عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2007, 07:37 PM   #7
جمال العطاس
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية جمال العطاس


هواياتي :  الشعر والمواضيع الادبيه
جمال العطاس is on a distinguished road
جمال العطاس غير متواجد حالياً
افتراضي



سيدي عبدالقادر

اقتباس :
وهذا ينطبق بوجه من الوجوه على شعرنا الشعبي . فالشاعر الشعبي الذي يهتم بكل ماذكرناه لاشك أننا نلمح إهتمامه بمدخلاته ظاهرا وجليا في مخرجاته الشعرية . وهذه مسلّمة من المسلمات . قد يقول قائل أن هناك بعض الشعراء لايزالون على أمّيتهم في الوقت الذين نراهم يبدعون . الجواب هو : أن هذه الشريحة أيضا لها مدخلات معرفية إكتسبوها من الواقع ومعاصرة الرجال والأحداث . وإستقرأوا الواقع والحدث بشكل صحيح . وسبروا أغوار العادات والتقاليد والأعراف الإجتماعية , فشكّلت عندهم مدخلات معرفية جيدة ظهر أثرها على أشعارهم . فالشاعر كما قيل ( مرآة زمانه ) .

لاحظ ما إقتبسناه من آخر مشاركة لنا . فقد سقنا ولامسنا شئ من ذلك بشكل مقتضب جدا . إلا أنكم طرقتم هذا الباب وعندها لزم الاستطراد والايضاح في مسألة ( الحليلة ) . لدينا وجهة نظر شخصية تقوم على التدليل لا إعتمادا على القول ( رمي الكلام على عواهنه ) . فالحليلة ياسيدي إصطلاح تعارف عليها ( إجتماعيا ) لكنه لايقوم على دليل علمي صحيح . فلا شئ إسمه حليلة حسب المفهوم ( الشعبي الدارج ) . أي أن هناك إمرأة من الجن تأتي للشاعر فتلهمه القول . فهذا محض تهيؤات لاتقوم على حجة ولم يقلها أحد ممن تقدّم من أعلام شعراء الشعوب . ولو نظرنا للفظ ( حليلة ) لوجدنا له مدلول من ( الحلول ) . أي أن هناك شئ يحل في نفس الشاعر .

فالذي يحل في نفس الشاعر ويقذف في روعه شئ من القول هو ( الإلهام ) وليست إمرأة من الجن كما يشاع كذبا وتخرّصا . والإلهام أمر معهود في الانسان ويدعمه الدليل العلمي . ولكن حتى هذا الإلهام يخضع للتحصيل المعرفي بمفهومه الواسع أي ( قراءات _ بحوث _ تجربة _ معاصرة _ أحداث _ أعراف إجتماعية ) . فهذه منظومة من المدخلات يحتاجها الشاعر . فالقول بأن هناك إمراة من الجن تحل في روع الشاعر أو تقذف فيه شئ من القول والنبواءات تدعى ( الحليلة ) فهذه مجرّد أساطير أطلقت في المجتمعات وتناقلتها ألسن العوام . واصبحت قول مرجوح ولكنه ( بلا مرجّح ) . والجن لايأتون بمعلومات ( مستقبلية ) لأحد اليوم . والدليل القرآني صريح في هذا . اما سابقا فقد كانت أبواب السماوات مفتوحة لإستراق السمع . ولكنها أغلقت وأعد لكل مسترق شهابا رصدا . فلا يستطيع الجن اليوم إستراق السمع كما كان في السابق . وبهذا الدليل سقط قول الذين يتأفّكون ويقولون بوجود جنيّة تدعى ( الحليلة ) تنبئ الشاعر بما سيحصل .

الشعر كملكة هو مجرّد ( إلهام ) تنمو وتصقل من خلال أمور شتى . ولا حاجة للإطالة في شرح الأمور التي تنمّي هذه الملكة وتصقلها . ( فالإلهام ) هو جزء من ( الوحي ) الذي لايزال يتلقاه البشر وغيرهم إلى قيام الساعة . فالوحي لايزال مستمر ولم ينقطع عن البشر صالحهم وطالحهم . والذي إنقطع هو ( الوحي بالرسالات ) فقد خُتم بخاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم . أما الوحي المقصود به الإلهام فهو لايزال قائم . فلايزال الله تبارك وتعالى يوحي ويلهم لخلقه الى قيام الساعة بطرق لايعلمها الا الله . . فكل مانسمعه من أقوال بعض الشعراء التي تنبئ عن أحداث ستحصل في المستقبل القريب أو البعيد أما أنها تقوم على ( حسن قراءة المعطيات ) أو أنها تقوم على ( الإلهام ) . أما عن طريق الجن فهذا خرافات واساطير يدحضها الدليل . لا أود الإستطراد أكثر ولو لزم الأمر لوقفنا وقفة لاحقة !!

تحياتي
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة جمال العطاس ; 12-07-2007 الساعة 07:50 PM
  رد مع اقتباس