(إذا اختفى العدل من الأرض لم يعد لوجود الإنسان قيمة)
 

(إذا اختفى العدل من الأرض لم يعد لوجود الإنسان قيمة)
جعل الله إقامة العدل في الأرض دليلاً على قوة اليقين، وسلامة الاعتقاد، وسبيلاً إلى السعادة في الدنيا، والنجاة من عذاب الله يوم القيامة.ويكفي العدل شرفاً ورفعةً أنه اسم من أسماء الله الحسنى، وصفة من صفاته العليا؛ فهو "سبحانه العدل الذي لا يجور ولا يظلم ولا يخاف عبادُه منه ظلما، فهذا مما اتفقت عليه جميع الكتب والرسل، وهو من المحكم الذي لا يجوز أن تأتي شريعة بخلافه، ولا يخبر نبيٌ بخلافه أصلا" ويكفي العدل شرفاً ورفعة وعلواً أنَّه صفة من صفات الرسول الخاتم-صلى الله عليه وسلم-، فهو أعدل الناس، وقد سجلت دواوين السنة كثير من مواقفه العادلة،
و إن العدل هو الغاية التي من أجلها أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب، قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} سورة الحديد(25)، قال ابن القيم -رحمه الله-: "إن الله أرسل رسله وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط وهو العدل الذي به قامت السماوات والأرض، فإذا ظهرت أمارات العدل وتبين وجهة بأي طريقٍ كان فثمَّ شرع الله ودينه، والله تعالى لم يحصر طرق العدل وأدلته وعلاماته في شيء ونفى غيرها من الطرق التي هي مثلها أو أقوى منها، بل بين ما شرعه من الطرق أن مقصوده إقامة العدل وقيام الناس بالقسط"3..
والعدل هو قرين التوحيد في كتاب الله تعالى، وذلك لأن التوحيد أعظم العدل، كما أن الشرك أعظم الظلم، قال تعالى: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} سورة آل عمران(18)

حُكي أن أحد رسل الملوك جاء لمقابلة عمر بن الخطاب

فوجده نائمًا تحت شجرة، فتعجب إذ كيف ينام حاكم المسلمين دون حَرَسٍ!

وقال: حكمتَ فعدلتَ فأمنتَ فنمتَ يا عمر...

العدل أساس لأمور كثيرة فهو كماقيل أساس الحكم ، والأمن ..

بارك الله فيك مشرفنا القدير ويعطيك ألف عافية على هذا الطرح

جُزيت خيراً