المثقف .. والمؤسسه
المثقف والمؤسسة انتفض الكثير من المثقفين مبتهجين وسودت مطالبهم وأمانيهم الكثير من الصفحات وذلك عندما تم إنشاء وزارة الثقافة، وعند زيارة وزير الثقافة إياد مدني إلى بعض المواقع الثقافية في مناطق المملكة وفي مواقف أخرى عديدة. المطالب كثيرة والرؤى متعددة والحسابات يشوبها أحيانا الشخصي تجاه العام والأجيال تجاه الأجيال والتقليدي تجاه الحداثى.. وهكذا. ليس الأمر هنا جديدا أو مستغربا أو منافيا للواقع الثقافي العربي السائد.. ولكن قراءة حقيقية عميقة للواقع الثقافي المحلي بتعدد تياراته واتجاهاته لم تبرز إلى الوجود بالشكل الذي يدعو إلى الوقوف عندها ودراستها دراسة جادة تضع في معطياتها المتغيرات العالمية والعربية والمحلية بما فيها التعددية الثقافية. وأيضاً لم نشهد العمق في الطرح ممن قدموا أفكارهم ورؤاهم عبر الصفحات الثقافية في الصحف والمجلات. إذ ساد الانتقاد وتعرية السلبيات دون تقديم الحلول أو طرح الأسئلة التي تقود إليها. ويؤكد لنا كل ذلك أن المثقف مازال تحت الوصاية إذ يعتمد أو يدور في فلك المؤسسة الثقافية حتى في شكوى زميل أو مثقف أو جهاز ثقافي أو حتى صفحة ثقافية في جريدة. ويبقى السؤال قائماً عن دور المثقف تجاه ذاته أولاً وتجاه المجتمع ثانياً وإذا كان الشق الثاني من السؤال قد أجاب عن البعض بمبادرات شخصية عبر المنتديات والمجالس الخاصة (حتى وإن لم تصل إلى درجة النضوج) إلا أن هذه الإجابة ناقصة ولن تكتمل إلا باكتمال الشق الأول. إن دوراً هاماً منوطا بالمثقف في المرحلة المقبلة يتعدى وقوفه أمام قضايا جانبية عن المؤسسات الثقافية الرسمية وقياداتها وغيرها. فكثير من المثقفين الحقيقيين ممن أثروا مجتمعاتهم لم تصنعهم المؤسسات وإن طمحنا لأن تكون مؤسساتنا مراكز لإشعاع الثقافة الحقيقية التي تدرك عصرها جيداً. بلسود |
الساعة الآن 02:19 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir