يا برد يادحدح ..... قال البرد من تحمل بي فقشته....
 

يا برد يادحدح .....
قال البرد من تحمل بي فقشته....

https://scontent.fmaa1-2.fna.fbcdn.n...bb&oe=56D55321

https://scontent.fmaa1-2.fna.fbcdn.n...af&oe=56D491CA

https://scontent.fmaa1-2.fna.fbcdn.n...d4&oe=56E7DB90
البرد في الموروث الشعبي الحضرمي غير مرحب به خاصة في المناطق الداخلية البعيدة عن ساحل البحر العربي ،والتي تقع تحت تأثير الرياح الشمالية ،والشمالية الشرقية الباردة القادمة في شهور فصل الشتاء من اليابس الآسيوي المجاور كالصحاري الباردة حيث تتركز عليها الضغوط المرتفعة مروراً بالصحاري الواسعة شمال هضبة حضرموت الشمالية وإلى الشرق منها ، متجهة في سيرها نحو منطقة الضغط المنخفض المتركزة فوق البحار جنوباً ...فتثير الرياح بهذا موجة من البرد الشديد القارس ،فيقول الحضارمة اليوم (هب الشمال والأسنان ترتجف " ياشميلولاه " ) أو يقولون اليوم نجدي يهب ،ويقصدون بهذا الرياح الباردة الجافة من جهة نجد التي تقع بالنسبة لهم شمالاً ... وينتج عنها انخفاض شديد في درجات الحرارة خاصة بعد منتصف الليل حتى شروق الشمس و تصل أحياناً في بعض السنوات من درجتين إلى درجة ما تحت الصفر المئوي ، يرافق ذلك مع جفاف في الجلد يٍشّرق الأقدام والأيدي والوجوه التي تتعرض للبرودة والرياح ؛لأن ظروف أعمالها وحركتها في أوقات الصباح الباكر كالعاملين في الزراعة والبناء والبدو الرحل في الصحاري والجبال أكثر من غيرهم ..؛ و لأن البرد يثير بعض الأمراض النفسية يقال لها (شتوه ) حين يهلوس ويأتي بأفعال وأعمال ليست من العقل في شيء ؛وربما لنقص في التدفئة والتغذية قديماً ، وكذا النزلات الحادة في الشعب الهوائية وخاصة عند الأطفال وكبار السن ،وتعرض الأطراف للجفاف (قسوة ) وغيره قالوا قدماء الحضارم (البرد نكاش ) أي مثير لهذه الأوجاع والآلام والأمراض المختلفة .
وفي حالة أن الواحد منهم دائم الشكوى من البرد يردون عليه بلسان حاله ... (يقول البرد من تحمل بي فقشته ) فيسكت ويذعن لهذه النصيحة ،وفقشته أي أخرجت مابداخل بطنه وأمعاءه من فضلات صلبه وسهله فيخاف من هذه العاقبة ..
والبرد في العرف الشعبي الحضرمي أيضا يحتاج إلى أمكنة دافئة وأغطية صوفية غليظة ،ولهذا قالوا في الشخص الذي قد يفقد بعض من مصالحه الهامة نتيجة لتساهله (يستاهل البرد من ضيع دفاءه ) ..
؛ولذلك يستعد له بالشال والرادي والغتره والملابس الواقية من البرد والسلاميد الصوفية (بو سعفه ) والشقه التي غزلت بالشعر وغيرها من الملابس والأدوات المنزلية الأخرى ....
وأما التغذية فتكون النفقة في الشتاء أكثر من الصيف ؛ لأن البرد يحتاج إلى أكل كثير وتقل رغبة الإنسان وحاجته للماء،وتختلف ظروف الناس ومطابخهم وحاجاتهم في هذا والعسل مقدم ومطلوب خاصة للمرأة النفاس والمريض والطفل والكبير ،لكن العسل أصبح غالياً جداً لأنه يصدر للخارج فما قدر عليه إلا المؤسر في هذا الزمان عكس ماكان عليه في الماضي ...
ويعوض بآخر من المأكولات الشعبية ومن أهمها العصيد والهريس .....
والبرد يحتاج إلى تسخين الماء خاصة للمتزوجين فيكون من لوازم العروسة قبل ظهور السخانات الكهربائية أن تأتي العروس ومعها لوازمها يكون ضمن مايعده لها أهلها عند ذهابها لبيت الزوجية .
والبرد له أهمية خاصة عند الفلاحين لزراعة (البر ) القمح ؛لأنه يتطلب درجات حرارة منخفضة وموسم زراعته في الشتاء وكلما كانت مثالية ازدادت إنتاجيته
وكانت المنازل والقصور القديمة والحصون في حضرموت يخصص في تخطيط البناء لها (محاضر ) جمع محضره - أي غرف – خاصة للبرد وموسم الشتاء
والغالب أنها لا تكون نجدية (أي في جهة الشمال من المنزل )؛لئلا تتأثر بالرياح الشمالية الباردة وأفضل ما تكون مناسبة لهذا الظرف المناخي بحرية شرقية أي جنوبية شرقية تتعرض للرطوبة والشمس من جهة الشرق . ثم أن النوافذ (الخلاف ) مفردها خلفه صغيرة الحجم وليس بها حامل من الزجاج وهذه الاحتياطات الأمنية
صممها الحضارمة خصيصة للبرد والحروب القبلية التي كانت تثار بينهم لأتفه الأسباب فيما مضى من تاريخ حضرموت .
أما ليل الشتاء فطويل يشبع فيه النائم نوماُ والعابد صلاة وذكراً والشخص المقبل على الأكل الكثير لايتحمل ساعاته حتى الصباح ....
9 /12/ 2015
كتبه أبو صلاح الباحث في تاريخ وجغرافية حضرموت
https://twitter.com/

واحد نشر الموضوع في الواتس في قروب الرناد وياريته ذكر صاحب الموضوع و أنما قال حق واحد اسمه طارق الكثيري
نسخة للرناد