سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   سقيفة الحوار الإسلامي (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=6)
-   -   استوصوا بالنساء خيرًا‎ (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=51798)

الدور القبلي 07-03-2009 01:57 AM

استوصوا بالنساء خيرًا‎
 
http://2.bp.blogspot.com/_NCWjUw5W9l...8%B1%D8%A7.jpg


أم عبد الرحمن محمد يوسف

قالت لي وقد اختلط كلامها بنشيجها: هل الرجل له حقوق فقط، أليس عليه واجبات؟ قلتُ لها: ماذا حدث؟

قالت: أمرني ... ناقشته، ضربني، ولما عاتبته، قال: حقى.

قلت متعجبًا: حقه.

فاستأنفت: قال لي: أنا القوام، آمر فأطاع، ولي عليك درجة، فلا نقاش والله أمرني عند عدم نشوزك أن أضربك.

بعد سماع هذه الحكاية شعرت أن هناك خللًا ما في فهم شرع الله لدى كثير من الرجال، تجاه نطاق التعامل مع المرأة، وهذا الخلل في الفهم قد حدث نظرًا للخلط بين الأحكام الشرعية وبين الموروثات الاجتماعية التي ورثها الأبناء عن الآباء، فقد يرث الرجل في مجتمعه الشدة والقسوة على المرأة، فيمارس عليها نوعًا من التسلط، ويريد أن يلبسه ثوبًا شرعيًا، فيعمد إلى النصوص التي تبين وتبرز قوامة الرجل على المرأة، دون النظر فيما يحمله النص من معانٍ تزخر بما ليس في جعبته من انطباعات عن كيفية معاملة المرأة.

أخي الزوج ... أختي الزوجة:

قد يخطئ الزوج حين يظن أنه " أعظم منزلة وأجل قيمة من زوجته لمجرد أنه ذكر وهي أنثى، أو بما انطبع في ذهنه من فهم الدرجة والقوامة للرجال على النساء.

فالدرجة هي درجة مسئولية لا درجة تفاضل وامتياز، والأصل في الخلق سواء، فالرجل والمرأة كلاهما في العيش سواء: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا] [البقرة: 35].

فالسكن سواء، والعيش رغدًا سواء، والتفاضل بسبب التقوى لا بسبب الجنس ". [وصايا إسلامية في الزواج، محمد كامل الشربجي]

حقوق متماثلة:

قال تعالي: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 228].

قال محمد عبده في تفسير هذه الآية:

(هذه كلمة جليلة جدًاـ على إيجازها ـ ..... فهي قاعدة كلية ناطقة بأن المرأة مساوية للرجل في جميع الحقوق إلا أمرًا واحدًا عبر عنه بقوله تعالى: " وللرجال عليهن درجه " فهذه الجملة تعطي للرجل ميزانًا يزن به معاملته لزوجته في جميع الشئون والأحوال، فإذا هم بمطالبتها بأمر من الأمور يتذكر أنه يجب عليه مثل بإزائه.

ولهذا قال بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : إني لأتزين لا مرأتي كما تتزين لي، لهذه الآية " أي من أجل هذه الآية.

إنه ذوق رفيع وأدب جم، مع أنه لم يفرض عليه ذلك إلا أنه قد تجسد في فعله مدى مراعاة شعور المرأة، وأنها إنسان، تتوق نفسها لأن تشم من زوجها رائحة طيبة، وتتوق نفسها لأن ترى زوجها في أبهى حله.

فما من واجب تعمله المرأة لزوجها إلا وعليه واجب يقابله لابد أن يؤديه لها)

[تحرير المرأة في عصر الرسالة ـ الجزء الرابع ـ عبد الحليم أبو شقة].

الدرجة:

أما الدرجة، قال بعض المفسرين في قوله تعالى: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} معنى الدرجة: الفضل الذي فضل الله به الرجال عليهن في الميراث والجهاد " وقال آخرون: تلك الدرجة الآمرة والطاعة.

