التعريف بهذا الكتاب

لم يكن يهدف هذا الكتاب فيما يهدف إليه نشر تاريخ هذا القطرالاجتماغي فحسب ، وإنما يهدف أيضا إلى التعريف بواجب المؤرخ العام وإلى وضع المؤرخ الحاضر في البلاد العربية وفي العالم اجمع في مقدمتي الجزء الأول والجزء الثاني منه كما أتى في الجزء الأول بخلاصة شاملة عن الأمة العربية تحت عنوان ( أمتنا العربية ) التي نحن جزء لا يتجزأ منها وإحصاء عام لدولها وبلادها وسكانها وتاريخ استقلالها .
وعن دولها القديمة من قحطانيين ومعينيين وسبأ يين وحمير يين وفتوحاتها وآثارها ، وعن دور الوحدة العربية في الماضي والمقارنة بين وضع ما قبل الإسلام وما بعده ، وحروب الردة في الجنوب اليمني .
وعن أول ثورة يمنية قامت في الإسلام في إسهاب وتفصيل فيها يتخلل ذلك تصوير للنواحي الاجتماعية في تلك العهود ، وعن الخوارج الاباضية ومذهبها والطريقة التي تقوم عليها حياتها الدولية والحزبية وحياة شعب المنطقة في جميع مجالاتها .
في تراجم وتحليل لحياة رجال برزوا في تاريخنا العربي كامريء القيس بن حجر الكندي وامريء القيس بن عانس الكندي الصحابي ووائل بن حجر الحضرمي الصحابي والمقنع الكندي وطُرف ( بضم الطاء ) من أشعارهم وأنبائهم ، ومن نساء برزن أيضا في ميادين الشعر والأدب والفروسية كام الصريخ الشهيرة وغير هؤلاء من شخصيات التاريخ .
كل هذا بأسلوب ممتع وتجنب للأخطاء اللغوية الشائعة وملاحظات عليها ، وقد طبع أول مرة ونفدت نسخه بسرعة وسيعاد طبعه ، أما الجزء الثاني فيحتوي – فيما يحتوي عليه- دراسة شاملة عن الدول الأخيرة في هذا القطر حتى عهد الثورة وعن حياة شعوبه الاجتماعية بإسهاب في عاداتها وتقاليدها وفنونها وعملاتها وهجراتها وألعابها وقنصها وحياة أسرها وإحصاء مضبوط لأفراد عشائرها وقبائلها وطرق معيشتها والحروب السائدة بينها إلى ما قبل ثلث فرن من اليوم ، وعن تشريعاتها وعاداتها ، إلى غير ذلك مما له علاقة بتاريخها الاجتماعي .
وعن الحياة الصوفية العامة ومتى نشأت طرق التصوف ، والتنافس بين الطريقتين الشرقية والغربية الصوفيتين .
وعن حروب الأوروبيين البرتغال في سواحل وبحار جنوب الجزيرة العربية والأسطول الذي قاتلهم والجهاد ضدهم في القرن السادس عشر الميلادي .
وعن تحليل لحياة بعض كبار الشعراء والعلماء والصوفية ودراسات عنهم في النواحي الاجتماعية والعلمية والأدبية كالداعية الكبير والشاعر عبدا لله بن علوي الحداد الكفيف الذي ذاعت شهرته في بلاد العرب والشرق الأوسط . وكشاعر اليمن الكبير العلامة ابن شهاب وخلاصة شاملة عن أخباره وأشعاره وطرفه ورحلاته إلى البلاد العربية والشرقين الأدنى والأقصى ومشاركته في المجالات الإصلاحية ، والضجة التي أثيرت في العالم الإسلامي حول معاوية ابن أبي سفيان.
وعن تاريخ الاستعمار في جنوب اليمن ونتائجه ، وعن واقع هذا القطر ، وعن واقعنا العربي العام بصراحة تامة في حدود الالتزام والاعتدال ، وإحصائيات مدرسية وزراعية وجداول فيهما وخريطة زراعية تبين رقعة الزراعة الخضراء ، إلى غير ذلك مما هو مفيد وممتع لكل قارئ وأديب بنفس ذلك الأسلوب الشيق الذي يحكي الوقائع والحوادث كما هي بأمانه وإخلاص ويقدم النقد البناء النزيه والدواء الذي يراه ناجعا حول الأخطاء السياسية والأمراض الاجتماعية في شفائها ، ويشبه إلى حد كبير في طريقته كتاب حياة الشرق لمحمد لطفي جمعه وتاريخ الأمة العربية للمقدادي.