه ( يحي عمر ) في قصائده الغنائية ومن هنا علمت الفتاه أن يحي عمر ليس إلا والدها فأخبرته بذلك فأصطحبها إلى بلاده حيث زوجها على أحد أفراد قبيلته ويقال ان هذه القصة حدثت بالفعل.

ويعتبره صلاح البكري(24) أحد مشاهير الشعر العامي في حضرموت ولا أعرف ما إذا كانت حضرموت هي مسقط رأسه أم أنه قدم إليها من (جبل يافع) ولكني أشك أنه من مواليد حضرموت ، وتوجد نسخة من ديوانه عند لاندبرج (25) والذي لا أشـك انـه قـد أخـتار القصـائد ونشـرها لنا في كتابه من ذلك الديوان (26) وهي قصـائد مشهـورة في حضرموت، وهي الآن أكـثر تـداولا بين المغـنين وقـد فـامـت شـركـة أوديـون(27) والتـاج العدني(28) في مجموعـة اســطـوانـات البحرين بتسجيل أغانيه (29) ، والجدير بالذكر أن أسطوانات التاج العدني التي سجل عليها أغنية يحي عمر التي يستهلها بقوله : يحي عمر قال من كم هذا العسل نشتري قفله (30) وهي تنويعات من بحر البسيط قد وضع لحنها على النغم والأيقاع الصنعاني.

(18) السيد عبدالرحمن بن محمد بن شهاب (صاحب النص رقم 23 و30 و34 ، أستقر هذا الفرع من آل شهاب في تريم ولذلك كان في مقدوري أن أجمع القصائد وأختارها من ديوان الشاعر مباشرة والذي يوجد بحوزة أحفاده وقد نظم قصيدة في أجناس السمك ، مماثلة للقصيدة الرابعة والثلاثين وقد كان وكيلا على مسجد المحضار الشهير في تريم ولدى عائلته العديد من الوثائق الهامة ومكتوبات تحتوي على وقائع من تاريخ حضرموت وقد ساعدني حفيده علوي بن عمر بن عبدالرحمن بن عبدالله في الحصول على القصائد الواردة في الشواهد.

(19) سالم بايعـشوت ( صاحب النص رقم 28) ، لا يعرف رحيّم شيئا عن هذا الشاعر ومن الثابت انه أقام في شيريبون بجاوا أشار رحيّم إلى ان هناك كثيرا من آل بايعشوت في (الغرف) ومن المحتمل ان يكون الشاعر على صلة بهؤلاء وهم من طبقة الحراثين ، ويضيف رحيم الى ذلك قوله: ان أهل الغرف معروفون بمزاولة الحياكة وبالتدريس في كتاتيب القرآن ( علم .ج علمه ) ولكنهم في هذه الأيام قد انصرفوا عن ذلك إلى الطرب والعزف على ( القنبوس ).

(20) الشيخ عوض بن محمد بن سالم بافضل (صاحب النص رقم ) ينتمي هذا الشاعر الى المشائخ آل بافضل بتريم ( أنظر ماذكر سلفا ) ومن المحتمل أن يكون قد عاش في زمن متأخر، ولكني لم أحصل على معلومات عن حيـاته.

(21) علي باغريب ( صاحب النص رقم 32) ، ليست هناك أية معلومات عن هذا الشاعر ويعتقد ( رحيّم) أنه من أهالي تريم أو الشحر من المحتمل أن يكون من أهالي تريم ويبدو من النص الوارد بالشواهد أنه من الذين هاجروا إلى إندونيسيا.

(22) السيد علي بن حسن العطاس (صاحب النص رقم 33) ،ولد هذا العالم الشهير والمصلح الديني في حريضه عام 1121هجريه (1709م) وكان معروفا بكثرة الترحال والتجول في مناطق حضرموت مصاحبا معه حمولة من الكتب ، وفي عام 1161من الهجرة(1748م) أستقر به المقام في (المشهد) وبنى له بيتا وحفر بئرا وتحيط بالمنطقة أرض قاحلة ،حيث أن المنطقة تخلو من الزراعة تماما وتأتيها المزروعات من أماكن بعيدة ، وتحيط بها خرائب ( ريبون ) ، توفى السيد علي عام 1172 للهجرة(1758م) وضريحه موجود بالمشهد حيث أصبح مزارا وتقام زيارة المشهد في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام وهو تاريخ ليوم هام في حضرموت، وقد قمت بزيارة المكان بعد أيام الاحتفال بالزيارة ،فوجدت مخلفات الذبائح التي ذبحت أثناء الزيارة ،وكانت مرتعا خصبا للذباب.
ويمتاز ديوان شعره(31) بالطابع الديني ،الا أنه لا يخلو من قصائد حمينية جيدة وخصوصا تلك التي نظمها في عناد حماره، وهذا يدل أن الزعماء الحضارمـة لايفتقرون الى النكتـه والدعابـة الموفقــة ،وحماره هذا المعروف باسم (عيران) ولا زال أسمه مذكورا رغم مرور هذه السنين الطويلة ، فمن عناد هذا الحمار له أنه يسقط على الأرض فجأة ويرفض استئناف السير بعد ذلك بالشكل المطلوب(32).
والسيد علي داعية إسلامي نشط بين البدو في المناطق البعيدة المترامية حيث يعتبر الأيمان والعقيدة شيئا غامض المعالم ، وهو صاحب عدّة أعمال أدبية منشورة في (تاريخ الشعراء الحضرميين ).

(23) الشيخ بوبكر بن أحمد الخطيب (صاحب النص رقم 35) ، هوالمعروف بخطيب المنبر وينتمي إلى مشائخ آل خطيب في تريم ، والذي يعتبرون أنفسهم من صحابة الرسول وقد توارثوا الدعوة إلى الدين والخطابة في المساجد (33) ويسكن البعض منهم في ضاحية (عيديد) وقد قامت زوجتي بمعالجة بعض من نسائهم من وقت لآخر وهم أي آل الخطيب يحتفظون بعلاقات طيبة مع آل الكاف ويصف الشاعر في النص المنشور قطا لوالده. يذكر رحيّم هذا القط في صغره وهو قط قيل انه أستجلب من ( أرض الحرمين) وعاش عشرين سنة .

( 24) السيد محسن بن علوي السقاف ( صاحب النص 36 و37 ) ، عالم من علماء سيئون حيث يسكن جميع السادة الذين أشار إليهم في النص الأول رقم 36 ،في سياق حديثه عن حادثة الحمار ، وبالطبع هناك العديد من آل السقاف في المدن الحضرمية الأخرى، وقد كتب قصيدة ساخرة تندد بآل كثير أي آل عبدالله وتعرض للسجن من أجلها في شبام التي كانت في أيدي آل كثير في الفترة التي عاش فيها الشاعر وقد قيل ان مناسبة القصيدة رقم (36) جرت خلال الستين السنة الماضية تقريبا وتمثل القصيدة الثانية نموذجا للفكاهة الحضرمية.

(25 ) السيد عبدالله بن علي بن شهاب الدين العلوي(صاحب النص 38)، ولد هذا العام والباحث في تريم عام 1187 للهجرة (1773م) ويبدو أنه تلقى العلم في زبيد، ولدي نسخة من ديوانه حصلت عليه في حريضه وفيه تفاصيل مستفيضة عن حياة الشاعر مستقاه من كتاب (تاريخ الشعراء الحضرميين)(34)

(26) الشيخ محمد بن عوض با فضل التريمي (صاحب النص رقم 41) ، لازال هذا الشاعر يعيش (1947م) وهو كغيره من آل با فضل ، وقد حاز قسطا من التعليم لكونه مؤذنا ومعلما وكان معروفا بحسن الخط، وقد نقل البكري (35) بعض أشعاره أما الشيخ حسين الذي يشير إليه الشاعرفقد مات قبل خمس سنوات من التاريخ المذكور.


(27) عسـكول ( صاحب النص رقم 42) ،هذا الشاعر من طبقة العمال عاش في مكان ما بالوادي بين شبام وسيئون، ويذكر أن الشاعر قد نظم في (بن عبدات ) أشعارا على أثر حادثة 1940 م ، وهوالآن توفاه الله.

(28) سعد بن علي بن عبدالله با مذحج التريمي المعروف ( بسعد السويني ) ( صاحب النص رقم 43) ، منذ عام 1911 م تناول ( سـنوك هير جروني) (36) موضوع سعـد السويني ( أي الساني الصغير ) بالنقاش ونقل بعض الأشعار المنسوبة إليه ثم يضيف قائلا: ( ولكن سعـد على كل حال شخصية حقيقية رغم اننا نشك في صحة نصف الأشعار المنسوبة إليه) وعندما كنت في ميفعـه، سمعت من الأحاديث المتداولة بالرواية أن سعدا كان من عبيد الشيخ بوبكر في عينات وأعني أنه كان من خدم ضريح الولي أما أبن العيدروس (37) فيقول أن سعد السويني كان شخصية مرموقة في زمانه ومشهورا بالعلم والتقوى وكان من أعظم المشائخ والأولياء (38) ولبس خرقة الصوفية وأحب العزلة في أودية تريم ، ثم يورد لنا العيدروس تفاصيل عن طعام (السويني) والكتب التي درسها ويبدو انه كان مواظبا على زيارة قبر النبي هود وتوفى في رجب من عام 757 للهجرة ( 1452م) ودفن في تريم وأصبح قبره مزارا إلى اليوم .
وذكر سنوك أن ( سعد السويني ) كان ( أبو ) الفلاحين مقدمهم وزعيمهم وكان كما تحكي الأسطورة الشعبية جدا للعاملين في مهنة السنا وة ( أي نزح الماء من الآبار بالحبال ) ويبدو أن سعد السويني يحتل مكانة في الخيال الشعبي تساوي تلك المكانة التي يحتلها (حميدبن منصور) في أذهان العامة من سكان غرب حضرموت الذين يروون حكمه وأمثاله ويتداولها الفلاحون ورجال القبائل على السواء ، كما أنه يشبه شخصية ( علي بن زايد ) وعلي بن زايد هو صاحب القوانين والقواعد المتعلقة بالفلاحين ، وقد صنعت الأسطورة الشعبية سعد السويني شخصية تاريخية، مما جعل أبن العيدروس في أوائل القرن الحادي عشر يقول: ( أن الشيخ سعد يمتلك المعرفة بأحوال الناس وشرح مقاماتهم وتفاصيل معاملاتهم مما جعل في إمكانه أن يتحدث عنها بدقة وإصابة ويصورها أبلغ تصوير مصبوغة مما لديه من ذوق وخبرة، وألمح في هذا الحديث الإشارة إلى أبيات سعد المنظومة ببحر الرجز التي كان يتداولها الناس كما يتداولونها الآن ، وتردد أشعاره في السناوة على شفاه الفلاحين في مختلف المناطق ويعرفها المتعلمون ويستشهدون بها في المقامات الأدبية ومنه (المقامات التي أوردناها) في هذا الكتاب وسيكون من الصعب تمييز الأبيات التي نظمها سعد بالفعل وتلك التي تنسب إليه وأشعاره نفسها تختلف من نسخة لأخرى وحتى تلك الأشعار التي أوردها (سنوك) تختلف بعض الاختلاف عن الأشعار التي أوردتها في المختارات وبما أن السناوة من الأعمال الزراعية الهامة فأن لها أهمية خالدة في حضرموت.

ويمكن للمهتمين بقصص سعد السويني الرجوع الى ماذكره ( سنوك هيرجرونجي ) عنها أما المكانـة التي أحتلها والحفاوة التي لقيها سعـد في الأوســاط العامـة والمتعلمـة فتبدو واضحـة ، وذلك من الملاحظـات التي أوردهـا أبن العـيـدروس عنـه(39) . فقد حكى أن( أبو بكر العيدروس ) كان يهش ويرغب في الحديث عنه وكان أصدقاؤه الذين عرفوا فيه هذه الصفة يلجأ ون إلى الإشارة إلى سعد السويني والحديث عنه إذا لاحظوا من العيدروس تغيرا في المزاج فما يلبث أن تنفرج أساريره ويهش لذكر أسمه،( وحتى اليوم يبدو من السادة ( العلويين ) الارتياح والابتسام من ذكر أسم سعـد ويرددون أشعاره ) وكان العيدروس يحفظ بين أعز ما يحفظ زوجا من أحذية سعـد لا يستكنف من شمها وتقبيلها.

أما فيما يتعلق بالمقطوعات التي أوردتها كشواهد وأمثله في النص الإنجليزي فنادرا ما كنت أحصل على أسماء قائليها ، أما المقطوعة الأولى فهي لحداد بن حسن الكاف وهو كما أشرنا من شعراء تريم المعاصرين ، والشاعر الوحيد الذي تجدر الإشارة إليه بقول شئ عنه فهو شاعر الحكمة وحكيم الشعراء ( أبو عامر ):

(29) ( بـوعـامـر ) ( صاحب المقطوعة رقم 26 ) ، يقول( رحيّم ) أن (بوعامر) كان حراثا من القبائل ( بقار متقبول) من بلدة( بور) بين سيئون وتريم ويرى أنه لايستبعد أن يكون مذكورا في كتب التاريخ ، وعلى كل حال فأننا لا نعرف عنه شيئا بالرغم من انتشار أقواله كما لا نعرف شيئا حتى عن نسبه إذ يقول ( علي بالربيعه) من شبام والذي تولى مهمة البحث عن جوانب هذا الموضوع،( لم نعثر بعد في تلك الكتب التاريخية التي تفحصناها عن أي إشارة نعتمد عليها في إثبات وجوده واعطاء أي معلومات عن تاريخ هذا الشاعر كما انه لا توجد أية إشارات أو دلائل عن العصر الذي عاش فيه وهو أمر يجعلنا نتشكك في حقيقة وجود شخص بهذا السم حمل على عاتقه لواء الشعر العامي في فترة ما وعلى كل لا يمكن لهذه الحالة من التشكك أن تمنعنا من الجهر بالقول بان هذه القطع الشعرية الغنية بالحكم و ( النصائح ) وبأسلوبها يضعها في المقدمة من الأمثال الحضرمية الدارجة ، ومنسوبة كلها إلى هذا الشاعر المجهول )(40).

_____________________________________
(16) أنظر ص 135 الجزء الثاني من نفس الكتاب.
(17) يمكن الرجوع إلى الترجمة الضافية عن حياته في تعليقات عبدالله بن محمد بن حامد السقاف حول( رحلة الأشواق القوية) (القاهرة 1358هـ ) ص38 لعبدالله بن محمد باكثير الكندي.
الصفحات من 558 – 745 في الكتاب السالف الذكر.Datinah( 18 ) أنظر
(19) أنظر الكاتلوج العمومي الجامع لكافة اسطوانات أوديون.
(20) أنظر كاتلوج الأسطوانات البحرينية الجديدة ( بغداد 1938 م هلال العيد ص2)
(21) أنظر ص156 من الأصل.
(22) موضوعات عن تاريخ جنوب الجزيرة العربية المجلد الأول ج2 .
(23) بعض الحكايات الشعبية من حضرموت( مجلة الدراسات الأسيوية ) في البنغال(كلكتا) 1907م المجلد 3 ص650 وبها ( قصة يحي عمر عازف القيثار ) أي المقنبس هكذا،وهذا المقال مغلوط جدا إذ أن النصوص لا يمكن الاعتماد على صحتها ، كما أن الترجمة غالبا ما تكون خاطئة إلا أن المادة نفسها لا تخلو من القيمة والإطلاع على موضوع سابق لهذا الموضوع أنظر نفس المجلة لعام 1906م .
(24) أنظر كتاب ( تاريخ حضرموت السياسي) ج2 ص 194
(25) DATINAH ص 558)أنظر .
(26) أنظر (دثينه) ص.558
(27) أنظر( حضرموت) ص4 وما بعدها وص25 ومابعدها وفيها قصائد مع التعليق.
(28) أنظر الى الكاتلوج العمومي ص14 يحي عمر قال ماشان المليح وص77و( يالله يامن على العرش اعتليت)
(29) أنظر رقم 36 من كاتلوج اسطوانات التاج العدني (عدن 1939م). 136.
(30) القفلة تساوي عشر الأوقية والأوقية وزن دولار ماريا تيزا وهو ميزان قديم وتستعمل القلة لوزن الفضة.
(31) رأيت هذا الديوان في حبان ( أنظر في تاريخ جنوب الجزيرة) المجلد1
(32) وننقل هنا بعض التفاصيل عن حماره التي مطلعها:

أبوك عيران قد ينكع والأجمل يعيب ...... يعجبك لا طاب لكنه خنز ما يطيب

أي قد يسلك أبوك سلوكا حسنا ولكنه في الأغلب لايفعل ذلك وكم يكون رائعا إذا طاب مزاجه ولكنه عنود خبيث.
(33) أنظر ماكتبته عن هذه العائلة في كتابي( مقابر تريم).
(34) الجزء الثالث ص138.
(35) أنظر (تاريخ حضرموت السياسي) ج2ص177للبكري .
(36) Sades –Suweni ein sellsamer wali…. Verspreide) (36) Geschriften ( Bonnand Leipqig 1925) الصفحات من 403 الى 419.
(37) أنظر (النور السافر) (بغداد1934م)ص 466 وما بعدها وفيه فصل طويل عن (سعد) إلا انه لا يخلو من المعلومات الشخصية وقد ذكر المؤلف فيه بعض أشعار (سعد) بالفصحى ومن الغريب أن صاحب كتاب (تاريخ الشعراء الحضرميين) لا يعتبر سعدا جدير بالذكر وقد تجاهل ذكره مع مجموعة أخرى من شعراء العامية.
(38) أنظر( النور السافر ) ص469 وقد ألف أبن العيدروس في وفاته أبيات بحساب الجمل الأبجدية .
(39) أنظر كتاب ( النور السافر ) ص478.
(40) ترجمة مخطوطة علي بن ربيعه.

أبوعوض الشبامي 12-31-2008 06:44 PM

.
أنتهى الجزء الأول من كتاب (( نثر وشعر من حضرموت )) وكان الكاتب الباحث روبرت سارجنت نشره باللغة الانجليزية أما الجزء الثاني من الكتاب وهو (( مختارات من الأدب العامي الحضرمي )) فقد تعمد الباحث البريفسور روبرت سارجنت من نشره باللغة العربية وقد استعان بخطاطين مصريين هما ( علي حسن إبراهيم و عبدالمنعم عبداللطيف ) بأن يقوما بكتابةالنصوص من مقامات وقصائد بخط اليد ، ثم طباعتهما ضمن الجزء الأول للكتاب ( نثر وشعر من حضرموت ) وقريبا سيتم وضع هذه المختارات من الأدب العامي الحضرمي في ملف ليسهل على الراغب في قراءته بتحميله .
صورة الغلاف


ابو عامر راعي الابل 01-07-2009 02:15 PM

الشكر للمؤرخ والباحث ابو عوض الشبامي على نقله لجزء كبير واللب الاساس عن هذا الكتاب . ولكن الا توافقني القول ان بعضا من نواحي هذا الاكتاب لا يمكن الأعتماد عليها في التدوين والتأريخ ( اي ان بعض المعلومات غير صحيحه ينكرها من لديه حس تاريخي فكيف بمن هو ناقد موضوعي امثالك استاذنا ابو عوض )

نقظة أخرى
ذكر المؤرخ بامطرف في كتابه المعلم عبد الحق .
وذكر ان صاحب كتاب الادب العامي الحضرمي ذكر ان ديوان المعلم عبد الحق موجود في هولندا .
وفي الكتاب هذا لا حظت ان المؤلف ذكر انه لا توجد عنده الكثير من المعلومات عن المعلم ( حسب مافهمته من ما كتتبته اعلاه ) اريد منك شيئ من الايضاح
وتقبل تحياتي

أبوعوض الشبامي 01-07-2009 06:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عامر راعي الابل (المشاركة 310979)
الشكر للمؤرخ والباحث ابو عوض الشبامي على نقله لجزء كبير واللب الاساس عن هذا الكتاب . ولكن الا توافقني القول ان بعضا من نواحي هذا الاكتاب لا يمكن الأعتماد عليها في التدوين والتأريخ ( اي ان بعض المعلومات غير صحيحه ينكرها من لديه حس تاريخي فكيف بمن هو ناقد موضوعي امثالك استاذنا ابو عوض )

نقظة أخرى
ذكر المؤرخ بامطرف في كتابه المعلم عبد الحق .
وذكر ان صاحب كتاب الادب العامي الحضرمي ذكر ان ديوان المعلم عبد الحق موجود في هولندا .
وفي الكتاب هذا لا حظت ان المؤلف ذكر انه لا توجد عنده الكثير من المعلومات عن المعلم ( حسب مافهمته من ما كتتبته اعلاه ) اريد منك شيئ من الايضاح
وتقبل تحياتي


شكرا لأبي عامر راعي الابل على الأطراء بأني مؤرخ وباحث ... ولكن اعترف بأني لست مؤرخا أو باحثا ... الخ بل قل أني مثلك ومثل غيرك مهتما بالتراث والتاريخ ، وما نقلته هنا ترجمة كاملة لكتاب ( نثر وشعر من حضرموت ) دون نقص أو زيادة ...
والكتاب ليس تاريخ بل هو دراسة وبحث جميل عن النثر والشعر في حضرموت قبل ستين عاما ، وهو في الأساس ضمن أهداف استشراقية استعمارية بريطانية كلف بها المستشرق روبرت سارجنت بها من قبل وزارة شؤون المستعمرات كما جاء ذلك في المقدمة .... والهدف من هذه الدراسة معرفة الوعي الثقافي والتفكير الحضرمي ، من خلال النثر والشعر في حضرموت ومن خلال اللغة التي يتحدث بها الناس ويترجمون بواسطتها معارفهم ومشاعرهم ووعيهم وثقافتهم وعاداتهم ... الخ لأن كما يقال اللغة وعاء ثقافي حضاري تعكس فكر وثقافة وتقاليد وحضارة الشعوب ...!!

بخصوص ما جاء عن المعلم عبدالحق قال المؤلف في ترجمته عن عبدالحق (( يحتفظ ( لاندبرج ) بنسخة من مخطوطة ديوانه )) ولا أدري من أين جاء الأستاذ محمد بامطرف ما ذكره عن المؤلف ؟؟؟
والكاتب الباحث سارجنت لا يهمه الوسع والتقصي والكتابة عن حياة المعلم عبدالحق ، أو غيره من شعراء حضرموت ، ولكنه كما تلاحظ أختار النصوص المتفرقة من شعراء ينتمون الى طبقات مختلفة من المجتمع الحضرمي وينتمون إلى اصحاب حرف متنوعة وترجم لهم ترجمة مختصرة لكل صاحب نص ، بعبارة اخرى نلاحظ انه يهتم بالنص ومضمونه وعن ماذا يعبر، اكثر من الاهتمام عن تاريخ وحياة الشاعر او الناثر ، فالكتاب واضح من عنوانه ( نثر وشعر من حضرموت ) فهناك دراسة تعريفية كما سبق عن الشعر والقصيدة الحضرمية من حيث بنية القصيدة مضمونها اساليبها أغراضها المتنوعة ، ثم تناول الأغنية الحضرمية والرقصات والألحان الحضرمية ووصفها كما شاهدها . وتناول تاريخ ظهور تسجيل الاسطوانات للأغاني ، وكتب عن القصدية الكلاسيكية ومقارنت أغراضها مع القصيدة العامية وكتب عن امقامات العامية في حضرموت ، وكان كل ما كتبه باللغة الانجليزية ، يخاطب فيه القاريء الانجليزي ، ويطلعه على شيء اسمه ثقافة (( النثر والشعر في حضرموت ) وبعد صدور الكتاب بثلاثين عاما تطوع احد المثقفين الحضارم اسمه ( دحي ) وترجم الكتاب للفائدة منه . وهو يعتبر مرجع مفيد لكل باحث .



.

أبوعوض الشبامي 05-06-2009 06:49 PM

.
[CENTER]
اخترنا لكم من اليوتيوب هذه المقاطع لرفد هذا الكتاب بصورا حيه ورقصات حضرمية جاء ذكرها في الكتاب .


العدة والشبواني

YouTube -



[align=center]رقصة نعيش البقاره



YouTube -




التهويده

YouTube -



دان حضرمي

YouTube -



دان بني مغراه


YouTube -



بني مغراه

YouTube -



فرقة سوربايا بجاوه اغاني شيخ البار

YouTube -

دان جماله

YouTube -



دان حضرمي

YouTube -



الزف

YouTube -



[align=center]

[CENTER]

.

الماسه* 05-12-2009 01:51 AM

أستاذ ي الفاضل وعلم السقيفه ابو عوض الشبامي حفظك الله

سعدت جدا بوجود عدة رقصات من تراثنا العريق موثقة عبر اليوتوب ولكني كنت اتمنى ان ارى صور فيديو حيه تصور وقائع حركات الرقصات وليست صورا عاديه .:(
.حيث انني اعشق بجنون رقصة العده وتعجبني جدا جدا رقصة نعيش البقاره وقد رايت رقصة العده في احد الاعراس في احدى مدن ساحل حضرموت ولم اشاهد رقصة نعيش البقاره سوى مرة واحدة في حياتي في التلفزيون!!!
لست ادري لدي شعور غريب بان قبائل البقاره التي تثير فضولي دائما لها من الخصائص والمميزات التي تشبه في غالبها خصائص الغجر بشكل عام!!!
ارجو ان تبحث في هذه المساله بصفتك باحثا ومهتما بالتراث وترى هل هناك امكانيه ان تكون هذه القبائل امتدادا لقبائل الغجر المتفرقه في العالم ام لا؟؟...ولك جزيل الشكر

أبوعوض الشبامي 05-27-2009 10:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الماسه* (المشاركة 349222)
أستاذ ي الفاضل وعلم السقيفه ابو عوض الشبامي حفظك الله

سعدت جدا بوجود عدة رقصات من تراثنا العريق موثقة عبر اليوتوب ولكني كنت اتمنى ان ارى صور فيديو حيه تصور وقائع حركات الرقصات وليست صورا عاديه .:(
.حيث انني اعشق بجنون رقصة العده وتعجبني جدا جدا رقصة نعيش البقاره وقد رايت رقصة العده في احد الاعراس في احدى مدن ساحل حضرموت ولم اشاهد رقصة نعيش البقاره سوى مرة واحدة في حياتي في التلفزيون!!!
لست ادري لدي شعور غريب بان قبائل البقاره التي تثير فضولي دائما لها من الخصائص والمميزات التي تشبه في غالبها خصائص الغجر بشكل عام!!!
ارجو ان تبحث في هذه المساله بصفتك باحثا ومهتما بالتراث وترى هل هناك امكانيه ان تكون هذه القبائل امتدادا لقبائل الغجر المتفرقه في العالم ام لا؟؟...ولك جزيل الشكر


شكرا لشاعرة السقيفة ولو عدت للروابط اشاهدت الرقصة صوتا وصورة ...!!



..

abo ahmed 08-04-2009 12:03 PM

التراث عنوان اصالتنا
 
الاستاذ ابو عوض الشبامي
لك ولمن يعتني بالتراث الحضرمي خصوصا الف شكر وجزاكم الله خير الجزاء ولا شك ان ملاحظات المتابعين مفيدة اذا اقترنت بالموضوعية وكان هدفها رفد الموضوع بالجديد او تعديل او تصحيح او ضافة معلومه
تقدم بعض المنتديات خدمة عظيمة للتراث واشير الى لمنتدي(hdrmut.net) الذي يتيح للمتابع تحميل عدد من الكتب الهامه عن حضروت وتاريخها فارجو المتابعه من قبلكم ومن المهتمين
ولا شك عندي ان المعلومات عن حضرموت شحيحه او هي حبيسة الكتب وصدور الرجال وخاصه كبار السن وهو امر يتطلب كثير من الجهد في اخراج ما في صدورهم من اسرار وكنوز لتثبيتها وتوثيقها فقد قيل (كل علم ليس في القرطاس ضاع كل سر جاوز الاثنان شاع )
شكرا على كل الجهود المبذولة
احب ان اشير هنا الى ما كانت تقوله بعض الردادات عند الاعراس او الافراح حيث كانت تحمل مدخنة وفيها الكثير من الجمر والكثير من اللبان الذي يحترق ويعطي رائحة ودخان شديد وترفع صوتها قائله ( الصلاة على محمد - الصلاة على محمد - واذكر النبي ياعاشق النبي - من القلوب الضمانه والعيون الحاسدين - وترد عليها النساء الحاضرات بصوت التغروده) هذه الرده اهديها لك


الخاتم* 08-04-2009 03:04 PM

شي غريب ان يهتم الاجانب بشعر حضرموت ولايهتم ابنائها بهذا المو روث العظيم

اابو صالح 10-16-2009 08:32 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ابوبروج 11-01-2009 11:46 AM

بارك الله فيك وسلمت يداك

راعي الوفاء 02-08-2010 01:56 PM

اشكركم على هذه المعلومات القيمه


الساعة الآن 02:39 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas