حسن محمد باقديم.. شاعر الأصالة والتميز والإبداع (1-2)
 

حسن محمد باقديم.. شاعر الأصالة والتميز والإبداع (1-2)


الشاعر حسن محمد سالم باقديم "أبوالجويد" .. من الطاقات الشعرية الحضرمية المميزة عاش وترعرع في أحضان والده - عليه رحمه الله – ، وكان شاعرنا قد أبصر الوجود في وادي دوعن قرية "رحاب" عام 1964 ، وتلقى تعليمه الأول فيها ، وتعد رحاب رافدا عميقا من روافد تجربته الشعرية اتخذ من مشاهدها ادوات فنية لصياغة مشاعره ، ولعل طبيعتها الخلابة وجمال موقعها الجغرافي بين أحضان الجبال الشماء قد امدته بهذه الرحابة في الخيال والقوة في العاطفة والسلاسة في الموسيقى والسعة في تصريف القول والنفس الطويل في شعره .

نبت شاعرنا من أسرة ولادة بالمواهب الشعرية إذ كان جده الشاعر المرحوم "سالم باعمر باقديم" بمثابة النبع الذي تدفق فغذى أغصان الاسرة ورفدها بسواقي الشعر النقية الصافية ، وتحتضن الاسرة العديد من الشعراء منهم عمه الشاعر "الجويد سالم باقديم" واخيه الشاعر "احمد محمد باقديم" وابن اخيه الشاعر "محمد احمد باقديم" وغيرهم .

لقد آنست الأسرة في ابنها شاعرنا حسن باقديم آثار النجابة وأحست بملامح الذكاء منذ صغره فاحتفت به وشجعته وصقلته إضافة الى تأثير بيئته من خلال مجالسه مع كبار السن واحتكاكه بهم قياسا بسنه وارتياد مجالس الشعر والشعراء والاستفادة منها ، كل ذلك في وجود الموهبة أمدته بطاقة التميز والتألق في ميادين الشعر وكان له ما أراد .
بدأ شاعرنا مشواره الفني في سن مبكره أي في (12) من عمره ، أحب الشعر وعشق قوافيه وامتزج بالشعراء في مجالس الشعر والمساجلات والدان واختزن في ذاكرته رصيد كبير من الأبيات الشعرية حتى انطلقت لسانه بصوغ القوافي وتجليات التعبير عن أفكاره ومشاعره في المدارة والزوامل والمساجلات وغيرها .

ويتميز شعر شاعرنا حسن باقديم برحابة النظرة الاسلامية وسعة أفقها بحيث لا تخلو هذه الرؤية من دعم قرآني يستلهمه ويشهد له بانطلاق اسلامي أصيل من ناحية وعمق النظرة الايمانية وصدقها في شعره من ناحية أخرى . ففي زامل شعبي شارك فيه الشاعر وأراد أن ينتقد "قسوة القلوب" التي تقود الى الظلم في العلاقات الاجتماعية بين الناس ويشيد بأهمية "اللين" و"الرحمة" التي تفرز الانصاف والعدل والبر .. وفي إشراقة صادقة يذكيها الكتاب العزيز والسنة المطهرة يؤكد الشاعر على أهمية حفظ قيم الدين الرفيعة ومواساة الاقرباء وإطعام المساكين ورحمتهم وبر الوالدين .. لذلك جاء قول الشاعر حسن باقديم :

يا الآدمي لا ما حفظت الدين ** لا خيــر في مالك ولا دنياك
العـروة الوثقـى تقـود اللـيــن ** واللين به سيد البشر وصاك
واس اقربائك وارحم المسكين ** واخفض جناح الذل لمن رباك
ربـك يســاعـد فـوقـهـا ويعين ** دنيا الندم فيها تعب واهـلاك

والحث على اللين والرحمة يقود الى الابتعاد عن الشدة والنأي عن القسوة..وفي البعد والتنفير منهما قال:

قساوة القلب ماهي فخر للإنسان ** ولا يوصي عليها الواحـد العــلام
فلـو محمد اتى لقريـش ولعـدنان ** فضاً غليظاً لما دخلوا في الاسلام
لكن اتاهم برحمة عاطفة وإيمان ** وبلين اثر على المضغه في الاجسام

أبيات رائعة ذات هدف ورسالة سامية وأبعاد فكرية ودينية قيمة تتسم بالحكمة العميقة وتوظيف مفردات الكتاب والسنة للتعبير عن هذه المعاني ..

وتتجلى في المقطوعتين الشعريتين طريقين لمدح الصفات الخلقية الرفيعة أحدها طريق المدح المباشر للصفة كما يظهر في المقطوعة الاولى ، والآخر غير مباشر بذم الصفة النقيضة لها فكأنك تمدح الصفة الأصل بأسلوب غير مباشر أي ان ذم القسوة معناها مدح اللين والرحمة كما يبرز في المقطوعة الثانية .

(( للموضوع بقية ))

نتابع بمتعة

توثيق وتكريم مستحق لشاعر حضرمي كبير حسن محمد باقديم !!

شكرا أخي رياض ونرجوا ان نرى هذا التوثيق في أحد الصحف اليمنيه فشاعرنا يستحق ذلك وأكثر !!
نتمنى أن نرى مثل هذا التكريم لباقي الشعراء فهم يستحقون !!
بإنتظار الجزء الثاني ...
تقبل مني قوافل التقدير والود !!

.........