عرض مشاركة واحدة
قديم 11-22-2007, 09:19 PM   #6
اللواء الأخضر
حال جديد

افتراضي

[

مايسه ..تعز ليست كعدن ..فكلاهما غالية ولكل تميزها وظروفها ... بمعنى آخر المحافظات الزراعية( والصناعية ) لا يمكن أن تختزل كالمحافظات الساحلية بوجه المدينة فحسب ...فالمدن الساحلية تقف عند هذه الجزئية لكن الأخيرة تقف على مرحلتين محافظة وعاصمة المحافظه ...

من هاهنا تختلف الصورة جملةً وتفصيلا ...وجه (مدينة تعز) لا يحمل كامل تقاسيم محافظة تعز الموزعة بين محاور عديده لكل محور منها تقسيماته الخاصه التي تميز بمجملها محافظة تعز ...هذه المحاور تتمثل بالحجرية ( بلاد المعافر ) وشرعب ( السلام والرونة ) (وماوية والجند ) ( والأعبوس و حيفان والصلو و الراهدة ) ( وصبر بتقسيماته العديدة ) و ( الوازعية والمناطق المحادة لإب ) ( وشمير ومقبنه والمناطق المحادة للحديدة ) هناك أجزاء أقتسمت من هذه المحاور وضمت لمحافظة لحج وإب والضالع مؤخراً ( المقاطرة - الحشا - القبيطة ...القاعدة ) ....ناموا تعزيين وصبحوا لحوج أو ضالعيين

وجه المدينه يحمل خليط من تلك المحاور يبرز فيه أهل الحجرية وبعدان والعدين السدة النادرة الشعر والهجين الحاصل بين العساكر ( إمام وجمهورية ) الذين تزوجوا من ذلك الخليط ونتج عنه جيل استوطن المدينه آباؤهم من شمال الشمال وأمهاتهم من محافظة تعز ومن المحافظات الوسطى إضافة لخليط من كل محافظات اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه أفرزتهم معايش وأحداث تاريخية مرت بها اليمن .

من هاهنا شعور إبن تعز يختلف عن شعور زائرها من غير مكث من المحافظات الأخرى ...يستطيع قراءة تضاريس وجه المدينه بدقة أكثر ويقرأ كل تعرجاتها بصورة مختلفة نوعاً ما ....

نعم هناك حالة إنتكاس متمثلة بما ذكرت وأكثر ناحية إهمال البنية التحتية للمدينة كعقاب فصلناه في موضوعك المتحدث عن تعاسة تعز وعلمه القاصي والداني ناحية مدينه كانت قبلة كل أبناء اليمن للسكنى والراحة يقف اليوم أبناءها على بوابات المساجد وكأنهم في أفريقيا بتلك العبوات البلاستيكية الصفراء الفاقع لونها وصور الأطفال المشمرين عن سيقانهم في طابور طويل ممتد وطرق محفرة وأزفلت منخور مهترئ وزحمة خانقه ومتنفذين فاسدين في سلطاتها المحلية وحالة من الفوضى عارمة ...كل ذلك مسلسل عقاب مازالت تعز واقعة في خضمه .

لكن بالنسبة للوجه الثقافي لتعز فما زالت هذه المحافظه المليونية متكدسة بأهل الفكر والثقافة زاخرة بإبداعاتهم كل مايواجهها هي خدمة النشر والتوزيع ، الحيوية موجودة ومبدعه ومتجددة لكن تبقى الرعاية هي الحلقة المفقودة كإعلام يضمن التواصل وتلمس المجتمع للقضايا التي يعانيها ويدركها ويعايشها أهل الفكر والثقافة ...يمكن أن نختزل كل ذلك بغياب لجانب الإمكانات وهياكل الإدارة رسمية وغير رسمية ...

أما عن جانب أخواتنا وقضاياهن بما يتضمنه جانب الحقوق والرعاية والصعوبات القائمة والمتلمسة وحتى الجانب الجنائي المتمثل بالعنف ضد المرأة وقصم حقوقها في التعليم والتشريع الذي يحفظها آمنة في البيت وفي الشارع فهو ما تتقاسمه مع أخواتها في عموم الوطن ..مع تأكيد على مفارقات قائمة كما أسلفت بين وجه المدينه وتفاصيل المحافظة فأبنة تعز بعصريتها وعلو كعبها في تحصيل التعليم ووجودها في مخرجات تخصصاته العالية ليست محصورة في المدينه فنماذجها الأوسع هناك ممتده على المحاور وبالكثير مما يستحق تسليط الأضواء عليه ناحية النجاحات والإبداعات والبصمات الحقيقية في البناء الذاتي والكينونه المتمايزه إنسانية وثقافية ...

تلمست جوانب من باب الإشارة فقط حتى لا أقع في تشخيص غير سليم أو سلبي قد يفهم كعنصرية وهو بعيد عنها كل البعد ... لانها قيد العدم وتنافيها بيئة هذه المدينه الطيبة ... لكنه واقعاً فهم مهضوم ومجتزأ لتعز ممن لا يدرك واقع التركيبة البشرية في المحافظة الفتية تعز ... كثيراً ما يتجاوز وكثيراً ما لايوقف عليه نتيجة عدم دراية أو صمت من ابناء هذه المحافظة لأنهم لا يعيرونه أي إهتمام ...

وافر تقديري....


ننتظر هذا القلم الجميل السيال عذوبة ورقي وفكر واسع النظرة ... بعدسته الزومية الرائعة وقوفاً على جمال إب ..عند مدينتها القديمة ...عند ينابيعها وشلالاتها عند قهوة إب بمذاق طعمها السحري الذي لا ينسى أبداً ...

التعديل الأخير تم بواسطة اللواء الأخضر ; 11-22-2007 الساعة 09:22 PM
  رد مع اقتباس