عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-2007, 01:23 AM   #1
( masterkey )
حال نشيط
 
الصورة الرمزية ( masterkey )

افتراضي المسيحيات في صحيح البخاري


المسيحيات في صحيح البخاري
لاشك أن صحيح البخاري لايخلو من بعض الأحاديث التي ردّها كبار الحفاظ كالدارقطني وغيره وقد قال الحافظ إبن حجر في الأحاديث التي إنتقدها الدارقطني في صحيح البخاري مانصه : ( ان هذه المواضع متنازع في صحتها فلم يحصل لها من التلقي ماحصل لمعظم الكتاب ) .. ومن المعلوم بأن البخاري انفرد عن مسلم بالتخريج لأربعمائة وبضعة وثلاثون رجلا .. المتكلم فيه بالضعف منهم ثمانون رجلا .. واما الذين طُعن فيهم من رجال البخاري فقد عقد الحافظ إبن حجر فصلا خاصا بهم في الجزء الثاني من مقدمة فتح الباري سرد فيه الحافظ إبن حجر أسماءهم مع حكاية ذلك الطعن وأظهر أسباب الطعن والجواب فيه كما يراه هو .. وقد بلغ عدد الصفحات التي وردت فيها أسماء المطعون فيهم من رجال البخاري وذكر اسباب الطعن مايقارب 65 صفحة من صفحة 113_ 176 .. ولكننا بصدد مناقشة المسيحيات في صحيح البخاري وهل كان لها حضور عند البخاري في صحيحه ؟؟
ومن المسيحيات عند البخاري حديث ( طعن الشيطان لكل بني آدم إلا عيسى وأمّه ) .. فمما رواه البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كل إبن آدم يطعن الشيطان في جنبه حين يولد .. غير عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب ) .. وفي رواية : سمعت رسول الله يقول : ( ما من بني آدم مولود إلا يمسّه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان غير مريم وابنها ) .. وفي رواية ثالثة : ( كل بني آدم قد طعن الشيطان فيه حين ولد غير عيسى بن مريم وأمه .. جعل الله دون الطعنة حجابا فأصاب الحجاب ولم يصبها ) .. وهذا الحديث أيضا عند مسلم بروايات تختلف عن عبارات البخاري وتتفق معها في المعنى ..

هذا الحديث يجعل بني آدم أجمعين لم يسلموا من طعن الشيطان عند ولادتهم .. وهذا الحديث بهذه الروايات كلها لم يستثن سوى عيسى عليه السلام وأمه مريم .. بل يثبت لنا هذا الحديث بأن سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وإبراهيم ونوح وإسماعيل سلام الله عليهم لم يسلموا من طعنة الشيطان .. فأنظروا وتعجّبوا من مثل هذه الأحاديث التي لاشك أن للمسيحية دور في دسّها عن طريق الرواة على النبي صلى الله عليه وسلم ..وبهذا الحديث تحديدا إتكأ المسيحيون على إثبات عقيدتين من عقائدهم الخبيثة أولاهما هي : أن البشر جميعا من لدن آدم سقطوا في الخطيئة وإقتراف الذنوب والآثام إلا عيسى بن مريم الذي إرتفع عن طبقة البشر .. والعقيدة الأخرى هي : نزول عيسى بن مريم من السماء إلى الأرض ليحكم بين الناس ويجازيهم على سقوطهم في الخطيئة والآثام .

وللتأكيد على ماأقول أنظروا ما قاله القس إبراهيم لوقا في كتابه ( المسيحية في الإسلام الصفحة 127 الطبعة الثالثة ) بعد ذكره علو مقام عيسى عليه السلام عن طبقة البشرية جمعا .. وان سيدنا عيسى وحده من سائر البشر إستحق العصمة من الخطيئة والآثام كما قال مانصه :
( ... جاء في سورة مريم ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً) .. فهذه الآية قد حكمت على جميع البشر بورود جهنم والعياذ بالله .. ومعلوم ان العقاب لايكون إلا بذنب وإلا كان ظلما وماربك بظلام للعبيد .. فهذه الآية تدل على أن البشر جميعا معرضون للوقوع في أسر الشهوات والخطايا .. ثم قال : لتقرأ هذه الآية مرة أخرى ثم لتقرأ بعدها آية سورة آل عمران (وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) .. ترى ان الله قد حفظ العذراء والمسيح من غواية الرجيم .. ثم لنقرأ بعد هذا .. الحديث الذي يتضمن هاتين الحقيقتين معا _ سقوط البشر أجمعهم وعصمة المسيح دون سواه _ وهو كما أورده البخاري :
( كل إبن آدم يطعن الشيطان في جنبه حين يولد .. غير عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب ) .. فإقرار الإسلام بأن البشر جميعا زاغوا وفسدوا وانهم مجردون من العصمة معرضون لإقتراف الخطايا والآثام .. بجانب إقراره للمسيح وحده بالعصمة وأنه مصون من مس الشيطان .. يرفع المسيح عن طبقة البشر وبالتالي يقر بلاهوته الممجد ) .. إنتهى قول القس إبراهيم لوقا ..

هذا الحديث من مرويات أبي هريرة وهو يقول بأنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم .. ولا ننسى بأنه قد صرّح بسماع حديث خلق التربة يوم السبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .. بينما أثبت المحققون على أبي هريرة بأنه سمعه من كعب الأحبار ولم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم .. وحديث طعن الشيطان الذي رواه البخاري عن أبي هريرة قال إبن حجر في شرحه : ( وقد طعن صاحب الكشاف في معنى الحديث وتوقّف في صحته .. وكذلك طعن الرازي وقال : إن الحديث خبر واحد ورد على خلاف الدليل ) إنتهى قول إبن حجر ..

ونحن لانشك بان هذا الحديث يصادم القرآن الكريم صراحة .. ولسنا بحاجة لتبيين مصادمته لصريح القرآن الكريم على الأقل الآن .. وإن لزم بسط ذلك بسطناه من قول الحق تبارك وتعالى لكي نخرس ألسن المتعصبين بلا فهم ولادراية .. ولكننا بصدد ذكر كيف يستغل أعداء الإسلام مثل هذه الأحاديث كما فعل القس إبراهيم لوقا وغيره .. ليثبتوا لنا صحة عقائدهم الفاسدة من خلال أحاديث مدسوسة على النبي صلى الله عليه وسلم دسّتها يد اليهودية والمسيحية في تراثنا الإسلامي المكتوب والمنسوب لنبينا زورا وبهتانا .. فلو خلت كتب الحديث عن مثل هذه المدسوسات لما وجد الطاعن مطعن في ديننا .. ولما ظفر بالحجة في إثبات صحة عقيدته الفاسدة من خلال مرويات مدسوسة في كتب الحديث النبوي .. فلا حول ولاقوة إلا بالله ..

سلام ..

  رد مع اقتباس