[فؤاد ناصر البداي]

الأخ قمران أولاً لك الشكر على إسهامك في تسليط الضوء على واحدة من بؤر الفساد التي يرزح تحتها شعبنا العظيم من أقصاه إلى أقصاه، ونحن نظم صوتنا إلى صوتك بالمطالبة إلى الأجهزة المعنية ولفخامة الأخ رئيس الجمهورية المؤتمن على مصالح هذا الشعب أن يوجه بسرعة التحقيق ومحاسبة المتسببين في تلك المهزلة التي تتكرر في حرض بل وفي كل المنافذ الجوية وليس كما حاول أحد الأخوة المعلقين على هذا الموضوع سحبه إلى قضية أخرى بلباس مناطقي لا يمت للحقيقة بصلة ويثبت أن دعاة هذا المنطق إما يتعمدون الكذب ويسعون إلى تشويه الحقيقة فنقول لهم اتقوا الله البلاد مش ناقصة فتن، أو أنهم غير ملمين بحقائق الأمور ويحكمون على أوضاع اليمن وهم خارج البلاد أو متواجدين على منطقة معينة فقط ويتصورون أن ما يعانوه في تلك المنطقة مقصور عليهم والبقية في رخاء. والحقيقة غير ذلك فالفساد يظر بالكل وإنما الفرق بيننا وبينهم أننا نسعى للبحث عن حلول لمعالجة تلك المشكلات وتسليط الضوء عليها وهم يصرفون أنضارهم عن أي إمكانية للحلول باحثين بشكل دؤوب على ما يمكن أن يزيد من حجم المعاناة بمناداتهم بحلول تشطيرية مناطقية لم يرى منها شعبنا سوى الويل والخراب متناسين أن الوضع القائم برغم ما فيه من علل يعد أسلم وأفضل مما يدعوننا إليه، وإني أدعوهم إلى العودة إلى علماء الدين ليستفتوهم كيف يمكن البحث عن حلول لمشكلاتنا التي نعاني منها هل بكلمة الحق وانتقاد الأوضاع السلبية في البلاد وانتقاد ساسات الحكومة ومحاولة إصلاحها أم الدعوة لإثارة الفتن والأحقاد بين الناس بالباطل هل يعقل أن يأتي شخص عاقل يأخذ على أي فرد من مجتمعنا مأخذاً ثم يقوم بتعميم تلك الصورة بطريقة تتنافا مع المنطق الإنساني إلا إذا كان هذا الشخص يعمل لحساب أجندة لا تخدم إلا إبليس الذي توعد بني آدم بأن يغويهم إلى يوم الدين.
أخي الكريم أملنا كبير في أن الرئيس يلتزم بما وعد به ناخبيه في برنامجه الانتخابي وعلى رأسها القضاء على الفساد بكل أشكاله، وما يدعونا للتفائل أن هناك خطوات عملية تتحقق على أرض الواقع ومنها تشكيل لجنة وطنية لمكافحة الفساد يشترك في عضويتها القطاع الخاص وقوى المعارضة ومنظمات المجتمع المدني، كما أن تنفيذ اللامركزية المالية التي يجري العمل بها حاليا يعد خطوة مهمة للغاية في الحد من الفساد المالي حيث سيكون بمقدور المجالس المحلية الى حد كبير في ممارسة مهامها الرقابية والتنفيذية ألأمر الذي يعود بالنفع لأبناء المناطق التي يمثلونها، نسأل الله تعالى أن يوفق القيادة السياسية في إكمال هذا الطريق لما فيه خير ومصلحة هذا الشعب العريق. المهم أن نمارس نحن أيضا دورنا في الكشف عن بؤر الفساد هذه وتسليط الضوء عليها باستمرار حتى يتم إصلاحها إن شاء الله تعالى.