سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   سقيفة الأخبار السياسيه (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=56)
-   -   هل رفعت أميركا يدها عن نظام صالح؟عقب الطلب الاميركي للمشترك بإعداد رؤية لانتقال السلط (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=80839)

حد من الوادي 01-20-2011 03:01 AM

هل رفعت أميركا يدها عن نظام صالح؟عقب الطلب الاميركي للمشترك بإعداد رؤية لانتقال السلط
 

هل رفعت أميركا يدها عن نظام صالح؟
عقب الطلب الاميركي للمشترك بإعداد رؤية لانتقال السلطة


حسين اللسواس
[email protected]
يبدو ان جناحاً أميركياً مؤثراً في الادارة الديمقراطية الحاكمة بات يساند بوضوح لافت خيار إنهاء خدمات الرئيس علي عبدالله صالح.



آنف الأسطر، يمكن اعتبارها -إلى حد ما- أبرز خلاصة لحصيلة اللقاءات التي أجرتها السيدة هيلاري كلينتون وزيرة خارجية الولايات المتحدة الاميركية في صنعاء خلال زيارتها القصيرة –وغير المعلنة سلفاً- إلى اليمن.



تبدو هيلاري أول مسؤول أميركي رفيع المستوى يبحث خيارات مرحلة مابعد الرئيس صالح بشكل علني مع أحزاب اللقاء المشترك، إذ لم يسبق لمسؤول اميركي رفيع ان تطرق صراحة الى هذه المرحلة، وإذا ما استثنينا بعض اللقاءات (الاميركية المشتركية) إبان انتخابات رئاسة الجمهورية في 2006، فان مصطلح (التغيير السلمي) يعد ابرز ما يمكن ان نجده في حديث المسؤولين الاميركيين اثناء مباحثاتهم الثنائية مع المشترك حين يتعلق الامر بالرئيس صالح.



لم تكن هيلاري كلينتون تتحدث مع المشترك عن تسوية سياسية وشراكة سلطوية وتقاسم للسلطة والثروة، لقد كانت تتحدث عن استبدال الرئيس الحالي لليمن برئيس جديد، وهو ما يعني ان جناحاً مؤثراً في الادارة الديمقراطية الاميركية بات يحبذ ان تكون الولاية الرئاسية الحالية للرئيس صالح التي ستنتهي في 2013 هي آخر ولاية لرجل حكم اليمن ثلاثة عقود من الزمن..



تصور لانتقال السلطة الى رئيس جديد

رغم ان عبدالوهاب الانسي أمين عام التجمع اليمني للإصلاح نفى لـ(المصدر اونلاين) أن تكون هيلاري كلينتون قد بحثت مع المشترك مرحلة ما بعد علي عبدالله صالح، إلا ان ثمة تأكيدات كثيرة تشير الى ان الوزيرة كلينتون بحثت مع اللقاء المشترك خيارات الاطاحة بالرئيس صالح، وحسب موقع (نيوز يمن) فإن الوزيرة طلبت من المشترك تصوراً تنفيذياً مكتملاً لانتقال السلطة من الرئيس الحالي الى رئيس قادم.



وتؤكد مصادر صحفية متطابقة ان كلينتون طلبت من المشترك إعداد رؤية مكتملة لتنصيب رئيس جديد للجمهورية اليمنية بعد مرحلة انتقالية شرط ان تكون المعارضة (احزاب المشترك) مستعدة لتحمل صعوبات هذه المرحلة في إشارة الى احتمالية رفض صالح التخلي عن منصبه.



بين الانتفاضة الشعبية والانقلاب العسكري

بالنسبة للسلطة الحاكمة، لاتبدو مباحثات الوزيرة كلينتون مع المشترك مثيرة للقلق والتوجس فحسب، إذ انها تمثل قرعاً صاخباً لأجراء الانذار لمسببات عديدة.

فالوزيرة لم تكتف بالتلويح الصريح بإنهاء خدمات صالح، بل ذهبت بعيداً بتأكيدها على ضرورة ان يستعد اللقاء المشترك لمواجهة الخيارات الصعبة التي ستنتج عن إقصاء صالح، مشددةً على ضرورة التحلي بالصبر لإنجاز تلك الغاية.



ثمة ما يحفز على الاستيقاف مطولاً هنا –في حال ما اذا تأكدت التصريحات المنسوبة إلى كلينتون- وفق المنطق الاستفهامي بإمكاننا ان نتساءل عن ماهية الخيارات الصعبة التي وردت في حديث الوزيرة مقترنة بحث المشترك على التحلي بالصبر.



هل كانت الوزيرة تُلمح إلى إمكانية اعتماد خيار الانتفاضة الشعبية لإسقاط النظام في حال لم يغادر صالح موقعه الرئاسي عام 2013؟

وهل في وسعنا ان نخلع على حديث الوزيرة توصيف الضوء الأخضر للقاء المشترك بالتحرك الشعبي والعصيان المدني؟


ثم ماهي دلالات استخدام الوزيرة لمصطلح (المرحلة الانتقالية)؟ هل كانت تعني مرحلة الانتخابات الرئاسية القادمة في 2013 التي يتوقع –حسب الدستور الحالي- ان يغادر فيها الرئيس صالح مقعد الرئاسة، أم كانت تعني مرحلة ما بعد اسقاط النظام؟



وإذا كان خيار اسقاط النظام هو المعنى الراجح لمغزى حديث الوزيرة، فماهي الآلية التي سيتم انتهاجها لإسقاط النظام واقصاء صالح؟ هل سيكون التحرك الشعبي هو الخيار؟ ام ان الانقلاب العسكري سواء عبر المؤسسات القديمة او الحديثة سيكون هو الخيار الامثل؟



ثم على اي المؤسستين تراهن اميركا؟ هل تراهن على القديمة المنهكة التي تعاني منذ سنوات نزعات الاقصاء والتهميش والتقليص، ام انها تراهن على المؤسسات الحديثة المتحالفة مع الغرب، وإذا كان الخيار الثاني هو الارجح فان التساؤل الاكثر صخباً لم يطرح بعد ألا وهو: هل بات الاولاد يفضلون رحيل ابيهم ويخططون لإقصاءه خوفاً من تبعات بقاءه على نفوذهم وسلطاتهم وثرواتهم اللامشروعة (الخشية من خسارتهم لكل شيء).



وبالتالي هل يمكن القول ان اميركا ستدفع الاولاد للتحرك كمرحلة أولى، على ان تأتي التسوية كمرحلة انتقالية يتم فيها رعاية شراكة بين الاولاد وباقي القوى الوطنية في المعارضة بما يحقق مصلحة الجميع؟

ثم هل يمكننا القول ان الاميركان وبعد ان ضمنوا -الى حد ما- المؤسسات الحديثة يحاولون مغازلة المؤسسات القديمة بصورة تحقق غاية اجتماع المؤسستين ضد الرئيس..؟



مسببات قصور الفهم للازمة

حتى لا نبدو كمن يُحمل حديث الوزيرة أكثر مما يحتمل، سنحاول ان نقرأ المشهد في السياقات الطبيعية مع واقع التصريحات العلنية والاحاديث المنسوبة للوزيرة كلينتون والسفير جيرالد فاير ستاين.

في الكلمة الترحيبية بقيادات المشترك يقول السفير فاير ستاين: ان الوزيرة كلينتون تريد فهم الازمة السياسية بين السلطة والمشترك.



لم يستخدم السفير هنا مصطلح (الفهم الاعمق) مثلاً، بل استخدم مصطلح الفهم المجرد من اي إضافات وهو ما يعني وجود قصور –غير منطقي- لدى الوزيرة كلينتون في فهم ما يجري على الساحة اليمنية.

ثمة فرضيات عدة يمكن ايرادها كتفسيرات بأدنى درجات الاقناع لحالة عدم الفهم، يمكن كفرضية أولى القول ان جولة الوزيرة في المنطقة لم تكن تشمل اليمن بدليل ان الخارجية الأميركية أعلنت في توقيت سابق ان برنامج زيارات الوزيرة كلينتون الى المنطقة العربية يتضمن ثلاث دول فقط هي الامارات وعمان وقطر دون الاشارة الى اليمن، وهو ما يعني ان تعديلاً طارئاً دفع الوزيرة لإضافة اليمن الى برنامج الزيارات لتصل الى صنعاء قادمة من الامارات دون ان تجد الفرصة الكافية لقراءة التقارير الديبلوماسية والاستخباراتية الاميركية عن الوضع في اليمن.



كفرضية ثانية، بإمكاننا الادعاء جدلاً ان الوزيرة قد طالعت جميع التقارير الديبلوماسية والاستخباراتية عن اليمن، غير انها تريد استقاء حقيقة المشهد اليمني بصورة مباشرة إما بهدف المزيد من التأكيد والفهم، وإما لشكوك تتعلق بإنحياز معدي التقارير لجناح الأولاد في النظام اليمني وهو ما يؤدي لتقديم المعارضة اليمنية في التقارير بصورة مشوهة وغير منصفة.



خطاب اميركي غير مألوف

حتى عهد قريب كان هنالك شبة اجماع لدى المهتمين بالعلاقات اليمنية الاميركية على الطابع الامني كعنوان رئيسي واصف لطبيعة التعاون الثنائي بين البلدين.

طغيان الجانب الأمني على ما عداه في العلاقات ليس بحاجة لأي تاكيد، إذ ان معظم اللقاءات البينية ظلت مقتصرة على ذلك الجانب وبالأخص ما يتصل منه بمكافحة الارهاب ومواجهة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقراً مركزياً لعملياته.



رغم ان الوزيرة كانت قد حرصت على تأكيد الشراكة البينية في مكافحة الارهاب والتعاون الامني الثنائي، غير انها جاءت بما يمكن اعتباره جديداً غير مألوف، إذ كان تركيزها على الجوانب الغير امنية واضحاً وحاضراً بشكل مكثف في تصريحاتها العلنية.

لقد قالت مثلاً: ان اميركا واليمن يواجهان تهديداً مشتركاً من تنظيم القاعدة ولكن تربطهما شراكة أبعد من القضايا الأمنية.



وفي مقطع آخر من تصريحاتها جاء على لسانها: شراكتنا مع اليمن تمتد لأبعد من مكافحة الارهاب لأننا لا نركز على التهديدات قصيرة المدى فحسب بل على التحديات طويلة الأمد.

التقليل من حجم الاهتمام الأمني بدا واضحاً اكثر حين قالت الوزيرة: الحل لن يكون امنياً إذ يجب ان يتوازن مع التنمية الاقتصادية.



التفرد بالسلطة لم يعد خياراً متاحاً

على عكس كثير من المسؤولين الاميركيين تبدو هيلاري كلينتون مؤمنة بحقيقة ان الاوضاع في اليمن لا يمكن احتوائها إلا عبر جهد سياسي يتوازى أفقياً مع الجهد الامني ليحققا معاً المعادلة المزجية المتوخاة المتمثلة في: الاستقرار السياسي والأمن الوطني لليمن.



ثمة قناعة اميركية يمكن استقراؤها بوضوح مفادها ان اليمن باتت في أمس الحاجة لإحداث تغيير سياسي يسمح بانجاز تسوية تاريخية تعيد جمع شمل اليمنيين على قاعدة متوازنة من الشراكة في السلطة والثروة.

بالنسبة لمؤيدي هذا الاتجاه داخل الادارة الديمقراطية الحاكمة في البيت الابيض، لم يعد التفرد بالسلطة والثروة من قبل فرد أو أسرة او قبيلة او نطاق جغرافي مقبولاً، وبالتالي لا مناص من دعم جهود التغيير بهدف انهاء هذا التفرد واعادة تشكيل النظام السياسي على قاعدة الشراكة الحقيقية.



اتجاه كلينتون لايحظى بتاييد البنتاغون

بالطبع لا يمكن القول ان الاتجاه الآنف، يحظى بالتأييد المطلق داخل الادارة الاميركية، فالمسؤولين العسكريين والامنيين على سبيل المثال، لازالوا مؤمنين ومتمسكين بالخيار العسكري والامني كاسلوب رئيسي لإنهاء التهديدات الآتية من اليمن.



في وثائق ويكيليكس تبدو الصورة اكثر وضوحاً، فاللقاءات البينية للمسؤولين من الطرفين اليمني والاميركي تؤكد بجلاء ان البنتاغون واجهزة الاستخبارات الاميركية يُرجحون الخيار الامني والعسكري للتعاطي مع التهديدات المحتملة على الامن القومي الاميركي الآتية من اليمن.



هنا ليس مهماً بالنسبة لرجال البنتاغون والمخابرات ان يتكئ النظام اليمني على قاعدة الشرعية الشعبية وان يحظى بالاجماع الوطني، المهم بالنسبة لهم يكمن في مستوى تجاوب هذا النظام مع المطالب والاجندة الاميركية في مواجهة التهديدات المحتملة.



حين نراجع كل تصريحات المسؤولين العسكريين والامنيين الاميركيين حول اليمن، يصعب علينا الجزم بحدوث تغيير حقيقي في موقفهم إزاء الملف اليمني.



