(( من وراء الجدر ))
من وراء الجدر
أما وأننا قد صنفنا الذين يقاتلون من وراء الجدر بأنهم جبناء فمن لي بتعريف من يحبس الجواب داخل فؤاده؟ . كثيرون هم الذين يثرثرون عندما تنفض المجالس, وما ذاك منهم إلا توضيحا أو تعقيبا أو تعليقا على ما دار في المجلس من حوار حول حقوق مادية و أدبية ومعنوية, يثرثرون بصوت عالٍ وكأنهم من الشجعان, وهم بين جبان وشيطان أخرس ومنافق. ولاكنك عندما تستمع إليهم تعجب وتضحك وتسخر, وإليك الحكاية : يقول أحدهم تعقيبا على ما حدث ليلة البارحة في الأجتماع: قال زيد كذا.. وردّ عمرو بغضب وقال : كذا وكذا .. ونظر إلى زيد ساخراً غير مبال ,[وقلت له في بالي: أنت والله ما تستحي , وجميع مصائبك هذه التي تقوم بها الكل يعلم بها], يواصل الحديث وكأنه أصدق عباد الله : عمرو لم يقل لزيد بما وقع في ليلة الوقيعة , [ فقلت في خاطري أنت جبان ياعمرو, وسلوكك ليس بجديد فجدك و أبوك موصوفون بنفس الطبيعة , والطبع يغلب الطبع]. هنا يسأل أحد المستمعين لرواية[هذا الواحد الراوي ]: وبماذا أجابك عمرو عندما قلت له: أنت جبان ؟ يأتي الجواب سريعا:[ قلت له في خاطري] والعجيب أن الجميع يستمعون وكأن على رؤوسهم الطير, فلم يسأل أحد منهم : ماذا تقصد بعبارة [ ..في خاطري] من لي بتصنيف هؤلاء : أهم من الجبناء؟ أم من الذين يستحون ؟ أم هم من المنافقين ؟ , وإذا كان في ذلك الأسلوب أذى لطرف ما , وعلة لمجتمع ما, فهل إزالته صدقة ؟ |
الساعة الآن 10:17 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir