سقيفة الشبامي - متى با نقع كماهم ؟

متى با نقع كماهم ؟

السبت 05 نوفمبر 2016 04:54 مساءً
حسن يافعي

عند ما كنت في إدنبره، العاصمة الأسكتلندية، في بداية التسعينات من القرن الماضي. كنت وبعض زملاء الدراسة عندما نحتاج لشراء أشياء ، كالملابس ، مثلا، فإننا نشتريها من الدكاكين الخيرية، أو تلك التي تبيع الأشياء المستعملة ، وذلك بناءً على نصيحة زملائنا الذين سبقونا في الإقامة في تلك المدينة، وكذلك لرخص أسعارها في تلك المحلات، مقارنة مع أسعار الدكاكين الأخرى أو الأسواق التجارية، لاسيما ونحن في بلدٍ مستوى المعيشة فيه مرتفع.

وفعلاً، قمنا بتطبيق النصيحة، وقمنا بشراء بعضاً من ملابسنا من تلك الدكاكين، وخاصة الخيرية منها.

الدكاكين الخيرية في تلك الدول، كما عرفنا من العاملين فيها، تحصل على بضاعتها من فاعلي الخير، الذين يأتون بالأشياء التي يريدون التبرع بها ويسلموها للعاملين فيها. والبعض منهم يضعها عند باب الدكان وينصرف. فيقوم العاملون بأخذها وغسلها وكويها( هذا، إذا كانت الأشياءالمتبرع بها ملابس) ثم تحديد سعر مناسب لها ولصقه عليها.

بعض تلك الأشياء المُتَبرع بها جديدة استغنى عنها أصحابها. كما أن الأسعار التي يتم تحديدها لا تتجاوز نصف قيمتها الأصلية في المحلات الأخرى العادية.

تخصص أرباح تلك الدكاكين لأغراض خيرية بحتة، كمكافحة الأمراض المستعصية، كالسرطان والإيدز، وغيرها، في البلد ذاته. أو يتم شراء مواد إغاثة أو أدوية يتم إرسالها إلى الدول الأشد فقراً، التي تعاني من المجاعة وانتشارالأوبئة والعحيب في الأمر، هو أننا عندما سألنا إحدى العاملات في أحد الدكاكين الخيرية عما تتحصله من أجر نظير عملها فيه، ردت علينا بابتسامة" نحن لا نتحصل على أجر إننا متطوعات".

وكما عرفنا ، فيما بعد، من حديثنا مع متطوعات أخريات بأن بعضهن موظفات ؛ معلمات ومديرات مدارس. البعض منهن في الخدمة يؤدين هذا العمل التطوعي بعد دوامهن أو في إجازاتهن والبعض الآخر متقاعدات. والكل يعمل وفق جدول مناوبة ، وملتزمات لمواعيد الدوام في الدكان الذي يعملن فيه، الأمر الذي جعلني أتساءل: متى بانقع كماهم ؟

جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}