سقيفة الشبامي - محلل في كارينجي: إذا واصلت الأحداث باليمن مضيها قدما على هذه الشاكلة فإن الحكومة حتما

محلل في كارينجي: إذا واصلت الأحداث باليمن مضيها قدما على هذه الشاكلة فإن الحكومة حتماً ستسقط

المصدر أونلاين ـ ترجمة خاصة: عبدالحكيم هلال

قال محللون سياسيون إنه مثلما يركز العالم على الاضطرابات في مصر، فإنه يركز أيضاً على الانتفاضة المستعرة التي تنذر بالغليان في اليمن، مع احتمال أن ينتج عنها عواقب كارثية مريعة فعلاً بالنسبة للولايات المتحدة.

فهذا الأسبوع خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع المدن في اليمن، منددين بالحكومة الفاسدة في واحدة من البلدان الأكثر فقرا في العالم والتي أصبحت ملاذا لبعض عناصر القاعدة الأكثر خطورة.

بانهيار اليمن ستتفكك سنوات من جهود المسئولين الأميركيين الذين عملوا عليها عن كثب مع القادة اليمنيين لمنع القاعدة من تحويل البلاد لتصبح أشبه بالمعقل الذي كانت عليه أفغانستان قبل 11 / 9.

واعتبر بروس ريدل، وهو محلل سابق في وكالة المخابرات المركزية والذي كان مستشارا للرئيس أوباما فيما يتعلق بالشأن الأفغاني والباكستاني، اعتبر أن انهيار الحكومة في اليمن سيشكل ضربة قوية على عملية مكافحة الإرهاب.

وأضاف ريدل قائلاً إن اليمن في الوقت الراهن بمجموعة المشاكل الداخلية التي يعاني منها، يعتبر دولة عاجزة أصلا"، مستدركاً: "أما وأنها حالياً تواجه احتجاجات جماهيرية واسعة، فإن ذلك من شأنه أن يزيد أكثر من إضعاف قدرات الحكومة لمحاربة تنظيم القاعدة.

والخميس الماضي، خرج عشرات الآلاف من المواطنين اليمنيين إلى شوارع المدن مطالبين الرئيس علي عبدالله صالح بالتنحي عن الحكم. يأتي ذلك بعد أيام من تقديم الرئيس صالح الذي يحكم اليمن منذ 32 عاما تعديلاً دستورياً للنقاش من شأنه أن يمنحه رئاسة اليمن مدى الحياة.

وعقب أن انفجرت الاحتجاجات مؤخراً، قدم [الرئيس صالح] وعودا لخفض الضرائب على الدخل إلى النصف ورفع رواتب موظفيه الأمنيين والعسكريين. لكن الخبراء يقولون إنه لن يكون قادرا على تحمل التغييرات أو الوفاء بالوعود دون مساعدة.

من جهته أكد كريستوفر بوسيك، وهو متخصص بالشأن اليمني مع مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي، أن الإدارة [الأمريكية] بحاجة لأن تنظر إلى ما هو أبعد من حضور تنظيم القاعدة في اليمن، والتركيز على "القضايا الرئيسية الأكبر" تلك المتعلقة بالإصلاح الاقتصادي، والفساد، والسخط بين صفوف السكان المدنيين في العالم العربي.

وقال بوسيك إنه إذا واصلت الأحداث في اليمن مضيها قدما على هذه الشاكلة من دون إحداث أية تغييرات، فإن الحكومة حتماً ستسقط، مشيراً إلى أن هناك وبلا ريب تشابهاً صارخاً بين ما حدث في تونس وما يمكن أن تفضي إليه الأحداث في اليمن كما يتجلى للعيان.

وبحسب الخبراء فقد شن تنظيم القاعدة حربا دعائية ناجحة لتحفيز الاضطرابات في اليمن، وذلك بحديثه عن الفساد الحكومي إلى جانب حديثه عن سياسات انفتاح الرئيس صالح مع الولايات المتحدة. وقال بوسيك: "نحن بحاجة لأن ندعم الحكومة اليمنية حتى يقوموا بإجراء التغييرات إلا أن ذلك يتطلب منهم إحداث تغييرات"، وأضاف: "وفي حالة عدم قيامهم بهذه التغييرات فإن الوضع سيزداد سوءا حيث سيترتب عن ذلك إما فشل الدولة وإما انهيارها".

في أوائل عام 2009، دمجت المجموعة الإرهابية في المملكة العربية السعودية واليمن لتشكل منظمة واحدة. وسمت نفسها بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وعلى ضوء ذلك برز رجل الدين أنور العولقي كرئيس للمجموعة. ويعتقد أن العولقي، وهو أمريكي من أصل يمني، ما زال يختبئ في اليمن. وهو يعتبر الأميركي الوحيد الموجود على قائمة الأهداف المهمة لدى وكالة المخابرات المركزية [الأمريكية] للقبض عليه أو قتله.

وقال بوسيك إن غضب الشعب اليمني من حكومة صالح له ما يبرره. مشيراً في هذا الصدد إلى أنه "عليك فقط أن تنظر إلى اليمن، فهناك ستجد أن النخبة الثرية جدا دون سواهم هم المسيطرون على كل شيئ. بينما أن معظم السكان يحصلون على دولار واحد يوميا".

واعتبر الخبراء أن ذلك خلق معضلة أو مآزق بالنسبة للولايات المتحدة، وأنه للتعامل مع هذا المأزق أو تلك المعضلة، فليس أمامها، في الوقت الراهن، سوى أحد خيارين: إما أن تستمر في مساندة ودعم الحكومة الفاسدة في سبيل التخلص من تنظيم القاعدة كهدف رئيسي، وإما أن تتعامل مع حالة الفوضى المحتمة التي لا مفر منها في حال انهارت الحكومة هناك.

من: سارة أي. كارتر مراسلة الأمن القومي لـ (The Washington Examiner).