الشاعر ، الصديق
 

لم يكن صديقي فقط في السراء والضراء بل صديق كل إنسان عند الملمات ، يعزي ويتوجع عبر كلمته الشعرية .
قرأت له قصيدة في ذكری إعدام صدام ، لم تفته الذكری الأليمة ولم ينسها في وقت مزدحم بالمآسي والهموم . حاضر في قلبه وطنه بجوار ولده ، فكم قصيدة سطرها بحد سكين .
شاعر غنائي يكتبها بروية وهدوء نالت استحسان وإعجاب كبار الملحنين علی رأسهم الدكتور الموسيقار: عبد الرب ادريس ، ومن لا يعرف عبد الرب ومن لا يعرف الشاعر مرهف الحس: عبد الله مبارك الجعيدي؟

التوأمان
عندما تستعرض النخبة الحضرمية سيما المخضرمة وكذا الأدب الحضرمي تذكر مدينتين ، هما: الغيل والشحر

وعندما تستعرض شعراء الصف الأول هنا في عذب القوافي تذكر أستاذين ، هما:
1- الاستاذ: رياض با شراحيل
2- الأستاذ: أبا محمد الشحري
أستاذان ينمطان الغث من السمين في النصوص النثرية والشعرية

قصائد الشاعر: عبد الله الجعيدي هنا في الأرشيف لم تخل من تعقيب وتعليق الأستاذ رياض باشراحيل ومن حيث تقرأ اسم رياض فاعلم بأنك أمام أديب ، ناقد من مدينة الشحر . هذه المدينة المشهود لها السبق في الأدب والفن . ومن حيث تعلم عن كادر ناجح فاعلم أنه درس في متوسطة الغيل

شعر الجعيدي سبقه فحينما ينشر قصيدة حماسية ذات بعد وطني قومي فإن الوجدان والعقول تتلقفها كهوية

وحين يرسلها إنسانية فإن الفطرة تعانقها
هكذا وجدته وقرأته لأكثر من عشرين سنة ولا يزال التواصل الحميمي .
لا يعرف الغضب ولا يعجبه التخفي خلف جدار كما يفعل البعض . رجل من صلب رجل من قبيلة مرة .

أرجو ممن يقرأ هذا أن لا يعتبره مديحا بقدر ما هي صورة أنقلها كما شاهدتها وقرأتها من قرب لسنين لعل وعسی تكون قدوة ﻷصحاب مواهب يتقمصهم الغرور فيدمرهم .

عبد الله الجعيدي المستمع إلی محدثه:
ينصت أكثر مما يقول والبسمة علی محياه .

الشاعر:
يلقي قصيدته ذات الموضوع الهادف وحسن السبك وغزارة المعنی ، البعيدة عن مسحة الفخر والإستعلاء في تواضع وكأنها لغيره .

لم أسمعه يوما قط ينتقص من قصيدة باردة بدون ملح لا طعم لها ولا رائحة لغيره ولكنني ومن خلال حركات تعبيرية وعبر قسمات الوجه أعرف أن قصيدة ما لشاعر ما لا تستحق أن تكون قصيدة . أسأل نفسي: لم لم يقل شيئا؟ وتأتي النتيحة:
عبد الله الجعيدي يأخذ ولا يعطي سيما فيما يعطي الشخصية وقارها وهيبتها .

عجزت ان اكنب حرفاً هنا اتمنى ان اكون عند حسن ظنك وظن الجميع بي استاذي الكريم ..