09/11/2007
قال إن الفساد عند سياسيي اليمن ثقافة ويتصارعون على حصصهم فيه
نجل أول قادة جيش الجنوب بعد الاستقلال واصغر شاب في مجلس الشورى: الانفصاليين موجودين في الشمال والجنوب
عبد الستار بجاش، نيوزيمن:
"الفساد عند السياسيين ثقافة وصراعهم وخلافهم حول الفساد هو صراع على حصتهم فيه"، هكذا يري (محمد حسين عثمان عشال )العضو الجديد في مجلس الشورى منذ آخر تعيينات طالت قيادات المحافظات قبل أكثر من 3 أشهر وأزيح خلالها من منصبه كوكيل لمحافظة ذمار الى مجلس (الشيوخ) رغم انه لا يزال شاباً في قمة عطائه.
عشال العضو في مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح وكان آخر القيادات الإصلاحية المقصية من المناصب الرسمية، يؤكد لـ''نيوزيمن'' أن السياسيين الذين يتحدثون عن الفساد والمفسدين وضرورة محاربته لم يفكروا في إصلاح البلاد نهائيا، مضيفاً "ولقد أصبح الفساد ثقافة لديهم وسلوك ينتهجوه"، ملفتاً الى ان "محاربة الفساد واجتثاثه يحتاج إلى وقت كبير لأنه يمارس من قبل السياسيين بشكل بشع في هذه البلاد".
السيرة الذاتية لمحمد عشال كانت محل تحفظه حينما طلبناها منه لأسباب شخصية كما برر، وهو نجل العميد حسين عثمان عشال قائد الجيش الجنوبي عقب إستقلال الجنوب اليمني عن مملكة بريطانيا في 30 نوفمبر 1967م، وبسبب التصفية اليسارية لما كان يوصف باليمين الرجعي فقد انتزع عن منطقته مودية بمحافظة أبين ليستقر به الحال في مدينة تعز حيث تربى، وتبوأ منصب وكيل محافظة ابين عقب حرب 1994م، التي مات والده قبل إندلاعها بأسابيع.
ويوضح محمد عشال أن "البلاد تعيش في فوضي خلاقة وذلك من خلال البنية الاجتماعية والسياسية التي تعيشها"، وأضاف متحسراً "وضع بلادنا يتدهور عكس البلاد المحيطة بنا".
وبشأن الاحتقانات والإعتصامات والمظاهرات التي تشهدها المحافظات الجنوبية ولقي العديدين مصرعهم على ذمتها, يعتبر عشال تلك الإحتجاجات والمطالب المعلنة "جزء من مطالب حقوقية لا جدل حولها، و لابد من تصحيحيها"، ويعترف بوجود "الكثير من المستفيدين من هذه الأحداث ويحققون من وراءها مكاسب آلية ومصالح سياسية، وآخرين يقومون بتصفية حسابات".
الشعارات الإنفصالية التي رفعها البعض في المحافظات الجنوبية خلال المهرجانات والفعاليات الإحتجاجية، ليست مفاجأة له فهو يرى ان "الانفصاليين موجودين سواء في الشمال أو الجنوب، وعلى أية حال هناك الكثير من الانفصاليين في الجنوب والكثير في الشمال، والنزعات الانفصالية موجودة لديهم، وهذا السلوك موجود سواءا في الشمال أو الجنوب"، معتبرا ان "دعوة أبناء الجنوب لها كانت ردة فعل لما يحدث".
وينتقد عشال الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) والسياسة التي ينتهجها ويشدد على ضرورة "أن يصحح أالمؤتمر اوضاعه الداخلية ويمارس السلطة بمسئولية ونزاهة أكبر "، وأضاف "المصداقية والجدية ضرورة يجب ان ينتهجها الحزب الحاكم بعيدا عن المكايدات الحزبية الضيقة ".
ويرى عشال ان تكتل اللقاء المشترك "خطوة جيدة ونقلة نوعية في العمل السياسي"، لكنه يؤكد على أن "أهم شئ يكون لديهم - احزاب المشترك - أجندة واضحة ولا يكون لكل طرف فيهم أجندة مغايرة".
ويشير إلى ان الحوار الذي تثار هذه الأيام حوله الأحاديث والتراشقات الإعلامية "عقبة أساسية لدى كافة الأحزاب الحاكم والمعارضة"، ويضيف "هناك الكثير من المستفيدين من الطرفين من الجدل الدائر عن الحوار، وهم ليسو حريصين على نجاحه والوصول إلى أتفاق في كثير من القضايا التي تهم الوطن"، ملفتاً الى وجود "أطراف يستثمرون الحوار لمصالحهم، ولهم مآرب كثيرة بعيدة عن استقرار الوضع في البلد، وهناك أطراف أخرى تخلق العراقيل قبل أن تبدأ من خلال التصريحات الإعلامية ".