سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   سقيفة الحوار الإسلامي (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=6)
-   -   التنابز بالالقاب محرم (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=56349)

الأميـــ الدلّوعة ـــــرة 10-24-2009 10:51 PM

التنابز بالالقاب محرم
 
ربنا سبحانه وتعالى حرم التنابز بالالقاب وحرم التلميح بقصد آذية الاخر كأن نقول فلانه أو فلان مطلق أو أرمل بقصد الايذاء والتشفي لان الكلمة لاتدرلاي ماذا يكون وقعها على الطرف الاخر , ربنا امرنا بالكلمة الطيبة التي جعل لقايلها ثواب وتعتبر حسنة .

باحرس1970 10-25-2009 12:31 AM

كتاب: تفسير سورة الحجرات للشيخ فهد بن ناصر السليمان

ثم قال سبحانه وتعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿11﴾

تفسير الآيـــة:-
هذه الآية الكريمة مفتتحة أيضاً بالنداء وقد أسلفت أن هذه السورة جامعة لأمور عظيمة للإنسان في أمور عقيدته وعبادته وتعامله مع عباد الله لذلك صُدِّرت آيات منها بالنداء بوصف الإيمان وقد تقدم معنا النداء وفائدته وأهميته في الآية الأولى .
يخاطبنا الله تعالى بوصف الإيمان : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ ﴾ .
السخرية : هي الاستهزاء , فيكون معنى الآية الكريمة لا يستهزئ قوم من قوم .
قال سبحانه : ﴿ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ﴾ يعني لا يسخر رجال برجال فعسى أن يكون هذا المسخور منه خيرٌ من هذا الساخر وفي قوله تعالى : ﴿ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ﴾ تنبيه للإنسان أن لا يغتر بنفسه وما يظهر له من الناس , قد يظهر لك من أحد الناس أنه ضعيف العلم فيأتي هذا الرجل ويسخر منه فيقال له : عسى أن يكون خيراً منك في العلم , قد يسخر منه في جانب العبادة فيقال له : عسى أن يكون خيراً منك , قد يسخر منه في جانب الفصاحة فيقال له : عسى أن يكون خيراً منك , قد يسخر منه في موقف من المواقف فيقال له : عسى أن يكون خيراً منك في هذا الموقف .

قال سبحانه ﴿ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ ﴾ الأصل في الشريعة التساوي بين الرجال والنساء في الأحكام إلا ما دل الدليل على اختصاصه بأحدهما فإذا ذكر القوم فيدخل فيه الرجال والنساء لأن القوم مجموعة الرجال والنساء وإذا ذكر القوم والنساء في سياق واحد فالقوم هم الرجال والنساء هن الإناث, فيظن بعض الناس أن الله خص النساء لأن عندهن مزيد من السخرية ورد هذا بعض أهل العلم وقالوا: ليس الأمر هكذا ولكن الله تعالـى لما قال القـوم انصرف ذلك إلى الرجـال


ولم يدخل فيه النساء فنص على النساء . فلا يكون حينئذ هناك مزيد تخصيص للنساء على الرجال بل هم في ذلك على حد سواء وإنما ذكرت النساء لأن القوم المراد بهم الرجال بدليل قوله تعالى: ﴿ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ﴾ ثم قال الله مخاطباً النساء ﴿ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ﴾ أيضا لا تسخر المرأة من المرأة فربما كانت تسخر منها للباسها وأنها فقيرة مثلا فيقال للساخرة : عسى أن تكون خيرا منك وربما تسخر منها لعدم جمالها فيقال لها: عسى أن تكون خير منك في أمور أخرى وهذه الأمور قد لا تعلمها الساخرة .

الثاني مما جاء في هذه الآية الكريمة يقول سبحانه ﴿ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ .
اللمز : هو العيب . يقال لمزه : أي عابه .
هنا سؤال يقول سبحانه ﴿ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ فهل الإنسان يلمز نفسه يعني يعيب نفسه ؟
1) قال علماء التفسير في الآية تنبيه للإنسان على أن المؤمن كنفسك أنت يعني لا تلمز المؤمن لأنه كلمزك لنفسك إذ أن المؤمن الواجب له الاحترام والتقدير فإذا لمزته وعبته كأنك عبت نفسك ومثلوا له بقوله سبحانه وتعالى : ﴿ فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ﴾ أي فليسلم بعضكم على بعض , فيكون المعنى لا يعب بعضكم بعضا وإنما عبر بأنفسكم حتى يعلم الإنسان انه إذا عاب أخاه المؤمن فكأنما عاب نفسه .
2) وقال بعض العلماء : أنك إذا عبت هذا الشخص رد عليك وعابك فحينئذ قد لمزت نفسك لأنك أنت السبب في عيبه لك ومثل له العلماء بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : { لعن الله من لعن والديه } فقالوا: كيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : { يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه } يعني لأنه على سبيل التسبب ، وعلى المعنى الأول مبالغة في تنفير الناس من هذا الأمر يعني أيها العائب لغيرك فكأنك تعيب نفسك .

ثم قال تبارك وتعالى : ﴿ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾ كان الناس يلقب بعضهم بعضا وكان ذلك مشهورا في الجاهلية والإسلام لكن من هذه الألفاظ ما يكون مكروها ومنها ما يكون محبوبا والذي في الآية الكريمة الألقاب المذمومة وأما الألفاظ المحبوبة فإنه لا نهي عنها فإن أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ كان يلقب بالصديق وليس هذا من التنابز وعمرـ رضي الله عنه ـ يلقب بالفاروق وعثمان ـ رضي الله عنه ـ يلقب بذي النورين وليس هذا من التنابز ـ رضي الله عنهم جميعاً ـ .


فالألقاب تنقسم إلى قسمين :ـ
1) ألقاب محمودة : هذه لانهي عنها .
2) ألقاب مذمومة : يكرهها الإنسان فهذه التي معنا في الآية الكريمة يقول سبحانه: ﴿ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾ أي لاينبز بعضكم بعضاً باللقب الذي يكرهه ، وهذه الأمور الثلاثة وهي النهي عن السخرية والنهي عن اللمز : أي العيب ، والنهي عن التنابز لها فائدة عظيمة وهي تماسك المجتمع الإسلامي لأنه إذا كان بعضنا يسخر من بعض ، وبعضنا يلمز بعض ، ونتنابز بالألقاب فستحصل بيننا العداوة والفرقة . والعداوة والفرقة لا يريدها الله لأن الله أمرنا بالاجتماع فقال سبحانه: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ وقال صلى الله عليه وسلم : { عليكم بالجماعة } . فإذاً الجامع في هذه الأمور تفكك هذا المجتمع وأن يكون كل فرد مستقلاً بنفسه . بل ربما أصبح كل واحد يبحث عن معايب الآخر هذا ليس شأن المؤمن فقد قال صلى الله عليه وسلم: { المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا } وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : { المؤمن أخو المؤمن لا يظلمه ولا يسلمه ...... } .

قال سبحانه : ﴿ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ﴾ أي بئس لكم أن تستبدلوا اسم الإيمان باسم الفسوق فبعد أن كنتم تحملون وصف الإيمان أصبحتم تحملون وصف الفسوق بهذه الأمور الثلاثة. أي إذا فعلتم هذه الأمور أو أحدها فقد استبدلتم اسم الإيمان بالفسوق يقول سبحانه: ﴿ بَعْدَ الإِيمَانِ ﴾ وفائدة التعبير بقوله سبحانه ﴿ بَعْدَ الإِيمَانِ ﴾ التنفير من هذه الأمور الثلاثة لأنك إذا قلت للإنسان ستوصف بكذا وكذا إذا فعلت كذا بعد وصف محبب كان متصفاً به فإن ذلك تنفير له من ذلك العمل .

قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ ﴾ من الأشياء الثلاثة السابقة لأنها أقرب مذكور فالذي لا يتوب من هذه الأشياء يقول سبحانه وتعالى عنه: ﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ الظلم: في الأصل يقع على الغير يقال : فلان ظلم فلاناً فأين المظلوم هاهنا ؟ المظلوم هي نفسك أنت أيها الإنسان يقول سبحانه: ﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ أي لأنفسهم بارتكابهم المعاصي فلقد ظلمت نفسك لأنك عرضتها لعقابه سبحانه وتعالى وإذا كان الناس يقولون :
وظلم ذوي القربى اشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند


فكيف بظلم الإنسان لنفسه ففي قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ فمن لم يتب من هذه الأشياء ويرجع إلى الله فهو ظالم لنفسه وكذلك ظالم لإخوانه بالعدوان عليهم بالسخرية واللمز والنبز.
ذكر العلماء أن بعض الناس يوصف بلقب قد يكون مكروهاً عند عامة الناس لكنه لا يكرهه. فهل ينادى به أو لا ؟ إذا نظرنا في حال الرجل فينادى به لأنه يرضى به، وإذا نظرنا إلى الناس لا ينادى به لأنه قد يسمعك آخر لا يعرف أن هذا الرجل يرضى به فيتهاون في هذا الأمر خاصة إذا كان المتكلم ممن يقتدى به هذا وجه من المنع أما الوجه الثاني فسوف يساء بك الظن كيف فلان ينبز فلاناً باللقب الفلاني ، يقول سبحانه: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ التوبة لها شروط هي :
1) أن يخلص لله تعالى في التوبة.
2) الندم على ما فعل .
3) أن يقلع عن الذنب في الحال .
4) أن يعزم على أن لا يعود في المستقبل.
5) أن تكون التوبة في وقت قبولها.

مســـألــة:ـ
هل يشترط للإنسان في توبته من هذه الأمور يعني سخر من إنسان أو لمزه أونبزه بلقب يكرهه أو اغتابه فهل يشترط في توبته أن يذهب إليه ويستحل ؟
على ثلاثة أقوال لأهل العلم : ـ
1) من العلماء من قال لابد من الاستحلال فتذهب إليه وتقول قد سخرت منك في مجلس كذا وكذا وأنا نادم على ما حصل مني.
2) لا يلزم ويكفي التوبة بينك وبين الله لأنك إذا أخبرته قد يقع في قلب هذا الرجل شيئا عليك ويرى أنك قد اعتديت عليه فيبقى في نفسه شيء عليك وربما تحصل عداوة.
3) التفصيل : إذا علم الرجل بما قلت فيه فتذهب إليه وتستحل منه لان المفسدة التي يخشى منها وقعت لأنك إذا جئت قد يزول الذي في نفسه وإذا لم يزل فإنك لم تحدث شيئا، أما إذا لم يعلم فيكفي مع التوبة أن تستغفر له وتدعو له وتذكره بالخير في المجلس الذي اغتبته فيه أو سخرت منه فيه ، وهذا هو القول الراجح.





من فوائد الآية:ـ
تحريم السخرية.
التنبيه على أن المسخور منه قد يكون خير من الساخر .
تحريم عيب الناس ولمزهم .
اختيار اللفظ المناسب للتحذير من فعل مّا لقوله ﴿ أَنْفُسَكُمْ ﴾.
تحريم التنابز بالألقاب .
أن من فعل أحد الأمور الثلاثة المنهي عنها فهو فاسق .
التحذير مما يفسد الأخوَّة الإيمانية .
تحذير الإنسان من الانتقال من الأوصاف الحسنة إلى الأوصاف القبيحة.
الحث على التوبة .
10) أن العاصي ظالم لنفسه بمعصيته.

ثم قال تبارك وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴿12﴾

تفسير الآيـــة:-
يقول الله عز وجل : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ هذا هو النداء الخامس لأهل الإيمان في هذه السورة الكريمة وقد سبق أن تكلمنا في النداء وأهميته في الآية الأولى .

الشبامية 10-25-2009 01:01 AM

جزاكم الله خيرا

الأميـــ الدلّوعة ـــــرة 10-25-2009 01:57 PM

شكرا للاخ مشرف القسم الديني على المداخلة التي عكست رأي الدين.

الأميـــ الدلّوعة ـــــرة 10-25-2009 02:04 PM

ويجزاكي مشكورة.

د محمد علي باوزير 10-25-2009 02:38 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ولكن من هنا يجب ان نفرق بين الكنية واللقب

فالكنية حلال ام اللقلب فهو الحرام

الأميـــ الدلّوعة ـــــرة 10-25-2009 03:17 PM

نعم يوجد فرق بين الكنية واللقب لان اللقب عام على عائلة كاملة مثل يقال ال فلان لاجل ان يتميزوا عن العائلة التي تشبه اسمهم اما الكنية فهي تكنى للرجال فقط كأن يقال له يا أبا فلان والله اعلم جزاك الله خير .

باحرس1970 10-26-2009 12:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأميـــ الدلّوعة ـــــرة (المشاركة 405902)
شكرا للاخ مشرف القسم الديني على المداخلة التي عكست رأي الدين.

لاشكر على واجب نحن تحت الخدمه رضاكم هدفناءموفقه

الأميـــ الدلّوعة ـــــرة 10-26-2009 12:59 AM

الله يجزاك خير.

نديم 10-26-2009 05:12 AM

شكرآ الأميره الدلوعه وشكرآ باحرس مشرفنا القدير وبارك الله فيكم واثابكم تحياتي


الساعة الآن 05:01 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas