انهم يذبحون تاريخنا الجنوبي ...فماذا نحن فاعلون؟؟؟

بتاريخ : الإثنين 07-12-2009 12:14 مساء

شبكة الطيف - خاص - محمد الحيمدي

لقد سعى القائمون على سلطة نظام صنعاء منذ الأيام الاولى لتحقيق الوحدة , وذلك من خلال منابرهم الاعلامية المختلفة وخطاباتهم السمجة الكاذبة , ومن خلال استخدامهم كتبه يدعون زيفا وبطلانا انهم كتاب ومورخين وهم في حقيقة الامركتبه مأجورين يكتبون بالأجر الرخيص !!بمحاولات مستميته لتمييع تارخ أبناء الجنوب وذبحه من الوريد الى الوريد, عن طريق تقزيم وتجاهل تاريخ ثورة 14اكتوبرالخالدة وتاريخ مناضليها البطولي وعدم انصافها واعطائها مكانتها التاريخية الحقيقية , با ادعاء انها حركة عبثية عفوية , وانها من صنع ثورة 26سبتمبر ليس الا أو انها منقطعة عن كل ما يتصل بتاريخ كفاح الشعب الجنوبي قبل ثورة 26 سبتمبر62م وانها فرع يعود الى الاصل <26سبتمبر>, وتحريف تاريخها المجيد وتاريخ ثوارها الاحرار واستبدال ذلك التاريخ بتاريخ مزور يخدم اغراضهم السياسية وبعض المصالح الشخصية , واستبدال بالمناضلين الحقيقيين آخرون ليس لهم اي صلة بالثورة لامن قريب ولا من بعيد.

فاليوم نشاهد خلال احتفالات الثورة الاكتوبرية اشياء تؤلمنا وتحزننا كثيرا.. حيث يظهر هؤلاء النكرة وعباقرة وفطاحلة المرحلة يقفون بكل كبرياء وصلف دون حياء أو وازع من ضمير على المنصة الرئيسية ببذلاتهم المرصعة بالنياشين الذهبية والبرونزية والفضية والزجاجية!!!!!!....الخ ومنهم من يرتدي اثمن وافخر البذلات المستوردة من افخم معارض باريس واندن ولبنان ووووومع أن اكثر من 90بالمائة لاعلاقة لهم بالثورة ونصفهم ان لم نقل اكثرهم ممن ناصبوا الثورة والوطن والوحدة العداء, والبقية هم من جيل الثورة الوحدة وما بعد الوحدة!!, فيما الذين شاركوا في الثورة وصناعها الحقيقيون لم يعد لهم اي وجود أو ظهور في هذه المناسبة الوطنية التي صنعوعها بكفاحهم المرير ونضالهم البطولي المجيد ودمائهم الزكية الطاهرة!!.

ان المؤسف والمحزن ان هؤلاء الثوار الحقيقيين لثورة 14اكتوبر المجيدة وقادتها, اما انهم قضو نحبهم واما قضي عليهم احياء يعانون شتى صنوف القهر والجحود والنكران محرومين من ابسط حقوقهم كمناضلين وثوار غيروا مجرى التاريخ الجنوبي وكتبوه بأحرف من نور ونار ومجد وشرف , وجدوا انفسهم ما بين ليلة وضحاها اشبه بالأيتام بعد ان فقدوا الرعاية والاهتمام التي وفرتها الثورة وقيادتها قبل ما تسمى بدولة الوحدة في ظل دولة <ج.ي.د.ش.>.

ان الاشد الم ووطأة من ذلك أن رموز الثورة وصناع فجرها الأغر ال 30من نوفمبر 67م والموز الوطنية الجنوبية وصناع اهم اهداف الثورة الاكتوبرية وهو تحقيق الوحدة اليمنية اصبحوا مطاردين ومنفيين ومطلوبين للمحاكمة بتهم كيدية سمجة وتثير الضحك والسخرية والالم والحزن في آن واحد...ابرزهذه التهم الانفصال والعمالة والرجعية والخيانة العظمى ونهب ثروات البلادووووالخ حقا انها مفارقة عجيبة في ان تقلب الحقائق رأسا على عقب ويصير الوطني والثا ئر والوحدوي والنزيه والعفيف , عميلا ورجعيا وخائنا وانفصاليا ولصا , بينما من هو كذلك يصير ثائرا ومناضلا ووطنيا ووحدويا شريفا!!!, ونتيجة لذا الخلط والتزييف للحقائق والوقائع مع سبق الاصرار والترصد , برزت ظاهرة خطيرة أو سابقة خطيرة وهي ان الثورة تحولت بيد هؤلاء من مدعي النضال والثورية ولصوص التاريخ والدخلاء على الثورة , الى وسام عبثي يمنح بالمزاجية والأهواء أوفيدا وغنيمة تنعم بخيراتها قلة قليلة من المتنفذين حتى التخمة , بينما يحرم من خيراتها السواد الاعظم من الفقراء اصحاب المصلحة الحقيقية في الثورة وصناعها الاحرار, بل اصبحت الثورة عندهم خطبا وشعارات تدبج وتلقى في الاحتفالات الرسمية وعلى صدر صحف ومنابر ووسائل اعلام السلطة المختلفة.

ولم تكتف السلطة وزبانيتها والمأجورين بهكذا ممارسات واعمال اجرامية سوداوية خبيثة ضد التاريخ الجنوبي وابناؤه بل دفعها حقدها الدفين ومركب النقص الذي تعاني منه لكل ماهو جنوبي مشرق وتاريخي , أن نفذت بحق أعداد كبيرة من شهداء ومناضلي الثورة الاكتوبرية سياسة الشطب والالغاء والفيد بعد حرب 94م القذرة وما زالت هذه السياسة الاستعمارية مستمرة حتى اليوم والتي تزداديوما عن يوم, فالغيت اسمائهم التي اطلقت على بعض المدارس والشوارع تكريما لادوارهم الوطنية وتخليدا لبطولاتهم , بل اقدمت هذه السلطة الغاشمة على ازالت عدد من المعالم التاريخية ذات الطابع الجنوبي كالمساجد والمبان والمواقع الاثرية ولحلال محلها مساجد ومبان بنيت على النمط الصنعاني وماهو سائد في الشمال .. وحتى الكتب الدراسية المقررة عاى التلاميذ في مرحلتي التعليم الابتدائي والثانوي لم تسلم هي ايضا من التزييف والتحريف والعبث بطريقة فجة وصارخة . لاسيما في كتب الجغرافيا والتاريخ والوطنية , كما ان حقدها هذا وهوسها جعلها تقدم على نهب وسلب وتدمير عددا من المتاحف الوطنية التي تؤرخ لهذه الثورة وتاريخ الجنوب لما قبل الآف السنين , كما حصل للمتحف الوطني العسكري في عدن والضالع وردفان وغيرها...وكل تلك الاعمال الغولية التتارية لم تكن من فراغ أو لمجرد الفيد والعبث والنهب , بل يأتي ذلك ضمن خطة محكمة دنيئة ومسلسل جيد السبك والاخراج لطمس التاريخ الجنوبي وتغيير وتزييف معالمه وحقائقه وطمس الهوية الجنوبية حضاريا وانسانيا وثقافيا....الخ .

لذا فنحن امام خطر كبير ونية خبيثة ومخطط وقح ودنيء تقوم به السلطة , من الضرورة والاهمية القصوى ان تتوحد كل القوى الحية الشريفة وتحديدا في الجنوب بكل فئاتها ومنظماتها وتقف وقفة جادة

ومسؤولة وصادقة امام هذا الخطر الداهم التي تكرس السلطة كل جهودها وامكانياتها لتنفيذه وتحقيقه, وذلك من خلال التوثيق الصادق والعلمي والاكاديمي لتاريخ ثورة 14اكتوبر الخالدوالحركة الوطنية والدراسة الغنية لحياة ابطال هذه الثورة ودراسة الحياة الثقافية والعلمية في الجنوب الحديث والتاريخ الجنوبي القديم لانه هو اساس تاريخنا الحديث , وذلك عبر مختلف وسائل الاعلام والصحافة والمنتديات والمحاضرات والكتابات الصحافية الجادة بصدق واحترام وتقدير وموضوعية بعيدا عن مؤثرات بعض الناس والكتاب الذين يكتبون التاريخ لاعتبارات لاتمت الى التاريخ بصلة , ....وذلك وبدون شك سيكون عائقا وسدا منيعا امام محاولة السلطة المستميته لتزييف التاريخ البطولي لأبناء الجنوب والثورة الاكتوبرية الظافرة, وتمييعه , وحتما ستكون هذه الاعمال دروسا وعبرا وقيما ننهل منها با ستمرار في مجرى مسيرة شعبنا الجنوبي ونضاله المتواصل والظافر دوما , رافضين للظلم والاضطهاد والخنوع والذل والانكسار , العاشق للحرية والامن والامان والعزة والانفة والشموخ, وما النضال السلمي الذي يخوضونه بكل كبرياء واصرار وشجاعة وفداء اليوم من اجل انتصار القضية الجنوبية العادلة الا دليل

حي وجلي على هذه الروح الأبية الكفاحية العزيزة.