سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   تاريخ وتراث (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=39)
-   -   صياغة الفضة في اليمن .. صناعة عريقة تتجه الي الفناء! (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=6095)

سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) 11-22-2004 04:24 AM

صياغة الفضة في اليمن .. صناعة عريقة تتجه الي الفناء!
 
قبل انتشار النقود في العالم بزمن طويل كانت الفضة اليمنية تتبوأ مكانة سامية كرمز للثراء والقوة في العصور القديمة. وحاليا يجد صياغ الفضة القليلون صعوبة في الحصول علي الرزق في اليمن الذي يعاني من نقص السياح الاجانب لاشتهاره مؤخرا بأنه معقل لمتشددي تنظيم القاعدة.
منذ قرون كنا المصدر الرئيسي لتحف من الفضة والحلي في الشرق الاوسط واسيا. ولكن حاليا صياغة الفضة فن يحتضر .
وبينما كانت أوروبا تعيش في العصر الحديدي قبل نحو 2000 سنة كان اليمن بحتل موقعا ممتازا علي طريق الحرير القديم ويصدر الفضة والبخور والاحجار الكريمة الي مخــتلف أرجاء العالم في ذلك الوقت.
وفي اليمن الحديث تعمل 20 عائلة فقط بالمشغولات الفضية في الحي القديم بصنعاء حيث توجد بضعة متاجر تبيع خناجر وقلائد ضخمة وصناديق ثياب مطعمة بالفضة.
وأغلب اليمينين فقراء لا يستطيعون شراء كماليات مثل الحلي، ولذلك يشكل السياح السوق الرئيسية للمشغولات الفضية.
لكن صناعة السياحة في اليمن تلقت ضربة موجعة في السنوات الاخيرة. ففي 1998 قتل اربعة سياح غربيين بعد اخذهم رهائن بواسطة جماعة تنتمي الي تنظيم القاعدة. وفي عام 2000 هاجمت جماعة من هذا التنظيم المدمرة الامريكية كول في ميناء عدن وقتلت 17 من افرادها. وحاليا تحذر وزارة الخارجية الامريكية مواطنيها من السفر الي اليمن الا في حالة الضرورة.
وتتغني نصوص اشورية من القرن السابع قبل الميلاد بروعة الفضة اليمنية وتتحدث كتابات رومانية عن توافرها باليمن.
ويتميز كل اقليم في اليمن بطابعه الخاص في المشغولات الفضية التي تتراوح بين صناديق صغيرة وقلائد مطعمة بالجواهر في حضرموت الي تصاميم بزخارف دقيقة في العاصمة صنعاء.
وكانت الفضة مصدرا للقوة في اليمن وخاصة النساء اللاتي اعتقدن انها كنز وقت الكوارث. وفي بلد مثل اليمن ترتدي فيه النساء ملابس متواضعة تعتبر الحلي الفضية وسيلة لاجتذاب اهتمام الرجال. وكان الرجال يمنحون زوجاتهم مهورا من الفضة وان قيمة المرأة تتوقف علي كمية الفضة التي تمتلكها.
وبدأ تقلص سوق الفضة في اليمن في القرن الماضي برحيل فنانين يهود الي اسرائيل كانوا يشكلون 80 في المئة من الصياغ. وغادر اليمن في الخمسينات نحو 3000 يهودي للاستقرار في اسرائيل وحرموا اليمن من احدي اشهر الحرف.
ويتحسر صياغ يمنيون محدثون مثل احمد لطف علي رحيلهم ويقول ان ابداعاتهم تفوق بكثير مشغولات اليوم.
وفي سوق صنعاء تأتي أغلب الفضة من رجال قبائل يبيعونها لمواجهة تكاليف الحياة. ويقول ابراهيم اصلان الذي يدير متجر العائلة في صنعاء ان سوق الفضة القديمة هبطت كثيرا لدرجة ان اغلب الصياغ يذيبونها في سبائك تباع بمبلغ 50 الف ريال (270 دولارا) للسبيكة.
وقال ان زبائنه الرئيسيين يمنيون مغتربون وسعوديون اثرياء. وأضاف قائلا ان اغلب الصياغ تحولوا الي تجارة الملابس لانها تحقق ارباحا اكثر. ويتفق معه مطهر تقي رئيس الهيئة العامة لتطوير السياحة ويقول يعاني كل فنانني اليمن بسبب هبوط السياحة. ونأمل ان تتحسن الامور حتي تستمر حياة تراثنا وثقافتنا .
الدولار يساوي 185 ريالا.


الساعة الآن 07:54 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas