سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   سقيفة الأخبار السياسيه (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=56)
-   -   من هو ابن الجنوب العربي؟ (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=108302)

حد من الوادي 06-06-2012 03:01 AM

من هو ابن الجنوب العربي؟
 

من هو ابن الجنوب العربي؟

الأربعاء, 06-يونيو-2012 - 02:08:08
هاجع الجحافي -

نزولا عند رغبة العديد من المهتمين والباحثين الجنوبيين ممن يعرفون بوجود وثائق اعلامية هامة في مكتبتي الخاصة عما كان يدور من احداث في الجنوب العربي في حقبة الستينيات .. فقد قررت ابتداء من اليوم النشر وسأبدأ بوثيقة هامة حددت من هو ابن الجنوب العربي ومثلت البداية الحقيقة لتأسيس نظام الخدمة المدنية المعاصرة في الجزيرة العربية عام 64م بينما لا تزال ما تسمى الجمهورية اليمنية عاجزة عن تحقيق هذا النظام حتى اليوم .. سأحاول ان اقارن يوميا ما كان يحدث في الجنوب العربي بما يجري هذه الايام يوما بيوم .. وقد اخترت التغطيات الاعلامية لصحافة الجنوب العربي لكل ايام عام 64م لأنه كان عاما مهما من وجهة نظري وشهد احداثا تتشابه مع ما يجري في الوقت ألراهن فالى الوثيقة التالية الهامة التي حرصت على طباعتها بعناية ونقلها حرفيا من اصولها العربية والانجليزية:

تعريب الخدمتين المدنيتين لإتحاد الجنوب العربي وعدن


1- نشرصباح هذا اليوم تقرير اللجنة المشتركة لوزراء حكومتي الاتحاد وعدن التي كانت قد عينت لدراسة موضوع تعريب الخدمتين المدنيتين من كلتا الحكومتين . ويتوفر الان هذا التقرير باللغتين العربية والانجليزية للبيع ويمكن الحصول على نسخ من هذا التقرير من مطبعة الحكومة بالتواهي بسعر شلن ونصف.


2- وقد توصلت هذه اللجنة التي تألفت من ثلاثة وزراء من كل الحكومتين برئاسة الشيخ محمد فريد ، توصلت الى اتفاق تام حول جميع توصياتها . وذكرت الجنة في مقدمة تقريرها ان من البديهي تماما ان يكون للأشخاص المحليين في اي بلد الاحقية الاولية في المطالبة بملء وظائف الخدمة المدنية وأنها ترى ان الهدف الفوري هو وجوب التأكد من عدم حرمان ابن الجنوب العربي المؤهل والكفء تماما لملء اي وظيفة في الخدمة المدنية من التعيين في الخدمة او الترقية ضمن نطاق الخدمة بسبب عدم توفر وظيفة شاغرة نتيجة تقلد شخص من غير ابناء الجنوب العربي للوظيفة التي يعتبر مؤهلا لتوليها.

3- وتكمن المسألة الحيوية الاولى في تعريف ابن الجنوب العربي .وتوصي اللجنة من اجل تحقيق اغراض الخدمة المدنية بان يستوفي ابن الجنوب العربي كافة الشروط التالية :

أ‌- يجب ان يكون ابوه عربيا ولهذا الغرض تشمل كلمة عربي الشخص الذي اصبح من الناحيتين الاجتماعية والثقافية جزءا لا يتجزأ من المجتمع العربي في الجنوب.
ب‌- يجب ان يكون ضليعا باللغة العربية .
ت‌- يجب ان يكون قد ولد او ولد ابوه في الجنوب العربي.
ث‌- يجب ان يكون قد جعل الجنوب العربي وطنه الدائم .
ج‌- يجب ألا يدين بالولاء او يخضع لأي قرار بالطاعة او الموالاة لأية دولة تقع خارج الجنوب العربي عدا بحكم كيانه كأحد مواطني المملكة المتحدة والمستعمرات او كشخص مشمول بالحماية البريطانية نتيجة ارتباطه بالجنوب العربي.


4- وتدرك اللجنة ان تعريف ابن الجنوب العربي سيؤدي الى نشؤ مصاعب عند التطبيق غير انها تشعر ان لا وجود لأي تعريف يمكنه ان يشمل بصورة مناسبة كل فرد يمكن ان يكون لديه طلب وجيه لان يكون من ابناء الجنوب العربي حيث يجب ان تكون هناك حالات محددة.فقد وجد ان لابد من وضع تعريف دقيق الى حد معقول فيما لو اريد تحقيق هدف تعريب الخدمتين المدنيتين ولو انه سيكون لهذا التعريف تأثير استثناء عدد من الاشخاص الذين يعتبرون عادة من ابناء الجنوب العربي .

ومن ناحية اخرى فان وضع تعريف يشمل كل فرد معترف به بهذه الكيفية من شأنه ان يكون واسعا بحيث يشمل عددا من الاشخاص الذين لا يجب اعتبارهم من ابناء الجنوب العربي وعليه يمكن ان يهزم هدفه الحقيقي.

5- وقد اوصت اللجنة من اجل التغلب على هذه المصاعب والتأكد من عدم وقوع اي غبن بتشكيل لجنة اتحادية عدنية لدراسة طلبات الاشخاص الذين يودون ان يكونوا من ابناء الجنوب العربي اعتمادا على احقية هذه الطلبات .

وستتألف هذه اللجنة من ثلاثة اعضاء من غير الموظفين المدنيين ولكن من ابناء الجنوب العربي ذوي الحيثية في المجتمع العربي بالجنوب العربي . وستقوم هذه اللجنة بدراسة الحالات الفردية وبصلاحية اعتبار الاشخاص من"ابناء الجنوب ألعربي من اجل تحقيق اغراض الخدمة المدنية حتى وان لم يفوا بكافة متطلبات التعريف . وستراعي هذه اللجنة مبادئ التعريف وستعتبر الشخص من ابناء الجنوب العربي في حالة اقتناعها فقط بقبوله كفرد في المجتمع العربي بالجنوب العربي.

6- وتوصي اللجنة بتطبيق تعريف ابن الجنوب العربي"فورا من قبل الحكومتين وإحلاله محل تعريف ألمدني الوارد في انظمة الخدمة المدنية بعدن .وسيطبق هذا التعريف بعدئذ عند اعتبار تعيين الاشخاص في الخدمتين المدنيتين ولن يعين اي شخص من غير ابناء الجنوب العربي في المستقبل على اساس ثابت وتقاعدي .وتدرك اللجنة انه سيظل من الضروري استخدام عدد من الاشخاص من غير ابناء الجنوب العربي غير انه يجب ان يعينوا على اساس تعاقدي لفترات لا تتجاوز الفترة الضرورية لإحلالهم بأبناء الجنوب العربي وان تكون هذه العقود فيما عدا الحالات الخاصة لفترات تتراوح بين 18 و 24 شهرا.

7- وذكرت اللجنة ان الخطوة الثانية تكمن في اعطاء الافضلية لأبناء الجنوب العربي عند دراسة مسائل ترقية الضباط العاملين في الخدمة . وتنطوي هذه الخطوة على تعديل انظمة لجنة الخدمة العامة. وتدرك اللجنة انه لا يمكن انجاز ذلك ما لم تتخذ التدابير لتقديم معاملة عادلة للضباط الذين يعملون على اساس ثابت وتقاعدي الذين يمكن ان تتأثر خدماتهم بصورة مباشرة وعكسية نتيجة لذلك.

وأوضحت اللجنة ان حكومة صاحبة الجلالة في المملكة المتحدة كانت طرفا في التدابير الحالية التي تنظم الخدمتين المدنيتين وسيكون من الضروري قبل تعديل الانظمة اجراء مشاورات مع حكومة صاحبة الجلالة فيما يتعلق بالتدابير المناسبة لتعويض الضباط الذين ستتأثر خدماتهم بصورة مباشرة وعكسية نتيجة ادخال هذا التعديل وبالملابسات المالية لهذه التدابير.

8- وقد قبلت كل من حكومتي الاتحاد وعدن جميع التوصيات الواردة في التقرير وطلبت من المندوب السامي الشروع في اتخاذ الاجراءات اللازمة لتطبيق التوصيات في اسرع وقت ممكن.

صدر بعدن في تاريخ 6يونيو1964م وزارة الارشاد القومي والإعلام (صحافة الجنوب ألعربي - نشرة رقم 702/

بيحم الشبامي 06-06-2012 08:32 AM

شكرآ على هذه المعلومات القيمه التي حملتها تلك الوثائق التاريخية .. وفي الحقيقه نحن اليوم ننصف بريطانيا - اذا ماقورن بالاحتلال اليمني الشمالي - لما قامت به في الجنوب العربي و عدن والمحمية الشرقية من نظام اداري متميز على مستوى الجزيرة العربية سوى اكان في نظام الخدمة المدنية او الاحوال العامه وتنظيم الحياة الادارية والتنظيمية للكيانات المؤسسيه ... فلو اخذنا مثالا في شؤون الخدمه المدنية والعامه اتذكر في العام 2005م عندما صدر القانون رقم 43لعام 2005 بشان نظام الاجور والمرتبات والوظيفه العامه وعملية النقل الى الهيكل العام المنشى بهذا القانون كان هناك اختلاف في التطبيق بين موظفي الجهاز الاداري في الشمال وفي الجنوب اذ ان الموظف العام في الجنوب يكون له ملف متكامل يحوي على جميع االوثائق منذ التحاقه بالوظيفه العامه ولا اقصد تلك الوثائق المتعلقه بالهوية الشخصية فهي موجوده لدى كل مواطن وانما وثائق واوامر وقرارات التنقل والتدرج في الوظيفه العامه وكل اجراء في فترة خدمته يكون محفوظ في ملفه الخاص واستمر الامر الى ما بعد حكومة الاستقلال 67م وبنفس اجراءات الارشفة المتبعه من سابق ، وفي الشمال لم يعرفوا الارشفه وملفات الخدمه العامه للاسف حتى الى مابعد "الوحده" اليمنية ، فعند صدور ذلك القانون اختلف التطبيق بين الشمال والجنوب كون ملفات الجنوب متواجده لدى مكاتب الخدمه العامه بينما في االشمال وحبآ في االحصول على الترفيع الوظيفي فالكل راح يصوغ قرارات " نسخه" على اساس تعيينه او شغله لمنصب قيادي او اشرافي ما مدعيآ انها صدرت في سنوات خلت من التحاقه بالوظيفه العامه ونتج عن ذلك اختلاف في الاستحقاقات والمزايا الوظيفيه بين موظفي الشمال والجنوب .... اكرر شكري اخي العزيز على اسهاماتكم الرائعة ،،، ودمتم بود

حد من الوادي 06-07-2012 04:38 PM


ياسين سعيد نعمان.. ومسئوليته في استعادة وثائق تاريخ شعب الجنوب

: بقلم محمد عباس ناجي
الخميس, 07 يونيو 2012 16:19

إن هناك شيئين لا يمكن لأي مجتمع تعويضهما مهما بلغ من التطور: الأول, وهو موت الانسان , لهذا حرم الله قتل النفس البشرية إلا بالحق . بل واعتبر قتلها من أعظم الكبائر , والثاني, هو إتلاف الوثائق التاريخية بكل أنواعها , لهذا تحرص الشعوب المتطورة على حفظ وثائقها التاريخية القديمة والحديثة وتصويرها من عدة نسخ وفي أماكن مختلفة, لأنها تعي أن كل وثيقة تتلف سوى بفعل الانسان أو بفعل الكوارث الطبيعية من الصعب استردادها , وأنها لا تقدر بثمن مهما بلغ صغر حجمها.

وعلى سبيل المثال إن أي دولة قد تحدث فيها كارثة وتخسر طائرات وعمارات وسدود وتتلف أموال ... الخ . فإن هذه الدولة بإمكانها أن تشتري بدلاً عن الطائرات وتعييد بناء ما تدمر من منشآت , ولكنها لا تستطيع استعادة وثيقة مزقت أو أحرقت أو تحفة أو نقش أثري اتلف أو مسح .

شعبنا صاحب تاريخ عظيم ومجيد , مع الأسف تعرض تراثه القديم للسرقة والنهب والاهمال , وتعرض تاريخه المعاصر والحديث للتشويه والتحريف. بل كانت أخر كارثة مهولة تعرض لها هذا التاريخ عام 1994م بفعل احتلال نظام صنعاء للجنوب. ومن الصعب شرح مفاصل هذه الكارثة في عجالة كهذه. ولكننا سوف نستعرض واقعة واحدة فقط.

كان يعتبر مركز البحوث والدراسات التابع للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ـ الحزب الحاكم للجنوب حينها ـ أهم مؤسسة تم فيها خزن ملايين الوثائق الخاصة بتاريخ شعب الجنوب , ومنها وثائق: فترة الاحتلال البريطاني , فترة الكفاح المسلح والاستقلال , وثائق دولة الجنوب وحزبها الحاكم السرية والعلنية , ووثائق العلاقات مع الدول الأخرى , وأهم الكتب والمراجع المتعلقة بتاريخ الجنوب الصادرة في الداخل والخارج. وأشياء كان من غير المسموح لنا ابناء الجنوب الاطلاع عليها.

كان المركز يشغل عمارة واسعة مكونة من اربعة طابق , وكانت هذه العمارة في مجمع قيادة الحزب الاشتراكي, ثم اصبح مقر وزارة الدفاع لدولة الجنوب في مديرية التواهي بعدن . قيادة المنطقة الجنوبية حالياً. فقامت سلطات صنعاء منذ اللحظات الأولى لاحتلالها لمدينة عدن ـ عاصمة الجنوب ـ بنقل وثائق ذلك المركز إلى صنعاء , فهي تدرك اهميتها.

الغريب أن قيادة الحزب الاشتراكي اليمني بعد احتلال الجنوب عام 1994م ظلت تطالب نظام الاحتلال في صنعاء بإعادة مباني مقرات الحزب التي تم السيطرة عليها حتى استعادة تلك المقرات , فكانت تعتبرها مشكلتها الأولى , ولكننا لم نسمعها يوما تطالب بما هو اهم , وهي استعادة وثائق تاريخ شعب الجنوب. وكأن هذا التاريخ لا يعنيها.

لقد حاولنا من جانبنا أن نثني الدكتور / ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الحالي عن التوقيع على المبادرة الخليجية عن طريق رسالة وجهناها له في حينه ونشرناها علناً , لأننا اعتبرنا توقيعه عليها كزعيم جنوبي بمثابة سوط جديد سوف يسلط على شعب الجنوب. غير إن رأينا لم يؤخذ بعين الاعتبار من قبله , ونترك هذا الأمر للتاريخ.

اليوم وقد اصبح الحزب الاشتراكي الذي كان حاكما للجنوب حزباً مشاركاً في الدولة والحكومة المحتلة للجنوب , فإننا نناشد سيادة الدكتور/ ياسين سعيد نعمان ليس لأنه أمينا عاما للحزب الاشتراكي , وإنما لأنه في المقام الأول جنوبي , وثانياً , لأنه رجلا مثقفا أن يعمل على استعادة وثائق شعب الجنوب التي قام بنهبها نظام صنعاء عام 1994م وفي مقدمتها وثائق مركز البحوث والدراسات الذي كان الحزب مشرفا عليه. فهي ليس وثائق حزب , وإنما وثائق تاريخ شعب. ونعمان من غير المعقول أنه لا يدرك اهميتها.

واذا كان الحزب الاشتراكي مشاركا في السلطة ولا يستطيع أن يستعيد هذه الوثائق فإنه اشرف له أن ينسحب فورا.

قد يقول البعض أنه كان جدير بي الاتصال هاتفيا بنعمان حول هذه القضية بدلا من نشرها علناً, اقول انني اتصلت به عدة مرات ولم يرد مع الاسف, وقبل أن اكتب هذه المقالة بدقائق ارسلت له رسالة عبر الهاتف , ولم اجد رداً. كما إن قضية مثل وثائق تاريخ الجنوب ليس بالأمر الهين والبسيط , وإنما هي قضية تستحق منا الجنوبيين جميعا جعلها قضية محورية في نضالنا.

المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي .

الأربعاء 6 يونيو 2012م

حد من الوادي 06-09-2012 05:39 PM


الثلاثاء, 08 مايو 2012 12:20
الجنوب : عن الهوية والمصير وأسئلة الحوار

بقلم : أحمد عبداللاه

١
في كل محطَّٓة من مآسي تداعيات الوحدة اليمنيه الفورية جدًا والتي قادت للحرب الإنتحاريه في سنة ٩٤، ثم استمرارها بفرض الأمر الواقع الذي لبسه الجنوب بكل شرائحه وشرائعه، حتى قيام الحراك الجنوبي ،أول حركة شعبيه عفويه في التاريخ المعاصر قبل رماد البوعزيزي وقبل ميادين التحرير والتغيير ، دون تخطيط من صنَّاع الثورات أو تصدير متسلسل عابر للحدود والاقاليم وبالتاكيد دون َصنْعة إعلاميه في حِمَى الدياوين ألملكيه أو الأميريه المباركه ، وفي ظل جفاف وتجفيف أي دعمٍ مادي ،


نقول في كل محطَّه كان ينمو في فضاءِ العقل سؤالُ الأَسْئِله وعنوان الحَيرْه العظمى ، لماذا كل هذا التاريخ الموحش الذي جرى وما حقيقة ( الحقائق ) التي سِيْقت في وَهْج المراحل وتأَصَّلَت دون فواصل في الوعي الجمعي للنخب السياسيه الجنوبيه ، حيناً من الدَّهْر ، لم يلْتَفِتو فيه لحاضر أو مستقبل وَهُمْ في قبضة فولاذيه للمعتقدات السياسيه التي شُرِّعَتْ كبديهيات وجوديه وأقدار لا تتحمل المراجعه او الخوض في التفاصيل ، وبالطبع دون مشاركة المجتمع مشاركة حقيقيه في صناعة مستقبله وإحتجاب أي إجتهاد منظم للبحث في التاريخ الوطني بعيد عن المنهج الأيديولوجي لتفسير حركة التاريخ ومآلاته ودون أي لمسة براجماتيه تشذِّب الجموح المسْتَعر نحو اهداف كبيره في النظريه دون تجربه واقعيه او نَمْذَجَة فكريه تأخذ بأسباب المخاطره .

هل كان كل ذلك بسبب إلتباس في الهويه حَمَلَه الثائرون الأوائل أم زيف في الوعي الناشئ وطغيان المزاج القومي النازح من بلدان الريادة العربيه ؟

كل شئ جائز هنا.

والنتيجه أتت بأن ذهب

الجنوب إلى غموضه مقتولاً وهامداً .. كتتويج لمراحل الحصاد التي ذهب في تداعياتها المبكره ألجيل ألذي حمل لواء الاستقلال وتبعته صفوف وهامات .. وقبلهم تمت الاطاحه بالأحزاب والمنظمات الجنوبيه .

ومع قناعتنا بأن تقييم كل حدث يجب أن يأخذ بعين الإعتبار إطاره التاريخي بحيث تتجلى الموضوعيه بعيدا عن محاولة (تلبيس) طرف هنا أو هناك تبعات ذلك التاريخ ، إلّا انه يجب التذكير الآن بهذا التاريخ والجنوب أمام استحقاقات مصيريه وإستحضار قواه لإمتلاك ذاته بذاته ولكي لا تنكسر النفوس أخيراً ونهائياً بعد كل هذا المسير المظلم وبعد أن فتح الحراك ، ثورة الجنوب ، أفقاً قادماً يحمل الأمل .

وإنْ قلنا بأنَّ الجنوب ذهب ولم يعد بعد ، في رحلة لا يغفرها التاريخ لاحد .

إلَّا أننا نستدرك دوما بانه ليس من الحكمة هنا أن يتحمل ذنبها أو فتنتها أحد .. لان الدروس التي نَنْهل منها اليوم تكفي لأن نمتلك حِكْمَة الحكماء وصبر الصابرين .


٢

وفي مجريات الوحده إنصهر الجنوبيون في أكبر مفاعل إجتماعي ، بالغ التعقيد في تكويناته ، يعيش مآسي حُكَّامه وتاريخه منذ قرون ،

إنصهروا يحملون الصبر والأَمل تحت وطأتي النظام والواقع الذي وقف عنده الناس على عتبات متتاليه من رحلات الضياع والتبخر في فضاءات الله الفسيحه .. وأَمام العجز الإنساني إتَّبع المستضعفون خطى خاطفيهم ، على قسوة مشروعية فرض الأمر ، فاتَّسم عقدا الوحده بالضائِقه وقهر السنين خاصةً على المستوى الشعبي جداً ، في حين أن الامر برمَّته إختلف هنا وهناك على المستوى النخبوي السياسي والاجتماعي وغيره باحتساب متفاوت في القيمه الاجتماعيه والسياسيه للفرد أو الجماعة، أو المنطقة .. وهذا أمر طبيعي لا يعاب ...

إلّا أننا وفي هذه الصحوة الكبيره من ويلات الزمن وعبث التجارب السياسيه لم تُسْعِفنا اليَقَظَة الكامله للتوحد حول الضروره أولاً وحول البقاء الحُرْ أولاً ، فطفقنا نستطرد ماتَيَسَّر أو توَفَّر من الاختلاف في الرؤى والمواقع حول تسمية الوطن والهوية والمصير في لحظات فاصلة كهذه بل ونَسْتَتْبع مواقفنا بتذييل نظري لقناعات ، هنا وهناك ، لا تستقيم على مستوى واحد.

ومع تسليمنا بأنَّ مسائل الاختلاف هي وَصْفَة حيويه للشعوب المقهوره حين تضع ثقلها أمام فتح مصائر جديده أو إستعادت شروط بقائها ، ولقناعتنا هنا بان الجنوب أمام أسئلة الحرية الكامله أكثر من الصفقات السياسيه التي كانت دائماً عنواناً آسِراً لعلياء القوم من نَوَى الكتل ومكاتب الاحزاب ،

الا انه يجدر التاكيد في السياق بانه ليس من المنصف أن نضع أولوياتنا اليوم في جدال بيني حول المُسَمَّيات ألتي سبقت أو تلك التي لحقت قيام دولة الجنوب عام ١٩٦٧ ،

هَلْ جنوبٌ عربي أم يمني ؟ وما هي القيمه السياسيه والقانونيه للمسميات المختلفه الان ؟

وهل الإسم بوابة الهويه يدل عليها أم صفة تحتويها وتنوب عنها في مجريات الحياة ؟

فليغفر لي القارئ إن قلت :


لكأن على المرء هنا أن يَشُدَّ شعرَ رأسه ويقول :

أَلـِهذا الحد كنا غائبين عن حقيقة مَنْ نَحْن ؟ .




وهل الأبواب مُشَرَّعه والأحوال مُسَهَّلة لإختيار إسم لهوية الدوله الغائبه نشاغل به النفس أولًا قبل أن يأتيه الموعد والمنطق ؟

أليس من البديهي جداً أن تجد نفسك مستقلاً أولاً لتعرف مَنْ كُنْتَ وتختار من ستكون ؟

أليس هذا مُنْصِف في الوتيرة العاليه لمسيرة التدافع بالكلام ؟ ،

إلَّا إذا كنا نبحث عن مُطَهِّرٍ لجراحاتنا إلى حين التئامها ونفتتن بالنظريه وترهات الطريق ، والجنوب يجترح خطى إستعادة شخصيته السياسيه القانونيه وحقوقه الإنسانية في الوجود كشعب حُر أوقعته الصفقات التاريخيه في هلاك وتبعية قسريه بإسم الفتاوى الوطنيه -القوميه ،

هنا تبدو المسألة برُمَّتها وضعّ نفسي ، وهو مالا يجب ان يكون .


إنَّ الأمر حول تسميات الدوله الغائبه باعتقادنا ليس مجرد رأي يتم بثه هنا وهناك بل هو محتوى تاريخي بحت يجب البحث عنه بمهنية الأكاديميين والمؤرخين السياسيين المحايدين والمنصفين وعلى مدى كاف ، ولن يملك أحد الحق بان يوقف إي جهد علمي منظم في تقديم تاريخ نظيف للأجيال بحقائقه والتباساته ، فالتواريخ لازالت مُشَبَّعَه بالمراحل السياسيه :

التي اختطفت مفاهيم وحشرت أخرى ، وضَعَتْ مسارات وانْتَزَعَتْ أخرى من سياقاتها ، فَكَّكَت وركَّبت ، قَتَلَت وأَحْيَت مفاهيم نظريه ، أبْهَتت وجوه ورفعت ملامح ، أيقظت نزعات وأسْكَتت منطق العفوية والانسياب اللا إرادي لتحفة الفطرة

حد من الوادي 06-09-2012 05:56 PM


رابط حديث للجفري يحكي اسرارفشل الوحدة والحرب واعلان فك الارتباط وغدراليمنيين بالجنوب ارضا وانسانا؟

الجفري يكشف اسرارفشل الوحدة؟ وعدم تنفيذ وثيقة العهد؟ واعلان الحرب والاحتلال

حد من الوادي 06-10-2012 12:51 AM


الخميس, 03 مايو 2012 14:47
د.عيدروس النقيب جندي ياباني من طراز جديد!


علي نعمان المصفري

مؤخرا كتب د. عيدروس النقيب, المُنظر الجديد لإستمرارية يمننة الجنوب العربي حول الموضوع أعلاه وتم نشرة في عدة مواقع على الشبكة العنكبوتية. وذلك لتبرير فشلهم ومحاولة جر شعب الجنوب الى مربعات المتاهات وتفريغ أنتصارات اليوم لمسيرة تحرير الجنوب السلمية وقوة حضورها بهدف الألتفاف عليها وتمييع جوهر ومفهوم واقعها. فقد باءت جهودهم بالفشل لتخلفهم عن الحدث في المشهد. لذلك لاينطلي على أحد هذا التزييف الذي ورد في أدعاءآته لنكرانه حتى لهويتة الجنوب العربي التي ولد وترعرع فيها وتشبعت كل خلايا موروثه النووي فيها من هوائها ومائها ومانبت عليها وما حواه بحرها وتحت ترابها.

لا غرابة في أن ينضم د.عيدروس النقيب الى فوج المهاجمين الجدد القدامى من دعاة يمننة الجنوب ولا يبتعد كثيرا عن د.سيف العسلي(الأم والخاله) ولا د.عبدالله الفقيه, في مقالته المستور عنه في الوحدة اليمنية قبل سنوات وأراد ذوبان شباب الجنوب بذرهم في شتى بقاع اليمن على نفس النهج الستاليني كما حدث لشعوب آسيا الوسطى التي بقت هويتها وطاح الأتحاد السوفييتي.

ويندرج هذا الطابور ضمن الحملة الشرسة التي يشنها دعاة يمننة الجنوب العربي, خصوصا بعدما شهد الجنوب تطورات مشهودة وضحت على مستوى المشهد السياسي لصالح قوى مسيرة التحرير الجنوبية ووصول القضية الى المستوى الدولي والأقليمي مجسدة بالعرق والدم على أرض الواقع حقيقة وجودها, من الصعب أطلاقا تجاوزها أو نكرانها لأنها ليس حقائق على الأرض فقط بل أيضا عقيدة مسكونة في وجدان الناس تحت سقف مرجعية واحدة في الهوية والدولة على كامل أرض الجنوب المحتلة وعند حدود يوم الأستقلال عن بريطانيا في 30 من نوفمبر 1967.

ذلك بعدما حاول أعداء وقراصنة الجنوب طمس هويته وسلب ونهب أراضيه ودفن قضيتة نهائيا من خلال نصرهم المزعوم في 7 يوليو 1994 بوقوع الجنوب تحت أحتلال الجارة الجمهورية العربية اليمنية بعد مسلسل مسرحية هزيلة بدأت تنسج خطوط عنكبوتها في خمسينيات القرن الماضي وتوالت في مؤامرات عدة أفضت بوضوح في شراستها عشية الأستقلال في 30 نوفمبر 1967 عندما تم التحائل على كافة القوى السياسية الجنوبية كحزب رابطة أبناء الجنوب العربي وجبهة التحرير ورديفها التنظيم الشعبي وتسليم الجنوب للجبهة القومية وفق مبرر ميكافيلي في غايتة يمننة الجنوب العربي ووسيلته التحائل والتآمر وفرض العنف والقوة على كل أبناء الجنوب لقبول نظام حكمهم الديكتاتوري الأستبدادي.

ويأتي بل يتفق هذا تواصلا للمشروع اليمني الذي ظل الأئمة على مدى حكم 73 أمام وحتى أنقلاب 26 سبتمر 1962 على آخر أمام وهو الأمام أحمد بن يحي بن حميد الدين. هولاء الأئمة كرسوا كافة جهودهم وصبوا جلّ همهم في كيفية السيطرة على الجنوب العربي الثروة والجغرافيا والتاريخ.

ماعجز عنه الأئمة تم مواصلته من قبل بعض أبناء اليمن المقيمين في الجنوب من خلال أستغلال الظروف السياسية الجديدة لحركات التحرر في منتصف القرن الماضي والنهوض الناصري القومي الحركي التحرري وتحسن وتطور المناخ السياسي في عدن بظهور العمل النقابي والسياسي المتعدد وحرية الصحافة والأنتخابات التشريعية في عدن وتكريس تلك المستلزمات نحو السيطرة على أدواة العمل السياسي وأخراج مشروعهم عبر تأسيس الجبهة القومية, أحد أمتدادات حركة القوميين العرب التي كان مركزها بيروت. ومن ثم الأعلان بقرار يمني في صنعاء على قيام ثورة 14 أكتوبر 1963 على الرغم من أنقضاء فترة مقتل بن لبوزة بشهور مستغلينها كمناسبة لحدث لتحفيز وتأجيج المخزون الهائل من معاناة شعب الجنوب من الأحتلال البريطاني للجنوب.

رغم أنه مسبقا تم مناقشتها في عام 1959 تحديد موعد لأقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة على أستقلال الجنوب العربي والبحرين والذي تم فعلا في 11 ديسمبر 1963. ولمزيد من التوضيح راجع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لأقرار أستقلال الجنوب العربي ولم يذكر الجنوب اليمني في ذات العام مع البحرين وعلى تتويج الأستقلال لكلاهما في عام 1968. فهل كل الدول الأعضاء في المنظمة الدولية على باطل في تأكيد وأقرارهوية الجنوب العربي ود. عيدروس على حق؟.

قرارات المنظمة الأممية ووثيقة الاستقلال التي وقعت في جنيف سويسرا في يوم 29 نوفمبر 1967( راجع الوثيقة). وما قبلها المباحثات بين وفدي الحكومة البريطانية ووفد الجبهة القومية تجسد واقع الجنوب العربي وتناسى عيدروس هذة الحقائق لغياب بصيرتة وخلوها من المنطق لتبقى خاضعة للأملاءآت عليه وفق مبدأ ما قاله سيدي أفكر أنا ؟

لذلك وللسيطرة على الجنوب تم الأنقضاض عليه ومحو هويتة وإستبدالها بهوية الجارة الجمهورية العربية اليمنية بعد خلافات حادة يوم 30 نوفمبر 1967 قبل الأعلان على قيام الكيان السياسي الجديد وذلك بين الرئيس الشهيد قحطان الشعبي والمفكر فيصل عبداللطيف الشعبي طيب الله ثراهم وزملائهممن جانب وبين الجناح اليمني في اللجنة التنفيذية لجبهة القومية ممثلا بعبد الفتاح أسماعيل الجوفي من جانب آخر. أنتصر في هذة الخلافات التيار اليمني بتسمية الكيان السياسي الجديد بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية على تراب الجنوب العربي.

لقد أستغلّ أصحاب مشروع يمننة الجنوب العربي خلاصة عوامل رئيسة حينه للتحائل والأستباق تأسيسا على أنقلاب صنعاء في 26 سبتمبر 1962. وأهم تلك العوامل:

1- المد الناصري القومي التحرري وحضورة القوي عسكريا في الجمهورية العربية اليمنية وصراعه المحتدم مع بريطانيا في ظل الصراع الدولي بين الشرق والغرب أثناء الحرب الباردة من 1945 نهاية الحرب العالمية الثانية وتشكل القوتين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الامريكية وحتى أنهيار الاتحاد السوفييتي جورباتشوفيا في 1990.

2- المعاناة والإحتقانات ومحاولات أنتفاضات المناطق في الجنوب على بريطانيا في مستويات من المراحل المختلفة وأزمنه عدة لم تنجح حينة لعدم أمتلاكها الشروط اللازة للنجاح لغياب العنصر الذاتي في توفيرالدعم الأقليمي والدولي وضعف تنظيمها في حلقة تواصل مع بقية مناطق الجنوب العربي.

3- مكنون العداء اليمني على أمتداد تاريخة في النظرة الخبيثة على الجنوب العربي.

4- التنظيم الجيد لليمنيين في في حلقات متكاملة وفق شبكة متزاوجة مع بعضها في تنوع أجتماعي مهني نقابي وسياسي ضمن النسيج المجتمعي العدني مما جعلهم على قرة كافية في الحضور في القرار الأجتماعي والنقابي ومختلف أدوات التواصل الأداري والمالي والأجتماعي والأعلامي التي كانت بمنأى عنهم لوقوانين الهجرة والجنسية .

بحيث أعتمدوا على المال والأعلام سبيلا رئيسا في أستكمال التواجد في تلك المجالات.لقد تناسى عيدروس النقيب حتى أن بطل وفارس القومية العربية جمال عبد الناصر أكد ماذهبت اليه.

وفي مقالة سابقة كتب الكاتب: جمال عبد الناصر رجل بحجم أمة:رفعتنا علو الثريا عندما كنا تحت أطراف الأستعباد, وفاخرت بنا بين الأمم وهاماتنا لا تنحو لجائر ومستعبد. وقوفك عام 1964 في تعز وكلماتك الحيوية لازالت في عمق أعماقنا. لأنك الأصيل ولا تنكر الأصل. ثبتْ هويتنا الجنوبية العربية قولا وفعلا. عندما قال جمال: على بريطانيا العجوز اليوم أن تأخذ عصاها وترحل من الجنوب العربي ولم يقل جمال الجنوب اليمني وهوبطل القومية العربية.

ماذا جرى بعد ذلك غير أن البحرين أستقلت دون قطرة دم بينما الجنوب العربي لازال ينزف حتى اللحظة؟ وكأننا بالفعل ماكنا بحاجة الى ثورة مثل هذة؟؟ولهذا نجد أن ما عجز الحزب الأشتراكي على أستكماله في الجنوب ليمننته, عمد النظام القبلي العسكري الذي وقف ويقف على رأسه الرئيس علي عبدالله صالح, عمد هذا النظام على تواصل حلقات وقوع الجنوب بأحكام بين براثن اليمننة, بحيث الكل مع الأئمة ألتقون عند باب اليمن؟ونتائجها تبينت في كل الأحداث التي شهدتها ساحة الجنوب منذو أعلان الحرب على الجنوب في 27 أبريل 1994 أبريل 1994 وحتى آخر ساعات يومنا هذا لازالت تتواصل؟

المؤلم والمؤسف أن نفر من بقايا دعاة اليمننة في ماتبقى من الحزب الأشتراكي اليمني لم يخجلوا ولا يعيبوا أنفسهم بمافعلوه بالجنوب الأرض والشعب منذو أستقلاله ولا يحرك ضميرهم لهم ساكن لما حلّ به من بلاوي زرقاء كانوا السبب فيها. تجللّت مشاهدها الدامية في كل دورات العنف خلال حكمهم بقوة النار والحديد والكفاح المجيد على مدى 23 عام وحتى بيع الجنوب رخيصا في 22 مايو 1990 المشئوم.

والدكتورعيدروس ربض عند ذات التعليمات التي أعطيت له حين تأطيره في المنظمة القاعدية وبقى راكدا يحبو عند مستواها دونما يقدر على تجاوز قمم وقيعان المساحة المرسومة لتحركه الفكري فيها على الرغم من نزوحه رصد الى جعار ومنها الى عدن وبلغاريا للتأهيل ليسقط أخيرا في عمق بئر اليمننة الجافة. ويبدو أن ثقل الجرعة في أطار شبكة الرفاق ومطبخ محسن الشرجبي أعاقته عن قدرة الحركة للتواصل مع مجتمعه الجنوبي بالرغم من تواجده الشكلي في نسيجه ليخضعه لتقبل أوامرالمركز القائد دونما لوازع الأنتماء قوة التأثير عليه لقوة المجال المغناطيسي الثابت عند يوم إلتحاقه بالرفاق.

وهو ما يذكرني عندما تم مؤخرا قبل عقد من الزمان قيام أحدى دوريات الشرطة اليابانية في أحدى الغابات القبض على شخص هرب بجلده بمجرد حضور الشرطة الى الموقع صدفة مما أثار أنتباهها لتلاحقة ويتم القبض عليه لتكتشف أنه أحد جنود الجيش الياباني الذي شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الحلفاء وأعطيت له الأوامر من قائد وحدتة في البقاء في ذلك الموقع وحمايته والدفاع عنه. ومنذو ذلك الحين بقى صاحبنا مرابطا على الرغم من أنتهاء الحرب ومرور كل هذة العقود . ليسأل من أنتصر في الحرب؟. وهي الحالة التي وقف عندها د.عيدروس النقيب ولم يبارحها حتى الآن ليصبح جنديا يابانيا لكن من طراز جديد؟.

ولهذا د. عيدروس لم يفرق بين دولة إتحاد الجنوب العربي كمحميات بريطانية تضم السلطنات والمشيخات والأمارات الغربية والمحميات الشرقية منها حضرموت السلطنة القعيطية والكثيرية والمهرة الذين لم ينضموا الى الأتحاد فقط لأختلافات في مفاهيم أدارية في أطار الأتحاد لظروف بعضهم في عدم أستيعاب ضرورة قيام الأتحاد. لكنهم شرقا وغربا ضمن مكونات الجنوب العربي وعملتها الموحدة التي أصدرتها مؤسسة النقد للجنوب العربي كانت متداولة حتى بعد الحرب الضالمة على الجنوب في صيف 1994 . ومن الجدير الأشارة الية أنهم كلهم كانوا ضمن أدارة موحدة عليا تحت الأنتداب البريطاني.

لهذا العديد من فلاسفة اليمننة يحاولون أستغلال عدم أنضمام المحميات الشرقية لأتحاد الجنوب العربي كذريعة يهدفون منها النيل والتشكيك بمشروعية الجنوب العربي الهوية ليتناسون حقيقة التاريخ والجغرافيا والتكوين الأجتماعي السياسي العصبوي منذو الأزل لوحدة العصبية والعقلية المبنية عليها أسس مفهوم وقواعد قبول شعب الجنوب العربي للدولة الحديثة دونما لليمن قدرة قوام أستيعابها حتى اللحظة في صنعاء المقسمة التي يريد توحيدها عيدروس على أنقاض الجنوب بتأكيدة كما قال على يمنية الجنوب للذهاب به الى مقبرة خزيمة مرة أخرى؟؟

وبخصوص تعريفه للجنوب العربي على أنه جزء من اليمن وعلى أنها رسائل مفخخة لم يدر صاحبنا أنه ومن يقف معه هم من يحاولون تفخيخ كل الطرق نحو أستعادة الدولة والهوية الجنوبية على عدة محاور مإسيها في ما يحصل اليوم على الأرض من تشتيت وتمزيق لمكونات مسيرة التحرير السلمية من قبل أفراد يعرفهم بالأسم د. عيدروس. وبأن الجنوب يمني أكد على ماقاله الشيخ عبدالله الأحمر ألتقى معتبرا الجنوب فرع عاد الى الأصل.

لم يقرأ التاريخ جيدا من أن تسمية اليمن جاءت نتيجة لاطلاق العرب على مناطق تحركاتهم في الشتاء والصيف وتجارة البخور بحيث قسموها لتشبيهها بالجسد. في أن كل ما هو شمال الكعبة شام ومايقع يمينها أو أسفلها يمن ووسطها الحجاز.ومن التاريخ القديم والوسط والحديث حتى أستقلال الجنوب لم يكن خاضع أو مشترك في كيان سياسي موحد سوى عشية اليوم الأسود في 22 مايو 1990. وأن اليمن السعيد تم أستبدالها بالعربية السعيدة.

تأسيسا عليه أقول للدكتور عيدروس وأمثاله أخرجوا الى واقع الجنوب وماذا يريد شعبه كما خرج أعضاء حزب الأحرار في الدورة السابعة للجنتكم المركزية في عدن حتى ولو متأخرا. فالجنوب يقبلكم حتى وأن غبتم عليه في دهاليز صنعاء؟. وأن سألتم من أنتصر في الجنوب مثل حكاية الجندي الياباني من أنتصر في الحرب العالمية الثانية؟ فشعبه هو الذي يصنع النصر وفق أرادتة السياسية. والشعوب دائما كما برهن التاريخ على أنها منتصرة وباقية والأفراد مهما تفرعنوا على الأرض زائلون. وكما دخلوا الغزاة عدن رحلوا كما جاؤوا وسيبقى اللجنوب العربي لشعبه.

لذلك أشعر من الخزى والعيب أن أناقش جنوبي بهويته. هولاء ومن ضمنهم د. عيدروس يتحفوننا اليوم بنكران ذاتهم وهويتهم وأرضهم وشعبهم الضحية بدم باردة ويرحلون الى هوية أخرى دونما يدركون أنهم يرمون الجنوب الى ما قبل الكهف. وبعد رحلة العذاب التي لازال شعبنا في الجنوب من رفاقه يسحب وزر مأساتة ويتجرع علقمها وهو الوضع المأساوي المزري القائم اليوم.

فبدل تكفيرهم لسئياتهم والأعتذار على ما أقترفوه يأتون ليكونوا ملكيين أكثر من الملك ذاته. وكانهم عميان وصم لايرون ولايسمعون حولهم . لكننا وبرغم تصالحنا وتسامحنا معهم ظلوا مصرين على ماضيهم. لذلك فهم معذورين أنهم وقعوا تحت تأثيرعملية غسيل مخ تخديرها لازال مفعوله في سلوكهم حتى اللحظة ومواقفهم دلائل واضحة على ذلك. صحى الجنوب من الصدمة لكنهم في غيهم باقون الى سوق الملح في صنعاء؟

وهل عيدروس مقتنع بالمشهد البائس وبما يحدث اليوم لأهلنا في الجنوب من تدمير نفسي وأخلاقي وصل الى حد أنهم فرضوا على نساء الجنوب أن يتحركون مثل الخيم السوداء في الشوارع تحت تهديدهم بماء النار. وهل يراقب تطورات المشهد العسكري والأمني في عموم مناطق الجنوب هذة الأيام وحلبات صراع الفرقاء في صنعاء على أرض الجنوب تحت مسميات القاعدة وأنصار الشريعة واللجان الشعبية التي تقاتل مع الجيش اليمني بهدف تطويق خروج الجنوب من مخالب أحتلالهم الذي لايقارن حتى مع أسرائيل في فلسطين؟.

وهل لايرى كيف تم تحول شعبنا الى شبه أمي وحرمان كل جنوبي من حقة في العمل والعيش والدراسة بعدما شهدت المنظمة الدولة لحقوق الأنسان على مشارفة الجنوب على الخروج من الأمية نهائيا. ألم يكن كافيا هذا في عودتكم الى جنوبكم؟ أو أنكم ايضا تريدون مع الغزاة مسخ الجنوب من الجهات الأربع الأصلية نهائيا بسبب الجنوب العربي وهذة أمنيتهم؟

أسئلة مهمة لابد من الأجابة عليها:

1- لماذا تم أختيار الجبهة القومية لتسلم الأستقلال دون مشاركة ديمقراطية حقيقية ألتزمت بها دولة الأحتلال على تطبيقها؟

2- ولماذا أعطيت للجيش العربي الأوامر لدعمها وحسم الموقف عسكريا لصالح الجبهة القومية في الحرب الأهلية نوفمبر ديسمبر 1967؟

3- لماذا تم تغيير الهوية من الجنوب العربي الى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية, مع أن اليمن لم يدخل في مصطلح الكيان السياس سوى عند تحويل المملكة المتوكلة الهاشمية الى المملكة المتوكلية اليمنية اليمنية في عام 1917 من قبل الأمام يحي؟

4- لماذا تم الأنقلاب على الشهيدان قحطان وفيصل؟ ولدي شهادات حية بذلك على أن الشهيد فيصل قال: أذا قتلت قبل عبد الفتاح فهو قاتلي والعكس؟

5- ولماذا ظلّ الجنوب في دورات عنف مستمرة حتى هذة اللحظة؟

6- ولماذا قامت الحرب الأهلية في 13 يناير 1986 وكيف كانت القشّة التي قسمت ظهر البعير؟

7- ولماذا تلك العجالة في وحدة إندماجية في 22 مايو 1990 دون مشاركة شعبية في القرار وأختزال سنة للأعلان منذو التوقيع بموجب الأتفاق المحيروالمثير جدلا في 30 نوفمبر 1989 الى 6 أشهر؟

8- وكيف تم تدمير الدولة الجنوبية ومؤسساتها وكيف تمت حرب 1994 وماتلاها من مراحل مؤلمة وقاسية حتى اليوم؟

9- لماذا تمت كل قوانين التأميم والأصلاح الزراعي والأستثمار؟

10-لماذا تم تجميد أستخراج الثروات ومحاربة الأستثمارات المحلية والأجنبية؟

11- لماذا حولوا ميناء عدن من ثالث أشهر ميناء في العالم الى ثالث ميناء في آخر القائمة؟

12-هل الثورات تقوم من أجل تطوير المجتمعات من عند مستوى ولحظة أنطلاقها أم تجعل المجتمات أكثر تعاسة في حلتنا اليوم؟

13- ألم تعاقب عدن بتصدير ثروتها الى هونج كونج ومؤخرا دبي التي أستأجرت ميناء عدن كمستودعات وفق إتفاقية مشبوهة؟

14- لماذا حولتم الجنوب الى بؤرة توتر لتحرير العالم من بحر اليابان الى البحر الكاريبي؟ وجلبتم العداء لشعب كان في القمة وبسبكم اليوم في الحضيض غارق في صانونة هواكم؟

15- ولماذا ظل شعب النوب يدفع ضريبة مغامراتكم مع العالم والأقليم وهاجس تخوفهم لازال حتى اللحظة لربطهم تاريخ الجنوب بتاريخ حزبكم الذي لايفقه منها سوى حوشي وباب اليمن؟

16-ولماذا في الجنوب تم قتل كل حي تأسيسا على النظرية المعتمدة عليهاعقليتكم لتتركوا الجنوب وسط شوك مصائبكم ينزف حيا دون وازع ضمير, ولم يكن لكم موقف منذو 22 مايو 1990 غير أنكم أدرتم ظهركم وكأنكم يوسف عليه السلام مع أنكم بياعوه وشرعنتم أحتلال الجنوب بعودتكم الى صنعاء بعد الحرب حيث كان من الأحرى أن تنأون بأنفسكم وتعلنون ولو حتى العمل السري تحت واقع الأحتلال أو الأعلان على أغلاق كل دكاكينكم بالأفلاس والحصول على الأقل تعويض برضاء من شعب الجنوب, لكنكم دفنتم رؤسكم في رمال يمننة الجنوب كالنعام؟

هذة وقضايا أخرى ومحاور رئيسة سنتناولها بشفافية في المقال القادم

حد من الوادي 06-12-2012 05:45 PM


ويل للمثقفين

هنا حضرموت / د. أحمد باحارثه

الثلاثاء 12 يونيو 2012

إنهم هم مصدر شقاء الوطن وتعاسته ، بأفكارهم المنحرفة وطنيًا والحاقدة جهويًا ، سواء أكانوا من مثقفي الشمال بما يحمله كثير منهم من حقد وضغن على الجنوب وثقافته بل ووجوده الحضاري المتمثل في عدن وحضرموت ، أو من مثقفي الجنوب الذين انساقوا للانحراف الفكري القادم من الشمال وروجوا له عن طيب نية وحسن ظن بأولئك أو عن مصلحة آنية أو عدم تقدير للمآلات .

إنهم ينظرون إلى الثقافة وروادها في الجنوب ( عدن وحضرموت ) لا بوصفها جزءًا أصيلاً من الثقافة الوطنية بل بوصفها من مخلفات الفترة الاستعمارية السابقة التي يجب كنسها وتطهيرها ، فمثلاً يقول أحدهم : ” إن عوامل التجزئة والتفرقة التي كرستها السياسة الاستعمارية لم تكن لتتغلغل في أذهان الناس البسطاء وحدهم ، بل تجد أن المثقفين كانوا أكثر الناس وقوعًا في هذا المأزق الذي مزّق الكيان الجغرافي والفكري على حدّ سواء ” . ويقول آخر : ” بدا أثر الاستعمار في خلق عدد من ملامح تخلف التفكير الاجتماعي والتي ركزت في خلق العوامل للفرقة والتمايز بين اليمنيين ، فأديب عدن هو ( الأديب العدني ) في حين أن القادم من الشمال ( الأديب اليماني ) ، إلى جانب أدباء البدو ( حضرموت ) أو غيرها من ( المحميات ) ، وهو ما جعل ( العدني ) يشعر بتميزه عن غيره ” ، إلى غير ذلك من الأقوال والإشارات الطاعنة في ثقافة عدن وحضرموت وأعلامها ما لا تسع له هذه المقالة .

لكن المشكلة تكمن في تحول تلك الرؤية السوداء إلى سلوك سياسي حيث يوسوس أولئك المثقفون بأفكارهم الحاقدة المنحرفة لجهلة السياسيين ويزينون لهم قبح رؤاهم حول الوطن وثقافته وهويته تحت أقاويل تعميم وتجذير اليمننة ( أي الشمألة ) ، وتحت مناديل التباكي على الوطنية الزائفة ، وذلك من خلال وجودهم المؤثر في المؤسسات الثقافية والإعلامية في العاصمة صنعاء لتصديرها عبر السياسيين دون أي مراجعة أو نقاش لسائر الوطن في صورة قرارات خاطئة وسياسات مجحفة همشت أو شوهت مظاهر الثقافة في الجنوب بكافة صورها ومجالاتها .

لكن الغريب أن يتبنى تلك الأفكار المنحرفة بعض مثقفي الجنوب وينخدع بها ويشارك في ترديدها دون إدراك لعواقبها الوخيمة على وجوده الثقافي والحضاري ، والمخزي سكوتهم على آثارها السيئة بعد تحولها إلى سياسات لمصادرة وتشويه الثقافة في عدن وفي حضرموت إعلاميًا وثقافيًا وفي مقررات المدرسة والجامعة على حد سواء ، وتسليط الضوء على هذه الناحية يبرز البعد الثقافي للقضية الجنوبية الذي لا يقل أهمية عن بعدها السياسي .

ولا شك أن حضرموت هي المتضرر الأكبر من ذلك كله ، ليس منذ اليوم كما هو الحال بالنسبة لعدن ، بل منذ أكثر من أربعين عامًا وثقافة حضرموت تتعرض لمؤامرة مثقفي الشمال تحت ستار ( اليمننة / الشمألة ) ومن تأثر بهم من مثقفيها ومثقفي عدن تحت ستار ( اليمننة / الجنوبة ) حتى نشأ جيل لا يكاد يعرف شيئًا عن ثقافته وأصالته ، ومعجب فقط بالثقافة المصدرة له من الشمال اليمني والجنوب العدني ، وقد فطن لهذه المؤامرة الخفية عدد من مثقفيها ولكنها لم تجابه مجابهة حقيقية ومدروسة إلا بكتابات محدودة وأصوات خجولة .

الأمر الذي جعل الآخرين من مثقفي الوطنية الزائفة المنحرفة يلجون في عتوهم ويمدون في طغيانهم وظنوا أنفسهم على شيء ، حتى خنقوا حضرموت في كل مجال ثقافي أو إعلامي أو تعليمي ، سواء في داخل الوطن أو في خارجه ، والجميع يمتلك مئات الشواهد على ذلك بحيث يشكل ملفًا وقضية يجب أن يتمثلها مثقفو حضرموت ساحلها وواديها ويضعوها بجدية ومسئولية على طاولة البحث والنقاش وتحديد ما ينبغي رفعه للمعنيين للخروج بتشخيص ومعالجات لها ، وإلا فويل لنا من ضمير الأمة وأجيالها القادمة .

حد من الوادي 06-14-2012 02:31 AM


قراءة سريعة لإتفاقية استقلال الجنوب العربي

هنا حضرموت / محمد سعيد باحاج – جــدة

الأربعاء 13 يونيو 2012


اطلعت على نص إتفاقية استقلال الجنوب العربي التي وقعت في جنيف بسويسرا في ظهر يوم 29 نوفمبر 1967 م، ذلك اليوم المشئوم الذي لن ينساه كل حضرمي طيلة حياته حيث سلبت فيه حقوق دولة يعرفها القاصي والداني دولة التآخي ونشر السلام في شرق أفريقيا وشرق وجنوب شرق آسيا .. ومن خلال هذا الاستقلال الذي خرج من رحم المؤامرة البريطانية تعرض شعب حضرموت الأبي لأبشع أنواع القتل والسحل والتعذيب والمطاردات والتشريد إلى السعودية ودول الخليج المجاورة خلال حكم فاشي مستبد . إن هذه الإتفاقية المرتجلة التي وقعت بين حكومة المملكة المتحدة ووفد الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل وحضرها من الجانب الحضرمي : خالد محمد عبدالعزيز من المكلا ومحمود سعيد مدحي من سيئون وحسين مسلم المنهالي من جيش البادية كمستشارين .هؤلاء الأشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم وهم أعضاء في الجبهة القومية .

ذكر في البند الأول الآتي: (( يحصل الجنوب العربي على الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م ويشار إلى هذا اليوم فيما يلي بيوم الاستقلال)). إذا الاستقلال فقط للجنوب العربي، لأنه لم يذكر اسم محمية الجنوب العربي Protectorate of South Arabia) ) والتي تعترف بها بريطانيا قبل الاستقلال وهي حضرموت والموعودة بالاستقلال في 9 يناير 1968م. كذلك تقول الاتفاقية في البند السادس الآتي : ” لن تتحمل المملكة (تقصد المملكة المتحدة ) ابتداء من يوم الاستقلال وفيما بعده أية مسؤولية عن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ومنطقتها ، وسوف تكون الجمهورية مسئولة دولياً مسؤولية كاملة عن منطقتها وعن الحقوق والالتزامات الدولية المتعلقة بالجمهورية ومنطقتها “. إذا بريطانيا معترفة بأن حضرموت التي سمتها ( بمنطقتها ) في الاتفاقية دولة لوحدها وليس تابع للجنوب العربي ( الذي أنا اسميه أرض الجنوب(South Land ) . أما في البند السابع عشر والأخير جاء النص بصريح العبارة تحت كلمة ( الباقية) وتعني الباقية حضرموت حيث ينص البند السابع عشر على الآتي (( نظرا لضيق الوقت تؤجل المباحثات الخاصة بالديون المستحقة لحكومة صاحبة الجلالة والديون العامة المستحقة على مناطق الجمهورية والباقية حتى يوم الاستقلال ، وتنظر في مفاوضات مستقلة في تاريخ مبكر بعد الاستقلال . )) وإليكم نص الاتفاقية :

1 ) يحصل الجنوب العربي على الاستقلال في 30 نوفمبر1967 ويُشار إلى هذا اليوم فيما يلي بيوم الاستقلال.

2 ) تنشأ في يوم الاستقلال دولة مستقلة ذات سيادة تـعرف بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وذلك بإرادة رسمية من قبل الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن بصفتها ممثلة لشعب

منطقة الجمهورية وتـقام حكومة للجمهورية.

3 ) تقوم حكومة صاحبة الجلالة بالخطوات اللازمة لإنهاء سيادة أو حماية أو سلطات حكومة صاحبة الجلالة وحقها في الحكم والتشريع ـ أياً كان الحال ـ في مناطق جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.

4 ) سوف تعترف حكومة صاحبة الجلالة بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال، وسيقوم بين حكومة صاحبة الجلالة وجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تبادل دبلوماسي كامل ابتداءً من يوم الاستقلال وتقوم الحكومتان بتعيين سفراء بأسرع ما يمكن بينما تعيِّن بعثات دبلوماسية ابتداءٍ من يوم الاستقلال حتى يتم تعيين السفراء وحتى تنضم جمهورية الجنوبية الشعبية إلى ميثاق جنيف عام 1961، وتخضع العَلاقات الدبلوماسية بين البلدين للقانون الدولي التقليدي وتطبيقاته العملية وبعد ذلك تخضع العلاقات الدبلوماسية للميثاق رهناً بأية احتياجات أو تحفظات يتفق عليها الطرفان.

5 ) تترك لحكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية حرية طلب الانضمام لعضوية الأمم المتحدة, وسوف يسر حكومة صاحبة الجلالة أن تتبنى أي طلب للعضوية يُقدَّم إلى الأمم المتحدة إذا رغبت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في ذلك.

6 ) لن تتحمل المملكة ابتداءً من يوم الاستقلال وفيما بعده أية مسؤولية عن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ومنطقتها, وسوف تكون الجمهورية مسؤولة دولياً مسؤولية كاملة عن منطقتها وعن الحقوق والالتزامات الدولية المتعلقة بالجمهورية ومنطقتها

7 ) كل المعاهدات والوثائق التي تتضمن التزامات دولية سوف تشتمل في إعلان تصدره حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، كما سيلزمها توجيه خطاب إلى السكرتير العام للأمم المتحدة يوضح آراءها حيال تسلمها الالتزامات الدولية.

8 ) سوف ينتهي مفعول أية معاهدات واتفاقيات وامتيازات ممنوحة (كامتيازات ملاحة أو تنقيب … الخ) وأية ترتيبات أخرى قائمة حتى يوم الاستقلال بين التاج أو ممثليه من جهة وبين حكومات أخرى أو حكام أو سلطات أخرى في مختلف أجزاء منطقة جمهورية اليمن لجنوبية الشعبية من جهة أخرى وذلك بدءا من يوم الاستقلال.

9 ) تحصل جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال على كافة الحقوق الإقليمية المسندة إلى التاج أو ممثليه أو التي يدّعيها التاج أو ممثليه أو يدّعيها حكام أو حكومات أو أية سلطات أخرى في مختلف أنحاء منطقة الجمهورية قبل يوم الاستقلال وحيال كافة أجزاء منطقة الجمهورية.

10 ) كل النصوص القانونية السارية المفعول في منطقة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أو في أي جزء من تلك المنطقة قبل يوم الاستقلال مباشرة تظل سارية المفعول ما لم تتناقض مع قيام الجمهورية أو أي تصرف تقوم به سلطة مؤهلة من سلطات الجمهورية في يوم الاستقلال أو فيما بعد ذلك اليوم حيال منطقة الجمهورية.

11 ) ستقوم حكومة صاحبة الجلالة باتخاذ اللازم قبل يوم الاستقلال بإلغاء الأوامر الصادرة عن المجلس الملكي التي تكون لها صبغة دستورية والتي تكون سارية المفعول في منطقة الجمهورية أو أي جزءٍ منها وذلك بفعل أمر صادر عن المجلس الملكي مع الاحتياطات اللازمة لضمان صيانة القانون العام.

12 ) كل حقوق ومطلوبات والتزامات التاج أو ممثليه أو أية حكومة أخرى في المنطقة ظلت قائمة في منطقة الجمهورية حتى يوم الاستقلال تصبح في يوم الاستقلال حقوقاً ومطلوبات والتزامات تخص الجمهورية وذلك دون المساس بحق حكومة الجمهورية ــ الذي لا سبيل إلى إنكاره ــ في إعادة النظر في المستقبل في تلك الأمور واتخاذ ما تراه مناسباً إزاءها.

13 ) كل المصالح المتعلقة بالأراضي والممتلكات والموجودات الأخرى في منطقة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تكون في حوزة التاج أو من ينوب عنه قبل يوم الاستقلال مباشرة لأغراض حكومة المناطق التي ستكون جزءاً من الجمهورية، أو كما يكون الحال لأغراض مباشرة سلطة صاحبة الجلالة في المناطق المذكورة، وأي مصالح تتعلق بالأراضي في تلك المناطق تكون في حوزة التاج قبل يوم الاستقلال مباشرة، أو في حوزة من ينوب عنه لأغراض خاصة بالقوات المسلحة للمملكة المتحدة ، كل تلك المصالح آنفة الذكر يجب ابتداءً من يوم الاستقلال أن تؤول إلى الجمهورية كما تؤول إليها كل الحقوق والالتزامات والمطلوبات المتعلقة بتلك المصالح، وذلك دون المساس بإعادة النظر فيها وما يترتب على ذلك من تصرفات تقوم بها حكومة الجمهورية حيال أية ترتيبات سبقت يوم الاستقلال, مع احترام مدة حيازة الأراضي المستخدمة لأغراض دبلوماسية أو قنصلية أو أغراض أخرى.

14 ) ستتشاور كل من حكومة صاحبة الجلالة وحكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية معاً بصدد مسائل الجنسية الناشئة عن استقلال الجمهورية قبل أن تتخذ حكومة صاحبة الجلالة خطوة لتجريد المواطنين في المملكة المتحدة أو المستعمرات من مواطنة المملكة المتحدة أو المستعمرات بحكم صلتهم بمنطقة الجمهورية.

15 ) ستسلم حكومة صاحبة الجلالة إلى حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أية وثائق وتقارير ودراسات وخرائط تتصل بمنطقة الجمهورية تستطيع حكومة صاحبة الجلالة تسليمها, وسوف تجرى المشاورات التي من شأنها أن تؤدي إلى أنسب الوسائل لإنجاز هذه المهمة بين الحكومتين، وسوف تزود حكومة صاحبة الجلالة حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بكل ما يتوافر لديها ولم يسبق حوزته لدى حكومة الجمهورية مما يتعلق بالبت في الحقائق المتصلة بحدود الجمهورية.

16 ) نظراً لضيق الوقت تجري المباحثات الخاصة بالخدمة العامة والمعاشات في تاريخ مبكر بعد الاستقلال.

17 ) نظراً لضيق الوقت تؤجل المباحثات الخاصة بالديون المستحقة لحكومة صاحبة الجلالة والديون العامة المستحقة على مناطق الجمهورية والباقية حتى يوم الاستقلال، وتنظر في مفاوضات مستقلة في تاريخ مبكر بعد الاستقلال.

وقع عن الجبهة القومية لتحرير

جنوب اليمن المحتل :


قحطان محمد الشعبي

وقع عـن المملكة المتحدة :

لورد أو. بي. شاكلتون ـ الوزير بلا وزارة.


هارولد بيلي ـ عضو الوفد



صورة قحطان الشعبي أمين عام ورئيس وفد الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل ولورد شاكلتون رئيس وفد المملكة المتحدة يوقعان اتفاقية استقلال الجنوب في جنيف ظهيرة 29نوفمبر1967 .



هذه هي اتفاقية الاستقلال التي ظلمت الحضارم من حقوقهم المشروعة بموجب ميثاق الأمم المتحدة لقيام دولة حضرموت الموحدة وعاصمتها المكلا لأن حضرموت لم تكن يمنية ولا جنوبية والتاريخ والقرآن شاهد على ذلك ( سورة الأحقاف ) ، وأن شاء الله سوف ينتصر شعب حضرموت الشجاع باسترجاع أرضه المسلوبة من هؤلاء العابثين والفاسدين والمسترزقين والمدمرين لكل ما هو جميل في تاريخ حضرموت العريق .. تاريخ الشموخ .. والعزة والكرامة والمجد والخلود. .

حد من الوادي 06-19-2012 01:49 AM


الحضارمة ودورهم في تنمية وتحديث عدن والجنوب العربي من عام 1888م إلى عام 1990م

6/18/2012 المكلا اليوم / كتب: الدكتور/عبد الله سعيد باحاج

في صباح الأربعاء 11 إبريل 2012م وصلت إلى تريم عاصمة حضرموت الثقافية والحضارية ، بداية نقول... إننا قد قسمنا موضوع المحاضرة إلى ثلاثة محاور هي:
أولاً: إطلالة حول علاقة حضرموت بكل من عدن والجنوب العربي في عصور ما قبل الحماية البريطانية لحضرموت في عام 1888م.


ثانياً: تنامي الأهمية الاقتصادية والسياسية لعدن وأثره في جذب الحضارمة إليها منذ عام 1888م إلى عام 1967م.
ثالثاً: الدور الفاعل للحضارمة في النهضة والتحديث في عدن والجنوب العربي من عام 1888م إلى عام 1990م. وعن المحور الأول... والذي يتناول شيئاً عن علاقة حضرموت بعدن والجنوب العربي في مرحلة ما قبل الحماية البريطانية لحضرموت والتي وقعت عام 1888م فإننا نقول ما يلي:


أحدى إستعراضات جيش الليوي في الشارع الرئيسي في المعلا عام 1963م

رغم أن منطقة عدن وبقية الأراضي المجاورة لها في الجنوب العربي لم تكن يوماً ما جزءاً من الكيان الحضرمي المعروف في الأزمنة القديمة سياسياً أو حضارياً، إلا أن العلاقات التجارية والبشرية بينهما لم تنقطع عبر التاريخ، وذلك بحكم الجوار الجغرافي بينهما، ومنذ أن عرف الحضارمة بنشاطهم التجاري الواسع في بحر العرب وخليج عدن وسواحل المحيط الهندي الأفريقية والآسيوية وحيث جعلوا الحضارمة بنشاطهم هذا من ذلك المحيط بحيرة حضرمية.

وقد كان الحضارمة في هذا النشاط التجاري البحري يعتمدون على موانئهم المعروفة والمطلة على بحر العرب ومنها (قناء) أو بير علي الحالية ثم (الإسعاء) أي الشحر حالياً، بالإضافة إلى موانئ أخرى أصغر في كل من المشقاص والمهرة وظفار، ومنها شرمه، ثم خلفة التي تقع على ساحل مدينة الديس الشرقية وكذلك موانئ قصيعر وحيريج القريبة من سيحوت بمصب وادي المسيلة ثم ميناء خورروري المجاور لصلالة بسلطنة عُمان حالياً.

وكانت السفن الحضرمية تصل إلى ميناء عدن محملة بالمنتجات الحضرمية من البخور واللبان وغيرها، وكذلك محملة بسلع أخرى مجلوبة من مناطق متعددة. كما إن قوافل التجارة الحضرمية كانت تصل إلى أراضي أبين ولحج ومنها إلى عدن أو إلى تعز وصنعاء وأراضي تهامة والحجاز، ثم إلى بلاد الشام وما بعدها.

وقد عرف أهل عدن وبقية سكان الجنوب العربي الحضارمة من خلال هذا النشاط التجاري البحري والبري الذي تميزوا به عبر قرون طويلة من الزمن.

حدائق الشيخ عثمان وجمالها في تلك الحقبة التاريخية لعدن

ولا شك أن أفراداً وربما جماعات من الحضارمة التي قدمت إلى عدن والجنوب العربي بقصد التجارة قد استقرت فيهما وخصوصاً بعد إن لاحظ التجار الحضارمة الأهمية التجارية لميناء عدن ومدى هيمنته على جزء كبير من النشاط التجاري البحري والبري في الركن الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية، وما يتمتع به ميناء عدن هذا من خصائص جغرافية طبيعية فريدة، وكذلك مجاورته للأراضي الزراعية الخصبة في أراضي تعز، واقترابه من باب المندب ومن الساحل الشمالي للصومال والقرن الأفريقي.

وأصبح ميناء عدن بذلك يمثل نقطة محورية وتجارية هامة تخدم منطقة واسعة تشمل جنوب الجزيرة العربية والقرن الأفريقي وامتداده إلى شرق إفريقيا، بل وإلى شواطئ بشبه القارة الهندية.

ولعل هذا و مع أسباب أخرى كانت مقنعة و مرغبّة لبعض الحضارمة في الاستقرار في عدن والأراضي المجاورة لها فيما عرف بأراضي الجنوب العربي، وخاصة أراضي أبين ولحج ويافع وغيرها، وهي مناطق لا تبعد كثيراً عن عدن. وبهذا تكونت جاليات حضرمية في هذا المناطق منذ عصور ما قبل ظهور الإسلام وحتى بعد ظهوره.

ولا شك أن هذه الجاليات الحضرمية في عدن وبقية أراضي الجنوب العربي قد نقلت الكثير من سمات وخصائص الحضارة الحضرمية إليها.
كما أن هذه الجاليات الحضرمية قد استفادت مما كان لدى سكان عدن والجنوب العربي من مزايا وإيجابيات.
أما عن المحور الثاني... وهو عن تنامي الأهمية الاقتصادية والسياسية لعدن وأثره في جذب الحضارمة إليها منذ عام 1888م إلى عام 1967م فنقول الآتي:

عدن الصغرى ومنظر الغروب فيها أيام العز الجميلة

بعد إن احتل البريطانيون ميناء عدن في عام 1839م والذي كان ضمن أراضي سلطنة العبدلي في لحج أخذت السياسة البريطانية تسعى إلى التوسع في أراضي جنوب الجزيرة العربية شمالاً نحو لحج وما جاورها، وغرباً نحو أراضي الصبيحة وما جاورها ووصولاً إلى مضيق باب المندب، وشرقاً نحو أبين وما جاورها وما بعدها ووصولاً إلى أراضي حضرموت، و حيث استطاع الإنجليز إن يعقدوا معاهدات حماية مع سلاطين وحكام هذه المناطق، ومنها معاهدة الحماية التي وقعتها بريطانيا في عام 1888م مع السلطان عوض بن عمر القعيطي في حضرموت، وهي المعاهدة التي اعتمدها وصادق عليها السلطان منصور بن غالب الكثيري في عام 1918م.

وبهذا أصبحت حضرموت برمتها ساحلاً ووادياً تحت الحماية البريطانية. و لا شك أن الإدارة البريطانية في عدن كانت هي بالفعل مصدر السلطات - بعد لندن - في توجيه السياسية البريطانية في حضرموت وكغيرها من المحميات البريطانية الشرقية أو الغربية في جنوب الجزيرة العربية. وهذا ما ساهم في تسهيل نقل البشر والأموال والأفكار والأعمال بين حضرموت وعدن. وقد تزايدت أهمية عدن بالنسبة لحضرموت وجنوب الجزيرة العربية في عام 1937م عندما أصبحت عدن حينها مقراً للقيادة البريطانية في الشرق الأوسط بدلاً عن البحرين، مما ساهم في جعل عدن نقطة تجارية هامة في مجال التجارة العالمية بين الشرق والغرب، وبالتالي ازدادت أهمية عدن التجارية في نظر الحضارمة، فأقبلوا عليها وحداناً وزرافات من التجار ومن غير التجار، واستقر البعض منهم فيها وكونوا بذلك جاليات حضرمية حديثة تعرف حضرميتها من خلال أسماء العائلات والتي حافظوا عليها كدلالة على عمق الانتماء إلى وطنهم حضرموت. وكانت مدينة عدن بأحيائها السكنية وأسواقها وحوانيتها تعج بالكثير من الأسماء الحضرمية.

منظر ليلي بديع للشارع الرئيسي في المعلا عام 1962م

ولا شك أن للازدهار الملحوظ الذي شهده ميناء الشحر في خدمة التجارة الحضرمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية أثره في حركة التجارة الحضرمية نحو عدن وغيرها، وحيث كان هذا الازدهار الذي شهده ميناء الشحر حينها نتيجة مباشرة لما شهدته أراضي حضرموت من استقرار في أوضاعها الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومن ذلك شق الطريق البري الرابط بين تريم والشحر لخدمة حركة النقل بالسيارات والذي موّل بمساعدة آل الكاف وتعاون كل من سلطاني حضرموت القعيطي والكثيري وهو الطريق المعروف بالطريق الشرقية.

ولعله في هذه المرحلة وربما قبل ذلك أصبح كل حضرمي يفد إلى عدن يعرّف بأنه (شحاري) نسبة إلى مدينة الشحر، حتى وإن كان من أبناء مناطق أخرى في حضرموت. والمهم أنه كان لهؤلاء الوافدين من الحضارمة إلى عدن وما جاورها من أراضي الجنوب العربي الدور الملحوظ في تنميتها وتحديثها وهو ما سنتناول ملامح واضحة منه في الصفحات القادمة إن شاء الله.

ولا بد لنا إن نشير إلى انه خلال هذه المرحلة التي سبقت الاستقلال في عام 1967م اعتمد النشاط التجاري في كل من مينائي المكلا والشحر على الخدمات والتسهيلات الجيدة التي كان يقدمها ميناء عدن آنذاك.

محطة بترول شركة بي بي ونُشاهد في الخلق عمارة الأدهل في التواهي

كما أن وجود المجموعات التجارية الحضرمية الفاعلة في عدن قد ساعد على تنامي النشاط التجاري بين عدن وهذين المينائين الحضرميين. والمعروف أن ميناء عدن كان يصنف في منتصف ستينات القرن الماضي بأنه ثالث أكبر ميناء في العالم من حيث حركة السفن المتعاملة معه بعد كل من لندن و نيويورك بل كان ميناء عدن حينها يفوق في هذه الحركة موانئ عالمية أخرى مثل ليفربول في بريطانيا وملبورن في استراليا، وحيث وصل عدد السفن المتعاملة مع ميناء عدن حينها إلى حوالي سبعة آلاف سفينة سنوياً.

و بعد إغلاق قناة السويس في 5 يونيو 1967م نتيجة لعدوان إسرائيل على مصر حينها انخفضت كفاءة وقدرات ميناء عدن إلى ما دون (10%) عما كانت عليه في السابق، حيث لم يزد عدد السفن الداخلة إلى ميناء عدن خلال عام 1967م عن (600) سفينة وهو ما ترك أثراً سلبياً على حركة التجارة بين عدن وموانئ حضرموت. وللمزيد حول الأهمية التجارية والسياسية والحضارية لعدن انظر كتابنا الصادر في عام 1996م بعنوان (ميناء عدن: دراسة في جغرافية الموانئ منذ النشأة حتى عام 1980م).

أما عن المحور الثالث... والذي يتناول الدور الفاعل للحضارمة في النهضة والتحديث في عدن والجنوب العربي منذ الحماية البريطانية لحضرموت في 1888م وحتى إعلان الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في عام 1990م فإننا نشير إلى بصمات ولمحات من هذا الدور لأنه من الصعب أن لم يكن من المستحيل تناول هذا الدور بكل أبعاده وزواياه.

ويكفي في هذا أن نشير بداية أنه منذ إن عرف الحضارمة الاستقرار في عدن وفي بقية أراضي الجنوب العربي منذ عهود بعيدة في الزمن وهم حملة لمشاعل النور والخير والنماء والازدهار ولم يعرف عن الحضارمة في استقرارهم في هذه المناطق بل وفي جميع المهاجر التي عرفوها وعبر التاريخ إلا أنهم بناة للحضارة ودعائم للاستقرار والازدهار، ولم يكونوا مصدر فتنة أو فوضى أو شقاء على الشعوب والأمم التي يفدون عليها ورغم أنه لا توجد لدينا - حالياً - منظومة متكاملة من المعلومات الموثقة عن الحضارمة الذين أسهموا في نهضة وتحديث عدن والجنوب العربي خلال العهود القديمة أي إلى ما قبل قرنين من الزمن، إلا أننا نكاد نجزم أن الوجود الحضرمي الملحوظ في عدن وبقية أراضي الجنوب العربي بغرض التجارة أو الاستقرار كان له بصمات ايجابية على المجتمع العدني ومجتمع الجنوب العربي بوجه عام.
ولذلك فإننا سنتناول هذه البصمات الإيجابية للحضارمة على النحو التالي:

أحدى محلات التصوير الجميلة في التواهي أيام الزمن الجميل
1. في المجال العلمي والفكري والثقافي والديني:

حيث يزخر هذا المجال وبما يتسم به من حيوية ونشاط بأسماء حضرمية لامعة وكان لها السبق والريادة. وقد استلهم البعض منهم ما قام به الأجداد الحضارمة من دور علمي وتنويري في عدن والجنوب العربي عامة. ومن ذلك ما قام به من جهد الطيب بن عبد الله بن أحمد بامخرمة وهو فقيه ومؤرخ وقد شغل القضاء في عام 1528م (934هـ) - وله عدة مؤلفات هامة ومن بينها (تاريخ ثغر عدن)، والذي وثّق فيه لمرحلة هامة من تاريخ عدن، بل ومن تاريخ جنوب الجزيرة العربية، و خصوصاً أثناء الغزو البرتغالي لعدن وحضرموت. قد عاش في عدن وتوفي بها عام 1540م.

ومنذ حوالي قرنين أو ثلاثة قدم إلى عدن أحد أبناء حضرموت وباشر دوره في التوجيه والإرشاد والتنوير بأمور الدنيا والدين وهو السيد أبوبكر عبد الله العيدروس صاحب الجامع الشهير بحي العيدروس في مدينة عدن القديمة (كريتر). ويضاف إليه بقية السادة والمشائخ من آل باوزير وغيرهم من الحضارمة الذين وفدوا على عدن كرجال علم ودعوة وإصلاح وإرشاد ديني.

الشارع الرئيسي تاريخ صنعه الأجداد وصرح دمرته الأجيال

ولا شك إن الأسماء الحضرمية في المجال العلمي والثقافي والإعلامي تشير إلى مكانة هؤلاء، ومنهم من أستطاع إن ينشر رسالته العلمية أو الفكرية أو الثقافية من خلال ما أسسه من مؤسسات خاصة به مثل دار (الأيام) الصحفية لآل باشراحيل. وكذلك ما كان يقوم به البعض من ممارسة للكتابة أو الإبداع في الصحف والكتب مثل آل باذيب و آل باوزير وغيرهم من الكتاب والمفكرين. وكذلك هناك مجموعة تحظى بالاحترام والتقدير من المحامين والقضاة وأساتذة الجامعة والأدباء والمفكرين والمثقفين والإعلاميين وغيرهم مما كان لهم الدور في إنارة الطريق للآخرين. ومن هؤلاء ممن كانت له مكانة مرموقة في المجال الذي كان يعمل به و من خلال عمله هذا كان يساهم بإيجابية في تنمية وتحديث مجتمع عدن والجنوب العربي عامة.

وعلى سبيل الإشارة فإن مساهمة الحضارمة في النهضة التعليمية في عدن وبقية أراضي الجنوب العربي تتجلى من خلال الكوادر الحضرمية المؤهلة والتي تحملت دوراً كبيراً في هذه النهضة، وبكل المستويات بداية من أول وزير للتربية والتعليم في اليمن الجنوبي بعد الاستقلال وهو الأستاذ محمد عبد القادر بافقيه، ومروراً بأول أمين عام لكلية التربية العليا في عدن منذ نشأتها في عام 1970م وهو الأستاذ حسين سالم العطاس. وكما هو معروف فإن هذه الكلية كانت نواة لجامعة عدن التي نشأت عام 1971م، وحيث اختص الحضارمة بتولي رئاسة هذه الجامعة منذ نشأتها ولأكثر من ثلاثة عقود من الزمن، فكان أول رئيس لجامعة عدن هو د. سالم عمر بكير ثم تلاه د. سعيد عبد الخير النوبان،

ثم د. محمد سعيد العمودي ثم أخيراً د. صالح علي باصرة. والذي شهدت جامعة عدن في أيامه نقلة نوعية مهمة، من خلال إنشاء (دار جامعة عدن للطباعة والنشر). وذلك في عام 1998م، مما ساهم في طباعة ونشر كثير من المؤلفات والأبحاث الخاصة بحضرموت ومنطقة الجنوب العربي عامة. وقد ضمت جامعة عدن هذه العديد من الكوادر الحضرمية المؤهلة علمياً وإدارياً.

شارع البنوك بعيداً عن العشوائية والفوضى الموجودة اليوم

وكان للبعض منهم دراسات مرموقة ومقدّرة خارجياً ومنهم الدكتور سعيد عبد الله باعنقود في مجال الزراعة وغيره. ولا شك إن العديد من هذه الكوادر العلمية الحضرمية بجامعة عدن قد أسهمت بأبحاثها ودراساتها عن عدن ومنطقة الجنوب العربي بدفع وتيرة التنمية المعرفية عنها. كما إن عدد من هذه الكوادر بجامعة عدن قد تبرع بما لديه من مقتنيات من كتب ومطبوعات ومخطوطات لمكتبات جامعة عدن لخدمة البحث العلمي فيها، وحيث يوجد اليوم في المكتبة العامة بكلية الآداب بجامعة عدن جناح باسم الأستاذ المرحوم أحمد سعيد باحاج مدرس الجغرافيا بهذه الكلية، وحيث يحوي هذا الجناح كل ما كان يحتفظ به في حياته وفي مكتبته الخاصة في منزله من كتب ومطبوعات ومخطوطات وخرائط نادرة. وهي خطوة نبيلة من ورثة المرحوم تؤكد عمق الاتصال والتواصل بين حضرموت وعدن وبقية مناطق الجنوب العربي.

ورغم الحضور الملفت للحضارمة في المنتديات والملتقيات الفكرية والثقافية في عدن ومشاركتهم مع إخوتهم من أبناء عدن في ذلك إلا إن للحضارمة منتدياتهم الثقافية والاجتماعية الخاصة بهم، و من ذلك (الجمعية الحضرمية في عدن) والتي تأسست في مرحلة ما قبل الاستقلال عام 1967م، ثم تراجع دورها بعد الاستقلال، وعادت مرة أخرى تنشط في أداء رسالتها الثقافية والاجتماعية ومعبرة عن الهوية الحضرمية ومناقشة قضايا حضرموت بل وقضايا عدن وبقية أراضي الجنوب العربي. ويرأس هذه الجمعية الحضرمية في عدن حالياً الأستاذ عوض باجرش.

ورغم الحضـور الملفت للحضارمة في المنتديات الثقافية في عدن إلا إن موقفهم من القات والذي عادة ما يسود هذه المنتديات لم يتغير فهم - أي الحضارمة - يرفضون القات جملة و تفصيلاً ولا يرون فيه إلا كل شر وضر. وحتى القلة القليلة من الحضارم ممن يتعاطـون القات تـبرر ذلك بأنه لزوم المشاركة في هذه المنتديات، ولا يعبر عن قناعة بفائدته، بل هم على قناعة تامة بأضراره الخطيرة ويتمنون الخلاص منه عاجلاً لا آجلاً.

وكما هو الموقف الرافض للحضرمية من القات والامتناع بأكثرية عن تعاطيه، كذلك هو الموقف من المسكرات، حيث يرفض غالبية الحضارمة في عدن شرب الكحوليات والمسكرات. ولا شك إن لذلك الموقف الرافض للقات والكحوليات أثره الكبير في نقل رسالة نبيلة تعبر عن خصوصية من خصوصيات الهوية الحضرمية و يساهم في رفع المستوى الاجتماعي في مجتمع عدن والجنوب العربي.

جولة التقاطع بين المعلا وعدن وخورمكسر كما كانت تبدو قديماً.
2. في مجال المال والأعمال والتجارة والاقتصاد:

لقد عرف الحضارمة بنشاطهم التجاري الجيد عبر التاريخ نظراً لاتصافهم بصفة الأمانة والصدق في تعاملاتهم التجارية وغير التجارية. هذا مما ساعدهم على تكوين مؤسسات تجارية ناجحة في مناطق عديدة من العالم، ومنها عدن والجنوب العربي.

وفي العصر الحديث برزت أسماء حضرمية من أهالي شبام والشحر ودوعن وغيرها في المجال التجاري. ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر آل شماخ من شبام و آل بديه و آل عدلان و آل مهدمي و آل باجرش من الشحر و آل باعبيد و آل باسويد و آل باشنفر و آل بازرعة و آل العمودي من دوعن وغيرهم. ويوجد في مدينة كريتر شارع باسم (شارع الحضارم) وحيث كانت تنتشر فيه حوانيت ومحلات الحضارمة بجوار سوق الطعام.

3. في مجال السياسة والإدارة:

لعل الأسماء الحضرمية في مجال السياسة محدودة بالقياس إلى كثرتها الملحوظة في مجال الإدارة فقد عرف الحضارمة أهمية الإدارة من حيث كونها لازمة لرعاية شؤونهم التجارية رعاية سليمة وبشقيها المحاسبي المالي والإداري البحت ولذلك برع الحضارمة في الشؤون الإدارية لما يتطلبه هذا المجال من الاحترام للقانون وتمسك بالحقوق والواجبات المحددة سلفاً وهو في واقع الأمر ركيزة من ركائز شخصيتهم وهويتهم الحضارية عبر العصور ولذلك نجد أن معظم المؤسسات التجارية للحضارمة والتي هي مؤسسات قطاع خاص تكون تحت إدارتهم مباشرة أو تكون تحت إدارة من يثقون فيهم مما يجعلها في النهاية ناجحة بوجه عام بل أن الحضارمة عندما يتولون مسؤولية إدارة مؤسسات تجارية أو غير تجارية لغيرهم تكون غالباً ناجحة وهذه صفة إيجابية للحضارمة يعتزون بها كثيراً.

سينما شهيناز في خورمكسر في ستينيات القرن الماضي الجميل

أما في القطاع العام والحكومي فقد عرف الحضارمة بأنهم من أمهر الإداريين في تصريف شؤون البلاد والعباد وخصوصاً إذا ما أتيحت لهم الحرية الفعلية في اتخاذ القرارات ووضعت ضوابط المحاسبة موضع التنفيذ وما يعنيه ذلك من عقاب وثواب وتقدير حسن للجهود الطيبة المبذولة في العمل.

ولم يعد غريبا القول بان الدولة القعيطية وما كانت تحويه من كوادر إدارية عالية المستوى والشفافية والنزاهة كانت نموذجا في شؤونها الإدارية والمالية خلال فترة حكمها وخاصة من عام 1936م إلى عام 1967م ودون استبعاد حالات استثنائية من الاختلال هنا وهناك كما أن دولة الاستقلال من عام 1967م إلى عام 1990م قد اعتمدت على النظام الإداري والمالي في الدولة القعيطية وفي جوانب كثيرة منه بل إن دولة الاستقلال هذه قد اعتمدت على كثير من الكوادر الإدارية الحضرمية لإدارة الشؤون المالية والإدارية لليمن الديمقراطية والأسماء في ذلك كثيرة لا يمكن حصرها ويكفي أن نشير أن أول وزير للمالية في اليمن الجنوبي هو الأستاذ محمد محفوظ باحشوان وأول وزير للاقتصاد والتخطيط التنموي كان الدكتور محمد عمر الحبشي ثم برز اسم الدكتور فرج سعيد بن غانم كوزير للتخطيط في حقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي أما المجال النقدي والمصرفي فقد تولى محمد حسن بازرعة رئاسة مؤسسة النقد للجنوب العربي عند ظهورها عام 1964م هو بمثابة محافظ للبنك المركزي في الجنوب العربي وقد كان للحضارمة الدور الملحوظ في حسن إدارة الشؤون المصرفية في البنوك العامة والخاصة خلال فترة حكم (اتحاد الجنوب العربي) من عام 1959م إلى عام 1967م وكذلك فترة حكم اليمن الديمقراطية من عام 1967م إلى عام1990م.

لنتمتع ونطلق لأنفسنا العنان لنرى التواهي وجمالها البديع

أما في مجال العمل السياسي وما يرتبط به من عمل حزبي أو نقابي فقد كانت الأسماء الحضرمية قليلة وخصوصا في فترة ما قبل الاستقلال ومن هؤلاء زين عبده باهارون والذي كان رئيسا لوزراء اتحاد الجنوب العربي وشيخان الحبشي أمين عام (رابطة أبناء الجنوب العربي) ومحمد باشرّين أمين عام مساعد للمؤتمر العالمي في عدن وعبد الله عبد الرزاق باذيب من مؤسسي حزب الشعب الاشتراكي في عدن أو حزب الطليعة فيما بعد ثم علي سالم البيض وهو من مؤسسي (الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل) ومحمد سالم باسندوة من قيادات (جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل) وغيرهم وفي دولة الاستقلال برز اسم حيدر أبوبكر العطاس كأول رئيس وزراء حضرمي لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وذلك في عام 1985م وبعد حوالي عشرين عاما من الاستقلال لم يتول خلالها أي حضرمي مسؤولية قيادية عليا في اليمن الديمقراطية نظرا لعزوف الحضارمة عن الاهتمام بالشؤون السياسية وكذلك نتيجة لسعي وربما إصرار بعض المجموعات السكانية في المناطق الغربية من اليمن الديمقراطية في إبقاء المناصب القيادية العليا في أيديهم وأبعاد الحضارمة عنهم نظرا لمعرفتهم المسبقة أن الحضارمة غالبا لن يكونوا في النهاية إلا حضارمة من حيث الصدق والأمانة والإخلاص لشعبهم وللمسؤولية التي أنيطت بهم وفي الأخير لا يخفى علينا الدور الذي قام به علي سالم البيض وبجذوره الحضرمية في تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية وبصرف النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع هذه الخطوة التي تمت في 22 مايو 1990م.

شاطئ صيرة ... قصة ذلك الصياد الذي عبر
4. في مجال الآداب والفنون عامة:

من الأسماء الحضرمية التي ظهرت في عدن في مجال الأدب وخصوصا كتابة القصة القصيرة برز اسم حسين سالم باصديق وكذلك اسم عبد الله سالم باوزير وغيره وفي مجال الموسيقى والغناء برز اسم أبوبكر سالم بلفقيه والذي عاش فترة من حياته في عدن وكذلك اسم أحمد بن غودل وغيره وفي مجال الرسم والنحت برز اسم علي غداف وعبد القادر سعيد حداد وغيرهما كثير مما يصعب حصرهم هذه الأيام مع انتشار السكان وتوزع الحضارمة ليس في عدن فقط وإنما في بقاع كثيرة من العالم الواسع.

واليوم نجد أنه قلما تخلوا عائلة في حضرموت من فرد أو أكثر ممن يتصلون بها في صلة القرابة القريبة أو البعيدة ممن أصبح من ساكني عدن وبقية أراضي الجنوب العربي وهذا يعزز القول بأن حضرموت بقدر ما أعطت من دماء وانسال وأجيال كثيرة من أبنائها الذين استقروا في عدن وما حولها فإنها كذلك أعطت من روحها ومن خصائصها الحضارية الأصيلة الكثير إلى هذه المنطقة وخصوصا عدن والتي أصبحت بحق نافذة حضارية تطل منها حضرموت على العالم بأسره.
[email protected]
حديث الصورة الرئيسية : صورة نادرة لشارع الميدان ومقهاية زكو في الخمسينات

حد من الوادي 06-28-2012 03:18 AM


ستوب أند شوب Stop &Shop " " يَعُوقَ ويَغُوثَ ونَسْراً

6/27/2012 المكلا اليوم/ كتب: عَبْدَ الله بِنْ آل عَبْدَالله

لا نبكي على ما فات فتلك مشيئة الله كانت، فالذنب يأتي بالكرب ، ولابد أن هناك ذنوبا جمة أراد الله أن يطهرنا منها فسلط علينا قوما شياطين جلبوا لنا رؤوس الشياطين ، وستستمر علينا الكوارث ما لم نتخلص من ذنوبنا ، وذنوبنا ليست فقط في ارتكاب المحرمات فعلا وقولاً ، بل السكوت عن الحق ايضاً ذنبٌ كبير ، وترك الوطن عرضة لعبث الشياطين ذنبُ اكبر ، والمسئولية على الكبير قبل الصغير وعلى الرجال قبل النساء ،فرجال الوطن شيبا وشباناً هم ولاة الأمر في قول الحق والدفاع عنه وتطهير الأرض من تلك الشياطين القادمة من غربنا وخلفهم عبدة الشياطين من أرضنا وإلا ستستمر الكوارث . ما فُتحت مكة إلا بهدم اصنامها ورفع كلمة الحق بها ،

وما أحتلت حضرموت إلا با لاستسلام ليغوث ويعوق ونسرا ،وقد اضلوا كثيراً ,
هُلك يغوث ويعوق ، وهرب نسراً وظهر وداً وسواعا ،،

إنها الشياطين ، لا تيأس ، فقد توعد إبليس لربه بأن يغوي من يتولونه ، وما يتولون الشياطين إلا الضعفاء وقليلي الإيمان بربهم وبوطنهم وأمتهم .
يا أهل حضرموت يا شباب حضرموت يا حراك حضرموت ، تحرروا من عبادة تلك الأصنام ، إنكم أهل دين وأهل وطن وأهل تاريخ وحضارة ، أنظروا الى جواركم الشمالي والشرقي ، كيف كنا وكيف كانوا وماذا صرنا وماذا صاروا ، وأقيموا سداً على الجوار الغربي ،حتى يميلوا للحق .


حياتنا في عهد يغوث ويعوق ونسرا

ماذا كنا نآكل ونشرب ونلبس ، قد تتعجب عزيزي القارئ من مثل هكذا سؤال كون مثل هذه الأسئلة لا يُسأل عنها عادة إلا السجناء عن ظروف سجنهم ، ولكنه ليس بغريب في ذلك الزمان المهين الذي حَكمنا فيه شياطين الإنس من الرعاع وسفهاء القوم .

ليس هناك من رجال أعمال و تُجار في تلك الحقبة السيئة غير ذلك التاجر الحكومي واسمه شركة التجارة الداخلية ،ذاك هو التاجر الوحيد الذي كان يتحكم في مآكلنا ومشربنا وملبسنا ،

كان يبيعنا الغذاء والكساء من خلال دكاكينه الكبيرة نوعا ما ،حيث أنها أكبر من دكان الشحاري ( الحضرمي ) والجبلي( اليمني التعزي) كما يسمونهم في عدن ، وكان لهذا التاجر الاشتراكي فروعاً في كل أحياء عدن المحتلة كما يصفها أبناء عدن الأصليين وفي حضرموت المحتلة أيضاً كانت الحالة كذلك بل أسواء.

قبل أن يكون لدى المواطنين والمستوطنين في عدن بطاقات هوية شخصية ، تم تزويدهم ببطاقات تموينية أو كما يقال لها في عدن بطاقات ( الراشن) أو بطاقة الفقراء كما يسميها البعض ، من خلال تلك البطاقات يشتري المواطن والمستوطن ما لذ وطاب !من الأكل والشراب ، ومن القميص والبنطال والشُرَّاب، وكل ذلك من تحت سقف واحد !
دكان ذلك التاجر الاشتراكي عادة يتكون من (ستايل واحد) تتصدر جدرانه صور الأصنام الثلاثة ( يعوق ويغوث ونسرا)، وبه كاونتر بطول المحل تقريبا ،ليس هناك بضاعة تذكر على الأرفف إلا بعض العينات ، وفي الخلفية مستودع صغير لتخزين تلك المؤن .

حتى لا تحتار في الاختيار فقد اختار لك عزيزي المواطن رفاق السؤ والجهل كل شيء ، فقط أبرز بطاقتك التموينية وبموجب عددكم في المنزل ، يعطيك الموظف والعضو النقابي في الحزب من القائمة المتعارف عليها والتي تحتوي على عشرة اصناف من المواد الغذائية وأربعة اصناف من المنظفات ، هذه هي بضاعتهم.

لقد قرر أعضاء اللجنة المركزية للجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني الخبيث لكل فرد في الأسرة شهرياً كيلوا من السكر وعلبة واحدة من الحليب لكل الأسرة ، وقس على ذلك عدد من كيلوات الأرز الصيني ( في البداية كانوا يأتون بأردى الأنواع وهو النوع الذي يتكون بعد التصفية ويسمى الكسر أي الرز الحثالة (بواقي التصفية ) ثم بعد ذلك استوردوا نوعٌ افضل منه، وللإنصاف فقد كان جيداً ولكن لا يأتي إلا بكميات قليلة ، ونوع تايلندي اعتقد أن استيراده كان خصيصاً للحضارم ( للرز المريوك أي المعجون) ، ايضاً عدد محدود لكل أسرة من كيلوات الدقيق (الرمادي) كذلك صابون الجسم هناك نوع واحد فقط اسمه ( ليلى) أما صابون الغسيل فهو نوع واحد في أكياس كبيره ذؤ رائحة نتنة لكل شيء للملابس والصحون والحمامات وهلم جر ،الشامبو ايضا صنف واحد تقريبا لا أذكر نوعه المهم انه يعطيك رغوة، وكان مناسب لشباب الأفرو .

أما بالنسبة للعطر فكان الموجود في كل مخازن عدن عطر ما بعد الحلاقة الشهير (اولد سبايس Old Spice)

، أيضا لكل اسرة حصة من الثوم الصيني وعلبة تانج وعدد من علب الصلصة وكلها صناعة صينية من أردى الأنواع ، والتي لا يشتريها الصينيون أنفسهم من اللذين يأتون للمشاريع حيث يٌحضرون مئونتهم معهم كما يفعل كل موظفي السفارات ، هذا تقريباً كل ما يحتويه دكان ( الاشتراكي ) على وزن دكان الجبلي والشحاري . أما دكان الشحاري والجبلي فيحتويان على بعض المنتجات التي يبيعها إياهم المواطنون والمستوطنون من حصتهم التي يحصلون عليها من دكان الاشتراكي ، وتكون إما زيادة عن الحاجة أو ممن يريدون شراء القات او السجائر بدلا عن الأكل فيبيعونها بزيادة طفيفة في السعر ،وكذلك ما يقوم ببيعه مسئولي تلك الدكاكين الاشتراكية مما يسرقونه من دكاكينهم للشحاري وللجبلي إضافة إلى سليط المعصرة والسمن البلدي إن وجد.

كذلك مما اشتهرت به تلك الداكين الاشتراكية البطاريات ( الحجار) من ماركة 555)) ثلاث خمسات ، ولشهرتها هذه قصص كثيرة سنأتي عليها.

بالنسبة للماكولات ليس لها تاريخ انقضاء أو انتهاء الصلاحيةExpiry Date ، حيث لا يظهر على كثير منها التلف خصوصا السكر والأرز والله الحافظ ،وما يبدوا عليه التلف لا يبخلون به على المواطن فيعطونه إجباريا حصة أكبر! كالصلصة عندما تبدأ عليها مظاهر التلف من صدأ وانتفاخ ،وكذلك البطاريات حيث فسادها ظاهر من حيث انتفاخها وخروج السائل السام منها ، لذا كما يقول العدانيه ( يكعفوننا بها ) أي يجبروا المواطن بنصف درزن وأحيانا درزن على حسب المخزون (الأستوك) من الصلصة و البطاريات والتي يريدون تصريفها ،فيجبرون المواطن المسكين بدرزن من البطاريات ومثله من الصلصة التي بدأ يكسوها الصداء وذلك مع كل كيلو سكر، وإلا فلا تُعطى حصتك من السكر .اما في حضرموت فكانت حصة الفرد أقل منها في عدن .

وما أذكر ذلك حتى أتذكر قصة حكاها لي احد الحضارمة ، ليحدثني عن شخص يدعى سالمين وهو رجل مشهور في مدن الساحل بحضرموت ،ولديه مقهى في المكلا او الشحر ، وكان يتردد على مقهاه بعض عبدة الأصنام من الاشتراكيين الهمج فرع حضرموت لشرب الشاي ،

فكان يأتيهم بفنجان الشاي مع بطاريتين ، فيقولون له كنك يا سالمين واه ذي الكلام ، يقول لهم مع كل كيلو سنكر تعطونا نص درزن ونا عندي مع كل فنيان أي فنجان حيرين أي حجرين "بطاريتين" .

طبعا بحكم أنه رجل مشهور بالسخرية كانوا يتقبلون منه ذلك ولا يبلغون عنه أمن الدولة في عدن ،وله في ذلك العديد من القصص . منها قصة الشاه المصرية اوالهندية ذات الأذاني الطويلة ، فقد كان سالمين يربطها بأحد أعمدة قهوته ، فيسأله رعاع الاشتراكية ، كنك يا سالمين رابط الشاه ، يقول لهم هذي أجنبية وخايف تختلط بالغنم الحضرميات فتعملون لنا قضيه وتحبسونها ، ويقصد بذلك قانون منع اختلاط الشعب بالأجانب ، !!

أما اللحوم فكانت الكباش الأسترالية من الحجم الكبير والتي يبدأ طبخ لحومها منذ الصباح الباكر لتكون جاهزة لوجبة الغداء ، وطبعا ليس للفقراء الذين تزايدت أعدادهم نصيب في هذا اللحم البلاستيكي. قد يكون الوضع أفضل في حضرموت حيث أن حضرموت تعتمد على إنتاجها المحلي ، ولكنها لم تسلم ،

أما الأسماك فقد خلا سوق السمك المركزي ( الماركيت) بعدن تقريبا من الأسماك الجيدة المعتاد عليها والتي كانت بكثرة في أيام الانجليز ،طبعا لا مقارنه في نظافة السوق والنظام المتبع فيه والكم والنوع ، لتحل محلها أسماك غريبة الشكل والطعم وكان اشهرها سمكة تسمى ( إسطوانة أم كلثوم) والثعابين البحرية . وأسماك الباغة التي نشتريها مباشرة من الصيادين سراً وتحت جنح الظلام في صيرة .

الخضار إعتمد الأهالي في عدن على المنتجات الزراعية من لحج وابين ، وهي لا تتعدى الكراث والفاصوليا والبامية والباذنجان والبطاطس ومن الفاكهة موزها .
إنها حياة غاية في القسوة والذلة والمهانة عاشها العدنيون والحضارمة طوال 23 عاماً من حكم الرعاع .لتأتي بعدها 23 أخرى تحت احتلالاً آخر لا يقل عن سابقه جرما وخسة.

مقهى فارع تُهاجر عدن إلى اليمن

وذكرياتي تذهب إلى الماركيت ( سوق الصيد والخضار في كريتر) عبر شارع الزعفران ، توقفت عند فرن الأغبري وفول با فياض ، حيث في أيامي الأولى بعدن كنا نمر عبر شارع الزعفران لنتوقف عند فرن الأغبري لشراء الروتي ( العيش ابو صندوق كما يسمونه ، حقيقة ما أكلت مثله حتى في أفضل المحلات الفرنسية الشهيرة )
فقد كان له طعم خاص خصوصا مع الشاي العدني ، لكن بعد ذلك أصبح سيء الطعم واللون والرائحة ، فبعد أن كان أبيض كالثلج أصبح لونه مائلاً إلى الرمادي ، كون الدقيق الذي يستورده تاجر الحكومة من أردى أنواع الدقيق ،وكثير من الأحيان تجد السوس بداخله كالحبة السوداء ، نعم كل شيء تغير إلى أسوأ السيئات حتى روتي الأغبري ،
على الضفة الأخرى من الزعفران تقع مقهى فارع وهي من أشهر مقاهي عدن ،مع أنها صغيرة الحجم بالنسبة لغيرها ،ولكن شهرتها جاءت عبر مرتاديها ، فقد حدثني الكثيرون عنها ، فيقال ان ذلك المقهى كان بمثابة مقهى الفيشاوي في القاهرة ، يرتاده المثقفون ورجال اعمال وسياسيون ،ولكن ليس هذا ما جعلني أتذكره ،

عند هروبي من ذلك الجحيم إلى مهجري عبر اليمن في بداية الثمانينات ذهبت إلى الحديدة قابلت أحد الإخوة العدنيين، كانت سنته الأولى في اليمن وكان زميل دراسة ومن الشباب المنافسين لي في لعبة الشطرنج ،تحداني يومها وأخذني إلى أحد المقاهي ، وكان اسم المقهى مقهى فارع وكان أكبر مساحة وأجمل تأثيثاً ، ليس في هذا غرابة ففارع اسم يمني وعدن نصفها إن لم يكن أكثر من اصول يمنية قديمة والأسماء تتكرر ،

لكن المفآجآة في ذلك هي أكواب الشاي العدني ، فقد كان مكتوب عليها ( مقهى فارع عدن) وهي بالفعل نفس الأكواب التي نراها على طاولات المقهى الخارجية عندما نمر بجوارها بشارع الزعفران ، فقد كان المقهى الوحيد في عدن المتميز بهذه الأكواب الصينية الأنيقة .

نعم حتى أكواب الشاي هاجرت ،،، أيها السفهاء القومجيون ... ماذا تركتم لعدن أخزاكم الله دنيا ودين .
كسائنا ....


اما الكساء : فكلمة حق نقولها ، كانت أشكالٌ وألوان ، منها السادة والمنقط والمرقط والمشخط والممخط والمخطط أفقي وعمودي ومربعات ومكعبات ، وأما الألوان حدث ولا حرج كل ألوان الطيف ،وكلها من الصين او من بعض الدول الإشتراكية ، قمصان وبنطلونات وفلاين ،تقريبا نفس النوعيه التي يبيعها موظفي الإستخبارات اليمنية حالياً في المكلا في ( البساط الزرقاء) بالنسبة للملابس النسائية كان تاجر الحكومة يستورد فقط أقمشة الدروع السيئة ، لذا كانت تعتمد نساء عدن على الشراء من دكاكين الأقمشة الخاصة التي تأتي به عن طريق التهريب.

كان المشتري يشتري ملابسه مع الثوم والأرز والسكر في كيس واحد ومن تحت سقف واحد ،ما يميزها عن الثوم وغيره عدم دخولها في قائمة البطاقة التموينية , لذا يستطيع المرء شراء ما يريد منها،ولا أحد يشتري إلا من إهترأَ كساءه ، فالراتب ( المشاهرة كما ينطقها العدنيين ) لا تفي بأساسيات التغذية ،

كان الشباب في عدن يعتصرون غيضاً عندما يشاهدون الشباب الفلسطيني من أتباع فتح والشعبية وهم يلبسون البنطلون الجينز ويركبون السيارات ويسكنون افضل الأماكن في عدن ، كان الفلسطينيون يمثلون الطبقة الراقية في عدن بعد أبناء اللجنة المركزية في الحزب الخبيث ،فكل شيء موجود لديهم وكل شيء مفتوح أمامهم ، قال لي أحد الأصدقاء العدانية ذات مرة ، يزنطون علينا بسجائر الكنت والمالبورو ( أي الفلسطينيين) . ونحن بردفان وأبوبقره .وقال أخر عندما سألته من أين اشتريت هذا البنطلون ( الرانقلر ) قال لي مستعمل من أحد الفلسطينيين ، وهذا صحيح فقد كان بعض الشباب في عدن يشترون الملابس المستعملة وخصوصا الجنز من الفلسطينيين . أو من الطلبة المتعثين للخارج .

الصامد:

ربما ان الاستخبارات القومية المتخصصة بمراقبة الشباب في عدن ، رصدت الحالة التي تحدثنا عنها فقدمت تقريراً للجنة المركزية حول ما يدور في الشارع بين الشباب ، وأنهم بدأو يتحدثون عن الميزات التي يحصل عليها الشباب الفلسطيني ، وأن ذلك قد يجعل الشباب العدني يقوم بحراك ثوري ضد هذا التمييز العنصري ،
لذا أشار عليهم جورج حبش أوعرفات أو روح ميشل عفلق التي كانت تحوم حول قصر الرئاسة واللجنة المركزية لتغدق عليهم من بركاتها ، بضرورة توفير بعض الملابس العصرية للشباب ،

قام الرفاق الفلسطينيين بمنظمة فتح بافتتاح أول محل راقي نوعا ما في المعلاء بالشارع الرئيسي وأطلقوا عليه إسم ( صامد) وهو محل فلسطيني تابع لمنظمة التحرير الفلسطينية ويعمل به فلسطينيون وفلسطينيات يبيع بنطلونات الجنز والجزم الإيطالية وغيرها من مستلزمات الشباب ، ولكن ليس كل من يبتغي لديه القدرة على الشراء ،
نعم كان الفلسطينيين يتمتعون بعدن وبكل مابها !، كنا نشتري أردأ أنواع الدفاتر والأقلام والشنط المدرسية لأنه لا وجود لغيرها ،بينما الفلسطينيين كانوا يأتون بأجودها خصوصا ممن يأتون بمنح دراسية من الكويت وبعض دول الخليج ،


قال لي العم محمد عمر بامشموس رئيس غرفة عدن حاليا ، أنه في عام 89 تقريبا ، أخذ عينة من الجير الصخري من أحد مناطق حضرموت ،وأرسلها إلى إحدى الشركات اليابانية ، لمعرفة إن كان صالحا لصناعة الطباشير ، حيث كان يريد بناء مصنع للطباشير ، فأرسلت له الشركة اليابانية ،تقريرا يفيد بان مكونات تلك العينة أعطت نتائج جيدة لهذه الصناعة ، ولكن المدهش أن تقرير التحليل المبدئي اظهر ان بها مكونات معدنية أكثر وأهم من ذلك، وأن وفد من الشركة يرغب في زيارة المنطقة لمعاينتها على الطبيعة ،
أضاف أخذت تقرير الشركة مع دراسة مبدئية لإنشاء المصنع وأرفقت معه خطاب لوزير الصناعة في ذلك الوقت وذهبت إلى الوزارة ، فوجدت مدير مكتب الوزير وكان أحد الفلسطينيين ، عرَّفْتَه عن نفسي وطلبت مقابلة الوزير فأعطاني موعدا ليوم أخر ،ذهبت حسب الموعد ولم اجده فأعطاني المدير الفلسطيني موعدا أخر وذهبت ولم أستطع مقابلته ،فبادرني الفلسطيني ((( لا نريد !! ))) مصانع للطباشير وغير مسموح للشركة اليابانيه الحضور ولا لأي شركة من دولة راسمالية .

نعم فتح والشعبية وكل سفلة العالم كانوا يديرون عدن وحضرموت في ظل حكم السفهاء .
كيف نتداوى


تركت بريطانيا أكبر وأجمل وأفخم مستشفى في الشرق الأوسط ،ذلك المستشفى الذي أهدته الملكة اليزابيث الثانية للشعب العدني عند أول زيارة لها لعدن، كانت يومها أميره قَدَمت لعدن لقضاء شهر عسلها ، ونزلت في الكريسنت هوتيل بالتواهي الذي يحتفظ على ما يقال بغرفتها وسريرها ومكحلتها وروب نومها وبعض محتوياتها الخاصة ، وقد سمي المستشفى باسمها ، ويقال أن بريطانيا طلبت الاستمرار في الإشراف على المستشفى بعد تسلميها السلطة ولكن عصابات الجبهة القومية الشيوعية رفضت ، فتم تغيير مسماها إلى مستشفى الجمهورية ليصبح بعد ذلك مستنفى الجمهورية .

الرفاق الصينيين كان فيهم خيراً ، فقد تصدقوا على عدن بمستشفى تم إقامتها بإحدى المباني القديمة بكريتر وأضافوا إلى حوشها عيادات من البناء المتنقل والهنجر ، وكان معظم العلاج حبوب وإبر ،وبعض العمليات الباطنية والعيون أما من به قلب أو كبد او مخ أو مخيخ فمقبرة العيدروس جاهزة للاستقبال ولا ننكر أنها كانت افضل دور صحي بعدن كون الأطباء صينيون متخصصون أوفيا لمهنتهم أمناء لدولتهم،

هناك عدد قليل من الصيدليات الخاصة التي تبيع حبوب أوجاع الرأس والتهاب الحلق وعطر ما بعد الحلاقة أولد سبايس كما أشرنا ( ولا أدري سر وجود هذا العطر بكثرة في عدن ) رغم أنه ماركة إنجليزية فهل ترك الإنجليز لعدن ريحتهم !! ربما صد ق المثل ، أيضا هناك عدد من العيادات الحكومية التي لو دخلها الإنسان معافى خرج منها مريضاً .

وقد تصدق علينا الصينيون في حضرموت ايضاً بالطريق التي تربط عدن بحضرموت المحتلة إضافة إلى جسر العيقة ،أما السوفيت فلم نرى منهم شيأً غير الأسلحة التي حارب بها رفاق السؤ عمان والسعودية واليمن الشمالي ثم احرقوا بها أنفسهم ، والتي كانت تدفع أثمانها حضرموت منبع الدخل القومي الكامل لحكومة الاشتراكيين المحتلة، ولم تنل من ذلك الدخل غير الإذلال للشعب الحضرمي،كما هو الحال من قبل الاحتلال اليمني .

وللأمانة فالسوفيت الشيوعيين الملحدين كانوا أنبل من الحثالات الذين حكموا عدن وحضرموت في تلك الحقبة ،
قبل أيام جمعني لقاء خاص بإحدى الشخصيات السياسية التكنوقراطية الحضرمية التي احتلت مناصب عليا في تلك الدولة ولكن حسب قول هذه الشخصية انه لم يشارك ولم يكن راضيا عن قراراتهم وانه تحمل الكثير منهم ، قال لي ،

يا بوبدر السوفيت لم يكونوا بنفس السؤ الذي تم تصويرهم به ، فتواجدهم ليس ذلك التواجد الذي يقال عنه ،إن المصائب كلها تأتي من تلك العقول التي كانت تحكم في قيادة الجبهة القومية واللجنة المركزية بالحزب اليمني،

والحديث له ، يا بوبدر هل تعرف أن التأميم الذي تم في بداية السبعينات خصوصا تأميم المساكن والأراضي الزراعية في حضرموت وعدن ، لم يكن السوفيت راضيين عنه او موافقين عليه ! ، تعجبت وقلت كيف ذلك وأعتدلت في جلستي !

قال لي كنت حاضراً عند مناقشة قرار التأميم وكان بجواري مسئول روسي وكان هذا الروسي يحثهم على إلغاء هذا القرار وعدم إصداره لأنه قرار خطير وسيكون له مخاطر آنية ومستقبلية ، ولكن للأسف لم يعيروا ما قاله هذا المسئول الروسي أي إهتمام ،،،،

تصور عزيزي القارئ ماذا جرى لهذا الروسي الشيوعي الملحد عندما تم التوقيع على القرار ؟؟؟؟
لقد بكى الروسي ودمعت عيناه ،،،،.هكذا قال لي ذلك الشخص ،


وأترككم تضربونها أخماس في أسداس لتتعرفوا على حالة الإجرام التي بلغ بها من حكمنا في تلك الفترة ،إنهم من أنجس انواع البشر بل تترفع قوائم البشر أن يكون اولائك الرعاع من ضمن قوائمها .
الرياضة

كان لعدن نصيب وافر في مجال التطور الرياضي خصوصا في كرة القدم وكل هذا مما ترك الإنجليز ، فقد كانت بعدن أفضل الأندية الرياضية التي صدَّرت العديد من المشاهير في كرة القدم من أمثال علي محسن مريسي وسعيد دعاله وغيرهم ،

كان في كريتر على ما أذكر ثلاثة أندية ، وهي الأحرار ( برازيل عدن كما كنا نصفهم ) وكان هذا ناديي المفضل عندما كنت رياضيا أعشق كرة القدم ، ونادي الشباب الرياضي ناحية (الشوكي ) أي شرطة عدن والمهلكة كما يقال لها ، أيضاً نادي الحسيني في الخساف ،
وكان أفضل لاعبي الأحرار في تلك الفترة مهدي وعزيز وعبدالله مسعود وكان مدرسا ! ( لما يسمى التربية وطنية) في المتوسطة ، ثم بعد ذلك جاء الماس والحريبي وغيرهم ، واشهر لاعبي الشباب الرياضي على ما أذكر نشطان وعزام خليفة وهؤلا كانت شهرتهم في بدايات الحكم الإشتراكي ، ،ونادي الحسيني كان أشهر لاعبيه علي محسن على ما أظن، والذي رحل إلى مصر لتدريب أحد فرقها وسعيد دعاله هاجر لنادي عالمي وهناك العديد من اللاعبين لا يحضرني ذكرهم . وهؤلاء اعتقد كانوا من المدرسة الإنجليزية في كرة القدم .

في التواهي كان نادي التواهي من أشهر أندية عدن ، وكان به المجيدي ( يده اليسرى مقطوعة بالكامل من تحت الكتف ، وسبحان الله كان من أسرع اللاعبين وأفضل الهدافين ، وكان ايضاً الهتاري نجم من نجوم عدن ولا أفضل منه .

في الشيخ عثمان كان فريق الواي أو كما يطلق عليه الشبيبة وكان من أشهر لاعبيه ( قيراط) ونادي الهلال الذي كان من أشهر لاعبيه عوضين وعلي بن علي ، أيضا نادي الفيحاء كذلك هناك نادي في البريقة إضافة إلى أندية صغيرة أخرى .

هكذا كانت عدن تزخر بالأندية الرياضة والرياضيين ، وقد شاهدت مبارة دولية واحدة لنادي الأحرار مع الإسماعيلي المصري على ملعب الحبيشي بعدن ولا اذكر من فاز بتلك المباراة ،

تخيل عزيزي القارئ لو بقيت عدن بعد خروج الإنجليزي في أيدي أبنائها وشرفائها ولم تطأها أرجل السفهاء الباغين ، لاشك أن عدن اليوم ستحصد الكؤس الإقليمية والقارية بل لوصلت لكأس العالم .

لكن ماذا ننتظر من حكم الجهلة والمتخلفين ،

في نهاية السبعينيات تقريبا قام رعاع الحكم في عدن بهدم الكيان الرياضي العدني بالكامل ، فألغوا كل الأندية الرياضية بقرار من اللجنة المركزية ، حيث دمجوا أندية كريتر الثلاثة ( الأحرار والحسيني والشباب الرياضي ) في نادي واحد تحت اسم نادي التلال .

في الشيخ عثمان ايضاً قاموا بدمج الثلاثة الأندية ( الواي ، والهلال ،والفيحاء ) في نادي واحد تحت مسمى ((( الوحدة ))) وقبح الله الوحدة التي اتت لنا بكل المصائب من قبل أن تأتينا ومن بعد أن أتت ، ايضاً التواهي تم تغيير مسماه وهكذا ،،

قاموا بإستحداث فريقين تحت إمرتهم وتحمل مسميات عسكرية تتناسب مع عقلياتهم المتخلفة ،
حيث قاموا بإنشاء ناديين جديدين ( الشرطة والجيش ) وأخذوا لها أفضل اللاعبين من كل الأندية ...لتكون منتصرة دائماً فيشبعوا نزوتهم التسلطية حتى في الرياضة !!
كل هذا كان رغبة العسكر الذين سيطروا على عدن وأرادوا تغيير ملامحها المدنية العصرية وملامح حياة سكانها الأصليين ،وهذا نابع بلا شك من حقدهم على الرقي والتطور والإبداع والجمال ، لقد قتلوا الحياة بكاملها في عدن وفي حضرموت ،كانوا يريدون أن تكون عدن شبيهة بقرية من قراهم التي نزحوا منها . وأن تلغى حضرموت كدولة وهوية وتاريخ وحضارة من الوجود هكذا كانت أهدافهم الحاقدة .
الرذيلة في زمن الرذلاء
كان للرذيلة أكبر الحظ والنصيب في فترة الحكم الرذيل ، فقد قاموا بإضافة بعض حانات الخمور والأندية الليلية ( ولا تزال قائمة ) ، و بقيت كما هي عليه أماكن البغاء وتوسعت دائرتها أضعاف، وتوجوا فجورهم ببناء أكبر مصنع للخمور في الشرق الأوسط وهو مصنع صيره للبيرة . وللعلم فإن الشيء الوحيد المتواجد بأصنافه المتعددة وكمياته الوفيرة هي الخمور.
صيره تلك التي قاوم صياديها الغزاة من برتغاليين وإنجليز أصبحت ماركة تجارية لخمرالرفاق !! هذا المصنع الشهير الذي أصبح يغطي كل مناطق تلك الدولة ، قام الغزاة اليمنيون في عام 94 بهدمه ، ليس كونه حراماً كما يدعون ، فغزاة 90 و94 ليسوا إلا من نفس الطينة مع إختلاف المذاهب فقط فكليهما لا يفرقان بين حلال وحرام ولا بين خبيث وطيب ، لقد هدموا مصنع البيرة كونه كان منافساً شرساً لتجار الخمور القادمين من شمال اليمن ،
فكمية الخمور التي يدخلها هؤلاء التجار اليوم أكثر بكثير مما كانت عليه سابقاً ، بل كل انواع الفساد اصبحت اليوم تشكل ظاهرة خطيرة في عدن وحتى في حضرموت ايضاً .وكل ما يجري في دولة حضرموت وعدن من فجور وفسوق وكل مفاسد الأرض يعود لذلك اليوم الخبيث 30 من نوفمبر عام 1967م.والذي تلته الخبائث حتى يومنا هذا ،
كما كانو يشجعون على فتح المطاعم في نهار رمضان ، ودون حياء فقد شاهدت بأم عيني أحدهم من اللجنة المركزية يخرج من أحد المطاعم التي بجوار سوق الخضار وهو من العائدين إلى حضن علي عبدالله صالح بعد 94 ،كما أنه في زمن حكمهم الخبيث إنتشر والعياذ بالله سب الدين والذات الإلاهية ،ويقال أنها اصبحت شتائم عادية بين بعضهم في اللجنة المركزية ناهيك عن صغار أعضاء الحزب بل بين االعامة في عدن لإنعدام الوعي الديني . كل ذلك سيُحسب عليهم سيئات جارية إلى يوم الدين.
ومن المفارقات في تلك الفترة أنه في حين كان المرحوم العم أحمد محمد بغلف رحمة الله عليه يسقي الناس الماء العذب من خلال مشاريعه الجبارة التي انتشرت في كل حضرموت وخارجها ، كان الاشتراكيون يسقون الناس الخمر.!!!
فمع كل غروب شمس عدنية تُفترش الساحات والشواطئ خاصة من قبل معاقري الخمور ، والذين يفسخون القات بالخمر ،وكما يقال لها ( تفسيخه ) أي تفسخ مفعول القات لتخرج من دائرة كيفه إلى دائرة أخرى من الكيف، ( اي من الهذيان إلى فقدان العقل) , حتى أنها اصبحت ظاهرة يومية وإسبوعية وملامح طبيعية لتلك الأمكنة ، خصوصاً ساحة المنصة التي تتوسط خور مكسر والتي يستخدمها الحراك حالياً ً لإحتفالاته ,وهذه أكثر من يرد إليها ضباط وجنود المعسكرات القريبة .فكانت هذه الساحة تمتلئ وتعج بهؤلاء , ويظهر أن (الهدة) التي وقعت في 86 إنطلقت من هذه الساحة بالذات .
نسأل الله أن يسقي العم المغفور له بإذن الله أحمد بغلف من كوثر نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأن يسقيهم حميما وغساقا.
لماذا تنبش الماضي؟
لأنني أرى القوم عائدون باثواب مختلفة وبأفكار مختلفة وبأكاذيب وشعارات مختلفة، ولكن عقولهم لا تزال كما كانت ، فإن درسوا سابقاً في الديار الروسية ـ فاليوم درسوا في الديار اليمنية ، وإن طبقوا علينا نظريات لينين و ماو تسيوتنغ مضافاً إلى نعراتهم القبلية المتخلفة وإرثهم الطفولي الحاقد ،، سيطبقون عليكم اليوم نظريات وحكم علي عبدالله صالح وشيطانية آل الأحمر . فلا تنتظروا يا أهلنا وشبابنا من الأصنام وعُبَّادِها غير الكفر .
رسالة إلى العدنيين
نقرأ ونسمع هذه الأيام صحوة عدنية يقودها الأستاذ الدكتور فاروق حمزة رئيس تجمع أبناء عدن ورئيس الحراك السلمي العدني ، ايضاً نسمع أن هناك العديد من شباب الحراك العدنيين قد تركوا ما يسمى بالحراك الجنوبي الذي يقوده العسكر وانضموا إلى التجمع العدني الذي يقوده الدكتور فاروق ،هذه لاشك صحوة عظيمة لأبناء عدن ،، نباركها لهم.

وكما انتفضت حضرموت وشكلت عصبة للقوى الحضرمية ، نتمنى أن نسمع عن عصبة عدنية ، لكل المكونات العدنية الرافضة للعسكر والاشتراكيين والقوميين , وأن تتحد هذه العصبة العدنية مع العصبة الحضرمية تحت مجلس موحد مقره المكلا عاصمة الدولة الحضرمية ، من مهام هذا المجلس التنسيق بين عدن وحضرموت في عدة مجالات أهمها (1) التنسيق دوليا وإقليميا لإخراج الاحتلال اليمني من حضرموت ومن عدن (2) التنسيق وطرح الرؤى المستقبلية للعلاقة بين دولة حضرموت وعدن ، إضافة إلى أمور التعاون الأخرى .

(ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
[email protected]
---------------------------------------------------------------------
تنوية حد من الوادي
هذة القليل من مصايب الرفاق ؟


1- علي ناصرمحمد
2-سالم ربيع علي
3-عبد الشيطان اسماعيل
4-على احمد عنتر

حد من الوادي 07-02-2012 01:48 AM


Sadaaden.com - 2012-07-01

قراءة سريعة لاتفاقية جنيف واستقلال الغفلة

اطلعت على نص إتفاقية استقلال الجنوب العربي التي وقعت في جنيف بسويسرا في ظهر يوم 29 نوفمبر 1967 م، ذلك اليوم المشئوم الذي لن ينساه كل حضرمي طيلة حياته حيث سلبت فيه حقوق دولة يعرفها القاصي والداني دولة التآخي ونشر السلام في شرق أفريقيا وشرق وجنوب شرق آسيا .. ومن خلال هذا الاستقلال الذي خرج من رحم المؤامرة البريطانية تعرض شعب حضرموت الأبي لأبشع أنواع القتل والسحل والتعذيب والمطاردات والتشريد إلى السعودية ودول الخليج المجاورة خلال حكم فاشي مستبد وبالذات من شلة الشيوعيين التي سحلت واعتقلت الناس الآمنين في حضرموت.


إن هذه الإتفاقية المرتجلة التي وقعت بين حكومة المملكة المتحدة ووفد الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل حيث حضرها من الجانب الحضرمي : خالد محمد عبدالعزيز من المكلا ومحمود سعيد مدحي من سيئون وحسين مسلم المنهالي من جيش البادية كمستشارين ، هؤلاء الأشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم وهم أعضاء في الجبهة القومية ولا يمثلون الشعب الحضرمي ولكن هؤلاء ليس بشيوعيين وليس لهم أي دور في السحل والقتل والاعتقالات وتشريد الناس فهم مجرد مستشارين قي توقيع اتفاقية الغفلة . خلال مباحثات جنيف فاجأ وفد المملكة المتحدة وفد الجبهة القومية بقرار بريطانيا العظمى بإعادة جزر كوريا موريا إلى سلطنة عمان لأن هذه الجزر منحت كهدية من سلطنة عمان إلى الملكة فكتوريا بمناسبة عيد ميلادها في عام 1854م. لقد كانت هذه الجزر تدار من قبل السلطة البريطانية في عدن وعندما قرب موعد الاستقلال سلمتها إلى سلطنة عمان .. هذا أسلوب معروف عند بريطانيا حيث قسمت كشمير إلى قسمين قسم هندي وقسم باكستاني ولا تخرج بريطانيا من بلد إلا وتعمل له مشكلة.


لقد حاول وفد الجبهة القومية الدفاع عن أحقية هذه الجزر بسلطان المهرة قبل احتلال بريطانيا لعدن ولكن بريطانيا أصرت على موقفها . وأخذ التفاوض وقتا طويلا منذ 22 نوفمبر 1967 ولم يكن هناك وقت كافئ للتفاوض حول المساعدات المالية التي وعدت بريطانيا بمبلغ 60 مليون جنية إسترليني عند الجلاء من الجنوب العربي.. ولقصر الوقت قررت بريطانيا النظر في الملف في ابريل 1968م إلى بعد إقامة النظام في عدن .


وانتظرت الجبهة القومية إلى أبريل1968 ولكن طارت الأحلام ونكثت بريطانيا بوعدها وتنصلت من كل التزاماتها المالية واعتبرت أن الحكومة الاتحادية السابقة تصرفت في المبلغ في شكل قروض والتزامات عسكرية من أجل تجهيز الجيش الاتحادي. على كل وقعت الجبهة القومية على إتفاقية الاستقلال (الغفلة) دون الحصول المساعدات المالية بمبلغ 60 مليون جنية إسترليني في ذلك الزمن مبلغ كبير جدا جدير بأن يبعد البلاد عن فلك الاشتراكية الشيوعية والتأميم القاصي الذي قصم ظهر البعير لتنزلق البلد في عالم المجهول ونفق مظلم .. ذلك التأميم الذي رفضه مسئول روسي عند حضوره مناقشات قرار التأميم وحثهم على إلغاء هذا القرار الخطير ولكن أجندة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين برئاسة جورج حبش وكذلك الجبهة الديمقراطية برئاسة نائف حواتمة أعمت قلوب الجبهة القومية.

التاريخ لا ينسى ما فعله نائف حواتمة عندما أتى إلى المكلا والشحر ليقول للصيادين انتفضوا على مراكب الصيد فهي ملكا لكم .. يا سبحان الله ثلة من الأشخاص يأتون من خارج البلاد ليتحكموا في مصير بلادنا .. أي استقلال هذا ناقص السيادة على جزر كوريا وموريا .. وحكايات أخرى يند لها الجبين ..


ذكر في البند الأول الآتي: (( يحصل الجنوب العربي على الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م ويشار إلى هذا اليوم فيما يلي بيوم الاستقلال)). إذا الاستقلال فقط للجنوب العربي، لأنه لم يذكر اسم محمية الجنوب العربي Protectorate of South Arabia) ) والتي تعترف بها بريطانيا قبل الاستقلال وهي حضرموت والموعودة بالاستقلال في 9 يناير 1968م. كذلك تقول الاتفاقية في البند السادس الآتي : " لن تتحمل المملكة (تقصد المملكة المتحدة ) ابتداء من يوم الاستقلال وفيما بعده أية مسؤولية عن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ومنطقتها ، وسوف تكون الجمهورية مسئولة دولياً مسؤولية كاملة عن منطقتها وعن الحقوق والالتزامات الدولية المتعلقة بالجمهورية ومنطقتها ". إذا بريطانيا معترفة بأن حضرموت التي سمتها ( بمنطقتها ) في الاتفاقية دولة لوحدها وليس تابع للجنوب العربي ( الذي أنا اسميه أرض الجنوب(South Land .



أما في البند السابع عشر والأخير جاء النص بصريح العبارة تحت كلمة ( الباقية) وتعني الباقية حضرموت حيث ينص البند السابع عشر على الآتي (( نظرا لضيق الوقت تؤجل المباحثات الخاصة بالديون المستحقة لحكومة صاحبة الجلالة والديون العامة المستحقة على مناطق الجمهورية والباقية حتى يوم الاستقلال ، وتنظر في مفاوضات مستقلة في تاريخ مبكر بعد الاستقلال . )) وإليكم نص الاتفاقية :

1 ) يحصل الجنوب العربي على الاستقلال في 30 نوفمبر1967 ويُشار إلى هذا اليوم فيما يلي بيوم الاستقلال.

2 ) تنشأ في يوم الاستقلال دولة مستقلة ذات سيادة تـعرف بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وذلك بإرادة رسمية من قبل الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن بصفتها ممثلة لشعب

منطقة الجمهورية وتـقام حكومة للجمهورية.


3 ) تقوم حكومة صاحبة الجلالة بالخطوات اللازمة لإنهاء سيادة أو حماية أو سلطات حكومة صاحبة الجلالة وحقها في الحكم والتشريع ـ أياً كان الحال ـ في مناطق جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.


4 ) سوف تعترف حكومة صاحبة الجلالة بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال، وسيقوم بين حكومة صاحبة الجلالة وجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تبادل دبلوماسي كامل ابتداءً من يوم الاستقلال وتقوم الحكومتان بتعيين سفراء بأسرع ما يمكن بينما تعيِّن بعثات دبلوماسية ابتداءٍ من يوم الاستقلال حتى يتم تعيين السفراء وحتى تنضم جمهورية الجنوبية الشعبية إلى ميثاق جنيف عام 1961، وتخضع العَلاقات الدبلوماسية بين البلدين للقانون الدولي التقليدي وتطبيقاته العملية وبعد ذلك تخضع العلاقات الدبلوماسية للميثاق رهناً بأية احتياجات أو تحفظات يتفق عليها الطرفان.


5 ) تترك لحكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية حرية طلب الانضمام لعضوية الأمم المتحدة, وسوف يسر حكومة صاحبة الجلالة أن تتبنى أي طلب للعضوية يُقدَّم إلى الأمم المتحدة إذا رغبت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في ذلك.


6 ) لن تتحمل المملكة ابتداءً من يوم الاستقلال وفيما بعده أية مسؤولية عن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ومنطقتها, وسوف تكون الجمهورية مسؤولة دولياً مسؤولية كاملة عن منطقتها وعن الحقوق والالتزامات الدولية المتعلقة بالجمهورية ومنطقتها.


7 ) كل المعاهدات والوثائق التي تتضمن التزامات دولية سوف تشتمل في إعلان تصدره حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، كما سيلزمها توجيه خطاب إلى السكرتير العام للأمم المتحدة يوضح آراءها حيال تسلمها الالتزامات الدولية.


8 ) سوف ينتهي مفعول أية معاهدات واتفاقيات وامتيازات ممنوحة (كامتيازات ملاحة أو تنقيب ... الخ) وأية ترتيبات أخرى قائمة حتى يوم الاستقلال بين التاج أو ممثليه من جهة وبين حكومات أخرى أو حكام أو سلطات أخرى في مختلف أجزاء منطقة جمهورية اليمن لجنوبية الشعبية من جهة أخرى وذلك بدءا من يوم الاستقلال.


9 ) تحصل جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال على كافة الحقوق الإقليمية المسندة إلى التاج أو ممثليه أو التي يدّعيها التاج أو ممثليه أو يدّعيها حكام أو حكومات أو أية سلطات أخرى في مختلف أنحاء منطقة الجمهورية قبل يوم الاستقلال وحيال كافة أجزاء منطقة الجمهورية.


10 ) كل النصوص القانونية السارية المفعول في منطقة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أو في أي جزء من تلك المنطقة قبل يوم الاستقلال مباشرة تظل سارية المفعول ما لم تتناقض مع قيام الجمهورية أو أي تصرف تقوم به سلطة مؤهلة من سلطات الجمهورية في يوم الاستقلال أو فيما بعد ذلك اليوم حيال منطقة الجمهورية.


11 ) ستقوم حكومة صاحبة الجلالة باتخاذ اللازم قبل يوم الاستقلال بإلغاء الأوامر الصادرة عن المجلس الملكي التي تكون لها صبغة دستورية والتي تكون سارية المفعول في منطقة الجمهورية أو أي جزءٍ منها وذلك بفعل أمر صادر عن المجلس الملكي مع الاحتياطات اللازمة لضمان صيانة القانون العام.


12 ) كل حقوق ومطلوبات والتزامات التاج أو ممثليه أو أية حكومة أخرى في المنطقة ظلت قائمة في منطقة الجمهورية حتى يوم الاستقلال تصبح في يوم الاستقلال حقوقاً ومطلوبات والتزامات تخص الجمهورية وذلك دون المساس بحق حكومة الجمهورية ــ الذي لا سبيل إلى إنكاره ــ في إعادة النظر في المستقبل في تلك الأمور واتخاذ ما تراه مناسباً إزاءها.


13 ) كل المصالح المتعلقة بالأراضي والممتلكات والموجودات الأخرى في منطقة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تكون في حوزة التاج أو من ينوب عنه قبل يوم الاستقلال مباشرة لأغراض حكومة المناطق التي ستكون جزءاً من الجمهورية، أو كما يكون الحال لأغراض مباشرة سلطة صاحبة الجلالة في المناطق المذكورة، وأي مصالح تتعلق بالأراضي في تلك المناطق تكون في حوزة التاج قبل يوم الاستقلال مباشرة، أو في حوزة من ينوب عنه لأغراض خاصة بالقوات المسلحة للمملكة المتحدة ، كل تلك المصالح آنفة الذكر يجب ابتداءً من يوم الاستقلال أن تؤول إلى الجمهورية كما تؤول إليها كل الحقوق والالتزامات والمطلوبات المتعلقة بتلك المصالح، وذلك دون المساس بإعادة النظر فيها وما يترتب على ذلك من تصرفات تقوم بها حكومة الجمهورية حيال أية ترتيبات سبقت يوم الاستقلال, مع احترام مدة حيازة الأراضي المستخدمة لأغراض دبلوماسية أو قنصلية أو أغراض أخرى.


14 ) ستتشاور كل من حكومة صاحبة الجلالة وحكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية معاً بصدد مسائل الجنسية الناشئة عن استقلال الجمهورية قبل أن تتخذ حكومة صاحبة الجلالة خطوة لتجريد المواطنين في المملكة المتحدة أو المستعمرات من مواطنة المملكة المتحدة أو المستعمرات بحكم صلتهم بمنطقة الجمهورية.


15 ) ستسلم حكومة صاحبة الجلالة إلى حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أية وثائق وتقارير ودراسات وخرائط تتصل بمنطقة الجمهورية تستطيع حكومة صاحبة الجلالة تسليمها, وسوف تجرى المشاورات التي من شأنها أن تؤدي إلى أنسب الوسائل لإنجاز هذه المهمة بين الحكومتين، وسوف تزود حكومة صاحبة الجلالة حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بكل ما يتوافر لديها ولم يسبق حوزته لدى حكومة الجمهورية مما يتعلق بالبت في الحقائق المتصلة بحدود الجمهورية.


16 ) نظراً لضيق الوقت تجري المباحثات الخاصة بالخدمة العامة والمعاشات في تاريخ مبكر بعد الاستقلال.


17 ) نظراً لضيق الوقت تؤجل المباحثات الخاصة بالديون المستحقة لحكومة صاحبة الجلالة والديون العامة المستحقة على مناطق الجمهورية والباقية حتى يوم الاستقلال، وتنظر في مفاوضات مستقلة في تاريخ مبكر بعد الاستقلال.


وقع عن الجبهة القومية لتحرير

جنوب اليمن المحتل :

قحطان محمد الشعبي وقع عـن المملكة المتحدة :


وقع عـن المملكة المتحدة :

لورد أو. بي. شاكلتون ـ الوزير بلا وزارة.

هارولد بيلي ـ عضو الوفد .

حد من الوادي 07-04-2012 01:15 AM


شبوه .. خطوة في الإتجاه الصحيح

صالح الجبواني الثلاثاء 2012/07/03 الساعة 03:38:40


أنا مغرم بشبوه ليس لأنها مسقط الرأس وبها الأهل والأحبة والأصدقاء والذكريات والأشجان والأحزان والأشواق، لكن لأنها جوهرة التاريخ فعلى أرضها نشأت قتبان التي سطرت أول قانون تجاري في التاريخ، ومن يشهد اللوح المنقوش للقانون في تمنة ببيحان يقف بجلال أمام تلك الطباعة الرائعة على المسلة وما ذلك الا وجة من حضارة لدولة عظيمة . وجنوبا منها نشأت أوسان في مرخة، وفي مصب وديانها تبرعمت شبوه عاصمة دولة حضرموت التي أسهبت المصادر الكلاسيكية في الحديث عن ثرائها ومعابدها، وقد كانت مركزا لتجارة البخور. قال فليني في كتابة (التاريخ الطبيعي): يجمع اللبان ويحمل على ظهور الجمال إلى ساباتا (شبوة) فيفتح لة باب خاص، وأي تهريب أو الدخول من باب آخر يعتبر جريمة يعاقب عليها الملوك بالموت، وكان الكهنة يأخذون العشر (الضريبة) للآلة (سين) كيلا لا وزنا ولا يسمح بالبيع والشراء قبل أن يدفع هذا ... شبوه التي جلس على عرشها يوما قيس بن معد يكرب مستقبلا الأعشى الذي قال في حضرتة:

هل أنت يا مصلات مبتكر غداة غد فزاحل
إنّا لدى ملك بـ (شبوة) ما تغب لة النوافل
متحلب الكفين مثل البدر قوال وفاعل
الواهب المئة الصفاء ما بين تالية وحائل
ولقد شربت الخمر تركض حولنا ترك وكابل
كدم الذبيح غريبة مما يعتق أهل بابل

شبوة (عرماء)التي حركت الحنين لدى سلطان بن مظفر وهو سجينا في سجن أبي زكرياء أول ملوك الموحدين في المغرب العربي:

أرى في الفلا بالعين أضعاف عزوتي
ورمحي على كتفي وسيري أمامها
بـ (عرماء) عتاق النوق من فوق شامسٍ
أحب بلاد الله عندي حشامها

تهز قلبي نسائمها عندما تهب عند الأصائل على تخوم تلك الرمال الذهبية على تخوم الربع الخراب، ويحلق خيالي بعيدا فوق الجبال والسواحل والسهول والوديان والصحاري وأرى شبوة التي أتمنى أن تكون وليس شبوة كما هي اليوم.

شبوة اليوم تئن من ماض أقصائي أودى بها إلى حاضر مأساوي بكل ما تعنية هذه الكلمة من معنى، فنسيجها الأجتماعي تعرض للتفتيت جراء الثأرات القبلية التي أحيتها صنعاء بإحياء العصبية والمكونات الأجتماعية المندثرة لينشغل أبناءها ببعضهم بعضا لكي تهنا وتتهنا عصابات صنعاء بعوائد ثروتها.. للأسف تقاتل أبناء شبوة عند أبواب تلك الشركات للحصول على وظائف سواقين أو حراس وكان ذلك عيبا في جبين هذه المحافظة، لم يكف ذلك بل تعرضت لصنوف المعاناة في كل المجالات حتى أصبح التعليم والصحة والطرق والبلدية والكهرباء والمياة صفرا على صفر.

حاول أبناء شبوه بمبادرات عدة أن يشكلوا تكتلات وجمعيات ومجالس لأنتشال شبوة من أوضاعها البائسة لكن السياسة ضلت بالمرصاد لكل تلك المبادرات الطيبة الرائعة وأجهضت وظلت هياكل لا روح لها..

ونتجية لهذه الأوضاع المستمرة والمستفحلة قام نخبة من أبناء هذه المحافظة المتواجدون في الخارج بمبادرة للم شمل ابناء المحافظة في الخارج ككتلة كبيرة وهامة ومؤثرة من خلال الأعلان عن اللجنة التحضيرية للقاء التشاوري لأبناء شبوة في الخارج لدعم أخوانهم في الداخل من خلال وضع الرؤى والبرامج لأنتشال المحافظة من وضعها الصعب بالتنسيق والتكامل بين الداخل والخارج ولوضع حد للتهميش والأقصاء الذي تعرضت لة المحافظة ولازالت منذ العام 1967م حتى اليوم ولكي نضع حدا لنهب ثرواتنا ونحن مشردون وجائعون وعاطلون عن العمل..

أن هذه المبادرة لأولئك الفتية من أبناء شبوة في الخارج الذين يتقدمهم الشيخ محمد أبوبكر بن عجرومة لخليق بكل أبناء شبوة الوقوف خلفها وإنجاحها ونخص بالذكر منهم المشائخ والوجهاء والسياسيين والأكاديميين والمثقفين لأن من سيتخاذل عن دعم هذه المبادرة سيجد نفسة يوما نادما معذبا أمام ضميرة قبل أهله وربة.

اللهم أنّا بلغنا فأشهد ونسألك التوفيق والسداد لما تحبة وترضاه يا رب العالمين.

حد من الوادي 07-09-2012 01:12 AM


مرة أخرى.. لماذا تعادون قضية شعب الجنوب ؟

7/8/2012 المكلا اليوم /كتب : عمر حمدون

الأستهانة بالزمن وتأثيراته وتجاربه :

لقد كتبت في نهاية مقالي السابق " ان الأستهانة بحركة الزمن ومجرياته وتأثيراته في مسيرة وتجربة الأنسان – أي انسان – هو في الحقيقة استهانة بالوعي والأدراك الأنساني " وفي حضرموت والجنوب بشر من العيب ان تتم الأستهانة والأستخفاف بمداركهم ووعيهم ، بحيث تتم مخاطبة هؤلاء البشر اليوم وكأنهم لايزالون يعيشون مرحلة تاريخية مضت في حياتهم بسيئاتها وحسناتها – ان كانت لها حسنات - ، بل قل وكأنهم كأهل الكهف خرجوا لتوهم من كهفهم لايدركون مدى مااحدثه الزمن فيهم وفيما حولهم من تغيرات وتحولات ، او لايعون مااكتسبوه من تجارب في مسيرة حياتهم ، هكذا يخاطب بعض بني طينتنا الحضرمية اهلهم في حضرموت ،وكأن هؤلاء البشر لايزالون يعيشون مرحلة مابعد 67واطوار العنف والصراع الذي دار في كيان الدولة الجنوبية ، لابأس في ان تتم عملية التذكير بمآسي وفواجع الماضي لأخذ العبر والدروس ،

ولكن الوقوف عند تلك الفواجع وتناسي مآسي الحاضر ، بل قل تماهي خطاب اخوتنا هؤلاء اليوم مع اطروحات وفتاوي من يريد الشر والموت لناس حضرموت والجنوب عموما لهو قمة الأستخفاف والأستهانة بمدارك اهلنا في حضرموت ، كزعم اخينا ابو عمر –مثلا - حين يقول " لقد استيقظت القضية الجنوبية بذات خطاياها ومنكراتها بل والحادها وكفرها ..." فأين الكفر والألحاد في القضية الجنوبية يااخي ؟ وماذا ابقيت اذن من مسوغات لمن يريد تشريع القتل لأهلنا في الجنوب بمافيه حضرموت بفتاوي التكفير والألحاد .؟

اوان يتم تصوير شباب حضرموت المنخرطين في طريق النضال السلمي بأنهم مجموعة من " السفهاء"و "الغوغاء " و"الأتباع "...الخ وان رموز الحراك والقادة الميدانيين هم مجموعة تسعى للأرتزاق والتعيش " بالنضال الجنوبي " ...الخ ، بهكذا لغة وتخاطب استعلائى يتجاوز حقائق الواقع في حضرموت ويتجاوز حقائق القضية الجنوبية ، لايمكن ان يتحقق هدف من يسعى الى كسب تأييد الحضارمة او تعاطفهم مع مايتم طرحه من افكاروقضايا ورؤى بقدر ماتؤدي حالة الأستهتار والتعالي والأستخفاف والبعد عن الواقع الى ردود فعل عكسية اقلها ان يحجم الناس عن التعاطي الأيجابي مع مايتم طرحه من قبل اخوتنا المروجين للقضية الحضرمية ، وهذا مايلاحظ على ارض الواقع الحضرمي في الداخل اليوم ،

ففي الوقت الذي تتكالب فيه جهود ومؤامرات اعداء قضية شعب الجنوب وحراكها السلمي لأنهاء هذه القضية او لفرملة تناميها واتساعها جماهيريا وبشتى الطرق الوحشية العسكرية منها والأمنية والأعلامية ...الخ اقول في ذات الوقت يزداد التفاف الجماهير الحضرمية والجنوبية حول القضية الوطنية الجنوبية وحراكها السلمي في حضرموت وغيرها من بقاع الجنوب ، وينضم الى درب النضال السلمي الجنوبي فئات وشرائح اجتماعية وحزبية جديدة ، كعلماء وشيوخ الدين وشخصيات اجتماعية وحزبية ذات ثقل في واقعها الأجتماعي / الحزبي ، هذا التنامي والألتفاف الحضرمي حول القضية الجنوبية وحاملها الرئيسي – الحراك السلمي – لايعني - بكل تأكيد - اسقاط الحضارمة لخصوصيتهم الحضرمية او تماهيهم مع مسعى وخيار – ان وجد –

من يريد اعادة الزمن بحضرموت والجنوب عموما الى الوراء بقدر مايعني – الألتفاف – تأكيد هؤلاء الحضارمة لرؤيتهم الصحيحة من ان " قضيتهم الحضرمية " لايمكن عزلها او فصلها عن قضية جنوبية عامة برزت في الواقع الجنوبي منذ البدايات الأولى لنشوء الدولة في الجنوب عام 67م وماتبع ذلك التأسيس بعد ذلك من اجراءات واساليب وامور اخرى كثيرة هي غاية في مأساويتها وكارثيتها شملت كل بقاع الجنوب – الدولة – بما فيها حضرموت التي كانت جزاء من هذا الكيان الجنوبي الذي دخل في " وحدة اندماجية " فاشلة وقاتلة مع كيان دولة اخرى ، والنتائج المترتبة على هذا الفشل " الوحدوي " القاتل طالت نيرانها كل ارض الجنوب بما فيها حضرموت ارضا وانسانا ، وهي نتائج كارثية لاتمثل – في رأيي المتواضع -

بدايات نشوء القضية الجنوبية بقدر ماتأتي كاضافات مأساوية اخرى في ملف هذه القضية تضاف الى المبررات والمسوغات السابقة التي انتجتها ، وهي اضافات كارثية جديدة في مسار القضية الجنوبية تمثل بخطورتها اقسي وأمروابشع النتائج التي يمكن ان يتعرض لها شعب من الشعوب ، هكذا هي حضرموت وقضيتها ، جزء اساسي ومكون اصيل من مكونات قضية جنوبية عامة اردنا ذلك او لم نرد ، هكذا يقول الواقع واحداث التاريخ القريب والمعاصر ، ومحاولة البعض ايجاد حلول او مخارج لقضية حضرموت من خارج سياقها التاريخي الجنوبي او ان يتم طرح القضية بمعزل عن كينونتها الجنوبية التي وجدت بداخلها هومحاولة للقفز على حقائق ووقائع التاريخ ، لاأقول بوجهة النظر هذه اليوم بقدر ماأنني قد طرحت هذا الرأي في مقال سابق بعنوان ( قضية حضرموت بين حقيقة التوصيف وسوء التوظيف ) ، من هذا الفهم للقضية الحضرمية ادرك انه ليس من مصلحة هذه القضية - بكل المقاييس -

استعداء بقية اخواننا في الجنوب الذين شاركونا بالأمس مآسي الماضي ويشاركوننا اليوم كوارث الحاضر ،وليس من مصلحة حضرموت وشعبها تعدد جبهات المواجهة ، والكرة – كما يقال – هي في ملعب الحضارمة اليوم ان ارادوا خيرا اوشرا لحضرموت ، اقول بوجهة النظر هذه وتبقى مجرد رأي قابل للأخذ والرد ويحتمل التوافق او التعارض لا الخصومة والعداوة وخصوصا مع من لانريد ولانحبذ مخاصمتهم وهم " منا وفينا " ، المهم في الأمر ان هذا الرأي ليس نابعا من فراغ او من هوى في النفس او من وهم بقدر مايستند على معايشة مباشرة لواقع حضرمي / جنوبي ، وقراءة للأحداث الماضية والجارية ، واذا كان البعض من اخوتنا يرى فيما اطرحه من رأي ووجهة نظر يمثل دفاعا عن قضية جنوبية فهو في الأساس وفي ذات الوقت دفاعا عن قضية حضرمية تأخر كثيرا اهلها في اثارتها سياسيا واعلاميا وثقافيا والتأصيل لها منذ ان اصبحت مكونا من مكونات قضية جنوبية عامة ، مما جعلها – للأسف –

تظهر كقضية " مناسباتية " تبرز في وقت "الأزمات " التي تعصف " باليمن " لافي كل الأوقات والأحوال ومختلف الظروف ، فيتم استغلالها - للأسف مرة اخرى - بحسن او بسوء نية من قبل هذا الطرف اوذاك ، طبعا اقول بهذا على افتراض حسن النوايا في طرح اخوتنا وبني طينتنا الحضرمية اليوم للقضية الحضرمية اما ان كانت النوايا غير ذلك فهذا امر وشأن آخر لايفيد معه الحوار والنقاش بالتي هي احسن اوحتى بالتي هي اسوأ .

- نقد الذات امر مطلوب :-

تظل المقولة القائلة " الأنسان عدوماجهل " لها من الصدق والحقيقة بقدر انطباقها مع الوقائع والأحداث . ولأن بعض من اخوتنا الذين يقفون موقف المعادي والمخاصم لقضية شعب الجنوب المستخف برموزها وبتضحيات جماهيرها المؤمنة بها والمناضلة في الميادين من اجلها في حضرموت وغيرها ، هم بعيدون عن مجريات الأحداث في الداخل الحضرمي / الجنوبي ، بعيدون عن معرفة ظروف وافكار رموز وقادة ومناضلي وشباب الحراك السلمي الجنوبي ، ومايواجهونه من مخاطر جسيمة في سبيل هذه القضية المؤمنين بعدالتها ومشروعيتها ، فمن باب احترام الذات ان يتواضعوا في اندفاعهم المتسرع لأصدار الأحكام وتكوين الرؤى والأفكار المجانبة للحقيقة والمعادية تجاه من يجهلون معرفته او حقيقته .

كان بأمكان الأستاذ الفاضل عبدالله بن آل عبد الله ان يظل يحمل في وعيه وفكره الكثير من الأحكام الخاطئة تجاه الأخ فادي باعوم وغيره من الشباب الجنوبي الحامل لهمّ القضية الجنوبية لولا ان الأقدار ساقته – أي الأستاذ عبدالله – لمقابلة الأخ فادي والتعرف عليه عن قرب ، هنا يقر الأستاذ عبدالله بمدى ماكان يحمله من احكام خاطئة تجاه الأخ فادي ..يقول :" ...واخص بالذكر الأخ فادي باعوم هذا الشاب الذي قابلته مرة اخرى وتعرفت عليه عن قرب وأخطأت بالحكم عليه فهو شاب نشط دؤوب الحركة ، يقبل النقد يعترف باخطائه لايمانع من التصحيح والتجديد والأستماع والتعلم ، نختلف في وجهات النظر المرحلية ونتفق على الجوهرية منها ....".

موقف اخلاقي عظيم يحسب للأستاذ عبدالله ، ليس لأنه اشاد بما يتحلى به الأخ فادي من مزايا ، ففادي هو في النهاية انسان يصيب ويخطيء طالما هو يناضل ويعمل ، ولكن لأنه موقف كشف عن خصلة حميدة كم نحن – واقصد المشتغلين او المنشغلين بقضايا الفكر والثقافة ذات الأرتباط بالقضايا العامة للناس – بحاجة ماسة جدا ان نتحلى بها ...اقول كشف عن ميزة اخلاقية حميدة وهي ميزة توجيه النقد الذاتي للذات وخلق الأعتراف بالخطأ – بغض النظر عن طبيعة او كينونة هذا الخطأ من حيت صحته او بطلانه - ، وبقدر ماانه موقف كشف عن تلك الميزة الأخلاقية الحميدة بقدر ماانه يدفع ايضا للتساؤل عن مدى او كمية الأحكام الخاطئة والتصورات والرؤى الباطلة حول القضية الجنوبية ومشروعها الأستقلالي التحرري الجنوبي ، والتي يحملها اليوم اخواننا اؤلئك المعادون لهذه القضية !!

- رسالتان :-

- لم يكن متوقعا ان يكون الدكتور الفاضل عبدالله باحاج بتلك الحالة من العصبية التي لم يعهدها عنه محبوه وعارفوه وقراؤه ، وهو يوصّف القضية الجنوبية بقوله بأنها " قضية مفتعلة " بما يحمله هذا التوصيف من معاني الأستخفاف بأرواح بريئة زهقت في سبيلها وجرحى ومعاقين، وعدم التقدير والأعتبار لكل التضحيات التي بذلها ويبذلها اهلنا في حضرموت وغيرها ، هذه القضية التي اعترف الدكتور الفاضل بمشروعيتها وعدالتها في بيان اشهار" جبهة انقاذ حضرموت " كيف له اليوم يوصّفها بانها " مفتعلة " ؟ مايؤلم حقا ليس استخدام الفاظ قاسية ، فقد قيلت الفاظ وتوصيفات غاية في القبح والبشاعة ضد هذه القضية ، ورؤى وافكار غاية في السخف والأستهتار ، مايؤلم حقا ان تصدر عن شخصية اكاديمية حضرمية مثقفة ومدركة لحقائق الأشياء والمفتعل والمزيف منها ، شخصية خلوقة وهادئة الطباع ، طيبة المعشر ، ومتواضعة التعامل كشخصية د. عبدالله . وكما يقال لكل جواد كبوة !!

- من الواجب تقديم كل الشكر والتقدير لكافة الأخوة القراء والمعقبين على مااطرحه من آراء ، فقط اتمنى ان تعكس كافة التعقيبات المؤيد منها والمعارض قدرا من أدب الأختلاف مع الآخر ، وماأجمل قول امامنا الشافعي – رضي الله عنه – في هذا الجانب :

"رأئي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب " والله المستعان .

حد من الوادي 07-15-2012 01:00 AM


أتركوا الجنوب وشأنه


امتدادا لمسلسل المؤامرة وتبرير أستمر راية احتلال الجنوب شُنت في الأشهر الأخيرة حملة غير مسبوقة على ثورة 7 يوليو 2007 الجنوبية التحررية, بلغت حد الغثاء في اتهام شعب الجنوب بالانفصالية والعنف والإرهاب والقاعدة لتبرير وتغطية ماحصل منذ 7 يوليو 1994 المشئوم من قتل وتدمير ونهب وسلب وتهميش, وكأن شئ لم يحصل بل عبارة عن بخار ضاع وتلاشى في فيافي أحلامهم العنصرية؟ حتى ينتهون من قتل آخر جنوبي, وهو أفضع حالة مما عمله الغزاة البيض بحق الهنود الحُمرْ؟

المنصورة اليوم الدليل وكل أحياء عدن وتنضم إليها كل مدن الجنوب وقراه عامة؟ تحت فزع وترهيب وقتل مستمر دون وازع أخلاقي وديني بل تجردوا القتلة عن إنسانيتهم تماما وتقمصوا الغرائز الحيوانية. وهل الثورات تقوم لاحتلال واضطهاد الشعوب؟ ماهو الفرق بينكم الذين تدعون الحرية وبين نظام الرئيس علي عبداللة صالح؟ أنكم وجهان لعملة واحدة وامتداد طبيعي للماضي القريب؟ ماذا تريدون من الجنوب بعد؟أين المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان العالمية؟ عاملوا شعب الجنوب على الأقل تحت قوانين حقوق الحيوان؟.

سارعوا لحماية شعب الجنوب من عناصر الموت الذين بالقناصات يزهقون كل يوم أنفس الشباب والأطفال والشيوخ والنساء هذه الأيام في جميع أحياء عدن وأشد فتكا في المنصورة, بعد أن أفقروهم وقتلوا فيهم كل شئ حي طيلة 20 سنة خلت. احتلال شرس همجي لا يفقه لغة غير القتل والموت والنهب والقرصنة والبلطجة على أرض الجنوب, عبثيون عدميون قراصنة من نوع غريب لامثيل لهم حتى في قرون سيادة قانون الغاب.

لم يتركوا حتى للتراب حال إلا وباعوه والجبال قرضوها كالفئران والبحر لوثوه والسماء عتموها بكل وسائل الدمار والخراب. والإقليم والعالم في صمت رهيب؟ سوى مبادرات كسيحة تجاهلت الجنوب أرضا وشعبا وهوية وكأن الأرض قد بلعته في ليلة شتاء جليديه, بل أرادوا مباركة القتل واستمرارية ازدراء الوضع, عقابا له لالشئ أقترفه سوى حيويته وتشبثه بالحياة في أعز سنوات عذابه لأنه يبحث عن وطن يريد الخروج إلى الحياة مع البشرية كما كان حتى 30 نوفمبر 1967 شُعلة الشرق والغرب ومدرسة حضارية للإقتداء.

عندما وصل الضيم حد لايطاق خرج بصدور عارية هذا الشعب المظلوم لانتزاع حريته بطرق سلمية عبر ثورة 7 يوليو 2007 التحررية دونما عنف يذكر, ألهم كل ثورات الربيع العربي وأشعل في وجدان شعوب المنطقة قناديل الحرية والوفاء للأرض والهوية, لكن قوى الشر والعدوان والتخلف تكالبت علية من كل حدب وصوب لتخرج من أوكارها الشريرة لتقتل فيه وتضع صخور التخلف بالحديد والنار على جسد شعب الجنوب معتبرين أنهم قبروه وانتهت مؤامرة يمننتهم للجنوب.

لكنهم نسوا وتناسوا أرادة هذا الشعب الحر الذي ظّل طيلة خمس سنوات ولازال مستمرا في نضاله دون أية مساعدة تذكر غير زاده المستمد من أرادته التي لايمكن أن تلين. لهذا دأب المحتلون على اختراع وتصميم أدوات وآليات التدمير وفي كيفية التحايل عليه لبقائه تحت الاحتلال اليمني وبالذات أدوات النظام السابق الحالي بحجج أن الرئيس ورئيس وزراء حكومة نفاقهم جنوبيين, هؤلاء وهم يباركون القتل اليومي المتعمد بقوات الأمن المركزي وميليشيات قوى الظلام التابعة لحزب الإصلاح اليمني وقبائل حميد الأحمر وعسكر اليمن ومنها عساكر علي محسن الأحمر, بل ووضعوا في آذانهم شمع صنعاني معمول خصيصا لمنع وصول صوت البكاء والعويل لأهالي الشهداء الذين يسقطون كل يوم ولبسوا نظارات سوداء مستحدثة في سوق الملح حتى لايرون نزيف الدم اليومي. مما يعني أن مواقعهم الشكليّة لتبرير وشرعنة قتل أبناء الجنوب الأبرياء, ولا نجد تفسيرا غير ذلك. وهو يمقته الشارع السياسي في الجنوب ويدينه ويستنكره بشدة.

كثرت أقلام الأخوة من الجمهورية العربية اليمنية شعرا ونثرا في النحيب والبكاء على شعب الجنوب وفي ذات الوقت يخططون لمزيد من حصد أرواح أبنائه بطريقة مالتوسية وسادية منقطعة النظير. ويندرج في هذا السياق ماكتبه بعضهم في ذكرى اجتياح الجنوب ولم يتجرأوا حتى على قول احتلال لأنهم غير مقتنعون بذلك. وهو ما يذكرنا بالبيت الشعري: يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروق لك كما يروق الثعلب؟ وكم يا ثعالب؟. من حيث أنهم يظهروا للعامة حسن النوايا وتضامنهم مع شعب الجنوب ولكنهم يخفون الموت ويواصلون حفر القبر النهائي للقضية برمتها. بمعنى يدسون السم في العسل ومن نجى يضع العسل على حد الموس لقطع لسانه.

أعتبر البعض منهم أن شعب الجنوب أقلية من حيث تقرير المصير بالاستفتاء, علما أن تقرير المصير يمنح للأقليات في وطن واحد, بل تجاهلوا و تناسوا أن الجنوب دولة وهوية حتى تم استكمال التآمر عليه عشيّة 22 مايو 199 والأخطر من ذلك ربطه أرضا وشعبا باليمن من حيث إلغائهم للدولة والهوية الجنوبية, وكأنهم أوصياء على شعب الجنوب؟.

وثانيا أنه من خلال هذا الطرح أعطوا اليمن حق السيادة على الجنوب في حديثهم بين شمال وجنوب. وذهب البعض المدعي بتقدميته لذر الرماد في عيون أبناء الجنوب في نقد الفيدرالية ومدى خطورتها ونتائجها الدموية والتحامل على بعض من حكموا الجنوب وبالذات منهم ظاهريا المنادون بالفيدرالية المزعومة, ذلك لاستعطاف مابقى من أبناء الجنوب من ينادون بالاستقلال وهم جموع الغالبية الصامتة الغير متعاطف مع ما تدعيه هذه النخب اليمنية بالوحدة والتي لم أفهم لها معنى, لعدم وجودها أصلا. لجذب . مزيد من الضحايا

والخطاء الفادح والقاتل أنهم ذهبوا إلى حل ضعيف ركيك الحجة لا يرتقي إلى مستوى القضية وذلك لمعالجة قضية الجنوب تحت سقف اليمن وليس خارجه باعتبار الجنوب ند بند مع اليمن كدولتين لكل منهما هويته وتاريخه وعصبيته عبر التاريخ والاعتراف بالجنوب لتحقيق استقلاله تحت أشراف دولي. ولكن مانراه في حكومة ذّرافي الدموع هوتكرار للوحدة أو الموت ولكن على طريقة ( الحكولة)؟؟.

والأخطر من ذلك هولاء من يدعوا أنهم النخبة من أبناء ج.ع.ي. دفنوا رؤؤسهم تحت رملة اليمن كالنعامة. لا يرون ولا يسمعون منذ حلّت المحنة في الجنوب صيف 199, بل ومدافعون بشراسة عن وحدة هم لايفقهون فيها فقط غير استعباد واضطهاد شعب الجنوب وبقائه ملحقا بهم مهما بلغت محن أهله ودرجة تدميره.

والأكثر استخفافا في كتاباتهم أنهم يذرفوا الدمع طويلا على الجنوب ليس حبا فيه بل فرحا في بقائه تحت سقف اليمن متناسيين شهداء الجنوب وتضحياته أنما ضريبة دفعها ويدفعها الجنوب من أجل استقلاله وحريته. ليبقى الجنوب مخنوقا تحت جلباب اليمن إلى يوم الساعة جذلين في افتراسه مرة أخرى.

المؤسف أنهم يتصارعون كالثيران الأسبانية على سيادة الحكم هناك في صنعاء لكنهم موحدون على الجنوب مهما اختلفوا وتصارعوا. والدلائل مايحدث اليوم على طول وعرض الجنوب وآخر صورة للمشهد الدامي في المنصورة وبقية أحياء عدن.

كانت فرصتكم أبناء اليمن الأسفل اقتناص ثورة التغيير لبناء كاريزما لكيانكم الند مع اليمن الأعلى وهو ما ضاع من بين أصابعكم التي اليوم تعزفون بها مشلولة على سيمفونية الجنوب التي فقد فيها شعب الجنوب مصداقيتكم والثقة بكم. الجنوب الذي أنتظر كثيرا أن تعيدوا الجميل الذي منّه عليكم كل هذه العقود خصوصا أثناء محنته, لكنكم أدرتم ظهوركم وتركتموه لوحده؟؟.لذلك هل أستوعب ماتبقى من الجنوبيين اللعبة ومنهم لازال رهينة في صنعاء؟.

نصيحتي لمن لازال يذرف الدمع على الجنوب أن يبنوا دوله لهم تقبل القانون لتطوير عقليتهم للخروج إلى العالم قبل الحديث عن الجنوب؟ ومن طلب منكم الاستشارة والتدخل في شئون الجنوب؟ وهل تدخل الجنوبيون في شئونكم كلا وألف كلا ؟ . أما الجنوب له ناسه ورجاله ويقدر أن يعيد مجده و بناء ذاته وتنمية قدراته ببركة الله وبجهود أبنائه الشرفاء.

شأن الجنوب وقضاياه وكيفية معالجتها أمر جنوبي محض ولايعنيكم فيه شئ. أتركوا الجنوب وحاله وأرحلوا!! لأن ثورة 7 يوليو 2007 ستحرق كل دموع تماسيحهم مهما كانت ألوانها. والله من وراء القصد.

ملاحظة: ليس تحاملا على شخص أو أشخاص بل الحديث هنا حول مشاريع يمننة الجنوب ومواقفهم تجاه شعب الجنوب الأرض والإنسان والهوية.

حد من الوادي 07-28-2012 02:39 AM


قيادي في الحراك الجنوبي يقدم وثيقة تاريخية عن (قضية الجنوب)
الجمعة 27 يوليو 2012 06:21 مساءً

عدن (( عدن الغد )) خاص:


الكثير يسال عن ماهي القضية الجنوبية وكيفية النشأة والسرد التاريخي المرحلي لها وكل هذه التساؤلات جعلت المحامي القدير الاستاذ علي هيثم الغريب مستشار رئيس المجلس الاعلى للحراك السلمي الجنوبي لتحرير واستعادة دولة الجنوب يضع هذه الوثيقة للتاريخ وللتوعية والترشيد. مكونة من اربعة اجزاء.

ولاهمية الوثيقة ينشر "عدن الغد" نصها:



وثيقة تاريخية حول القضية الوطنية الجنوبية.. بقلم: علي هيثم الغريب.. (1)

قبل 22 مايو 1990م كانت الجنوب تشكل دولة كما كان حالها قبل آلاف السنين, فمن عاد وثمود والاحقاف وحضرموت وكِنده وقتبان وأوسان وحمير, حضارات ما قبل الإسلام إلى سلطنات ومشيخات {منذ القرن الثالث عشر وحتى عام 1967م}، ثم إلى إتحاد الجنوب العربي {1959-1967 } ثم إلى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية (1967-1972) ثم إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية(1972-1990). كل هذه الحضارات والدول قامت على بقعة جغرافية واحدة تسمى (الجنوب العربي). بعد ظهور المد القومي ثم المد الاشتراكي في أسيا وأفريقيا تمركزت الأحزاب العربية التي تدعو إلى القومية والوحدة العربية (حركة القوميين العرب، البعث، الناصريين والماركسيين الاشتراكيين) وتوحدت تحت لواء أحزاب مركزية تمتد من الشام والقاهرة وبغداد إلى عدن.


ومنذ ذلك الحين رفعت بعض الأحزاب القومية شعار الوحدة بين الجنوب العربي والجمهورية العربية اليمنية إيمانا منها بالوحدة العربية ومنطلقة من برامجها التي اعتبرت فيها الوحدة بين الجنوب العربي واليمن كجزء أساسي موجة ضد الأنظمة التقليدية في المنطقة.. إلا إن طرحها هذا لم تقابله أي استجابة من قبل الجمهورية العربية اليمنية. فكان مواطنيها يأتون إلى الجنوب ليحصلوا على كافة حقوق المواطنة – شريطة أن يكونوا اشتراكيين – والمواطن الجنوبي في الجمهورية العربية اليمنية قبل عام 1990م،

هو مواطن أجنبي ويحصل على وثيقة "مقيم" شأنه شأن الأجانب.. كان الاشتراكيون يحاولون بناء دولة موحدة على مستوى الجزيرة العربية والجنوب العربي واليمن، وذلك وفق إيديولوجية الاشتراكية العلمية التي لا حدود لها، فدعموا الجبهة الوطنية ( حوشي) لتغيير النظام في اليمن (الشمال حاليا) والجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي..

وبدأت الحروب بين ما سمي بالجنوب والشمال منذ عام 1972م. والشيء المؤكد في حرب 1972م وحرب 1979م أن الأولى لم ينتصر فيها الجنوبيون ماعدا احتلالهم لمدينة قعطبه، بسبب أن قادة تلك الجبهات الشمالية كانوا من الجنوبيين الهاربين من النظام في عدن.

لذا كان الانتصار على الشمال صعباً، ولكن حرب 1979م وبعد هروب الجنوبيين من صنعاء إلى البلدان العربية والأجنبية نتيجة معاملة النظام السيئة معهم وبغياب – حرب الجنوبي ضد الجنوبي – اكتسحت القوات الجنوبية حدود الجمهورية العربية اليمنية خلال ساعات قليلة ووصلت إلى مأرب و يريم و لولا تدخل العراق وليبيا لسقطت صنعاء خلال أيام.


غير أنه بعد ضعف النظام الاشتراكي في الجنوب وانهيار المعسكر الاشتراكي وعدم إصغاء الجنوبيين لبعضهم البعض والحشد الذي شهدت صنعاء ل"الأفغان العرب" وتوطد الحكم المشيخي- المذهبي المتخلف في اليمن ( الجمهورية العربية اليمنية)،

أصبح النظام في صنعاء مهتماً بالحصول على السيطرة على الأراضي والثروات الواقعة في الجنوب وليس في منطقة عسير ونجران الذي كان الأئمة يدّعون أنها جزء من اليمن بحكم المذهب وليس بحكم التاريخ.. علاوة على أن الحزب الاشتراكي الذي رفع شعار "الوحدة اليمنية" منذ تأسيسه عام 1978م قد تهالك ودُمر من داخله, وأصبح مناسباً – في عقيدة الجمهورية العربية اليمنية - أن يحتل الشمال الجنوب من خلاله لكونه يكتسب المشروعية الوحيدة لتوقيع أي اتفاقات مع أي دولة أجنبيه كانت..

وقد يستفاد منه كتوجه وحدوي للسيطرة على الشعب الجنوبي.. ولا ننسى إن أبنا الجنوب الذين تشبعوا بالفكر القومي العربي، كان توجهم صادقا ويمكن من خلال إن يحققوا الوحدة بين الدولتين – في صنعاء وعدن- لإرساء دعائم التوجه العربي في الوحدة ولو على جزء يسير من الوطن العربي الكبير.

وفي وقت مبكر بعد عام 1986م – حرب الأخوة الجنوبيين – أبرم أول أتفاق للتنقل بين الشمال والجنوب بالبطاقة الشخصية والسير في الإجراءات الوحدوية التي توقفت بعد حرب 1979م. من الناحية القانونية والدستورية لم يكن للحزب الاشتراكي الحق في إبرام أي اتفاقيات تخص السيادة والهوية مع دولة أخرى أو قوى خارجية ولم ينص دستور جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على ذلك، ولم يستفتى الشعب في الجنوب.. بيد أنه في أيام عز القوة المتطرفة في الشمال ووجود نص

ف الجيش الجنوبي هارباً في صنعاء وتوافد "الشباب العرب – الأفغان" الذين كانوا يقاتلون الاستعمار الروسي في أفغانستان الذي بلغ عددهم في ذلك الوقت مئة ألف مقاتل برئاسة الزنداني والديلمي سار نظام صنعاء باتجاه الوحدة مع الجنوب. وفي سبتمبر 1988م طرح مقترح من قبل بعض قياديين اشتراكيين من مواليد الشمال ومن مؤسسي الحزب الاشتراكي بدمج "حوشي" (فرع الاشتراكي في الشمال) مع الحزب الاشتراكي فتم ذلك وأصبحت - منذ عام 1988م- الأغلبية داخل قيادة الحزب الاشتراكي في الجنوب من الشماليين لذلك نجحت مطالب "الاندماجيين" بالسير سريعا باتجاه الاتحاد بين الدولتين.


لم يكن نظام الجمهورية العربية اليمنية مكترثاً بصفة خاصة بمبادئ الوحدة والقانون الدولي عندما يتعلق الأمر بالمصلحة الخاصة.. لذا عقدت خمس اتفاقيات بين الدولتين – ج. ي. د. ش. ، ج. ع. ي. – وهي اتفاقيات غير قانونية ولا متكافئة بل ويستند عليها الوضع الشمالي في الجنوب حالياً، لكن الحقيقة إن الاتفاقيات مع الجمهورية العربية اليمنية كما هو معروف لم يتم الدخول فيها بحرية،

وإنها كانت لغير مصلحة شعب الجنوب، ولهذا أفضت إلى حرب عام 94م بين الشمال والجنوب وإلى إخضاع سكان الجنوب لحكم الجمهورية العربية اليمنية. وعندما أبرمت اتفاقية جديدة (93م-94م ) "وثيقة العهد و الاتفاق" ووقعت عليها كل الأطراف المعنية بعدها شن الحرب على الجنوب مخالفة لاتفاقيات إعلان الوحدة ولتلك الوثيقة.


ورجوعاً حتى إلى تلك الاتفاقيات التي أبرمت بين الدولتين في عدن وصنعاء في الأعوام (87 – 1990م) ثم إعلان الوحدة بين النظامين في 22 مايو 1990م سرعان ما وجد نظام صنعاء أن تلك الاتفاقيات غير كافية لتلبية الرغبة في تحقيق سيطرة أكبر على الجنوب.. حيث كان الطرفان المتعاقدين – دولة الجنوب ودولة الشمال – قد وافقا على بقاء تشريعات كل دولة كما هي حتى تأتي قوانين جديدة يتفق حولها،

ويلتزم كل من الطرفين المتعاقدين ببنود اتفاقيات إجراءات الاتحاد بين الدولتين.. وبالرغم من هذه الالتزامات استمرت مؤسسة الحكم في صنعاء في محاولاتها لتغيير الموقف من أجل الدخول إلى عدن وبهدف الحيلولة دون بقاء الجنوب بيد الدولة السابقة.. وعليه فإنه من الواضح أن أي شيء يحكم سلفاً بشأن قضية السيادة ويضر بحق أحد الطرفين المتعاقدين يجب اعتباره نقضاً لروح الاتفاقية ونقضاً لنصوصها، وهذا هو بالضبط ما سعت إلى فعله مؤسسة الحكم في صنعاء خلال سنوات ما بعد إعلان الوحدة (90م - 94م ).

وطوال ثلاثة أعوام (91- 1994م) عقدت عدة اتفاقيات جديدة بين علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية العربية اليمنية سابقاً والرئيس{ نائب الرئيس بعد إعلان الوحدة} علي سالم البيض رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بشأن كيفية بناء دولة الوحدة، فرفضت الجمهورية العربية اليمنية كل العروض بل ورفضت تنفيذ اتفاقية الشراكة، وطلبت بدلاً من ذلك أن تندمج أكثر من عشر وزارات خاصة الجيش والأمن والعمل قبل تنفيذ اتفاقيات الوحدة، رفض الرئيس البيض ذلك.

عندما وصل الرئيس علي عبد الله صالح إلى قناعة بأن الرئيس علي سالم البيض مازال يحكم الجنوب وان هناك التفافا جماهيريا حوله استعان بالجهاديين وحزب الإصلاح لقتل الجنوبيين وتفجير منازلهم، وبالاشتراكيين الشماليين لأجراء الانتخابات. قبل البيض رئيس دولة الجنوب إجراء الانتخابات لمعرفته الكاملة أن الجنوب سيصوت لجنوبيته، وهذا ما حصل فعلا، كل دوائر الجنوب الانتخابية الــ(56) أيدت برنامجه الانتخابي.

كان نظام صنعاء يعتقد أن أجراء الانتخابات سيوفر له الذريعة المناسبة لاحتلال الجنوب، ولكنها بالحقيقة جسدت الدولة الجنوبية من جديد، حيث قُسمت الجنوب إلى 56 دائرة انتخابية بدلاً من 111 دائرة قبل الوحدة والشمال 245 دائرة بدلاً من 157 قبل إعلان الوحدة.. ذهبت دوائر الجنوب بكاملها (56 دائرة) للاشتراكيين الجنوبيين ودوائر الشمال للشماليين، فلم يفوز أحد من الجنوبيين في الشمال ولا فاز شمالي في الجنوب، وهكذا عاد الرئيس علي سالم البيض إلى عدن ومعه حكومة الجنوب السابقة ومجلس النواب من الجنوبيين ومستنداً على هذه النتائج الانتخابية..

فلم يجد نظام صنعاء ضرورة للانتظار طويلاً لأنه حين أصر رئيس دولة الجنوب – نائب الرئيس بعد إعلان الوحدة – التمسك بنتائج الانتخابات التي أعطته الحق بالإبقاء على سيادته على الجنوب، رد نظام صنعاء بالحرب واحتلال الجنوب.

ومن أجل فهم أهداف مرامي سياسة نظام صنعاء أثناء تلك الفترة فإن من الضروري أن نتذكر إنها مرت بتحول جذري عقب اكتشافات النفط في حضرموت وشبوة وعودة الأفغان العرب إلى صنعاء لتعينها على التخلص من بعض القيادات الوطنية الجنوبية (154 شهيد سقطوا في صنعاء قبل إعلان الحرب على الجنوب عام 1994م وبأوامر من قبل الرئيس علي عبد الله صالح) وبدأت سياسة استخدام القوة لكسب أهداف سياسية. ونفذت جرائم كثيرة كتفجير منزل رئيس الوزراء الجنوبي حيدر أبوبكر العطاس وإطلاق صاروخ إلى غرفة نوم رئيس مجلس النواب الدكتور ياسين سعيد نعمان (جنوبي) وأخيراً مغامرة إعلان الحرب على الجنوب يوم 27 أبريل 1994م وقتل الرئيس علي عبد الله صالح عشرين ألف مواطن فبل أن يحتل الجنوب.

لقد سعينا نحن أبناء الجنوب إلى الوحدة سعياً، وجاهدنا بصدق من أجل الوحدة، نصبو جميعاً إلى ما تصبو إليه الأمم التي تقدر قيمة الأوطان والشرف والكرامة.. وكنا نعتقد أن نظام صنعاء سيهيئ لهذه الوحدة رجالاً من ذوي الكفاءة والنزاهة حتى يكونوا سند الوحدة وحتى يكونوا ذخرها وفخرها، وحتى يمهدوا لها بدرايتهم وتجاربهم سبل الوصول إلى بناء دولة للوحدة.. دولة حديثة.. تظهر العروبة والإسلام في مظهرهما اللائق بهمَ ويقيموا الحجة أمام العالم أجمع على أن الشعب اليمني شعب ناضج وشريف.

ولكن والأسى يملأ قلوبنا نقول: لقد عبئ نظام صنعاء الشباب المجاهدين الذين جاءوا بهم من أفغانستان، واستعانوا بالجهل والتخلف والمذهبية في الشمال، في إصدار فتاوى الاستحلال والتكفير التي استند إليها النظام في حربه ضد الجنوب عام 94م.. ويستند إليها اليوم في التعبئة ضد الحراك الجنوبي السلمي،

وعلى أساس إن الحراك يقوم به ناس ملاحدة وكفرة. فمن هو من الجنوبيين مع النظام الحالي فهو مسلم، ومن لم يكن معه فهو كافر وملحد.. وكل هذه الفتاوى جاءت لدوافع سياسية بحته وذلك لتحقيق غاية التفرد بنهب الجنوب أرضاً وإنساناً، واستخدام الدين كستار لتنفيذ تلك الغاية.

واليوم وبنفس الوسيلة يتم اصطناع شرعية جديدة لإطلاق الرصاص الحي على الجنوبيين الذين يطالبون بأرضهم و ثروتهم.. والسلطة مصرة على استخدام الفتاوى الدينية لقتل أبناء الجنوب ومصادرة أملاكهم، والتحكم بالثروة والرقاب، والدعوة للكراهية الدينية التي تستند عليها السلطة.. لإيجاد شرعية جديدة لضرب الجنوب عسكرياً.

ونبين ذلك من خلال فتوتين مشهورتين استندت إليهما السلطة عام 94م في حربها ضد الجنوب:

* فتوى الدكتور عبد الوهاب الديلمي، أُذيعت الفتوى في 6 مايو 94م (خلال الحرب ضد الجنوب) في وسائل الإعلام الرسمية والمرئية و المسموعة- ثم نشرت في صحيفة الشورى 8 يناير 1995م، وفي صحيفة عبد المجيد الزنداني صوت الإيمان الصادرة بتاريخ 21 يونيو 1994م العدد (24) تحت عنوان: " كي لا يلتبس حكم الحرب على الأمة"،

فما جاء في تلك الفتوى: "من أغرب ما نسمعه هذه الأيام – أيام حرب 94م – أقوال يطلقها بعض الناس يشككون من ورائها في شرعية القتال. قد يكون مدخل التشكيك إلى عدم شرعية القتال هو أن الذين يقاتلون مع المرتدين مسلمون –

يقصد بالمرتدين الاشتراكيين الجنوبيين والمسلمون هم أبناء الجنوب من نساء وأطفال وشيوخ – ومن هذا أن يقال أن الحزب الاشتراكي هم عبارة عن عدد محصور.. فلولا هؤلاء الذين نسميهم بالمسلمين ما كان لهم من قدرة على أن يحققوا شيئاً، ومن أجل ذلك أجاز أهل العلم قتل هؤلاء المسلمين، لأن عدم قتل هؤلاء المسلمين يترتب عليه مفسدة أعظم من مفسدة قتلهم". انتهى.

هكذا وظف علماء الشمال الدين لاستثارة عاطفة العامة من أبناء الشمال واستدعاء الكراهية الدينية، والتوحش بالقتل لاحتلال شعب آخر، وتمزيق كل روابط الأخوة الإسلامية والرحمة و التآلف. بعدها عين صاحب هذه الفتوى وزيراً للعدل تقديراً له على تهييج الأسرة الشمالية ضد الأسرة الجنوبية وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ في الجنوب.

كنا في الجنوب نود أن يفهم أهلنا في الشمال إننا شعب مسلم، وإن الإسلام في ظروفنا السابقة والحاضرة فوق كل اعتبار حزبي وفوق كل شهوة شخصية، ولكنا والأسى يملأ قلوبنا نرى أمام أعيننا جماعة من أصحاب الفتاوى الدينية المعتمدين لدى السلطة في الشمال قد دفعهم حب الظفر بالسلطة والجاه والمال إلى شن حرب عوان استخدموا فيها فتاوى تكفيرية لا يزاولها مسلم أمام مسلم.

نعم يملك الأسى قلوبنا لأننا نعلم وكلكم يعلم أن لا رجاء لوحدة تقوم الزعامة فيها على إيذاء الناس في دينهم وسمعتهم وعلى إفساد ضمائر بعض المفتيين بالمال والاحتيال.. واليوم يقوم أتباع السلطة من الأئمة الجدد بحرب شعوا سموها معركة من أجل حماية الدين ضد كل من يطالب بحقوقه من أبناء الجنوب، وقد أسرفوا في الطعن و التكفير والسب والافتراء والترغيب والترهيب ضد أبناء الجنوب، الذين يشهد الإسلام لهم بأنهم اسلموا قبل الهجرة النبوية إلى يثرب..

*ولهذه الغاية نفسها جاءت فتوى عبد المجيد الزنداني الصادرة في واحد محرم 1415هـ الموافق 10/ 6 / 1994م – خلال حرب 94م الظالمة ضد الجنوب، عشرين مليون مقابل ثلاثة مليون- جرى نشرها بواسطة شريط مسجل، توزيع: "تسجيلات الإيمان التابعة للشيخ الزنداني"، تحت عنوان: " واجب المسلمين نحو المعركة"، ونشرت أجزاء منه في صحيفة "يمن تايمز" باللغة الانجليزية الصادرة بتاريخ 20 / 6 / 1994م العدد (23).

قال فيها: "أن قتالنا ضد الشيوعيين هو من أجل الإسلام.. من أجل وحدة القيادة السياسية لليمنيين أن يكون لهم حكم واحد و قائد واحد.. هذه معركتنا هذه هي المعاني التي نقاتل من أجلها".. وقال أيضاً مخاطباً الحكام العرب أن يقفوا معه ضد الجنوبيين: " كما أفتيتم بأن الجهاد في أفغانستان واجب.. فلا أقل من أن تحموا ظهور إخوانكم.. أن قتالنا قتال شرعي ضد فئة باغية ملحدة وكافرة قتالها واجب..

أننا نطلب من علماء المسلمين أن يرفعوا أصواتهم وأن يبينوا للشعوب حكمة الجهاد في اليمن.. سنسألهم عن هذه الفتوى غداً بين يدي الله.." وقال الشيخ الزنداني وهو يشرح لأهلنا في الشمال: "إن الله تعالى قد سخر قدرته للمحاربة إلى جانبهم, من أمثلة ذلك: في إحدى المعارك – طبعاً كل المعارك كانت تدار في المدن والقرى الجنوبية –

زرع الكفرة حقولاً من الألغام وتقدم جيش المسلمين وكاد أن يقع في تلك الحقول ولكن الله أرسل رياحاً أزالت الرمال و كشفت رؤوس الألغام فعلموا أنهم أمام حقل من الألغام. وغيرها من القصص والحكايات التي تنطلي فعلاً على شعب 75% منه أمياً وفقيراً وهنا نلفت نظركم أن رد علماء المسلمين جاء ليدين فتاوى التكفير والاستحلال ضد الجنوبيين، واعتبروها بحد ذاتها جريمة وحملوا أصحابها جريمة ما نجم عنها من ضحايا خاصة من الأطفال و النساء والشيوخ.

ومن ذلك ما صرح به العلماء لمجلة " المسلمون" الصادرة بتاريخ 5/ 8 / 1994م العدد (496) نورد بعضاً من ما نشر: "استنكر جميع علماء الأمة ما جاء في الفتوى التي أصدرها الشيخ عبد الوهاب الديلمي أثناء الحرب اليمنية التي أباح فيها قتل النساء والشيوخ والأطفال للوصول إلى الأعداء زاعماً أنها قاعدة شرعية كما أورد الديلمي في حديثه لمراسل "المسلمون" العدد الماضي.

وكان في مقدمة العلماء الذين استنكروا تلك الفتوى شيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق وعدد من أعضاء هيئة كبار العلماء والشيخ محمد الغزالي والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جرين عضو الإفتاء بإدارة البحوث العلمية والإفتاء، مبينين أن الديلمي أخطى في فتواه في أكثر من وجه وأكدوا أن الديلمي ليس من أهل الفتوى المعتبرين أساساً..

وأشار العلماء إلى أنه يتحمل بفتواه مسؤولية ما أريق بسببها من دماء الأطفال والشيوخ والنساء". وكان عبد المجيد الزنداني قد قاد حملة ضد الوحدة قبل إعلانها في 22 مايو 1990م بل وكفرها وكفر دستورها الذي أُستفتى عليه بعد إعلان الوحدة بعام..

ولكنه تولى منصب عضوية مجلس الرئاسة الذي يسير بهذا الدستور الذي كفره. وتولى الدكتور الديلمي وزارة العدل وأقسم اليمين بموجب الدستور الذي كفره.. وهذا يعني أن المشكلة كانت سياسية بحته وأن التكفير كان سلاحاً لبث الكراهية ضد الجنوبيين واستخدام الدين للوصول إلى السلطة. واليوم نتيجة اشتداد الرفض الشعبي الجنوبي للاستيلاء على أملاكهم و حقوقهم يسير المفتيين من أبناء الشمال على نفس الطريق..

أن قيام الجمهورية العربية اليمنية باحتلال الجنوب كان أساساً من أجل تحقيق مصالحها، وعلى أن السياسة التي تنتهجها اليوم في الجنوب مبعثها مصالحها الذاتية. وقد سميت حرب 94م ضد الجنوب فتحاً رغم أن الجنوب دولة إسلامية.. ومنذ 7 /7 / 1994م بقيت الجنوب بيد نظام صنعاء، وأُديرت عبر القوات العسكرية والأمنية القمعية ونهبت بصورة لم يشهد لها التاريخ مثيل.

ولم يعترف الشعب الجنوبي أبداً بشرعية اتفاقيات الوحدة ولا بشرعية الحرب، كما لم يتنازل في أي وقت عن دعواه بالسيادة على أرضه ووطنه، وقد أنتفض بعد حرب 1994م, وقدم آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين... وتمت خطط جديدة لتعزيز السيطرة على الجنوب بصورة مطلقة وتم إلغاء كل الاتفاقيات التي أبرمت قبل الحرب...

وأصبحت للقوات الشمالية وتجارها و مشايخها الحرية المطلقة لنهب شواطئ عدن والمكلا والمزارع والأراضي والاستيلاء على مؤسسات ومباني و أملاك دولة الجنوب السابقة، ومن خلال الإحصائيات الأولية إنه تم الاستيلاء على ما قيمته 20 مليار دولار خلال العامين الأوليين فقط بعد حرب 1994م (مع أن أملاك الشعب لا ثمن لها).

أن هذه الاتفاقيات الاتحادية بين دولة الجنوب ودولة الشمال- على خطورتها - لا تعطي بالفعل صورة دقيقة أو كاملة عن مدى السيطرة والنهب اللذان يمارسهما نظام صنعاء على الجنوب، فهذا النفوذ والنهب المخطط غير مستمد من التزامات مكتوبة ولا نابع عن اتفاقيات بين الدولتين السابقتين، وإنما قائم بالأحرى على نتائج حرب 1994م وعلى القوة القمعية والكثرة العددية..

وهذه طريقة عهدناها نحن الجنوبيين في سياسة نظام صنعاء ومعروفة جيداً عبر تاريخ الحروب بين الدولتين، أن تُنجز اتفاقيات بين الحكومتين ثم يتم الإعلان بأن نظام صنعاء ملتزم بموجب اتفاقيات موقعة رغم أنه قد شن الحرب عليها...

استنكر العالم كله حرب الشمال على الجنوب – التي أعلنت في لحظة ضعف الجنوبيين واستخدام الأفغان العرب والقاعدة وغيرهم – وكان لدول مجلس التعاون الخليجي موقف ايجابي وصادق .. حيث جاء في البيان الصحفي الصادر عن الدورة الحادية والخمسين للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي في الرياض يوم 25- 26 ذو الحجة 1414هـ الموافق 4 – 5 يونيو 1994م ما نصه: " تابع المجلس الوزاري بقلق بالغ التطورات المؤلمة في اليمن، وما ترتب على استمرار القتال بين الطرفين مما جعل القادة في جنوب اليمن يعلنون قيام جمهورية اليمن الديمقراطية،

في هذا السياق رحب المجلس بصدور قرار مجلس الأمن رقم 924" وأضاف البيان " وانطلاقا من حقيقة أن الوحدة مطلب لأبناء الأمة العربية، فقد رحب المجلس بالوحدة اليمنية عند قيامها بتراضي الدولتين المستقلتين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في مايو 1990م وبالتالي فإن بقاءها لا يمكن أن يستمر إلا بتراضي الطرفين، وأمام الواقع المتمثل بأن أحد الطرفين قد أعلن عودته إلى وضعه السابق وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية فإنه لا يمكن للطرفين في هذا الإطار إلا التفاوض بالطرق والوسائل السلمية.. إذ أنه لا يمكن إطلاقاً فرض الوحدة بالوسائل العسكرية".

واليوم ولأجل المواجهات المحتملة في الجنوب اعتمد نظام صنعاء على التخطيط لوضع قوات برية ونقاط عسكرية متمركزة بصورة دائمة من العند قرب عدن إلى حوف في المهرة، وتعزيزها في حالات الطوارئ كما يجري اليوم في ظل انتفاضة شعبية عارمة، ويحتفظ النظام حالياً بعشرات الألوية على طول وعرض الجنوب لمساندة قوات الأمن المركزي والأمن السياسي والأمن القومي والاستخبارات العسكرية وجيش المخبرين.. هذا إضافة إلى المعسكرات السابقة الدائمة.. تجسيد تأثير التحولات الكبرى الجارية في المحافظات الجنوبية على عدن والمكلا وزنجبار وعتق والغيضة حيث وضع الجيش لمنع المواطنين من التوجه إلى تلك العواصم الجنوبية..



وثيقة تاريخية حول القضية الوطنية الجنوبية.. بقلم: علي هيثم الغريب (2)

إن الثورة السلمية في عدن وأرياف الجنوب قاطبة قد أزالت شكوك ربما كانت لدى بعض دول الجوار حول القضية الجنوبية.. حيث وبعد الاعتقالات الكبرى التي تمت عام 2008م وقتل عشرات المواطنين وإنزال الأسلحة الثقيلة إلى عدن أتضح للعالم أن هذا النظام لا يؤمن بالديمقراطية التي التزم بها أمام المجتمع الدولي خلال حرب 1994م،

خاصة وإن انتخابات عام 2003م البرلمانية والرئاسية والمحلية لعام 2006م قد أثبتت أن 82% من سكان الجنوب قاطعوها ولم ينل المنتخبون غير أصوات ما لا يزيد عن 20% من المسجلين في قوائم الانتخاب.. ولهذا طلب الرئيس تأجيل الانتخابات البرلمانية عام 2008م عندما رفض الجنوبيون لجان القيد والتسجيل، بل وقاموا بمصادرة صناديق الاقتراع. ورفض الشعب الجنوبي أن تقرر مصيره أصوات المدافع وأصوات الانتخابات المزيفة.

واليوم إن القضية الرئيسية لم تعد ما إذا كان يجب أو لا يجب أن تكون هناك انتخابات في الجنوب لأن شعب الجنوب قد رفض ذلك مسبقاً، ولكن المسألة المركزية الآن هي ما إذا كان الجنوب والشمال باتحاد كل منهما مع الآخر ينبغي أن يستمر أم لا ؟!. أي هل هناك رغبة لشعب الجنوب في الاتحاد مع الشمال؟.

نقول: لا.. فما يوجد اليوم في الشمال تعصب أعمى وتحريض كبير ضد الجنوبيين يمكن يرتكب النظام من خلالهما مجازر شبيهة بمجازر رواندا ويمكن أن يحوّل المحتلين عدن إلى سراييفو الجزيرة العربية، خاصة وان هناك تعبئة رسمية متواصلة قد أظهرت "جيشاً حربياً" يُقذف به بوجه الجنوب.

وهنا يمكن الحديث عن الاتفاقيات التي أبرمت بين الدولتين في صنعاء وعدن لإدخال الجنوب في هذه المأساة، خاصة وان الرئيس علي عبد الله صالح بعد أن أعلن الحرب عليها اليوم بعد الانتفاضة الشعبية الجنوبية يعود من جديد للتمسك بها. فالاتفاق بين الرئيسين البيض وصالح بدأ باتفاق شفوي بينهما حول حقل جنة في شبوة الذي كان هذا الموقع سبب حروب الأئمة ضد الجنوب قبل ثورة سبتمبر 1962م حيث كان الأمام يحيى ومن بعده أبنه أحمد يطالبان بالعبر وجزء من شبوة ( وثائق تلك الاتفاقيات موجودة)، وبنفس الطريقة كان رئيس دولة الشمال يطالب بتقاسم حقل جنة النفطي بدلاً من الحرب، وهذا الاتفاق الشفوي أنما يتوخى من ورائه – أساساً – الحفاظ على وضع الحدود ألمرسمه بين الدولتين.

ولا يستطيع نظام صنعاء أن يخرج من هذا الوضع رغم هاجس القوة التي انتابته بعد حرب الأخوة في الجنوب عام 1986م، فأوحى للرئيس علي عبد الله صالح أن الاتفاق الذي تم مع الجنوبيين بشأن تقاسم حقل جنة النفطي يعني الاعتراف بالحدود ألمرسمه التي اعترف بها الأمام يحيى ومن بعده الأمام أحمد.. ولا يستطيع أن يقضي البطلان أي موقف يتخذ من قبل دولة الجنوب حول أمور تتعلق بالحدود أو الثروة أو الأرض، وعليه ولتدارك هذا الأمر أصبح التقرب من النظام الاشتراكي هو الطريق الأمثل لاحتواء قيادة الجنوب السياسية وضم أرضهم، فجاءت الاتفاقيات الوحدوية بين شريكي الوحدة كفخ للجنوب, وليس كمشروع وحدوي صادق يمكن أن يكون نموذج للوحدة العربية.

وهكذا فإن نظام صنعاء لم يترك شيئاً في تلك الاتفاقيات للصدفة، حتى إذا ما طالب الجنوبيون بإعادة دولتهم السابقة – كما حصل عام 1961م من قبل سوريا ومصر – فإن نظام صنعاء بإمكانه أن يعترض على هذا المطلب، وحتى إذا قام نظام صنعاء بحرب ضد الجنوب لضمه بالقوة فإن الحرب لن تكون بالمفهوم القانوني – حسب تصور حكام صنعاء – حرب بين دولتين، بل حرب أهلية داخل دولة واحدة.

بعد الحرب الطاحنة التي حدثت عام 1994م أصبحت الجنوب تابعه لنظام صنعاء سواء أراد أو لم يرد السكان أو الأنظمة العربية المجاورة المهددون مباشرة بوجود عدم الاستقرار في المنطقة.. وكما قال عبد الكريم الأرياني: "أن الجنوب ستبقى إلى الأبد ضمن الوحدة من أجل الاحتفاظ بالهيمنة من قبل السلطة الوحدوية على المصالح الاقتصادية في الجنوب" وأنه لواضح من نتائج حرب 1994م أن الأهداف الرئيسية لسياسة نظام صنعاء في الجنوب هي كالتالي:

أولاً: ضمان بقاء الجنوب تحت سلطة صنعاء.

ثانياً: تسهيل و توطيد السيطرة على ثرواته وأراضيه.

ثالثاً: إحداث تغيير ديموغرافي – سكاني للدفاع عن مصالح صنعاء و ردع أي خروج ضد هذه الأهداف.

وبإيجاز لقد عارض الشعب الجنوبي هذه المطامع التي تخدم مصالح سكان الجمهورية العربية اليمنية.. وأكثر من ذلك فإن ضم الجنوب بالقوة يقوي لغة الحرب بين العرب وإحداث الفوضى في الجزيرة العربية وعدم الاستقرار، وبسبب هذا فإن سكان الجنوب مناهضون بتصميم لا مثيل له في التاريخ لهذه الخطط البدائية, ومصممين على طرد المحتلين.

واليوم بعد أن ظلت الجنوب تحت الحكم الاستبدادي المتخلف لمدة 15عاماً (94م-2009م) وعلى امتداد تلك الفترة القصيرة من الزمن عمل الكثير جداً لنهب كل شيء في الجنوب له قيمة ولو كانت رخيصة جداً.. كانت الجنوب كلها هدفاً لحرب إبادة يشنها نظام صنعاء، إذ يجري يومياً القيام بإطلاق الرصاص الحي على الاحتجاجات السلمية والمواطنين، والاستيلاء على الأراضي والمزارع ونهب الآبار الارتوازية ودفنها وتحويلها إلى أراضي للبيع بالقطعة.. فيما ترك الآلف الناس مزارعهم واضطروا للجوء إلى المقاومة السلمية.. حتى لقد بلغ عدد من نهبت مزارعهم مائة ألف ونيف، معظمهم اليوم يعانون من الجوع والمرض.

ويعيش الجنوب إن حالة طوارئ التي لم تعلن رسميا حتى خلال عام الحرب ( 94م )- حتى لا تأخذ القضية الجنوبية مكانتها في المحافل الدولية.. والسجون تغص بالمعتقلين السياسيين الذين حرموا حتى من حق المقاضاة. أما من هم في المدن (عدن، المعلا، زنجبار، ردفان، الضالع) فقد أخضعوا لمعاملات وحشية وللتعذيب في السجون المركزية وسجون الأجهزة الأمنية وبعض الأماكن العامة (ملعب 22 مايو في عدن) والمعسكرات ( معسكر الأمن المركزي والمشاريع العسكرية والشرطة العسكرية), وخلال هذا العام أُلغي القبض على كثير من الأكاديميين والدكاترة والمحاميين والكتاب والصحفيين، إما لنشاطاتهم السياسية أو للاشتباه في كونهم مشاركين في الاحتجاجات الجنوبية أو يقرءون صحيفة "الأيام" أو يبيعونها في الأكشاك الرسمية أو يشاركون في التعليقات في الصحافة الالكترونية...

ولقد بدأت في أبريل 2009م موجة أخرى من الاعتقالات على نطاق واسع، ولم يعرف حتى الآن عن مصير بعض أولئك الذين قبض عليهم. وإنه ليوجد في سجون صنعاء أطفال رهائن تطالب السلطة آبائهم بتسليم أنفسهم.

وفيما يتعلق بالاعتصامات العامة الأخيرة في عدن (21 مايو 2009م ،7 / 7 / 2009م) فإن السلطات العسكرية أنزلت أسلحتها الثقيلة إلى داخل مديريات محافظة عدن (دبابات، مصفحات، دفاع جوي، أطقم عسكرية، سيارات همر عسكرية) لمساعدة الأمن المركزي المتهم بارتكاب أبشع المجازر في الجنوب، وقامت الأجهزة الأمنية العسكرية و المدنية بإلغاء القبض على حوالي ستة ألف متظاهر، وحولت نحو أربعمائة معتقل إلى سجون المحافظات المجاورة كما قتل وأصيب يوم 21 مايو 2009م أكثر من 100 مواطن على أيدي جنود السلطة.

وفي 23 يونيو 2009م ارتكبت أجهزة السلطة في زنجبار– أبين أبشع مجزرة عرفها الجنوب حيث راح ضحيتها 18 شهيداً و 87 جريح، وتُرك المصابين ينزفون في الشوارع ورفضت السلطة أنقادهم.. ومن استطاع الوصول إلى المستشفيات العامة رفض الأمن علاجهم.

ثم تبع ذلك مجزرة الضالع 24 يونيو 2009م، وقبلها مجزرة تشييع شهداء ردفان الأربعة يوم 9 يونيو 2009م (استشهدوا بين ابريل و مايو 2009م) حيث أطلق الأمن النار على المشيعين وسقط عدد من الشهداء والجرحى، و مجزرة عدن و المكلا – حضرموت يوم 7/ 7/ 2009م، و مجزرة الضالع يوم 30 سبتمبر 2009م ( مسيرة الغضب التي عمت كل الجنوب )، و يوم 16 أكتوبر 2009م أعلن قرار صادر عن وزارة الداخلية بمنع المظاهرات والاعتصامات، وهذا يعتبر القرار المائة لوزارة الداخلية طوال الثلاث السنوات الماضية، وشملت هذه القرارات القبض حتى على الذين يعتقد أنهم قدموا أي مساعدة للوطنيين، كما حدث في ساحة الهاشمي في عدن وفي مدينة زنجبار عندما فتح المواطنون منازلهم لإسعاف ومعالجة الجرحى.

إن سلطات صنعاء كانت قد بدأت في 7/ 7/ 1994م حينما استولت على عدن والمكلا بالقوة ثم راحت منذ ذلك الوقت تمد نفوذها إلى المحافظات الأخرى من خلال فرض ما يسمى بـ(أراضي الدولة) وحرية الاستيلاء عليها من قبل المتنفذين الشماليين مستعينة بالجيش والأمن.. ومنحت الشماليين – حتى لا يستنكروا هذه الجرائم – كثير من الأراضي ومزارع الجنوبيين، وتم فرض السلطات المحلية المزيفة ضد رغبات الشعب في الجنوب، واستغلت سلطات صنعاء الشعب وحالة دون كل تقدم، فأغلقت مستشفيات عدن الخمس واستبقت أثنين منها للقادرين على دفع ثمن العلاج والمعاينة.. وأغلقت العيادات التي كانت منتشرة في قرى محافظات الجنوب وكانت تمونها الدولة السابقة في الجنوب.. كما أنه لا توجد أية مستشفيات حقيقية في المحافظات الجنوبية تتبع الدولة.. فالسلطات في صنعاء تعتبر الجنوب ذات أهمية حيوية لمصالحها الاقتصادية والسياسية، فهي:

أولاً: حريصة على حماية الثروة النفطية والسمكية و المعدنية وتسخير مردودها لبناء الشمال.

ثانياً: تريد الاستمرار في السيطرة على الأراضي والمزارع والجبال وتوزيعها على مشائخ وعساكر الشمال لتأمين ولاءهم لها.

ثالثاً: تود الإبقاء على الجنوب كمصدر دخل وكسوق استهلاكية لتسويق منتجات التجار الشماليين فيها.

رابعاً: اعتبار شبوة وحضرموت وعدن مواقع هامة وضرورية لحماية ميزانية المؤسسات القبلية والعسكرية والتجارية الشمالية الحاكمة في الجنوب (ترفد هذه المناطق بـ 90% من ميزانية الدولة).


ومن أجل حماية هذه المصالح، استخدم نظام صنعاء القوة لقمع المقاومة السلمية، وبشكل رئيسي من خلال إطلاق النار من مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة على الاعتصامات السلمية، وما من محافظة أو مديرية أو قرية أو مدينة في الجنوب أُفلتت من هذه الجرائم التي يرتكبها النظام تحت سمع وبصر دول الجوار والجامعة العربية والأمم المتحدة ...

وتتمثل الوسائل الأخرى التي يستخدمها النظام لتمديد وجوده في الجنوب، في قمع المواطنين وحظر الصحف الجنوبية (لا توجد إلا صحيفتين "الأيام" و "الطريق").. ومنع الاعتصامات المنصوص عليها قانوناً، والإبقاء على حالة الطوارئ غير المعلنة بصورة دائمة خاصة في المدن الجنوبية.. وإقامة حكم مباشر على الجنوب من خلال الجيش والأجهزة الأمنية.

ولقد كان فرض ما تدعى بـ(مجالس السلطات المحلية) الذي خلقها النظام كسلطة صورية لضمان مصالحه مناورة أخرى من قبله – نظام صنعاء – وأن نصوص قانون السلطة المحلية رقم (4) لسنة 2001م أظهرت أنه كان خطوة إلى الخلف لا إلى الأمام، فوفقاً للمادة (19) من القانون لا تستطيع السلطة المحلية المنتخبة حماية الاعتصامات السلمية التي يطلق عليها الرصاص الحي من قبل قوات صنعاء العسكرية، ولا تستطيع توقيف الملاحقات ولا الاعتقالات التي يتعرض لها نشطا العمل السياسي، ولا تستطيع البث في الأراضي التابعة لها، وليست حتى سلطة منفذة لأوامر صنعاء، بل أن تنفيذ ما تريده السلطات في صنعاء يتم عبر الأجهزة الأمنية والعسكرية الشمالية المتواجدة في الجنوب.. ولا تستطيع القيام بأية ترتيبات تخص سكان المحافظة (أي ناخبيها ).. فالسلطة المحلية في الجنوب تنفذ أوامر نظام صنعاء...

ولقد اعتمد شعب الجنوب على الوسائل السلمية في طرح مطالبه من أجل فك الارتباط من دولة الجمهورية العربية اليمنية، ولكن النظام في صنعاء استخدم كل القوة المتاحة له لسحق مثل هذه الاحتجاجات السلمية.. وعليه فقد اضطر الشعب للرد على العنف بالمزيد من الحشود الشعبية الواسعة والسلمية وليس إلى الثورة أو العنف.. وكانت الانتصارات السياسية التي حققها الحراك الجنوبي السلمي هي إعادة 5% من المتقاعدين العسكريين إلى أعمالهم، وإخفاق خطة النظام في إحداث التغيير الديموغرافي في الجنوب – كان هذا مطلب عبد الوهاب الإنسي بعد الحرب -.. وتمكن شعب الجنوب من إماطة اللثام عن الأهداف الحقيقية لنظام صنعاء من وراء قيامه بحرب 1994م ضد الجنوب التي فشلت هي الأخرى...

علاوة على أن وثائق المنظمات الدولية الرسمية تبين من جانب آخر كم أصبحت بدائية و متخلفة الأوضاع السائدة في الجنوب، فالصحة العامة قد أُهملت لدرجة أن أصبح لدى محافظات الجنوب أحد أعلى معدلات وفيات الأطفال والمتقاعدين، وتفشت أمراض خطيرة ومزمنة كانت دولة الجنوب السابقة قد قضت عليها بشهادة المنظمات الدولية. أما التعليم فغير موجود عملياً إلا لتسجيل عدد الطلاب فقط.. في حين أن ما لا يزيد – في بعض مديريات الجنوب – عن نسبة أثنين بالمائة من السكان يواصلون دراستهم إلى الثانوية.

من جانب ثالث استمرت إجراءات القمع والقتل السياسي ضد المواطنين العزل، وارتكبت مجازر بعنف متصاعد راح ضحيتها المئات (مجزرة 27 أبريل 98م في حضرموت، مجزرة الضالع في 10/ 9/ 2007م، مجزرة الحبيلين 13 أكتوبر 2007م، مجزرة الهاشمي 21مايو 2009م وغيرها من عمليات إطلاق الرصاص على المواطنين الجنوبيين العُزل) التي راح ضحيتها المئات والآف المعتقلين.. ووصل أبناء الجنوب إلى قناعة أنه لا يمكن أن يكون هناك بالطبع أية مراجعة ممكنة للسياسة الشمالية.

ولقد حاول أبناء الجنوب في عام 2005م طرق باب الجامعة واستجداء حريتنا، وكنا نعتقد أن الجامعة العربية تستطيع عمل شيء، لكن في ذلك الوقت كان الحراك الجنوبي السلمي مازال عند مطالبه الحقوقية المشروعة رغم إن نظام صنعاء كان يقترف المذابح والتخريب والقتل والاعتقالات والمحاكمات.. فكانت تلك الجرائم ضد شعب الجنوب قد لفتت نظر واهتمام المنظمات الدولية قبل الجامعة العربية، وبدلاً من أن تقوم السلطات من معالجة مطالب الجنوبيين السلمية وبطريقة سلمية،

تصرفت بعنف وارتكبت مجازر بشعة يندى لها جبين الإنسانية، وزج بكثيرين في سجون الجنوب والشمال.. وإن عدن وحضرموت لم تتعرضا للنهب والسلب فقط بل وللاضطهاد وقتل الكثيرين هناك، وتعرضت معظم مناطق الجنوب للقصف من قبل سلاح الدبابات والمدفعية، وقد قال رئيس هيئة الأركان العامة: "أن قصف تلك المناطق هو التصرف الوحيد المناسب للحفاظ على سلطة الوحدة اليمنية" والدول العربية والأجنبية لم تعرف شيء عن ذلك لأنه لا يسمح لأي مراسل بدخول تلك المناطق أو حضور الاعتصامات أو نقل تلك الحوادث والمجازر اللاإنسانية عبر القنوات الفضائية.

ولما كان لدينا الآن موقف من قبل الجامعة العربية – وإن كان ضبابي وخجول – إلا إننا نستطيع نحن الجنوبيين التمتع بحق مخاطبة المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة والجامعة العربية.. رغم أنه مازال هناك بعد الانطباع العام في الجنوب الذي عبر عنه العديد من أبناء الجنوب عبر شبكات الصحافة الالكترونية – كمصدر وحيد للجنوبيين بعد أن منعوا من منحهم إصدار الصحف بل أغلق النظام أكبر صحيفة في الجنوب واستخدام ضد أسرتها أبشع الجرائم من قتل ورمي القنابل على مبانيها وهي صحيفة "الأيام" – ذوي النية الحسنة في الجنوب والعالم،

بأن الجامعة العربية لا تستطيع عمل شيء، وإلى حين يصبح الجنوب مثل صعده وحرف سفيان ومأرب، فأنها حينذاك فقط يمكن أن يحترم الجنوب.. وإن كان هذا مسلك الأمم المتحدة فنسأل الله ألا يكون هذا مسلك الجامعة العربية مهما كان مصالح بعض أعضاءها. فهذه النظرة يتحتم على الجامعة العربية إزالتها بأعمالها وسلوكها خصوصاً بالنسبة للجنوب.. لأن الجنوب المعروف عنه تاريخياً هو فوهة البركان فلا ترفعوا حرارته بصمتكم عن الجرائم التي ترتكب ضده من قبل نظام صنعاء.

إن الأمم المتحدة والجامعة العربية تستطيعان تطبيق القرارات السابقة التي أصدرتها عام 94م دون أن يكون ضرورياً أن تتحول الجنوب إلى دارفور أخرى.. وتدلل بأنها حريصة فعلاً على حياة الشعوب العربية وليس على الأنظمة التي ترتكب المذابح وتخرب الأنفس وتحطم النسيج الاجتماعي.. وأن تصون دماء الأطفال والنساء والشباب مثلما هي حريصة على صيانة دما الإنسان في أي بقعة كانت في المعمورة من الحروب الداخلية والتمزق.

وإن مناشدات الجنوبيين للمجتمع الدولي والعربي لا ينبغي أن تقود إلى التقليل من نضالهم السلمي – وهو النضال الوحيد اليوم في الوطن العربي والعالم الإسلامي – الذي يعم الجنوب كله.. إنه نضال سلمي من أجل ما هو حق وأن يكون مصير الجنوبيين بيدهم.

أن القضية الجنوبية واضحة جداً، وسهلة الاستيعاب أن كانت هناك إرادة دولية لمعالجتها. فالقضية هي قضية دولة دخلت بشراكة مع دولة جارة هي الجمهورية العربية اليمنية.. وفي عام 1994م شنت الدولة الجارة الحرب على الجنوب وأصبح الشعب هناك يعيش تحت حكم وسيادة الجمهورية العربية اليمنية.. بعد أن كانت دولة الجنوب عضواً في الجامعة العربية والمنظمة الإسلامية والأمم المتحدة والهيئات والمنظمات الدولية.

والعالم يعرف جيداً بلداً صغيراً مثل الجمهورية العربية اليمنية بعدد كبير جداً من السكان وبمؤسسات مختلفة، وعدد ضخم من المشايخ والحدود القبلية ألمرسمه بينهم.. فهناك في الجمهورية العربية اليمنية نحو ثلاثة وعشرين دويلة قبلية وكل دويلة قبلية لها رئيس أو أكثر.. فهي خارجياً وحدة سياسية، لكنها داخلياً منقسمة إلى دويلات قبلية عديدة جداً، وكل واحدة مستقلة عن الأخريات. والنظام السياسي لكي يحظى بدعم هذه المكونات لابد أن يعمل لها ميزانية خاصة وقت السلم و ميزانية أخرى وقت الحرب.. تلك هي الحالة وهي حالة غريبة جداً...

وقد حاول نظام صنعاء أن يعمم هذا التقسيم القبلي على الجنوب بعد عام 94م لكي يسهل عليه إخضاع الجنوب عبر المشايخ، ولكن عندما فهم مشايخ الجنوب أنهم مقيدون ومربوطون ببيت المشيخه العليا في صنعاء وهم لا شيء أمام مشايخ صنعاء.. وأنهم مجرد عبيد بدون إرادة ذاتية، وملزمين بتنفيذ أوامر السلطة الأمنية والعسكرية وتوجيهات مشيخة صنعاء العليا.. وإن الثارات القبلية وزرع الفتن بدأت تصدّر إلى الجنوب وبدأت الأثوار والأبقار والأغنام تهجر و تذبح أمام محاكم عدن طلباً للصلح.. وظهرت أساليب لفرض الواقع المتخلف في الشمال على الجنوب وأصبح انعدام الدولة كأمر واقع، ومن يحاول أن يستنكر ذلك تسارع السلطات الشمالية إلى زج به في السجن أو توقيف راتبه أو قتله إذا كرر ذلك ...حينذاك أنضم اغلب مشائخ الجنوب للحراك السلمي.

وكانت هناك محاولات كثيرة من قبل أبناء الجنوب – خاصة المثقفين والكتاب {د-ابوبكر السقاف والمحامي علي هيثم الغريب وفاروق ناصر علي واحمد عمر بن فريد وغيرهم} للإفصاح عن رأيهم الرافض لهذه الهمجية، وكتبوا عدة مقالات وعرائض لكنهم واجهوا دائماً القسوة الأمنية والاضطهاد وكل أنواع القهر.. هؤلاء الكتاب والمحاميين الذين مثلوا التطلعات الوطنية الأولى وحركة الحرية في الجنوب قادوا مواطنيهم سلمياً.. وحاولوا بصورة مشروعة أن ينصحوا نظام صنعاء بأن أبناء الجنوب من حقهم أن يكونوا أحراراً على أرضهم.. وأن يطالبوا بدولتهم المسلوبة وبثروتهم المنهوبة وبأراضيهم المستباحة، وأنه ليس من حق نظام صنعاء أن يقاوم بطريقة مسلحة شعباً أعزل.. يناضل سلمياً من أجل استرداد سيادته.

إن أبناء الجنوب إذا ما تحققت مطالبهم وذلك بفك الارتباط فإن المجتمع الدولي سيرى بنفسه أنهم يريدون وجه جديد لدولتهم الجديدة وثقافة أساسها الإسلام والتاريخ والهوية واللحاق بركب التطور الإنساني وفي المساهمة في الرفاه والحضارة العربية والإنسانية.

نحن نريد فك الارتباط لا اتحاداً فدرالياً أو كون فدراليا.. نريد دولة الشعب تعود للشعب الجنوبي.. وشعب الجنوب له وحده أن يتمتع بحق تقرير مصيره النهائي، فهذه الوحدة الذي يريد نظام صنعاء أن يحافظ عليها هي وحدة وهمية مفرغة من مضامينها، مجردة من قيمها، والجنوبيون فيها محرومون من الحقوق السيادية ومن أية سلطة فعلية.. ويخضعون لنتائج حرب 1994م.

وإذا تحدثنا بطريقة عابرة لتوضيح الحالة النفسية للجنوبيين نقدر نقول بأسف أنه حتى الثروة التي يجنيها بعض أبناء الجنوب لمساندة نظام صنعاء في الجنوب وإعطاءه مسحة من الشرعية خارجياً فإنها – أي الثروة – لا تضفي على صاحبها أي احترام وسط أهل الجنوب، كما أن تعيين النظام السياسي لأحد الجنوبيين في وظيفة مهما كانت أهميتها لا تضفي أية هيبة حتى وإن كانت من أعلى الوظائف في الدولة. وهذا شيء طبيعي فالناس ترضخ للحياة التي يعيشونها، ولا يستطيع هؤلاء أن يفرضوا أي رأي أو سلطة حتى بين أقرب الناس إليهم.. ومنذ حرب 94م وحتى الآن لم تعثر السلطة على أي شخص مناسب يمكن أن يوافقها على جرائمها التي تنفذ في الجنوب أو مستعد للقيام بأعمال قمعية ضد أهله. فما الذي يمكن أن يجنيه الإنسان الجنوبي من وضع نفسه يوماً وسيطاً بين السلطات وبقية مواطنيه عدا مشاعر العداوة من قبل الطرفين؟!...

وأعتقد أنه خلال الانتفاضة الشعبية الجنوبية انتهت مثل هذه الورقة التي كانت تستخدم من قبل النظام بعد كل تمرد جنوبي، ثم أنه وبحكم الثقافة المدنية التي دخلت الجنوب منذ القرن الثالث عشر بواسطة الهجرات المتواصلة للجنوبيين إلى بلدان الأرخبيل الهندي وبريطانيا وأمريكا وغيرها ووجود دولة النظام والقانون بعد الاستقلال الوطني عام 1967م بغض النظر عن اختلافنا مع قوانين وإيديولوجية ذلك النظام شبه الاشتراكي.. فإن شعب الجنوب تربى على النظام والقانون..

وبعد أن قرر النظام السياسي إدخالهم بإتحاد مع دولة الجمهورية العربية اليمنية حرموا من جميع حقوقهم ليس من قبل جهاز الحكم في صنعاء بل وأيضاً من قبل الشعب الذي تعمدوا تجهيله في الشمال الذي لا يعرف أي حقوق له بسبب الأنظمة المذهبية والقبلية والعسكرية التي توارثت حكمه.. وأنكر على الجنوبيين في أن يكونوا أحراراً.. وسلبت كافة حقوقهم بما فيها الحقوق الثقافية والمدنية والسياسية والتاريخية، وحقهم بالتجمع (إطلاق الرصاص الحي عليهم) والتعبير(إغلاق الصحيفة الوحيدة في الجنوب التي تعبر عن ألآمهم ومطالبهم "صحيفة الأيام "). وهكذا فإن شعب الجنوب تعرض ؟لإبادة جماعية سارت وفق نهج منظم من قبل نظام صنعاء.







وثيقة تاريخية حول القضية الوطنية الجنوبية.. بقلم: علي هيثم الغريب (3)


واليوم إن القضية ليست ما إذا كانت الاتفاقيات الوحدوية صحيحة أو مغلوطة.. إن القضية ليست ما إذا كانت شراكة مايو 1990م بين الدولتين في صنعاء و عدن يجب أن تبقى أو يجب حلها.. إذ أن شعب الجنوب يقرر ما هو صائب لهم و ما هو غير صائب لهم.. و أعتقد أنه قد قدر تماماً مصيره،وما تقديمه آلاف الشهداء و الجرحى منذ حرب عام 94م وما بعدها إلا دليل على تصميمه على فك الارتباط واستعادة الدولة.

وإن الوعود التي يطلقها نظام صنعاء بشأن حل القضية الجنوبية أو معالجة المصابين و الجرحى الجنوبيين هي وعود شكلية و للاستهلاك الخارجي، فالجنوب يعيش وضع تبعي للشمال و غنيمة لكل من يشارك في قمعه من الشماليين، و وقع فعلاً تحت السيطرة الهمجية مستغلين بذلك الوضع في المنطقة ومصالح الدول .

ورئيس الجمهورية العربية اليمنية علي عبد الله صالح أفصح وقال: " إن الحزب الاشتراكي كان هارباً من الجنوب فوقّع الوحدة معنا " .. إذا فهذه الاتفاقيات التي على ضوئها أعلنت الوحدة هي في مفهوم نظام صنعاء صكوك باطلة و تفتقد إلى الشرعية و الصلاحية القانونية. ولهذه السبب بالذات تم التحايل عليها بإجراءات سياسية تتنافى مع نصوصها و أُعلن الحرب عليها رسمياً عام 1994م من قبل دولة الجمهورية العربية اليمنية.

إن الجنوب بعد الاستيلاء عليه بالقوة العددية المسلحة و بعد إن صار بالفلك الهمجي اليمني أصبح يخدم احتياجات شعب الشمال.. و ضاعت مبادئ الوحدة و العدالة و مسألة بناء دولة حديثة للوحدة. و لسوء الحظ أنه بعد احتلال الجنوب قام النظام بتنفيذ مصالح البلدان التي كانت رافضة لنهجه العسكري ضد الجنوب.. و سعت تلك البلدان من خلال ضعف النظام و هشاشته إلى التقاضي عن جرائم النظام التي وقفت أصلاً ضدها عام 1994 رغم أنها تعرف أنه من المستحيل الدفاع عن وحدة جاءت بالقوة و ضد إرادة أهل الجنوب،

و كما قال لنا من قبل مثقفي تلك البلدان و هي حقائق معروفة جداً على كل حال، فإن هذه " الوحدة " هي لا شيء أكثر من محاولة لتأمين أطماع تلك البلدان و استمراراً للسيطرة العسكرية و الأمنية في الجنوب برضا تلك البلدان و بوسائل سياسية ملتوية من أجل ضمان مصالحها الإستراتيجية المنافية كلياً لمصالح الشعبين في الشمال و الجنوب. و مهما يكن فإن الجنوبي يسأل بطريقة مشروعة ما إذا كانت مثل هذه المواقف من قبل دول جاره لنا صحيحة أخلاقياً ؟ أو حتى يمكن اعتبارها قانونية و هي تتعارض مع مصالحها أصلا ومع الأغلبية الساحقة لشعب الجنوب ؟!.

ومن هنا إننا نعتقد أن من الصعب إنكار الحقائق التالية حول مسألة " الوحدة "التي يتغنى بها النظام:

أولاً: إن تلك الوحدة هي اتحاد مفروض بالقوة العسكرية و لا تضع اعتباراً لإرادة الشعب الجنوبي، و لا حاجة لإعطاء أي دليل بهذا الصدد إذا ما نظرنا فقط إلى الطريقة التي تمت بها عام 1994م، و كما نعرف جميعاً، معرفة جيدة، لم يجرى أي استفتاء لشعب الجنوب حول الوحدة عام 1990م .. فقد سويت المسألة كلياً بين الحزب الاشتراكي اليمني (الجنوب) و المؤتمر الشعبي العام (الشمال) و هما حزبان غير منتخبان من قبل الشعبين في الجنوب والشمال .. و فيما يتعلق ببقية الإجراءات التي تمت بعد إعلان الوحدة لم يستشار بها أيضاً سكان الجنوب و لا قواه السياسية و الحزبية التي كانت قد ظهرت بعد إعلان التعددية السياسية من قبل الرئيس الجنوبي علي سالم البيض نهاية عام 1989م...خاصة وان الرئيس البيض قد تنازل عن بعض المطالب في سبيل إرساء مبدأ التعددية وحرية الصحافة.

ثانياً: لو نظرنا إلى اتفاقيات إعلان الوحدة بين الدولتين ج. ع. ي. و ج. ي. د. ش. سنجد أنه لا شيء في هذه الاتفاقيات يمس سيادة الشعب الجنوبي على أرضه.. و يكفي القول في النهاية أن هذه الاتفاقيات جعلت التقاسم بين شريكي الوحدة أساس الحكم.. و بهذه الطريقة فإن الدولتين كانتا موجودتان في الجنوب و الشمال و حقوق الشعبين كانت موجودة أيضاً حتى أن الرئيس علي سالم البيض أعتكف في عدن و لم يمسه النظام بشيء لأنه كان محمي بشعبه المحبط كلياً من الوحدة و بوطنه الأم – الجنوب – ثم إن الأشخاص الوحيدين الذين استفادوا من تلك الاتفاقيات كانوا الاشتراكيين الشماليين الذين احتضنهم الحزب لحملهم معاً مشروع إيديولوجي اشتراكي، و هم الذين وقفوا مع النظام في وطنهم – الشمال – عندما نشبت حرب 94م و انضموا إلى أهلهم هناك بعد سقوط شراكة الحزب الاشتراكي بالسلطة.

ثالثاً: إذا كانت اتفاقيات الوحدة بين الدولتين في صنعاء و عدن تتناقض أساساً مع ميثاق الأمم المتحدة و حقوق الإنسان و كونها جرت و شعب الجنوب منكرة حقوقه من قبل الحزب الحاكم الوحيد – الحزب الاشتراكي اليمني – و مقيدة إرادته و حريته بقيود مختلفة، فإن حرب 94م التي شنت عليه كما شن الصرب حربهم ضد البوسنة و أحدثت جرائم شنيعة و مقابر جماعية للأطفال و النساء و المسنين تعتبر جريمة جنائية موجهة ضد الإنسانية و المجتمع الدولي، و لابد من التحقيق فيها من قبل الهيئات الدولية. و مهما يكن من الشدة التي تستعمل للقضاء على فكرة فك الارتباط لدى الجنوبيين فإنه لن يُستطاع إرضائهم بما دون فك الارتباط وتحقيق الاستقلال.

رابعاً: إن نظام صنعاء بعد انتصاره على الجنوب عام 94م أتبع، بلا كلل، سياسة نهب الأملاك العامة و الخاصة بصورة بشعة و غير أخلاقية، و عمل على إسكات جميع وسائل الرفض القانوني و التعبير السلمي و أرتكب جرائم جديدة ضد شعب الجنوب راح ضحيتها المئات من الشهداء و الجرحى، و ساهم في التردي الأخلاقي و تدمير الإدارة التي ورثها الجنوبيون عن بريطانيا، فبدون تلك الإدارة فإن دولة الجنوب السابقة ما كانت لتساوي شيئاً.

وهناك الكثير من الحجج القانونية و التاريخية المناهضة لدعوة نظام صنعاء بأن الجنوب جزء عاد إلى الأصل، إذ أن كل هيئات الدولة (البرلمان و الحكومة) تُنتخب دستورياً. و بالأخير فإن حكومة ما بعد إعلان الوحدة لم يكن لديها حق ولا سلطة حول الجنوب ولا التصرف بمستقبله، وكان لابد بالأخير لنظام صنعاء من شن الحرب للاستيلاء على الجنوب.

إننا في الجنوب نجد من الصعب تفهم سياسة نظام صنعاء في سياق الحقائق القائمة على الواقع.. فقد كان يتحدث عن الديمقراطية و تداول السلطة سلمياً و حرية التعبير، و هو بذلك كان يعتقد أنه يخدم مصالحه الذاتية في الشمال لجعل سيطرته أبدية على الجنوب، و ضد رغبات الشعب الذي ظل يناضل منذ فترة ما بعد الاستقلال من أجل استعادة حريته و بناء دولته الوطنية الديمقراطية.

لقد تحدث الرئيس الجنوبي علي سالم البيض بوضوح و دقة تاريخية عن الآمال التي صُنعت في الجنوب لإنشاء الاتحاد مع الشمال.. و عن الفخ الذي صنع في الشمال لالتهام الجنوب، و لا حاجة لنا لأن نأخذ وقت القارئ بإعادة ما قاله حول هذه النقطة. و الحقيقة اليوم هي، أن شعب الجنوب يكافح سلمياً لفك الارتباط عن أشقائه في الشمال و استعادة دولته.

لقد حرم شعب الجنوب خلال عقد و نصف من الزمن منذُ 1994م وحتى اللحظة من أرضه و ثروته ومن المشاركة الحقيقية بالحكم، و صار أبناء الجنوب جالية ضمن الجاليات الأجنبية الأخرى و شجع نظام صنعاء سكان الشمال بالقدوم إلى الجنوب و نهبها تحت حماية قوات الأمن المركزي و الجيش و الاستيطان فيها .. حتى أصبح تجار الشمال هم الطبقة المفضلة لديه في الجنوب...

إن سياسة نظام صنعاء استهدفت الاستيلاء على أراضي الجنوب و مزارعه حتى تظهر إلى السطح مصالح متضاربة ومتعادية، مما يجعل فك الارتباط عملية نوعاً ما أكثر صعوبة. و إن ظهور ما يوحي بذلك حدث خلال الانتخابات العامة لأعوام ما بعد حرب عام 94م لفوز مرشحي الحزب الحاكم، إذ منح أبناء الشمال وثائق شخصية جنوبية ليحق لهم الانتخاب و الترشيح، فأدى ذلك إلى مقاطعة الانتخابات بنسب عالية جداً من قبل الجنوبيين المقيدين في جداول الناخبين وغيرهم من الذين رفضوا تقييد أسمائهم...

وبعد الاعتقالات الكبرى التي تعرض لها رموز الحراك الجنوبي في 1 أبريل 2008م، اقترح الرئيس علي عبد الله صالح حكماً محلياً في الجنوب بهدف إسكات صوت الانتفاضة الشعبية العارمة، ثم اقترح مشروعاً جديداً لانتخاب المحافظين مع بقاء الأمن المركزي و الجيش و الأجهزة الأمنية الأخرى تحت القيادة المركزية.. إنه قرار يمكّن النظام المركزي من الإبقاء على سلطته و قوته داخل الجنوب.. في الوقت الذي يظهر أمام العالم و كأنه نظام شبه ديمقراطي و مقبول.

إن الحكم المحلي واسع الصلاحيات الذي يهدف إليه النظام قد اُعدّ بطريقة تمنحه البقاء في الجنوب بصورة شرعية، و تجعله يحصل على منفعة اقتصادية و مساعدات مالية من خلال التمسك بانتخابات شكلية و غير نزيهة. حتى أصبح المحافظ الجنوبي في الجنوب و كأنه المندوب السامي للسلطة المركزية.. يقدم لها الخدمات التي تطلبها .. فنظام صنعاء راح يؤسس نظام الحكم المحلي آملاً بذلك أنه سيحول دون مطالبة شعب الجنوب بحقوقه المشروعة.

وفي الوقت نفسه بدأت الأحزاب السياسية – كلها أحزاب شمالية – إلى المشاركة في كل تلك الانتخابات، بل و حظيت تلك الأحزاب بمساندة السلطة السياسية لأنها تدعوا إلى نفس مشاريع النظام، و لأنها لا تحبذ فكرة فك الارتباط.. و لكن بعد انفجار حرب صعده بدأت السلطة ترى فيها الخطر الحقيقي في الشمال – و ليس في الجنوب – على خططها و مشاريعها، و قد شنت السلطة في صنعاء حملة ضد أحزاب المشترك رغم أنها تعمل على امتصاص الحراك الجنوبي السلمي لأنها نددت بكل الجرائم و المجازر التي اقترفها النظام ضد أبناء الجنوب العُزل.

ثم قام النظام بتشكيل مليشيات مسلحة في كل محافظات و مديريات الجنوب لمواجهة الحراك الجنوبي بالقوة.. وأعطاها الحق في ضرب أو تفتيش منازل المشاركين في الحراك و رصد تحركاتهم و إبلاغ الأمن عنهم .. و كذلك توقيفهم و الرد على استفساراتهم.. وتعاملهم النيابة المتخصصة بالحراك الجنوبي السلمي كقتلة و قطاع طرق و محرضين.. ( أيام الاحتلال البريطاني للجنوب كان قادة النضال المسلح الذين يزج بهم في السجن يحكم عليهم بغرامات مالية بسيطة أو يتم نفيهم إلى الخارج.. و لم يكن هناك أشخاص معتقلون بدون محاكمة كما هو عليه الحال الآن،


و إن تمت محاكمات كانت أقصى التهم الموجهة إلى قادة النضال السياسي و المسلح هي مخالفات القوانين فقط) و يمنح الأمن المركزي – المتهم الوحيد بارتكاب مجازر جماعية في الجنوب – صلاحيات جلد المشاركين في الاعتصامات السلمية و ضربهم و تعذيبهم و سبهم بنفس تلك الكلمات التي سمعناها في سجن أبو غريب في العراق.. وهناك كذلك وزارة لحقوق الإنسان، لكنها هي نفسها أدانت الحراك الجنوبي السلمي و دعت إلى ملاحقة المشاركين فيه.

بعد انتفاضة الشعب الجنوبي جاءت فكرة تأسيس مجلس قيادة الثورة الجنوبية السلمية بعد ما صار واضحاً أن الشعب لن يقوى على تحقيق أهدافه إلا بتنظيم نفسه تحت قيادة واحدة موحدة.. و هو ليس حزباً سياسياً، و إنما مجلس وطني عام يمثل كل شرائح المجتمع الجنوبي, خاصة وانه نتج عن تراكم نضال وتضحيات شعب الجنوب التي أفرزت هيئات وطنية جنوبية كللت بالنجاح وذلك باندماجها معا تحت مسمى مجلس قيادة الثورة السلمية الجنوبية وأصبح المجلس الممثل الشرعي للشعب الجنوبي ويعبر عن تطلعات الجنوبيين وإرادتهم الموحدة وهذه المطالب يمكن تحديدها في النقاط التالية:

1- التحرر الكامل من نظام الجمهورية العربية اليمنية و فك الارتباط معه و إيجاد دولة جنوبية بنظام جديد يعكس إرادة الشعب الجنوبي.

2- تقديم مرتكبي الجرائم و المجازر التي ارتكبت ضد شعب الجنوب إلى القضاء، و إطلاق سراح كل السجناء السياسيين والمختطفين قسرا وعودة المنفيين إلى وطنهم، وإلغاء القوانين المصادرة للحريات و الضغط على نظام صنعاء بالخضوع لإرادة شعب الجنوب والعمل على تطبيق القرارات الدولية.

3- نطالب المجتمع الدولي والجامعة العربية بتشكيل لجنة (برضا مجلس التعاون الخليجي) للسير بإجراءات فك الارتباط بين الدولتين و أن يكون هناك حضور للأمم المتحدة.

4- يجب الحفاظ على أمن الجميع في الشمال كي لا يحدث تقسيم هناك بحكم التركيبة القبلية و المذهبية المتفجرة ..

5- أن الشمال والجنوب بدولتيهما يجب أن يعيشان في ظل سياسة إقليمية توفر الأمن والاستقرار للمنطقة.

خاصة وانه عندما شنت حرب 94م، ضد الجنوب فإن أغلب البلدان العربية احتجت بما فيها الجامعة العربية و مجلس التعاون الخليجي و الأمم المتحدة.. و يجب تذكر أن الجنوب كانت قبل حرب 94م دولة مستقلة بالكامل.. وهل يمكن التصور بجدية أن الشماليين الذين شاركوا بحكم الجنوب كان يمكن أن يسمحوا لنظام صنعاء الذين هربوا منه إلى عدن بالاستيلاء على الجنوب بدون إظهار -على الأقل- بعض المعارضة لو أنهم كانوا يؤمنون أن الجنوب جزء من اليمن؟ لا نظن أن أي إنسان عاقل يمكن أن يصدق أن هذا كان ممكناً.

أغلب أعضاء و قيادات الحزب الاشتراكي اليمني كانوا من الأشخاص الذين ولدوا في الشمال و قد عادوا إلى أرضهم بعد إعلان الوحدة و هل كانت تلك العناصر قادرة على مقاومة نظام يجسد مشروعها و ترفض الحرب ضد الجنوب؟!.

إنه لواضح – كما قلنا – أن المشاعر كانت مختلفة، و علاوة على ذلك فإن من استولى على عدن و الجنوب بقوة السلاح لم يحصلوا وحدهم على الغنائم و المنافع، و إنما أيضاً اغلب أبناء الشمال ... نظراً لأن حرب 94م قد ضمنت للشماليين حماية ما ينهبوه. أنها كانت، بالطبع، حيلة من حيل النظام السياسي دخل بها الحزب الاشتراكي اليمني بحكم عدد الماركسيين الشماليين فيه.. و عندما أنهار الحزب الاشتراكي ظهر الفصيل الشمالي يقوده من جديد من صنعاء ضد الحراك الجنوبي السلمي، و هنا بالذات بدأت القطيعة بين الاشتراكيين الشماليين و الاشتراكيين الجنوبيين لاختلاف المصالح الوطنية و السياسية.. و أيا كان ما كان لدى الاشتراكيين الشماليين من سبب لتنفيذ مثل هذه السياسة فقد كانت النتيجة أن الاشتراكي احتفظ بوجوده في صنعاء و رأوا أن حزبهم مهدداً من قبل الجنوب لا من قبل الشمال.. وكل ما تحققه أحزاب اللقاء المشترك هو إثارة المعارضة للنظام و ليس موقفاً منها مع الجنوب...

هذا الترابط بين السلطة و القوى المعارضة لها أوجد قناعة عند الجنوبيين أن الشمال قد توحد فعلياً ( سلطة و معارضة ) لنهب الجنوب وإبادة سكانه.. و هكذا شهدت الجنوب تغيراً هائلاً، فما كان في أغلب الحالات مجرد معارضة جنوبية فردية تحول إلى انتفاضة شعبية كاسحة.

وهنا يمكن أن نشير إلى حقيقة تاريخية ثابتة و هي أنه في وقت كانت فيه الشعوب – في القرن الماضي – الخاضعة للاستعمار في العالم كله.. فإن سكان الجنوب لم يخضعوا أنفسهم على الإطلاق للحكم الاستعماري مباشرة بل كانت هناك معاهدات مكتوبة بعيدة عن أي تواجد عسكري أو أمني بريطاني، و تلك المعاهدات كانت شبيهة بمعاهدات مصر مع الاستعمار البريطاني الذي دخلها عام 1882م.. و اليوم فإن المعارضة الحزبية و السياسية في صنعاء لم تثير أي رغبة للحفاظ على الوحدة في نظر الجنوبيين،

و من جانب ثاني أنه لو كانت هناك رغبة حقيقية لدى الجنوبيين في الوحدة فإن التجاوب مع دعوة لقاء التشاور الوطني الذي اشتركت فيه أغلب القوى الفعلية في صنعاء و خرجت بوثيقة شبيهة "بوثيقة العهد و الاتفاق" كان سيكون غير قابل للرفض من قبل الجنوبيين.. و حسبما حدث فإن غالبية جماهير الجنوب أبدت معارضتها الواضحة حتى لتلك الوثيقة التي قالت السلطة عليها أنها " وثيقة الخيانة ".. و أنه لطبيعي أن تعتبر أحزاب اللقاء المشترك الحراك الجنوبي ومجلس قيادة الثورة السليمة غير شرعيان لأن ولاءهم هو لوطنهم و ليس للجنوب.. أما السبب الأخر في هذا فهو أن الجنوبيين غير واثقين من المعارضة، و لا رغبة لديهم أن يحكموا من السلطة أو أحزاب المعارضة.. فنحن نريد أن نكون أسياد أنفسنا، سادة على أرضنا، و قرارنا السياسي كما كنا منذ آلاف السنين.

إن شعب الجنوب مصمما على أن يصبح مستقلاً بذاته و العقبة الرئيسية كانت بالطبع تجزئة وانقسام الجنوبيين إلى عدة فصائل و هيئات صغيرة.. و جاءت النتيجة أن ثلاث هيئات توصلت إلى أتفاق بمبادرة من شخصيات جنوبية في الحراك، وفي 9 مايو 2009م أتحدت معاً لتأسيس (مجلس قيادة الثورة السلمية الجنوبية).. و منذئذ انضمت إليه شخصيات كبيرة في الداخل و الخارج.. و إن ذلك الاندماج التاريخي بين مكونات الحراك الجنوبي تم الموافقة عليه من قبل كل الهيئات في المحافظات و المديريات الجنوبية علاوة على أن قياداتنا الجنوبية السابقة واللاحقة جميعها تعيش في المنفى دعمت وتبنت هذا الاندماج الوطني.

وعبر هذا المجلس سنؤسس ثقافة مجتمعية جديدة ونظاماً ديمقراطياً مناسباً و مفهوماً لشعبنا. نظام يقوم على التوفيق بين كل شرائح المجتمع وقواه السياسية و قوالب الديمقراطية التي لا تتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف، و سنرسي مفهوم جديد للانتخاب كون الانتخابات العامة ليست بجديدة على شعب الجنوب إطلاقاً فقد كانت حاضره منذ فترة ما قبل دخول بريطانيا الجنوب.. فمن الناحية التقليدية فإن القبائل كانت تنتخب زعماءها، و إن كان ليس بصناديق الاقتراع والأصوات،
وإنما بالنقاش المفتوح و الاتفاق فيما بينهم.. فهذه الممارسة التي أرسيت بطريقة نزيهة منذ القدم هي التي خلقت المدنية في الجنوب.. و نحن نؤمن أن تلك الممارسات كانت ديمقراطية بحق و من السهل بعد فك الارتباط إدخال إجراءات انتخابية أكثر رسمية من تلك..حتى لا نكرر الطرق غير الديمقراطية التي شابت نظام الجنوب السابق ،وكذلك تكرار الاتفاقيات التي حصلت بين دولة الجنوب ودولة الشمال قبل وبعد إعلان الوحدة. ونعتقد انه كان هناك سوء فهم من قبل نظام صنعاء لاتفاقيات الوحدة، لذلك يتحتم علينا أن نذكر:

أولاً: أن دولة الجمهورية العربية اليمنية بعد توقيع إعلان الوحدة ليست لديها أية سلطات فيما يتعلق بدولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، أي أن تلك الاتفاقيات لم تمنح دولة الشمال حكم دولة الجنوب.

ثانياً: إن بعض الوزارات التي اندمجت بالمناصفة و بالرغم من امتلاكها لما يسمى ( سلطات مشتركة) للنظر في بعض القضايا الثانوية ، إلا أن هذه في الحقيقة سلطة لم تستخدم أبداً في الفترة من 90م – 1994م لا في الشمال ولا في الجنوب .. حيث ظلت كل دولة تحكم شعبها تماماً كما كان قبل إعلان الوحدة عام 1990م.. و إن تسيير أمور الحكومة من خلال (السلطة المشتركة) بين الشماليين والجنوبيين داخل كل وزارة كان يستحيل استخدامها نيابة عن مؤسسات الدولة السابقة القائمة في الجنوب أو القائمة في الشمال .. و في الواقع فإن كل نظام من النظامين كان يسيطر على وطنه و كيانه السابق.. و على كل ناحية من نواحي الحكم، أي أن دولة الجنوب ظلت تحتفظ بالسيادة على أراضيها حتى يوم 7/ 7/ 1994م عندما دخلت القوات القبلية العسكرية الشمالية إلى عدن.

وكمثال على ما نقصده، حتى ممكن أن يكون مثال خارجي، فإننا نريد أن نذكر أن احتلال العراق للكويت قد أحدث أول فراق سياسي بين طرفي الوحدة - الشمال والجنوب -. حيث كانت للشعب الجنوبي وجهة نظر قوية حول هذا الاحتلال الدموي الذي احدث سابقة خطيرة في الوطن العربي.. و قال البيض حينها : " إن الشعب الجنوبي كانت له وشائج مع الشعب الكويتي لا يمكن أن نتسبب في قطعها" و كرس البيض جهود كبيرة للتأثير على الرئيس علي عبد الله صالح وقد نجح في الحد من اندفاع صنعاء لمساندة العراق عسكرياً رغم أن القيادة الجنوبية كانت تعيش بين سندان الوحدة و مطرقة الغزو العراقي للكويت.

والنقطة الأخرى، نريد أن نؤكد فيها شيئاً عن وضع الجنوب وعدن خاصة.. إن عدن هي الآن تعاني من بطش وتغيير ديموغرافي واسع و رغم وجود المكاتب الحكومية شكلياً إلا أنها تخضع لحكم الأجهزة الأمنية.. و إنه لا شيء يعمل من أجل سكان عدن، و ما يقال غير ذلك فهو بعيد جداً عن الصدق. وقد حدث تقدم في مد الطرقات والكهرباء والمياه إلى المستوطنات السكنية و الزراعية التي يمتلكها المتنفذون الشماليون بعد طرد الملاك والسكان الأصليين منها بالاستعانة بالأمن المركزي والجيش.

ذا فالقضية الجنوبية من خلال ما ذكرناه تبدو واضحة في حد ذاتها.. و شعب الجنوب من خلال "المسيرات المليونية" أظهر رغبة في أن يروا المجتمع الدولي والجامعة العربية تطبقان قرارا ملزما لنظام صنعاء من شأنه جعل حرب 94م حرب غير شرعية، و أن تطبق القرارات التي اتخذت بشأن احتلال العراق للكويت على الجنوب، هذا ما حصل منها فعلاً عام 1994م قبل أن تستولي القوات القبلية والعسكرية على الجنوب و بعده.. و بقدر كون الجنوب كانت تديره دولة متمتعة بالعضوية في الجامعة العربية والأمم المتحدة و بكافة الهيئات الدولية، و هي دولة وافقت دون استفتاء شعبي على الدخول بشراكة مع دولة جارة أخرى وفشلت هذه الشراكة.. فإننا نعتقد إن واجب المجتمع الدولي والجامعة العربية تناول
هذه القضية بجدية و بأنه يجب تأكيد حق شعب الجنوب في فك الارتباط وتحقيق الاستقلال.

وثيقة تاريخية حول القضية الوطنية الجنوبية.. بقلم: علي هيثم الغريب (4)

وعلى أساس من هذا القرار فإننا نشعر بأن خطوات عاجلة يجب اتخاذها لنقل كل السلطات إلى سكان الجنوب، بدون أي شروط أو تحفظات، طبقاً لإرادة الشعب المعبر عنها بتلك التضحيات الجسيمة.. لذلك فإن أول خطوة ملموسة هي وضع الخطوات المناسبة التي ستمكن شعب الجنوب من استعادة دولته.. و في رأينا أن هذه الخطوات تشمل:

أولاً: عدم الاعتراف باتفاقيات الوحدة التي لم تكن حتى محل مشاورات شعبية، سواء في شكل استفتاء أو من خلال التشاور مع القوى الوطنية الجنوبية في الداخل و الخارج.

ثانياً: عدم الاعتراف بنتائج حرب 1994م، وهذا ما جاء فعلاً في قرارات الجامعة العربية خلال فترة الحرب و قرارات مجلس التعاون الخليجي و قرارات الأمم المتحدة.

ثالثاً: عدم حل المجالس المحلية في المحافظات الجنوبية خاصة وإن أغلب أعضاءها قد أنضم للحراك الجنوبي السلمي حتى تتم انتخابات جديدة.

رابعاً: لابد من مشاركة بلدان مجلس التعاون الخليجي في مسألة فك الارتباط حتى تولد دولة قوية و في سلام مع جيرانها. بل إن المشاركة في معالجة المحنة التي يمر بها الجنوب اليوم تفرض على بلدان المنطقة التزاماً دينياً وأخلاقياً وقانونياً.

خامساً: لابد من وجود حكومة مستقلة في الجنوب حتى يستفتى الشعب عليها، لأن وحدة 22مايو 1990م ببساطة كانت مشروع نوايا حسنة وثقافة قومية وأممية وتعبيراً عن الثقة في أن النظامين في صنعاء و عدن يستطيعان العمل معاً من أجل المصالح المشتركة للشعبين ككل.. و لكن هذا المشروع لم يتحقق مع الأسف و ما حرب 94م التي شنت ضد الجنوب إلا دليل على ذلك.. و لقد جرت كثير من المحاولات من قبل بعض الجنوبيين لرفض أي اتحاد بين دولتين بدون أسس صحيحة..

و أكدوا أن الوحدة الاندماجية هي عامل معوق لمشروع الوحدة العربية نفسه. و الرئيس اليمني نفسه لم يكن يرغب حتى في توحيد وزارتين خوفاً من جيش الجنوب الفتاك الذي وصل إلى مأرب و ذمار عام 1979م و كادت صنعاء لولا التدخل العراقي أن تسقط بأيدي الجنوبيين و كان مقترحه أن تكون هناك وحدة كون فدرالية.. و اليوم فإنه يجب التوضيح أن مسألة هذه الوحدة متروك أمرها لشعب الجنوب نفسه و ليس لنظام صنعاء الذي دخل عدن بالقوة العسكرية.

سادساً: لابد من إرسال بعثة زائرة من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى الجنوب، و ينبغي أن لا يكون ضرورياً إذا أعترض النظام في صنعاء على ذلك أن تزور الجنوب كله.. لكن يمكن أن تزور المناطق المحررة سلمياً منه والتي تتمتع بحكم نفسها تحت السلطة المحلية.. إن النظام حتماً سيقول أن ذلك يشكل تدخلاً في الشئون الداخلية لسلطاته، و إن هذا القرار سيكون غير مقبول من جانبه، و نحن نقول إن كان ذلك غير مقبول، فهل سياسته في الجنوب مقبولة من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية..؟!وهل يحق للنظام الذي استولى على الجنوب بالقوة عام 1994م أن يحمل الجامعة العربية على تغيير موقفها والانصياع إلى رأيه؟.. و إن كانت الإجابة من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية بنعم فلماذا إذاً تتدخل بشئوننا نحن الجنوبيين؟!

فإذا كان النظام لا يرغب في أن يكون للمجتمع الدولي أي دور في تمكين شعبنا من فك الارتباط.. وبحكم إننا كنا دولة نتمتع بعضوية كاملة في الأمم المتحدة والجامعة العربية و دخلنا بشراكة مع دولة جارة بحكم ظروف كثيرة، و تريد هذه الدولة أن تخطط إلى فرض وحدة شكلية زائفة يرضى بها القوميون العرب، و يخفي خلفها هيمنته على جنوبنا الحبيب، و يحول دون وضع نواة سليمة لوحدة عربية قادمة بإذن الله لتحقيق أسمى أهداف الأمة العربية وأعزها على الإطلاق،

فهل هذا يتوافق مع ميثاق الجامعة العربية والصكوك الدولية؟! لاسيما و أن نظام صنعاء يعمل منذ عام الحرب (1994م) وخلال وجود جيشه و أمنه في الجنوب للحيلولة دون تحقيق الأمن والاستقرار مستخدماً في مناهضتهما كل الوسائل القمعية والمؤامرات.. فهل الوحدة هي أن تنهب أراضينا وأملاكنا؟ هل الوحدة أن ترتكب المجازر ضد مواطنين عزل، و هي جرائم أبشع من جرائم شارون ضد الشعب الفلسطيني؟ هل الوحدة أن يأخذ أولادنا القُصّر إلى سجون صنعاء كرهائن حتى يسلم رموز الحراك أنفسهم للنظام ؟! هل الوحدة أن يفتي مفتين النظام من الشماليين بقتل أطفالنا و نساءنا والمسنين من أبناء الجنوب و إن الانفصالي هو مرتد عن الإسلام؟!(هناك وثائق تثبت ذلك).

كان قد قيل من قبل نظام صنعاء إن الحراك الجنوبي السلمي " فقاقيع " مرفوعة بروح الانفصال. دعونا نفصل الموضوع بواقعية، لو كان الحراك الجنوبي عبارة عن " فقاقيع " هل كان يمكن أن يسانده الملايين من أبناء الجنوب الذين خرجوا وصدورهم عارية منتظرين رصاص نظام صنعاء؟ ..لا، و هل مطلب "فك الارتباط" هو مطلب الرئيس علي سالم البيض و علي ناصر و العطاس؟ .. لا، بل كل الجنوبيين يريدون فك الارتباط. و كما نشهدكم على أن وسائلنا النضالية لم تكن لتخرج عن الوسائل السلمية المشروعة، و إن الحركة الشعبية الجنوبية لم يتعد حدود أهدافها إلى أي عبث ما بحقوق الشماليين المتواجدين في الجنوب قبل الحرب و الذين يشكلون مع أبناء الجنوب نسيجاً اجتماعياً ، أو حدود حسن العشرة التي اعتادوا أن يجدوها في بلادنا منذ سنوات طويلة و أصبحنا نشكل معاً أسرة واحدة.

ولا شك عندنا في أن المجتمع الدولي والجامعة العربية تشاركنا في الإقناع بهذه الحقائق التي لا بد أن تكونوا علمتموها ،توجد ملفات متنوعة حول الجرائم التي أقترفها النظام ضد شعب الجنوب ابتدءا من نهب الأرض و تشريد ملاكها الأصليين( أحد المتنفذين الشماليين نهب أرض مساحتها تساوي مساحة قطر و البحرين)و ردم شواطئ عدن و المكلا و بناء فُلل للمستوطنين الشماليين، الاستيلاء على منازل و مزارع المواطنين، قتل الناس في الشوارع – قبل الحراك الجنوبي – لإيجاد الهيبة لكل من هو شمالي، الاستيلاء على كل أملاك الدولة السابقة في الجنوب ( مبانيها ومؤسساتها و أوقافها و مزارعها و مصانعها و ورشها و غيرها) طرد و تعقيّد سبعمائة و خمسين ألف موظف جنوبي من السلك العسكري و الأمني و المدني بدون أي حقوق تذكر،

رفض التحقيق في الجرائم التي تقترفها الأجهزة المنية في الجنوب و يظهر إفلاتها من العقاب جراء الانتهاكات التي تمارسها ضد الجنوبيين، و يقوم الادعاء العام كذلك بإغلاق أي تحقيقات بهذا الخصوص.. و مازلنا نطالب الهيئات الدولية بالتحقيق في كل الجرائم التي نفذت ضد أبناء الجنوب بما فيها جرائم حرب 1994م...

حيث كانت حرب الشمال ضد الجنوب عام 1994م حرب فريدة من نوعها، حرب غطتها كل القنوات الخليجية و العربية و العالمية و شهدها العالم كله و شهد تلك الجرائم اللاانسانية التي ارتكبت ضد سكان الجنوب و أهل عدن خاصة.. و هناك أدلة قوية على ارتكاب القوات الشمالية جرائم " إبادة جماعية " تمثلت في ضرب عدن بالصواريخ و الطائرات والمدفعية و قطع الكهرباء والمياه والاتصالات على السكان هناك .. وهذا يخالف اتفاقيات إعلان الوحدة بين الدولتين والاتفاقيات والمواثيق الدولية، بما في ذلك القتل المتعمد لأسر بأكملها و ضرب عدن بالصواريخ و الطائرات و المدفعية كان يهدف إلى إلحاق أقصى ضرر بالسكان و التدمير الكبير للممتلكات العامة و الخاصة،

وإن هذه الانتهاكات تدعم إمكانية توجيه اتهامات على أساس " المسئولية الإجرامية الفردية " خصوصاً في حالات استهداف المدنيين في مدن وقرى الجنوب، ما يشكل جريمة حرب بموجب نظام المحكمة الجنائية الدولية. و قد طالبنا حينها مجلس الأمن الدولي بأن يضع المسألة أمام الأعضاء للتصرف بموجب الفصل السابع وإحالة القضية إلى محكمة خاصة بجرائم الإبادة الجماعية (حينها لم تكن المحكمة الجنائية الدولية قد تأسست).. و إجراء تحقيق ذي صدقيه يتسق مع المعايير الدولية و بإشراف حقوقي دولي.. و قد قامت عدد من المنظمات الدولية و حقوق الإنسان بجمع الأدلة و البراهين من خلال الرصد و التوثيق وجمع المعلومات عن الضحايا من الأطفال و النساء و المسنين.

ونحن اليوم في نفس الاتجاه نطالب مؤسسات حقوق الإنسان العربية و الدولية و مؤسسات المجتمع المدني ممارسة الضغط على نظام صنعاء بعدم تكرار تلك الجرائم غير إلانسانية .. خاصة و إن الجرائم مازالت ترتكب ضد الجنوبيين و بشكل يومي وحث الجامعة العربية و المجتمع الدولي من أجل محاسبة المسئولين الشماليين و عدم إفلاتهم من العقاب.

بل لعلنا نؤكد إن هذا الأوان قد آن منذ زمن ما بعد حرب 94م حين سطت عصابات قبلية و عسكرية و أمنية عل أملاك و ثروات الجنوبيين سطواً مسلحاً في وضح النهار، و حين تسببت بالنكبة الجنوبية عبر سياسات نهب أرض الجنوب و تدمير مؤسسات الدولة فيه و إلغاء الحياة المدنية.. و الذي علل محاسبة هؤلاء بالتأكيد ظروف عديدة لعل في مقدمتها انحياز بعض الدول الأجنبية السافر لنظام صنعاء و هيمنة قرارها على الأمم المتحدة و دخول بلدان الخليج بمشاكل صدام حسين و إيران و العراق و غيرها.. و لذلك يحق لنا أن ننتظر موقف الجامعة العربية إلى جانب شعب ما فعل أكثر من أن يسأل الأمة العربية و المجتمع الدولي أن يسمح له بأن يعيش كبقية شعوب العالم، بعد أن وصل إلى قناعة تامة بأنه لا يستطيع أن يعيش إلا بوطنه الذي سلب منه بالقوة و في زمن ضعفه.. و باستعادة دولته التي دخلت بشراكة مع دولة جارة أخرى.

ونحن نرى أن الدول العربية و الأجنبية و مجلس التعاون الخليجي و الجامعة العربية و مجلس الأمن الدولي قد كان لهم موقف واضح من حرب 1994م.. و قد ذكرنا موقف مجلس التعاون الخليجي عندما أشار بيانه يوم 4-5 يونيو 1994م " أنه لا يمكن إطلاقاً فرض هذه الوحدة بالوسائل العسكرية " و هناك قرارات دولية خاصة بحرب 1994م القرار رقم 924 و 631 لسنة 1994م، و كذلك تقرير الأمين العام للأمم المتحدة رقم 764 (1994م) ،

ثم تقديم هذا التقرير وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 924(1994م) و يطلب التقرير من ضمن أمور أخرى إرسال بعثة تقصي الحقائق إلى المنطقة حال ما يمكن ذلك، و تقرير الأمين العام لمجلس الأمن الدولي رقم 817 (1994م) ثم تقديم هذا التقرير وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 931(1994م) و الذي طلب بموجبه المجلس من الأمين العام و مبعوثه الخاص متابعة المحادثات مع جميع الفرقاء تحت أشرفهما و السعي إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار و بحث إمكانية إنشاء آلية مقبولة للطرفين يفضل أن تشارك فيها دول المنطقة.. و كانت الولايات المتحدة الأمريكية من ضمن الموقعين على قرارات مجلس الأمن رقم 924 و 931 لسنة 1994م، بل و اعتبرت دخول القوات الشمالية إلى عدن خط أحمر و رفضت فرض الوحدة بالقوة.

وانطلاقا من هذا الموقف الدولي و الأمريكي يعتبر الوضع الحالي في الجنوب غير قانوني وإن نظام صنعاء شكل خرقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي و إن دخول عدن بالقوة والاستيلاء على الأملاك هناك قد يؤدي إلى رحيل السكان و هذا أيضاً مخالف لوثائق الأمم المتحدة ، و فضلاً عن ذلك إن المواثيق الدولية التي وقعت عليها الجمهورية اليمنية تحدد نصاً أن السيطرة على الأراضي الخاصة و العامة المرتبطة بالسكان يشكل مساً بالأملاك الشخصية مما يشكل خرقاً لنصوص تلك الوثائق، و الناحية الأخرى تتعلق بقانونية نهب الأرض في الجنوب على ضوء القانون الدولي لحقوق الإنسان..

فالجنوب ليست أرض بلا مالك، واعترفت الأمم المتحدة إن النزاع في اليمن هو نزاع بين دولتين، فالجنوب كان دولة بذاته قبل إعلان الوحدة و الشمال كان دولة بذاته كذلك.. و الدولتين كانتا لهما عضوية في كافة المحافل الدولية و لذا من حق الجنوبيين أن يرفعوا قضيتهم أمام المجتمع الدولي، لأن الشراكة التي أعلنت بين الدولتين الجنوبية و الشمالية عام 90م تحولت عام 94م إلى احتلال الشمال للجنوب و ما يجري اليوم في الجنوب يؤكد ذلك الاحتلال و ما على الدولة الشمالية إلا تطبيق نص النظام رقم (43) من أنظمة لاهاي الصادرة عام 1907م ، و إن اليمن كعضو في الجامعة العربية و في منظمة الأمم المتحدة عليه التزامات تتطلب منه اتخاذ خطوات لتطبيقها خاصة قرارات مجلس الأمن و الجامعة العربية و التعاون الخليجي لعام 1994م.

في 24 يوليو 1994م برز استياء شديد في أوساط مجلس الأمن و الأمانة العامة للأمم المتحدة من تصعيد صنعاء قصف عدن بكافة أنواع الأسلحة مع إن عدن مدينة و ليست جبهة قتال، و شدد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن في اجتماع مع وزير التخطيط في حكومة صنعاء عبد الكريم الإرياني على أن قصف القوات الشمالية لعدن ليس من مصلحة صنعاء، بل قد تترتب عليه إجراءات من مجلس الأمن و إن ليس من مصلحة صنعاء اعتماد أسلوب الصرب مع البوسنة ،

و أعرب مجلس الأمن عن قلقه إزاء استمرار قصف المدنيين في عدن ، و وجهت الولايات المتحدة الأمريكية أعنف تحذير لصنعاء في وقت استمر فيه القصف الشمالي على عدن .. و في بيان صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية اعتبر استمرار قصف عدن و للمرة الثانية خلال أسبوع و استمرار الهجمات على المدينة بمثابة " خرق " لقرار مجلس الأمن رقم (924) و حذر من أن استمرار العمليات العسكرية " قد يتطلب اهتماماً عاجلاً من مجلس الأمن"، و حذرت وزيرة الخارجية من اقتحام عدن و طالبت صنعاء وقف قصفها لعدن فوراً، و سحب منصات إطلاق الصواريخ و قطع المدفعية من محيط عدن.

ونقلت مصادر بريطانية عن السفير البريطاني سير ديفيد قوله للدكتور الإرياني أن قصف عدن " يترك انطباعاً يسهل المقارنة بين عدن و سراييفو"، مشبهاً الصرب بالقوات الشمالية، و لكن استمرار القوات الشمالية في قصف المناطق السكنية بمدينة عدن الذي راح ضحيتها مئات الأسر على رغم من النداءات الدولية تطالب بوقف إطلاق النار فوراً، و هذا يعتبر مخالف لاتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب،

و لو لم تكن سلطات صنعاء تخشى افتضاح حقيقة المجازر الوحشية التي أحدثتها في عدن من جراء القصف المتواصل على السكان و لمدة 70 يوماً لما قامت بمنع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي من زيارة عدن في منتصف عام 1994م، و نظراً لما كان الأخضر الإبراهيمي يوليه من الاهتمام الخاص بوقف إطلاق النار ليتمكن من زيارة عدن، بيد أنه لم يفلح في إقناع حكومة صنعاء بالعدول عن موقفها الرافض لوقف إطلاق الصواريخ على عدن، و عليه فإن اللجنة برئاسة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لم تتمكن من زيارة عدن و إجراء محادثات مع السلطات هناك.. و وصلت إلى المكلا- حضرموت حيث كانت المظاهرات تعم تلك المحافظة مستنكرة المجازر الجماعية التي ترتكب ضد المدنيين في عدن التي كانت تبعد مسافة سبعين كم من جبهات القتال.

وبعد دخول القوات الشمالية الجنوب استمر النظام يهدد باستخدام العنف و الإبادة ضد الجنوبيين، و قد نفذ وعوده فعلاً و ذلك بارتكاب عشر مجازر جماعية راح ضحيتها مئات القتلى و الجرحى وآلاف المعتقلين، كما تسببوا في موت بطيء لمئات الجرحى بعد أن رفضتهم المستشفيات الحكومية بأوامر عليا و كذلك ملاحقة المستشفيات الخاصة الذين يعالجون المصابين من المشاركين بالحراك الجنوبي السلمي.. و رفض تشييع الشهداء بموكب جماعي، على الأقل أسوة بفلسطين حيث تسمح إسرائيل بذلك النوع من تشييع الشهداء..وقد رفضت المحاكم المحلية النظر في الدعاوى المرفوعة من قبل المواطنين الجنوبيين الذين نهبت منازلهم و أراضيهم وأملاكهم، أو النظر في الجرائم الجنائية المرتكبة ضد المواطنين العُزل.

واليوم يواجه الجنوب حملة قمعية لا حدود لها و تشمل جميع أنحاء الجنوب.. و إلى حجب مواقع الانترنت الخاصة ب الحراك الجنوبي و مصادرة الصحف التي تتطرق إلى الحراك الجنوبي أو تذكر احتجاجه، و إطلاق الرصاص على أسرة رئيس تحرير صحيفة " الأيام " ومنعه من السفر إلى الخارج أو الخروج من منزله.. و قطع الاتصالات الهاتفية على أغلب المحافظات الجنوبية التي تشهد احتجاجات شبه يومية و تقييد التغطية الإعلامية للمظاهرات..

وإلى الاعتقالات الجماعية و تعذيب المحتجزين، و الحكومة اليمنية ملزمة بالقانون الدولي لحقوق الإنسان و الاحتجاجات السلمية هي من الحقوق المكفولة دولياً.. كما أن هناك حملة عنف شنتها مليشيات الدفاع عن الوحدة التي شكلتها و ترعاها الدولة ، و تم تقسيم الجنوب إلى مربعات عسكرية و أمنية، و احتمال أن هذا العمل الذي تقوم به الدولة يؤدي إلى ارتكاب مجازر جماعية جديدة ضد الجنوبيين .. فالتحريض المباشر و تسليح مجاميع موالية للنظام هما جريمة تخضع للعقاب من قبل المجتمع الدولي.

أن النظام ملزم بالتقيد بالتزاماته القاضية باحترام حق شعب الجنوب في التعبير عن احتجاجاته بالطرق السلمية و التزاماته بموجب القانون الإنساني الدولي و القانون الدولي لحقوق الإنسان ، كما أن عليه ضمان حرية الجنوبيين في الدفاع عن أراضيهم و أملاكهم و من حقه أن يلجأ للقضاء المحلي للمطالبة بأملاكه المسلوبة، و إلى القضاء الدولي إذا تعذر ذلك.. و نحن نطالب النظام و السلطات القضائية بإجراء المحاكمات للمسئولين عن تلك الجرائم، لكن تبين لنا أن النظام السياسي لا يقوم و لا يرغب و لا يريد إجراء المحاكمات لتلك الجرائم..

و من هنا فلو كان النظام السياسي ليس مدفوعاً حقاً بروح الحرب و القمع لبلوغ أغراضه الخاصة هل كنت سأتكلم ضده في الجنوب؟ لا .. لو كان النظام السياسي وحدوياً فعلاً هل كنا سنتحدث ضده؟ لا.. مطلقاً.. و لكن بعد حرب 94م شعرنا أن ثمة عدواناً ضدنا يجري تنظيمه باسم الوحدة و تكتلات تتكون ضدنا في الشمال .. أما الوحدة الحقيقية سواء كانت مع الشمال أو مع أي قطر عربي فلا تهددنا، بل إنها على النقيض تجسد مشاعرنا الوطنية و نقاءنا العربي وروحنا الإسلامية..

بيد أن الوحدة التي يتحدث عنها النظام لها أهداف أخرى، إنها وسيلة للاستيلاء على أراضي الجنوبيين و لقمع الشعب و توجهاته الطبيعية و المشروعة، إن النظام لم يقل شيئاً للسيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ، لم يقل على الإطلاق حول حقيقة أن هذه الوحدة التي يتحدث عنها النظام اُستخدمت و لازالت تُستخدم ضد سكان الجنوب و ضد ثقافة الوحدة العربية المنشودة.. وإن حفاظ النظام على هذه الوحدة بالقوة و سفك الدماء لم تتم لأن شعب الجنوب راضي عنها، و إنما لأن الشمال استولى على الجنوب في زمن استثنائي لن يتكرر أبداً.

إن وجود دعوات انفصالية في العراق أو السودان أو الساقية الحمراء و وادي الذهب هو أمر مختلف، لأن تلك المناطق تقع ضمن اختصاصات الأقاليم نفسها، و نفس الشيء ينطبق على بلدان أجنبية أخرى (كندا و اسبانيا) فيها مثل هذه الدعوات الانفصالية .. و لكن الدعوة إلى فك الارتباط من قبل شعب الجنوب هذا لأن الجنوب كان إقليم تحكمه دولة، و لم يكن يوماً ما شعب بدون دولة.

إننا يجب أن ننظر إلى الأشياء بواقعية، هل من أحد ضد الوحدات القطرية؟ طبعاً لا ..!! إن كل مواطن في المعمورة يتمنى أن تربط دولته بدولة جارة علاقات اتحادية أو تجارية و غيرها.. لكن لماذا يجب أن تتم الوحدة تحت تهديد المدفع؟ هل هذا متفق مع مصالح المجتمع الدولي والأمة العربية؟ طبعاً لا ..!!

وعلى المنظمات الدولية والإنسانية أن تسأل نظام صنعاء من أجل من قامت هذه الوحدة ؟ و عن أي مصالح تدافع؟ و أي نوع من المصالح للجنوب فيها؟ و كما نعرف جيداً أن تلك المصالح تشمل مواصلة استغلال الجنوب بمشاعر العرب الوحدويين، و اللعب بالأمة العربية انطلاقا من هذه الآمال و الأحلام.. و قد نجح النظام الهمجي فعلاً في أنه جعل من عظام أطفال الجنوب "نقوس" بخور يوزعها على منازل القوميين العرب لكي يقفون إلى جانبه.

إن نظام صنعاء يقول أن سكان الجنوب راضي بهذه الوحدة التي تعمدت بالدم و مازالت تتعمد كل يوم بالدم، إذا لماذا من الضروري أن تتعمد الوحدة بالدم إن كان شعب الجنوب راضياً عنها؟ و لماذا لجأ النظام إلى تأسيس مليشيات مسلحة من المواطنين للدفاع عن وحدته المزعومة؟! .. إن كل ذلك مجرد تزييف لإرادة شعب الجنوب،وللإرادة الدولية حيث يستغل نظام الاحتلال شعار الوحدة لإقامة نظام غير وحدوي.. واليوم من ذا الذي يستطيع حصر عدد ضحايا هذا الصراع من أجل فك الارتباط؟

و لماذا كان من الضروري خوض حرب 94م التي راح ضحيتها – حسب إحصاء نظام صنعاء- أثنا عشر ألف قتيل و أكثر من مئة ألف جريح؟.. وان كان الجنوب قد سلم دولة وعاصمة ورئاسة من أجل الوحدة وأراد أن يثبت إخلاصه وذلك بتنازله ذاك من أجل تأسيس نواة للوحدة العربية تعيد شيء من الإحساس بها، الا ان نظام الاحتلال خيب أملنا جميعاً عندما عرفنا أن هناك أطماع همجية من قبل القوى الحاكمة في صنعاء,تريد الأرض والثروة ولا تريد الإنسان ..

واليوم نقول نعم لقد دخل الجنوب كشريك بالوحدة مع دولة صنعاء و لكن لا يعني هذا أن الجنوب انتهى.. نعم لقد فقدنا – بنقاء عربي و حسن نية – دولتنا، إنما ماذا نفعل اليوم؟ لقد أنكبينا على النضال السلمي و كما أنشأنا دولة عام 1967م، لا يوجد أي سبب يحول دون أن نفعل نفس الشيء اليوم؟!.. أن نبني دولة تقوم لا على الشمولية و إنما على الديمقراطية والحرية والأمان وتوفير الخبز والدواء للناس.

واليوم ما من مواطن شمالي واحد يستطيع، دون أن يحدث انفصالاً عن الوحدة الحالية أن ينكر أن مصالحه هي فوق مصالح شعب الجنوب سواء في فك الارتباط أو في الوحدة، و أصبح حكم الجنوب يدار من قبل أشخاص موفدين عسكريين و أمنيين يعتبرون أنفسهم "عمالقة الوحدة العربية" مستعدين للتضحية بسكان الجنوب كله في سبيل أن يروا ثرواتهم تزداد و تتكاثر أملاكهم و تجارتهم غير المشروعة والقائمة على السطو والعنف والإجراءات الوحشية و المجازر الجماعية التي تقترفها السلطات الأمنية ضد أبناء الجنوب الأبرياء.

ونظام صنعاء لم ينكر على الجنوبيين أبسط حقوقهم الإنسانية فقط و إنما خلق أيضاً جواً من الرعب والاضطهاد إلى جانب وضع العقبات في طريق المعالجات المقترحة داخلياً و خارجياً.. إضافة إلى لجوئه إلى كل وسيلة للعنف والقمع.. ويقول نظام صنعاء و يكرر القول بأن انتفاضة شعب الجنوب عُمل على إذكائها من الخارج من إيران و غيرها، و ذلك غير صحيح،

إذ أن انتفاضة الجنوب الكاسحة كانت تلقائية من قبل الشعب، و إن شعب الجنوب لديه ثقة كبيرة بنفسه أولا وبدول مجلس التعاون الخليجي و الجامعة العربية و الأمم المتحدة و يؤمن بأنها لن تتخلى عنه في كفاحه السلمي من أجل حقوقه المشروعة، و يريد منها أن تمارس ضغطاً مؤثراً على نظام صنعاء يحمله على فك الارتباط الذي يطالب به شعب الجنوب خاصة و إن تلك الإجراءات القمعية قد أوجدت إجماع جنوبي على أن هذه الوحدة وحدة مزيفة و مصطنعة يسيطر عليها نظام الجمهورية العربية اليمنية.

انتهى

adenalghad.net/news/14943.htm

جميع الحقوق محفوظة لعدن الغد © 2012

حد من الوادي 07-29-2012 12:12 AM


الغريب في أقوال / علي هيثم الغريب

بواسطة ابو البيض القسيمي بتاريخ 28 يوليو, 2012 في 04:08 صباح |

بقلم د. محمد علي الســقاف

يؤسفني جدا أن أنتقد الزميل العزيز المحامي / علي هيثم الغريب فيما نشر بأسمه مؤخرا بعنوان ” وثيقة تاريخية حول القضية الوطنية الجنوبية” في 49 صفحة فنقدي ليس موجه له شخصيا وإنما بهدف التوعية القانونية والسياسية للمواطن الجنوبي الذي يهمنا معا أن تكون الصورة واضحة أمامه وتفتح باب النقاش حول الموضوع فقد أشار الكاتب في الصفحة

(3) أن الوحدة الإندماجية طرحت في سبتمبر 1988م من قبل بعض قياديين إشتراكيين من مواليد الشمال ومن مؤسسي الحزب الإشتراكي في الشمال ” حوشي” والحقيقة أن ذلك الخيار تم الموافقة عليه في أول إتفاقية للوحدة التي وقعت في جامعة الدول العربية في القاهرة في أكتوبر 1972م

وذكر في الصفحة (4) بأن إتفاقيات الوحدة الموقعة بين (ج.ي.د.ش) و( ج.ع.ي)هي إتفاقيات غير قانونية ولا متكافئة لماذا؟ . هل حسب قوله ” أنه كما هو معروف لم يتم الدخول فيها بحرية ؟ كيف ذلك لم يوضح هل لأنها ” لغير مصلحة شعب الجنوب” وإن شاطرنا هذا الرأئ الأخير لكن لا ينتفى ذلك من قانونيتها حيث أنها وقعت من قبل ممثلي الدولتين ذات السيادة فلماذا هي إذن غير قانونية؟

وهناك خلط وإلتباس في التواريخ والمصطلحات : فوثيقة العهد والإتفاق ليست إتفاقية دولية بل إتفاق وفرق بين المصطلحين فالإتفاقيات توقع بين ممثلي الدول وفي وثيقة العهد والإتفاق الرئيسان / علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض كانا في إطار دولة واحدة الأول كان رئيس والثاني نائب الرئيس في دولة اليمن ووقع معهما شخصيات عديدة ورؤساء أحزاب سياسية وتاريخ توقيعهما في 27/ فبراير/ 1994م وليس في 1993/1994م.

الوحدة لم يتم الإعلان عنها في 22 / مايو/ 1990م فهذا تاريخ قيام الدولة الموحدة الإعلان تم بتوقيع إتفاقية الوحدة في 22 / إبريل/ 1990م وهناك فرق بين إعلان الوحدة وقيام دولة الوحدة والوحدة لم تقم بين نظامين كما ذكر وإنما بين دولتين لكل منهما نظامه السياسي المناقض للأخر.

لا أفهم ماذا يقصد الزميل الغريب قوله بأنه طوال ثلاث أعوام ( 1991- 1994م) عقدت عدة إتفاقيات جديدة بين صالح والبيض إضافة إلى أنها ليست إتفاقيات كما أوضحنا لكننا لم نعرف ماذا يقصد بإتفاقيات جديدة بشأن كيفية بناء دولة الوحدة فهل يتكرم الغريب بتحديد مسمياتها وتاريخها.

في صفحة ( 27) ذكر بأن مسألة الوحدة سويت المسألة كليا بين الحزب الإشتراكي وحزب المؤتمر الشعبي العام وهما حزبان غير منتخبان حسب قوله من قبل الشعب في الجنوب والشمال ؟ الأحزاب لا تنتخب من قبل الشعب تدخل الإنتخابات العامة والإنتخابات تقتصر داخل الحزب في إختيار قادته وفق لائحة كل حزب وفي الصفحة( 28) القول أن إتفاقية الوحدة بين الدولتين في صنعاء وعدن تتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة كيف ذلك يا غريب وضح لنا الأمر .

وفي صفحة (29) القول في رابعا كل هيئات الدولة البرلمان والحكومة تنتخب دستوريا ؟ أفهم أن البرلمان ينتخب ولكن كيف يتم إنتخاب الحكومة ؟ وعن أي دستور يتحدث ليستنتج قوله بأن الحكومة ما بعد إعلان الوحدة لم يكن لديها حق ولا سلطة حول الجنوب ولا التصرف بمستقبله مما يتناقض مع ما قاله في صفحة (28) أن أتفاقيات إعلان الوحدة بين الدولتين جعل التقاسم بين شريكي الوحدة أساس الحكم وبهذه الطريقة كانتا موجودتان في الجنوب والشمال وحقوق الشعبيين كانت موجودة أيضا

حتى أن الرئيس علي سالم البيض أعتكف في عدن ولم يمسه النظام بشئ لأنه كان محمي بشعبه وبوطنه الأم الجنوب ألا يتناقض هذا القول بما ورد أعلاه إذا كان الرئيس البيض وهو أمين عام الحزب الإشتراكي وناب الرئيس هاتين الصفتين خاصة صفته كنائب رئيس يعني جزء من السلطة التنفيدية والحكومة يتم تشكيلها وفق إرادة مجلس الرئاسة حينها والبيض أحد أعضاءها فكيف لم يكن لديها حق ولا سلطة حول الجنوب من جهة وكيف يتم حماية شعب الجنوب للبيض حسب قوله إذا لم يكن له سلطة ما رسها على شعب الجنوب ؟.

وفي صفحة (36) ذكر أن الوزارات التي أندمجت بالمناصفة لم تستخدم سلطاتها في الفترة من “90-1994″ في الشمال ولا الجنوب حيث ظلت كل دولة تحكم شعبها تماما كما كان قبل إعلان الوحدة 1990م كيف يستقيم هذا الكلام حيث أن الحكومة هي التي كانت تسير أمور الدولة والمواطنين وبجانبها الجهة المشرعة ممثلة بمجلس النواب الذي تم تشكيلة في الفترة الإنتقالية بدمج برلماني الدولتين السابقتين.

يبدو أن الأخ الغريب لا يفقه ما يقول وخطورته الكبرى على القضية الجنوبية والوعي العام لشعب الجنوب بتأكيده عن قناعته بأن دولة الجنوب ظلت تحتفظ بالسيادة على أراضيها حتى يوم 7/7/1994م عندما دخلت القوات القبلية العسكرية الشمالية إلى عدن . إذا كان هذا صحيحا كيف يفسر وجود قوات شمالية في الجنوب وجنوبية في الشمال قبل الحرب وفق إتفاق الطرفيين هل هو إحتلال متبادل؟

والأخطر أن كلامه هذا قد يعنى أن الإتفاقية الحدودية مع سلطنة عمان في عام 1992م و الأخيرة مع المملكة العربية السعودية لعام 2000م لا تعنى الجنوب ؟ أليس الرئيس / علي سالم البيض بمشورة أحد رجال القانون الدولي الجنوبي وضع في بيانه بعد خروجه من سلطنة عمان في عام 2009م بأن الجنوب لن يمس الإتفاقيات الحدودية وسيعترف بها بما فيها الإتفاقية الحدودية مع المملكة العربية السعودية التي وقعت بعد الحرب

هل تريد تعزيز موقف الرئيس/ صالح يا علي هيثم الغريب ؟ بأن الجنوب يجب عدم تأييده لأنه بمجرد إستعادة دولته وسيادته سيعيد التفاوض إن لم يكن سيلغي الإتفاقيات الحدودية مع المملكة وهذا ما يخيف ويفسر موقف المملكة تجاهنا و أشير في الأخير أنه خطأ جسيم مطالبة المجتمع الدولي بعدم الإعتراف بإتفاقيات الوحدة الموقعة بين الجنوب والشمال العكس يا أخ / علي هيثم الغريب إتفاقيات الوحدة وإنتهاكها من قبل الشمال تمثل أحد الركائز القانونية والسياسية في صالح الجنوب في مطالبته في فك الإرتباط فهل أنت مستوعب هذا الأمر أم لا في هذه الحالة الصمت في هذه الجزئية أفضل إلا إذا كان وراء ذلك إعتبارات أخرى ؟؟؟؟؟

حد من الوادي 08-01-2012 02:00 AM


Sadaaden.com - 2012-07-30
محمد علي أحمد: دولتنا المنشودة لن تحكم بالعقلية السابقة ولن تكون مشابهة لما قبل 1990م


واصل القيادي الجنوبي المناضل محمد علي احمد لقاءاته التشاورية مع مختلف شرائح المجتمع الجنوبي وممثلي منظمات المجتمع المدني وجمعية المتقاعدين العسكريين والمدنيين والأكاديميين والشخصيات الوطنية والاجتماعية الجنوبية وذلك على طريق التحضير لانعقاد المؤتمر الوطني الجنوبي.

وخلال اللقاء اطلع المناضل محمد علي احمد الحاضرين على ما تقوم به اللجنة التحضيرية واللجان الخمس الأساسية للتحضير والإعداد للمؤتمر الوطني الجنوبي الذي ستحتضنه العاصمة عدن وما أنجزته من وثائق ورؤية ستوضع بين ايديهم لاغنائها بالملاحظات والمناقشات بروح المسئولية والوطنية الخالصة المجردة من الولاءات الشخصية والحزبية والمصالح الضيقة الأنانية حتى يرتقي الى مستوى العمل الوطني الجاري التحضير له وهو المؤتمر الوطني لشعب الجنوب .. مؤكدا ان اللجان ستواصل العمل بعزيمة واصرار لعقد المؤتمر وانجاحه ومعها كل الخيرين والصادقين والمخلصين الاوفياء للقضية الجنوبية ونضال وتضحيات شعب الجنوب وارواح الشهداء ودمائهم الزكية التي رؤو بها طريق الحرية .

ولفت الى ان ابناء الجنوب يعلقون امال كبيرة على عقد مثل هذا المؤتمر الذي يهدف الى التوافق ووحدة الصف الجنوبي ومشروعه السياسي الذي يجسد وحدة الهدف الذي يلتحم به كل ابناء الجنوب في إطار واحد وقيادة موحدة تحت شعار وعلم واحد يمثل الاصرار على الحرية وعودة الدولة الجنوبية الحرة والمستقلة كاملة السيادة .

وقال : سنسير بخطى ثابتة نحو هذا الانجاز الوطني الذي يعتبر شرط أساسي لانتصار قضيتنا الجنوبية وفرض الاعتراف بها رسميا واقليميا ودوليا ودعوتنا مفتوحة لكل ابناء الجنوب ومكوناتهم الحراكية السياسية وقيادتها للمشاركة في المؤتمر الوطني لشعب الجنوب .. منوها بان هذا العمل هو واجب وطني وبه ستعاد اهم اسس انتصار شعب الجنوب لقضيته وسيخرج من خلاله بمخرجات ومشروع سياسي واحد ورؤية واحدة تمثل الهدف الذي يفترض انه جامع لكل ابناء الجنوب وهو الحرية واستعادة الدولة الجنوبية الحرة المستقلة كاملة السيادة .

واضاف ان المؤتمر الوطني الجنوبي وما يخرج به من قرارات وتوصيات وهيكلة للبنيان المؤسسي لقيادة مرحلة النضال الشعب السلمي تحت مشروع وهدف وتمثيل وواحد يعكس الصورة المنشودة لدولتنا الجنوبية الجديدة العصرية والحديثة التي لن تكون تقليد لما قبل الاستقلال او بعد الاستقلال حتى عام 90 .. مؤكدا ان هذه الدولة لن تحكم بالعقلية السابقة وان الحرص على مشاركة كل الوان الطيف الجنوبي والقوى الوطنية والسياسية التي وجدت على ارض الجنوب منذ انطلاق ثورته 14 اكتوبر 1963م وحتى يومنا هو انعكاس لما ستكون عليه هذه الدولة التي ستحتضن الجميع دون اقصاء او تهميش .

وجدد المناضل محمد علي احمد دعوته للجميع بالاقتداء بتجسيد الروح الوطنية وحب التضحية والفداء ووحدة الصف التي كانت الشرط الرئيسي لانتصار ثورة اكتوبر وكذا ما جسده شعب الجنوب عند انطلاق الحراك الشعبي السلمي الجنوبي على اساس مبداء التصالح والتسامح وما تحقق من انتصار ونجاح للقضية الجنوبية بفضل التلاحم والاصطفاف الشعبي .. لافتا الى ان اعداء القضية الجنوبية يراهنون اليوم على استمرار التفكك والتشظي والتباين الذي لا ينكره احد وما عكسه على مسيرة نضال شعب الجنوب ووضع قضيته على كل المستويات وانهم سيظلون يخططون لافشال اي مشروع وطني يوحد الصف والاطار الذي نجحوا في اختراقه .

واضاف : بوحدتنا وتلاحمنا جميعا نعزز ونصعد نضالنا وشعبنا الجنوب يالحر وسنثبت للعالم ان شعب الجنوب الذي قاوم وناضل حتى تم طرد الحمى الزرقاء من ارضد الجنوب في 30 نوفمبر 1967م مصر على مواصلة نضاله ومقاومته للحمى المتخلفة التي تعيش على الفيد والغنيمة التي غزت ارض الجنوب في 7 يوليو 1994م وقد اخترنا الموت وارتضنياه طريقا للحرية والعزة لشعب وارض الجنوب ودولتنا الحرة المستقلة كاملة السيادة .

وكان المنسق العام للتحضير للمؤتمر الوطني الجنوبي قد افتتح اللقاء التشاوري اعقبه قراءة الفاتحة على روح شهيد الصحافة والاعلام الوطني الجنوبي هشام باشراحيل وروح الشهيد اللواء الركن سالم قطن والفقيدة الاعلامية القديرة نبيلة حمود وكل شهداء الجنوب .

صدى عدن/ علي الدرب:

حد من الوادي 08-05-2012 12:44 AM


باصرة: إذا حدث انفصال سيتشظى اليمن إلى دويلات وفشل الحوار الوطني سيؤدي إلى الحرب

قال الدكتور صالح علي باصرة أن الحل في اليمن هي الدولة الفيدرالية الاتحادية التي ستتمكن من حل مشكلة الجنوب وصعده وغيرها وستوزع السلطة والثروة والتنمية بعدالة وتحقق المشاركة الفاعلة لجميع أبناء اليمن في إدارة شئون دولتهم.


وأكد أن الانفصال ليس حلاً وأنه لو حدث ذلك فلن يكون الجنوب جنوب كما كان ولن يكون الشمال دولة واحدة كما كان وسيتشضى اليمن الى دويلات.


وأوضح أن وضع اليمن معقد وصعب ولم يشهد انفراج حقيقي حتى الآن وخصوصاً ما يتعلق باستمرار تماسك الدولة اليمنية وأدائها لوظائفها. وأشار إلى أن أهم تحدي خلال المرحلة الحالية هو نجاح الحوار الوطني – إذ يمثل أصعب استحقاق – فإما أن يوصلنا إلى ربيع أو نصل إلى صيف ملتهب يتلوه شتاء قارس.


وقال الدكتور صالح باصرة في محاضرة بمنتدى صنعاء الثقافي: الحوار سيكون صعب خصوصاً وأن بعض الإخوة وبعض القوى غير قابلين بالفيدرالية ليس بين إقليمين وإنما بين أكثر من إقليم

وأشار إلى البيان الصادر عن جمعية علماء اليمن برئاسة الزنداني الذي اعتبر الفيدرالية حرام والوحدة فريضة شرعية،

وأكد أهمية اتخاذ إجراءات ومعالجات عاجلة سواءً من قبل القيادة السياسية أو الحكومة بما يساهم في حلحلة الأوضاع ويوفر أجواء مناسبة للحوار.

وأضاف: لا بد من صفقة قبل الحوار وتسويات صغيرة وكبيرة بين مختلف القوى والمكونات بما يحقق أجواء سليمة ومصالحة وطنية واستطرد: إذا دخلنا الحوار ونحن بهذا الوضع وتركنا كافة القضايا للحوار فربما لن نصل إلى نتيجة وقد يصل الحوار الى طريق مسدود والطريق المسدود سيوصلنا إلى الحرب.


وفيما يتعلق بالرؤى التي تطرحها بعض الأطراف في الجنوب أو الشمال ومستوى سقفها المرتفع أكد أن ذلك أمر طبيعي وأن السقف يرتفع عادةً عندما يكون الناس على وشك الجلوس على طاولة الحوار وقال أن من يذهب إلى الحوار فإن عليه أن يقبل بخيار كل طرف ولا مجال لأية شروط مسبقة وعلى كل من سيحاور أن يدرك أنه لن يخرج من الحوار برأيه أو خياره وإنما بما يجمع عليه المتحاورون.


وأضاف: نحن بحاجة لعودة الوعي وعودة العقل وأن نشعر بوعي أن وطننا في خطر وهذا يقتضي أن نغلب مصلحة الوطن على المصالح السياسية والفئوية والشخصية والمناطقية والقبلية.


وأشار إلى أن التغيير في اليمن كان ضرورة ولكن الشباب الذين أطلقوا شرارة التغيير لم يستطيعوا إيجاد الحامل الحقيقي لعملية التغيير ولم يحددوا أهدافه بوضوح على الرغم أن الشباب خرجوا بعفوية وبمحض إرادتهم ودون تخطيط مسبق.


ولفت إلى أن القوى التقليدية بما فيها أحزاب المعارضة التي كانت جزء من النظام السياسي الذي ثار الشباب من أجل إسقاطه، استوعبت حركة الشباب وسيطرت عليها وحكمت مسارها لتفضي إلى تسوية سياسية بين مكونات النظام السابق سلطة ومعارضة.

•الكاتب : الأهالي نت- خاص
•التاريخ : 2012-08-03 18:36:55

حد من الوادي 08-26-2012 12:56 AM


الجنوب وقضيته أكبر من (المصالح والمكاسب الخاصة )

الجنوب أكبر من أي مصالح خاصة أو مكاسب شخصية عظمت أو صغرت, الجنوب وقضيته أمانة عظيمة لا ينبغي أن يتحملها الا القادرون على أدائها, ومن يعتقد أن الخوض في غمار قضية الجنوب سيجعله يحقق مكاسب شخصية فهو واهم؛ صحيح قد تتحقق له بعض المكاسب لكنها فقط آنية وستحقر من شأنه, ولم يعد بخاف على أحد المنزلة الحقيرة التي أوصل البعض من قيادات الحراك الجنوبي أنفسهم أليها بسبب حرصهم على تحقيق مكاسب مادية رخيصة.

بما أن الثورة السلمية الجنوبية التحررية هذه الأيام تعيش عامها السادس بعد إغلاقها الباب خلف العام الخامس من النضال السلمي المتواصل والحافل بالتضحيات دون أن تصل الى ما أرادت أن تصل اليها من غايات أولها التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي – الجنوبي, وأعلاها, ولبها, وجوهرها استعادة الدولة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) التي أضاعتها مغامرات ومقامرات "الرفاق" ؛ فليس هناك من أسباب تقف عائقا أمام وصولها الى غاياتها المنشودة سوى عدم وحدة الصف الجنوبي خلف اطار قيادي سياسي واحد موحد, وهو ما فتح الباب أيضا أمام "تعارض وتوافق" مصالح الآخرين (الخارج) لتكون هي الأخرى من الأسباب, مع العلم أن معظم ـ أن لم يكن كل ـ فرقاء العمل السياسي الجنوبي في الحراك وخارجه مجمعون على الهدف "استعادة الدولة الجنوبية" ولا يوجد مبرر لعدم وحدة إطارهم القيادي سوى الذاتية والأنانية المفرطة التي وصلت لدى البعض حد تمثل المقولة : " أنا وإلا الطوفان".

الزمن يمر والفرص تتوالى تباعا, وفد لا تتكرر الفرص مرات أخر ونصبح على ما فرطنا نادمين ينبغي الاستفادة من الوقت ومن الجهود التي تبذل هنا وهناك, ونعمل على توحيد تلك الجهود الساعية الى وحدة الصف الجنوبي والهادفة إلى إنتاج إطار قيادي واحد موحد للوقوف صفا واحدا خلفه. المناضل محمد علي أحمد منذ أن وطأت قدماه أرض الوطن بعد غياب قسري دام قرابة العقدين من الزمن يعمل ليل نهار من أجل لملمة الصفوف وتوحيدها من أجل عقد مؤتمر وطني جنوبي, وحتى يتمكن الرجل من ذلك لا بد من أن يمد كل الشرفاء أيديهم لمساعدته والعمل الى جانبه بروح الفريق الواحد حتى نجنبه الوقوع في الخطأ, ونقدم له المشورة, ونضعه أمام الأخطاء التي من شأنها أن تحبط الأعمال, ونقدم له النصح بعيدا عن النقد الهدام وتصيد الأخطاء, وعلينا توحيد الطاقات لجعلها تصب في مصلحة الوطن لنحقق بها غايات شعبنا التواق الى الحرية والانعتاق من وحدة الفيد والغنيمة .

أخيرا هاتان رسالتان الأولى : الى رفاقي وزملائي من الشباب الذين كان لهم ولنا شرف التأسيس للحركة الشبابية التحررية في الجنوب أقول لهم : أين نحن من العهد الذي قطعناه على أنفسنا في العام 2007م عام التأسيس للحركة الشبابية تحت مظلة مجلس التنسيق الأعلى لجمعيات الشباب والعاطلين عن العمل في محافظات الجنوب؟ والى من نسي أو تناسى : " لقد قطعنا على أنفسنا عهدا على أن نكون همزة وصل بين أي فرقاء تفرزهم العملية السياسية في الجنوب لا أن نكون نحن عامل فرقة " , فهل عملنا بما قلنا وحفظنا العهد؟؟!!

الرسالة الثانية : الى من يتزاحمون ويتسابقون ويحرصون على الحصول على الألقاب والتسميات القيادية الجوفاء, ومع الإيمان المطلق بمبدأ الكفاءة ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب, لا يسعني الا أن أدعوهم الى التدبر في قوله تعالى : " لا يستوي الذين قاتلوا وأنفقوا من قبل الفتح هم أعظم درجة من الذين قاتلوا وأنفقوا من بعد وكل وعد الله الحسنى ",, صدق الله العظيم

حد من الوادي 09-01-2012 12:06 AM


مساع بريطانية لإخراج الجنوب إلى بر الأمان

الجمعة 31 أغسطس 2012 08:50 مساءً

الاتجاه نت / متابعات :

ذكرت صحيفة "الأمناء"الأسبوعية انها علمت من مصادر خاصة في العاصمة البريطانية لندن عن مساع بريطانية تهدف إلى إخراج الجنوب إلى بر الأمان.

وبحسب هذه المصادر فإن دبلوماسيين بريطانيين رفيعي المستوى فتحوا قنوات مع قيادات جنوبية وتداولوا معها الكيفية التي تمكن الجنوب من فك ارتباطه بالشمال بعد فشل الوحدة الاندماجية بينهما، من خلال خطوات تنسيق محددة تقوم بها بريطانيا مع تلك القيادات الجنوبية للوصول إلى تقرير المصير.

وكشفت المصادر أن خطوات التنسيق أخذت تتضح جليا مع قيادات منادية بالأخذ بالنظام الفيدرالي ممثلة بمحمد علي أحمد والتيار المتمسك بالاستقلال ويمثله العائد إلى عدن مؤخرا أحمد عبدالله الحسني ، مشيرة إلى وجود خطوات في إطار التنسيق البريطاني الجنوبي واحدة منها توحيد الصف الجنوبي برعاية بريطانية.

وعزت المصادر اختيار بريطانيا للقياديين محمد علي أحمد والحسني لهذا التنسيق بحكم معرفتهما بالرجلين اللذين عاشا فترة طويلة في لندن أثناء اللجوء السياسي.

جميع الحقوق محفوظة لموقع الاتجاه نت © 2012

حد من الوادي 09-02-2012 01:42 AM


تاج الجنوب العربي يهنيء جيش الجنوب بيوم تأسيسه في 1سبتمبر1970م

وكالة عدن الإخبارية

الجمعة31-8-2012

تاج الجنوب العربي يهنيء جيش الجنوب بيوم تأسيسه في 1سبتمبر1970م


تحل الذكرى ال42 لتأسيس جيش الجنوب وبهذه المناسبة يتقدم التجمع الديمقراطي الجنوبي –تاج الجنوب العربي بأحر التهاني لكل ضباطه وأفراده ويدعوهم جميعأ وكافة مكونات الثورة الجنوبية للإحتفال بهذه الذكرى وبما يليق بها كمؤسسة وطنية كان يضرب بها المثل في التضحية والإنضباط والاإلتزام بقضايا الشعب الجنوبي والدفاع عن حياضه ...

لقد أثبتت هذه المؤسسة الوطنيةمرة أخرى وفاءها وإلتزامها بقضايا شعب الجنوب يوم د شنت طريق الثورة الجنوبية في الداخل من ساحة الحرية بخورمكسر – بالعاصمة عدن في يوم 7-7-2007م بزيهم العسكري الجنوبي لاول مرة متحدين صلف وعنف وإرهاب نظام الإحتلال اليمني ومطالبين بالحرية والكرامة بقيادة المجلس الأعلى للمتقاعدين العسكريين وملتحمين مع مناضلي التجمع الديمقراطي الجنوبي تاج في الخارج الذي فجر وقاد المعارضة للإحتلال اليمني وطالب بالإستقلال وإستعادة الهوية الجنوبية في أول بيان له في 7-7-2004م

إن هذا التلاحم الوطني لهذه القوى الحية في الداخل والخارج قد شكل رافعةً وطنيةً هامةً دفعت بمسيرة نضال الشعب الجنوبي خطوات هامة وشكل قفزات هائله أنضجت الظروف للغضب الجنوبي المتفجر في وجه الإحتلال اليمني واوصلت قضية الشعب الجنوبي إلى العالم عبر مختلف وسائل الإعلام التي أبتدعها مناضلي الجنوب في الداخل والخارج ودفعت بقوى الثورة الجنوبية لتكوين مكوناتها الثورية لتشكل حصناً منيعاً في الحفاظ على خط الثورة الجنوبية وهدفها في التحرر والإستقلال .

ياجماهير شعب الجنوب العظيم

تحل هذه الذكرى في هذا العام 2012 في ظل خضم من التحديات والإستحقاقات الخطيرة لقوى تراهن على وأد قضية الجنوب وتصفيتها نهائياًعبر مخرجات المبادرة الخليجية وأهمها وأكثرها خطورة في تحديد مستقبل الجنوب هو مايسمى بالمؤتمر اليمني للحوار المتضمن دعوة صريحة لحل القضية الجنوبية تحت سقف مايسمى بالوحدة اليمنية وقد كان بيان لجنة الحوار اليمني واضحاً في إستهدافه الممنهج لتصفية القضية الجنوبية عبر بنود أقل مايمكن أن يقال فيها بأنها تساوي بين الجنوب كشعب وبلد مع أي محافظة يمنية لاغير...إن التجمع الديمقراطي الجنوبي تاج يكررموقفه الثابت بإن لاحوار تحت سقف مايسمى بالوحدة اليمنية أو في ظل وجود الإحتلال اليمني وهيمنته العسكرية والسياسية وقبل إعادة كافة المنهوبات وسحب كل موظفيه ومستوطنيه وقواته العسكرية والامنية ومليشياته من أرض الجنوب العربي.

يا مناضلات ومناضلي وشباب الجنوب

إن خطورة المرحلة ودقة التوقيتات لإنجاز مايسمونه بمؤتمر الحوار اليمني تتطلب الإنتباه واليقظة وحشد كل الإمكانيات لتوحيد قوى الإستقلال لمواجهة الهجمة الشرسة وتصعيد النهوض الجماهيري يوماً أثر يوم وعدم تركهم لإلتقاط الأنفاس أو تمرير مخططهم الجهنمي الذي يستهدف الجنوب أرضاً وإنساناً وهوية وتاريخ...إن على مكونات الثورة الجنوبية الإستمرار في إلتقاط زمام المبادرة ومواصلة النهوض الجماهيري الصاعد في هذه الأيام وعدم الركون أو الإسترخاء في الأسابيع القادمة لمحاصرة كل العناصر التي تخطط لإستلاب القرار الجنوبي من مكونات الثورة الجنوبية وتنصيب نفسها وصية ً على شعب الجنوب وتمرير مؤامرة الحوار اليمني التي يتبناها نظام الإحتلال اليمني وأحزاب اللقاء المشترك والأحزاب والمنظمات والتكتلات الوهمية الكرتونية اليمنية خدمة للإحتلال اليمني وترسيخاً لوجوده خلافاً لإرادة الشعب الجنوبي التواق إلى الخلاص والتحرروالإستقلال بقيادة الرئيس الشرعي المناضل الجسور علي سالم البيض.

وإنها لثورة حتى الإستقلال

المجد كل المجد للشهداء

الشفاء للجرحى

الحرية للمعتقلين الأبطال في زنازين وسجون الإحتلال اليمني

صادر عن

التجمع الديمقراطي الجنوبي – تاج الجنوب العربي

بتاريخ 29-8-2012

حد من الوادي 09-14-2012 01:58 AM


قصة قصيرة .. أمي عدن .. وسم الافعى

الجمعة 14 سبتمبر 2012 12:48 صباحاً

عدن ((عدن الغد)) خاص :

كتب / احمد محمد إدريس

صوت هامس يناديني : " احمد بني " .. التفت فإذا بي ارى امي عدن ملقية على الارض تضغط شفتيها من الالم فهرعت اليها قائلاً : " ماذا بك يا اعز الناس فقالت لاتخف يابني " .. فقلت ماذا حدث فأخبرتني بأنها رأت ثعبان صغير هزيل مجروح فوق قلبها وذرفت دومعها وهي ترى هذا الثعبان الصغير يتلوى من الالم فأذا بامي عدن تحضنه وتطعمه وترعاه وتعالج جروحه حتى اشتد عوده وصار افعى فأراد ان يرد الجميل فقال لها : " تعالي اقبلك ايتها الام الحنون عدن " زز فلما إقتربت منه لدغها في يديها .. هذه اليد التي اطعمته وهرب ، فقالت امي عدن : " احمد اني اخاف عليك وعلى اخوانك من بعدي واني متعبه كثيرا يابني فقد اخذوا ابنائي عنوة مني هل تذكر اخاك الشاطي الصغير اخذوه من حضني وانا اطعمه عنوة؟ وهل تذكر اختك الحديقة الغناء اخذوها امام عيني وقد كنت اضع على راسها الحناء في يوم الجمعه ؟ وهل تذكر اخاك البحر الكبير يا أحمد دفنوه وهو يستغيت بي ؟؟ وهل تذكر اخاك الجبل الذي اسميته شامخ قطعوه ارباً ورمو به في مقبرة الفرس.. لقد عانيت يابني كثير وأنا ارى اخوتك وهم يتألمون ويتضرعون جوعا وهما وحزنا واريد أن اغمض عيني واموت حتى لاارى الذل في عيون ابنائي وبناتي ولكني اخاف على اولادي من بعدي من أن يباعو في سوق الرقيق .. انا مريضه يا احمد !!! " فقلت : " لن تموتي يا امي وابنائك على قيد الحياة حتى وهم حفاه رعاة جائعون مظلمون نموت نحن وتبقي انت من اجل اخواني من بعدي .



مازالت امي عدن ملقية على الارض تعاني من لدغة الثعبان السام ، فأخذت مشرط واقتطعت مكان اللذغه واخذت يدى امي الطاهره عدن وانا اخرج السم بفمي و ابسقه على الارض كررت هذه العملية عدة مرات حتى اخرجت السم من يدها الذي كان يمكن ان يستشري في جسمها بالكامل.



وهنا قالت امي الطيبه عدن لماذا فعلت لي ذلك يا احمد الا تعلم بأن سم هذي الافعى سوف يقضي عليك ؟؟ قلت : " اعلم ولكنك ابقى مني ليس من اجلي ولكن من أجل اخواني الصغار واخواني الكبار رعيتهم .



نهضت امي عدن من على الارض وهي تذرف الدموع وتقول لي : " ها انا سوف أفتقدك بعد لحظات مثلما افتقدت كثير من ابنائي وكله بسبب عطفي على هذا الثعبان" .. فقلت لها : " لا تجزعي يا امي عدن انا واخواني فداك " .. وهنا بدأت اشعر بأن سم الثعبان بدأ يسري في جسمي رويداً رويداً فبدأت بالترنح فأخذت امي عدن تصيح : " احمد يا ولدي تعال في حضني " ..فرجعت الى الوراى وسقطت على حضن امي وفي حجرها والعرق يتصبب من جسمي والحمى تلفح جسمي من اثر سم الثعبان وبدأت اكافح حتى افتح عيوني وكلما فتحتها رأيت امي عدن وهي تبكي ولكني في حجرها اشعر بالارتياح وانا في حضنها .. بل سوف اموت في حضنها اشتم رائحتها هذي هي امي الحنون وفيت ببعض الشي في حقها امي وام أخوتي غير الاشقاء وام أخوتي بالتبني وام أخوتي من الرضاعه ام اخي البحر المجروح والجبل المطحون والحديقة المسلوبه .. هذي هي امي عدن ام الغلابا والمساكين .



تذكرت كل هذا وانا في حضن امي عدن وانا على سكرات الموت وهنا انشدت هذي الابيات :



ألبي نداءً فيه عزتي ــــ إذا كان موتأ فهي جنتي



وإذا هي حياة ــــ فهي عزتي وكرامه أمتي



لا أهاب المنية مستشهداً ــــ حتى ينال الحق من قضيتي



أموت مبتسماً ضاحكاً ـــــ وأنا قابضاً تربة حبيبتي


وهنا أسلمت الروح على حضن امي عدن واغمضت عيوني وأنا ابتسم .. !!

adenalghad.net/news/17443.htm

جميع الحقوق محفوظة لعدن الغد © 2012

حد من الوادي 09-15-2012 12:15 AM


الشيخ الحربي يدعو الى مؤتمر عقلاء الجنوب

الجمعة 14 سبتمبر 2012 09:16 مساءً

عدن((عدن الغد))خاص

وجه الشيخ عبد القوي الحربي النشاط المعروف في الحركة الوطنية الجتوبية رسالة هامة الى قيادات بارزة في الجنوب حددهم بالاسماء طالبهم فيها بالتنازل لبعضهم البعض والعدول عن مواقفهم لخدمة وطنهم الجنوب.



وقال ان على الجميع الابتعاد عن الخلافات والتباينات وحب الذات لان المرحلة لاتحتاج لذلك كما طالب بان تتم الدعوة من قبل السلطان فضل العفيفي والشيخ صالح بن فريد والشيخ حسين بن شعيب والشيخ عبد الرب السلامي وتكون الدعوة لكل من الزعيم حسن باعوم ود/محمد حيدرة مسدوس ومحمد علي احمد وعلي هيثم القريب واحمد الحسني ومحسن بن فريد وناصر النوبة ود/ ناصر الخبجي وصلاح الشنفرة وامين صالح ومحمد علي شائف وسالم الدباني والاستاذ نجيب يابلي وقاسم عسكر وشخصيتين نسائيتين وذلك للجلوس على طاولة حوار يعلنون بعدها الاتفاق لوضع مخرج سليم لمطالب الشعب الجنوبي وقضيته العادلة.


واختتم الشيخ الحربي دعوته بالقول: اطلب من هذه الهامات الوطنية الاستماع الى صوات الشارع الجنوبي المطالب بتوحيد الصف كما اطالبها بتقدير تضحيات الشعب الجنوبي وعدم تفوت الوقت في مؤتمرات متعددة ومتفرقة لاتخدم الجنوب.

من/ علي مقراط

adenalghad.net/news/17478.htm
جميع الحقوق محفوظة لعدن الغد © 2012

حد من الوادي 09-19-2012 12:28 AM


في قراءة المشهد السياسي الحالي وآفاق حل أشكالياته

علي نعمان المصفري الثلاثاء 2012/09/18 الساعة 01:17:40

دراسة موجزة:

الزمن وأحداثه تتسارع ولم نر شئ قد تغيّر في المشهد السياسي والأمني والعسكري بما يتواكب ويتناسب بل ويتلائم مع معطيات حقائق هذا الواقع, الذي لم يُعطى جرعات كافية لأشباع أستحقاقاته السياسية بما يتقاطع مع أرادة العرابين الحقيقين في الملعب السياسي وتغطية أحتياجات هذا التغيير لحرية وكرامة الأطراف الأساسية في معادلة الحل النهائي للمأسآة ؟.

لا مبادرة تكللّت بالنجاح وفق مفرداتها وآليتها المزمنّة لتعويض ماعجزت ثورة التغيير من تحقيقة, ولا شئ من قريب أو بعيد قد حرك المياة الآسنة في الجنوب وقضيتة العادلة ولا في صعدة الملف الى الطاولة قد خرج؟. وكأن المبادرة في ظل جمود ديناميكية الحل قد وضعت فرقاء اليوم شركاء الأمس واليوم ضمن توازنات عسكرية وسياسية خلف متاريس قابلة للأنفجار في أي وقت, عبرعملية تسكين مؤقتة في ظل غياب الحلول النهائية للأشكاليات التي سببت أنتاج مشهد اليوم.

الذي نتج جراء تغييب المبادرة الخليجية للعراببيين الحقيقيين عن المعادلة السياسية أدى الى أختلال الميزان السياسي لصالح قوى النفوذ والفساد بذات الوجوه والمصالح المعتادة على فشلها الدائم في بناء الدولة. وهم الذين يتحاصصون الحكومة من نظام صالح ووجهه الآخر مايسمى باللقاء المشترك كمعارضة شكلية. وبقت الأوضاع برمتها تتأرجح بين شد وجزر وتهديدات وتصريحات بين فرقاء قيل عنهم, ولكنهم شركاء هم الآن مع ماتبقى من نظام صالح يختلفون في طرق الوصول الى القصر الجمهوري وفق غرائز السلطة وعلى الجنوب ملتقون بذات الخطاب الديني والسياسي لنظام صالح بل يعد أمتدادا له وأشد عدوانية. ويتضح هذا في كل المواقف السياسية والدينية عبر فتاويهم بقتل شعب الجنوب وآخرها تمتمات المدعو عبد الوهاب الديلمي. ويأتي هذا لتأكيد حقيقة تزييفهم للواقع وعلى جشعهم بالسلطة وأعتبار الجنوب أرض وثروة فيد أما الشعب الى جهنم. وصل ببعضهم الى التهديد في تجييش كل من هو يمني الى قتال الجنوبيين بأعتبارهم الأغلبية وهم من يتخذون قرار مشروعية بقاء الجنوب خاضعا لليمن والجنوب ملكهم هم فقط. أما شعب الجنوب بقايا من أجناس صومالية وهندية وشرق أسيوية لا يمتلكون الحق على أرض الجنوب.

ومع أننا ليس عنصريين ولا يمكن أن تجد العنصرية موطن فينا. ولكي يطمئن هولاء النفر نصحتهم على أستيراد مختبر تحت أشراف الأمم المتحدة لفحص الحامض النووي وتبيان حقيقة من هم على الأرض منذ الأزل, وسيثبت العكس أنهم من يدعون هذة العنصرية بقايا لغزوات أجنبية متنوعة ومعروفة تعاقبت على اليمن وصنعاء أولا؟ مع أننا لانكره أطلاقا أية جنس بل ونتعايش معهم وفق خصوصيات عدن والجنوب المكان والتاريخ والثقافة دون أستثناء.

دور المشترك في أنقاذ نظام صالح:

ومع أن نظام صالح وصل حد الأنهيار والسقوط أثناء الأشهر الأولى لثورة التغيير فأن المشترك بمشاركتة الحكم قد أنقذ نظام صالح وشكّل طوق نجاة له. على الرغم من رسم صورة المشهد في صنعاء أن كل منهم ضد الآخر على الزناد, لكنهم على الجنوب قلب واحد. الدليل نكشفه اليوم من خلال كل أحداث الجنوب وتحديدا ما جرت من أحداث في أبين وشبوة وحكاية القاعدة واللجان الشعبية اللعبة التي كشفت عورة المتصارعون في صنعاء على نقل مسرح المصارعة الى الجنوب وخصوصا الى أبين ليس فقط لفصل الجنوب شرقا وغربا وفرض سياجات أمام مسيرة التحرير الجنوبية لوأدها وعدم تحقيق أهدافها.

المشهد اليوم أكثر تعقيدا عن ما مضى وأشد سخونة وحساسية. صنعاء لازالت وستبقى صنعاوات وأنهيار أمني وعسكري يعم المكان والزمان حيثما قبلتُ وجهك؟ وأزمة أقتصادية حادة وكارثة أنسانية غير معلنة طوقت البلاد والعباد وخنقت الحي وقتلت آمال وطموحات الحل, بل أنها سدت ماتبقى من أفق الغد تماما دون مؤشرات البديل غير الرحيل الى نفق مجهول, عنوانه المال والسلطة والجاه لمن يريد أن يحكم ولكن ليس على شاكلة ما كان يسمى بالجمهورية اليمنية بل في صور أمراء حرب في كل مناحي جغرافية قوة الفرض؟

صالح الرئيس السابق الحالي:

لازال صالح حتى اللحظة يمسك ببيادق جانب كبير من اللعبة من خلال مخالبه وأنيابه في مثلث قاعدتة الأمنية والعسكرية المتمثلة بالحرس الجمهوري والأمن القومي والأستخبارات أضافة الى ولاءات بعض وحدات الجيش, مع جيش غير يسير في مفاصل ماتبقى من أجهزة النظام القائم رغم شكلية تكوينه وهلامية مقاييس دورة الفعلي في أدارة دولة غير موجودة؟

وفي ضؤ معطيات واقع اليوم وسلسلة تطور الأحداث خلال الفترة الماضية نجد أن في ماكان يسمى شكليا الجمهورية اليمنية واقعان على الأرض, وهما أمتداد للبداية المغلوطة قبل عشية أعلان مشروع التوحد الذي ولد ميتا لحظة أعلانه والتي عندها لم يتم تقدير حسابات الربح والخسارة وتجاهل مشاركة الشعبين في الدولتين الجنوب واليمن في قرار أعلان مشروع التوحد في 22 مايو 1990.

واقع في الجنوب يبحث عن وطن يعيش فيه عبر مسيرة التحرير السلمية. وواقع آخر في اليمن يريد التغيير وجاءت ثورته الشبابية لأحداث النهوض الحقيقي للمجتمع ليتلاءم مع عملية تغيير بنية وتركيب عقلية المجتمع لتخرج الى الحاضر من الماضي لأستيعاب مفهوم الدولة العصرية المؤسساتية المبنية على النظم والقانون والعدالة والحرية وأحترام حقوق الأنسان ومواثيق ومعاهدات المجتمع الحر في الحفاظ على السلم والأستقرار في المنطقة والعالم.

لكن أول عقبة وقفت أمام ثورة الجنوب وثورة التغيير ثلاث قوى رئيسة:

1- داخليا:

أ‌- ماتبقى من النظام وأجهزته العسكرية والأمنية والمالية والحزبية والتي كانت تدير البلد وفق قوانينها المافاويه الخاصة بعيدا عن القانون ومفهوم الدولة لغيابها في بحر تسلط النظام لفترة 33 سنة.

ب‌- العناصر المنشقة من الجيش والأمن التي أدعت حماية الثورة.

ت‌- العناصر القبلية الممثله في أبناء الأحمر والقبائل الأخرى امتحالفه معها والتي أعلنت ولائها للثورة شكليا مخفية مع العناصر الدينية والعسكرية واللقاء المشتركة جريمة قرصنة الثورة منذ أيامها الأولى.

ث‌- عناصر الأسلام السياسي المنطوية في حزب الأصلاح تحت أغطية أخوانيه وسلفيه وهابية وقبلية.

ج‌- اللقاء المشترك.

2- خارجية: أقليمية ودولية.

أ‌- أقليمية من خلال الدور الخليجي في المبادرة وماترتب عنها من تأخير الحسم الثوري وتقييد ملف الجنوب مع ركن ملف صعدة حسب ما تم أحتسابه في الخانة الشيعية الأيرانية.

ب‌- الصراع السياسي الأقليمي الخفي بين أيران والسعودية وتركيا وأسرائيل تحت حجج الحفاظ على الأمن القومي لتلك البلدان على حساب شعوب جنوب الجزيرة.

ح‌- الأتحاد الأوربي والولايات المتحدة بفرض المبادرة ووضع اليمن تحت الوصاية الدولية الغير معلنة وفق قراري مجلس الأمن الدولي الأخيران بهدف زعمهم محاربة القاعدة والأرهاب وتثبيت جسد سياسي ميت تناثرةت أشلاءة وسط غضب ورفض الناس.

د- دخول قوى دولية جديدة الى الساحة السياسية منها الصين وروسيا والبرازيل مؤخرا عبر بارجاتهم الحربية في خليج عدن والتي وصل تعدادها حسب خبراء أستراتيجيين الى 300 بارجة.

وفي الوقت الذي بقت فيه عيون العامة متجهة صوب ماتتمخض عنه المبادرة الخليجة المدعومة دوليا وتحت الأشراف المباشر للولايات المتحدة. برزت نتائج سلبية خطيرة لم تفضي الى أحداث أية تقدم عملي على الأرض يذكر.

تعثرت المبادرة وأنهارت الثورة وأنهارت أجهزة النظام وتعطلت كل أركانه لتتحول البلاد الى عصابات عسكرية وقبلية وسياسية وفق القائمون خلف كل مجموعة في صور متعددة ومختلفة لا تبتعد كثير عن أمراء وتجار الحروب ومافيات بأشكال مختلفة تفرض واقع جديد يتلائم معها وفق قوتها المالية والعسكرية والبشرية والجغرافية في مشهد جيوسياسي دراماتيكي يصعب وصفه لخصوصيتة اليمنية هذة المرة بعيدا عن النموذجات السابقة في الصومال وأفغانستان العراق. بل عجينة متداخلة من كل تلك النماذج المشارة سلفا.

وسبب آخر لفشل المبادرة عدم شمولية دراسة الواقعين في الجنوب واليمن وتباين العصبيات وفهم تاريخ وموروث كل طرف في المشكلة بحيث تم النظر للحل من مشهد دار الرئاسة والتحالفات القبلية والعسكرية والأجنحة التابعة للأسلام السياسي ذات الولاء المصلحي والشكلي لبعض دول مجلس التعاون؟

مما جعل المبادر ة تبتعد كثيرا عن المعالجة بل وسمحت لنفسها لتكون بديلا للثورة ودستورا أنتقاليا لنظام دون دولة ولا يمتلك نفوذا له في عقر دارة صنعاء فكيف يمكن سيطرته على بقية مناحي البلاد؟.

ومن جانب آخر فالاتحاد الاوربي والولايات المتحدة وقعوا بذات الخطاء في أسناد المهمة وتسليم الملف لجهات أقليمية هي أساسا قد عجزت عن معالجة أوضاع اليمن الجمهوري منذ ولادته في 26 سبتمبر 1962.

والأكثر فداحة ومأساوية أن الأتحاد الأوربي والأقليم والولايات المتحدة قد تم أستحلابهم ماليا تحت ذريعة القاعدة والأرهاب أستغلها النظام السابق الحالي لبناء وتجديد ذاته ومقارعة خصومة وهزيمتهم.

وعلاوة على ذلك كان ولازال النظام يمد الولايات المتحدة معلومات لوجيستية مغلوطة أسفرت الى حصد المئيات من الضحايا العزل في الجنوب تحديدا وما مجزرة المعجلة الا خير دليل على ذلك في ديسمبر 2009و مسلسلات أبين وشبوة وعدن مؤخرا.

سلبيات وأيجابيات مبادرة الخليج والغرب تجلّت في أنها زادت من العداء الشعبي للأغلبية الصامتة وممثليها هي شباب الثورة والحراك الجنوبي والحوثيين في صعدة وجعلتهم في أستنفار دائم لمواجهة أخطار القادم لعدم وجود أية رؤية واقعية لحل الأشكاليات والخروج من المأزق. ومن جانب آخر شكّلت أحداث جنوب الجزيرة رافد مهم في صحوة وعي شعوب منطقة الجزيرة وجعلتهم في موضع أكثر جرأة على بداية تشكُل مرحلة تكون بوابة لتغيير قادم في المنطقة قد لايكون على غرار مايجري وجرى في ثورات الربيع العربي المختطفة ولكن بأشكال أكثر فعالية في تغيير منظومة وفلسفة الحكم وتركيبة المجتمعات فكريا وأقتصاديا وأجتماعيا وثقافيا تفرزها الظروف الأنتقالية عند تلك المرحلة ومدى قدرة النخب على السيطرة والأدارة لها بديلا عن الفوضى الممكن أن تنتج عن هذا التحول.

وقد يمكن تتشكل خريطة جيوسياسية وفق مناطق الثروة وتمركزها وأهمية جيوعسكريتها المتقاطعة مع مصالح الدول العظمى. ليتم فتح ملفات مغلقة وقفل ملفات مفتوحة مبنية على هذة الأسس المشارة ومنها موضوع الجنوب مع مراعاة ترابط وتشابك أقليمية المصالح مع دولية النفوذ والوصاية لتتناسب مع البئية المحلية في تلك المناطق وسلامة وأستقرار أستثمار الثروات فيها.

ووفق ما تكشفت من حقائق في الماضي القريب وحاضر الأيام عدم قدرة الغرب والولايات المتحدة على أحداث أستقرار لشعوب البلدان الملتهبة والقريبة من الجزيرة كالصومال وأفغانستان والعراق حيث عمت الفوضى في تلك البلدان وأصبحت دول فاشلة شكّلت حملا وعبء عليها والمجتمع الدولي فلا تم القضاء على القاعدة والأرهاب فزاعة الغرب ولا تجنيب تلك البلدان عن مخاطرها.

ففي واقع حال اليمن والجنوب عامة نجد أن كل الشروط قد أستكملت لدولة فاشلة وأنهيارات سياسية وأقتصادية وأمنية وفوضى عارمة وعدم تحكم بالمناطق وغياب تام لأجهزة الدولة والقانون مع ظهور واضح لتشكّل قوى عسكرية وسياسية وأمنية وقبلية وجهوية وطائفية ومذهبية وتيارات متعددة فئوية أو أجتماعية بما فيها طرائق صوفية مختلفة. هذا الموزائيك الجديد أصبح واقع أستفاد من خلال عدم نجاح الثورة وتعثر الحراك الجنوبي في ظل عدم حسم الصراع على السلطة في صنعاء وبروز التوازن العسكري والأمني والسياسي للمتسابقين يمنيا الى القصر الجمهوري في ظل تشبث واضح للرئيس السابق صالح وأسرتة وأدارته للأوضاع في هامش غياب واضح للرئيس عبدربه وهلامية حكومة النفاق. ويأتي عدم الأعتراف بحقوق شعب الجنوب السياسية والأنسانية ومنح أستحقاقات الجنوب أرضا وشعبا كدولة وهوية.

ويبقى تركين الملف الصعداوي وتمرد وعصيان واضح للعديد من المناطق والمحافظات والمديريات وبروز الحراك كقوة سياسية سلمية قوية وشعبية مشروعها التحرري وتحرير مناطق الحوثيين وعدم أحراز تقدم ملموس على صعيد ما حاولت أن تذهب الية مبادرة دول الخليج وعجز أممي على فرض عقوبات على مجرمي الحرب ومرتكبي الجرائم بحق الأنسانية من النظام اليمني بشقيه من طرف صالح أو المشترك اليوم مع صالح من قبل اللقاء المشترك. وهذة الجرائم لازالت مستمره على أرض الجنوب وما أحداث شبوة وأبين وآخرها عدن والمنصورة كانت أشدها, الأ خير دليل بالصوت والصورة لأدانة مليشيات أولاد الأحمر وحزب الأصلاح وبقايا نظام صالح مع عساكر علي محسن الأحمر.

لهذا تعمل هذة القوى ومنذ وقت بعيد مابعد 22 مايو 1990 على تهئية المناخ في منطقة اليمن والجنوب وتندرج ضمن هذة الخطة مسلسلات الأغتيالات المستهدفة للجنوبيين الى أن تكون المنطقة بئية حاضنة ومناسبة للأرهاب والقاعدة, تُستخدم لمفاجآت مأساوية لم تبقى نتائجها محصورة في جنوب الجزيرة بل فأن نيرانها لا تعرف حدود لنهايتها ألا رب العالمين وحدة في ظل أستمراريتهم في مراكز القوى الرئيسه ونفوذهم السلطوي والعسكري والأمني والسياسي. بأعتبارهم ضمن مبادرة الخليج يأتون ضمن مكونات الحوار الوطني وكقوى أساسية من وجهة نظر القائمون على المبادرة وهنا المأساة بعينها؟. وإلا فما مغزى بقاء صالح في صنعاء والزنداني في أرحب وصنعاء وعلي محسن الأحمر يرافق الرئيس عبدربة منصور الى قطر. مع أستمرارية أولاد الأحمر في حصبة صنعاء ودعم واضح لهم من أطراف أقليمية بعينها؟

الرئيس السابق الحالي علي عبدالله صالح وخصومة في حادثة النهدين:

لم يبق لديه غير الثأر على خصومة والمتمثلين في أولاد الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر شيخ مشا ئخ قبيلة حاشد والجنرال علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع والشيخ عبد المجيد الزنداني مرشد مجاهدي أفغانستان وحاليا اليمن في صور المعاهد الأسلامية وجامعة الأيمان في صنعاء.

هذة الأطراف كانت ضمن حلف قوي متماسك تشرذمت عند بداية محاولة التوريث لنجل صالح بدخولهم في صراع قاتل للسباق الى القصر الجمهوري ضمن عقلية وفلسفة حكم القبيلة وأمتزاج أستخدام الوازع الديني بتوظيفة سياسيا على أسس تُمكن القائمون خلفه من الأعتلاء الى سدة الحكم بمقدار ماجرى في تونس ومصر ولكن بشروط محلية تجعلهم مقبولون في الشارع السياسي ضمن عملية تسويق منظمة أقليميا ودوليا, تمهد طريق السيطرة على مناطق الثروة والمواقع الجيوعسكرية المؤمنة لأستمرارية ضمانة مصالح الدول العظمى في المنطقة وترويض البئية السياسية والأجتماعية لأحتضانها؟

ولهذا كانت نتائج حرب صعدة الستة والجنوب في 1994 قد أفضت الى تحالفات جديدة غير السابقة في الواقع جعلت الحوثيون في غزل دائم مع صالح وتكون الحوثية في الشق الجنوبي حصان طروادة صالح في أقناع العالم والأقليم بأهمية غياب صالح عن الملعب السياسي ليعود ليس بالضرورة بصورتة السابقة ولكن مايمثله أقل تقديرا.

ويكون مبرر تشّكُل كيان جنوبي وأقصى شمال اليمن صعداوي مع كيان اليمن الأسفل أقوى حجة لتلك العودة لصالح لدى القائمون على تمهيد الملعب الأقليمي والغربي وتحديدا الأمريكي.

عبدربة والرئاسة:

حملته الصدفة الى وضع لم يصدق يوما أن يكون فيه وبقى ممتدا طول الفترة بين علاقتة بصالح أثناء الزمرة ومابعد حرب 1994 لكنة في اللعبة مابعد حادثة النهدين دفعت به ظروف الخطة المرسومة له بعد زيارة واشنطن له ألى أن يقبل بدور الكومبارس وأستمر فيها منذو الأنتخابات وحتى اللحظة. مجمل الحكاية في قضية( أمشنطة) ولهذا برزت اللُحمة في أرتصاص عناصر الزمرة بصورة من كان مع السلطة أو من عاد من المفى في آخر لحظة وتعبئة خطة أعادة الأنتشار وفق قواعد اللعبة المرسومة والمتفق حولها مسبقا وتوزيع البيض في أكثر من سلة؟

لم يعد في قراراته شئ يوحي للتغيير بل التعقيد كون أن شبكة ما تحت كل معاونيه الجدد لا يدينون الولاء لجماعتة التي حزم فيها طوق جماعتة كلواء ضمان ولاء لتنفيذ خطتة وخصوصا أن أغلب التعيينات جاءت من أبين وشبوة وضمن ماكان يسمى الزمرة؟

هولاء صاروا في صنعاء مرفوضين لعدم تقبل العقلية لهم بذات مشهد ما قبل حرب صيف 1994 الظالمة على الجنوب في مسلسل أغتيالات طالت العديد من كوادر الجنوب عندما حلوا ضيوف على صنعاء كعمال هنود؟

اللعبة تتكرر اليوم لتعيد الأوضاع عند سابق مربعاتها بل وبأنتكاسة كارثية هذة المرة تدمر كل شئ يمت بصلة في فتح أفق الحل المسدود بعصبية التنوع يمنا وجنوبا. ليستمر المشهد الدموي في وضع أمراء حرب لايختلف الأمر كثير عن أفغانستانية وعرقنة وصومالية بل وبلقنة بذات نكهة اللبننة بطعم آخر مهزوم يمنيا وجنوبيا مأساويا؟

صورة غريبة في عجننة جمال بن عمر وأممية عدم وجود نية في الحلحلة وضياع أقليمة التوهان المؤلمة عند حدود أعاقة حركتها في التقدم لمعالجة المشهد لأن قرارها ليس بيدها وماخلف المحيط أمريكيا يتحكم فيها.

ولهذ وقع عبدربة على ركبتيه في الصفوف الأولى شكليا ولكنه بعيد عن المشهد في قبو الأحداث لمواصلة دور مرسوم له بلغة متفقة على سيادتها المؤقتة حتى تشكيل الملعب الذي على أرض الواقع مرفوض تماما لعزوف وعدم أعتراف القائمون علية أقليميا ودوليا وتحديدا أمريكيا بحقوق شعب الجنوب السياسية في هويتهم وبناء دولتهم عبر أستقلال ناجز بمفهوم شعب الجنوب وقرار وجدانه ومن جانب آخر ثورة التغيير المغفلة عن المعادلة تماما؟

لهذ بقى عبدربة معتقلا في دارة ومحميا من الفرقة الأولى المدرع, وميلانه مع خصوم صالح مزق آخر خيوط لعبتة مع صالح خلال تضامنة على أحتلال عدن في 1994.

ومن خلال هذا الأستعراض لابد من ضرورة التأكيد على مايلي:

أنه على الرغم من تعقيدات المشهد وتطوراته الدراماتيكية وغياب واضح لأية جهود تفضي الى معالجة أشكاليات المنطقة وتخلف المكونات السياسية عن قدرتها على تحمل مسئوليتها لعدم أمتلاكها على أرادة سياسية لتكون حامل رئيس على منحها القدرة وثقة الشعوب بها نتيجة لمواقفها المتخاذلة خلال تاريخها المنظور وأنانية نخبها. لكن الوقت لازال مناسبا على أحداث معالجات ولو جزئية ضمن سلسلة من المعالجات تسهل وتعبد الطريق لحلول كلية وذلك من خلال:

1- تحريك الملف الجنوبي وتسوية شئؤون شعبه وفق أرادته السياسية وبما يُمَكِنْ الأشراف الدولي والأقليمي على السيطرة والتوجيه في مرحلة بناء الدولة ومؤسساتها وأصدار مصفوفة قوانين تنظم هذة العملية بمشاركة كل أبناء الجنوب وتأسيس وبناء البنية التحتية الملائمة والمساعدة على أحداث هذا النهوض تأسياسا على أن عقلية وعصبوية شعب الجنوب تستوعب الدولة ولديها من الخبرة والموروث الغربي والوطني والديني القادر على تسريع العجلة لعودة الجنوب الى سلسلة التطور الأنساني المحروم منها منذ 30 نوفمبر 1967. وتعود لتحتل عدن مكانتها كما كانت حتى عشية الاستقلال كأهم ثالث ميناء في العالم بعد نيويورك.

علما أن للجنوب عصبوية واحدة متجانسة منذ فجر التاريخ ضمن جغرافية الوطن الجنوب العربي. ولم تخضع المكونات الأجتماعية للكيانات السياسية في تطورها حيث لعبت العصبوية خصوصية التميّز لشعب الجنوب في الحفاظ على الهوية والموروث وطورت قدرتة على التعايش دونما يحصل هناك تناقضات كانت عائق في تفهم وتفاهم المناطق مع بعضها البعض الحقيقية لأحترام أرادة المناطق ومساعدة بعضها البعض.

وبنى جسور التواصل الأجتماعي والأقتصادي والثقافي والسياسي والديني مما خلق منها وحدة أجتماعية وأقتصادية متشابكة ومتكافلة ضمن الوطن الواحد على الرغم من تعدد المكون السياسي الداخلي لكن الخارجي متوحد وهو كان الضمانة لبقاء الجنوب العربي موحدا عبر تاريخة منذ الأزل وحتى نوفمبر 1967 . مع التأكيد على أهمية التفريق بين دولة أتحاد الجنوب العربي ككيان سياسي المستثنى منه المحميات الشرقية والجنوب العربي الجغرافي كهوية. حيث وأن المحميات الشرقية المهرة وحضرموت والتي كانت ضمن أطار الوطن الواحد الجنوب العربي كهوية وتخضع لعملة موحدة وأنتداب بريطاني واحد ضمن حدود وسيادة الهوية الجنوب العربي حتى 30 نوفمبر 1967يوم أستقلال الجنوب العربي. علما أن بعض المهرولون الى أستمرارية يمننة الجنوب كانوا ضحية هرولتهم في عدم تفريقهم بين الهوية والكيان السياسي والوحدة العصبوية للمكونات السياسية للجنوب العربي التي تجسدت وبقت وفق أحتياجات ومصالح المكونات الأجتماعية والعصبوية للمحميات الشرقية والغربية.

فالعصبية والهوية لم ولن تتغير وفق تغيرات الكيانات السياسية ولا تذوب أطلاقا مهما جرت عليها عوامل التعرية البئية والجغرافية والسياسية, برغم أن أصحاب مشروع يمننة الجنوب قد حاولوا طمس هوية الجنوب العربي في 30 نومبر 1967 وأستبدالها بهوية يمنية وفق كيانهم السياسي جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ولاحقا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على أرض الجنوب العربي. فعملية تسمية المحافظات من المحافظة الأولى الى السادسة ومديريات شرقية وغربية وشمالية وجنوبية ومركز أول وثاني وثالث في المديرية دليل ذلك. لكن ماذا حدث رغم مرور السنين لا تنتهي الأوطان بالتقادم ولا يمكن طمس هوية الشعوب وعصبياتها. فهاهوالجنوب يخرج الى أهله بعدما أهله قد خرجوا اليه.

1- وعلى المستوى اليمني:

تأتي الأولية في تشذيب كل تلك القوى والمكونات التي تعيق عملية التسوية من خلال أستبعادها من مراكز القرار السياسي والعسكري وتحييدها وفرض عقوبات عليها في حالة تمردها أو عودة نشاطها. مع تجميد جميع أموالها في الداخل والخارج وفرض قيود صارمة على كل الجهات المتعاملة معها بغية تجفيف روافدها المالية وتقليص قدرتها وحركة نشاطها في مختلف مجالات الحياة. وفي ذات السياق العمل على هيكلة الجيش وجميع الأجهزة الأمنية والأستخباراتية على أساس وطني وفق الكفاءة والنزاهة والولاءالوطني وليس الحزبي والقبلي والديني. وهي المشكلة التي لازالت في جمود رهيب بفعل غياب الأرادة الحقيقية سياسيا للتغيير بل لاستمرارية التدمير والأنهيار الماثل في مختلف مناحي الحياة صورة الفعل اليومي للمشهد يعيشه عامة الناس.

2- جنوبا لترتيب وأستعادة البئية السياسية:

قبل كل شئ لابد من وضع مرجعية تحت سقفها يكون الجنوب وطن الجميع. في بناء الدولة الموسساتية الحديثة وفق عصريتها وعلى أن الجنوب وطن الجميع ماضيه وحاضره ومستقبله في بوتقة واحدة دون أستثناء لأحد. ديمة الكل ومهد الجميع في رحلة الحاضر الى مستقبل الخير والسلام والوئام دون أنتقاص لأحد في المشاركة وبما يجعل الجنوب دولة تتقاطع بمصالحها أقليميا ودوليا مع كل الأطراف سبيلا لتأمين وأستقرار المنطقة والعالم ووصولا الى تحقيق الأهداف السامية للرسالة الأنسانية لشعب الجنوب في الوجود.

يأتي العمل على تشكيل حكومة أنتقالية نوعية من أهم الشخصيات التكنوقراطية وتحت أشراف دولي مع تثبيت قوانين خاصة لتسهيل وتمهيد تأسيس الدولة.

ومن أهم هذة القوانين أغلاق كل مواقع ومراكز تفريخ الأرهاب والتطرف الديني وتشديد الرقابة على جميع المناهج التعليمية والرقابة المشددّة على هئيات التدريس وآلية التعليم وأتخاذ عقوبات رادعة من خلال تطبيق القانون على الكل مع التنسيق أقليميا ودوليا على عدم خروج جهة بعينها لدعم جهة داخليا لأرتباطها بمصالح تلك الدول. والعمل على أعداد خطاب سياسي وديني وسطي يلبي أحتياجات الأبتعاد عن التطرف والغلو.

وبأستكمال الدولة بأجهزتها المختلفة نكون قد وضعنا البلد على قضبان عقلية تستوعب هذة الدولة ومن ثم تدريجيا الأنتقال الى العملية الديمقراطية.

ضمن هذا التغيير والتحديث لابد من أيجاد معالجات حقيقية لأوضاع المناطق وأستحقاقاتها في أطار الجمهورية العربية اليمنية من خلال تفعيل شرعية ثورة التغيير عبر منهاج عملي واضح يفضي الى وضع معالجة نهائية للوضع المأساوي القائم والخروج منه بأقل الخسائر فيه يندرج وضع حل لقضية صعدة و ضرورة أستكمال الحل في أستحقاقات اليمن الأسفل ومعاناتة لقرون خلت في الأستجابة لمطالب الناس هناك في أطار حل ومعالجة شاملة تفضي الى أستقرار وأمن لجنوب الجزيرة العربية. بملا يتعارض مع العملية الديمقراطية وبعيدا عن التعصب بكافة أنواعة وأشكاله, وبما يؤدي الى تقاطع مصالح الكل دون أستثناء.

خصوصية الوضع القائم تعكس صورة أرجوازية القائمون شكليا على الكيان السياسي الهلامي في عدم صدق أطراف التملص والتخلُص في النظام القائم في صنعاء بأزدواجية المعايير في المشهد وخلط الأوراق. حيث وأننا حتى اللحظة لم نرى في الأفق المسدود بوادر الخروج من المأزق غير أن صوملة المشهد بأفغنة وعرقنة وبلقنة مع نكهة لبننة في العجينة سيدة الطعم والرائحة رغم الكارثة.

والله على ما أقوله عليم وشهيد.
*كاتب وباحث أكاديمي
لندن

محمد سلام 09-21-2012 05:18 PM

شكرا على هذه المعلومات التاريخية الثمينة ومن الاهمية بمكان الا نتوقف كثيرا على الاطلال ونندب حظنا بل علينا قراءة الماضي لاستخلاص العبر لكي لا نقع فيها مجددا حيث ان الاخطاء اذا تكررت تكون كارثة لا تحتمل

حد من الوادي 09-23-2012 02:25 AM


الحسني: من اختطفني عصابة تتبع نظام صنعاء والقبيلة المتخلفة فيه

الخميس 20 سبتمبر 2012 02:01 صباحاً

الزميل الحنشي مع السفير الحسني في منزله (عدن الغد) عدن ((عدن الغد))خاص

سائق التاكسي الذي أوصلني إلى منزل الحسني أصر على إعطائي رقمه، عارضا خدماته المجانية ما دمت أخدم الجنوب (كما يقول)، وتذكرت، عندما كنت مناوبا في قسم العناية الفائقة بالمستشفى، ذلك الشاب المصاب من أبناء ردفان.. سألته كيف أتيت من ردفان قال بعت (النعجة) وجيت لعدن أحضر فعاليات الحراك لأجل الجنوب. كما لا أنسى الرجل العجوز في إحدى قرى لودر الذي لا يفوت فعالية إلا ويحضرها أينما كانت، كل ذلك إيمانا بالقضية، ما يجعل الجنوب ملفا لأعدل قضية بيد محام فاشل ضليع في الإسهاب في الكلام.

عقد من النضال لآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من الأسر المكلومة والقيادات تتبارى في إطلاق التصريحات من عواصم عدة ومن أتى منهم دخل في منافسة على الخطابة في المهرجانات العكاظية، لم نر رؤية استراتيجية لإخراج الجنوب من نفق النضال واللا نضال، وهنا نلتقي بأحمد عبدالله الحسني، وهو القيادي الأحدث وصولا إلى البلد من الخارج، نعرفه عارفا بالأمر.. لهذا أتيناه لنسأله أسئلة غير تقليدية، أسئلة تضع أساسا فكريا لما نحن فيه، وما سنكون عليه.. فكانت الردود كما ستقرؤون.

حاوره/ حسين الحنشي

- في البدء نشكر لكم استقبالنا بمنزلكم والتفضل بالإجابة عن الأسئلة لتوضيح بعض الأمور للناس عبر صحيفة (عدن الغد).


= أهلا وسهلا بك وبصحيفة (عدن الغد) التي أصبحت واسعة الانتشار، ويعتمد عليها الناس في البحث عن الخبر الحقيقي.

- هناك واحدية للثورة، في كلا الشطرين، هناك مناضلون جنوبيون قتلوا للدفاع عن سبتمبر وهناك مناضلون شماليون قتلوا للدفاع عن اكتوبر.. بموقفكم الجديد عن الهوية الجنوبية وعن فك ارتباط، أنتم تسفهون أحلام الأجداد الذين قتلوا للدفاع عن الثورتين، وكانوا مؤمنين بيمن واحد، حسب قول مهتمين بالتاريخ؟



= مفهوم واحدية الثورة هو نتاج فكر تيار عروبي قومي في بداية القرن العشرين، لم يكن حقيقة تاريخية بقدر ما كان ترجمة لأحلام كثير من المفكرين العرب القوميين، ولم يكن واقعيا، ونحن إذا جئنا إلى الحقيقة نجد أن الجنوب العربي قد تعرض لمنظومة واسعة من تغييرات قسرية شملت الهوية والتاريخ ونسجت لواقعه أطرا بعيدة جدا عن الحقائق وأخذت أجياله إلى مستقبل مظلم قاتم مزيف، وإلى الكثير من التضليل الذي كرس مفهوما خاطئا بعيدا عن الحقيقة، يلغي تاريخيا إسهامات شعبنا منذ الأزل، ويلغي ما أكد عليه كتاب الله الكريم وما ورد من حقائق تاريخية منذ الثورة على مدى الستين عاما، وما سطره المؤرخون من إسهامات للجنوب في الحضارة الإنسانية، والتاريخ أثبت أن اليمن لم يشهد في يوم من الأيام وحدة سليمة، وهذا المفهوم أخذ بعدا أكثر خطرا عندما تولى الجيش مركز القرار في مؤسسات الدولة والمؤسسات الحزبية في أربعينيات القرن الماضي، لهذا نعتبر الثورة السلمية التي يخوض غمارها شعبنا وفي طليعته الشباب أول انطلاقة حقيقية يملك أبناء الجنوب فيها قرارهم المستقل.. الصراع الآن صراع هوية، والممارسات التي يجريها أبناؤنا في ساحات الثورة لتحقيق حقهم في الحرية والاستقلال كفيلة بإسقاط مفهوم واحدية الثورة والمفاهيم الخيالية التي لا تسندها حقائق الواقع ولا التاريخ.


- أين كنت عام 1994م في زمن الحرب التي شنت على الجنوب؟


= كنت أقاتل في صفوف قوات الشرعية، ولذلك الموقف أسبابه، وهي تتعلق بالأخطاء الكبيرة التي ارتكبها أبناء الجنوب بحق أنفسهم، سواء كانوا من هذا الطرف أو ذاك، ونحمد الله تعالى أننا استطعنا مع الخيرين من أبناء الجنوب تحقيق قراءة واقعية لطبيعة الأوضاع السابقة في بلادنا وتضافرت جهود الخيرين، وإكمال ما قمنا به، وهو التصالح والتسامح ثم العمل بكل جهد وإيجاد الإطار الجامع للجنوب وهوية الجنوب والعمل على استقلال القرار الجنوبي واعتماد مبدأ الشفافية الكاملة في كل ما يمت للشأن العام والتمسك بالهوية الجنوبية واستقلال القرار، وهي التي ستؤمن لنا النجاح والانتصار في مسيرتنا التحررية، وعلينا إصلاح الأخطاء الكبرى بحق الوطن.



- عندما أعلن البيض العودة كيف استقبلتم ذلك؟



= كنت أنا في بريطانيا أحمل مسؤولية الأمين العام لـ(تاج) ومباشرة وقعت مع حسن أحمد باعوم على بيان أن خروجه ووقوفه إلى جانب شعبه والتزامه بخيار الشعب يتناسق تماما مع مواقفه المبدئية، ومنذ ذلك الحين أقمنا أفضل العلاقات مع الرئيس البيض.



- في السابق راهنتم على الاتحاد السوفيتي، فخسرتم، والآن يقال إنكم تراهنون على الدور الإيراني الذي يجهز الغرب لضربه، ووجودكم في بيروت دليل على ذلك.. ألم تتعلموا من عدم جدوى الرهان على الحصان الخاسر؟



= اليمن الديمقراطية كانت جزءا من صراع القوى أيام الحرب الباردة، وبغض النظر عن خسارة الاتحاد السوفيتي مع الرأسمالية، لكن يمكن تسجيل حقيقة ساطعة وهي أن الجنوب وحكومته في تلك الفترة لم تكن تملك قرارها المستقل على الإطلاق، كانت مسيرة بالكامل من الخارج من موسكو بالتحديد، لذا لا أعتقد أن أيا من قادة الجنوب اكتوى بنار التبعية وعرف معنى أن تكون ذليلا مسخرا للأجنبي يعود لتكرارها مرة أخرى، مع هذا علينا أن نقول إن أبناء الجنوب وقياداته السياسية كطليعة للثورة الشعبية السلمية التحررية قد يدركون تعقيدات الوضع الراهن ويعملون على الحفاظ على استقلالية رأيهم في حقهم في التحرر والاستقلال واستعادة دولتهم الحرة المستقلة، وبعدها سيسعى الجنوبيون إلى إيجاد أفضل العلاقات مع كل القوى الدولية التي يمكن أن تناصر قضيتنا ولقد سعينا أكثر من مرة، ويمكن الإشارة بهذا الصدد إلى ترديدنا في أكثر من مقام ومقال ودعوتنا لأشقائنا العرب بإعادة قراءة المشهد السياسي الراهن، كما هو في الواقع الملموس، وقلنا هذا في مهرجانات وفعاليات ثورية في يافع وطور الباحة وقد طلبنا من السفراء والبعثات العربية الاستماع إلى ما يريده شعبنا في الجنوب وعدم السماع فقط لما يقولونه في مركز القرار بصنعاء.


أما في ما يخص لبنان، فلبنان عرف كمنارة للعلم والثقافة وحرية الإعلام منذ أواسط القرن الماضي، وهو مكان مناسب للنشاط بحرية وهو الشيء الذي لا يتوفر في أي عاصمة عربية أخرى غير بيروت.. سياسيا لسنا مع أحد وننظر إلى إيران باعتبارها دولة شقيقة وقوة إقليمية فاعلة لا يمكن تجاهل مصالحها، وبقراءة جيدة للجغرافيا السياسية يمكن استيعاب تداخل المصالح بين إيران والجنوب العربي.


- وأنتم بلندن وميونخ لم تنجحوا في إقناع أحد من المجتمع الدولي بالتعاطي مع القضية الجنوبية طيلة ما يقارب العقد من الزمن، ذلك يعد فشلا دبلوماسيا سعادة السفير؟



= الحكم بفشل دبلوماسي هو سطحية مبالغ فيها، فالحكم يكون عند حصاد نشاط ملموس في الداخل والخارج، نحن نعرف أن هناك مصالح كبرى لدول أوربا والخليج كما لنا نحن مصالح في أرضنا.



- يدور في الشارع الكثير من اللغط حول عودة عدد من القيادات الجنوبية بينها أنت ومحمد علي أحمد، فالأخير يتهم بأنه عاد بتنسيق مع هادي، ولإحباط الدور الذي يقوم به محمد علي عدت أنت بتنسيق من علي عبدالله صالح؟



- أولا عودة الأخ محمد علي أحمد جاءت برغبته الخاصة ولأهداف هو أعرف بها، ولم يخف ذلك منذ أن وطئت أقدامه العاصمة عدن، أما عودتي فقد جاءت لقراءة مشتركة مع السيد علي سالم البيض، وبعد وصولنا إلى قناعة أن ثورة الحراك السلمي قد وصلت ذروتها وحققت نجاحات، فكان لابد من العودة والعمل معا مع قوى التحرير والاستقلال والعمل لتوحيد هذه القوى وسياساتها في إطار يمكن الانتقال منه إلى المرحلة الثانية وتوفير الظروف المطلوبة للتصدي للمشاريع التي تنتقص من حق الجنوب والاستمرار إلى أن يأتي النصر والانعتاق من الاحتلال اليمني، فعودتي كانت بقرار مستقل ليس له أي ارتباط بأي رمز في صنعاء، والادعاء بأننا جئنا بطلب من علي عبدالله أمر يدعو للسخرية ولا يستحق التعليق.



- عند وصولك للمطار اعتقلت.. من اعتقلك ولماذا، هل لك أن تعطينا بعض التفاصيل؟



= أولا أنا لم أعتقل، أنا اختطفت، ومن اختطفوني لا يحملون رموز الدولة مثل مذكرة أو ملابس رسمية، لذلك فهم عصابة يغطون وجوههم كاملة، وهم يتبعون النظام الحاكم بصنعاء وتيار القبيلة المتخلف فيه، وهذا يثبت كذبهم بأنهم قادرون على إقامة الدولة المدنية.



- بالداخل هناك تغييرات حيث إن حزب الإصلاح الآن هو الحاكم الفعلي لأغلب مناطق البلاد بما فيها عدن، وهو يبدي رأفة بالجنوبيين، فأعلام الجنوب تملأ عدن في عهده، وكانت محرمة زمن صالح؟



= لا أعلم من أين أتيت بهذا الحكم أن الإصلاح أكثر رأفة بالجنوبيين! حزب الإصلاح اليمني فصيل من الإخوان المسلمين، يحمل فكرا ظلاميا وهابيا تكفيريا لا يعترف بالاختلاف، ويستخدم العنف بكل الطرق، خصوصا مع الجنوبيين، وهذا ما عبر عنه اليدومي أمام الكل في مقابلته التلفزيونية الأخيرة. حزب الإصلاح يحضر نفسه لتسلم السلطة تبعا لوعد أعطته له أمريكا كبقية فصائل الإخوان المسلمين في مصر وتونس وليبيا، وتحرص قياداته على الخروج من المرحلة الانتقالية بأقل الخسائر استعدادا لتسلم السلطة عام 2014م، وربما غابت عنك حقيقة أن حزب الإصلاح يحشد أنصاره في الجنوب لليوم الموعود، وهو يفعل ذلك بشكل خاص في عدن والمكلا، فإلى عدن يأتي بأنصاره من تعز وإب وإلى المكلا يأتي بهم من مأرب والجوف.



- الحراك عبارة عن تيارين (الفيدرالية وفك الارتباط) ولقادة الخيار الفيدرالي خطة عمل تتمثل بنموذج جنوب السودان، سنوات معينة من الفيدرالية يتبعها استفتاء وانفصال شرعي معتمد دوليا.. أنتم ماذا لديكم؟



= أولا من الظلم مقارنة الحالة السودانية بالجنوب العربي، فجنوب السودان عبر التاريخ لم يكن دولة مستقلة، وهذه المقارنة كلنا نعرف أنها تستخدم للترويج للفيدرالية، كما نعرف أن أحدا لا يرضى بالفيدرالية من المتصارعين في صنعاء، ونعرف ما أعلن من قبل الزنداني والديلمي في هذا الصدد، ومع احترامي لإخواننا المؤمنين بالفيدرالية نقول إن نموذج الفيدرالية الذي سوقه وفد علي ناصر محمد وحيدر العطاس ومحمد علي أحمد ومحمد سالم باسندوة في رمضان 2010م وما قدمه الأخ باسندوة لدول الخليج للحصول على تأييد مشروع فيدرالية الخمسة أقاليم أبين جزء من البيضاء وشبوة مع مأرب والجوف ولحج مع تعز وعدن إقليم مستقل، وبالإشارة إلى مذكرة باسندوة للخليج فقد جاءت بالتفصيل عن مشروع الفيدرالية، وكتبت أنا عنه موضوعا وهو باختصار شديد الجيش مركزي والداخلية مركزية والمالية مركزية، ولم يعطوا الجنوب إلا شرطة المرور والبلدية.



- في القانون الدولي لا يحق للمحتل رسم حدود الدول الواقع عليها الاحتلال.. نظام الرئيس السابق أعطى السعودية مساحة كبيرة من أرض الجنوب في اتفاقية ترسيم الحدود، وهو ما يراه كثيرون سر إصرار المملكة على عدم مساندة الانفصال، رغم مساندتها له عام94م، هل لكم رؤية حيال ذلك الأمر؟



= الأمر متعلق بالسيادة وسلامة الأراضي للدولة، ولا يمكن لشخص أن يقرر ذلك، وما تفضلت به أنت يشير بوضوح إلى أن المصالح الكبرى الإستراتيجية هي التي تحرك مسار سياسات الدول، ولهذا نحن ندعو دول الجوار بما فيها المملكة على وجه الخصوص إلى إعادة قراءة الواقع كما هو ونتطلع لحق شعبنا في الحرية والاستقلال، وسنرسي أفضل العلاقات مع دول الجوار العربي بما يؤمن مصالح الجنوب ودول الجوار.



- مؤتمرات ومهرجانات وخطب وقصائد شعرية.. هل لديكم غير ذلك، خارطة طريق مثلا، يمكن السير عليها لرؤية نهاية النفق للقضية الجنوبية؟



= ليس هناك نفق، هناك قضية شعب قاب قوسين أو أدنى من الانتصار والانعتاق من الاحتلال اليمني المتخلف الذي يلجأ إلى السلوك المعقول وغير المعقول، وينشر الفتن ويمارس الجريمة وخلط الأوراق والدس بين قيادات الجنوب لمنع القضية الجنوبية من الانتصار، وأدعو الجنوبيين إلى تفهم المواقف المختلفة، وأن يحافظوا على إيمانهم بالاستقلال واستعادة الهوية.


- أخيرا، أغلب قادة الحراك لهم عقود في السلطة، وبعضهم وزراء من بعد ثورة أكتوبر، والآن تعودون محاولين حكم الجنوب الجديد.. ألا ترى أن ذلك يتعارض مع فلسفة الربيع العربي والثورات الشبابية؟


= فلنتحدث بصراحة وشفافية، نحن القيادات الجنوبية نتحمل المسؤولية منذ قيام الوحدة إلى اليوم، وهذه القيادات على دراية كافية بقراءة التاريخ المعاصر، وتملك الجرأة والشجاعة للقيام بواجبها، وتصحيح الأخطاء الإستراتيجية الكبرى وتصويب المسار، وتحمل المسؤولية في تبصير النشء الجديد بحقائق الأمور والإسهام بإزالة الظلم والزيف والظلال، ومساعدته على استعادة هويته وبناء دولته المستقلة، والرئيس البيض صرح أكثر من مرة أنه سيسلم الراية إلى الشباب وإلى الجيل الجديد.


شكرا لك

حد من الوادي 10-02-2012 01:29 AM


مقتطفات من الأرشيف الوطني البريطاني

هنا حضرموت / محمد سعيد باحاج
الإثنين 1 أكتوبر 2012


( الوثيقة الثانية – الجزء الأول من مذكرة وزير الخارجية )

إلى هؤلاء المتشككين في الوثيقة الأولى من المقتطفات من الأرشيف البريطاني إليكم أدناه الرابط لهذه الوثيقة باللغة الانجليزية :

SOUTH ARABIA: INDEPENDENCE DATE (Hansard, 14 November 1967)

لقد تلقيت أكثر من طلب للحصول على رابط الوثيقة الأولى تحت عنوان الجنوب العربي : يوم الاستقلال وتم إرسال الرابط لهم .. واليوم نتحدث عن الوثيقة الثانية تحت عنوان الوثيقة رقم COPY 169 (67) C بتاريخ 26 اكتوبر 1967 مجلس الوزراء – الجنوب العربي (مذكرة من وزير الخارجية البريطانية) . يقول مستر جورج براون – وزير الخارجية في مذكرته لمجلس الوزراء : زملائي نعود إلى القرارات السابقة حول تاريخ استقلال الجنوب العربي حيث أن هذه القرارات اتخذت على حساب متوازن وبدقة متناهية للحفاظ على ثقة الجنوب العربي لمواجهة احتلال الجمهورية العربية المتحدة ( مصر وسوريا ) لليمن وكذلك تكون القوات الفدرالية جاهزة لمواجهة الوضع المتأجج في المنطقة (بعد حرب 6 يونيو ) . الوضع في اليمن تغير . لقد قررت الجمهورية العربية المتحدة الانسحاب من اليمن واخلوا تعز وصنعاء ومن المتوقع أن ينسحبوا بالكامل في أواسط ديسمبر 1967م .. في نفس الوقت تحول طبيعة الصراع السياسي في الجنوب العربي عن انهيار الحكومة الاتحادية. أن غياب الإدارة وكذلك فشل الفصائل الثورية حول الاتفاق حول محادثاتهم بالقاهرة خلق موقفا أكثر خطورة، وتحت هذه الظروف فأن المندوب السامي بعدن المفوض السامي والقائد الأعلى يوصي بشدة الإعلان عن الاستقلال وإجلاء قواتنا في نوفمبر وليس الانتظار حتى يناير . يوجد في عدن بعض الجزر ويسكنها بريطانيون ( حوالي400 نسمة ) وعليه ليس لدينا قوة شرعية لنفرض حلول في الجنوب العربي وليس لدينا مصالح حيوية والخيار الوحيد الذي نستطيع أن نتبعه هو أن نترك أبناء الجنوب العربي لتسوية خلافاتهم بأنفسهم . أن انسحاب الجمهورية العربية المتحدة من اليمن قلـل من اهتمامنا الكبير حول مستقبل الاستقرار في المنطقة.

الأحداث الأخيرة :

بما أن قواتنا انسحبت من المناطق النائية إلى عدن للاستعداد للأخلاء النهائي فقد تسبب هذا الانسحاب في سقوط السلطنات في الفترة ما بين نهاية يوليو وأواسط سبتمبر 1967م . لقد سيطرت الجبهة القومية على ثلثي دول اتحاد الجنوب العربي بينما جبة التحرير على 2 أو 3 دول فقط . المجموعتين أحيانا تتقاتل بعنف و أحيانا في هدنة غير مستقره ولا يزال لخوض على السيادة في بعض المناطق وخاصة في العوالق العليا والواحدي مستمر . في عدن نفسها التعاطف منقسم بين الجبهتين . لقد استولت الجبهة القومية على المحمية الشرقية ويظهر أن الجبهة القومية تعزز سيطرتها على الدولة الكثيرية والقعيطية وستلاقي دولة المهره نفس المصير وربما جبهة التحرير تقاوم ذلك .

الصورة غير واضحة ومعقدة التي تتخذها الفصائل المتناحرة . الحقيقة أن أحدى الفصائل المتطرفة سيظهر لها الولاء من قبل الشعب لإعطاء مساحة غالبا ما تعكس نزاعات تقليدية بدلا أن تكون إدانات سياسية . وبما أن السلاطين السابقين لاجئين في المملكة العربية السعودية فأن هذا يمثل حقيقية المخاطر لدى البعض في محاولة القيام بانقلابات مضادة من الأراضي اليمنية (من قبل الملكيين أو الجمهوريين في اليمن) والخطر أن السعوديين قد يقتحموا أنفسهم في هذا الفخ. المندوب السامي في عدن وأنا من خلال السفارة في جدة قد فعلنا كل ما في وسعنا للحد من هذه المخاطر وحتى تتجنب السعودية المتاعب الخطيرة بالنسبة لها.

التأثيرات الخارجية :

لقد تغيرت العلاقة بين العوامل الداخلية والخارجية العربية إلى حد كبير. في أواخر عام 1966 كان من الواضح أن الجبهة القومية كسبت الأرض . لقد فقدت الدعم المصري في1965/1966 و ليس هناك مقارنة مع جبهة التحرير . هذه الأخيرة تستمد قوتها من في المقام الأول من العدنيين و اليمنيين في عدن، ولا يمكن أن تقارنها مع مسلحي الجبهة القومية . لقد فقد السيطرة على الحركة النقابية في عدن، وضعفت تدريجيا.. وقادة الحركات النقابية فروا ومكثوا في الخارج ، والحياة الاقتصادية أصبحت صعبة. وإدراكا من هذا كنا نظن في وقت سابق أنه يمكن أن الموقف على المدى الطويل سيكون العكس إذا بقيت القوات المصرية في اليمن واحتفظت جبهة التحرير بدعمها من مصر. المصريون يحتاجون إلى المال السعودي و تحت ضغط الاتحاد السوفيتي سيغادرون اليمن وانسحابهم سيكتمل في أواسط ديسمبر هذه السنة . لمزيد من الضعف تسعى جبهة التحرير إلى تحالف تكتيكي بحكم الأمر الواقع ليس فقط مع المصريين، ولكن أيضا مع السعوديين (الذين انعدمت ثقتهم ). أن طموح السياسي للجبهة القومية ليس من تلقاء نفسه، ولكن أتي من حركة القوميين العرب في بلاد الشام والكويت من منطقة بعيدة، بينما الأراضي اليمنية والسعودية أقرب لهم . هناك ميول عام بغض النظر عن النظام إلى التفكير في “الاشتراكية العربية” وعليه ستبقى الجبهة القومية هي المهيمنة . إذا جبهة التحرير والجبهة القومية لم يتفقا مع بعض فمن الأرجح أن تسقط جبهة التحرير وتحل محلها الجبهة القومية لتسيطر على الوضع .

الوضع الاقتصادي :

إن الاقتصاد والإدارة في حالة يرثى لها وهو محفوف بالمخاطر. إن النقص في العمالة والدخل بالرغم من استمرار دعمنا ليس محرجا.. ولكن النشاط الاقتصادي لميناء عدن، هو المصدر الرئيسي والوحيد للدخل فقد وصل إلى طريق مسدود من جراء العمليات الإرهابية و الإضرابات السياسية ثم تبعها إغلاق قناة السويس ومقاطعة العرب لتصدير النفط . لقد أصيبت مصفاة عدن(BP) بالشلل في هذه الفترة لأنها أنشأت لتموين السفن الداخلة والخارجة من قناة السويس بالوقود. فالمصفاة هي المصدر الرئيسي لضريبة الدخل لعدن ، أما نسبة التشغيل الحالية حول 60٪ من المستويات العادية. وأخيرا حصلت الاضطرابات الثورية التي أثرت كثيرا على الاقتصاد .. بينما الضرائب أو الرسوم الجمركية نهبت من قبل المنشقين على الحدود اليمنية وكان ينبغي أن تفرض عليهم . يجري علاج هذا جزئيا في بعض الأماكن وهذا لا يعني الكل . أما المساعدة المالية السعودية فلن تكون وشيكة الحصول عليها في الظروف الحالية. الإرهاب والتخويف المنظم منذ العامين الماضيين أفسد الخدمة المدنية للعدنيين أكثر مما أفسدها على البريطانيين . لقد كانت الأمور أسهل لموظفي الخدمة المدنية الاتحادية خلال فترة الهدوء الحالية.

والى الجزء الثاني من الوثيقة الثانية والى اللقاء .

محمد سلام 10-02-2012 07:38 PM

جهود مشكور عليها واتمنى لك النجاح المستمر

حد من الوادي 10-07-2012 01:30 AM


مؤتمر جنوبي شامل..كيف..؟

كاتب/عبيد الحاج

تعددت مكونات الحراك الجنوبي بتعدد قياداته، فتنوعت طروحاتهم ورؤاهم لحل القضية الجنوبية.. وهذا التعدد والتنوع هو باعتقادي ظاهرة صحية جداً تثري الحياة الوطنية والواقع السياسي والاجتماعي والفكري لأبناء المحافظات الجنوبية إذا ما اتسمت بالعقلانية واستشعار كامل المسؤولية..!

والمهم ألاّ يتحول هذا التعدد والتنوع إلى وبال على الجنوب وقضيته العادلة.. ألاّ يقود إلى صراعات تناحرية تفكك المفكك وتمزق الممزق.. والأهم أن نستثمر هذا التعدد والتنوع لخدمة القضية الجنوبية، ووضع الحلول السليمة والعادلة لها بما يخرج الجنوب واليمن كله إلى بر الأمان..!

على جميع المكونات والأطراف والقيادات الجنوبية أن تعترف وتسلم بأن جميعها موجودة على أرض الواقع، وأن لكل منها رؤاها وطروحاتها وخطابها السياسي والإعلامي.. ولكل منها أتباع ومؤيدون على امتداد المحافظات الجنوبية.. ومادام الأمر كذلك لماذا لا تخرج هذه القيادات من قوقعتها وتتحرر من شرنقة الجمود والمكابرة وتتقدم إلى بعضها البعض خطوات عملية وجريئة؟ فالجميع في سفينة واحدة إن طاحت في مستنقع الغرق لن ينجو أحد.. والجميع يمسك أو يشارك في الإمساك بمقود هذه السفينة وبمقود الأوضاع كل من زاويته، ولم يعد أحد بعد اليوم يستطيع أن يدّعي شرعية تمثيل الجنوب بمفرده.. هذه هي الحقيقة كالشمس في كبد السماء..!!
إذاً وأمام هذا الوضع المعقد والمتشابك لابد من أن يستشعر الجميع المسؤولية التاريخية والواجب الوطني والديني المقدس المتمثل في ضرورة سرعة إخراج المحافظات الجنوبية من هذه الأوضاع المربكة إلى فضاء الأمان والاستقرار..!

اليوم وليس غداً وبدون تأخير أو تسويف أو مماطلة الجنوب بحاجة إلى إنقاذ.. والمدخل هنا برأيي لن يكون إلا من بوابة انعقاد مؤتمر جنوبي شامل يشارك فيه الجميع ولا يستثني أحداً..
كيف..؟!

قوى الفيدرالية وقوى فك الارتباط وقوى الوحدة الاندماجية كما هي عليه الآن.. كل هذه القوى هي من يجب أن تتبنى مؤتمر الحوار الجنوبي الشامل ومن يجب أن تشارك فيه..

وكل القيادات في الخارج أو الداخل يجب أن تشارك في هذا المؤتمر من أية زاوية سواءً بالحضور الشخصي أو بالتمثيل أو بالمبعوث أو بالرؤية أو بالرسالة أو بالأطروحة أو حتى بالاتصال التلفوني...إلخ، بحيث يضع الجميع رؤاهم وطروحاتهم بشأن حل القضية الجنوبية ويتم مناقشتها باستفاضة ومسؤولية..!

ومن الطبيعي ألاّ يتفق الجميع على رؤية واحدة موحدة، وهذا وارد ومتوقع بالنظر إلى تعدد المكونات والقيادات وتنوع الرؤى، وبالتالي فإن أعمال المؤتمر ستفضي إلى إقرار أكثر من خيار أو رؤية لحل القضية الجنوبية، والأرجح أن يسود خياران فاعلان وحيويان سيتم الاتفاق عليهما ووضعهما أمام الشعب في استفتاء عام وشامل ونزيه ليختار الشعب ما يريد..!

لو أن جميع مكونات وقادة الحراك الجنوبي في الداخل والخارج سلكت هذا الطريق واتفقت عليه ومارست كل أوراق الضغط على السلطة في صنعاء وعلى الدول الإقليمية والدولية لتنفيذ هذا المشروع الوطني الكبير لاستطاعت أن تقدم خدمة تأريخية عظيمة للمحافظات الجنوبية ولليمن عموماً وللمنطقة والعالم..!
[email protected]

في الأحد 07 أكتوبر-تشرين الأول 2012 12:01:46 ص

حد من الوادي 10-13-2012 12:31 AM


شبوة تشيع قائد جيش اتحاد الجنوب العربي الأسبق في موكب جنائزي مهيب

الجمعة 2012/10/12 الساعة 09:40:23

التغيير – شبوة :

شيع اليوم الآلاف من أبناء شبوة اللواء محمد بن احمد موقع العولقي - قائد جيش إتحاد الجنوبي العربي السابق الذي وفاته المنية أمس بمدينة عتق .

وتم نقل جثمانه إلى مديرية الصعيد بشبوة ليوارى الثرى هناك .

يذكر إن اللواء محمد احمد موقع العولقي قد تولى قيادة جيش اتحاد الجنوب العرب خلفا للقائد ناصر بريك ألعتيقي ألعوالقي أخر قائد عام لجيش الاتحاد العربي ,ولد في منطقة وادي رفض بصعيد شبوة عام 1919م وينتمي إلى قبيلة إل عبد الله بن دحة العوالق كبرى قبائل شبوة.

وفي ذات السياق بعث الرئيس عبد ربه منصور هادي ، برقية عزاء ومواساة إلى أحمد ومحمود محمد أحمد بن موقع العولقي، وجميع إخوانهم وأفراد أسرتهم وكافة آل عبدالله بن دحه العوالق محافظ شبوة، في وفاة اللواء المتقاعد المناضل محمد أحمد بن موقع العولقي الذي وافاه الأجل، وانتقل إلى رحمة الله تعالى عن عمرٍ ناهز التسعين عاما بعد حياة كفاحية ونضالية متوجه بمواقف وطنية متعددة هدفت إلى الاستقلال والتحرر.

وأشار رئيس الجمهورية في برقيته إلى أن الفقيد كان من أوائل الضباط في جيش الاتحاد النظامي على المستوى الوطني والعربي، وكان من أوائل الذين تسلموا القيادة من جيش الاحتلال البريطاني.

وأشاد الرئيس بمواقف الفقيد في مختلف محطات العمل النضالي الوطني في سبيل التحرر والاستقلال، منوها بأنه كان من الذين أسهموا في تأسيس الجيش بعد الاستقلال في مختلف المواقع القيادية، وكان مثلا للنجاح الباهر.

وعبر عن بالغ الأسى والأسف لهذا المصاب الجلل، مبتهلا إلى الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

حد من الوادي 10-22-2012 02:38 AM


نهاية وسقوط مشروع يمننة الجنوب العربي

الأحد 21 أكتوبر 2012 06:04 مساءً

د. حسين لقور


قرن من الزمان أو يقل عن ذلك منذ ظهور اول فكرة لليمننة السياسية في منطقة جنوب الجزيرة العربية وذلك بإعلان قيام المملكة المتوكلية اليمنية بدلا عن المملكة المتوكلية الهاشمية, في محاولة للخروج من القمقم المذهبي لمشروع الدولة ( المملكة المتوكلية الهاشمية) الذي قامت عليه سلطة الائمة الزيديين منذ وصولهم لهذه الركن من شبه الجزيرة العربية, الى مشروع الدولة الوطنية التي ترتبط بالمكان بعيدا عن التمذهب المحدود والمحاط بخصوم كثر بعد ادراك الإمام يحي بن حميد الدين عمق المتغيرات التي طرأت على الساحة الدولية بعد الحرب العالمية الاولى, خصوصا انكفاء الدولة العثمانية و تقاسم ارثها بين اطراف محلية واخرى دولية.


في ضوء هذا المعطى الجديد كبرت احلام الإمام وزادت أطماعه في ضم المزيد من الاراضي لزيادة مداخيله من الخراج من مناطق يحلم بضمها الى مملكته فكان ان اعتبر ان ما هو جنوب الطائف ومكة الى مضيق هرمز يدخل ضمن حدود مملكته الطبيعية , وبطبيعة الحال هذا يشمل الجنوب العربي, ولذلك دخل حروبه المعروفة ضد الادارسة في اقليم عسير ونجران وضد سلطنات الجنوب ابتداءا من بداية القرن الماضي لينتهي به الامر الى توقيع اتفاقية الطائف بعد خسارة حربه ووصول القوات السعودية الى بيت الفقية قرب الحديدة في 1934م واتفاقية اعتراف مع سلطنات الجنوب ويريطانيا في الجنوب , لينسحب بموجبها من بعض الاطراف التي احتلتها قواته في حدود المناطق الجنوبية المحتلة ويقر فيها بالحدود القائمة بين الطرفين.


استفادت اليمن بعد انقلاب سبتمبر من حالة المد القومي التي عمت المنطقة العربية والدعوة الى توحد الامة لكي تعيد احياء مشروع الائمة في الحاق الجنوب العربي بما يسمى اليمن ولعبت العناصر اليمنية المهاجرة الى الجنوب للعمل ( كولية ) دورا لا يستهان في تزييف الوعي واستغلت عناصرها في حركة القوميين العرب لتجيير نشاط الحركة في هذا الاتجاه وبالمقابل تم شن حملة شعواء على الاحزاب الوطنية الجنوبية وخصوصا على اهمها واكبرها واقدمها رابطة ابناء الجنوب العربي وتم الاساءة الى كل ما قدمته من اجل قضية استقلال الجنوب العربي في المحافل الدولية ونضالها من اجل وضع قضية الجنوب امام لجنة تصفية الاستعمار في الامم المتحدة, لكي يتم فسح المجال امام الحركات الوافدة من اليمن لتأخذ الدور الاكبر في الاعلام فكان اسقاط كلمة الجنوب اليمني على الجبهة القومية هو خطوة في طريق يمننة الجنوب لينتهي بها الامر الى تسلم الحكم في 1967م


بعد مؤامرة استبعاد كل القوى الجنوبية الاخرى وتشريدها بالتعاون مع بريطانيا ويصبح مسمى الجنوب العربي (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) ليس هذا فقط ما جرى بل تبعه عمليات تجريف شاملة لكل القوى والشخصيات الجنوبية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاعلامية من خلال السجون والقتل والاخفاء المنتهي بالقتل والتشريد. فيصل عبداللطيف تم التخلص منه بانقلاب 69م لانه كان يريد اصدار قانون الجنسية الجنوبية وسالم ربيع تم التخلص منه لانه رفض ان يصبح المعارضين اليمنيين ضمن الحزب الحاكم في الجنوب, قادة الجيش الجنوبي تم تصفيتهم لكي يفتح المجال امام المليشيا الحزبية, وقادت هذه السياسة عناصر معروفة للجميع, حتى قرار التأميم تم ابلاغ الكثير من التجار اليمنيين به قبل صدوره لكي يتخلصوا من املاكهم ويتجنبوا الخسائر وهذه مسائل ليست خفية على الكثيرين كل هذا قاد الى فرض اليمننة القسرية على الجنوبيين بعد ان تم تزييف التاريخ وتجاهل كل نضالات الجنوبيين في مواجهة البريطانيين وقبلهم في مواجهة ائمة اليمن قبل ما يسمى ثورة 14 اكتوبر والحديث المزيف عن واحدية الشعب والثورة الام وصنعاء العاصمة التاريخية و هلم جرا...., حتى وصلنا الى تسليم الجنوب لقمة سائغة لجحافل الطامعين في عام90م ويتم استباحة كل ما هو جنوبي عام 94م في الحرب العدوانية على الجنوب ليصبح الجنوبيين مواطنون من الدرجة الثانية في ارضهم .


تحول فكرة الوحدة من اتحاد بين دولتين يهدف الى تنمية البلدين وتحقيق الاستقرار وتحسين حياة الناس كما نظر لها الكثيرين لم يدم طويلا فقد تحول هذا الحلم المثالي للوحدة بين الدولتين الى مجرد ضم والحاق دفع الجنوبيين للوقوف في وجه هذا المسعى الذي قاده اكثر ابناء اليمن تخلفاً(شيوخ قبائل, عسكريين ورجال دين) وبدلا ان يتم تعزيز الوحدة وجعلها جاذبة للجميع جرى اقصاء واستبعاد الجنوب شعبا و قانونا و ثقافة وابقوا عليه ارضا مستباحة وهو ما دفع الشعب الجنوبي العربي ان ينتفض ويرفض الاستكانة لهذا المصير الذي ارادته هذه القوى المتخلفة له وليخلع عنه وبصورة مستمرة لا لبس فيها يمننة لم يكن له اي راي فيها في اختيارها.

إن الحصيلة السوداوية لما اسمي بالوحدة كانت كافية لاسقاط مشروع يمننة الجنوب و تراجع المدافعين عنها وخروجها من وعي الجنوبيين، وبالتالي اصبحنا نعيش المشاهد الاخيرة لفكرة اليمننة التي ابتليَ بها الجنوب طوال 45 عام والى الأبد.

adenalghad.net/articles/3747.htm

جميع الحقوق محفوظة لعدن الغد © 2012

حد من الوادي 11-03-2012 11:26 PM


حضرموت والجنوب وثنائية المواقف

11/3/2012 اكرم احمد باشكيل


الإسترجاع التاريخي في قراءة المشهد لتحليل وتحديد المواقف مهم جدا لكل قلم أراد أن يسجل له حضورا تاريخيا في ولادة اللحظة القادمة من رحم هذه الإرهاصات التى نرى إعتمالاتها اليوم بكل تشكلاتها ...

بالأمس القريب كان الصراع السياسي على أشده فيما بات يعرف حينها بـ( مستعمرة عدن والمحميات الشرقية ) وكان للبريطانيين إسهاماتهم الضاغطة على إدارة دفة الصراع الذي كان محوره شكل النظام القادم مابعد رفع اليد البريطانية المباشرة علي هذه المنطقة ..ذلك ماحدث بين منتصف الخمسينات وبداية الستينات من القرن المنصرم ..وكان هناك ثمة مشروع طرح لهذه المنطقة على نمط التوحد في إطار ماعرف حينها بـ( الإتحاد الفيدرالي ) الذي رفض جملة وتفصيلا من سلطنات حضرموت( القعيطية والكثيرية) وسلطنة المهرة) ..

بالعودة الى إرشيف الصحافة حينهاالصادرة بحضرموت يجد القاريء صدى المعركة السياسية المحتدمة بين القوى السياسية من تلك المشاريع المطروحة والتي يتبناها البعض بالقبول والضدية ويرى مستوى الوعي السياسي عند هؤلاء ورقي تفكيرهم وطرائق إدارة معركتهم السياسية الوطنية بإمتياز ومدى هول الكارثة التي نراها اليوم في كيفية إدارة معركتنا السياسية مع بعضنا أو مع الخصوم ( المفترضين) على أية شاكلة هم ..!!

نحن بحاجة اليوم لتأمل هذه المرحلة والعودة الى فهم ماتعالق معها من أحداث والأستفادة من كيفية إدارة معركتنا السياسية بكل دوائرها الثلاث( الحضرمية والجنوبية واليمنية ) بعقل منفتح وبلا حرج تحت( قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح )..وفي السياسة كما يقولون لاعداوات دائمة بل مصالح دائمة...!! ومن هذاالمنطلق يجب أن نكون على مسافة واحدة من الجميع عند الإشتغال سياسيا خاصة عند دائرتي التلاصق المباشر بين حضرموت والجنوب على إعتبار أن مسألة الترابط التارخي والجغرافي والسياسي فيها من التعقيد الشيء الكثير الذي يحتاج من الطرفين التفكير ملياعند إدارة العملية السياسية برمتهاوالذهاب بها الى معارك( دوتكشونية) جانبية يضيع معها بوصلة الهدف المبتغى من تحقيق أهدافهما..!!

حضرموت والجنوب ثنائية غاية في التعقيد عند أرباب السياسة الدولية في فهم مايجري على خارطة جنوب شيه الجزيرة العربية وهما ينظران إليهما من منظور مغاير تماما عن غيرها من هذه المساحة الجغرافية وبدون فهم عميق لطبيعة المعركة السياسية لبعضهما البعض وأهمية كل طرف للآخر سيخسر الجميع بلاشك معركتهم سياسيا أو على أقل الإحتمالات سوف تضعف مواقفهم السياسية تفاوضيا فليس هم بمعزل عن بعض ولايدعي طرف تمسكه بـ (سآوي الى جبل يعصمني من الماء) إذ أنه في مثل هذه الحالة سيدرك الحقيقة الحتمية التالية (فحال بينهما الموج وكان من المغرقين..!!

الأجواء النفسية والمواقف الضدية المتشنجة لاتهيء بالمطلق مناخا تفاوضيا نديا على قاعدة المصالح الوطنية وما فعله أسلافنا في إدارة معركتهم السياسية عند طرح مشروع ماسمي حينهابـ(الإتحاد الفدرالي) هو خارطة طريق لنا في كيفية التعامل مع كل المشاريع المطروحة على الطاولة ومايهمنا هناان يتفهم الجميع حقوق بعضهم البعض ولا يجعلوا من تأثيرات المواقف الدولية والإقليمية بالذات رياح تحرك أشرعة مطالبنا الى المجهول في بحر السياسات الدولية المتلاطم على طوفان مصالحهم ...فعندها يمكننا إدارة اللعبة سياسيا فهل فقهنا أدوارناو فهمنا القصد ..؟؟!!

حد من الوادي 11-04-2012 01:07 AM


قانون انتخابي في عدن يمنع مشاركة ابناء المحافظات الشمالية . والولاء للوطن

السبت 03 نوفمبر 2012 05:00 مساءً


حصل موقع الأمناء نت على وثيقة تاريخية من وثائق ارشيف عدن التي تعود الى العام 1958م عندما كانت عدن مستعمرة بريطانية

الوثيقة مفادها ان الانتخابات العامة التي جرت في عدن عام 58م كانت لها شروط لا يحق لأي شخص من المحافظات الشمالية الانتخاب في عدن كشرط اساسي الا ان يكون من مواليد مستعمرة عدن وتضمنت الوثيقة ان يكون الناخب ذكرا ولا يقل عمره عن 21سنه ويملك عقار في المستعمرة يساوي ثمنه على الاقل 1500شلن او في وظيفه مبنى سكني او تجاري يقدر ثمنه 2500شلن ويتحلى بالسلامة العقلية ولايوجد سوابق جنائية والولاء للوطن

ط§ظ„ط§ظ…ظ†ط§ط، ظ†طھ :: ظ‚ط§ظ†ظˆظ† ط§ظ†طھط®ط§ط¨ظٹ ظپظٹ ط¹ط¯ظ† ظٹظ…ظ†ط¹ ظ…ط´ط§ط±ظƒط© ط§ط¨ظ†ط§ط، ط§ظ„ظ…ط/////ط§ظپط¸ط§طھ ط§ظ„ط´ظ…ط§ظ„ظٹط© . ظˆط§ظ„ظˆظ„ط§ط، ظ„ظ„ظˆط·ظ†

جميع الحقوق محفوظة الامناء نت © {year}

حد من الوادي 11-05-2012 01:59 AM


احمد الصريمة يتبرع بمليون دولار لصالح مرضى السرطان لمحافظات جنوبية بأستثناء حضرموت والمهرة

11/4/2012 المكلا اليوم / خاص


اعلن رجل الاعمال الشيخ احمد بن فريد الصريمة مساء امس عن تبرعه بمليون دولار لصالح مرضى السرطان، وقال المدير التنفيذي للفرع الاقليمي للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بعدن وهيب هائل في تصريح صحفي ان رجل الاعمال الشيخ احمد بن فريد الصريمة اتصل هاتفيا في البرنامج المخصص لمناقشة هموم مرضى السرطان "اسهم الخير" على قناة عدن واعلن تبرعه بمبلغ مليون دولار لصالح مرضى السرطان وستوزع هذه المعونة بالتنسيق مع الفرع الاقليمي للمؤسسة العامة لمكافحة السرطان عدن - لحج - ابين - شبوة الضالع باستثناء حضرموت والمهرة.

واضاف: "ان الصريمة قد أكد في حديثة ان المعونة ستوزع عبر اللجنة المكلفة من قبله والتي تضم الصحفي المعروف نجيب يابلي والكاتب القدير الاستاذ عبده حسين احمد والاخ جمال العولقي".
من جهته أفاد جمال العولقي عضو اللجنة والقائم بأعمال الصريمة في اليمن ان الشيخ احمد بن فريد تبرع بهذا المبلغ الكبير لصالح مرضى السرطان نظرا لحرصه الشديد في المساهم في مواجهة الوباء القاتل.
مؤكدا ان الشيخ الصريمة يعتزم تأسيس جمعية النور الفريد في غضون الايام القادمة والتي سيكون مقرها الرئيسي في مدينة عدن وستساهم هذه الجمعية بشكل كبير تنفيذ مشاريع خيرية وانسانية مدعومة من قبله.
وكان الصريمة قد تبرع في وقت سابق بمبلغ 100 الف دولار لصالح مرضى السرطان في عدن .

والشيخ أحمد بن فريد الصريمة من أبناء محافظة شبوة العوالق وأحد كبار مشايخها، ورجل أعمال معروف، ومدير عام شركة (خط الصحراء)، قام بتنفيذ بعض المشاريع في اليمن ويقيم حالياً في سلطنة عمان، ويدير فيها أعماله التجارية وأنشطته المختلفة، وهو يحمل الجنسية العمانية.

حد من الوادي 11-22-2012 12:53 AM

متى تعود عدن منطقة حرة
 

متى تعود عدن منطقة حرة

الأربعاء 21 نوفمبر 2012 01:35 مساءً


محمد فارع الشيباني


منذ قابيل وهابيل كانت عدن منطقة تجارية حرة، وتقول الأسطورة إن قابيل لما قتل أخاه هابيل جاء إلى عدن هربا من الجريمة التي ارتكبها وإنه عاش في قلعة صيرة.. وقبل أربعة آلاف عام كانت هناك طائفة دينية هندية تحج إلى عدن اعتقادا منها أن آلهتها تعيش داخل قلعة صيرة.. وفي أيام الأشوريين والبابليين كانت عدن منطقة تجارية حرة، وهذا ما تقوله كتب التاريخ ويمكن الرجوع إليها.. وعبر التاريخ الطويل ونشوء الإمبراطوريات اليونانية والفارسية والرومانية كانت عدن منطقة حرة والتاريخ يؤكد ذلك وأيام الممالك اليمنية من معين وسبأ وحمير وغيرهم كانت منطقة تجارية..

ودخلت بريطانيا عدن وهي منطقة حرة وبل السبب الرئيس لاحتلال البريطانيين عدن لأنها منطقة تجارية حرة وممر عالمي لكل التجارة العالمية وخرجت بريطانيا من عدن عام 1967م وهي منطقة حرة.. وخلال هذا التاريخ الطويل كانت جميع الإمبراطوريات تريد أن تحتل عدن لأنها منطقة تجارية حرة وممر إلى جميع بلدان وبحار العالم ومن يحكم عدن يسيطر على تلك البلدان والبحار ولكن في عام 1967م توقفت عدن من أن تكون منطقة تجارية حرة والحجة التي ذكرها حكام عدن الجدد والتبرير الذي قالوه هو أن بقاء عدن منطقة حرة يخدم الكومبرادورية العالمية ومن يومها وعدن وأهلها يعانون الأمرين..

وجاءت الوحدة وزاد معها البلاء ففي بدايتها أعلن أن عدن ستعود منطقة حرة وراح باجمال الذين أصبح رئيسا للهيئة التي أنشئت يدلي بتصريحات ويعرض خرائط للجسر الذي سيبنيه من ميناء التواهي إلى المطار في خورمكسر الذي سيكون مكانا للشحن الجوي الحر ومضى كل شيء ولم تتحول عدن إلى منطقة حرة بل على العكس أصبحت مؤسسة ميناء عدن الحرة بعد أن رحل عنها باجمال.. وبعد حرب 1994م الظالمة أصبحت هذه المؤسسة التي بواسطتها تم نهب عدن وأراضي عدن وسواحل عدن. وأغرب ما حصل فيها أن المبنى التي قدمته الحكومة ليكون مبنى إداريا لها قام رئيس الهيئة بتمليك هذا المبنى لنفسه ثم بعد ذلك قام بتأجيره على الهيئة وبالعملة الصعبة وأعرف كثيرين من أصدقائي ومعارفي سيقولون "نحن فين والشيباني فين ، الناس في ايش والشيباني في ايش" وأقول لهم أنا في عدن ومن أجل عدن واليمن وهذا رأيي والإنسان حر في رأيه.

أخيرا أسمح لنفسي أن أقول للأخ فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي الذي أعزه وأحترمه "إنك لن تدخل التاريخ لأنك حكمت يوما ما شعبا فرقته ومزقته القبيلة وزعماء القبائل لكن سوف تدخل التاريخ إذا قمت بعمل حضاري مدني بإعادة عدن منطقة حرة وبذلك يستفيد الشعب اليمني وشعوب الشرق والغرب والشمال والجنوب "..اللهم احفظ عدن آمين يارب العالمين.

جميع الحقوق محفوظة الامناء نت © {year}

حد من الوادي 11-25-2012 01:24 AM


مليون دولار فضيحة جديدة لشركة موانئ دبي بعدن

السبت 24 نوفمبر 2012 07:55 مساءً

عدن ((عدن الغد)) خاص :


كشفت مصادر عاملة في ميناء عدن أن شركة موانئ دبي العالمية المشغل السابق للميناء كانت تقوم باستقطاعات غير قانونية على مستحقات العاملين خلال فترة إدارتها .

أفاد رئيس اللجنة العمالية لميناء عدن للحاويات همدان حميد الحيدري أن الشركة المشغلة لميناء الحاويات بعدن (شركة موانئ دبي العالمية) قامت منذ توليه إدارة تشغيل الميناء من عام 1999م باستقطاع مبالغ مالية من مستحقات (بدل الغذاء) الخاص بالعاملين تحت مسمى ضريبة بدل الغذاء والتي وصل إجمالي ما تم استقطاعه قرابة مليون دولار خلال الأعوام التي تولت فيه شركة موانئ دبي العالمية تشغيل الميناء.

وكانت الحكومة اليمنية قد أنهت إتفاقية الشراكة مع موانئ دبي قبل أشهر مقابل دفعها لمبلغ 60 مليون دولار.

وأضافت رسالة رئيس اللجنة النقابية ـ حصل (عدن الغد) على نسخه منه ـ أن اللجنة العمالية لميناء عدن للحاويات أخرجت الفتوى المتعلقة باعفاء العاملين من الاستقطاعات الضريبية على علاوة (بدل الغداء) من وزارة الشئون القانونية بصنعاء ,، مؤكدا أن تلك الإجراءات جاءت بتسهيل من وزارتي النقل والشئون القانونية.

وأكد أن اللجنة وعن وصولها لصنعاء من أجل متابعة الإعفاء اكتشفت أن هذه الضريبة غير شرعية وليست قانونية تستقطع بمعدل 15% شهريا على أزيد من 500 عامل وموظف منذ عام 1999 بمعدل 2500 ريال على كل عامل , أي (مئتي مليون ريال يمني) قرابة مليون دولار, في أثنى عشر عام ) وهي تقطع باطلا

وأعاد أسباب استقطاع الضريبة على بدل الغداء وضياع كثير من حقوق عمال ميناء عدن للحاويات إلى تعاقد الشركات المشغلة للميناء مع محاميين للحفاظ عن حقوق الشركة لا للحفاظ على حقوق العاملين ، بالإضافة إلى عدم وجود دائرة قانونية مثلما هو معتمل في كل المرافق الايرادية .

وبحسب ما علم المصدر أن وزير النقل الدكتور واعد باذيب وجه بتشكيل لجنة قانونية في ميناء الحاويات بعدن ، مشيرا إلى أن وزير النقل أعرب عن أسفه على قيام الشركة بتلك الاستقطاعات الباطلة بحث العاملين في الميناء.

جميع الحقوق محفوظة لعدن الغد © 2012

حد من الوادي 11-27-2012 12:02 AM


الذكـرى الـ45 ... ذكـرى نكبـة عــدن

فريد الصحبي الإثنين 2012/11/26 الساعة 11:06:24


 في تسعينات القرن الماضي وبعدها .. وفي أكثر من صحيفة كتبت ووصفت بأن عدن منذ عام 1967م تعتبر مدينة منكوبة .. منذ خروج الإنجليز من عدن واستلام السلطة والحكم فيها من قبل تنظيم الجبهة القومية بقيادة أفراد لا تربطهم بأبناء وأهالي عدن رابطة روحية أو وجدانية .. بل إنهم لا يعترفون حتى بالهوية العدنية !

 لذا كان أول شعار (ثوري) رفعوه صبيحة يوم الاستقلال الوطني في 30نوفمبر1967م هو (تصفية الجهاز الإداري للدولة حتى العظم) .. وياللهول .. فقد تمت تصفيته فعلاً بتسريح وطرد المئات من أبناء عدن خاصة من كان في وظيفة عليا أو قيادية .. وبدون أية حقوق .. هكذا جاء يومها في القرار الجمهوري القحطاني!

 تبع ذلك تصفيات من نوع آخر.. أحكام إعدام .. بدعوى (ثورة مضادة ) .. نهب وسلب ممتلكات ومساكن خاصة .. إرهاب واغتصاب .. فكانت هجرة العدنيين والأسر بكاملها إلى خارج الوطن .. وبقاء غير القادرين تحت وطأة الفقر والقهر .. مواطنون من الدرجة العاشرة .. إلى يومنا هذا !

 وها هم قادة الثورة إياهم .. يتشدقون اليوم من جديد بالثورة والحرية والاستقلال .. فيالها من حرية واستقلال عرفناها على أيديهم .. دورات صراع دموية .. صراع مناطقي .. صراع على السلطة والمصلحة .. بالأمس كان بإسم العمال والفلاحين .. أما اليوم فباسم ( القضية الجنوبية ) .. جنوب إيه إللي إنتوا جايين تقولوا عليه .. هو إنتوا خليتوا فيها جنوب .. بعد ما قتل الأخ أخاه بالبطاقة الشخصية !

 أولاً ما فيش حاجة إسمها الهوية الجنوبية .. كل واحد يروح يدّور يشوف هويته إيه .. نحن هنا في عدن هويتنا الهوية العدنية .. شاء من شاء .. ومن أبى .. فليرحل .. كما رحل كل رؤساء وحكام العرب .. في الربيع العربي .. إيش معنى أنتوا الذي باقيين ؟!

 عدن بعد اليوم ليست لمن غلب .. ليست لمن هب ودب .. عدن ليست لعربان الجنوب ولا لعربان الشمال .. عدن للعدنيين .. ولأهل اليمن ( الأرق قلوباً والألين أفئدة) .. عدن قضية عالمية .. عدن عين اليمن.. عدن أولا .. وللوحدة رب يحميها !

 ويا أبناء وأهالي عدن .. يا شباب عدن .. أقولها لكم للمرة الآلف .. أتحدوا .. أبنوا تنظيمكم الجديد .. تحت شعار ( عدن للعدنيين) .. العالم ينتظركم .. الدنيا تريد أن تراكم .. تريد أن ترى عدن .. فتاة الجزيرة .. الوفية .. التي كانت دائماً في مقدمة المسيرة .. على شاطئ صيرة .. شامخة أبية !

 نعم .. أنها الفردوس المفقود .. جنة عدن .. ستعود .. جنة الحب .. جنة الرحمة والتراحم .. جنة الأمن والسلام .. جنة الإنسان .. الذي يحب أخاه الإنسان.. جنة لا يسكنها شيطان !

*مواطن من أبناء وأهالي عدن
E- mail :[email protected]

حد من الوادي 11-29-2012 05:33 PM


دولة إتحاد الجنوب العربي قبل؟ 30 نوفمبر 1967 .. ذكرى عيد الاستقلال

30 نوفمبر 1967 .. ذكرى عيد الاستقلال

شبكة سما الإخبارية> ملفات وتقارير الخميس 29 نوفمبر 2012 08:59

سما -تقرير-خاص

عرف الجنوب بعد الاستقلال(30 نوفمبر 1967 ) ب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية - أيضا باسم جنوب اليمن، اليمن الديمقراطي، وكان يطلق عليه في الفترة بين 30 نوفمبر 1967 و 1 ديسمبر 1970 باسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية إلى ان تم تغييرة إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .

وبالعودة الى عام 1963، اتحدت عدن ومعظم المحمية إلى اتحاد الجنوب العربي مع عدم انضمام عدة محميات أخرى و من ضمنها حضرموت حيث شكلت محمية الجنوب العربي. وعدت بريطانيا كلا المجموعتان بالاستقلال الكلي في 1968. في 14 أكتوبر، 1963، بدأت مجموعتان قوميتان هما: جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل، والجبهة القومية للتحرير كفاحاً مسلحاً ضد السيطرة البريطانية. وبعد الإغلاق المؤقت لقناة السويس عام 1967، بدأ البريطانيون بالانسحاب. في 30 نوفمبر، 1967، أصبح الجنوب العربي مستقلا وأصبح يعرف باسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية مع سيطرة الجبهة القومية للتحرير على الحياة السياسية في البلاد. وكانت بريطانيا قد وقعت سابقا اتفاقيات حماية مع سلطنات ومشيخات الجنوب العربي بالإضافة إلى السلطنة الواحدية و السلطنة القعيطية و السلطنة الكثيرية و سلطنة المهرة، إلا ان بريطانيا، ولأسباب لم يكشف النقاب عنها بعد، لم ترجع إلى مواطني تلك السلطنات والمشيخات او حكامها، وسلمت السلطة إلى إحدى الفصائل - الجبهة القومية للتحرير (وهي احدي الجبهتين اللتين تعتبران الجنوب جزءا من اليمن) - في إتفاقية وقعت بجنيف في نوفمبر 1967.

في يونيو 1969، كسب الجناح الماركسي من الجبهة القومية للتحرير القوة في البلاد. وفي1 ديسمبر، 1970، عدل اسم الدولة ليصبح جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. بعدها، دمجت جميع الأحزاب السياسية في الدولة في الجبهة القومية للتحرير وتغير اسم الجبهة ليصبح الحزب الاشتراكي اليمني والحزب الوحيد في الدولة. أسست جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية علاقات وثيقة مع الإتحاد السوفيتي، وجمهورية الصين الشعبية، وكوبا، وألمانيا الشرقية، ومنظمة التحرير الفلسطينية.

كما تلقى جيش اليمن الجنوبي دعما من القوى الشيوعية لبناء جيشه المسلح خصوصًا من الاتحاد السوفيتي الذي قام دعمه بقوة وأرسل القوات البحرية السوفيتية إلى قوات البحرية اليمنية الجنوبية من أجل التدريب.

وبالعودة الى بدايات الإعلام في فترة الاحتلال البريطا ني يرصد موقع" سما" تاريخ الإذاعة والطباعة والصحافة:



الإذاعة في عهد الاستعمار :

بدأت بريطانيا بثها الإذاعي في عدن عام 1940م وكان مقتصرا على تزويد الجنود بالأخبار عن الحرب العالمية الثانية ثم تحولت إلى إذاعة راديو عدن عام 1954 كأول إذاعة رسمية في الجزيرة العربية,كانت قادرة على البث اليومي ولفترة 6 ساعات تقريبا مقسمة على الفترة الصباحية والمسائية. ثم تأسست إذاعة المكلا مع استقلال الشطر الجنوبي من اليمن عن الاحتلال البريطاني عام 1967 وكان اسمها "صوت الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل", بعد الاستقلال مباشرة وإعلان الجمهورية تم استيعاب نشاط هذه الإذاعة ضمن إدارة النشر والأعلام بالمحافظة واعتمدت بها وظائف محدودة وميزانية متواضعة إلا أنه تم دمج هذه اللإذاعة مع إدارة الثقافة وسميت " إدارة الثقافة والإعلام" عام 1988 وظلت على هذه الحال حتى قيام الوحدة اليمنية,، كما تأسست إذاعة سيئون قد عام 1973.


الطباعة

كانت بداية الطباعة في العام 1853 م عندما أدخلت سلطات الاحتلال البريطاني في عدن أول مطبعة وذلك لتغطية احتياجات إدارتها في المستعمرة ، كما بعثت عدداً من المحكوم عليهم بالسجن إلى الهند للتدريب على عملية الصف اليدوي وذلك لتشغيل المطبعة والتي كانت تطبع باللغتين العربية والإنجليزية.


توسعت المطابع وظهر العديد منها فقد أنشأت (شركة قهوجي دنشو وأخويه) مطبعة في العام 1874 م، كما افتتحت (شركة هوارد) مطبعة أخرى في العام 1889 م وكانت تصدر مطبوعاتها باللغة العربية والإنجليزية والعبرية وصدر عنها أول صحيفة في عدن في العام 1900 م تحت مسمى (جريدة عدن الأسبوعية) تحت إشراف الكابتن بيل.

الصحف

واعتباراً من العام 1915 م صدرت عدد من الصحف المختلفة نتيجة التوسع في إنشاء المطابع وبحلول الأربعينات بلغ العدد 78 مطبوعة كان من أبرزها صحيفة (فتاة الجزيرة) و(صوت اليمن) والتي تعد أولى الصحف الحزبية الصادرة في اليمن وذلك في العام 1946 م، كما صدرت صحيفة (الفضول) في العام 1948 م كأول صحيفة سياسية تصدر في اليمن في أعقاب فشل ثورة الدستور المعارض لبيت آل حميد الدين، واستمر هذا الزخم طوال عقد الخمسينات وحتى إعلان استقلال الجنوب عن الاحتلال في1967 م إلى أن صدر قرار جمهوري يلغي كافة الصحف والمجلات والنشرات التي كانت تصدر قبل الاستقلال وسمح فقط بصدور الصحف الناطقة باسم الجبهة القومية.

وقد نٌظم العمل الصحفي في جنوب اليمن بصدور القانون رقم (27) في 3 يوليو 1939 م الذي عرف بقانون النشر والكتب في مستعمرة عدن، كما صدر في عام 1953 م قانون الصحافة في ما كان يسمى الدولة القعيطية الحضرمية وعمل بهذين القانونين حتى إعلان الاستقلال في 30 نوفمبر1967 م وبعدها لم ينظم العمل الصحفي في الجنوب حتى صدور (قانون الصحافة والمطبوعات) رقم (7) في مارس 1990 م وأستمر العمل به حتى قيام الوحدة اليمنية .

حد من الوادي 12-04-2012 12:05 AM

المراحل الأولى لتأسيس القوات المسلحة في عدن والمحميات وصولاً إلى دمجها تحت مُسمى (جيش إتحاد الجنوب العربي) 1839 – 1967 ( صور)
 

المراحل الأولى لتأسيس القوات المسلحة في عدن والمحميات وصولاً إلى دمجها تحت مُسمى (جيش إتحاد الجنوب العربي) 1839 – 1967 ( صور)

الاثنين 03 ديسمبر 2012 06:44 مساءً

عن صحيفة الأمناء


عندما غادرت بريطانيا الجنوب العربي في العام 1967, سجل ذلك التاريخ نهاية حقبة تاريخية وكان ذلك بالنسبة للبريطانيين أكثر من فقدان بلد ذاهب إلى الإستقلال على غرار نموذج النظام المتبع في العسكرية. وخلال فترة الوجود البريطاني مرت القوات المسلحة في عدن والمحميات عبر مراحل عدة في بدايات تكوينها حتى وصلت إلى أن تكون جيش إتحاد الجنوب العربي بكافة تكويناته وفصائله منذ بداية تأسيسه حتى خروج البريطاني من عدن في 30 نوفمبر 1967م, وأضع بين يدي القارئ الكريم هذه النبذة الموجزة عن كيفية تكوين القوات المسلحة في عدن ومناطق المحميات منذ بدايات تأسيسه.....






وحدة المشاة 45 (بندقية عدن):

تشكلت وحدة المشاة 45 فيما كانت تُعرف (ببندقية عدن), في 1 يناير 1917م, من قبل الرائد (هارولد باريدج) والحاصل على وسام الأمبراطورية البريطانية والذي قدم إلى عدن في العام 1904م, ليعمل كبير المهندسين في أمانة ميناء عدن . وتشكلت هذه القوة من السكان المحليين الذين التحقوا فيها كمتطوعين, بالإضافة الى عدد قليل من الضباط البريطانيين, للدفاع عن عدن خلال الحرب العالمية الأولى, وأُلغيت هذه الوحدة في العام 1920م, ولاتوجد أي معلومات إضافية عن هذه القوة منذ ذلك التاريخ, والتي كانت اللبنة الأولى لتشكيل جيش عدن ومحمياتها.

سرية فيلق عدن (1401- 1402):

في العام 1940م, تشكلت سريتين من فيلق الرواد, في عدن وكان حجم القيلق عادةص يتكون من 100 – 500 رجل. وفي 2 نوغمبر 1940م, وصل مجموعة من الموظفين البريطانيين الى التواهي, لينضموا الى السرية (1401). وبحلول نهاية يناير 1941م, ووصل مجموع قوام الرجال الذين تم توظيفهم محلياً الى 574 رجل. ونظراً للإستجابة الجيدة لعملية التوظيف, قرر الرائد (جى.في.ال. كيل) تشكيل سرية أخرى من فيلق الرواد وسماه (سرية فيلق عدن "1402"), في 1 فبراير 1941م, بقيادة الكابتن (أس.أتش.جيه. هاريسن) من كتيبة رويال سيسكس. وتضم مبدئياً 100 رجل مع القوات الجوية الملكية البريطانية. وعُين (الرائد كيل) ليكون قائداً للمجموعة المسئولة على السرايا من (1401 – 1419). وأُستبدل (الرائد كيل) لاحقاً بالكابتن (ذي.إن. سينتون) قائد كتيبة وليش. وفي 21 مايو 1941م, حُلت السرية بعد عودتها في مهمة في أرض الصومال.

فيلق سرية السلطان صالح الحضرمية (1422):

في 27 مارس 1943م, صدرت الأوامر للكابتن (ذي.أن. سيتون) لتشكيل سرية جديدة في عدن. وأُختير لهذه السرية مجموعة من الضباط البريطانيين من رتب مختلفة من جيش محمية عدن (الليوي). كما إنضم لهذه المجموعة أثنين ضباط من العرب برتبة ملازم, وكانت القوة تتألف من ستة أقسام وفي كل قسم 25 رجل. وفي 17 يوليو 1943م, توجهت السرية بالسفينة الى ميناء المكلا في محمية عدن الشرقية, حيث وكلت لها مهمة تشييد الطرقات. وبعد إنجاز المهمة عادت الوحدة إلى عدن. وفي 3 ديسمبر 1943م, وبعد ثلاثة أيام من عودتهما من المكلا, غادرت السرية مرة أخرى الى جزيرة سقطرى, لتأخذ مكان السرية 2004, حيث وكلت لها مهمة تفريغ النفط وتشييد الطرقات. وأستمرت السرية في عملها حتى نهاية يناير 1944م. وتفيد الوثائق بأن السرية حُلت مباشرة بعد الانتهاء من مهمتها.

جيش محمية عدن (الليوي):



لتأمين المطارات في عدن, شُكلت قوة من مجموعة من الرجال في 1 إبريل 1928م, عُرفت بـ (جيش محمية عدن), وأُوكلت لها مهام إضافية لمساعدة الشرطة المدنية عند الضرورة. وتم تجنيد هذه القوة أساساً من رجال قبائل محمية عدن الغربية, وعُين الكولونيل (أم.سي. ليك) أول قائد لهذه الوحدة المكونة من أثنين من الضباط البريطانيين, وست فصائل من كتيبة المشاة من رجال القبائل العرب. كان الضباط العرب يتولون قيادة الفصائل, كما كانت الوحدة تضم في قوتها على 8 أحصنة, و 48 جمل. وفي العام 1929م, وبعد تجهيز الوحدة سُلمت مهمة قيادتها من الكولونيل (ليك) الى الليفتنانت كولونيل (جيه.سي. روبنسون) والذي بقي في قيادتها لمدة 10 سنوات.

ومع مرور السنوات, تم تقسيم الفصائل وأوكلت إليها مهما أخرى فمثلاً, في العام 1938م, تم تحويل أحدى الفصائل الى قوات الهجانة الحاملة للرشاشات, لتقديم الغطاء من الهجمات الجوية. وفي العام 1946م, أرتفع عدد جيش محمية عدن الى 1800 رجل. وفي العام 1957م, حصلت تغيرات إدارية واسعة في جيش محمية عدن عندما تولى مكتب الحربية على مهام الجيش, حيث أُستبدل موظفو القوات الجوية الملكية البريطانية وحل محلها ضباط الجيش البريطاني, كما تشكلت كتيبة المشاة الرابعة, وأصبح لها العديد من الوحدات والعتاد وافتتحت العديد من مكاتب القيادة المركزية في كل من خورمكسر, الضالع, مكيراس, بيحان, زنجبار, لودر, وعتق.

حرس الصحراء:

كانت كتيبة حرس الصحراء هي الوحدة الداعمة لفيلق البادية الحضرمي, وتتألف من رجال القبائل المحليين الذين كانوا ضمن فيلق البادية الحضرمي.

جيش البادية الحضرمي:

في العام 1939م, قدم 3 من الضباط الأردنيين من قوة الفيلق العربي, لتدريب قوة قوامها 50 رجلاً من رجال القبائل والذين اختيروا لأجل لتشكيل جيش البادية الحضرمي والذي أُنشئ في العام 1940م, على غرار الفيلق العربي في الأردن, لاستخدامه في محمية عدن الشرقية وكان مقرها المركزي في البداية في المكلا, ولكن نظراً لسوء عملية الأتصالات تحول مقرها المركزي الى منطقة الديس بالقرب من المكلا. وبعد فترة وجيزة انضمت رجال من قوة الكثيري المسلحة, تحت قيادة الضابط الأردني (الريس بركات), ونائبه (خالد) وفي العام 1947م, أُستدعي القائدان الى الأردن, وأُستبدل بدلهما (عبد الهادي حامد) و (قايد نايف الفايز) والذي تولى مسئولية توسعة جيش البادية. وفي العام 1955 غادر القائد (قايد نايف الفايز) الى الأردن وخلفه القائد (خلف قفطان) ومن ثم القائد الأنجليزي (جوك سنيل). وفي العام 1960م, توسعت القوة لتشمل المهرة والتي كانت ضمن محمية عدن الشرقية, تحت قيادة الكولونيل (إيريك جونسن) بمساعدة الوكيل قائد (سليم عمر الجوحي). وكانت القوة تحت قيادة مستشار المقيم السياسي في حضرموت (هارولد إنجرامز) حتى العام 1956م. حرس الحكومة:

تشكل الحرس الحكومي في العام 1938م, من قوة قوامها 100 رجل وفي بداية تكوينها أعطيت لها مهام حماية الخطوط الحدودية مع اليمن. وكانت القوة تحت قيادة الكابتن (آر.إيه.بي هاملتن) وكان مقر قيادتها في الشيخ عثمان, وبعد سنة من إنشائها تم التخطيط لزيادة قوتها ودعمها وتوزيعها في جميع انحاء محمية عدن الغربية.

الحرس الإتحادي الوطني (1) و (2):



بعد إنشاء إتحاد إمارات الجنوب العربي في العام 1959م, تمت إعادة تسمية حرس الحكومة والذي تشكل في العام 1938م, لإستخدامه لحماية خطوط الحدود مع اليمن, بالإضافة الى حماية إمدادات خطوط المياه والدوريات المتنقلة مابين الشيخ عثمان وخورمكسر. , وحرس القبائل تحت التسمية الجديدة وهي: (الحرس الاتحادي الوطني) وكان يتكون من قسمين 1 و 2, كان قسماً منه تحت سيطرة حكومة الاتحاد وأستمر يعمل في محمية عدن الغربية باعتبارها القوة المسلحة لهذه المحميات. وكان الحرس الاتحادي (1) تشكل من كل ولايات الاتحاد ويُسير مباشرة من القيادة المركزية للحرس الاتحادي الوطني في شامبيون لين. أما الحرس الإتحادي (2) كان خليط مكون من حرس القبائل السابق وحرس الحكومة, ويُسير عليه إدارياً من قبل القيادة المركزية للحرس الاتحادي الوطني.

وفي صيف العام 1965م, تقرر أُعادة تنظيم الحرس الإتحادي (1) وتوسعته وتدريبه ودعمه بالعتاد المناسب وتشكلت منه 4 كتائب وضمه إلى جيش إتحاد الجنوب العربي في العام 1967م, أما القسم الأخر من الحرس الإتحادي (2) تقرر توسعته وضمه إلى قوة بوليس عدن القائمة, وتشكيل قوة بوليس الجنوب العربي منهما, الأمر الذي لم يتحقق بسبب الحرب الأهلية الداخلية.

جيش الأتحاد النظامي:



تأسس في 30 نوفمبر 1961م, وكان تحت قيادة القيادة العامة للشرق الأوسط, حتى 1 إبريل 1964م, وكان الجيش يتكون من 4500 ضابط وصف, بالإضافة 400 عسكري بريطاني. وبعدها سُلمت قيادته للحكومة الفدرالية. كان الجيش النظامي عند تشكيله كان يتألف من: أربع كتائب مشاة, كتيبة للتدريب, سرب من السيارات المصفحة, سرب الإشارة, سرية نقل, فصيلة تموين, وورشة. وفي العام 1964م, أضيفت الى الجيش النظامي كتيبة خامسة. وفي 1 يونيو 1967م, تم دمج الجيش النظامي الإتحادي و الحرس الوطني الأتحادي و فيلق البادية الحضرمي تحت مسمى (جيش إتحاد الجنوب العربي).

ليوي العماد:

تشكل ليوي العماد في ديسمبر 1915م, قوامها 100 رجل لحماية القرية التي تبعد على بعد بضعة أميال على طول الساحل الشرقي لعدن.



قوات لحج:

تشكلت قوات لحج المدربة بعد الحرب العالمية الأولى, بقيادة السلطان صالح بن مهدي. وكانت القوة تتكون من عدة فصائل وسرايا وكتائب كانت موزعة في عدة مناطق منها: راس العارة, خور عميره, طور الباحة, كرش.

الحرس القبلي المهري:

أُنشئ الحرس القبلي المهري في العام 1965م, قليلة هي المعلومات المتوفرة عن هذا الحرس.

جيش المكلا النظامي:

أُنشئ جيش المكلا النظامي في أواخر الثلاثينات, بقيادة السلطان القعيطي سلطان المكلا والشحر. وكان هذا الجيش يتكون من العديد من الوحدات والفصائل المنظمة ولا يسمح الحيز المتوفر لذكرها .....

وبعد هذا السرد الموجز عن المراحل الأولى لتأسيس القوات المسلحة لعدن ومحمياتها والتي تم دمجها في جيش نظامي واحد تحت مسمى (جيش إتحاد الجنوب العربي) عند إنشاء إتحاد الجنوب العربي في العام 1959م, نأتي الى ختام هذا الموضوع الشيق الذي عرفنا من خلاله الجيل الجديد من أبناء الجنوب عن تاريخ أحد أعرق الجيوش عرفتها المنطقة العربية, كما اعتذر لكل المتابعين والمهتمين ممن كان له باع عريق وساهم في تأسيس هذا الجيش عن عدم دخولي في تفاصيل كثيرة عن كل الوحدات والقوات التي ذكرتها لعدم كفاية الحيز المسموح به في الصحيفة على الرغم من توفر المعلومات الكاملة لدينا إلا إننا سوف أقوم بترجمتها في كتاب خاص قريباً بإذن الله .....

ترجمة خاصة للأمناء نت

شاهدوالصورعلى الرابط التالي

ط§ظ„ط§ظ…ظ†ط§ط، ظ†طھ :: ط§ظ„ظ…ط±ط§ط/////ظ„ ط§ظ„ط£ظˆظ„ظ‰ ظ„طھط£ط³ظٹط³ ط§ظ„ظ‚ظˆط§طھ ط§ظ„ظ…ط³ظ„ط/////ط© ظپظٹ ط¹ط¯ظ† ظˆط§ظ„ظ…ط/////ظ…ظٹط§طھ ظˆطµظˆظ„ط§ظ‹ ط¥ظ„ظ‰ ط¯ظ…ط¬ظ‡ط§ طھط/////طھ ظ…ظڈط³ظ…ظ‰ (ط¬ظٹط´ ط¥طھط/////ط§ط¯ ط§ظ„ط¬ظ†ظˆط¨ ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹ) 1839 – 1967 ( طµظˆط±)

جميع الحقوق محفوظة الامناء نت © {year}

حد من الوادي 12-05-2012 01:44 AM

الجنوب العربي" مسدوس :لا صحة لما نشر عن مبادرة لإقناع الجنوبيين بالحوار وهذه التسريبات لعبة مخابرات مكشوفة
 

مسدوس :لا صحة لما نشر عن مبادرة لإقناع الجنوبيين بالحوار وهذه التسريبات لعبة مخابرات مكشوفة

الأربعاء 05 ديسمبر 2012 01:23 صباحاً

عبد الخالق الحود

نفى القيادي في الحراك الجنوبي الدكتور محمد حيدرة مسدوس الأنباء التي تحدثت عن تبنيه مبادرة حوار جنوبي جنوبي بالتنسيق مع الرئيس عبدربه منصور هادي وقال مسدوس في اتصال هاتفي مع الأمناء نت :"أن هذه التسريبات لا أساس لها من الصحة وتأتي بغرض خلط الأوراق بعد النجاح الباهر الذي حققه الحشد المليوني في ال30 من نوفمبر بمدينة المنصورة مضيفا أن هذه التسريبات تقوم بها أجهزة استخبارية لأهداف بات شعب الجنوب يعيها جيدا "

وكانت مواقع إخبارية قد سربت خبر اتفاق بين الرئيس هادي والقيادي د\محمد حيدرة مسدوس يتولى فيه مسدوس إقناع الجنوبيين المشاركة في الحوار الوطني .

الأمر الذي نفاه مسدوس جملة وتفصيلا .

ويمر الحوار الوطني الذي لم يقرر له موعد نهائي بعد بمخاض عسير نتيجة امتناع الجنوبيين المشاركة فيه ما قد يعرضه في حال استمرت مقاطعة الجنوبيين له الى فشل حقيقي ينذر بتقويض العملية السياسية برمتها حال حدوث ذلك .

جميع الحقوق محفوظة الامناء نت © {year}


الساعة الآن 11:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas