جاء رمضان ضيفا كريما علينا..
وسيمضي كما قد مضى سابقا وكما تمضي جميع اوقاتنا بسرعة وخفة، ولا نكاد نحس بغياب هذا الضيف حتى نجد انفسنا في استقباله مرة اخرى.
رمضان هو شهر من اثنا عشر شهرا نعيشها، الا ان شهر رمضان يتميز عن الاشهر الاخرى كونه
شهر القران الكريم وشهر الطاعة والرحمة والغفران والعتق من النار، وما يميز رمضان من جهة اخرى هو انه عبارة عن اكبر وأهم وااجر مخيم او معسكر تدريبي في الحياة حيث انه ميزان للعام وميدان للاضافات التي نضيفها لانفسنا من تزكية وصلاح واستزادة في العبادات ان كانت على مستوى الجوارح او على مستوى القلوب.
تخيل ان في هذا الشهر ليلة توازي تقريبا ثلاثة وثمانين سنة من العبادة الا وهي ليلة القدر ونسال الله العزيز القدير ان نكون قد وفِّقنا لقيامها ايمانا واحتسابا، ثلاثة وثمانين سنة عبادة تعني الحصول على رضا الله (ان شاء الله) وهذا هو اعظم سبب للفلاح الدنيوي والاخروي
فلا داعي للسؤال ماذا بعد رمضان فالجواب معروف والكيف معروف وهو
انك اخي وانك اختي قد عرفتم فالزموا،
قد عرفتم معنى الايمان في هذا الشهر،
قد عرفتم معنى القران عندما عدتم اليه بالتلاوة والعمل والحفظ بعد ان كان مهجورا،
قد عرفتم دينكم عندما تركتم المسلسلات والبرامج اللا داعي لها وتوجهتم الى بيوت الله تحضرون الدروس،
قد عرفتم معنى العائلة على مائدة الافطار والسحور،
قد عرفتم حق الجار على الجار وذقتم طعم الجوع والعطش مما يحسسكم بدوركم الفعلي تجاه اخوتكم الصائمين طوال الاعوام والسنون من الفقراء والمحرومين،
قد عرفتم فالزموا لا تفرطوا ايها الاحباب بكل هذه القيم العظيمة التي لو التزمنا بها لأعدنا لمجتمعنا الصفة الهائلة الا وهي المجتمع الاسلامي ولتحررنا من كل ما يدسه الاستعمار في بيوتنا من غزو فكري لنا ولابنائنا .
قل لي بربك بعد كل دمعات الخوف والرجاء من الله اثناء صلواتك وقنوتك في رمضان الخير
هل مستعد ان تترك كل هذا بعد رمضان؟
هل فكرت اخي واختي يوما ان تترك ولو مَعلما صغيرا على طريق الوصل الى الله لاخوانك واخواتك من بعدك كي تؤجر بسنتك الحسنة بكل من اقتدى وعمل بها من بعد الى يوم القيامة؟
لماذا نستجيب لكل الاعلانات اثناء رمضان وبعده عندما نسمع بشرى سارة اشترك الان بخدمة كذا وكذا وادفع كذا وكذا ولا نستجيب للبشرى الحقيقية في الاشتراك في قافلة سيد الانام محمد عليه الصلاة والسلام؟
الا نستحي من تفريطنا في الاقصى وفلسطين والعراق والشيشان وافغانستان ووو ؟
هذه هي الفرصة ثبت اقدامك وثبتي اقدامك في رمضان ... والحرب الحرب على النفس بعد الشهر الفضيل.. عسى الله ان يثبتنا اجمعين على الحق وان ينير قلوبنا بالايمان واليقين وان يجعلنا من المحسنين والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى اله وصحبه اجمعين