سقيفة الشبامي - سر الوجود

قد كان نصفُ الدِّيـن في زوجٍ يـزيـدْ
ما كان شـطرُ العمرِ في العقلِ الرشـيـدْ
بل إن نصفَ الـدِّين في الشطر الرشـيدْ
ما كان شـطرُ العمر في النصف السعـيدْ
شَـطرٌ يحاذي الشطرَ في بيت القصـيدْ
إنشـاءُ بـيـتٍ رائـعٍ سـر الوجـودْ
أولادُنـا آمالُـنـا مـثـل الـنشـيـدْ
أفـعالـهم في بحرنا نعـم القصـيـدْ
تلك القـوافي منـهمُ لحـن الخـلـودْ
أنسالُـنـا أشـجارُنـا ذِكـر الجُـدودْ
أرجـازُنا غَـنَّى بها الطـيرُ الغَـرودْ
أحـفـادُنا أبـيـاتُهـم إرثٌ تَـلـيـدْ
نحن التفـاعيـلُ التي تـروي العُهـودْ
مَـوثـوقةٌ مـن آدمٍ جــدِّ الـجُـدودْ
جـدُّ أتى لم يـأت كالطـفـل الولـيـدْ
بـل طـينـةٌ أوحى لها الـربُّ المُـعـيدْ
إنّ الـوجـودَ الآسِـرَ الضّخمَ العَتـيـدَ
أمـرٌ لـِربِّ الكـون مغـزاهُ الـوحيـدْ
لو أُلِّـفـتْ في الشِّعر أبصارُ الحديـدْ
أو حلَّـقـتْ في الكـون أطـيارُ الصَّفودْ
ما أنصفَـتْ أشـعارُنا البحـرَ المديـدْ
أو نَقَّـبَتْ أطْـيارُنا الصخـرَ الجَمـودْ
كَفْكِفْ شِباك الشِّـعر والـزمْ للحـدودْ
لَمْـلِـمْ شَـتاتَ الفِـكْر والعقـل المَـرودْ
في اللهِ لا تَبْحـثْ وَدَعْ عَـنْكَ الحُشـودْ
فـاللهُ فـوقَ الخَـلقِ فَعـّالٌ يُـريــدْ
في الخَـلق فَلْـتَبْحَثْ ولا تخشَ السُّـدودْ
حَـرِّضْ على التـنقيـبِ والبحث العَنـيدْ
فـالعلْـم يهـديـنا إلى ربِّ الوجـودْ
فاركـبْ بُحـورَ العلم والشِّعـرٍ السَّرودْ
أَنْجِـزْ بِشَطْرِ العُمْر مَجْداً كي تَزيـدْ
واحفـظْ ببـيتِ الدِّيـنِ مِفتـاحَ الخلـودْ
يا باحثاً في الكَـون عن سِـرِّ الوجودْ
اركـع لربِّ الكـون سَـبِّحْ في سُّجـودْ
جَـنّاتُ عَـدْنٍ أزلِفَـتْ يـومَ الخُلـودْ
والحور فيهـا زانـت القصر المَشـيـدْ
والسِّـرُّ لا يبـدو بشِـعرٍ أو نشيـدْ
السِّـر في السِّـر فلا بحـثٌ يفـيـــدْ

=========== علي محمد فريحات ======== الأردن