الموضوع: شرك الدعاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-13-2002, 01:00 PM   #4
أبو أسامة
حال نشيط


الدولة :  أرض الحرمين
هواياتي :  القراءة والاطلاع
أبو أسامة is on a distinguished road
أبو أسامة غير متواجد حالياً
افتراضي

أشكر الأخ عبود على مساهمته القيمة ، كما أشكر الأخ صادق المحبة على حسن تعقيبة، فلقد استمتعت كثيراً بقراء الموضوع وما تلاه من تعقيبات . وقد لا حظت أن الجميع اتفقوا على أن الدعاء هو حق لله عز وجل لايجوز في الأصل صرفه لغيره ونقلوا أقول أهل العلم الأثبات في ذلك ، ثم أن أخي صادق المحبة تحدث عن التوسل في الدعاء أي دعاء الله عز وجل بلفظ فيه توسل بمخلوق مثل قولهم : نأسألك بحق السائلين عليك ونحوها من العبارات التي يتوجه فيها السائل بالدعاء إلى الله عز وجل ، حيث بين جزاه الله خيراً رأي من يرى جواز هذه المسألة ونقل أقوال علماء عدول فيها.
ثم إنه تطرق إلى إجازة عبارات في الدعاء مثل يانبي الله اشفني أو اقض ديني، وعلل تجويزه لها بقوله : إنما يريد اشفع لي في الشفاء وادع لي بقضاء ديني وتوجه الى الله في شأني.
هذا هو قوله ، ونحن نقول بأن لنا حكم الظاهر وليس لنا في حكم الباطن شيء بل هو لله عز وجل فمن صدرت منه عبارات مثل تلك العبارات فهو عندنا قد قال شركاً لأنه توجه بالدعاء الذي هو حق لله عز وجل إلى غيره وهذا هو الشرك بعينه .
أما قولك بأن هذا من المجاز الجائز في لغة العرب ، قلنا لك هذا هو ما احتجت به العرب في عبادتها للأوثان حين قالوا : (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) ومع هذا حاربهم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقبل منهم دعواهم تلك.
وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه الإمام أحمد وأهل السنن على من خاطبه قائلاً له : ما شاء الله وشئت ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أجعلتني لله عدلاً بل ما شاء الله وحده . ونحن في هذا الموقف لا يمكن أن نتصور أن الرجل يساوي بين الله وبين نبيه في المشيئة ، إلا أن لفظه يدل على ذلك ، لذا أنكر عليه النبي ولم يلتمس له العذر بأن المجاز اللغوي يبيح له هذا الأمر كما تقول .
ولو أننا فتحنا المجال لقبول مثل تلك التأويلات لما بقي للدين معنى ، فما الفرق بين من يقول يارسول الله اشفني وبين من يقول ياسوع أو يا يغوث اشفني ؟ أليس الصورتان متفقتان لفظاً ، فكيف نكفر الثاني ونلتمس العذر للأول.
ثم هل شققت عن قلوب الملتفين حول القبور والأضرحة وعرفت مافيها من المقاصد والنيات ، أم هو تخمين وحسن ظن .
أخي الحبيب إن معظم من يتوجه إلى القبور بدعاء أو نذر أو ذبح يعتقدون غير ما قلت وغير ما ظننت وأنت بتأويلك هذا تفتح الباب على مصراعيه للشرك وأسبابه ليتوغل في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فاتق الله أخي الحبيب ولا داعي لالتماس الأعذار للمخالفين وكان الأولى والأجدر بك هو توجيه النصح لهم للإقلاع عن إتيان مثل هذا المنكر الشنيع ، وبالله التوفيق.
التوقيع :
أعلل النفس بالآمال أرقبها === ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
  رد مع اقتباس