سقيفة الشبامي - كتاب قديم

كتاب قديم
طبع أربع مرات ، الطبعة الأولى: عام: 1956

كفّي الملام وعلّـليني = فالشّكّ أودى باليقينِ
وتناهبت كبدي الشّجو = نُ فمن مجيري من شجوني؟
وأمرضني الدّاء العيا = ءُ فمن مغيثي من معيني؟
أين التي خُلقت لتهــ = واني وباتت تحتويني
أمّاهُ قد غلب الأسى = كفّي الملام وعلّـليني
الله يا أمّاه فيّ = ترفّقي لا تعذليني
أرهقتِ روحي بالعتا = ب، فامسكيه أو ذريني

فهد العسكر ( توفي عام: 1947 )

شاعر فنّان ، غنّى فأطرب ، وناح فأبكى ، وأنشد فأعجب.
· ولد شاعر بائسا ، وعاش شاعرا بائسا ، ومات شاعرا بائسا.
· ملّه أهله ، وجفاه أقاربه ، وحاربه مجتمعه.
· رماه بعض الناس بالكفر والإلحاد ، ولم يكن كافرا ولا ملحدا.
· ( لقد كان صالحا رحمه الله متدينا ، محافظا على أداء الصلاة في أوقاتها ، يؤدّ الفروض الخمسة في المسجد مع الجماعة ، وكان يأخذ معه أولاده إلى المسجد في كل فرض حتى صلاة الفجر ـــ ص: 39 ، نسبه: الطبعة الرابعة )
· ولد في الكويت ، وترعرع فيها.
· فقد بصره وعاش آخر حياته في غرفة مظلمة في سوق [ واجف ].
· أصيب بمرض عضال ، وأدخل المستشفى الأميري ، ومات فيه ، ولم يمش في جنازته أحد ، لا من أهله ، ولا من أقاربه وذويه ولا من أصحابه.
· بعد وفاته أحرق شعره ، والتهمت النيران عصارة فكره.
· دفن في المقبرة العامة بتاريخ: 15/8/1951م.

***
سببان في اتجاه النقيض

الأول: الصورة الحية التي كان يمثلها وسط مجتمع راكد ، فجاء شعره ، ثوري ، عاصف فتجنّبوه.
السبب الثاني: تلك الصورة وتلك الثورة كانت السبب في الإقبال على كتابه.

السخرية هي الطابع الغالب على شعر الثوار الذين يرون عاليها سافلها ، الداعين إلى التغيير:
مالي أرى الغربان طائرةً = والصّقر دامي القلب لم يطرِ
مالي أرى جاري يكفّرني = ويقدّم القربان للحجرِ
مالي أرى العُريان يسأله = عن بيت ليلى كلّ مؤتزرِ
سرق ابن آوى ديكنا سحراً = ودجاجنا منه على خطرِ
والفأر يشرب بيضها طرباً = أبدا فيا لتبلبل الفكرِ
إن جعت يا صيّاد ويحك لا = تتعب وخلّ الطير في الشّجرِ
وتعال حدّثنا وصلّ بنا = وأْكلْ كغيرك أطيب الثّمرِ
لكنه ينتقل من النكات:
تحسبين يا أمّي أن يدي = مغلولة غلّت يد الأشرِ
فالحرّ من جور الزمان هنا = وهناك بين الناب والظّفر
حسّناء هاكِ وحطّمي قدحي = فالكأس قد دارت على البقرِ
لا تعجبي مما صدعت به = فالنار لا تخلو من الشّررِ
حسناءُ والأجفان قد ثَقُـلت = هاتي الدّواءَ وكحّلي بصري
لنا عودة