[أبوعوض الشبامي]

.

خلال الأيام التي مضت أبتعدت عن أهلي وبيتي وصحبي وأبتعدت ايضا عن ممارسة الكتابة وشديت الرحال وسط خلود النفس مع أجواء روحانية بمناسبة مولد النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه وهذه المناسبة فيها تجليات للروح تسمو مع حلول ذكرى مولد سيد ولد آدم ومعلم البشرية الأول وصاحب الأدب والخلق ومرشد الأمة الى طريق الخير والمحبه والهدى والنور الذي ينبعث من مشكاة النور الأعظم فيضيء العوالم كلها ينشر في ثناياه الخير والسلام .

إن في ذكرى مولد الرسول حكم وعظات كبيرة وفي حياة النبي دروس عظيمة يجب الإستفاده منها فهي نبراس للأمة يضيء لها عتمات الحياة في وسط دروب المتهات المتعرجة والصراعات المحتدمة بين قوى الخير وقوى الشر والسعيد الحظيظ من تمسك بسنة الرسول وأقتدى به .

والمجتمع الحضرمي شأنه شأن كثير من المجتمعات المسلمة تشكل له احتفالات المولد النبوي ذكرى عطرة يقف فيها بإجلال عظيم لعله يستفيد من أجواء روحانياتها في عصر تكالبت الأمم على الإسلام وأهله وفي عصر طغت الماديات على الروحانيات حتى أصبحت المصالح الأنانية الضيقة تطغى على كل القيم والأخلاق والأعراف..
وتعظيمًا لهذه المناسبة العظيمة قيلت القصائد الشعبية وقيل المدح في الرسول ( ص ) وتناولت مولده وبشارات المولد وطفولته ومبعثه وصبره على تحمل الأذى من قومه وإتهامهم له بالكذب والسحر وغير ذلك من صنوف الأذى والتعذيب وتناولت القصائد معجزاته العظيمة وهجرته وغزواته وصفاته وغيرها من الخصال الحميده .
ولعلي ان لم تخن الذاكرة بي قد قرأت مرة قبل عامين وأكثر في المكلا مقالاً في صحيفة شبام كتب فيه الأستاذ والكاتب الصحفي الكبير رياض باشراحيل تقديما لديوان يزمع أن ينشره الشاعر صالح باظفاري والذي اصدر من قبل ديوان تحت مسمى ( تغاريد القلوب ) وعنوان هذا الديوان ( إن لم تخن ذاكرتي ) هو - الحادي في مدح النبي الهادي - وكان تقديم وعرض باشراحيل للديوان جميل وشيق حيث تناول فيه مقتطفات من ذلك الحدا الذي نسج بردته شاعرنا باظفاري فكادت الأرواح تطرب له و الأنفس تسمو بسمو من قيل فيه نشيد الحادي .. وجاء تقديم باشراحيل موفقا بتوفيق من صاغ فيه باظفاري ترانيم حداه .

إلاّ انني ضحكت كثيرا حين دخلت اليوم سقيفة التراث وطافت بي ذكرياتي مع من قرأت لهم من ارباب الحروف والإبداع في الكتابة وتذكرت في هذه اللحظات وإيام ذكرى المولد النبوي الشريف تمر علينا كيف كان أسلوب وكتابة باشراحيل حين يسمو مع الروحانيات ويتجلى في عرضها ثم إنه في هذه الأيام الروحانية كيف يهبط به المستوى نحو وادي سحيق فيتخطفه جهلة الأعراب من ابناء قبائل تعلمت المعرفة من وراء ( الكيوبورد ) وكان حداها نعيقا ونشيدها نشازًا وصاغت له قصائد ركيكة وكلمات هابطة لعل باشراحيل رأي فيها انها حداة جديدا يتناسب مع ثقافته الإنترنيتية الجديدة أ و لعله ينوي تقديمها في عرض صحفي تحت مسمى لديوان جديد يسميه لهم ( الحادي في هجاء ابوعوض الشبامي ) تأليف قبائل السقيفه ويصبح التنافس بينهم وبين الشاعر باظفاري كالتنافس بين إختيار الجلوس بين إثنين أحدهما بائع الطيب وألآخر نافخ الكير ...!!!

يؤسفني كثيرًا أن يصل مستوى الإشراف إلى هذه الدرجة ويؤسفني أن يهبط البعض قدره إلى درجة مجارات الجهلة من الشباب الغر...!!


.