الجــنوبُ///// أسبوع///// أكـــثر///// سخــونة
Tuesday, 11 September 2007
> تشكيلُ اللجان المختلفة لمعالجة قضايا أراضي الجنوب والمتقاعدين، والآثار السلبية، أو لقاءات الرئيس بمن سموا بممثلي جمعيات المتقاعدين، أو الوجاهات والشخصيات الإجتماعية والسياسية المنتمية لبعض المحافظات الجنوبية، أو القرارات الرئاسية بعودة وترقية بعض المئات من المتقاعدين وحتى السعي الحثيث لإصدار قانون جديد والمسمى بقانون حماية الثوابت الوطنية، أو قرارات اللجنة الأمنية العليا بمعاقبة كل من يتجرأ على المساس بالثوابت الوطنية،
واتهامه بتهمة الخيانة العظمى أي أن الإعدام سيكون خاتمة كل شخص قد يتجرأ على فعل ذلك، وحتى قمع الإعتصامات والمسيرات باستخدام القوة، وما خلفته من جرحى وقتلى في عدن والمكلا، وملء السجون بالمعتقلين، وحتى عسكرة الحياة المدنية، وشل الحياة والحركة في تلك المدن، وحتى استعراض القوة العسكرية، وإخراج الدبابات من ثكناتها وعرضها بوضوح أمام المواطنين في مختلف محافظات الجنوب و... و... الخ تلك الممارسات والأساليب والأفعال جميعها لم تستطع حتى الآن أن تحد أو تخفف من الغليان الشعبي الذي تشهده المحافظات الجنوبية منذ قرابة الستة الأشهر، بل العكس هو ما يحدُثُ، فالغليانُ الشعبي يتصاعَدُ والإحتجاجات تعُمُّ كل مناطق الجنوب، والنبرة الجنوبية ترتفع وتصيح أكثر وضوحاً، والأسبوع الماضي وما شهده من أحداث مأساوية والمتمثل بمقتل شاب في مدينة المكلا، وإصابة العشرات بجروح مختلفة في مدينتي عدن والمكلا بعد أن تعرضوا لإصابات مباشرة، إما بالرصاص الحي أو المطاطي أو بالضرب بأعقاب البنادق من قبل رجال من الأمن والجيش بعدَ أن أعطتهم اللجان الأمنية في تلك المحافظات الحرية التامة لقمع الإعتصامات السلمية التي كان مقرراً إقامتها في يوم السبت الأول من سبتمبر صباحاً في عدن ومساءً في المكلا بحُجة عدم حصولها على تراخيص مسبقة من قبل السلطات المحلية.
ولأن يوم السبت هو أول يوم في الأسبوع وما سجل في هذا اليوم من أحداث مأساوية وتصعيدية فإضافة إلى ما تم ذكره من أحداث مأساوية وتسجيل أول حادثة قتل بالمكلا لشاب برصاص رجال أمن، وكذا حدوث إصابات في صفوف المشاركين بالمسيرة واعتقالات ومطاردات بالشوارع والأزقة وحتى في داخل المساجد.
وفي عدن قمعت الإعتصام واعتقالات منذ مساء اليوم الأول من الفنادق لكل من اشتبه به بأنه قادم للمشاركة في الإعتصام، وفي صباح يوم السبت تواصل مسلسل الإعتقالات وقمع المتظاهرين في شوارع الشيخ عثمان والنتيجة جرحى ومئات المعتقلين.
في نفس اليوم بالضالع مئاتُ المواطنين يقطعون الشارع الرئيسي الذي يربط العاصمة صنعاء بعدن ويحرقون الإطارات ويردمون الطريق بالحجارة ومخلفات البناء وهياكل السيارات إحتجاجاً على قمع اعتصام عدن واعتقال المئات، ولم يفتح الطريق إلا بعد أربع ساعات من قطعه.
في نفس الوقت تقريباً من يوم السبت تشهد مدن ومديريات مختلفة في الجنوب إعتصامات ومظاهرات للمتقاعدين وشباب بلا عمل في يافع ورصد وزنجبار والمحفد وطور الباحة.
يوم الأحد الثاني من سبتمبر لم يكن بنفس زخم وأحداث يوم السبت إلا أن مسيرة سلمية أقيمت في الحبيلين للتنديد بقمع اعتصامات عدن والمكلا، بعد عصر نفس اليوم قوات أمنية كبيرة أقدمت على اقتحام منزل العميد/ النوبة واقتادته إلى السجن بعد أن روعت تلك القوات بأسلوبها أسرة النوبة، وكذا سكان الحي الذي يقطن فيه النوبة عندما لجأت إلى تكسير باب منزل النوبة وطريقة انتشار جنود الأمن والآليات المصاحبة لهم.
مساءً اختطف الناشط السياسي والكاتب الصحفي/ أحمد عمر بن فريد بطريقة عمل العصابات الخارجة على القانون عندما اختطفته مجموعة مجهولة من أمام إحدى مطاعم عبدالعزيز في المنصورة وأخذوه إلى منطقة صحراوية في بئر أحمد بمدينة الشعب بعد منتصف الليل ورموه فيها بعد أن أخذوا تلفونه الشخصي وأشبعوه شتماً وقذفاً.
الإثنين قبائلُ العوالق في محافظة شبوة تقيم ٦ نقاط تفتيش على طريق شبوة المكلا عدن وطريق عتق صنعاء وتقوم بتوقيف سيارات الجيش والسيارات الحكومية وقاطرات الغاز وذلك إحتجاجاً على اعتقال النوبة.
في مديرية الشعيب بالضالع أقيم مهرجانٌ جماهيري حاشد تضامناً مع أبناء عدن والمكلا.
في مدينة المكلا مسيرة سلمية للشباب واعتصام أمام إدارة الأمن بالمكلا للمطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين بالسجون على خلفية أحداث السبت ومجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين بالمحافظات الجنوبية يدعو لتصعيد الإحتجاجات والإعتصامات المفتوحة حتى يتم الإفراجُ عن جميع المعتقلين في سجون عدن والمكلا.
الثلاثاء شهد اعتصامات ومسيرات سلمية حاشدة في الضالع ولودر وردفان والمسيمير والمكلا والمحفد وجميعها تطالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين ومحاسبة كل من أعطى الأوامر لقمع وقتل المشاركين في الإعتصامات.
إندلاع مواجهات بين قوات الأمن وأبناء العوالق في شبوة.
الأربعاء اشتباكاتٌ مسلحة بين مجموعة قبلية وأطقم عسكرية يسفر عن إصابة جندي في المحفد بأبين، وهجوم مسلح على المجمع الحكومي بالمحفد أيضاً.
وفي محافظة لحج ملتقى التصالح والتسامح والتضامن بالمحافظات الجنوبية يعقد مهرجاناً جماهيرياً حاشداً أغلب المتحدثين في المهرجان أعلنوا إدانتهم لكل أعمال القمع التي يتعرضُ لها أبناءُ الجنوب من قبل رجال الأمن والجيش، ويطلبون برص الصفوف، ومواصلة النضال السلمي حتى تعترفَ السلطة بالقضية الجنوبية.
الخميس الأمنُ والجيشُ يقمعان اعتصامَ عدن، ويعتقلان العشرات من ساحة الحرية ومن مختلف الجولات وشوارع المدينة، وفي أبين جمعيات للعاطلين عن العمل والمتقاعدين ينظمون اعتصامات حاشدة في مديريات أبين الوسطى، وبمدينة الوضيع للتضامن مع الإعتصامات والمظاهرات التي يشهدها الجنوب وللمطالبة بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين في سجون عدن والمكلا، ويطالبون بالتصعيد السلمي حتى نيل جميع حقوق أبناء المحافظات الجنوبية.
الجمعة مدينة سيئون بحضرموت تشهد مهرجاناً جماهيرياً خطابياً وتضامنياً كبيراً بمشاركة الآلاف من الشباب والمتقاعدين والمواطنين إحتجاجاً على قمع المسيرات والإعتصامات واستخدام القوة المفرطة، والإعتقالات التي جرت في عدن والمكلا، وكذا التنديد بارتفاع الأسعار.
الأسبوع الحالي هو الآخرُ مرشحٌ لتصاعد الإحتجاجات السلمية وقد أعلنت حتى اليوم عن إقامة أكثر من فعالية إحتجاجية في عدد من المدن والمناطق في المحافظات الجنوبية طالما وقوات الأمن ما زالت تعتقلُ العشرات من أبناء حضرموت وعدن وأبين ولحج والضالع وشبوة في السجون.
التصعيدُ الأمني واستخدامُ القوة واستعراضُ الآليات العسكرية واختطاف النشطاء واعتقال قيادة الجمعيات والمشاركين من جهة ومن جهة أخرى تشكيل اللجان المختلفة لترحيل القضايا، وكذا المعالجات الأخرى للسلطة مثل التعويل على زرع الشقاق بين قيادات الجمعيات والوعود وشراء الذمم أو إنزال لجان محلية أو بالأصح ما يطلق عليهم في الجنوب بحاملي المباخر لم تؤد هذه الحلول وهذه الوسائل ثمارَها المرجوة بل ستزيدُ الأمورَ تعقيداً وتكون نتائجها وخيمة على الجميع شعباً ووطناً.
المشكلة واضحة وضوح الشمس، والحلول ما زالت متاحة، والمطلوب هي إرادة سياسية صادقة.