[abu iman]

إخواني بارككم الله جميعا
بدلا من هذا الجدل تعالوا نراجع التاريخ الحضرمي و نشهد لمحة منه تنيرنا الى بعض الحقائق التي لا مراء فيها في حسم هذه المسألة فقد مثّل النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري مرحلة هامة و من أصعب المراحل من تاريخ حضرموت من حيث الصراعات القبلية على السلطة و الفتن و الفوضى السياسية التي لا حدود لها و السلب و النهب و القتل العبثي طال حتى الأطفال و الشيوخ و انتهاك الحرمات و انقسم الناس إلى طوائف تحارب بعضها بعضا كما شهدت في الوقت ذاته قيام الدولة القعيطية و سقوط الدولتين البريكية في الشحر و الكسادية في المكلا ، هذا بالإضافة إلى الأطماع الخارجية و تدخل البريطانيين و العثمانيين في النزاعات بين الطوائف الذين ما فئأت سفنهما الحربية تجوب سواحل حضرموت تتحين الفرص فبينما الإنجليز يخشون من أن ترتمي المناطق الجنوبية في أحضان العثمانيين الذين تتدافع إليهم أمراء و سلاطين آل كثير طلبا للحماية فهم يرون في الإنجليز قوم نصارى كفار بينما العثمانيون مسلمون مثلهم ، و كانت تلك وجهة نظر العلويين الذي يستأنس بآرائهم السلطان الكثيري و من بينهم كان السيد أبوبكر بن شيخ الكاف . بينما اتجه القعيطي نحو الإنجليز للإحتماء بهم لاحتكاك القعيطي بالحكومة البريطانية في الهند أيام كانت الهند جوهرة التاج البريطاني حيث وقعت عدة معاهدات بين سلاطينها و الحكومة البريطانية بدءا بمعاهدة الصداقة بين / عبدالله بن عمر القعيطي عام 1882م . ثم معاهدة الحماية بينه وبين الحكومة البريطانية في عام 1888م ثم معاهدة الإستشارة بين السلطان / صالح بن غالب القعيطي عنه و عن ورثته و بين المستر رايلي عن الحكومة البريطانية في أغسطس عام 1937 م ولم تعقد أية معاهدة مع السلطان الكثيري الا في عام 1939م مرغمة عندما لم تكن باليد حيلة فقد طوقت المناطق القعيطية حدود الدولة الكثيرية بحماية من الحكومة البريطانية فخافوا أن يستولي القعيطي على ما تبقى من المناطق الكثيرية و عين المستر/ انجرامس حينها أول مستشار مقيم و معتمد بريطاني . راجعوا تاريخ بن هاشم و البكري وباوزير و الشاطري و العدة المفيدة و غيرهم
من هنا نعرف أن السيد أبوبكر لم يكن محبا للإنجليز بقدر ما كان مجبرا على تقبلهم تحت هذا الواقع و هذه المعطيات ، أما كونه انحنى أمام جلالتها إذا صح هذا فمن الحكمة أن ينحني الإنسان أحيانا أمام العاصفة كما يقولون - طبعا كما أشرت إن صح هذا - و رغم كل شيء فلو قسنا ما قام به الكاف مع كل ما يمكن أن يعتبره البعض منقصة فيكفي أنه شق طريق المكلا سيؤن على نفقته و ما لاقاه من عنت بعض القبائل و لا يخفى هذا على أحد فلولا هذا العمل الجبار لطالت معانات أهل الداخل سنينا طوال إذ لم يبدأ القعيطي في شق الطريق القبلية إلا عام 1942م و بالمقارنة بين الطريقين فإن طريق ساه أقرب الى شبام و نواحيها ناهيك عن سيؤن و تريم الكثيرية و من ثم دمون و عينات و نواحيها و هي مناطق قعيطية و يمكن أن يقال أن آخر عمل جليل قام به السيد الكاف بيعه لقصره بن داعر عام 1960م الذي يعتبر أضخم و أفخم قصر بلا منازع في جميع حضرموت ساحلها و داخلها بثمن رمزي للكثيري لإقامة مدرسة متوسطة هي أول مدرسة متوسطة في السلطنة الكثيرية تخرج منها الكثيرون من أبناء حضرموت . و أما من ناحية ما ذكره أستاذنا أبو عوض عن توكيله شركة إنجليزية – ليس لدي علم بهذا – و أظنه يقصد محاميا و مع ذلك فيجب أن نعلم أن أن أملاك السيد الكاف لأ تنحصر في نخلة و بيت و حوش حتى يستطيع شخص ما أن يديرها فله من العقارات الشيء الكثير و من النقود كذلك كما و أنها جلها في سنغافورة و هي مستعمرة إنجليزية يسكنها خليط من العرب و الصينيين و الهنود و السكان الأصليين و من عادة العرب هناك أن يتولى محام ما أمور أموالهم لأنهم ربما ليس خبيرين بقوانين تلك البلاد و منعطفاته و القانون الساري هناك قانون وضعي بريطاني في الأصل فربما وزع أمواله في حياته لعلمه أنه سيوزع بهذه الكيفية. و من ثم أليس له الحق شرعا أن يهب أمواله لمن يريد في حياته بعد النظر في أحوال ذريته و محتاجاتهم خشية أن تظلم الإناث و طبعا هذا كله من باب التبريرات لا غير إذ ليس بيدي حاليا ما يثبت أو ينفي ما أورده الأستاذ/ أبو عوض من أنه وزع أمواله على الطريقة البريطانية بمساواة الذكر بالأنثى و الله أعلم فلربما لديه أدلة و حجج دامغة .أشير أيضا إلى أن أخاه السيد / عمر بن شيخ الكاف في مثل غناه و ربما أكثر إلا أنه لم يسجل عنه أي عمل جليل يذكر .
إخواني أردت بمداخلتي هذه فقط وضع النقاط على الحروف و للقارئ العزيز أن يستخلص مما كتبت ما يراه