وقال ابن عباس: (الدرجة في قوله تعالى، {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} إشارة إلى حض الرجال على حسن العشرة، والتوسع للنساء في المال والخلق، أي أن الأفضل ينبغي أن يتحمل على نفسه) وهذا أقرب للمفهوم الأسلامي للتفاضل بين العباد. [تفسير القرطبي]

وقال الأمام محمد عبده في تفسيره:

الدرجة هي درجة الرياسة والقيام على المصالح المفسرة بقوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34] فالحياة الزوجية حياة اجتماعية، ولابد لكل اجتماعي من رئيس يُرجع إلى رأيه في الخلاف، لئلا يعمل كل ضد الآخر، فتفصم عروة الوحدة ويختل النظام.

والرجل أحق بالرياسة لأنه أعلم بالمصلحة، وأقدر على التنفيذ بقوته وماله، ومن ثم كان هو المطالب شرعًا بحماية المرأة والنفقة عليها، وكانت هي مطالبة بطاعته في المعروف.

البيت مؤسسة ولابد لها من رأس، هل رأيت كائنًا برأسين، أم نجت يومًا سفينة عليها قائدان؟ أم هل رأيت قطارًا بلا قائد؟

ولتسأل كل امرأة ابتلاها الله بزوج ضعيف الشخصية: كم مرة هبت رياح عاتية كادت أن تقلع جذور بيتها لولا لطف الله، والكثير من المشكلات في البيت ترجع إلى تنازل الرجل عن حق القيادة ". [ أوراق الورد وأشواكه في بيوتنا، د. أكرم رضا، باختصار]

ترفق بزوجتك ولا تتعسف:

أخي الزوج: المأمول والمرجو عنك أن تنأى بنفسك عن التعسف في استعمال السلطة الزوجية، فلا يسئ الرجل الشهم استعمال هذه السلطة ولا يستغل مركزه في البيت للأضرار بالزوجة.

واعلم أن المودة والرحمة هي أصل العلاقة بينكما (ولقد أقام الإسلام العلاقة بين الرجل والمرأة على المودة والرحمة، على عكس الفلسفات الأخرى القائمة على الصراع والمواجهة بين الرجل والمرأة، قال الله سبحانه: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر) [صحيح مسلم، (3721)] ويقول (أكمل المؤمنين ايماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم) [صححه الألباني، السلسلة الصحيحة، (284)].

وردَّ الإسلام نكاح من أُكرهت عليه؛ لأن من الظلم ـ الذي تنأى عنه شريعة الله ـ أن تقوم حياة زوجين (الرجل والمرأة) ويدخل أحد طرفي هذه الحياة وهو مُكره) [من أجل تحرير حقيقي للمرأة، عزت النحاس].

والزوج الكريم هو الذي يزداد تسامحًا مع زوجته وعفوًا عنها إذا قصرت في حقه لما يعرفه من ضعفها ونفاذ كلمته عليها.

" فإن الرجل القوى يأنف من ظلم الضعيف وإظهار عضلاته أمامه، بل ويأنف من استيفاء كل حقه منه أو معاقبته إذا قصر في حقه، فكيف إذا كان الضعيف الذي أمامه زوجته، وقد وصف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حالها مع زوجها بالأسيرة فقال ـ صلى الله عليه وسلم: (ألا وأستوصوا بالنساء خيرًا فإنما هن عوان عندكم) [حسنه الألباني، صحيح سنن الترمذي، (3087)].

عوان عندكم: أي أسرى في أيديكم، و" عوان " جمع عان، والعاني: هو الأسير " [ بالمعروف ـ د. أكرم رضا، باختصار].

وانظر أخي الزوج إلى قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " عندما سمع عن رجال يضربون نساءهم فقال: " ألا إنه قد بلغني أن رجالًا يضربون نساءهم ألا إنهم ليسوا بخياركم " وفي الحديث نفي الخيرية عن ضاربي زوجاتهم ". [حتى يبقى الحب، د. محمد محمد بدري].

" إن المرأة انسان مثل الرجل، و " النساء شقائق الرجال" ، وعلى الزوج امساكها بمعروف أو تسريحها بإحسان ... ولقد كرم الله بن آدم ورفع من شأنه ولا يجوز لأحد أن يهينه كأنسان، ومن هذا المفهوم فإنه يجب على الزوج احترام زوجته" [كيف تكسبين محبوبك، د. صلاح صالح الراشد، بتصرف].

فينبغي أن يعلم الرجل والمرأة متساويين في الأهلية: (المساواة بين الرجل والمرأة في الأهلية فهي كالرجل في أهليتها الاجتماعية والمالية ونحوها, لأن مناط تلك الأهلية العقل والتكليف فحينئذ هي كالرجل في ذلك.

ففي مجال الناحية الاجتماعية يقرر جل وعلا قاعدة عامة في الحقوق فيقول سبحانه: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، قاعدة قرآنية تعني أن كل ما يحق للزوج طلبه وانتظاره من زوجته من أمور مشروعة من طاعة وأمانة, وعفة وإخلاص, وحسن معاشرة وطيب معاملة, ومودة واحترام, وثقة وتكريم, وبر وترفيه, ومراعاة مزاج ورعاية مصلحة, وقضاء حاجات وعدم مشاكسة, وعدم عنفٍ وبذاءةٍ, ومضارةٍ ومضايقةٍ, وأذى وسوءِ خلقٍ, وتكبرٍ وتجبرٍ, وازدراء وتكليف مالا يطاق فيحق للزوجة طلبه وانتظاره من زوجها )[المبادئ العامة لمكانة المرأة في الإسلام، حسين عبد العزيز آل الشيخ].

وماذا بعد الكلام؟

احترم زوجتك كإنسان.

اكرم زوجتك فإنها علامة على كرم أخلاقك.

تذكر وصيتة صلى الله عليه وسلم ألا واستوصوا بالنساء خيرًا

لا تتعسف في استعمال حقك في القوامة وما جاء في الآية " وللرجال عليهن درجة "

تذكر أن ما أكرم النساء إلا كريم، فكن كريمًا ذا أخلاق سامية مع زوجتك

المراجع:

1. وصايا اسلامية في الزواج، محمد كامل الشربجي.

2. تحرير المرأة في عصر الرسالة ـ عبد الحليم أو شقة.

3. تفسير القرطبي، تفسير بن كثير

4. أوراق الورد وأشواكه في بيوتنا د. أكرم رضا.

5. بالمعروف د. أكرم رضا.

6. حتى يبقى الحب د. محمد محمد بدري.

7. كيف تكسبين محبوبك، د. صلاح صالح الراشد.

8. المبادئ العامة لمكانة المرأة في الإسلام، حسين عبد العزيز آل الشيخ.

9. من أجل تحرير حقيقي للمرأة، عزت النحاس.


مما أعجبتُ بطرحة
http://www.alarab.co.il/pics/1/love230407a.jpg

بسمة اليمن 07-03-2009 07:39 PM

اخي الدور القبلي بارك الله فيك وفي ماتختار من مواضيع
اللهم اجعله في ميزان حسناته
واعلم اخي الفاضل لو ان الرجال طبقو ولو نص ما جاء في كتاب
الله وسنة نبيه لعاشت بيوتنا تنعم بالسكينه والموده والسعاده
ولكن...............الله المستعان
حقيقة صرت ابحث عن مواضيعك في السقيفه[ولعلك لاحظت ذلك]
لانك تناقش قضايا نعاني كلنا منها,,,,,ونبحث لها عن حلول
هدانا الله جميعا لما يحب ويرضى
ودمت بود

الماسه* 07-03-2009 08:56 PM

اخي الفاضل الدور القبلي حياك الله

اتفق مع ماجاء في مداخلة الحبيبه بسمة اليمن تماما..

وليس لدي من مزيد القول سوى..عسى الله ان يجزيك الجنه

فائق ودي واحترامي.

الدور القبلي 07-06-2009 02:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة اليمن (المشاركة 364067)
اخي الدور القبلي بارك الله فيك وفي ماتختار من مواضيع
اللهم اجعله في ميزان حسناته
واعلم اخي الفاضل لو ان الرجال طبقو ولو نص ما جاء في كتاب
الله وسنة نبيه لعاشت بيوتنا تنعم بالسكينه والموده والسعاده
ولكن...............الله المستعان
حقيقة صرت ابحث عن مواضيعك في السقيفه[ولعلك لاحظت ذلك]
لانك تناقش قضايا نعاني كلنا منها,,,,,ونبحث لها عن حلول
هدانا الله جميعا لما يحب ويرضى
ودمت بود

أشكر كلماتك الطيبة
وأسأل الله النفع لنا ولكم

الدور القبلي 07-06-2009 02:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الماسه* (المشاركة 364085)
اخي الفاضل الدور القبلي حياك الله

اتفق مع ماجاء في مداخلة الحبيبه بسمة اليمن تماما..

وليس لدي من مزيد القول سوى..عسى الله ان يجزيك الجنه

فائق ودي واحترامي.

مرورك يسعدني
بارك الله فيكي وثبتنا وإياك على الحق دومًا
ولا زال أمل بقائك في السقيفة وارد

عبدالقادر صالح فدعق 07-06-2009 02:39 AM

النساء أمهاتنا وإخواتنا

أزواجنا .. بناتنا

هن أفراحنا وشقائنا - هن ألمنا ودائنا ودوائنا

هن فرحة الكون وإبتساماته ..

هن أرضنا و فضائنا وسمائنا ومائنا وزادنا وهن أحبائنا وقرة أعيننا ..

هن أنفاسنا ونبضنا وهن لذة الألم فينا ..

وهن الحياة ........................ وماأدراك ماالحياة !


لك السعادة واسمح أن أسجل شديد إستيائي وحزني من تغييرك لصورة معرفك الرمزية .. فالدمع والأوجاع لاتفارقنا فلاتزدنا ألمآ ووجع .. أرجووك

.

الدور القبلي 07-08-2009 07:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالقادر صالح فدعق (المشاركة 365004)
النساء أمهاتنا وإخواتنا

أزواجنا .. بناتنا

هن أفراحنا وشقائنا - هن ألمنا ودائنا ودوائنا

هن فرحة الكون وإبتساماته ..

هن أرضنا و فضائنا وسمائنا ومائنا وزادنا وهن أحبائنا وقرة أعيننا ..

هن أنفاسنا ونبضنا وهن لذة الألم فينا ..

وهن الحياة ........................ وماأدراك ماالحياة !


لك السعادة واسمح أن أسجل شديد إستيائي وحزني من تغييرك لصورة معرفك الرمزية .. فالدمع والأوجاع لاتفارقنا فلاتزدنا ألمآ ووجع .. أرجووك

.

:love:
سرني مرورك أستاذي الفاضل أبو حمزة
وأما عن إستيائك فلا أقول لك إلا :
عبدالقادر فدعق لازم تضحك - سقيفة الشبامي
تحياتي وتقديري لك

نديم 07-08-2009 08:29 PM

أخي العزيز
الدور القبلي
فعلآ استوصو باالنساء
خيرآ
موضوع جدير باالاحترام
والمتابعه
جزاك الله خيرآ

عفاف 07-08-2009 11:48 PM

بعض الرجال ينظر الى المرأة بأنها فتنة وشر!!!
جسد المرأة خطيئة ... وهكذا من المسيات القاسية .....
تسلم أخي الفاضل الدور القبلي ,,,خيركم خيركم لاهله ..صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الدور القبلي 07-08-2009 11:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نديم (المشاركة 365838)
أخي العزيز
الدور القبلي
فعلآ استوصو باالنساء
خيرآ
موضوع جدير باالاحترام
والمتابعه
جزاك الله خيرآ

سرني المرور الجميل اخي المبارك


الساعة الآن 08:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas