عرض مشاركة واحدة
قديم 05-23-2004, 11:19 AM   #16
حسن البار
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية حسن البار

Post

بسم الله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وآله وصحبه ومن سار على نهجه ووالاه ...

تصفحت تعقيبات إخواني الأفاضل ... وسعدت كثيرا بما قراءت وحمدت الله أن جعل في امة محمد أمثال هؤلاء الصفوة يبحثون عن الحق بالحكمة والعقلانية . يمتازون باخلاقهم واخوتهم وإذا إختلفت الاراء فالاسس واحدة والمشكاة واحدة ...

وبعد شكري لكل الاخوان المشاركين في هذا الموضوع ،، لي تعقيب في طيات هذه السطور على ما جاء في رد الاخوين الكريمين : ( غريب الديار و نياره ) ولعلهما لم يكملا قراءة ما جاء في طيات الثلاث الحلقات التي جمعت فيها بعض أقوال العلماء في مشروعية الاحتفال لعلي بذلك أكشف الستار عمّا خفي عن علم بعض إخواني . ومن أرد النقاش فلابد أن يكون هناك مرتكزات علمية يستند اليه المحاور ...

مادندن عليه الاخ ( غريب الديار ) وما غريب الا ........... هكذا نسمع !!!!
المهم دار أخي ولف طويلا دون أن يصل الى مراده ومبتغاه ... وحتى لا يكون للجانب الفلسفي في الحديث وجود ممل ...
فهناك مستحدثات كثيرة لم يفعلها الرسول ولم يفعلها الصحابة وقد تكون منطوية تحت الطلب العام من حيث الأمر بفعل الخير والاكثار منه وهذه سطور من الموضوع متعلقه بذلك :

1- انها اجتماعات خير ( الخالية من المنكرات والمفاسد بالطبع ) فالمولى جل وعلا يقول ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) ...

2- ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يترك العمل خشية أن يشق على أمته أو أن يفرض عليهم كما في حديث قيام رمضان أو حديث السواك ... فشفقته على امته منعته من فعل أشياء كان يحب فعلها ..
فاذا ترك مثل هذه الاحتفالات بالذكريات الاسلامية فلا يدل تركه على منعها سيما وهو مشغول بما هو أهم وأعظم ولكنه ترك لنا أصولا وقواعد نستند اليها ونحتكم فيما يستحدث من خير لا يخالف الشرع ..

3- ان الرسول صلى الله عليه وسلم أقر أصل الاجتماع على الذكر كما في حديث ابي سعيد عن معاوية ويكفي ان الله يباهي بهم ملائكته ..

4- ان اقراراته صلى الله عليه وآله وسلم لما حدث في زمنه من فعل الخير ويدخل في ثناياه الطلب العام حري بان يحتذى به ويسار على نهجه ...

سيدنا ورسولنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم شفيق رحيم بأمته حريص على التخفيف عنها في التكاليف . وقد يترك فعل العمل خوفا ان يفرض على أمته ... واليكم بعض الادلة :

= عن عائشة رضي الله عنها قالت (( إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم )) ... رواه البخاري وغيره

= وعن عائشة ايضا في ذكر صلاته صلى الله عليه وآله وسلم بعد العصر ، قالت وكان لا يصليها في المسجد مخافة أن تثقل على أمته وكان يحب ما خف عليهم ... وهذا ايضا في البخاري

= جاء هذا المعنى في كثير من المواضع كا السواك وتأخير صلاة العشاء الى ثلث الليل ."لولا أن أشق على أمتي " ..

= وفي البخاري ايضا ( يسروا ولا تعسروا ) ...

ففي هذه الادلة رد على من يبدع الناس على فعل الخير بحجة ان الرسول لم يفعله .. فقد ترك عليه الصلاة والسلام التحية والصلاة قبل الجمعة مع حثه عليها وعلى الصلاة بين يدي كل فريضه لانشغاله بما هو أهم ...

وقد قال العلماء : ان عدم الفعل لا يدل على المنع اطلاقا ... فاذا كانت ادلة الطلب العامة تدعو اليه والى مثله او أي وسيلة نفع عام صار ذلك الحدث داخلا في اطار السنة ...

وقد قال ابن تيمية في كتابه ( اقتضاء الصراط المستقيم ) :
(( وقد يثاب بعض الناس على فعل المولد ...... الخ وايضا ...

وفي عصرنا استحدثت الكثير من الأمور منها صلاة التهجد في العشر الآواخر من رمضان ، واجتماع الناس على إمام واحد والمخيمات الصيفية التي يتم الاعداد والترتيب لها وجمع الناس على المحاضرات وختم القرآن ليلة 29 من رمضان وغيرها كثير ... وكل ذلك مما لم يفعله الرسول ولا صحابته ولم نسمع من يقول ان هذه من السنن التركية ...

أما أخي نيارة :

فلك أقول إن بعثة سيد المرسلين وخير خلق الله اجمعين هي الخاتمة وقد بيّن لنا صلوات ربي وسلامه عليه كل شئ وتركنا على المحجة البيضاء وما نحن فيه وعليه من صلب عقيدتنا ومن صلب ديننا وهو من المأمور به كما بيّنت ذلك من خلال الثلاث الحلقات ...

واذا أردت النقاش العلمي فبك أرحب والى مائدة أهل العلم أدعوك ولن يكون للتعصب والتقليد وجود ( كما أشرت ) .
أما أن نترك لأهوائنا العنان ونتفوه بما تملية علينا دون أن يكون لنا علم ومعرفة بمقاصد الشرع وبكلام أهل العلم فستسير الأمور الى غير محلها وسيكون للحديث جوانب سلبية لافائدة منها ...

محبة الرسول في القلب وهي الاساس وهي شرط الايمان أما الاتباع والعمل فعلامة كما دلّ على ذلك حديث المصطفى عندما قال لسيدنا عمر ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من ماله وولده ونفسه التي بين جنبيه ) " أو كما قال " ولما توقف سيدنا عمر عند ( ونفسه ) توقف المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ووقتها كان ابن الخطاب عاملا عابدا مقتديا بالرسول في اقواله وافعاله فلم يكتمل ايمانه حتى قال ( ومن نفسي التي بين جنبي ) حينما رد عليه الحبيب المصطفى ( الآن يا عمر ) أي اكتمل ايمانك ...

ولاداعي للخوض في تفاصيل كيف كانت محبة الصحابة رضوان الله عليهم للرسول صلى الله عليه وسلم . فالاعرابي الذي قال للرسول ( غير أني احب الله ورسوله ) رد عليه ( أنت مع من أحببت ) "أو كما قال " فالعمل والاقتداء لا بد منه ولكن المحبة أولا وهي التي تقود الى الاقتداء ...

أكرر أخي العزيز : إن ما نحن عليه وعليه قاطبة المسلمين من صلب ديينا ونرجو به أن ننال رضى مولانا وشفاعة نبينا يوم يقوم الروح والملائكة ويوم تكون الكلمة لصاحب هذا المولد ولمن نجتمع على قراء سيرته والصلاة عليه وذكر اخباره وصفاته والاستماع الى المواعظ والعبر من قبل علماء المسلمين مع انشاد المدائح النبوية فرحا به ومحبة لهذا الحبيب ...
التوقيع :
الناس في الدنيا معادن
  رد مع اقتباس