عرض مشاركة واحدة
قديم 11-28-2007, 09:32 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي العطاس : المعالجات المرتكزة على التدليس شكل خطير من أشكال الفساد



العطاس : المعالجات المرتكزة على التدليس شكل خطير من أشكال الفساد
بتاريخ Nov/28/2007

القسم : من هنا وهناك


رئيس مجلس الوزراء الأسبق في أهم فترة عاشتها اليمن بعد الوحدة تميز بكونه رجل دولة عف اللسان، حاول أن يضع أساس الاقتصاد لدولة الوحدة إلا أن المماحكات السياسية أجهضت قيام البناء وحدثت الحرب.

(الوسط) في ثاني لقاء تجريه مع المهندس العطاس وفي مرحلة صعبة تمر بها اليمن تحاول أن تستقرئ أسبابا لما يحدث اليوم وتبحث عن حلول يمكن أن تكون ناجعة.

حيدر العطاس رغم قوة طرحه حول ما يجري إلا أنه لا يمكن الاستشفاف من حديثه إلا الحرص على وحدة كان أحد أهم المساهمين في صنع لبناتها وهو اليوم يعيش الاغتراب خارج وطنه في مفارقة غريبة على الأخ رئيس الجمهورية أن يضع حدا لاغتراب قسري يعيشه شركاؤه في تحقيق وحدة يخشى أن تصبح مجرد وحدة جغرافية تتشظى عشرات المرات في النفوس والأفكار والثقافات. الوطن لا يمكن مصادرته أو الاستئثار به دون الآخرين ومتى ما كان مناخه التسامح والحرية حينها يكون الملاذ الآمن للجميع دون استثناء... في هذا الحوار يتحدث المهندس حيدر العطاس عن الحراك الجاري على الساحة وعن ما يراه من حلول يمكن أن تنقذ ما يمكن إنقاذه ..فإلى الحوار.

* أولا ماالذي يمكن أن تقوله لأبناء الشعب اليمني وخصوصا أبناء المحافظات الجنوبية بمناسبة الثلاثين من نوفمبر؟

- لم يكن امرا يسيرا الوصوال الى الثلاثين من نوفمبر 1967م لولا قيام ثورة الرابع عشر من اكتوبر1963م التى انطلقت شرارتها الاولى من على قمم جبال ردفان الباسلة والصامدة بقيادة المناضل الوطنى الشهيد/ غالب بن راجح لبوزة ، بعد أن أبلى بلاء حسنا مع ثلة من ابناء الجنوب فى الدفاع عن ثورة 26سبتمبر1962م التى اطاحت بالنظام الامامى فى الشمال وقيام الجمهورية العربية اليمنية ، إيذانا بقيام ثورة شعبية عارمة عمت كل مناطق الجنوب اذهلت المحتل البريطانى، فتهاوى جبروته وقواته المسلحة وطيرانه واساطيلة جراء نضال ابناء الجنوب الموحد بمختلف شرئحهم الاجتماعية ومشاربهم السياسية، مستخدمين كل وسائل النضال الممكنة ، فلم تثنهم ، اعمال القتل والارهاب التى مارسها المحتل البريطانى و لم تجد نفعا معتقلاته وسجونه التى اكتظت بالمناضلين الشرفاء ، ليثنيهم عن هدفهم السامى لانتزاع الاستقلال الناجز وتحرير الجنوب فى الثلاثين من نوفمبر 1967م وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية . فتحية اجلال واكبار لكل الشهداء ولكل الجرحى والمعوقين الذين طالهم سلاح المحتل الغاشم ولكل من دخل سجونه ومعتقلاته فى سبيل ان ينال شعبنا حريتة وسيادته على تراب ارضه ،ويقهر الظلم والاستبداد ويقضى على الفساد ويساوي بين ابنائها فى الحقوق والواجبات و ينمي خيرها ويسعد ويعز انسانها .

ولهذه الاهداف ومن اجلها تعانقت ثورتا سبتمبر وأكتوبر وأنتجتا إعلان الـ22مايو1990م ، وبمناسبة الذكرى الــ 45 لثورة سبتمبر و الــ 44 لثورة اكتوبر ، فإننا ندعو شعبنا اليمنى قاطبة لاستذكار هذه الاهداف المختطفه لثورتيه وتجديد النضال لاستعادتها ليستعيد اعلان الـ 22 مايو1990م المجيد اشراقته وقوته لتحقيق الوحدة وترسيخها ببناء دولتها التي تصون بالدستور والقانون حقوق مواطنيها وتحترم وترعى التنوع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والمذهبي لكل مناطقها بلاجور اوطغيان او إقصاء وحرمان بل تعاون وتكامل وانسجام ، لاسعاد الانسان لينهض بهمة وتناغم بأعباء التنمية الشاملة فى عموم البلاد شمالها وجنوبها و شرقها وغربها.

وبمناسبة الذكرى الاربعين ليوم التحرير و الاستقلال الوطنى المجيد وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية ، اخص بالتحية أبناء الجنوب لا من باب الانتماء الى هذا الجزء الغالي من الوطن ولكن من باب المناسبة التي اختصت به ، مستذكرا تضحيات الرواد الاوائل ومشيدا بنضالات الابناء والاحفاد السلمي لاستعادة الاهداف التي عانقت بها ثورة اكتوبر ثورة سبتمبر فى اعلان الـ22 مايو1990م الذي اجهزت عليه حرب 1994م وما الحقته بالجنوب ارضا وانسانا من عبث وجور وطغيان واقصاء وحرمان فوق ما يتحمل البشر. وإنني على ثقة بان اخوتهم من ابناء الشمال الابطال الاوفياء وهم يكابدون نفس المعاناة سوف يعانقون اخوتهم ابناء الجنوب في نضالهم هذا لاستعادة اعلان الـ22مايو1990م وتحريره من الاختطاف الغبي والماحق .

* كيف تقرأ مايحدث في المحافظات الجنوبية بشأن حركة الاحتجاجات والاعتصامات وهل يمكن أن تتوقف بالاعتقالات التي طالت نشطاءها وما هو الحل من وجهة نظرك ؟

- مايجري في الجنوب الآن هو محصلة مباشرة للسياسة العتمدة منذ حرب 1994م ، حين اعتمد احد شركاء الوحدة الحرب كوسيلة لحل الخلافات السياسية الناشئة عن اختلاف الرؤى فى تطبيق مهمام المرحلة الانتقالية لتوحيد مؤسسات الدولتين السياديتين المتعاقدتين على الوحدة ، المدنية والعسكرية والامنية وتوحيد سياساتهما الاقتصادية والمالية والتعليمية وغيرها فى دولة مدنية وديمقراطية موحدة، يسود فيها الدستور والقانون ، ضاربا عرض الحائط بنتائج الحوارات الوطنية وقراراي مجلس الامن الدولي رقمي (924) و (931) لعام1994م الداعية لحل الخلافات بالحوار السلمي ، مؤكدة بان القوة لاتحل الخلافات، و تعهد الطرف المنتصر فى الحرب لمجلس الامن برسالة القائم باعمال رئيس الوزراء فى 7/7/1994م بحل الخلافات عبر الحوار سلميا ، إلا ان نشوة الانتصار العسكري انست الطرف المنتصر هذه القرارات والتعهدات ، فانتهج سياسة انتقامية بدلا من سياسة تضميد الجراح واستعادة الوحدة الوطنية التي كسرتها الحرب فى النفوس قبل ان تكسر الوحدة السياسية .

اعتقد المنتصر أنه انتصر على الحزب الاشتراكى، الذي قاد شعب الجنوب بدولته المستقلة والمتمتعة بكامل السيادة الوطنية والعضو العامل فى المنظمات العربية والاقليمية والدولية وبحسن نية ودون استفتائه للوحدة ، فاعتبر الجنوب ارضا وانسانا ملكية خاصة للحزب الاشتراكي فهي إذن غنيمة حرب من حقه التصرف بها كيفما شاء وضمها إلى أملاكه، ونسي اوتناسى أن الحزب الاشتراكي ليس الجنوب كله، فأعضاؤه لا يزيدون عن 26.000 فرد لا يمثلون سوى 0.093% من شعب الجنوب او اقل وليست لديهم من الممتلكات الخاصة سوى مساكنهم العائلية وسياراتهم الشخصية ومرتباتهم ولا يملكون مجتمعين من صرفت لهم قطع ارض (20* 20) متراً يساوى ما استقطع أو سطا عليه متنفذ واحد من كبار قادة .....!!.، كذلك هو الحال مع جميع موظفي الدولة بأجهزتها المدنية والعسكرية والأمنية ومؤسسات القطاع العام الصناعي والزراعي والخدمي والذي يبلغ عددهم فى حدود 000،450فرد، والباقي هو شعب الجنوب العامل الذي يبلغ تعداد سكانه حوالي

2/800/000 من غير المغتربين ، بمؤسساتهم الخاصة التي تعرضت بعضها للتأميم وممتلكاتهم وارضهم الزراعية والبيضاء الخاصة وبمساحة دولتهم الواسعة والتي تبلغ حوالى 380,000كيلومتر مربع ، وتزخر بحارها واراضيها بالثروات .

لقد ارتكب المنتصر اكبر خطأ تاريخي عندما تصرف وفق هذه السياسة معتبرا الجنوب كله غنيمة حرب ، مسددا ضربة قوية للوحدة وللشعب اليمني قاطبة قبل شعب الجنوب ، عندما اعتدى بتصرفاته الحمقاء، على أواصر الألفة والمحبة بين الشعب في الشمال والشعب في الجنوب ، المتمثلة في بعض ما سنورده أدناه:-

1- حل كل أجهزة ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية فى دولة الجنوب ( جمهورية اليمن الديمقراطية ) بدلا من دمجها مع مثيلاتها من دولة الشمال (الجمهورية العربية اليمنية) وفق الخطط المعدة قبل الحرب المشؤومة وان تصرف فيها وفق رؤيته بعد غياب الشريك ، لكن اللجوء للحل كان الخطأ الفادح بعينه حيث اعتبرت كل القوى العاملة والقيادات والكوادر المدنية والعسكرية فى دولة الجنوب قوى فائضة سرحت قسرا ورميت فى الشارع ( ربما استفاد بريمر من هذه الخطة فى العراق فأوجد الوضع المأساوي الذي تعاني منه العراق الشقيق اليوم) .

2- تصفية مؤسسات القطاع العام التجاري و الصناعي والزراعي، وملكت كمكافأة لمتنفذين من طرف المنتصر وعلى عينك ياحاسد ، ورمى بعمالها فى الشارع كقوى عاملة فائضة.

-3 استبيحت اراضى الدولة البيضاء ولم تسلم حتى الملكيات الخاصة للمواطنين من السطو، فاستقطع متنفذون أراضى بالكيلومتر بدلا من المتر الذي اعتبر أداة قياس متخلفة لاتناسب المنتصر.

-4 وزعت بلوكات النفط على اشخاص لتسويقها لحسابهم الخاص فحولتهم من موظفي دولة عاديين الى مليونيرات بلمحة بصر ، وهذا ريع للدولة تم الاستيلاء عليه ، واذكر ان حصيلة منح التوقيع لعدد من بلوكات النفط فى العام 91/92م بلغت حوالى 185مليون دولار وردت كاملة لخزينة الدولة. اما وكالات شركات التنقيب عن النفط حظرت على ابناء الجنوب ، عملا بسياسة منع الثروة من الوصول اليهم ورغم انهم الأحق بها لان التنقيب يجري فى اراضيهم(احداث بالحاف ومنطقة قبائل بالحارث احد هذه التجليات التي بلغت حد الوقاحة فى منع حتى التوظيف من ابناء المناطق - قبل ايام اعلن عن تشكيل لجنة لتوظيف ابناء قبيلة بالحارث بعد الاحداث المؤلمة)

-5 اما قطاع الاسماك ومايشهده من عبث فحدث ولاحرج ، وحتى صغار الصيادين من ابناء الجنوب لم يرحمهم جشع المتنفذين.. هذه نماذج فقط ولكل أن يتصور حجم الاستباحة والجور والطغيان والاقصاء الذي تعرض له شعب الجنوب كشريك فاعل في الوحدة المعلنة فى 22مايو 1990م ، بعد حرب 1994م ، كان الشعب طيبا ومتسامحا ان انتظر هذه الفترة متعشما ان تعدل السياسة ويعامل كشريك (الشعب وليس الاشتراكى الشريك) وان يعاد الاعتبار للوحدة ولشعب الجنوب، لكن مرت 13 سنة اشد ايلاما على ابناء الجنوب سنوات عجاف لايتحملها إلا شعب مؤمن وصبور وحليم ، دون ان يحرك ساكنا ودون ان يتقدم ناصح من كبار القوم لمواساة ابناء الجنوب على الاقل ان لم يستطع فعل شيء لتصحيح هذه الأخطاء الفادحة بحقه، وتجد اليوم من يستنكر خروج ابناء الجنوب في هذا الحراك السلمي موحدين ، صبت فوق رؤوسهم كل اللعنات و النعوت من مشاغبين إلى انفصاليين الى عملاء .. الى آخر القائمة من الصفات التي لو تمعن مطلقوها فانهم انما يصبون الماء على الزيت ويسددون سهامهم المسمومة لضرب الالفة والوئام بين ابناء الشعب فى الشمال والجنوب وهم بذلك يسهمون فى نحر الوحدة ..

لقد خرج ابناء الجنوب دون رشاش او مدفع اودبابة ، صدورهم مفتوحة وحناجرهم مبحوحة من كثرة النداءات لذوي الأبصار مطالبين بحقوقهم المشروعة ، غير مبالين بما سيواجهو من قمع وبطش وقتل واعتقال ، ولن يعودوا الى ديارهم الابعد تحقيق ماخرجوا من أجله، فلم يعد الامر مطالب شخصية يمكن تلبيتها انحناء للعاصفة ثم تعود حليمة لعادتها القديمة ، فى خروجهم العظيم السلمي هذا موحدين ليس امامهم من هدف سوى تأمين مستقبل الاجيال القادمة فهم جيل التضحية ، فايديهم لاخوتهم ممدودة للنضال معا لتأمين مستقبل الاجيال فى عموم البلاد دون جور او طغيان من اخ على اخيه ولكن تكاملاً وانسجاماً.

اما عن جزء من سؤالك ماهو الحل؟ فهو بسيط لكل متبصر وعاقل، ناكر لذاته، محب لشعبه، متفان فى خدمته راع امين لمصالحه، ويتمثل فى الاعتراف بالقضية الجنوبية كنتاج لحرب 1994م وتعمقت بفعل فاعل ، والاعتراف فضيلة ، وبعده الولوج بصدق وامانة وتجرد فى ايجاد المعالجات التي تقضي على الأسباب وإزالة الآثار وتؤمن عدم تكرارها ، وسيكون الله مع الصادقين ومصوبا لخطاهم إن شاء الله.

* تكاد تجمع هذه الفعاليات على ضرورة العودة إلى وثيقة العهد والاتفاق وتطبيقها هل تعتقد أنها مازالت صالحة لتكون أساسا للحل ولم تسقط بالحرب وإعلان الانفصال ؟

- كانت وثيقة العهد والاتفاق المعبرة عن الإجماع الوطني ، إحدى تداعيات وأهم اساب الحرب ، والا لبوشر فى تطبيقها فور انتهاء الحرب ولا نريد نكش الجراح ، الوثيقة يمكن ان تكون احد اهم المرجعيات عند البحث عن المخارج والحلول

يتبع

:
  رد مع اقتباس