سقيفة الشبامي - حضرموت الحضارة والحب

حضرموت الحضارة والحب

المكلا اليوم/ د•عائشة بالخير

2008/7/13

في مغامرات البحث عن الذات وعن ما أضيفه إلى هويتي الإماراتية نظرت إلى حضرموت فإذ بأحد مشايخ وادي 'دوعن' يحمل اسماً مطابقا لاسم عائلتي وحيث 'غيل بلخير' والغيل كما يقول ابن منظور هو الماء الجاري على وجه الأرض، الشجر الكثير الملتف، موضع الأسد. وفي بحثي هذا قرأت عن بلقيس ملكة سبأ، وهي بلقيس بنت السيرح وهو الهدهد

وقيل شراحيل بن ذي جدن بن السيرح بن الحرث بن قيس بن صيفي بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وتعتد عائلة باشراحيل بنسبه. ثم قرأت عن سيدنا سليمان (عليه السلام) والهدهد الذي ذكر ابن عباس أنه وُظِفَ لاقتفاء الماء في القفار في حال الأسفار وقد وهبه الله القدرة على النظر تحت تخوم الأرض، فإذا دل البشر عليه أخرجوه واستخدموه لأغراضهم وحاجتهم

وها هو التاريخ يثبت إصرار ابن خلدون المنشئ الأول لعلم الاجتماع ومؤسس فلسفة التاريخ لمناداته ونعته بالحضرمي. وينقل لنا الشيخ عبد الله بلخير (أول وزير للإعلام السعودي) عن ما توصل إليه شكيب أرسلان بأن تاريخ الحضارم ومجدهم الحقيقي يكمن 'خارج' وطنهم وانهم نبراس الإسلام وحملة رايته فهم من شقوا له طريقاً رسخت دعائمه في أصقاع وأقصى بلاد الشرق 'ليفتحوا القلوب قبل الأرض' وهذا جلي فوصف عبدالرحمن الناصر لأغنية (يا مركب الهند) التي كتبها الشاعر (يحيى عمر أبو معجب اليافعي) من يافع في اليمن إلا أنه عاش في حضرموت ثم هاجر إلى الهند حتى توفي فيها عام .1906

يحيى عمر قال قف يا زين ســـــــــالك بمن كحل أعيانك
من علمك يــــاكحــيل العين من ذا الذي خضب أبنانك
من شكلك في الحلا شكلين وشك لولك ومرجــــــــــــــــــانك
وراك يا بـــــارز النهدين كفتني تحت روشانــــــــــــــــــك
ياعسكر الشاش بوصفين وأنت ياباشا في صيوانـــــــك
حملت يحى عمر حملين وصرت تعبان من شـــــــــــانك
لي شهر في شهر في شهرين وانا مناظر لبستانـك
لا ذقت حبه ولا ثنتين نهبت خــــــــوخك ورمــــــــــــــانك
والورد شفته على الخدين وهو مطرح على أوجـــــــــانك
يامركب الهند يابو دقلين ياليتني كنت ربــــــــــــــــــــــــــــانــك
أسعى بك البر والبحرين واحمل المال بأخنــــــــــــــــــــــانــك
لك قسم في قسم في قسمين لك قسم زايـــد على إخوانـك
والمصلحة بيننا نصفان لا ربّح الله من خــــــــــــــــــــــــانـك
ياليت لي عند أهلك دين أروح أجي على شـــــــــــــــــــانـك
وأختم قصيدي بذكر الزين بكره نقيل بديوانـــــــــــــــــــــــــــــك

أغنية كهذه عاشت متسلقة لجدران القلب وعالقة في الروح ومنسجمة مع أحاسيس العشق والشوق والولع. فلم يتوقف مشوارها عند زمن ولكنها واكبت ووثقت مراحل انتقال الغناء الشعبي الخليجي وارتباطه بالسفر والمغامرة. لقد أنسنّت حضرموت العلوم وأثرت معارفه وأغدق نبلاؤها العطاء بما ساهموا به في اللغة والفكر والأدب. فهذب الحضارم أدب المهجر وزينوه وأزاحوا كربة الغربة وشقاء الحنين