وهو ما يعني ان اتجاه كلينتون المائل لخيار تغيير السلطة كمقدمة لتسوية سياسية شاملة بين اليمنيين، لا يحظى بالتأييد من قبل المؤسسات السيادية العسكرية والامنية في الولايات المتحدة الاميركية، بل انه يتعارض مع اجندتها الاستخباراتية التي تتغيا تحويل اليمن الى افغانستان اخرى تحقيقاً لاهداف على صعيد الداخل الاميركي وبما يتيح لهذه المؤسسات توظيف النشاط القاعدي في اليمن لإخافة المواطنين والناخبين الاميركيين والتأثير في قناعاتهم بصورة تمنحها القدرة على التحكم في شعبية وتماسك اي ادارة حاكمة للبيت الابيض سواء أكانت من الديمقراطيين او الجمهوريين..!



التعارض بين وزارة الخارجية والبنتاغون تجاه آليات التعاطي مع اليمن لا يعني بالضرورة تضارباً في الموقف الاميركي العام.



فالواضح ان اتجاه الخارجية الاميركية بات يحظى بتاييد من الاغلبية في الادارة الديمقراطية الحاكمة وتحديداً من الرئيس باراك حسين اوباما، وهو ما يعني بالضرورة احدى نتيجتين، فإما تعليق العمل برؤية البنتاغون الى اجل غير مسمى وإطلاق يد الخارجية الاميركية للتحرك ومعالجة ازمات اليمن واحتواء مشاكلة بالتغيير او بالحوار مع مكوناته واطيافه. وإما المزج بين رؤية الخارجية الاميركية ورؤية البنتاغون في قالب تنفيذي بمسارين رئيسيين أولهما: التغيير والتسوية السياسية وثانيهما: الحسبة الأمنية والعسكرية.



تأبيد السلطة ازعج الاميركيين

ليس في وسع القراءة الفاحصة إغفال فرضيات أخرى كتفسير للموقف الاميركي الجديد الداعي الى اقصاء الرئيس صالح.

ربما كان الامر يتعلق بتصلب النظام ورفضه منح الاميركان قاعدة عسكرية تكتيكية رسمية في جزيرة سقطرى، وربما كان الامر متصلاً بتلاعب النظام ومناوراته في ملف القاعدة، وربما كان السبب يرجع الى التمسك الرئاسي بنظرية النفوذ المتوازن بين المؤسسات الحاكمة بشقيها القديم (الفرقة الاولى مدرع والامن السياسي) والحديث (الحرس الجمهوري والامن القومي) وعدم امضاء رغبة البنتاغون في السماح للمؤسسات الحديثة باحتواء القديمة.



غير ان آنف (الفرضيات) لا تلغي بالضرورة حقيقة الرغبة الاميركية في انهاء التفرد الصالحي بالسلطة والثروة ووضع حد للتطلعات والطموحات الشخصية في تأبيد السلطة وامتلاكها.



الاغلبية الجمهورية وورقة الاتجاه شرقاً

بالنسبة للرئيس علي عبدالله صالح، لا يبدو التعويل على التنازلات للمؤسسات العسكرية والامنية الاميركية الذي كشفت عنه الوثائق الويكيليكسية كافياً، فالرجل عقب لقاء كلينتون مع المشترك وبحثها خيارات اقصاءه بات يواجه تموضعاً صعباً يقتضي منه تحركات وتدابير وقائية.



ولأن المفاضلة بين المصلحتين العامة والخاصة في قائمة اهتمامات الرجل تميل الى المصلحة الخاصة والشخصية فلن تستهدف تحركاته المتوقعة احتواء الازمات وتقديم التنازلات للداخل.



وهو ما يجعلنا نحصر تحركاته الدفاعية وتكتيكاته الوقائية في ثلاثة محاور رئيسية، اولها: الاتجاه شرقاً صوب روسيا الاتحادية، ويمكن لخيار كهذا ان يتم عبر خطوات كثيرة منها مثلاً تحويل مذكرة التفاهم الروسية اليمنية حول التواجد العسكري الروسي في جزيرة سقطرى الى اتفاقية رسمية، علماً ان وزير الدفاع الجنرال محمد ناصر احمد التقى بعد ساعات من مغادرة هيلاري كلينتون بالسيد سيرجي كوزلوف السفير الروسي بصنعاء وسلمه رسالة عاجلة من الرئيس صالح الى نظيرة الروسي ديميتري مدفيديف..!



ثانيها: تفعيل قنوات الاتصال والتواصل بين النظام والاغلبية الجمهورية في الكونجرس الاميركي ويمكن هنا لورقة القاعدة وموجبات الامن القومي الاميركي ان تلعب دوراً محورياً على اعتبار ان الحزب الجمهوري اكثر اهتماماً من شقيقه الديمقراطي بالقاعدة ومواضيع الامن القومي واكثر ميولاً لخيارات البنتاغون المستندة الى نظرية الضربة الاستباقية واستراتيجية التحرك الوقائي.



ثالثها: تفعيل الجماعات السلفية المتشددة واطلاق يد الجهاديين ومنحهم مساحات اوسع للتحرك في ضوء تكتيكات واتفاقات مسبقة.



هل كانت كلينتون تختبر المشترك؟

لم يكن قادة اللقاء المشترك يتوقعون صراحة صادمة كتلك التي قابلتها بهم هيلاري كلينتون.

حتى نكون منصفين، بإمكاننا القول انهم ذهبوا الى لقاء الوزيرة وهم يتطلعون الى الحد الأدنى من المطالب وأعني هنا الضغط الاميركي لإجبار النظام على التراجع وفرملة اندفاعه نحو خيار التفرد بالعملية السياسية.

غير انهم فوجئوا –حسب ما نشرته وسائل الاعلام- بخطاب صادم يعرض عليهم إبعاد الرئيس ويضعهم في مقعد الانتظار كسلطة قادمة..!



في الواقع لم تكن مطالب المشترك ترقى الى حد تطلعي كهذا، فهو -وفق حسابات ما قبل اللقاء بكلينتون- كان يرى في إقصاء الرئيس او حتى مجرد التفكير في ذلك ضرباً من المستحيل، الامر الذي جعل قادة المشترك يبدون في حضرة الوزيرة كما لو كانوا بلا مشروع سياسي بديل.



المشترك لا يملك اي رؤى افتراضية حقيقية لانتقال السلطة إليه، حقيقة مؤلمة اظهرت المشترك كما لو انه تكتل بدائي لا يفقه شيئاً في ابجديات إدارة الدولة وأسس انتقال السلطة.



لقد بدا المشترك ضعيفاً ومنعدم الاستعداد وفاقد الجاهزية لمواجهة اي خيارات طارئة يمكن ان تجعل منه بديلاً للرئيس والحزب الحاكم.



هنا لا استبعد واقعية التعليل المازح الذي ذكره الزميل عبدالحكيم هلال حين قال: ربما كان الرئيس هو من طلب من الوزيرة ان تسأل قادة المشترك عن امتلاكهم لتصور سياسي بديل..!



حسب (كيمو) فالرئيس دائماً ما يتحدث عن عدم امتلاك المشترك لأي رؤية حقيقية للوصول الى السلطة.

وهو ما يعني ان صالح أراد تعريه المشترك أمام الوزيرة المتحمسة للمعارضة والتغيير..!!



دلالات سلخ الثعابين في الحرس الجمهوري

لماذا نفى الامين العام الحالي للتجمع اليمني للاصلاح عبدالوهاب الانسي ان تكون هيلاري كلينتون قد طلبت من المشترك تصوراً لمرحلة ما بعد علي عبدالله صالح.



قبل محاولة الاجابة عن التساؤل بعاليه لابد من الاشارة الى ان الآنسي لم يكتف بتكذيب ونفي ماورد على لسانه في صحيفة الزمان اللندنية، اذ كان تكذيبه شاملاً لكل ما نشرته وسائل الاعلام حول لقاء المشترك مع كلينتون.

ثمة فرضيات عديدة بالامكان ايرادها لتبرير عدم اكتفاء الانسي بنفي ما ورد على لسانه ومحاولته نفي مادار في اللقاء مع كلينتون.



كفرضية اولى يمكن القول ان الانسي سعى من خلال نفيه الى تاكيد الالتزام المشتركي للاميركان بعدم التصريح حول ماجرى في اللقاء مع وزيرة الخارجية، حيث تشير المعلومات الى ان الطرفين (المشترك والسفارة الاميركية) اتفقا على ان تصدر السفارة بياناً يتضمن ابرز ما تم بحثه بين الطرفين.



ربما كان المشترك –كفرضية ثانية- قد تعرض للعتاب واللوم إذ كيف لمن ينتقدون التدخل الاميركي في الشؤون اليمنية ويعلنون مناهضتهم للوصاية الاميركية والدولية ان يقبلوا برفع تصور الى الاميركان حول عملية التغيير.

كفرضية ثالثة في وسعنا الادعاء ان الانسي وبعض الاجنحة في المشترك باتوا يخشون من محاولات اميركية لجر اللقاء المشترك الى مربع التصادم الحاسم مع الرئيس دون ضمانات حقيقية لاسيما في ظل المعلومات التي اكدت في السابق وجود ضوء اميركي اخضر للنظام باجراء الانتخابات دون توافق مع مسبق مع المشترك.



ولعل ابرز ما يمكن ان يعزز الفرضية الثالثة ماورد على لسان مساعد وزيره الخارجية الاميركية للشوؤن العامة فيليب كراولي يوم الجمعة حيث قلل من اهمية المباحثات بين كلينتون والمشترك واصفاً لقاء الوزيرة بالمشترك بالامر العادي.



لاننسى هنا ان نشير الى ما يعتبره البعض رسائل للمشترك من العرض العسكري المخيف الذي أجراه اللواء الاول مشاة جبلي في الحرس الجمهوري بحضور رئيس الأركان ونجل الرئيس وأفردت له الفضائية اليمنية مساحة واسعة من نشرتها الرسمية ليوم الخميس.



حيث قام افراد من الحرس بسلخ عدد من الثعابين الحية وأكل رؤوسها بوحشية امام الكاميرا وهو ما عده البعض رسالة الى الثعابين التي يرقص الرئيس فوق رؤوسها منذ ثلاثة عقود..!



وماذا بعد

يبدو الواقع السياسي اليمني عقب زيارة هيلاري كلينتون حافلاً بالتحديث والتغيير ليس على مستوى التكتيكات للطرفين (المشترك والسلطة) فحسب، بل وحتى على مستوى التكتيكات الفردية لكبار المؤثرين في تفاعلات المشهد من الطرفين.



حتى لا نغالي في المبالغة، لن نقول (يمن ما بعد زيارة كلينتون) ولكن في وسعنا ان ندعي حدوث تغيير كبير في التموضعات الراهنة.

الزيارة واحداثها المثيرة بالطبع ليست كافية لإسناد تلك التغييرات الطارئة ومنحها فرضية الديمومة، إذ ان التحركات المتفاعلة مع نتائج الزيارة هي المحدد الرئيسي لاتجاه الامور خلال قادم الايام.



في الواقع، لم يكن يُراد للزيارة ان تكون نقله حاسمة في مسار الاحداث اليمنية بقدر ما كان الهدف منها اعادة خلط الاوراق وإبراق رسائل اميركية صاخبة في كل الاتجاهات..

خدمات صالح يمكن ان تنتهي، المشترك في وسعه ان يحكم، الانفتاح الاميركي على الشعب اليمني قد يتحقق دون وسيط حكومي، سيتعزز التعاون الاقتصادي وستبارح الشراكة مربع التعاون الأمني الى آفاق أوسع..



ان كانت رسائل كلينتون الآنفة واضحة، فإن ما لا يبدو واضحاً بالمقابل يكمن في طريقة تعاطي اللقاء المشترك مع مطالب الوزيرة.



هل سيتجه المشترك الى الشارع بافتراض ان حديث الوزيرة يجسد ضوءاً اخضر للتحرك ضد النظام، ام سيؤجل ذلك لحين الانتهاء من اعداد رؤية اقصاء الرئيس صالح ووضع السيناريوهات المحتملة للمرحلة الانتقالية التالية لإقصاءه؟ ثم من هو البديل المفترض؟ هل سيكون الرئيس علي ناصر محمد هو مرشح الاجماع الوطني المشتركي لرئاسة الجمهورية بعد المرحلة الانتقالية؟ ام ان الترشيح سيذهب الى ياسين سعيد نعمان او احد قيادات اللقاء المشترك؟



وماهي حظوظ الرئيسان علي سالم البيض وحيدر ابوبكر العطاس في انتزاع ترشيح المشترك؟ وهل سيشكل المشترك لجنة لمفاوضة احدهم كي يكون رئيساً قادماً للجمهورية برعاية اميركية.



أخيراً: هل الاميركان جادون فعلاً ام ان الامر برمته ليس سوى قنبلة صوتية سرعان ما سيتلاشى ضجيجها ولن يبقى منه –في لحظات الحسم- إلا الصدى..؟!


ينشر بالاتفاق مع "حديث المدينة"

المشعل 01-20-2011 02:53 PM

شكررررررررررررررراااااااااااااااااااااا شكرا اخي يعطيك الف عافيه


الساعة الآن 01:50 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas